أحدث الأخبار مع #يوحنابولسالثاني،


الوسط
منذ 4 أيام
- منوعات
- الوسط
كيف يغيّر اختيار باباوات الفاتيكان ملامح مدنهم الأصلية وتصبح مقاصد سياحية مميزة؟
Getty Images تكتسب الأماكن التي ينحدر منها باباوات الفاتيكان ملامح جديدة بعد اختيارهم لقيادة رأس الكنيسة الكاثوليكية، ومع الإعلان عن اختيار أول بابا أمريكي، هو البابا ليو الرابع عشر، الشهر الجاري، هل تصبح مدينة شيكاغو مرشحة لتصبح منطقة جذب سياحي؟ عندما انطلقت أعمدة الدخان الأبيض في سماء العاصمة الإيطالية روما، الأسبوع الماضي، معلنةً انتخاب البابا الجديد، توجّهت أنظار العالم نحو مدينة الفاتيكان، بيد أن قصة البابا الذي يرأس الكنيسة الكاثوليكية لم تبدأ من ساحة القديس بطرس، بل من مكان بعيد عن ذلك، وفي سابقة تاريخية، تولى منصب البابا شخص أمريكي. خرج البابا ليو الرابع عشر، الذي وُلد على بُعد 4800 ميل في "ساوث سايد" بمدينة شيكاغو، إلى شرفة كاتدرائية القديس بطرس في الثامن من مايو/أيار ليلقي كلمته الأولى أمام حشد يزيد على أربعين ألف شخص. ويقول مايلز باتيندن، محاضر في جامعة أوكسفورد ومتخصص في شؤون الكنيسة الكاثوليكية: "عم الفرح الحشد المجتمع في الساحة، وساد جو من الحماسة، لكن رافقت تلك اللحظات أيضاً شهقات من الدهشة، إذ لم يكن كثيرون يتوقعون اختيار هذا الاسم، وكانت فكرة اختيار بابا أمريكي بعيدة المنال على مدى النصف الثاني من القرن الماضي، ولهذا عمّ شعور بالدهشة". لم تكن الكلمات الأولى التي وجهها البابا ليو للجموع باللغة الإنجليزية، بل اختار أن يتحدث بمزيج من الإيطالية والإسبانية، في لفتة ترمز إلى مسيرته التي امتدت لما يزيد على عشرين عاماً في بيرو، في رمزية على أن هويته تتخطى حدود الوطن الواحد. ويثير ذلك تساؤلاً مهماً: كيف يُشكل موطن البابا الأصلي ملامح قيادته؟ وكيف تتغيّر تلك المواطن في المقابل نتيجةً لتلك العلاقة؟ يقول نيك سبنسر، زميل بارز في مركز "ثيوس" للأبحاث: "لا تنفصم العلاقة بين البابا وموطنه على الإطلاق. فعلى الرغم من كاثوليكية الكنيسة بالمعنى الشامل، إلا أن الباباوات ينحدرون من أماكن بعينها، وتتكوَّن شخصياتهم عبر تجارب محددة". Getty Images تحوّل منزل عائلة البابا يوحنا الثاني متحفاً ومعلماً سياحياً شهيراً كان ذلك واضحاً في شخصية البابا يوحنا بولس الثاني، المولود في مدينة وادوفيتسه البولندية، بحسب قول سبنسر، مضيفاً: "لا يمكن تصور فترة توليه بابا الفاتيكان دون الإقرار بنشأته البولندية وحياته تحت ظل نظامين دكتاتوريين مختلفين في بولندا". تعد وادوفيتسه مدينة صغيرة تقع في جنوب كراكوف، كانت ذات يوم منطقة هادئة ومتعددة الثقافات ضمن إقليم جاليسيا، ولكن بعد اعتلاء البابا يوحنا بولس الثاني الكرسي البابوي، كأول بابا غير إيطالي على كرسي القديس بطرس خلال 455 عاماً، وامتدت فترته من عام 1978 حتى عام 2005، تحولت المدينة إلى مقصد رئيسي للزائرين الكاثوليك. ويقول سبنسر: "في أواخر سبعينيات القرن الماضي، كانت بولندا بلداً تتسم بطابع كاثوليكي صارم، لكن حقيقة وجود بابا بولندي أشعل الحماسة بشكل كبير"، في انعكاس واضح لتأثير الباباوية على موطن البابا