#أحدث الأخبار مع #ويليامتشابيل،إيجيبت 14٢٧-٠٤-٢٠٢٥إيجيبت 14مايكروسوفت تتطور نموذجاً للذكاء الاصطناعي لأجهزة الاستخباراتكشفت شركة 'مايكروسوفت' في مايو 2024، عن تطويرها نموذجاً توليدياً للذكاء الاصطناعي منفصلاً تماماً عن الإنترنت، لافتة إلى أن وكالات الاستخبارات الأمريكية يمكنها بفضل هذا النموذج استخدام التكنولوجيا القوية بأمان لتحليل المعلومات السرية للغاية التي تعمل عليها. وذلك بما يشير إلى أن الثورة التي أطلقتها شركة 'أوبن آيه آي OpenAI' في مجال نماذج اللغات الكبيرة عبر إطلاق نموذج 'شات جي بي تي' يصل مداها إلى أجهزة الاستخبارات التي تعمل منذ ذلك الحين على توظيف القدرات الكبيرة للنماذج اللغوية وتقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل عام، في المهام الاستخباراتية، بما لا يُخالف معايير الخصوصية والأمان المُتَبعة في الأجهزة الاستخباراتية. نموذج مايكروسوفت أعلنت شركة 'مايكروسوفت' عن المنتج الجديد في معرض الذكاء الاصطناعي للقدرة التنافسية الوطنية، الذي أُقيم في مايو 2024، بواشنطن العاصمة، في الولايات المتحدة. ويمكن استعراض أبرز ملامح ودلالات نموذج 'مايكروسوفت' الاستخباراتي الجديد فيما يلي: 1- سعي الاستخبارات الأمريكية إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي: عبّرت الاستخبارات الأمريكية بشكلٍ واضح عن سعيها إلى الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة في المهام الاستخباراتية. وسبق وأكد مسؤولون استخباراتيون أمريكيون، في فبراير 2023، أن هناك الكثير من العمل الجاري داخل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لضمان أن تُصبح منظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الجانب الموازي المتعلق بدراسة وفهم استخدام الخصوم لقدرات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. كما أنشأت (CIA) منصة مشتركة لتفعيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاقها في نهاية المطاف، وإنشاء موارد وفرص جديدة لزيادة إلمام موظفيها بالتقنيات الذكية والآلية. وقد لفتت لاكشمي رامان، مديرة قسم الذكاء الاصطناعي بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) في تقييمها لبرامج الذكاء الاصطناعي وإمكانية استفادة الاستخبارات الأمريكية منها، في سبتمبر 2023، إلى أن هذه التكنولوجيا القوية لها أيضاً إيجابيات محتملة بالنسبة للولايات المتحدة، مؤكدةً أن أدوار تلك التطبيقات لا تقف فقط عند حدود التهديدات الأمنية المحتملة، وأنها تمتلك إمكانات يمكن الاستفادة منها. مشيرةً إلى أن الميزة الأساسية للذكاء الاصطناعي هو أنه 'متاح على نطاق واسع، ويعمل بسرعة وسهولة لم تكن ممكنة من قبل'. 2- تطوير أول نموذج معزول وغير متصل بالإنترنت: بينما بدأت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، عام 2023، في استخدام أداة ذكاء اصطناعي توليدية لأغراض غير سرية؛ فإن الحاجة إلى عزل المنصة عن الإنترنت لتحسين أمانها ضد التهديدات السيبرانية وضمان عدم تسرُّب معلومات الأمن القومي الحساسة، كان دافعاً نحو التوجه إلى تطوير نموذج جديد. ويهدف نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي من 'مايكروسوفت' لصالح الاستخبارات الأمريكية إلى التغلُّب على المشكلات الأمنية التي تنبع من اتصال نماذج اللغات الكبيرة (LLMs) بالإنترنت، والتي تُستخدم عادةً كمورد لتدريب تلك النماذج. وقد أعلن ويليام تشابيل، كبير مسؤولي التقنيات المتخصصة للمهام الاستراتيجية والتكنولوجيا في شركة 'مايكروسوفت' -بالفعل- أن هذه هي المرة الأولى التي تطور فيها الشركة نسخة معزولة وغير متصلة بالإنترنت، وهو ما يُعد أحد الاختلافات الرئيسة بين هذا النموذج وغيره من نماذج الذكاء الاصطناعي التي تكون عُرضةً للاختراق وتسريب البيانات. وعلى الرغم من أن النموذج يعتمد على السحابة (Cloud) من الناحية الفنية أيضاً كغيره من النماذج والتطبيقات الذكية، إلا أن المختلف في تلك الحالة، أن النموذج الذي طورته 'مايكروسوفت' متصل بشبكة خاصة لا يمكن الوصول إليها إلا من قِبل الحكومة وأجهزة الاستخبارات الأمريكية المعنية به، أي أنها أقرب إلى 'مستودع بيانات' أو 'شبكة تخزين مغلقة'، وصفها 'تشابيل' بأنها بيئة سحابية ثابتة تعتمد على تكنولوجيا 'الفجوة الهوائية – Air-Gapped' ومعزولة عن الإنترنت، وبذلك لا يمكن للنموذج التعلم من البيانات والملفات التي يشاركها المستخدمون الآخرون أو المعلومات المستمدة من الويب، وإنما يعتمد على شبكته الخاصة فقط، كما لا يشارك معلوماته وبياناته الخاصة خارج تلك الشبكة. 3- الاعتماد في بناء النموذج الجديد على 'GPT-4': يُعتبر نموذج 'مايكروسوفت' بمثابة وسيلة لمعالجة وتحليل كميات هائلة من المعلومات السرية دون المساس بالسرية. وقد سبق وكشفت بالفعل وكالة 'بلومبيرج' في سبتمبر 2023، أن وكالة الاستخبارات المركزية كانت تبني أداةً داخليةً خاصة بها على طراز 'شات جي بي تي' لفحص البيانات العامة. ووفق ما هو مُعلن فإن نموذج 'مايكروسوفت' الاستخباراتي مبني على نموذج اللغة الكبير 'GPT-4' الخاص بشركة 'أوبن آيه آي'. وكما هو معروف، فإن 'شات جي بي تي' هو برنامج 'روبوت دردشة' تم تطويره بواسطة شركة 'أوبن إيه آي'، انتشر بسرعة كبيرة منذ إطلاقه في أواخر عام 2022. وهو جزء من الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يتضمن نماذج لغوية كبيرة يمكنها إنشاء الصوت والرموز والصور والنصوص ومقاطع الفيديو والوسائط الأخرى. فيما يُعتبر 'GPT-4' هو النسخة الرابعة من النموذج، وجرى إطلاقه في مارس 2023. 