logo
#

أحدث الأخبار مع #ويمبي

مبادرات خفض التكاليف ترفع أرباح "أمريكانا" 16.5% خلال الفصل الأول
مبادرات خفض التكاليف ترفع أرباح "أمريكانا" 16.5% خلال الفصل الأول

الاقتصادية

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • الاقتصادية

مبادرات خفض التكاليف ترفع أرباح "أمريكانا" 16.5% خلال الفصل الأول

ارتفع صافي أرباح أمريكانا للمطاعم العالمية للربع الأول من العام الجاري بنسبة 16.5% على أساس سنوي إلى 122.4 مليون ريال. "أمريكانا" قالت في بيان على "تداول" اليوم الأربعاء، أن سبب ارتفاع صافي الدخل، يعود لنمو الإيرادات وتحسن هامش الربح الإجمالي عبر مبادرات خفض التكاليف، وذلك رغم تأثره سلبا نتيجة تطبيق أنظمة ضريبية جديدة بقيمة 3.5 مليون دولار في بعض الأسواق خلال الربع الأول، إضافة إلى تسجيل بنود إيجابية غير متكررة بمجموع 7.4 مليون دولار تتعلق بتخفيف تكاليف التسويق. الشركة سجلت نمو في إيرادات الربع الأول بنسبة 16.2% لتبلغ 2.15 مليار ريال بدعم نمو المبيعات على أساس المثل بالمثل، واستمرار توسع شبكة المتاجر، وذلك رغم تباطؤ الطلب الاستهلاكي في بعض الأسواق، وامتداد فترة رمضان، وانخفاض قيمة العملة في مصر. التوسع في محفظة المطاعم افتتحت الشركة خلال الربع 14 متجرا جديدا بجانب دمج 46 متجرا إضافياً من سلسلة بيتزا هت في عمان، ليصل إجمالي عدد المتاجر إلى 2630 في 12 دولة، ما يعكس النمو المتواصل في شبكة الشركة والاستثمار في الأسواق الرئيسية. "أمريكانا" تأسست في الكويت عام 1964 وتدير العديد من العلامات التجارية مثل: "ويمبي" و "كي إف سي" و "بيتزا هت" و "هارديز" و "تي جي آي إف" و "كرسبي كريم" و "بيتس كوفي"، في الربع الأخير من 2016 قام صندوق الاستثمارات العامة، ومؤسس شركة إعمار العقارية محمد العبار، بالاستحواذ على حصة الأغلبية في الشركة الأم السابقة للمجموعة من خلال شركتهم الاستثمارية المشتركة، وهي "أدبتيو إيه دي إنفستمنتس" المحدودة. بدأت الشركة 2025 بخطة واضحة ترتكز على تعزيز التعافي في عدد المعاملات، ورفع متوسط قيمة الفاتورة، ومواصلة الاستثمار في الحلول الرقمية وتؤكد "أمريكانا للمطاعم" التزامها بتطوير قنوات البيع المتعددة،، وتحسين الكفاءة التشغيلية، وتعزيز كفاءة التكاليف لدعم الأداء خلال الفترة المتبقية من العام. رغم احتمال تأثير ارتفاع الضرائب في بعض الأسواق على صافي الدخل في الفترات المقبلة، إلا أن الشركة تواصل إحراز تقدم ثابت في مؤشرات الأداء الرئيسية، وتحقيق قيمة مضافة لأصحاب المصلحة، بما يعزز حضورها في الأسواق الرئيسية، تماشيا مع التوجهات التي أعلنتها بداية 2025.

«أمريكانا» تفقد 20 مليار ريال سعودي من قيمتها.. وخطة إنعاش مرتقبة في 2025
«أمريكانا» تفقد 20 مليار ريال سعودي من قيمتها.. وخطة إنعاش مرتقبة في 2025

