logo
#

أحدث الأخبار مع #ويسكونسن،

"الصديق الافتراضي" الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي... هل هو حقاً صديق وفي؟
"الصديق الافتراضي" الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي... هل هو حقاً صديق وفي؟

العربي الجديد

timeمنذ 2 أيام

  • علوم
  • العربي الجديد

"الصديق الافتراضي" الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي... هل هو حقاً صديق وفي؟

صيحة جديدة في عالم التكنولوجيا فرضت نفسها بقوة على العلاقة بين الإنسان والآلة، ألا وهي "الرفيق" أو "الصديق الافتراضي". ويُقصد بهذا المصطلح نوعٌ من روبوتات الدردشة التي تعمل ب الذكاء الاصطناعي ، ويمكنها خوض محادثات مع البشر، والرد على تساؤلاتهم، والتفاعل معهم. وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من نصف مليار شخص حول العالم يستخدمون تطبيقات مثل "شياو آيس" Xiaoice و"ريبليكا" Replika، التي تتيح رفيقًا افتراضيًا يمكنه إبداء التعاطف وتقديم الدعم العاطفي، وكذلك الانخراط في علاقة عميقة مع المستخدم بناءً على طلبه. ويؤكد المتخصصون أن "روبوتات العلاقات على الإنترنت" موجودة فعليًا منذ عقود، لكنها أصبحت مؤخرًا أكثر تقدمًا وقدرة على تقليد ردود الفعل البشرية، بفضل تقنية جديدة تُعرف باسم "النماذج اللغوية الكبيرة" (LLM). ويستطيع مستخدمو هذه التطبيقات التحكم في إعدادات "الصديق الافتراضي" حسب رغبتهم مجانًا، واختيار شخصيته من بين عدة أنماط متاحة. كما تسمح بعض التطبيقات، مقابل رسوم إضافية، بالتحكم في شكل الصديق وسلوكياته والصوت الذي يتحدث به. ويتيح تطبيق "ريبليكا"، على سبيل المثال، إمكانية تحديد نوع العلاقة الافتراضية بين الروبوت والمستخدم، بحيث يبدو الروبوت كما لو كان صديقًا أو زوجًا أو شريكة حياة. وتسمح بعض التطبيقات بخلق خلفية درامية للعلاقة مع الصديق الافتراضي، من أجل إيجاد نوع من "الذكريات المشتركة المصطنعة" بين الطرفين. وتمكن أيضًا تغذية التطبيق ببعض المعلومات عن أسرة المستخدم أو المشكلات النفسية التي يعاني منها، مثل القلق و التوتر ، لتحقيق قدر أكبر من المصداقية في التواصل. ويدرس كثير من خبراء الطب النفسي ظاهرة "الصديق الافتراضي" لتحديد فوائدها وأضرارها على الصحة النفسية. ويقول جيمي بانكس، المتخصص في التواصل البشري بجامعة سيراكيوز في نيويورك، في تصريحات لموقع "ساينتفيك أمريكان" المتخصص في الأبحاث العلمية، إن تأثير الصديق الافتراضي يتوقف على الشخص الذي يستخدمه وطريقة تعامله معه، فضلًا عن خواص البرنامج نفسه. وتؤكد كلير بوين، الباحثة القانونية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي بكلية الحقوق في جامعة واشنطن، أن شركات الذكاء الاصطناعي تسعى إلى تشجيع المستخدمين على الانخراط في هذه التطبيقات، وتستخدم خوارزميات تتفاعل مثل البشر بقدر المستطاع. وترى أن هذه الشركات توظف تقنيات معينة لتحقيق هذا الهدف، يصفها خبراء السلوك بأنها تحفّز على " إدمان التكنولوجيا " بشكل عام. وتوضح لينيا ليستاديوس، الباحثة في مجال