logo
#

أحدث الأخبار مع #يواكيم

"عيون الزا"... هديّة فارس يواكيم إلى القارئ العربيّ!
"عيون الزا"... هديّة فارس يواكيم إلى القارئ العربيّ!

النهار

time١٥-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • النهار

"عيون الزا"... هديّة فارس يواكيم إلى القارئ العربيّ!

وأنت تقرأ ديوان "عيون الزا" بترجمته العربية الجديدة عن دار أطلس، يرافقك سؤال واحد: هل يُعقل ألا يكون فارس يواكيم شاعراً؟ المترجم هنا تجاوز حدود اللغة، وتخطّى أطر النصّ، متوغّلاً في المعاني الخفيّة والتفسيرات الثقافية، من دون إغفال الجماليات اللفظية المنتقاة بعنايةٍ بالغة. فارس يواكيم معتادٌ على التجريب والتجديد. لكنّ مغامرته الإبداعية مختلفة هذه المرة. هو لم يختر من الأدب الألماني الذي ترجم منه كتباً كثيرة مثل "عنف الديكتاتورية" و"من يقطف ثمار التغيير؟" لستيفان زفايغ، وإنما ذهب إلى واحدة من الأعمال الشعرية الكلاسيكية في الشعر الفرنسي. "عيون الزا" ديوان واسع الشهرة، للشاعر الفرنسي لويس أراغون (1897- 1982)، سبق أن ترجمه إلى العربية شعراء مكرّسون مثل فؤاد حداد وعبدالوهاب البياتي. في هذا الديوان (1942)، قدّم أراغون لغة شعرية جديدة، غنية بالرموز والإيحاءات، متحرراً من الشكل التقليدي في التعبير. قصائده غنية بمعانيها العاطفية والسياسية، أهداها الشاعر لحبيبته وزوجته وشريكته الزا، ومن خلفها إلى وطنه الذي كان يرزح حينها تحت الاحتلال النازي. ولعلّ كتابة أراغون السوريالية وأبياته المحمّلة بالرمزيّة هي من التحدّيات التي قد يواجهها أيّ مترجم لنصّه. هذا ما يعترف به يواكيم نفسه بقوله: "برغم بساطة الصياغة في قصائد الديوان، لم تخلُ من صعوبة في الترجمة أحياناً. ومن البداهة القول إن ترجمة الطباق سهلة بينما ترجمة الجناس مستحيلة إلا في ما ندر. وفي مرات عديدة لجأ أراغون إلى هذا الأسلوب الذي يخلق رنيناً موسيقياً، بل إنه في بعض الأبيات لجأ إلى تكرار القافية في داخل البيت الواحد لأجل تفعيل النغم الإيقاعي. وإذا كانت ترجمة بعض الأمثال الشعبية ممكنة بإيراد البديل المعادل لها، فإن بعض أبيات أراغون احتاجت إلى تأويل خاص ليستقيم المعنى في النص العربي". لكنّ ثقافة يواكيم الواسعة وانتماءاته المتعددة، هو اللبناني المولود في مدينة الإسكندرية الكوزموبوليتية، والضليع باللغات العربية والفرنسية والألمانية، كلّها ميزات جعلته قادراً على التقاط روح النصّ وفهم رموزه الدينية والإيديولوجية والسياسية والحياتية. كتب يواكيم مقدّمة رائعة تسوقك منذ البداية إلى قلب الديوان. واللافت أنه اختار أن يفتتح تلك المقدّمة بأسئلة شائكة بدأها من العنوان نفسه، الذي يختلف في نطقه العرب. فمن منّا لم يسأل إن كان الأصحّ قول "الزا" أم "السا"؟ وما إذا كانت الترجمة العربية الصحيحة لاسم الشاعر هي لوي أم لويس أراغون؟ وهنا يجيب يواكيم: "لا يلفظ حرف الـ S في ختام Paris أو Louis، فيقولون باري ولوي، بينما اعتاد العرب على قراءتها باريس ولويس. أمّا عيون أو عينا فالصواب أن نقول "عينا" لأن في الوجه عينين فقط. ومع يقيني بالصواب لغوياً آثرت في غلاف الكتاب استخدام المجاز في الكلمة الشائعة المتداولة على ألسنة العرب حيث لا صيغة مثنّى في لغتهم المحكية، بينما حرصت في ترجمتي للقصائد على كتابة عينا وعينيّ بحسب إعراب المثنى، وإلسا بحرف السين". في هذه المقدّمة، نتوقّف عند أبرز معالم سيرة أراغون خلال فترة إبداع هذا الديوان وما قبلها، فنتعرّف على بدايات أراغون الثائر والمتمرد، إن بفنّه، عبر انتسابه إلى حركة الدادائية ثمّ السوريالية وتأثره بالمجدّدين في الشعر من أمثال بودلير وفيرلين أو حتى الثائر بالمعنى السياسي للكلمة؛ هو الذي انتسب إلى الحزب الشيوعي وشارك في حربين عالميين. ومن ثمَّ يأخذنا إلى عالم إلسا تريوليه، رفيقة حياته وقصة الحبّ الكبرى، والتي زيّن اسمها عناوين أربعة من دواوينه: "عيون إلسا" و"إلسا" و"مجنون إلسا" و"ما كانت باريس لولا إلسا". فارس يواكيم هو من يصحّ فيه لقب المثقف الموسوعيّ. برع في مجالات إبداعية متعددة، من الكتابة المسرحية والتلفزيونية والسينمائية إلى الإذاعية والأدب والترجمة. فارس يواكيم عنوان لمرحلة مهمة في تاريخنا الإبداعي العربيّ. اسمه تميمة حظّ لأي عمل شارك به، سواء أكان معدّا أم مذيعاً أم كاتباً أم مخرجاً. هو الشاب الذي كان يقف خلف أقوى البرامج في تلفزيون لبنان، أيام عصره الذهبي، ومنها برنامج ليلى رستم "سهرة مع الماضي". في المسرح الساخر كتب أهمّ مسرحيات شوشو، ومنها "آخ يا بلدنا". في المسرح الجادّ، كتب أعمالاً مهمة أيضاً مثل "كرامبول" و"الشلمصطي". في المسرح الغنائي، قدّم "الأسطورة" لصباح وغيرها. وفي السينما كتب السيناريو والحوار لأفلام كثيرة، من بينها "سيدتي الجميلة" لنيللي ومحمود ياسين وعمر خورشيد. فارس يواكيم غاص أيضاً في عالم الأطفال، فقدّم لهم أجمل الأعمال، أشهرها "افتح يا سمسم"، الذي تربّت عليه أجيال عربية من المحيط إلى الخليج.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store