مستقبل وطن

time٢٠-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • مستقبل وطن

«أمريكانا» تفقد 20 مليار ريال سعودي من قيمتها.. وخطة إنعاش مرتقبة في 2025

في ديسمبر 2022، دخلت شركة "أمريكانا للمطاعم" التاريخ بإدراج مزدوج في بورصتي السعودية وأبوظبي، في خطوة وصفت آنذاك بأنها فتح جديد في الأسواق الخليجية. وحظيت الشركة، التي تمتلك أكبر شبكة مطاعم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، باستقبال حافل من المستثمرين، وبلغت قيمتها السوقية حينها أكثر من 22.5 مليار ريال سعودي. لكن بعد مضي عامين فقط، تغيّر المشهد كليًا. فقد السهم أكثر من 11% من قيمته منذ الإدراج، رغم التوزيعات النقدية، وانخفضت القيمة السوقية للشركة من ذروتها البالغة 39.2 مليار ريال في سبتمبر 2023، إلى نحو 18.5 مليار ريال فقط. أرقام مقلقة وخسارة الزخم وراء هذا التراجع أرقام تعكس واقعًا أكثر تعقيدًا. فقد انخفض صافي الربح لعام 2024 بنسبة 39%، وتراجعت الإيرادات بنسبة 9%. هذه الانخفاضات لا يمكن تفسيرها على أنها تقلبات موسمية فحسب، بل ترتبط بعوامل ضاغطة كالتوترات الجيوسياسية، والركود في الطلب الاستهلاكي، إضافة إلى ضعف بعض العملات الأجنبية، ما قلّص من هوامش الربحية. رغم زيادة عدد المتاجر من 2435 إلى 2590 خلال عام، إلا أن التوسع لم يفلح في كبح هذا التراجع، خصوصًا مع ارتفاع التكاليف التشغيلية، وتطبيق ضريبة الشركات في دولة الإمارات، ما زاد من الأعباء المالية على الشركة. التوسّع مستمر رغم التحديات ورغم الظروف الصعبة، لم تتراجع "أمريكانا" عن استراتيجيتها التوسعية. فقد أعلنت مؤخرًا استحواذها على حقوق تشغيل "بيتزا هت" في سلطنة عُمان بعدد 46 فرعًا، كما تخطط لإطلاق "كريسبي كريم" في المغرب، و"بيتس كوفي" في العاصمة الإماراتية أبوظبي، في خطوة تهدف إلى تنويع العلامات التجارية وتوسيع الحضور الجغرافي. لكن هذه الخطوات التوسعية تحتاج إلى دعم تقني وتشغيلي، لذا تراهن الشركة على التحول الرقمي، وتعزيز كفاءة منصتها التشغيلية، من أجل إحياء النمو وتحقيق استدامة طويلة الأمد في بيئة مليئة بالتحديات. تصريحات العبار: السوق واعدة والحصة ضئيلة خلال بدء تداول أسهم الشركة في سوق أبوظبي المالي، صرح رئيس مجلس الإدارة، محمد العبار، لقناة "الشرق" بأن "حجم سوق المطاعم في المنطقة يبلغ نحو 55 مليار دولار، في حين أن حصة أمريكانا لا تتجاوز ملياري دولار"، مؤكدًا أن هذه الحصة "لا تُذكر". وأضاف أن هناك فرصة للنمو، مشيرًا إلى استهداف الشركة افتتاح ما بين 200 إلى 300 محل سنويًا في مختلف الأسواق. توقعات بتحسّن... ولكن بشروط تقديرات "الجزيرة كابيتال" تشير إلى احتمال تحقيق تحسّن ملموس في الأداء المالي خلال الربع الأول من عام 2025، متوقعة ارتفاع صافي الربح بنسبة 85.6% ليصل إلى 195 مليون ريال، بدعم من تحسّن في المبيعات وهوامش الربحية. في المقابل، يحذر محمد الليثي، محلل الأسواق في "أرقام"، من أن التكاليف التشغيلية، لا سيما الإيجارات، لا تزال تشكل تهديدًا حقيقيًا للأرباح إذا لم تتم إدارتها بشكل دقيق. ويرى أن استعادة النمو الحقيقي تتطلب أكثر من مجرد افتتاح فروع جديدة؛ بل يجب على الشركة أيضًا استعادة ثقة المستهلكين، خصوصًا في السوقين الرئيسيتين: السعودية والإمارات، حيث تواجه منافسة شرسة من علامات تجارية متعددة. من بدايات كويتية إلى انتشار إقليمي تعود جذور "أمريكانا للمطاعم" إلى الكويت عام 1964، حيث تأسست الشركة لتصبح لاحقًا واحدة من أكبر مشغلي المطاعم في المنطقة. تدير المجموعة حاليًا علامات تجارية عالمية مثل "كنتاكي"، "بيتزا هت"، "هارديز"، "كريسبي كريم"، و"فرايديز"، بالإضافة إلى علامات مملوكة مثل "ويمبي" و"دجاج تكا"، وتغطي عملياتها 12 سوقًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفي عام 1984، تم إدراج أسهم الشركة في سوق الكويت للأوراق المالية، ثم استحوذ رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، إلى جانب صندوق الاستثمارات العامة السعودي، على الشركة في عام 2016، قبل شطب أسهمها من بورصة الكويت في 2018، والعودة القوية في 2022 بإدراج مزدوج ومباشر في بورصتي السعودية وأبوظبي. مفترق طرق... والإجابة في 2025؟ ختامًا، يمكن القول إن "أمريكانا" ليست شركة خاسرة، لكنها تقف اليوم عند مفترق طرق واضح. الأداء المالي يعاني، في حين لم تتوقف جهود التوسع والرقمنة. السؤال المطروح اليوم: هل تنجح الشركة في التحول من قصة إدراج واعدة إلى قصة نجاح مستدام؟ أم تبقى رهينة تقلبات السوق وتحديات التشغيل؟ الربع الأول من عام 2025 قد يحمل الإجابة الحاسمة.