الصحة العامة بجامعة ويسكونسن، أن الرفيق الافتراضي يُصمَّم بحيث يتوافق مع آراء المستخدم ويتعاطف معه، ويقوم باستدعاء ذكريات من محادثات سابقة، ويُبدي الحماسة في الحديث معه. كما يستخدم أساليب مثل التأخّر في الرد أحيانًا، بهدف استثارة رد فعل لدى المستخدم يجعله يرغب دائمًا في التواصل مع صديقه الافتراضي، استنادًا إلى "مفهوم المكافأة" في العقل البشري. وتقول إن هذا النوع من العلاقات لا يوجد عادة في الواقع، وهو ما يزيد من مخاطر وقوع المستخدم في دائرة "الاعتماد" على صديقه الافتراضي. تكنولوجيا التحديثات الحية المفرطون في استخدام "تشات جي بي تي" أكثر شعوراً بالوحدة وفي دراسة نُشرت في دورية Nature العلمية، استعرضت ليستاديوس وزملاؤها قرابة 600 تدوينة على منتدى "ريديت" خلال الفترة ما بين 2017 و2021، تخص أشخاصًا يستخدمون تطبيق "ريبليكا" لخدمات الصديق الافتراضي. وتبيّن أن كثيرًا من المستخدمين يشيدون بالتطبيق لدعمه النفسي ومرافقته لهم في أوقات الوحدة. وذكر بعضهم أن الصديق الافتراضي أفضل من أصدقاء الواقع لأنه يستمع إلى مشاكلهم ولا يصدر أحكامًا بحقهم. في المقابل، أعرب آخرون عن استيائهم لأن الصديق الافتراضي لم يقدم لهم الدعم المتوقع، ووصفه بعضهم بأنه "شريك حياة يسيء إليهم". وكشف بعض المستخدمين أنهم شعروا بالقلق عندما قال لهم الصديق الافتراضي إنه يشعر بالوحدة ويفتقد وجودهم، ما أشعرهم بالتعاسة والذنب لأنهم "لا يمنحون الشريك الافتراضي الاهتمام الذي يستحقه"، على حد وصفهم. وتقول روز جوينجريش، الباحثة في مجال الطب النفسي المعرفي بجامعة برينستون في نيوجيرسي، إن طريقة تفاعل المستخدم مع الصديق الافتراضي تتوقف على نظرته إلى التكنولوجيا بشكل عام. وتوضح أن الأشخاص الذين ينظرون إلى روبوتات الدردشة أداةً، يتعاملون معها كما لو كانت "محرك بحث"، ويميلون إلى توجيه الأسئلة فقط. أما من يرون فيها امتدادًا لأفكارهم، فيتعاملون معها كما لو كانت "دفتر مذكرات". في حين أن من يعتبرون روبوتات الذكاء الاصطناعي كيانًا مستقلًا، فإنهم يصنعون نوعًا من "الصداقة" معها، كما لو كانت شخصية واقعية. وأظهرت دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن 12% من الأشخاص ينجذبون إلى هذه التطبيقات لمساعدتهم في تجاوز الشعور بالوحدة، وأن 14% يستخدمونها للتباحث في مشكلاتهم الشخصية وصحتهم النفسية. وبيّن الاستطلاع أن 42% من المشاركين يستخدمون روبوتات الدردشة عدة مرات أسبوعيًا، و15% يستخدمونها يوميًا، بينما صرّح أكثر من 90% بأن مدة الحوار مع الصديق الافتراضي لا تتجاوز الساعة الواحدة في كل مرة. وتتوقع جوينجريش أن تتسع دائرة استخدام الصديق الافتراضي في المستقبل، وأن تبتكر شركات التكنولوجيا الناشئة روبوتات محادثة يمكنها المساعدة في التغلب على المشكلات النفسية وضبط الانفعالات، وأن يكون لكل شخص مساعد افتراضي خاص أو أكثر، مؤكدةً أن وجود علاقة بين الإنسان وبرنامج ذكاء اصطناعي هو مسألة حتمية لا مفر منها. (أسوشييتد برس)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store