4- إضفاء السرية على تفاصيل المشروع الأمريكي: رغم كل ذلك، فإن المعلومات المتوفرة عن نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديد، الذي كشفت عنه 'مايكروسوفت' لصالح الاستخبارات الأمريكية، لا تزال معلومات قليلة. حيث حرصت الشركة على الكشف عن نموذجها الجديد للترويج له كنجاح وسبق تكنولوجي للشركة، دون كشف تفاصيل أكبر عن النموذج، خاصة حول الجوانب التقنية والتشغيلية، وهو ما يرتبط بتخصيص النموذج لصالح الاستخبارات الأمريكية، وما يقتضيه ذلك من سرية كبيرة، والتخوّف من استفادة الوكالات الاستخبارية الأخرى من بعض التفاصيل التقنية في مساعي تطوير نماذجها المنافِسة، أو فهم آلية عمل النموذج الاستخباراتي الأمريكي بشكل دقيق، أو العمل على تقويضه والإضرار به. 5- بدء اختبار النموذج داخل مجتمع الاستخبارات: خضع نموذج اللغات الكبيرة الأمريكي الجديد لعملية تطوير مدتها 18 شهراً على أيدي فريق التطوير المسؤول عن المشروع بشركة 'مايكروسوفت'، لصالح الاستخبارات الأمريكية. ورغم إعلان الشركة المطورة للنموذج الاستخباراتي عنه، وإتمام العمل على تطويره، لكنه لا يزال في مرحلة العمل التجريبي، حيث يخضع النموذج حالياً للاختبار من قبل مختلف وكالات مجتمع الاستخبارات الأمريكي. وهو ما يعني أن النموذج لا يزال في مرحلة التطوير ولم يتم إنجازه بشكل كامل أو تعميم العمل به. حيث تمر منصة الذكاء الاصطناعي الجديدة الخاصة بشركة 'مايكروسوفت' لصالح وكالات الاستخبارات الأمريكية بمرحلة الاختبار والاعتماد قبل أن تدخل حيز الاستخدام المنتظم، وقبل أن يقوم مجتمع الاستخبارات الأمريكي باستخدام النموذج الجديد على نطاق أوسع. وستقوم الشركة الأمريكية أولاً بإجراء بعض التعديلات وتلافي بعض الإشكاليات التي تكشف عنها عملية الاختبار الجارية، قبل تعميم استخدامه بشكل كامل بواسطة الاستخبارات الأمريكية. محددات التطوير يفتح نجاح الاستخبارات الأمريكية في تطوير نموذج لُغوي مستند إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي لاستخدامه في بعض مهامها، البابَ أمام مختلف أجهزة الاستخبارات الأخرى في دول العالم للتطلُّع نحو الاستفادة من تلك التقنيات والنماذج الناشئة. فبجوار التنافس الدولي الكبير على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجالات الأمنية والعسكرية، ثمة تنافس بين أجهزة الاستخبارات على تطوير والاستفادة من نماذج اللغات الكبيرة بعد الطفرة الكبيرة التي حققها نموذج 'شات جي بي تي'، مع الحفاظ على معايير العمل الاستخباراتي المعروفة وعلى رأسها الخصوصية. ومن أبرز المحددات والاعتبارات الحاكمة لتوجُّه وكالات الاستخبارات المختلفة في العالم نحو تطوير واستخدام نماذج توليدية لغوية في عملها، ما يلي: 1- سباق دولي على الذكاء الاصطناعي التوليدي: إن قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على تحليل كميات هائلة من البيانات والتعرف على الأنماط لتزويد المستخدمين بأدلة وتحليلات علمية ورؤى قابلة للتنفيذ، جعلت مثل هذه الأدوات مطلوبة بشدة لوكالات الاستخبارات، ودفعت نحو التنافس بين أجهزة الاستخبارات الكبرى في العالم على الاستفادة من التقنيات والنماذج المستندة إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي كمجال ناشئ يحوي العديد من الفرص المتقاطعة مع عمل وكالات الاستخبارات، خاصةً فيما يتعلق بمعالجة البيانات. وقالت 'شيتال باتيل'، مساعدة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لمركز المهام العابرة للحدود الوطنية والتكنولوجيا، في مؤتمر أمني بجامعة 'فاندربيلت' في أبريل 2024، إن هناك سباقاً للحصول على الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتطويره، والاستفادة منه في معالجة البيانات الاستخباراتية، وإن وكالات الاستخبارات في جميع أنحاء العالم تتنافس بالفعل لتكون أول من يسخّر الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملها، كاشفة عن طموح الولايات المتحدة لأن تكون أول دولة تنجح في استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في هذا المجال، باعتبار أن الأسبقية في هذا المجال ستخلق فوارق في العمل والتطوير والقدرات التحليلية بين الاستخبارات الأمريكية وأجهزة الاستخبارات الأخرى في العالم. 2- اهتمام استخباراتي بتطوير نماذج اللغات الكبيرة: عبّرت الاستخبارات الأمريكية بشكلٍ واضح عن سعيها إلى الاستفادة من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الجديدة، خاصةً بعد إطلاق شركة 'أوبن آيه آي' لروبوت الدردشة 'شات جي بي تي'، وما كشفه ذلك من إمكانات وفرص ضخمة للاستفادة من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، وقدرتها على فهم وتحليل واستيعاب المعلومات الضخمة، فضلاً عن قدرات التعلُّم الآلي. كذلك كثّف فريق الذكاء الاصطناعي التابع لوكالة الاستخبارات المركزية اهتمامه بكيفية قيام 'شات جي بي تي' والقدرات المماثلة بتقديم مساعدة أكثر تقدماً لموظفي الوكالة أثناء قيامهم بعمليات استخباراتية مهمة. حيث سبق وأكدت لاكشمي رامان، مديرة قسم الذكاء الاصطناعي بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، في سبتمبر 2023، أن الوكالة تعمل على تطوير روبوت دردشة داخلي للمساعدة في الأبحاث والكتابة. 3- تحليل كميات ضخمة من البيانات الاستخباراتية: تسعى أجهزة الاستخبارات إلى الاستفادة من الطفرة التقنية التي خلقتها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وخاصة نماذج اللغات الكبيرة (LLMs) مثل 'شات جي بي تي'. وستسعى النماذج الذكية الجديدة التي ستطورها وتستخدمها أجهزة الاستخبارات الكبرى في العالم، إلى مساعدة عملائها ومحلليها، من خلال الاطلاع على كميات هائلة من البيانات وتحديد الاتجاهات الرئيسة، وهي العملية التي يؤكد مسؤولون استخباراتيون أنها لن تكون ممكنة التطبيق على كميات ضخمة من البيانات، من دون استخدام تقنيات ونماذج الذكاء الاصطناعي. وفيما يُعتبر نموذج 'مايكروسوفت' بمثابة وسيلة لمعالجة وتحليل كميات هائلة من المعلومات السرية دون المساس بالسرية، فإن وكالات الاستخبارات الأخرى من المرجح أن تستخدم نماذجَ مشابهة من أجل تحليل البيانات الاستخباراتية الضخمة بحثاً عن أدلة، بالاستفادة من قواعد البيانات الاستخباراتية الضخمة، سواء داخل جهة واحدة، أو داخل مجتمع الاستخبارات في الدولة بشكلٍ عام، أو حتى قواعد البيانات الاستخباراتية التي يتم بناؤها من خلال آليات تبادل المعلومات الاستخباراتية متعددة الأطراف. 