نهال علام تكتب: جيل العيال المحظوظة
نهال علام تكتب: جيل العيال المحظوظة

صدى البلد

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • صدى البلد

نهال علام تكتب: جيل العيال المحظوظة

نهال علام "مُنَعَم أنت أيها الجيل"… عبارة ظلت لعقود طويلة ذات وقع وتأثير، وبعد أن مرّ زمان وأهوال وأساطير أصبح وَقع ذكرى تلك الكلمة أمرا مثيرا. أتذكر تلك العبارة التي كانت تلقى على مسامعي في مجالس الكبار، وكنت أنا وحفنة الأطفال الصغار نموت حنقاً من ذلك الافتراء، والاستهانة بحجم مشكلاتنا حد الشعور بالازدراء، ولولا قدرتنا على تحمل هذا الظلم؛ لتعرضت شخصياتنا للاهتراء. كنا قلقون ومتوترون ،فكيف لم يتعاطف معنا الكبار ونحن نمر بتلك الحالةِ من الجنون، وكيف لا "والجادون" لم يعثر عليه إلا المحظوظون في أغطية المياه الغازية، وصدفة الحصول على كيمو كونو مجانية، قد تضاءلت لتصبح سبعين في المية، أما الهدية المخفية في كيس الشيبسي والمتمثلة في ربع جنيه أو بعض اللعب البلاستيكية لم تَعُد أمرا عظيما، فالحصول عليها متاحاً للجميع. مشكلات جمة دون تعاطف من خالة أو عمة، ألا يكفي ألبوم الشمعدان الذي لا يكتمل إلا بعد صرف ما يربو على جنيهين؟، وذراع الأتاري الذي لا يتحمل أكثر من أسبوعين وينكسِر، وليس هناك من يتعاطف مع وجيعتنا ويتأثر، وحدث بلا حرج عن الدراسة فذلك مبلغ الغلاسة، فلم تعد هناك سلاسة خاصة مع تعدد الألوان المطلوبة لتجليد الكتاب والكراسة، حتى القلم السنون طالبنا المعلمون بإستخدامه فقط في حصة الفنون، كان قرار بلا كياسة، وتلك الوجيعة التي لم تمح السنون آثارها الفظيعة والمتعلقة بالقلم المتعدد الألوان، ذو السوستة التي باتت تهترئ في العام مرتين. ناهيك عن الكوارث اليومية كاختفاء البِلي، وتهتك كور الراكيت، وانفلات سير الدراجة، وسف شرائط الكاسيت، وقرطاس البمب الذي تجاوز ثمنه الخمس وعشرون قرشا، ولكن ليست كل بُمبة فيه قادرة على الفرقعة أليس هذا غِشا؟، لن أتحدث عن المجهود المبذول لصيانة إبرة الڤيديو والكاسيت ذو البابين باستخدام العطر أو الإسبراي، وشعور عودتك للمنزل بعد فقدان الزمزمية أو المقلمة الحديدية، ولا قدر الله إذا ضاعت المحفظة الأكتوبوس ذات الشرائط اللاصقة الفوسفورية، ولا كتب الله على أحد لحظة نفاد شحن بطاريات الووكمان كعادة أصيلة نصف شهرية. أضف إلى ذلك مسئولية مواكبة الاختراعات الحديثة، سواء على صعيد المطاعم مثل ويمبي ومؤمّن وشو إن وأربيز، بالإضافة للحاتي الذي عَكس تطوراً طبيعياً لأبو شقرة وفرحات، ثم سلسلة أمريكانا التي أضافت لحياتنا بعض الحركات. أو في إطار المتابعة الجادة الحثيثة، لموضة ملابس جيلنا الفضفاضة دون مبرر وذات الألوان المضيئة وقصات الشعر العنيفة، فلم يكن الاختيار سهلاً بين