يوحنا بولس الثاني. وفي الوقت الحاضر، يتوافد الزائرون إلى منزل العائلة البسيط الذي وُلد فيه البابا يوحنا بولس الثاني، والذي تحوّل إلى متحف، كما يتوافدون على كنيسة الرعية التي كان يخدم فيها والساحة التي كان يلهو فيها أثناء فترة طفولته. وخلال الفترة بين 1996 و2019، سجل عدد السائحين الدوليين الذين زاروا المتحف زيادة تجاوزت الضعف، وفقاً لدراسات لجنة الجغرافيا الصناعية التابعة للجمعية الجغرافية البولندية، مع تسجيل ذروة ملحوظة في عام 2005، وهو عام وفاة البابا يوحنا بولس الثاني، وفي عام 2018، احتفى المتحف باستقبال زائره المليون. ويلفت باتيندن إلى أن ذلك يدل على جاذبية المكان، مضيفاً أن "الزيارات الدينية تحتل أهمية كبيرة بالنسبة للكاثوليك، لأنهم يؤمنون بسحر الأشياء المادية، بما في ذلك أجساد ورفات القديسين، والأدوات التي لمسوها. ولهذا السبب يلجأون إلى زيارة مسقط رأس القديس، ليتبرّكوا بقربهم من هذه المقدسات". وعلى الرغم من ذلك، ليست كل مدينة ينحدر منها بابا الفاتيكان تُدرج ضمن دائرة الاحتفاء، فعلى الرغم من شغله منصب رئيس أساقفة بوينس آيرس لأكثر من عشر سنوات، قام البابا فرنسيس، الذي تُوفي في أبريل/نيسان الماضي، بجولات عبر عدة قارات، وزار 68 دولة خلال اثني عشر عاماً من توليه الباباوية، لكنه لم يُقم بزيارة عودة إلى الأرجنتين. Getty Images قصر الباباوات في أفينيون هو أكبر قصر على الطراز القوطي على الإطلاق وسواء أُعتبرت تلك خطوة حيادية في ظل السياسة المتوترة في بلاده، أو إعلاناً صامتاً يهدف إلى التركيزه على الشأن العالمي، فقد كان غيابه ملحوظاً. وعلى النقيض من نشاط الزيارات السياحية في أماكن مثل مدينة وادوفيتسه، لا يزال مسقط رأس البابا فرنسيس حتى الآن موطناً أكثر منه للعبادة. وعلى الرغم من ذلك، أثّرت أصوله الأرجنتينية في كيفية تصوّر الناس له، إذ عُرف البابا فرنسيس بلقب "بابا الشعب"، وهو لقب استمده من نمط حياته المتواضع، وعمله في الأحياء الفقيرة في بوينس آيرس، وتواصله السلس مع عموم الناس، كما ساهمت خلفيته في تعزيز صورة عامة جسدت التواضع، والقرب من الناس، والاهتمام بالطبقة العاملة. وكان لمولد البابا يوحنا بولس الثاني في بولندا تأثير بالغ على رؤيته العالمية، إذ نشأ وعايش فترة حكم نظامين قمعيين: الاحتلال النازي أولاً، ثم النظام الشيوعي المدعوم من الاتحاد السوفيتي ثانياً، كما تميزت فترة باباويته بالتزامه بحقوق الإنسان، وحرية المعتقد، والمقاومة الأخلاقية، وأصبح صوتاً بارزاً ضد الطغيان الشمولي. وخلال زيارة تاريخية إلى بولندا في عام 1979، كان نداءه، "لا تخافوا"، يحمل أثراً عميقاً في نفوس أبناء بلاده، مما ساعد على تحفيز حركة التضامن التي أسهمت في نهاية المطاف في انهيار الحكم الشيوعي. وفي الوقت الذي نجحت فيه مدينة وادوفيتسه في تحويل الورع إلى رحلة دينية، احتفظت أماكن باباوية أخرى بإرث أكثر تميزاً. ففي قرية شاتونوف-دو-باب، وهي قرية تقع في كروم جنوب فرنسا، لا تزال بصمات باباوات العصور الوسطى تظهر جلياً في النبيذ المحلي للمنطقة. ففي مطلع القرن الرابع عشر، شهدت الباباوية انتقالاً مؤقتاً من روما إلى