4- التوسُّع في تطوير النماذج المُغلقة لاعتبارات أمنية: تعتمد معظم نماذج الذكاء الاصطناعي على الحوسبة السحابية للتعلُّم الآلي واستنتاج الأنماط من البيانات. ولكن اتجهت الاستخبارات الأمريكية نحو تطوير نماذج معزولة عن شبكة الإنترنت العالمية، لتحسين أمانها ضد التهديدات السيبرانية وضمان عدم تسرّب معلومات الأمن القومي الحساسة إلى نموذج يمكن الوصول إليه بشكل عام. ومن المتوقع أن ينطبق الأمر نفسه على مختلف نماذج الذكاء الاصطناعي التي تسعى وكالات الاستخبارات بدول العالم المختلفة إلى تطويرها واستخدامها، في إطار اهتمام أجهزة الاستخبارات بالاستفادة من القدرات الكبيرة للذكاء الاصطناعي في فهم وتحليل الكميات الضخمة من المعلومات السرية التي تمتلكها تلك الأجهزة، بما يضمن في الوقت نفسه أمن وخصوصية البيانات. وقد اعتبرت شركة 'مايكروسوفت' أن تطوير نماذج توليدية للذكاء الاصطناعي بشكل منفصل عن شبكات الإنترنت المفتوحة والحوسبة السحابية يمكّن وكالات الاستخبارات من استخدام التكنولوجيا الذكية لتحليل المعلومات السرية للغاية بشكل آمن. وتجدر الإشارة إلى أن إحدى المهام الرئيسة التي تضطلع بها فرق الذكاء الاصطناعي في وكالات الاستخبارات هي فهم حواجز الحماية المطلوبة عند تطبيق التقنيات الذكية الناشئة على عمليات مجتمع الاستخبارات، للاستفادة من المزايا الكبيرة التي تتيحها تلك التقنيات والنماذج، دون الإخلال بمعايير الخصوصية والأمان. وفي حين تتضمن النماذج المستندة إلى السحابة نقل البيانات إلى خوادم خارجية للمعالجة، مما يثير مخاوف أمنية، يمكن أن يؤدي تخزين المعلومات الحساسة ومعالجتها على الأجهزة والشبكات الداخلية إلى تقليل مخاطر الوصول غير المصرح به وانتهاكات البيانات المحتملة بشكل كبير. ولذلك قامت شركة 'سامسونج' -على سبيل المثال- بتقييد استخدام 'شات جي بي تي' على أجهزة الشركة إلى الحد الأدنى، وعملت على بناء برنامج الدردشة الآلي الخاص بها لتقليل هذه المخاطر، بعد أن تسبب ثلاثة من موظفي الشركة في تسريب بيانات حساسة إلى 'شات جي بي تي'. كما قامت مؤسسات أخرى مثل 'أمازون' و'فيريزون' و'جي بي مورجان' بتقييد استخدام 'شات جي بي تي' في عملياتها اليومية بسبب مخاوف أمنية، حيث يجمع النموذج بيانات عديدة من المستخدمين بينها كل المحادثات التي يجريها المستخدم مع المنصة، كما يتم تدريبه باستخدام البيانات التي يتلقاها، بما في ذلك البيانات السرية للشركة أو جهاز الاستخبارات. وهو أمرٌ ذو حساسية وخطورة عالية في العمل الاستخباراتي، حيث تتضمن بيانات أجهزة الاستخبارات صور أقمار اصطناعية وفيديوهات ومعلومات سرية وفائقة الدقة، وإذا ما حصلت هذه البرامج على تلك البيانات وقامت بتحليلها أو أظهرت نتائجها لعموم المستخدمين، أو لوكالات الاستخبارات الأخرى، فإن ذلك سيتسبب في مشكلات كبيرة لوكالة الاستخبارات، كفيلة بإفشال عملها وتهديد الأمن القومي للدولة. 5- منح أذون محددة للوصول إلى بيانات النماذج: كما سبقت الإشارة فإن نموذج الذكاء الاصطناعي الذي طورته 'مايكروسوفت' لصالح الاستخبارات الأمريكية، موجود على شبكة خاصة لا يمكن الوصول إليها إلا من قِبل حكومة الولايات المتحدة، وأجهزة الاستخبارات الأمريكية المعنية به. وقد لفت كبير مسؤولي التقنيات المتخصصة للمهام الاستراتيجية والتكنولوجيا في شركة 'مايكروسوفت' إلى أن حوالي 10 آلاف شخص سيكونون قادرين نظرياً على الوصول إلى النموذج الذي طورته شركته. ونظراً لطبيعة مهامها وسرية معلوماتها، فإن نماذج الذكاء الاصطناعي التي ستطورها شركات التكنولوجيا الكبرى لصالح وكالة الاستخبارات، ستكون نماذج مغلقة، مع تحديد من يمتلك صلاحية الدخول إليها، حيث ستقتصر على موظفي وكالات الاستخبارات والأمن العام في الدولة، كما يمكن أن تكون مُغلقة على موظفي بعض الأقسام؛ حيث يرتبط تحديد صلاحيات الوصول بعامل الخصوصية والأمان، كما يرتبط أيضاً بضمان عدم تسرُّب المعلومات الاستخباراتية الهامة التي سيتم تخزينها على شبكة النموذج. 6- الاستغناء عن قدرات التعلُّم الآلي من البيانات: في حين يتطلع العديدون إلى الاستفادة من الآفاق المفتوحة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها القدرة على التعلُّم الآلي والاستفادة من البيانات الضخمة والمصادر المفتوحة؛ فإن ما يصاحب تلك الميزات الواسعة من إشكاليات ترتبط بالخصوصية والموثوقية لا تستطيع وكالات الاستخبارات تحمُّل تكلفتها بالنظر إلى الأهمية المحورية لدقة التحليلات وسرية البيانات في عمل تلك الأجهزة. وقد كان لافتاً تأكيد 'ويليام تشابيل'، في تصريحاته لوكالة 'بلومبيرج'، على أن منصة الذكاء الاصطناعي الجديدة التي طورتها 'مايكروسوفت'، مُصممة بحيث يمكنها قراءة الملفات، ولكن لا تتعلم منها بطريقة قد تؤثر على إنتاجها أو من الإنترنت الأوسع. وذلك بما يشير إلى أن أحد الاختلافات الرئيسة بين النماذج الاستخباراتية الخاصة ونظيرتها المفتوحة العامة، هو التوجُّه التقني عند عملية التطوير بألا تتمكن نماذج الذكاء الاصطناعي المطورة لصالح وكالات الاستخبارات من اكتساب قدرات التعلُّم الآلي، وألا تتعلم من الأسئلة التي يتم طرحها من قِبل