logo
#

أحدث الأخبار مع #وميج29

'مراسم واجا والرقص القاتل على الحدود'.. صدام الهند وباكستان استعراض أم دق لطبول حرب كبرى؟
'مراسم واجا والرقص القاتل على الحدود'.. صدام الهند وباكستان استعراض أم دق لطبول حرب كبرى؟

24 القاهرة

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • 24 القاهرة

'مراسم واجا والرقص القاتل على الحدود'.. صدام الهند وباكستان استعراض أم دق لطبول حرب كبرى؟

كنت أسابق الخطوات مخترقا ميدان لبنان الشهير، ضاربا بوجهي صوب مقر موقع القاهرة 24، بينما كانت عقارب الساعة تقترب من الواحدة صباح الأربعاء، لكي أصل قبل بدء الشيفت الليلي، تلقفني الزملاء المغادرون لتوهم من الشيفت المسائي بالوعيد بأن ليلتي ستكون أسود من قرن الخروب، والسبب اندلاع الحرب بين الجارتين اللدوتين الهند وباكستان، وبعضهم رأى أن حربا نووية قد تكون نهاية العالم ستكتبها تلك البقعة من العالم، حينها فقط تذكرت تلك الاستعراضات العسكرية بين حدود الدولتين المعروفة باسم مراسم خفض الأعلام "واجا". تجرى تلك الاستعراضات في طريق ممتد يصل إلى بوابات الحدود بين البلدين، بينما على جانبيه مدرجات خرسانية يجلس عليها مواطنون من الهند وباكستان تتعالى أصواتهم ليس لتشجيع رياضة ما، ولكن لمشاهدة تلك العروض التي تحدث كل يوم قبيل غروب الشمس وتحديدًا عند معبر واجا بين مدينة أمرتسار الهندية ولاهور الباكستانية، فهي صراع الفائز فيه من يمتلك مهارة الاستعراض. حتى أمس الثلاثاء، مر 14 يوما من الحرب الكلامية والتلاسن بين الشقيقتين العدوتين، منذ أن تسبب الرصاص المنطلق من فوهات بنادق مسلحين، في سيل دماء العشرات من الضحايا والمصابين من السائحين الهنود الهندوس في الـ 22 من شهر أبريل الماضي، وكانت كفيلة بتحويل بلدة باهالغام الهادئة التي يطلق عليها 'سويسرا الهند'، في إقليم كشمير بالجزء الخاضع لإدارة نيودلهي، لأن تكون سببا في سيلٍ من الاتهامات الموجهة إلى الحكومة الباكستانية بأنها تقف وراء المسلحين وتدعمهم وهو ما رفضته إسلام آباد في أكثر من محفل، مطالبة بتحقيق محايد وشفاف في الهجوم. ورغم حدة التصعيد بين البلدين على عدة مستويات، لكن أهمها موقف الهند من جارتها من خلال غلق تدفق المياه عبر فتحات السدود وتعليق العمل بمعاهدةً تُنظّم تقاسم مياه نهر السند وروافده، لكن سرعان ما نجحت نيودلهي مساء أمس الثلاثاء، في تحريك أنظار العالم إلى إقليم كشمير المتنازع عليه وبخاصة في المنطقة التي تسيطر عليها باكستان. استهداف 9 مواقع في جامو التابعة لكشمير في الإدارة باكستان، كانت كفلية بإشعال فتيل الحرب بين نيو دلهي