أفينيون في جنوب فرنسا، وهو حدث شكّل تحولاً بارزاً في تاريخ الكنيسة، إذ أقام سبعة باباوات فرنسيين على التوالي في المدينة خلال الفترة من عام 1309 حتى 1377، هرباً من الاضطرابات السياسية في روما وجذباً لنفوذ التاج الفرنسي. ويُطلق غالبا على هذه الفترة اسم "باباوية أفينيون"، إذ شهد البلاط الباباوي ازدهاراً من حيث مظاهر العظمة، ولا يزال إرثها قائماً في قصر الباباوات، وهو حصن قوطي كان في يوم من الأيام مركزاً روحانياً للكنيسة الكاثوليكية، وعلى الرغم ذلك، أثارت تلك الفترة جدلاً واسعاً، ووُجهت لها اتهامات بالفساد وسيطرة فرنسا المفرطة. كان أحد الباباوات، وهو البابا يوحنا الثاني والعشرون، الذي ينحدر من مدينة كاهور جنوب فرنسا، قد أمر ببناء مقر صيفي جديد في قرية مجاورة، تُعرف اليوم باسم شاتونوف-دو-باب، أو "القلعة الجديدة للبابا"، استُخدم هذا القصر كملجأ حصين وضيعة للكروم، مستفيداً من الموقع المرتفع للمنطقة والظروف الملائمة لزراعة الكروم. Getty Images لا يزال النبيذ المُنتَج في شاتونوف دو باب يحمل شعار البابوية على الزجاجات ولا يزال النبيذ المنتج يحمل شعار الباباوية، المتمثل في مفتاحي القديس بطرس المتقابلين والتيجان الباباوية، كما يمكن للسائحين المشاركة في جولات تجمع بين هذا التاريخ الباباوي العريق وتذوق النبيذ المصنوع من كروم تعود إلى قرون مضت. وعقب انتخاب البابا ليو الرابع عشر مؤخراً، تحوّلت أنظار العالم إلى أصوله في مدينة شيكاغو، وكما هو الحال في الولايات المتحدة، أثارت ولاءاته الرياضية جدلاً واسعاً، حيث دارت مناقشات بشأن إذا كان من مشجعي فريق الكابز أم الوايت سوكس (وقد أكد شقيقه أنه من مشجعي الوايت سوكس)، بيد أن الخبراء يشيرون إلى أن مسيرته قد تختلف عن التوقعات التقليدية. ويقول باتيندن: "إنه (البابا الجديد) أمريكي، لكنه قضى الجزء الأكبر من حياته في أمريكا اللاتينية، ومن اللافت أنه لم يتحدث الإنجليزية أثناء تحيته الأولى، ويشير كل ذلك، بحسب وجهة نظري، إلى أنه يحاول الابتعاد عن هويته الأمريكية". ويضيف سبنسر: "فضلاً عن كونه بابا أمريكياً، فإن ليو يُعد بابا بيروفياً بصورة عميقة جداً، ومن المتوقع أن تكون الروح الدولية متأصلة فيه، وسيكون من المثير متابعة إذا كان لهذا الأمر أي أثر ملموس". والسؤال هل ستحتضن شيكاغو مثل هذه اللحظات الروحية؟ سنرى، إذ من المحتمل أن تستجيب رعايا المدينة والجماعات المهاجرة لهذا التركيز الروحي الجديد، وقد يتوافد السائحون يوماً ما على شوارع ساوث سايد، كما يفعلون الآن في مدينة وادوفيتسه البولندية، أو ربما تظل مركزاً هادئاً يُحترم دون تبجيل، كما هو الحال مع مدينة بوينس آيرس الخاصة بالبابا فرنسيس. ويبدو واضحاً أن الصلة التي تربط بين البابا والمكان تبقى لفترة أطول من تلاشي الدخان الأبيض، الذي يعلن اختياره لتولي منصب البابا، هذه الصلة عدسة يُعاد من خلالها تفسير إرث البابا وإعادة تصوّره. فمن ملصقات النبيذ في جنوب فرنسا إلى الرحلات المدرسية في بولندا، تتغير هذه الأماكن بفعل قربها من السلطة، وبحكم وظيفة البابا، وبحضور المؤمنين الباحثين عما هو أكثر من مجرد مسقط رأس هذا البابا.