المستخدمين، بطريقة تساهم بعد ذلك في كشف المعلومات الاستخباراتية. وستكون نماذج بسيطة ومباشرة، تجيب عن الأسئلة، وأقرب إلى النماذج التي تقوم بكتابة الأكواد. حيث تتجه أجهزة الاستخبارات إلى عدم منح تلك المنصات القدرة على التعلّم من البيانات التي يتم تزويدها بها، وأن تقوم نماذج اللغات الكبيرة المخصصة للأعمال الاستخباراتية بمعالجة كل حالة على حدة. 7- الاعتماد على الأدوات التجارية المتاحة: كما فعلت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في المراحل الأولى لبناء نموذجها الاستخباراتي، بالبحث حول أفضل النماذج المطروحة، حتى تقرر الاعتماد على 'جي بي تي 4″، من المحتمل أن تقوم وكالات الاستخبارات الأخرى في دول العالم بأمرٍ مماثل، مع الأخذ في الاعتبار أن الاختيارات ستكون أقل من حيث العدد مقارنة بالسوق الأمريكية الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصةً أن عامل الموثوقية والعلاقات مع الشركات أو مراكز الأبحاث المسؤولة عن تلك التقنيات شديد الأهمية. وقد عملت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بشكل تعاوني مع الجهات التي تلعب دوراً محورياً في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، بما يشمل مراكز البحث والتطوير الممولة اتحادياً والشركات الكبرى وشركاء آخرين في الأوساط الأكاديمية والصناعية. وقامت بالتعاون مع كل هؤلاء لتقييم عدد كبير من الأدوات والمنتجات التجارية المتاحة، لإدخالها في القطاع الاستخباراتي مع بعض عمليات التطوير والتكيُّف اللازمة. ولتقليل التكلفة المالية، والمدد الزمنية اللازمة لتطوير البرامج والأدوات الاستخباراتية، ستعمل وكالات الاستخبارات على دمج الأدوات المبنية من الخارج، والتي طورتها شركات أخرى، وربطها بأنظمة الحاسوب السرية والمحمية المستخدمة في الوكالات الاستخباراتية والمعنية بشؤون الأمن القومي. كما قد يكون ذلك هو الاختيار الوحيد بالنسبة لوكالات الاستخبارات التي لا تمتلك هي أو شركاؤها المباشرون داخل الدولة خبرات تقنية كبيرة في هذا المجال. 8- سعي الشركات إلى اكتساب ثقة وكالات الاستخبارات: على الجانب الآخر، فإن شركات التكنولوجيا الكبرى نفسها، المتخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي ونماذج اللغات الكبيرة، ستحاول استغلال توجُّه أجهزة الاستخبارات إلى الاعتماد على تلك النماذج، للحصول على مكاسب استثمارية محتملة من خلال العمل مع وكالات الاستخبارات في تطوير وعمل هذه النماذج، بما يتطلبه ذلك من شروط على رأسها تعزيز ثقة وكالات الاستخبارات في تلك الشركات. حيث ستسعى تلك الشركات ومن بينها 'مايكروسوفت' إلى تقديم نفسها كشركات مساعدة ومتعاونة مع القطاع الحكومي العسكري والاستخباراتي في إمداد تلك الجهات بخدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتطوير نماذج لغات كبيرة، لتستخدمها تلك الوكالات في عملها، مع طمأنتها من خلال تقديم مزايا أكبر من حيث الخصوصية وعوامل الأمان، باعتبارها من أكبر التحديات التي تواجه الشركات العاملة في هذا المجال، وتحديداً برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي العامة المرتبطة بالإنترنت، مثل 'شات جي بي تي' أو 'جيميناي'. 9- قلق من صلاحيات الشركات المطورة للنماذج: تجدر الإشارة إلى أن عملية الموافقة والاعتماد للمقاولين والشركاء التقنيين الجدد غالباً ما تكون طويلة وشاقة لاعتبارات أمنية وبيروقراطية. ويرى الكثيرون من المسؤولين الاستخباراتيين أنه يجب تحديثها وتبسيطها، بما لا يخالف درجات الأمان والموثوقية المطلوبة أيضاً. ولكن يحيط بهذا الأمر جدل أكبر ليس فقط حول موثوقية الاعتماد على تلك الشركات في شراء واستخدام التقنيات التي طورتها، بل أيضاً حول ما يتعلق بصلاحيات تلك الشركات للوصول إلى أدواتها والسحابات المرتبطة بها. وستبقى صلاحيات الشركات المطورة لنماذج الذكاء الاصطناعي المستخدمة في المجال الاستخباراتي، وقدرة تلك الشركات على الوصول إلى مستودعات البيانات محل خلاف. ومهما تزايدت الثقة في الشركات المطورة في نماذج الذكاء الاصطناعي، فمن المتوقع أن تجادل أطراف بأنه رغم استفادة القطاعات العسكرية والاستخباراتية من الطفرة التكنولوجية التي يحققها قطاع الذكاء الاصطناعي المدني، إلا أن ذلك لا ينفي ضرورة أن تعمل المؤسسات العسكرية والاستخباراتية على تطوير التقنيات والأدوات الذكية التي تحتاجها بنفسها من خلال أذرع تكنولوجية تدشنها وتتحكم فيها، بما يُضفي المزيد من الأمان والموثوقية على تلك الأدوات والبيانات التي يتم إمدادها بها. فيما يرى آخرون أنه لا حاجة إلى ذلك التوسع بما يحمله من تكلفة كبرى ومهام معقدة، وأن آليات الشراكة 'المدنية – الاستخباراتية' أو 'المدنية – العسكرية'، تفي بالغرض، مع بعض التطوير في تلك الأدوات، والحد من صلاحيات الشركات المطورة بعد التشغيل إلى أقل الحدود. ويرون أن آلية الشراكة مع الجهات المدنية آلية راسخة ولها ضوابط تحكمها، وأثبتت فاعليتها في مجالات متنوعة بما فيها الصناعات العسكرية، وأنها تقلل الكثير من الأعباء من على كاهل المؤسسات العسكرية والاستخباراتية، وتسمح بالاستفادة من الآفاق المفتوحة للابتكارات التكنولوجية المدنية ومزدوجة الاستخدام. ختاماً، في حين يُعد تحليل البيانات الاستخباراتية الضخمة مهمة كبيرة ومُعقدة، وقد تأخذ وقتاً كبيراً ويضطلع بها عدد كبير من الأشخاص للحصول على النتائج المطلوبة؛ فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ونماذج اللغات الكبيرة، من شأنها ليس فقط أن تقلل من العبء الواقع على موظفي ومحللي وكالات الاستخبارات، بل إنها تساعد في فهم وتحليل البيانات وتحديد الإجابات والأدلة المطلوبة في وقتٍ سريعٍ جداً، وهو ما يتوافق مع أهمية عامل الوقت في العمل الاستخباراتي.