وإسلام آباد، ضمن العملية "سيندور"، بحسب ما أسماها الجيش الهندي، والذي أعلن بأنه أطلق عملية لاستهداف البنية التحتية للإرهاب في المنطقتين السابقتين، وأنه لم يستهدف أي منشآت عسكرية باكستانية، لكن الباكستانيون لم يتمهلوا في الرد سواء بالقصف المدفعي أو القتال الجوي والذي تسبب في سقوط 5 مقاتلات هندية بينهم 3 من الرفال الفرنسية وسوخوي 30 وميج 29 الروسيتين، وواصلوها بالتصريحات والبيانات الإعلامية لنجاحاتهم، بينما ظلت نيودلهي لساعات دون رد ينفي أو يؤكد لتخرج بعدها بساعات لتقول بسقوط 3 مقاتلات فقط. بحسب ما هو منتشر، فإن سقوط المقاتلات الهندية الـ 5 أمام طائرات من سلاح الجو الباكستاني من طراز "J-10CE' وباستخدام صاروخ 'PL-15' جو-جو بعيد المدى، وكذلك منظومة الدفاع الجوي 'HQ-9B' أرض-جو، وجميعها صناعة صينية، وهو يعني أن امتلاك الجيش الباكستاني لأنظمة متطورة من القيادة والسيطرة والاستطلاع والمراقبة الجوية المتفوقة، كما أنه يؤكد وبقوة نجاح القدرات الحربية الصينية بشكل فعال وكبير بعكس ما يتم الترويج له. منذ انطلاق شرارة الحرب الأولى بين الجارتين، في أغسطس1947، بعد ولادة الدولتين بوقت قصير لكن الاستعمار أورثهما كراهية وحقدا من أجل السيطرة على إقليم كشمير الخلاب الواقع في جبال الهيمالايا، وما بين 6 حروب ومواجهات بينهما في تاريخ الصراع الطويل، لكنها في مجملها لم تخرج عن مناوشات هنا وتوغل هناك وضربات جوية خاطفة وقصف للمواقع العسكرية بين الجبال والتلال. بالعودة إلى "مراسم واجا"-والتي توقفت بسبب التصعيد الحالي- والتي في العادة يجريها العسكريون من قوات حرس الحدود من البلدين بتلك الشوارب الكبيرة والعيون الجاحظة والملابس الأنيقة وأغطية الرأس القادمة من الموروث الثقافي لحضارة واحدة 'الهند والسند'، وبينما يؤدوها وهم يمشون بخطى سريعة ومع اقترابهم من الأبواب يرفعون أقدامهم بطريقة مبالغة وصارمة، لكنها لا تخلو من الاستعراض ما بين أصوات جهورية وحركات اليدين والرأس في منافسة قوية دون قتال أو تلامس، وويل لمن يخطئ أو يتعثر فيها. كذلك الصدام الأخير بينهما لن يطول بينما يتخلله قصف هنا أو مناوشات هناك، فالهند بقصفه السريع الخاطف قد اقتص لضحايا متنزه باهالغام، وفقا لاتهاماته لإسلام آباد، كما أنه حقق الصفعة الأولى التي لم تكتمل بسقوط مقاتلاتها وتنجح باكستان في كبح جماح جارتها، لكن مقبل الأيام وحده هو الذي سيحدد ما ستُقدم عليه الجارتان دون اللجوء للخيار النووي بالطبع الذي يتوهم البعض أنه مطروح، فلكتا الدولتين يعلمان أنه بمثابة 'كبسولة السيانيد المميت" الذي لا ينجو منه أحد.