الديار
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الديار
جامعة الروح القدس – الكسليك تكرّم إدمون رزق وتتسلّم أرشيفه الوطني في احتفال مهيب
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب كرّمت جامعة الروح القدس – الكسليك معالي الأستاذ إدمون رزق، في احتفال حاشد شهدته قاعة البابا يوحنا بولس الثاني، بدعوة من الأب العام هادي محفوظ الرئيس العام للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة والرئيس الأعلى للجامعة ورئيس الجامعة الأب طلال هاشم، وذلك بمناسبة تسليم رزق أرشيفه الشخصي إلى مكتبة الجامعة. حضر الاحتفال رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والسيدة الأولى نعمت عون ممثلَين بوزير الإعلام الدكتور بول مرقص، رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام ممثلاً بزوجته السفيرة سحر بعاصيري سلام، السيدتان الأوليان السابقتان صولانج الجميّل ومنى الهراوي، نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب، رئيس الحكومة السابق تمام سلام، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق ممثلاً بالمطران بولس صياح، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلاً بالشيخ محمد عساف، شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي أبي المنى ممثلاً بالدكتور نزيه أبو شاهين، وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، ممثلون عن رؤساء الحكومة السابقين، السيدة بهية الحريري، رئيس حزب الكتائب اللبنانية الشيخ سامي الجميّل، سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد البخاري، مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، إضافة إلى عدد من النواب الحاليين والوزراء والنواب السابقين، ورؤساء الأحزاب وممثليهم، والآباء العامّين وأصحاب السماحة والآباء المدبّرين العامّين، والفاعليّات الدبلوماسيّة والقضائيّة والروحيّة والنقابيّة والحزبيّة والعسكريّة والأمنيّة والسياسيّة والبلديّة والإعلاميّة وممثّليهم، وعائلة المكرّم وأهالي منطقته جزّين... يعد هذا الحدث الثقافي الوطني الفريد، تكريمًا لرجلٍ كرّس حياته للكلمة، والموقف، والسيادة، وللمساهمة في إيصال أرشيف ثمين إلى الأجيال القادمة. فهو تكريم لمسيرة وطنية وثقافية غنية امتدت لأكثر من ستة عقود، قدم خلالها إدمون رزق إسهامات بارزة في ميادين السياسة، الكتابة، الصحافة، النضال الوطني، والتشريع، حيث شغل منصب نائب في البرلمان اللبناني لأكثر من 24 عامًا ووزيرًا في حكومات رئيسية مختلفة، فكان شاهدًا ومشاركًا في مفاصل مصيرية من تاريخ لبنان. تميّز الاحتفال بمزيج مؤثّر من الشهادات والعرض الوثائقي، الذي أعاد الحضور إلى محطات من تاريخ لبنان المعاصر، كما أضاء على مسيرة رزق الغنية التي تنقّلت بين الصحافة