إيجيبت 14٢٧-٠٤-٢٠٢٥إيجيبت 14مايكروسوفت تتطور نموذجاً للذكاء الاصطناعي لأجهزة الاستخباراتكشفت شركة 'مايكروسوفت' في مايو 2024، عن تطويرها نموذجاً توليدياً للذكاء الاصطناعي منفصلاً تماماً عن الإنترنت، لافتة إلى أن وكالات الاستخبارات الأمريكية يمكنها بفضل هذا النموذج استخدام التكنولوجيا القوية بأمان لتحليل المعلومات السرية للغاية التي تعمل عليها. وذلك بما يشير إلى أن الثورة التي أطلقتها شركة 'أوبن آيه آي OpenAI' في مجال نماذج اللغات الكبيرة عبر إطلاق نموذج 'شات جي بي تي' يصل مداها إلى أجهزة الاستخبارات التي تعمل منذ ذلك الحين على توظيف القدرات الكبيرة للنماذج اللغوية وتقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل عام، في المهام الاستخباراتية، بما لا يُخالف معايير الخصوصية والأمان المُتَبعة في الأجهزة الاستخباراتية. نموذج مايكروسوفت أعلنت شركة 'مايكروسوفت' عن المنتج الجديد في معرض الذكاء الاصطناعي للقدرة التنافسية الوطنية، الذي أُقيم في مايو 2024، بواشنطن العاصمة، في الولايات المتحدة. ويمكن استعراض أبرز ملامح ودلالات نموذج 'مايكروسوفت' الاستخباراتي الجديد فيما يلي: 1- سعي الاستخبارات الأمريكية إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي: عبّرت الاستخبارات الأمريكية بشكلٍ واضح عن سعيها إلى الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة في المهام الاستخباراتية. وسبق وأكد مسؤولون استخباراتيون أمريكيون، في فبراير 2023، أن هناك الكثير من العمل الجاري داخل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لضمان أن تُصبح منظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الجانب الموازي المتعلق بدراسة وفهم استخدام الخصوم لقدرات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. كما أنشأت (CIA) منصة مشتركة لتفعيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاقها في نهاية المطاف، وإنشاء موارد وفرص جديدة لزيادة إلمام موظفيها بالتقنيات الذكية والآلية. وقد لفتت لاكشمي رامان، مديرة قسم الذكاء الاصطناعي بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) في تقييمها لبرامج الذكاء الاصطناعي وإمكانية استفادة الاستخبارات الأمريكية منها، في سبتمبر 2023، إلى أن هذه التكنولوجيا القوية لها أيضاً إيجابيات محتملة بالنسبة للولايات المتحدة، مؤكدةً أن أدوار تلك التطبيقات لا تقف فقط عند حدود التهديدات الأمنية المحتملة، وأنها تمتلك إمكانات يمكن الاستفادة منها. مشيرةً إلى أن الميزة الأساسية للذكاء الاصطناعي هو أنه 'متاح على نطاق واسع، ويعمل بسرعة وسهولة لم تكن ممكنة من قبل'. 2- تطوير أول نموذج معزول وغير متصل بالإنترنت: بينما بدأت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، عام 2023، في استخدام أداة ذكاء اصطناعي توليدية لأغراض غير سرية؛ فإن الحاجة إلى عزل المنصة عن الإنترنت لتحسين أمانها ضد التهديدات السيبرانية وضمان عدم تسرُّب معلومات الأمن القومي الحساسة، كان دافعاً نحو التوجه إلى تطوير نموذج جديد. ويهدف نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي من 'مايكروسوفت' لصالح الاستخبارات الأمريكية إلى التغلُّب على المشكلات الأمنية التي تنبع من اتصال نماذج اللغات الكبيرة (LLMs) بالإنترنت، والتي تُستخدم عادةً كمورد لتدريب تلك النماذج. وقد أعلن ويليام تشابيل، كبير مسؤولي التقنيات المتخصصة للمهام الاستراتيجية والتكنولوجيا في شركة 'مايكروسوفت' -بالفعل- أن هذه هي المرة الأولى التي تطور فيها الشركة نسخة معزولة وغير متصلة بالإنترنت، وهو ما يُعد أحد الاختلافات الرئيسة بين هذا النموذج وغيره من نماذج الذكاء الاصطناعي التي تكون عُرضةً للاختراق وتسريب البيانات. وعلى الرغم من أن النموذج يعتمد على السحابة (Cloud) من الناحية الفنية أيضاً كغيره من النماذج والتطبيقات الذكية، إلا أن المختلف في تلك الحالة، أن النموذج الذي طورته 'مايكروسوفت' متصل بشبكة خاصة لا يمكن الوصول إليها إلا من قِبل الحكومة وأجهزة الاستخبارات الأمريكية المعنية به، أي أنها أقرب إلى 'مستودع بيانات' أو 'شبكة تخزين مغلقة'، وصفها 'تشابيل' بأنها بيئة سحابية ثابتة تعتمد على تكنولوجيا 'الفجوة الهوائية – Air-Gapped' ومعزولة عن الإنترنت، وبذلك لا يمكن للنموذج التعلم من البيانات والملفات التي يشاركها المستخدمون الآخرون أو المعلومات المستمدة من الويب، وإنما يعتمد على شبكته الخاصة فقط، كما لا يشارك معلوماته وبياناته الخاصة خارج تلك الشبكة. 3- الاعتماد في بناء النموذج الجديد على 'GPT-4': يُعتبر نموذج 'مايكروسوفت' بمثابة وسيلة لمعالجة وتحليل كميات هائلة من المعلومات السرية دون المساس بالسرية. وقد سبق وكشفت بالفعل وكالة 'بلومبيرج' في سبتمبر 2023، أن وكالة الاستخبارات المركزية كانت تبني أداةً داخليةً خاصة بها على طراز 'شات جي بي تي' لفحص البيانات العامة. ووفق ما هو مُعلن فإن نموذج 'مايكروسوفت' الاستخباراتي مبني على نموذج اللغة الكبير 'GPT-4' الخاص بشركة 'أوبن آيه آي'. وكما هو معروف، فإن 'شات جي بي تي' هو برنامج 'روبوت دردشة' تم تطويره بواسطة شركة 'أوبن إيه آي'، انتشر بسرعة كبيرة منذ إطلاقه في أواخر عام 2022. وهو جزء من الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يتضمن نماذج لغوية كبيرة يمكنها إنشاء الصوت والرموز والصور والنصوص ومقاطع الفيديو والوسائط الأخرى. فيما يُعتبر 'GPT-4' هو النسخة الرابعة من النموذج، وجرى إطلاقه في مارس 2023. 