الموديلات الجديدة التي تتغير كل 7 أعوام، واختيار الملابس كان مأساة جلل فهي من ستصاحبك سنوات بلا عدد، فهي لا تذوب ولا تبلى ولا يتغير لونها، مهزلة.. فتلك الملابس كانت صناعتها متقنة وكأنها سلع معمرة، الأمل في فِراقها أن تتغير أنت وتكبر فيصبح التخلص منها قرار دون فرار. أتتذكر محلات ناف ناف وميكس وبينيتون، التي تجعل الحياة أكثر تشويقاً على كوكب نبتون؛ لأن منتجاتها كانت متينة لدرجة أنها كان من الممكن أن تعيش لليوم فهي تركة ثمينة، حتى ريموندس وفرج وجلجلة عنوان الضمير الحي في صناعة ملابس المدرسة المقاومة للعب والشقاوة والبهدلة. هل أدرك أصحاب رؤية أننا جيل مدلع، معنى أن تكون طفلاً وقصة شعرك اسمها الأسد والكنيش للبنات، والبانك والجنب للأولاد، ويزداد الطين بِلة إذا كنت ترتدي النظارة الموضة السوداء فلا يستطيع من أمامك تمييز هل أنت مبصر أم من العميان حتى وإن كانت ماركة ريبان! وتكتمل الصورة.. بأنك متشرد أو هربان من أسرتك المستورة، بوضع الكاب بطريقة عكسية وحسبك أن الناس مبهورة، لن ينقذك من ذلك الظن إلا لو كنت ترتدي الساعة الرقمية الملحق بها آلة حاسبة، أو على أقل تقدير في معصمك الساعة الفضية التي تزن قرابة الوِقَّة. آه وآه على لحظة انتهاء حكايات أبلة فضيلة معاناة لم يطبب وجيعتها إلا صوت صفية المهندس في رسالتها اليومية إلى ربات البيوت، والتي تعني انتهاء الفترة الصباحية التي بدأت ببرنامج على الطريق وقطرات الندى وكلمتين وبس… يقتلني الشك أن أهل الظن بجيلنا الذي تربى على أخلاق تمنعه من الزَّن، وخاصة وقت ماما سامية وبابا ماجد وسينما الأطفال حيث أن تلك الأوقات إذا ألقيت بالإبرة سترن، لكن شكوكي أنهم لم يقدروا الضغط العصبي الذي نعيشه أثناء مشاهدة مازنجر أو في الساعة ونصف التي يستغرقها جول كابتن ماجد من لحظة ركل الكُرة وحتى تستقر في الشبكة ونتنفس الصعداء، حسبي ربي فذلك ليس من عدل السماء! أين العدل والرفاهية في سهرات ثابتة، تبدأ من السبت بنادي السينما مروراً بحدث بالفعل وتاكسي السهرة، والثلاثاء الذي يشبه الببغاء فلم يكن له هوية ولا سهرة تلفزيونية، أما الأربعاء فكان يوم العظماء من متابعي ماكجيفر وملفات إكس وباقي فقرات اخترنا لك، مسرحية يوم الخميس المحفوظة وفيلم يوم الجمعة الذي لا زالت أحداثه في الذاكرة محفورة، والذي يقطع صفو متابعته البرنامج الإخباري العريق أحداث 24 ساعة والذي يستغرق قرابة الساعة نكون خلالها انقلبنا على ظهورنا كصرصار رفصه حِمار!. لم تكن حياتنا سهلة! وكيف لك ذلك خاصة إن سولت لك نفسك الوقوف ضد الريح ورفضت ارتداء أميجو اللي بتنور بينما نصف الشعب عليها بيدور.. وهذا حديث صحيح يعني أنك كائن تقليدي متأخر متمسك بالرجعية الإيطالية وخاصة إذا كنت ترتدي أحذيتك من زلط وتوب أو