والتشريع والعمل السياسي والوطني. شهادات ووثائقي قدّم وأدار الاحتفال الإعلامي الأستاذ وليد عبود، وتضمن شهادات من نخبة من الشخصيات الوطنية والفكرية، هم بحسب تسلسل الوثائقي: الأب البروفسور جورج حبيقة، معالي النقيب رشيد درباس، الدكتورة منى فياض، ومعالي الأستاذ جوزيف الهاشم، والأميرة حياة أرسلان، معالي الدكتور عدنان السيد حسين، معالي القاضي عباس الحلبي، والدكتور نزار يونس. رزق في كلمة مؤثرة، استعاد الوزير والنائب السابق إدمون رزق، مسيرته الوطنية والإنسانية والفكرية، مستعرضاً محطات مفصلية في حياته الشخصية والعامة. وقال: "أنا ابن الرهبانية اللبنانية، ربيب ديرها، تلميذ مدرستها، ومعلّم في معهدها، وفخور بانتمائي إليها." ووصف رزق الزمن بأنه مرآة تعكس بوضوح الرؤية وتجذر القناعة، مؤكداً أن انتماءه اللبناني المسيحي لم يكن يوماً منغلقاً، بل عاشه من موقع الإيمان بالشراكة الوطنية واحترام التعددية. وقال: "منذ اثنتين وثمانين سنة، كان اندماجي البنّاء في هُويتي اللبنانية العربية، وإيماني المسيحي، في كيان قائم على الاعتراف بالآخر، والشراكة المسؤولة." كما استعرض رزق تجربته الطويلة في النيابة والعمل السياسي، مؤكداً تمسكه بثوابت الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، ورفضه المشاركة في أي سلطة تخرق القواعد الدستورية أو تتنافى مع مبادئ الكفاءة والعدالة. وقال: "مارست النيابة ربع قرن، ولم أوافق على أي قانون غير دستوري أو غير عادل... راهنتُ بحياتي على دولة القانون والحق والكرامة." ورغم معاناته الشخصية، بقي صامداً، شاهداً على الحرية والسيادة والاستقلال. وفي ختام كلمته، قدّم أرشيفه الفكري، خلاصة تجربة امتدت لسبعين عامًا في الشأن العام، شاهدة على مواقف ومراحل ومحطات، هديةً إلى شباب لبنان، لتكون ذخيرة بحث وتأمل، وتوثيق لذاكرة وطنية لا تموت، داعيًا إلى التمسك بالقيم الجامعة، ومشيداً بدور الرهبانية اللبنانية المارونية وجامعة الروح القدس – الكسليك في الحفاظ على الذاكرة الوطنية. الأرشيف تجدر الإشارة إلى أن الأرشيف الشخصي لإدمون رزق، الذي يُقدّم إلى مكتبة جامعة الروح القدس، يضمّ ثروة توثيقية مميزة تشمل أكثر من 80 ساعة من التسجيلات الصوتية، 200 فيديو، آلاف الوثائق، والمقالات، المقابلات والمخطوطات، التي توثق لتاريخ لبنان السياسي والاجتماعي والثقافي الحديث. وقد تم جمع هذا الأرشيف بعناية شديدة من قبل عائلة رزق على مدى سنوات، ليكون مرآة لذاكرة وطنية حيّة تعبّر عن محطات مفصلية في حياة لبنان. أما جامعة الروح القدس - الكسليك، من خلال تجهيزاتها التقنية وفريقها المتخصص في مركز فينيكس للدراسات اللبنانية، فستعمل على رقمنة وتصنيف هذا الأرشيف وإتاحته للباحثين والجمهور العام، مساهمةً في حفظ الذاكرة الجماعية اللبنانية وتعزيز البحث الأكاديمي والمعرفي.