4- إضفاء السرية على تفاصيل المشروع الأمريكي: رغم كل ذلك، فإن المعلومات المتوفرة عن نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديد، الذي كشفت عنه 'مايكروسوفت' لصالح الاستخبارات الأمريكية، لا تزال معلومات قليلة. حيث حرصت الشركة على الكشف عن نموذجها الجديد للترويج له كنجاح وسبق تكنولوجي للشركة، دون كشف تفاصيل أكبر عن النموذج، خاصة حول الجوانب التقنية والتشغيلية، وهو ما يرتبط بتخصيص النموذج لصالح الاستخبارات الأمريكية، وما يقتضيه ذلك من سرية كبيرة، والتخوّف من استفادة الوكالات الاستخبارية الأخرى من بعض التفاصيل التقنية في مساعي تطوير نماذجها المنافِسة، أو فهم آلية عمل النموذج الاستخباراتي الأمريكي بشكل دقيق، أو العمل على تقويضه والإضرار به. 5- بدء اختبار النموذج داخل مجتمع الاستخبارات: خضع نموذج اللغات الكبيرة الأمريكي الجديد لعملية تطوير مدتها 18 شهراً على أيدي فريق التطوير المسؤول عن المشروع بشركة 'مايكروسوفت'، لصالح الاستخبارات الأمريكية. ورغم إعلان الشركة المطورة للنموذج الاستخباراتي عنه، وإتمام العمل على تطويره، لكنه لا يزال في مرحلة العمل التجريبي، حيث يخضع النموذج حالياً للاختبار من قبل مختلف وكالات مجتمع الاستخبارات الأمريكي. وهو ما يعني أن النموذج لا يزال في مرحلة التطوير ولم يتم إنجازه بشكل كامل أو تعميم العمل به. حيث تمر منصة الذكاء الاصطناعي الجديدة الخاصة بشركة 'مايكروسوفت' لصالح وكالات الاستخبارات الأمريكية بمرحلة الاختبار والاعتماد قبل أن تدخل حيز الاستخدام المنتظم، وقبل أن يقوم مجتمع الاستخبارات الأمريكي باستخدام النموذج الجديد على نطاق أوسع. وستقوم الشركة الأمريكية أولاً بإجراء بعض التعديلات وتلافي بعض الإشكاليات التي تكشف عنها عملية الاختبار الجارية، قبل تعميم استخدامه بشكل كامل بواسطة الاستخبارات الأمريكية. محددات التطوير يفتح نجاح الاستخبارات الأمريكية في تطوير نموذج لُغوي مستند إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي لاستخدامه في بعض مهامها، البابَ أمام مختلف أجهزة الاستخبارات الأخرى في دول العالم للتطلُّع نحو الاستفادة من تلك التقنيات والنماذج الناشئة. فبجوار التنافس الدولي الكبير على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجالات الأمنية والعسكرية، ثمة تنافس بين أجهزة الاستخبارات على تطوير والاستفادة من نماذج اللغات الكبيرة بعد الطفرة الكبيرة التي حققها نموذج 'شات جي بي تي'، مع الحفاظ على معايير العمل الاستخباراتي المعروفة وعلى رأسها الخصوصية. ومن أبرز المحددات والاعتبارات الحاكمة لتوجُّه وكالات الاستخبارات المختلفة في العالم نحو تطوير واستخدام نماذج توليدية لغوية في عملها، ما يلي: 1- سباق دولي على الذكاء الاصطناعي التوليدي: إن قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على تحليل كميات هائلة من البيانات والتعرف على الأنماط لتزويد المستخدمين بأدلة وتحليلات علمية ورؤى قابلة للتنفيذ، جعلت مثل هذه الأدوات مطلوبة بشدة لوكالات الاستخبارات، ودفعت نحو التنافس بين أجهزة الاستخبارات الكبرى في العالم على الاستفادة من التقنيات والنماذج المستندة إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي كمجال ناشئ يحوي العديد من الفرص المتقاطعة مع عمل وكالات الاستخبارات، خاصةً فيما يتعلق بمعالجة البيانات. وقالت 'شيتال باتيل'، مساعدة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لمركز المهام العابرة للحدود الوطنية والتكنولوجيا، في مؤتمر أمني بجامعة 'فاندربيلت' في أبريل 2024، إن هناك سباقاً للحصول على الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتطويره، والاستفادة منه في معالجة البيانات الاستخباراتية، وإن وكالات الاستخبارات في جميع أنحاء العالم تتنافس بالفعل لتكون أول من يسخّر الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملها، كاشفة عن طموح الولايات المتحدة لأن تكون أول دولة تنجح في استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في هذا المجال، باعتبار أن الأسبقية في هذا المجال ستخلق فوارق في العمل والتطوير والقدرات التحليلية بين الاستخبارات الأمريكية وأجهزة الاستخبارات الأخرى في العالم. 2- اهتمام استخباراتي بتطوير نماذج اللغات الكبيرة: عبّرت الاستخبارات الأمريكية بشكلٍ واضح عن سعيها إلى الاستفادة من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الجديدة، خاصةً بعد إطلاق شركة 'أوبن آيه آي' لروبوت الدردشة 'شات جي بي تي'، وما كشفه ذلك من إمكانات وفرص ضخمة للاستفادة من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، وقدرتها على فهم وتحليل واستيعاب المعلومات الضخمة، فضلاً عن قدرات التعلُّم الآلي. كذلك كثّف فريق الذكاء الاصطناعي التابع لوكالة الاستخبارات المركزية اهتمامه بكيفية قيام 'شات جي بي تي' والقدرات المماثلة بتقديم مساعدة أكثر تقدماً لموظفي الوكالة أثناء قيامهم بعمليات استخباراتية مهمة. حيث سبق وأكدت لاكشمي رامان، مديرة قسم الذكاء الاصطناعي بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، في سبتمبر 2023، أن الوكالة تعمل على تطوير روبوت دردشة داخلي للمساعدة في الأبحاث والكتابة. 3- تحليل كميات ضخمة من البيانات الاستخباراتية: تسعى أجهزة الاستخبارات إلى الاستفادة من الطفرة التقنية التي خلقتها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وخاصة نماذج اللغات الكبيرة (LLMs) مثل 'شات جي بي تي'. وستسعى النماذج الذكية الجديدة التي ستطورها وتستخدمها أجهزة الاستخبارات الكبرى في العالم، إلى مساعدة عملائها ومحلليها، من خلال الاطلاع على كميات هائلة من البيانات وتحديد الاتجاهات الرئيسة، وهي العملية التي يؤكد مسؤولون استخباراتيون أنها لن تكون ممكنة التطبيق على كميات ضخمة من البيانات، من دون استخدام تقنيات ونماذج الذكاء الاصطناعي. وفيما يُعتبر نموذج 'مايكروسوفت' بمثابة وسيلة لمعالجة وتحليل كميات هائلة من المعلومات السرية دون المساس بالسرية، فإن وكالات الاستخبارات الأخرى من المرجح أن تستخدم نماذجَ مشابهة من أجل تحليل البيانات الاستخباراتية الضخمة بحثاً عن أدلة، بالاستفادة من قواعد البيانات الاستخباراتية الضخمة، سواء داخل جهة واحدة، أو داخل مجتمع الاستخبارات في الدولة بشكلٍ عام، أو حتى قواعد البيانات الاستخباراتية التي يتم بناؤها من خلال آليات تبادل المعلومات الاستخباراتية متعددة الأطراف. 