logo
#

أحدث الأخبار مع #يوكوسودا،

هدوء مقابل 45% زيادة بالإيجار: اقتصاد الصمت يزدهر في اليابان
هدوء مقابل 45% زيادة بالإيجار: اقتصاد الصمت يزدهر في اليابان

العربي الجديد

timeمنذ 4 أيام

  • ترفيه
  • العربي الجديد

هدوء مقابل 45% زيادة بالإيجار: اقتصاد الصمت يزدهر في اليابان

بدأت تنتشر في طوكيو أنواع جديدة من المساحات التي تلبي حاجة متزايدة للهدوء، وسط صخب الحياة اليومية وتزايد الضوضاء. وتشمل هذه المساحات شققًا عازلة للصوت، وأقمشة تقلل الضوضاء، وحتى صالونات تصفيف شعر "خالية من الكلام"، حيث يُمنع الحديث ما لم يبدأه الزبون. ويجتذب مفهوم الصمت، مستأجرين من أعمار ومهن مختلفة، فقد يعيش لاعب ألعاب إلى جانب تاجر أسهم، أو طبيب يعمل في نوبات ليلية، من دون أن يسمع أحدهم صوت الآخر. وذكرت وكالة "بلومبيرغ" أن المغني وكاتب الأغاني والمستشار في الموارد البشرية، يو كوسودا، يعيش في شقة بمساحة 26 مترًا مربعًا (283 قدمًا مربعًا) في طوكيو، تسوّقها شركة "ليفلان" العقارية على أنها شقة عازلة للصوت. وأكد كوسودا أنه لو لم يلتقِ جيرانه، لما علم بوجودهم. فعلى مدى خمس سنوات، استضاف ندوات عبر الإنترنت، وشغّل الأفلام بأعلى صوت، وعزف على الغيتار الكهربائي دون أن يتلقى أي شكوى، ولم يسمع بدوره أي ضجيج صادر من الجيران. وتدير "ليفلان" نحو 900 وحدة سكنية موزعة على 37 مبنى في طوكيو والمناطق المجاورة، منذ إطلاقها أول شقة عازلة للصوت عام 2000. وشهدت الشركة طلبًا متزايدًا منذ عام 2020 بعد جائحة كورونا ، حيث ارتفع عدد المنتظرين على لائحة الانتظار من نحو 200 شخص إلى أكثر من 6000، وفقًا لما صرّح به دايسومي ياماشيتا، مدير المبيعات في الشركة. ويبلغ إيجار شقة "ليفلان" بمساحة 280 قدمًا مربعًا في منطقة ناكانوبو بحي شيناجاوا حوالى 128,500 ين شهريًا (ما يعادل 854 دولارًا أميركيًا)، أي أكثر بنسبة 45% من متوسط الإيجار في المنطقة، والبالغ 88,400 ين. ويقول ياماشيتا: "دفعت الجائحة المزيد من الناس إلى التفكير في البيئة الصوتية داخل منازلهم. فالغناء، والعزف، والتمثيل الصوتي، والسرد، وحتى الألعاب الإلكترونية، كلها أنشطة أصبحت مرتبطة بالصوت، ويؤديها الناس من داخل منازلهم". وفي مكان آخر يبعد نحو 20 كيلومترًا شمال كوسودا، يعيش موسوراميسو، وهو لاعب ألعاب فيديو بدوام كامل ومهندس أنظمة سابق، في شقة عازلة للصوت، حيث يتناول طعامه وينام ويؤدي بثوثًا مباشرة للعبة "جينشين إمباكت". وقال إنه منذ انتقاله إلى هناك عام 2023، لم يعد ينزعج من صفارات سيارات الإسعاف أو مكبرات الصوت في الخارج، ويتمكن من الصراخ في أثناء اللعب بحرية دون القلق من إزعاج أحد. اقتصاد دولي التحديثات الحية ترامب يضغط لخفض العجز التجاري مع اليابان.. وطوكيو تعد باستثمارات وكانت شركة "ليفلان" قد بدأت دراسة إمكانية إنشاء شقق عازلة للصوت منذ عام 1987، عندما لاحظ رئيسها التنفيذي آنذاك، يوجي سوزوكي، أن زوجته لا تستطيع العزف على الكمان دون إزعاج الجيران. فبنت الشركة أول استوديو عازل للصوت في قبو أحد مبانيها. وتعتمد فلسفتها