لطفي وكوتشي، سواء من مصر الجديدة أو من بحري أو المحافظات القبلية. سأحدثك عن الكارثة الكبرى والتي تنسف منطق التنعيم وتذهب به إلى الجحيم، وهي تتعلق بالألعاب التي أرى في عينيك ذكراها الممتلئة بالحنين، وتلك مأساة أخرى، فالنحلة الدوارة ألوانها تخبو كالدنيا الدوارة، ألعاب الجيب التي يُعَد عدم امتلاكها عيب، نط الحبل وصلَح ودور أتوبيس كومبليه في المدرسة قبل ما نروح، Xo على الشاطئ أو الزجاج الخلفي لسيارة يكسوها التراب، بنك الحظ والساعات التي نقضيها متوترين في محاولات مضنية باستراق النظر وذلك للتحايل على مسارات الدور الطبيعية وكشف كروت اللاعبين بطرق تجسسية، مشكلات السلم والثعبان الجمة، فكم من نرد ذهب في طي النسيان وورق الكرتون المرسوم عليه اللعبة كم تعرض للامتهان، ولليوم لا أحد يعلم كيف يختفى النرد وچوكر الكوتشينة وأحجار الدومينو الثمينة! كيف يقترن بجيل الثمانينيات والتسعينيات وصم اللهو! ونحن الجيل الذي دفع أعصابه ثمناً للحصول بانتظام على إصدارات رجل المستحيل والمغامرون الخمسة وفلاش، ومجلدات عم ذهب وكابتن ماجد، أظنوا أننا كنا نحصل عليها ببلاش! ولن أتحدث عن الأيام التي كُنا نفترش فيها الأرض أمام المكتبات لأولوية الحصول على شريط جديد مصحوباً بالبوستر الملون بسعر قد قارب الأربع جنيهات، وبالطبع هذا سعر مختلف عن شرائط الكوكتيلات العمولة. عجيب أمركم أيها الأجداد والأباء.. كيف غاب عنكم عناءنا وداومتم على نعتنا بالعيال المحظوظة، ونحن مشكلاتنا كان علاجها قُبلة وربتة وحنية فالبيوت كانت لا تزال بالأُسر عامرة ومن الهواتف المحمولة خالية، والألواح الذكية كانت منها خاوية، وللعادات متشبثة، وبالحب متشبعة، فلم يكن هناك منصات للتواصل الاجتماعي لكن كانت هناك مناسبات للتجمع الإنساني، وسفرة الغداء التي تتسع لحل مشكلات الجميع، وصينية ساندويشات العَشاء القادرة على إعادة ترتيب الكون بحسب أحلامك وكأنك ولدت من جديد! أصناف الطعام واحدة سواء كنت غفير أو وزير، والبيوت كلها مستورة في تناغم إنساني غريب. نحن جيل تحمل التنمر بصبر فنحن من تربينا على أن أجمل من في الحفلة دبدوبة التخينة، والطويل يعود للوراء والقصير نفضحه ونقعده بالأمام، أما أصحاب الكوبايات عفواً أعني النظارات فعليهم الجلوس في منتصف الفصل حتى لا يصيبهم حَوَل والخوف عليهم هو الأصل! زمن ليس كمثله زمن.. تلك حقيقة أي نعم، مرت الأيام وكبر جيل الأمنيات والأحلام واختفت ملامح ذلك الزمان، وصدقاً... كنا جيل مِدلع ولكن طيب ومحترم ومتربي وغلبان، رَحَل غالبية الأهل والجيران، ولا نملك اليوم إلا أن نقاوم النسيان، لنبقي على تلك الذكريات التي صنعت أرواحنا وشكلت لقلوبنا حماية مما أخفته الأيام، وقد انقلبت رأساً ووقع على عاقِبنا سيف التكيُف والتغُير