4- التوسُّع في تطوير النماذج المُغلقة لاعتبارات أمنية: تعتمد معظم نماذج الذكاء الاصطناعي على الحوسبة السحابية للتعلُّم الآلي واستنتاج الأنماط من البيانات. ولكن اتجهت الاستخبارات الأمريكية نحو تطوير نماذج معزولة عن شبكة الإنترنت العالمية، لتحسين أمانها ضد التهديدات السيبرانية وضمان عدم تسرّب معلومات الأمن القومي الحساسة إلى نموذج يمكن الوصول إليه بشكل عام. ومن المتوقع أن ينطبق الأمر نفسه على مختلف نماذج الذكاء الاصطناعي التي تسعى وكالات الاستخبارات بدول العالم المختلفة إلى تطويرها واستخدامها، في إطار اهتمام أجهزة الاستخبارات بالاستفادة من القدرات الكبيرة للذكاء الاصطناعي في فهم وتحليل الكميات الضخمة من المعلومات السرية التي تمتلكها تلك الأجهزة، بما يضمن في الوقت نفسه أمن وخصوصية البيانات. وقد اعتبرت شركة 'مايكروسوفت' أن تطوير نماذج توليدية للذكاء الاصطناعي بشكل منفصل عن شبكات الإنترنت المفتوحة والحوسبة السحابية يمكّن وكالات الاستخبارات من استخدام التكنولوجيا الذكية لتحليل المعلومات السرية للغاية بشكل آمن. وتجدر الإشارة إلى أن إحدى المهام الرئيسة التي تضطلع بها فرق الذكاء الاصطناعي في وكالات الاستخبارات هي فهم حواجز الحماية المطلوبة عند تطبيق التقنيات الذكية الناشئة على عمليات مجتمع الاستخبارات، للاستفادة من المزايا الكبيرة التي تتيحها تلك التقنيات والنماذج، دون الإخلال بمعايير الخصوصية والأمان. وفي حين تتضمن النماذج المستندة إلى السحابة نقل البيانات إلى خوادم خارجية للمعالجة، مما يثير مخاوف أمنية، يمكن أن يؤدي تخزين المعلومات الحساسة ومعالجتها على الأجهزة والشبكات الداخلية إلى تقليل مخاطر الوصول غير المصرح به وانتهاكات البيانات المحتملة بشكل كبير. ولذلك قامت شركة 'سامسونج' -على سبيل المثال- بتقييد استخدام 'شات جي بي تي' على أجهزة الشركة إلى الحد الأدنى، وعملت على بناء برنامج الدردشة الآلي الخاص بها لتقليل هذه المخاطر، بعد أن تسبب ثلاثة من موظفي الشركة في تسريب بيانات حساسة إلى 'شات جي بي تي'. كما قامت مؤسسات أخرى مثل 'أمازون' و'فيريزون' و'جي بي مورجان' بتقييد استخدام 'شات جي بي تي' في عملياتها اليومية بسبب مخاوف أمنية، حيث يجمع النموذج بيانات عديدة من المستخدمين بينها كل المحادثات التي يجريها المستخدم مع المنصة، كما يتم تدريبه باستخدام البيانات التي يتلقاها، بما في ذلك البيانات السرية للشركة أو جهاز الاستخبارات. وهو أمرٌ ذو حساسية وخطورة عالية في العمل الاستخباراتي، حيث تتضمن بيانات أجهزة الاستخبارات صور أقمار اصطناعية وفيديوهات ومعلومات سرية وفائقة الدقة، وإذا ما حصلت هذه البرامج على تلك البيانات وقامت بتحليلها أو أظهرت نتائجها لعموم المستخدمين، أو لوكالات الاستخبارات الأخرى، فإن ذلك سيتسبب في مشكلات كبيرة لوكالة الاستخبارات، كفيلة بإفشال عملها وتهديد الأمن القومي للدولة. 5- منح أذون محددة للوصول إلى بيانات النماذج: كما سبقت الإشارة فإن نموذج الذكاء الاصطناعي الذي طورته 'مايكروسوفت' لصالح الاستخبارات الأمريكية، موجود على شبكة خاصة لا يمكن الوصول إليها إلا من قِبل حكومة الولايات المتحدة، وأجهزة الاستخبارات الأمريكية المعنية به. وقد لفت كبير مسؤولي التقنيات المتخصصة للمهام الاستراتيجية والتكنولوجيا في شركة 'مايكروسوفت' إلى أن حوالي 10 آلاف شخص سيكونون قادرين نظرياً على الوصول إلى النموذج الذي طورته شركته. ونظراً لطبيعة مهامها وسرية معلوماتها، فإن نماذج الذكاء الاصطناعي التي ستطورها شركات التكنولوجيا الكبرى لصالح وكالة الاستخبارات، ستكون نماذج مغلقة، مع تحديد من يمتلك صلاحية الدخول إليها، حيث ستقتصر على موظفي وكالات الاستخبارات والأمن العام في الدولة، كما يمكن أن تكون مُغلقة على موظفي بعض الأقسام؛ حيث يرتبط تحديد صلاحيات الوصول بعامل الخصوصية والأمان، كما يرتبط أيضاً بضمان عدم تسرُّب المعلومات الاستخباراتية الهامة التي سيتم تخزينها على شبكة النموذج. 6- الاستغناء عن قدرات التعلُّم الآلي من البيانات: في حين يتطلع العديدون إلى الاستفادة من الآفاق المفتوحة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها القدرة على التعلُّم الآلي والاستفادة من البيانات الضخمة والمصادر المفتوحة؛ فإن ما يصاحب تلك الميزات الواسعة من إشكاليات ترتبط بالخصوصية والموثوقية لا تستطيع وكالات الاستخبارات تحمُّل تكلفتها بالنظر إلى الأهمية المحورية لدقة التحليلات وسرية البيانات في عمل تلك الأجهزة. وقد كان لافتاً تأكيد 'ويليام تشابيل'، في تصريحاته لوكالة 'بلومبيرج'، على أن منصة الذكاء الاصطناعي الجديدة التي طورتها 'مايكروسوفت'، مُصممة بحيث يمكنها قراءة الملفات، ولكن لا تتعلم منها بطريقة قد تؤثر على إنتاجها أو من الإنترنت الأوسع. وذلك بما يشير إلى أن أحد الاختلافات الرئيسة بين النماذج الاستخباراتية الخاصة ونظيرتها المفتوحة العامة، هو التوجُّه التقني عند عملية التطوير بألا تتمكن نماذج الذكاء الاصطناعي المطورة لصالح وكالات الاستخبارات من اكتساب قدرات التعلُّم الآلي، وألا تتعلم من الأسئلة التي يتم طرحها من قِبل المستخدمين، بطريقة