في العزل على بناء "غرفة داخل غرفة"، بحيث تُفصل الغرفة الداخلية المصنوعة من ألواح الجبس عن هيكل المبنى ببضعة سنتيمترات، ما يحد من انتقال الصوت بين الطوابق والأسقف. وتُعد ضوضاء الجيران مشكلة شائعة في اليابان، إذ أظهر مسح حكومي أنها تمثل 43% من الشكاوى السكنية في الشقق. كذلك بدأت كوريا الجنوبية بدورها اتخاذ تدابير مشددة تجاه المباني التي لا تستوفي معايير العزل الصوتي بين الطوابق. وتوضح الدراسات أن "أصوات الاصطدام" – مثل خطوات الأقدام أو سقوط الأشياء – أكثر إزعاجًا من الضوضاء المتواصلة مثل الموسيقى، ويمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في النوم وحتى مشاكل في القلب والأوعية الدموية. وقد يكون الحجر المنزلي لفترات طويلة خلال الجائحة قد فاقم من الإحساس بالإزعاج نتيجة الضوضاء. ويقول الأستاذ الفخري في معهد هاشينوهي للتكنولوجيا، نوريهيسا هاشيموتو، إن العلاقة الضعيفة بين الجيران ترفع مستوى التوتر تجاه الضجيج، مضيفًا: "كلما ضعفت علاقتنا بجيراننا، أصبحنا أقل تسامحًا مع ضجيجهم". وقد أظهرت دراسة استقصائية حكومية نُشرت في يناير/كانون الثاني أن نحو 70% من سكان طوكيو لا يتفاعلون مع جيرانهم، مقارنة بـ51% فقط قبل نحو عقد. من جهته، يقول كريس بيرديك، مؤلف كتاب "الصخب: كيف سيطر الضجيج على العالم وكيف يمكننا استعادته"، إن هناك "زيادة هائلة في رغبة الناس بالهدوء"، مشيرًا إلى انتشار المطارات الصامتة ورحلات السفر الهادئة. وأضاف: "مع ازدياد الضجيج والمشتتات الرقمية، تهدر أدمغتنا طاقتها في تصفية الإشارات السمعية بحثًا عما هو مهم". وتُعزز هذه الظاهرة تطور تقنيات إلغاء الضوضاء، حيث من المتوقع أن تصل قيمة السوق العالمية لسماعات الرأس المزودة بهذه التقنية إلى 41 مليار دولار بحلول عام 2031، مقارنة بـ15.9 مليار دولار في عام 2023، بحسب شركة KBV RESEARCH. اقتصاد دولي التحديثات الحية اليابان تكثف صادراتها قبل رسوم ترامب ويقول براكاش خاندوري، مهندس الصوت في شركة "أمبيك للإلكترونيات"، إن تقنية إلغاء الضوضاء تطورت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، متوقعًا أن تُصبح في غضون عامين قادرة على عزل الضجيج في الحفلات والسماح للمستخدم بسماع الأصوات المهمة فقط، مثل الإنذارات أو بكاء الأطفال، كذلك يُتوقع استخدام هذه التقنية في المنازل الذكية والرعاية الصحية ووسائل النقل. وفي حيّ هاراجوكو العصري بطوكيو، افتتح هيرويكي إيتو عام 2022 صالون "ميوت"، وهو صالون تصفيف شعر "صامت"، لا يبدأ الموظفون فيه الحديث إلا إذا بادر الزبون بذلك. ويقول إيتو: "أعتقد أن خدمات الصمت ستنتشر يومًا ما لتشمل الفنادق والمطاعم وقطاعات أخرى". ووفقًا لاستطلاع أُجري عبر موقع "هوت بيبر بيوتي"، أكبر موقع لحجوزات صالونات التجميل في اليابان، فإن أكثر من نصف المشاركين البالغ عددهم 2000 شخص يفضلون الصمت في أثناء تصفيف الشعر، كذلك افتتحت صالونات مشابهة في كل من المملكة المتحدة وفنلندا. (بلومبيرغ، العربي الجديد)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store