الدستور
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
الكرادلة المشاركون في اجتماعات ما قبل الكونكلاف يدعون شعب الله لمرافقتهم بالصلاة
أصدرت دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي اليوم الأربعاء 30 أبريل بيانا للكرادلة المشاركين في الاجتماعات التي تسبق الكونكلاف أرادوا فيه، حسبما جاء في البيان، التطرق إلى نقطتين تتعلقان بالإجراءات الخاصة بالكونكلاف ناقشوهما خلال الأيام الماضية. وتحدث البيان أولا عن أن البابا فرنسيس بتعيينه كرادلة جدد بعدد يجعل الكرادلة الناخبين في الكونكلاف يزيدون عن ١٢٠، وهو الحد الأقصى حسب ما تنص عليه المادة ٣٣ من الدستور الرسولي Universi Dominici Gregis من سنة ١٩٩٦ للبابا القديس يوحنا بولس الثاني، قد أعفى عمليا من هذه المادة وذلك بحكم مادة أخرى من الدستور ذاته، وهي رقم ٣٦ والتي تنص على أنه يحق للكرادلة انتخاب الحبر الأعظم منذ تعيينهم. وبالتالي فإن الكرادلة الذين يتجاوزون هذا العدد، أي ١٢٠، يحق لهم التصويت في الكونكلاف الحالي حسبما ذكر الكرادلة في بيانهم. أما النقطة الثانية التي تَضَمنها البيان فتتعلق بالكاردينال بيتشو، وأعرب الكرادلة عن تقديرهم لإعلانه عدم مشاركته في الكونكلاف انطلاقا من خدمة الكنيسة وخير الكونكلاف حسبما ذكر. كما أعرب الكرادلة عن رجائهم أن تصل الأجهزة القضائية المعنية إلى الحقيقة بشكل نهائي في القضية التي يُتهم فيها الكاردينال. ونشرت دار الصحافة بعد ظهر اليوم بيانا آخر، يدعو فيه الكرادلة المشاركون في الاجتماعات التي تسبق الكونكلاف شعب الله إلى عيش هذه اللحظة الكنسية كفعل نعمة وتمييز روحي في إصغاء لمشيئة الله. وأضاف البيان أن الكرادلة مع وعيهم للمسؤولية التي هم مدعوون إليها يلمسون ضرورة أن يدعمهم المؤمنون جميعا بالصلاة. كما وأكد الكرادلة ضرورة أن يكونوا أدوات وديعة لحكمة الآب السماوي وعنايته في طاعة للروح القدس، فهو مَن يجب الإصغاء إليه ومعانقة ما يقول للكنيسة، تابع الكرادلة وختموا سائلين مرافقة مريم العذراء بشفاعتها الأمومية.


تحيا مصر
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- تحيا مصر
سانتا مارثا... المقر البسيط الذي فضّله البابا فرنسيس على القصر البابوي
في قلب دولة الفاتيكان الصغيرة، تقع دار سانتا مارثا (Santa Marta)، المبنى الذي شكّل استثناءً تاريخيًا في حياة الكنيسة الكاثوليكية، بعدما اختاره البابا فرنسيس مقرًا لإقامته بدلًا من الشقة البابوية التقليدية داخل القصر الرسولي. منذ انتخابه في مارس 2013، اتخذ البابا فرنسيس هذا القرار المفاجئ، وفضّل الإقامة في سكن الكهنة والأساقفة داخل الدار، على العيش في أجنحة القصر الفخمة التي سكنها من سبقه من الباباوات. خطوة لم تكن مجرد اختيار سكني، بل إعلان رمزي لنهج جديد قائم على التواضع والبساطة والاقتراب من الناس. إقامة مختلفة... ونهج بابوي غير مسبوق تُعرف دار سانتا مارثا رسميًا باللاتينية باسم Domus Sanctae Marthae، وقد بُنيت عام 1884، لكنها خضعت لعملية تحديث شاملة في عام 1996 بأمر من البابا يوحنا بولس الثاني، لتحويلها إلى دار ضيافة لإقامة الكرادلة خلال الاجتماعات الكنسية الكبرى، وخاصة المجمع المغلق Conclave الذي يُنتخب فيه البابا الجديد. وبالنسبة للبابا فرنسيس، لم تكن هذه مجرد محطة مؤقتة