تساهم بعد ذلك في كشف المعلومات الاستخباراتية. وستكون نماذج بسيطة ومباشرة، تجيب عن الأسئلة، وأقرب إلى النماذج التي تقوم بكتابة الأكواد. حيث تتجه أجهزة الاستخبارات إلى عدم منح تلك المنصات القدرة على التعلّم من البيانات التي يتم تزويدها بها، وأن تقوم نماذج اللغات الكبيرة المخصصة للأعمال الاستخباراتية بمعالجة كل حالة على حدة. 7- الاعتماد على الأدوات التجارية المتاحة: كما فعلت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في المراحل الأولى لبناء نموذجها الاستخباراتي، بالبحث حول أفضل النماذج المطروحة، حتى تقرر الاعتماد على 'جي بي تي 4″، من المحتمل أن تقوم وكالات الاستخبارات الأخرى في دول العالم بأمرٍ مماثل، مع الأخذ في الاعتبار أن الاختيارات ستكون أقل من حيث العدد مقارنة بالسوق الأمريكية الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصةً أن عامل الموثوقية والعلاقات مع الشركات أو مراكز الأبحاث المسؤولة عن تلك التقنيات شديد الأهمية. وقد عملت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بشكل تعاوني مع الجهات التي تلعب دوراً محورياً في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، بما يشمل مراكز البحث والتطوير الممولة اتحادياً والشركات الكبرى وشركاء آخرين في الأوساط الأكاديمية والصناعية. وقامت بالتعاون مع كل هؤلاء لتقييم عدد كبير من الأدوات والمنتجات التجارية المتاحة، لإدخالها في القطاع الاستخباراتي مع بعض عمليات التطوير والتكيُّف اللازمة. ولتقليل التكلفة المالية، والمدد الزمنية اللازمة لتطوير البرامج والأدوات الاستخباراتية، ستعمل وكالات الاستخبارات على دمج الأدوات المبنية من الخارج، والتي طورتها شركات أخرى، وربطها بأنظمة الحاسوب السرية والمحمية المستخدمة في الوكالات الاستخباراتية والمعنية بشؤون الأمن القومي. كما قد يكون ذلك هو الاختيار الوحيد بالنسبة لوكالات الاستخبارات التي لا تمتلك هي أو شركاؤها المباشرون داخل الدولة خبرات تقنية كبيرة في هذا المجال. 8- سعي الشركات إلى اكتساب ثقة وكالات الاستخبارات: على الجانب الآخر، فإن شركات التكنولوجيا الكبرى نفسها، المتخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي ونماذج اللغات الكبيرة، ستحاول استغلال توجُّه أجهزة الاستخبارات إلى الاعتماد على تلك النماذج، للحصول على مكاسب استثمارية محتملة من خلال العمل مع وكالات الاستخبارات في تطوير وعمل هذه النماذج، بما يتطلبه ذلك من شروط على رأسها تعزيز ثقة وكالات الاستخبارات في تلك الشركات. حيث ستسعى تلك الشركات ومن بينها 'مايكروسوفت' إلى تقديم نفسها كشركات مساعدة ومتعاونة مع القطاع الحكومي العسكري والاستخباراتي في إمداد تلك الجهات بخدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتطوير نماذج لغات كبيرة، لتستخدمها تلك الوكالات في عملها، مع طمأنتها من خلال تقديم مزايا أكبر من حيث الخصوصية وعوامل الأمان، باعتبارها من أكبر التحديات التي تواجه الشركات العاملة في هذا المجال، وتحديداً برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي العامة المرتبطة بالإنترنت، مثل 'شات جي بي تي' أو 'جيميناي'. 9- قلق من صلاحيات الشركات المطورة للنماذج: تجدر الإشارة إلى أن عملية الموافقة والاعتماد للمقاولين والشركاء التقنيين الجدد غالباً ما تكون طويلة وشاقة لاعتبارات أمنية وبيروقراطية. ويرى الكثيرون من المسؤولين الاستخباراتيين أنه يجب تحديثها وتبسيطها، بما لا يخالف درجات الأمان والموثوقية المطلوبة أيضاً. ولكن يحيط بهذا الأمر جدل أكبر ليس فقط حول موثوقية الاعتماد على تلك الشركات في شراء واستخدام التقنيات التي طورتها، بل أيضاً حول ما يتعلق بصلاحيات تلك الشركات للوصول إلى أدواتها والسحابات المرتبطة بها. وستبقى صلاحيات الشركات المطورة لنماذج الذكاء الاصطناعي المستخدمة في المجال الاستخباراتي، وقدرة تلك الشركات على الوصول إلى مستودعات البيانات محل خلاف. ومهما تزايدت الثقة في الشركات المطورة في نماذج الذكاء الاصطناعي، فمن المتوقع أن تجادل أطراف بأنه رغم استفادة القطاعات العسكرية والاستخباراتية من الطفرة التكنولوجية التي يحققها قطاع الذكاء الاصطناعي المدني، إلا أن ذلك لا ينفي ضرورة أن تعمل المؤسسات العسكرية والاستخباراتية على تطوير التقنيات والأدوات الذكية التي تحتاجها بنفسها من خلال أذرع تكنولوجية تدشنها وتتحكم فيها، بما يُضفي المزيد من الأمان والموثوقية على تلك الأدوات والبيانات التي يتم إمدادها بها. فيما يرى آخرون أنه لا حاجة إلى ذلك التوسع بما يحمله من تكلفة كبرى ومهام معقدة، وأن آليات الشراكة 'المدنية – الاستخباراتية' أو 'المدنية – العسكرية'، تفي بالغرض، مع بعض التطوير في تلك الأدوات، والحد من صلاحيات الشركات المطورة بعد التشغيل إلى أقل الحدود. ويرون أن آلية الشراكة مع الجهات المدنية آلية راسخة ولها ضوابط تحكمها، وأثبتت فاعليتها في مجالات متنوعة بما فيها الصناعات العسكرية، وأنها تقلل الكثير من الأعباء من على كاهل المؤسسات العسكرية والاستخباراتية، وتسمح بالاستفادة من الآفاق المفتوحة للابتكارات التكنولوجية المدنية ومزدوجة الاستخدام. ختاماً، في حين يُعد تحليل البيانات الاستخباراتية الضخمة مهمة كبيرة ومُعقدة، وقد تأخذ وقتاً كبيراً ويضطلع بها عدد كبير من الأشخاص للحصول على النتائج المطلوبة؛ فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ونماذج اللغات الكبيرة، من شأنها ليس فقط أن تقلل من العبء الواقع على موظفي ومحللي وكالات الاستخبارات، بل إنها تساعد في فهم وتحليل البيانات وتحديد الإجابات والأدلة المطلوبة في وقتٍ سريعٍ جداً، وهو ما يتوافق مع أهمية عامل الوقت في العمل الاستخباراتي.