مناورة «نسر الحضارة 2025»
مناورة «نسر الحضارة 2025»

الاتحاد

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الاتحاد

مناورة «نسر الحضارة 2025»

مناورة «نسر الحضارة 2025» تعد المناورة العسكرية «نسر الحضارة 2025» بين مصر والصين، من منتصف أبريل إلى أوائل مايو، تطوراً جيوسياسياً موجهاً للعالم حيال الدور القادم للبلدين في المنطقة. انخراط الجيشين الصيني والمصري في أول مناورة جوية مشتركة بينهما خطوة غير مسبوقة وفي غاية الأهمية، لا يمكن توقعها للدبلوماسية العسكرية الصينية في العالم من جهة، ومكانة مصر كرمانة الميزان الاستراتيجي بمنطقة الشرق الأوسط من جهة أخرى، وهو أمر له دلالات عديدة ظاهرة ومستترة في آن واحد، وستمهد الطريق لتعاون نوعي في مجال التصنيع العسكري المتقدم بين الجانبين. ويتماشى اهتمام الصين بالمنطقة مع «مبادرة الحزام والطريق»، وهي مشروع بنية تحتية بقيمة تريليون دولار يهدف إلى توسيع نطاق بكين الاقتصادي والسياسي، وتُعد قناة السويس التي يمر عبرها حوالي 12% من التجارة العالمية سنوياً ركيزة أساسية في هذه الاستراتيجية. ومع استعراض الدولتين لقدراتهما الجوية تثير المناورات تساؤلات حول تحول التحالفات في الشرق الأوسط، وطموحات الصين الإقليمية المتنامية، وتداعياتها على القوى العالمية مثل الولايات المتحدة التي لطالما اعتبرت مصر حليفاً رئيسياً، ولكن الواقعية السياسية تفرض على مصر، كما تفرض على الصين، البحث عن البدائل الأكثر مناسبةً لهما، حيث تمارس الصين عملية احتواء استباقي لا مفر منه، ومثال على ذلك بناء القاعدة الصينية في جيبوتي، وصفقات الموانئ في جوادر وكولومبو، والآن التدريبات الجوية في مصر، وكلها تعكس استراتيجية صينية متماسكة للتخلص من الحصار المراد به إبطاء تقدمها المطرّد في شتى المجالات.وبغض النظر عن المقاتلات المشاركة من الطرفين، فقد صممت هذه التدريبات لتعزيز التوافق التشغيلي وتبادل الخبرات في القتال الجوي والتكتيكات الحديثة، وهو مقلق للغاية لدول الجوار التي تهدد الأمن القومي المصري، والقوى العالمية التي تخشى أن تكون مصر منطلق الردع الصيني في المنطقة، لما تشكله التضاريس الصحراوية في الشرق الأوسط وقربها من الطرق البحرية المتنازع عليها، مثل البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، من تحديات فريدة، مقارنةً بمسارح العمليات المعتادة لجيش التحرير الشعبي الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. كما أرى أن الصين، من خلال إجراء مناورات جوية مع مصر، تسعى لتحقيق أهداف متعددة، ولا سيما أن جمهورية مصر العربية لديها ثلاث من أخطر الطائرات المقاتلة في العالم، وتُشكل هذه الطائرات الثلاث مشكلة كبيرة للصين وفرصة في الوقت نفسه لمعرفة قدراتها في مواجهة القدرات الصينية، حيث تمتلك الهند طائرات رافال وميج-29، بينما تحصل الفلبين على طائرات إف-16 الأميركية، وفي ظل هذا السيناريو حاولت الصين تعزيز نفوذها وتوجيه رسالة إلى الولايات المتحدة واكتساب رؤى تقنية مهمة بشأن تلك المقاتلات. أرسلت الصين طائرة النقل شيان Y-20 لنقل الإمدادات العسكرية لهذه المناورة، والتي تُعتبر بمثابة نسخة مُضادة من طائرة C-17 Globemaster الأميركية ويمكنها حمل كميات كبيرة من المعدات العسكرية، وبذلك يظهر الجيش الصيني قوته، حتى بعيداً عن حدوده، وإمكانات التصدير الصينية واستعراض قدراتها في البيئات الحية، وتضاعف مصر بدورها من بدائل الردع المتوفرة لديها بعد المناورة مع الروس، لتتبعه بمناورة مع الصين، ومصر بذلك تعلن للعالم أنها ليست مجرد دولة أخرى، بل هي ركيزة ميزان القوى الأساسية في الشرق الأوسط، ومن الطبيعي أن تظهر بعض القوى الإقليمية حساسية بالغة تجاه التغيرات في الوضع الدفاعي للقاهرة والمساس بالتفوق التكنولوجي لمنافسيها، وماذا لو حصلت مصر على مقاتلات الجيل الخامس مثل تشنغدو جيه-20 وأنظمة طائرات مسيرة متطورة؟ وبعيداً عن المستوى التكتيكي، كيف سيغير أثر ذلك المشهد السياسي برمته في المنطقة؟ المناورة تثبت أن الدول العربية يمكنها التأرجح بين الشركاء دون اختيار طرف بشكل نهائي، وتؤكد قدرتها على العمل بشكل مستقل والتواصل مع شركاء جدد، والمشاركة في القيادة العالمية. أما بالنسبة للصين فالمناورة تُمثل منصة اختبار للمعدات، وإثباتاً لإمكانية الوصول السريع لنقاط الاختناق الأبرز في العالم، وبناء التحالفات التكتيكية دون أيديولوجيات، وبناء قواعد دون بناء، وبالمقابل حتماً سنرى الرد الأميركي على ذلك الحراك الاستراتيجي! *كاتب وباحث إماراتي في شؤون التعايش السلمي وحوار الثقافات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store