بعد انتخابه، بل أصبحت منزله الدائم حتى وفاته، بعد سنوات من التعايش المشترك مع رجال الدين. وقد أوضح في أكثر من مناسبة أن هذا القرار نابع من رغبته في الحياة اليومية الطبيعية والبسيطة، بعيدًا عن مظاهر الفخامة والعزلة. مكان للتأمل والصلاة... ولقاء كبار الزوار لم يكن سانتا مارثا مجرد سكن، بل تحوّل إلى مركز روحي وسياسي في آن واحد. في أوقات مرضه، كان البابا يلقي صلاة التبشير الأسبوعية من كنيسة الدار، ويستقبل رؤساء دول وشخصيات بارزة فيها، بدلًا من الصالونات الكبرى في القصر البابوي. كما بات المكان مقترنًا بنمط قيادة روحي مختلف، قائم على القرب من الناس وتفكيك هالة السلطة المعزولة التي التصقت بالمؤسسة البابوية لعقود. بعد وفاته... سانتا مارثا تستعد لدورها الجديد مع وفاة البابا فرنسيس، تعود دار سانتا مارثا إلى وظيفتها الأساسية. حيث سيتم عزلها عن العالم الخارجي مؤقتًا لتستقبل الكرادلة المشاركين في انتخاب البابا الجديد خلال المجمع المغلق الذي سينعقد في كنيسة السيستين. وبين جدرانها، سيتم اتخاذ قرار تاريخي جديد يحدد مستقبل الكنيسة الكاثوليكية، كما حصل قبل 11 عامًا عندما خرج منها اسم خورخي ماريو برغوليو، البابا القادم من الأرجنتين.


البوابة
١٩-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- البوابة
معنى الصليب في المسيحية - تأملات البابا يوحنا بولس الثاني
يحتفي الاقباط حول العالم بعيد الصليب ففي هذه المناسبة، يسترجع المؤمنون كلمات قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، بابا الفاتيكان السابق الذي أكد على أهمية الصليب في فهم طبيعة الحب الإلهي وأبعاده الخلاصية. الصليب في الفكر المسيحي، هو أكثر من مجرد رمز ديني؛ إنه تجسيد عميق للحب الإلهي وتجلٍّ لرحمة الله تجاه الإنسان ويمثل الصليب في أبهى صورته الوسيلة التي بها تتجلى الألوهية في أعماق معاناة الإنسان، خاصة في لحظات الألم والضيق. هو لحظة تلاقي المحبة الإلهية مع جراح البشر الأكثر قسوة، إذ يجد المؤمنون فيه إشارة إلى الحب الأبدي في أوقات الشدة. يُنظر إلى الصليب أيضًا على أنه الإنجاز التام للبرنامج المسيحاني الذي أعلن عنه يسوع المسيح في مجمع الناصرة، ومن ثم كرره أمام موفدي يوحنا المعمدان. وقام هذا البرنامج على نبوءات النبي إشعياء القديمة، حيث أبرز المحبة والرحمة تجاه الفقراء، والمحتاجين، والمتألمين، والمسجونين، والعميان، والمضطهدين والخطأة. في نظر الكنيسة، يعد السر الفصحي أكثر من مجرد حدث تاريخي؛ فهو يتخطى حدود الشرور التي تعاني منها الإنسانية في فترة وجودها على الأرض. فصليب المسيح يتيح للإنسان فهم أعمق جذور الشر المتأصلة في الخطيئة والموت، ويُعتبر بالتالي علامة أخروية، مشيرًا إلى انتصار الحب في نهاية الزمان. عند التجديد النهائي للعالم، سيغلب هذا الحب في المختارين على أعمق مصادر الشر، ليمنحهم ملكوت الحياة والقداسة والخلود الممجّد. هذه الرؤية الأخروية تُجسدها القيامة التي تمثل، في اليوم الثالث بعد الصلب، علامة نهائية تكلل رسالة المسيح. فهي تمثل إتمام كشف المسيح الكامل عن الحب الرحيم في عالم يعاني من الشرور، وتبشر بمجيء 'سماء جديدة وأرض جديدة'، حيث تُمسح كل دمعة من عيون المؤمنين، ويختفي الموت، والحزن، والصراخ، والألم إلى الأبد، ليحل مكانها الفرح الأبدي والخلود.