حتى لا نقف أمام قطارها الذي لا يرحم الأنام! كان في جعبة الأيام تربص وسوء نية، تركتنا نفرح ونمرح ونسرح في جمالها ونتغنى بدلالها ونرقص تحت صفو سمائها، ثم انقضت علينا بغتة، تطالبنا بسداد فواتير سعادتنا وبراءتنا وأمنياتنا، واللئيمة الجريئة نسيت أنها من سرقت أحلامنا، دون أن يشفع لنا مفارق شعرنا التي تلونت بالأبيض، ومشاعرنا التي اتشحت بالأسود حداداً على سوء اختياراتنا وغباء بعض قرارتنا، تركتنا المأسوفة على مفترق السنين ننزف كالذبيحة في صباح عيد حزين. هل كان ذلك قبيل صدفة أم فعل متعمد يشوبه الإصرار والترصد! حتماً أنه المكتوب الذي لا مهرب منه إلا الوجوب، وسبحان الموجود المستعان على معنى أن نكون مفعول به في هذا الوجود، لكنها سُنة الحياة التي فرضُها أن تلك الأيام التي نشعر فيها بغربة ساحقة ووحدة ماحقة، ستصبح يوماً ذكرى لجيل آخر. ربما بعد عشرات السنين سيكتب أحدهم مقالاً يترحم على أيام الذكاء الاصطناعي الوسطي الجميل، والأسرة التي تتقابل كل بضع شهور، والموضة المتغيرة من دقيقة لدقيقة، وجروبات الماميز التي تزرع الكراهية بين طلاب الفصل الواحد، والجو الحارق صيفاً والشديد البرودة شتاءً، و فيروس كورونا الذي كان رحيم، ربما سيتحسر صاحب المقال أيضاً على زمن الرقي الفني في موسيقى المهرجانات وأفلام العشوائيات ونجوم المطواة والسيوف حملة لواء انحدار الأخلاقيات، قد يشتاق لأيام كانت فيه معدلات الطلاق نصف نسب الزواج بعد أن أصبحت النسبتين متساويتين! كله وارد.. فالحياة بابها موارب، لا نرى منها إلا ما تسمح لنا به، ونصيبنا فيها هو قسمة خالقنا منها، وما باليد حيلة إلا المضي فيها قُدماً حتى تحين ساعة لن يصبح لنا فيها على كل الأحوال قَدماً، ولذلك الوقت سنفترش الذكريات ونستعين بها على ما هو آت. وسيظل المجد كل المجد لأيام ما كان المصيف يعني العجمي والمعمورة، ورأس البر وجمصة وجهات سياحية مشهورة، ومجلات الموعد والكواكب طوق نجاة للوجوه المغمورة، والسينما والمسرح والأوبرا سهرات مشروعة، والسهر خارج المنزل مع شلة النادي لبعد الثامنة من المحرمات الممنوعة، وطوبى لكل من ظلم جيلنا وقال "مُنعَم" فالرحمة لمن غادرنا منهم، والصحة لمن لا زالت ضحكاتنا معهم. وعسى أن يكون ما مرّ بنا من حروب تكنولوجية، وغلاء الحياة المعيشية ووباء الإشاعات والأمراض الأخلاقية، وغباء كل من ظن أنه صاحب فكرة لوذعية، هو شاهد أن ذلك الدلع وتلك الرفاهية لم يكنا إلا هدوء سبق العاصفة، وسُكون ما قبل الزلزال، وإطراق ما قبل البركان… وسنظل نحكي أنه كان يا ما كان، وبكل ما أوتينا سنحمي ذكرى هذا الزمان من طوفان التكنولوجيا والصراعات والمعلومات، وما خَفي وكُتب علينا من كل المقدرات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store