logo
#

أحدث الأخبار مع #يوميةوهران

مأساة الكاتب كمال داود: "خائن" في الجزائر، "عربي سيئ" في فرنسا
مأساة الكاتب كمال داود: "خائن" في الجزائر، "عربي سيئ" في فرنسا

فرانس 24

timeمنذ 6 أيام

  • سياسة
  • فرانس 24

مأساة الكاتب كمال داود: "خائن" في الجزائر، "عربي سيئ" في فرنسا

"خائن" في الجزائر و"عربي سيئ" في فرنسا. هكذا وصف الكاتب الجزائري-الفرنسي كمال داود نفسه في حوار مع صحيفة "لوفيغارو" ذات التوجه اليميني، وتم نشره الخميس. تطرق داود في هذا الحوار إلى مشاكله القضائية المتكدسة، على غرار مذكرتي التوقيف الدوليتين الصادرتين بحقه في الجزائر والشكوى القضائية التي رفعتها ضده سعيدة عربان في بلده الأصلي أيضا بتهمة استخدام قصتها الشخصية في رواية " حوريات" التي نال بفضلها جائزة "غونكور" الأدبية العريقة في 2024. وقال داود في مستهل الحوار: "أشعر كأنهم يلومونني لأنني لست عربيا جيدا، أي ذلك العربي الذي يتقمص دور الضحية ويعيش في كراهية فرنسا"، منددا بتعرضه لما سماه "الاضطهاد القضائي" الذي سجنه في "متاهة من الإجراءات". كما انتقد "بعض وسائل الإعلام في الجزائر" التي "تهاجمه بإلحاح وتسيء" إلى سمعته ونزاهته، بينما "تصرف النظر عن الاعتقالات في البلد". تزامن نشر "لوفيغارو" مقابلة مع كمال داود في وقت وصلت العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى الحضيض مع إبعاد دفعة جديدة من الدبلوماسيين من كلا البلدين. وأكد الكاتب الجزائري-الفرنسي، الذي عمل لسنوات كصحافي في جريدة "يومية وهران" الناطقة بالفرنسية، أن الإجراءات القضائية التي "تستهدفه والحملة الصحافية المصاحبة لها تتجاوز حالته الشخصية، بل تكشف عن مأساة جماعية مزدوجة، جزائرية أولا، وفرنسية ثانيا. مأساة تجد في الجزائر مصدرها في المرجعية الحاضرة باستمرار للاستعمار ولحرب الاستقلال". هذه "الخدعة"، كما وصفها، "تُوظَّف كوسيلة لطمس الجرائم التي ارتُكبت خلال الحرب الأهلية (أو ما يسمى بالعشرية السوداء، 1990-2000) وللتغطية على الواقع الراهن في البلاد". وأضاف أن هذه الخدعة "تعيق القدرة على التفكير في الحاضر والمستقبل وتحجب النضال الضروري من أجل تحرر الفرد في مواجهة دكتاتورية النظام والطابع الشمولي للإسلام ومنطق الجماعة والتقاليد الاجتماعية المتحجرة". وتابع ابن مدينة مستغانم (غرب الجزائر) بأن "صناعة الخائن أمر أساسي لترسيخ النظام [الجزائري]ٍ، وأضيف إلى ذلك أنني منشق اجتماعي. وُلدت في قرية ولا أنتمي إلى الوسط الثقافي للنخبة في قلب الجزائر العاصمة. كل هذا يجعلني هدفا". وحول حقبة الاستعمار الفرنسي في الجزائر، اعتبر داود أن الأنظمة الجزائرية المتعاقبة استخدمت ورقة الحرب لأهداف سياسية داخلية، مشددا على أن فرنسا "غير مسؤولة عن كل مصائبها" ويرفض أن تظل الجزائر "حبيسة دور الضحية الأبدية". وقال في هذا الشأن: "الجزائر كانت مستعمَرة من قِبل فرنسا. لكن أن نجعل من ذلك خبزنا اليومي، فهذا يعني أننا عاجزون عن صنع خبز حقيقي"، مضيفا: "أدركت متأخرا أن هناك رُعبا شاملا من مفهوم الحرية. لقد ناضلنا من أجل التحرر (عن فرنسا)، لكننا لا نريد الحرية. لأن الحرية تنطوي على المجازفة، والمغامرة، والانفتاح على العالم، وبناء سيادة داخلية حقيقية". وواصل: "أين هي الحرية الجزائرية عندما تظل فرنسا هاجسها الدائم؟ إن البلد الذي يظل أسيرا لمستعمره السابق، يظل تابعا له". "لم نعد نتحدث عن معركة الجزائر، بل عن بوعلام صنصال" وتابع كمال داود قائلا: "في الجزائر، يُنظر إليك بازدراء وكأنك خادم فرنسا. وفي فرنسا، يُملى عليك أن تؤدي دور 'الجزائري الجيد'. يُوهمونك بأنك ضحية. وأحيانا، أشعر برغبة في الرد على هؤلاء بالقول: يمكنني أن أدافع عن نفسي، وأتحدث الفرنسية، بل وأتحدثها أفضل منهم". وأضاف: "هذا الخطاب القائم على (الضحية) وطلب التوبة، والذي يروج له أيضا بعض الإسلاميين في بعض الأحياء، يُغذي الانعزال والهويات المنغلقة، ويؤجج عداء جزء من الشباب الفرنسي-الجزائري تجاه فرنسا". ووجه داود نداء للفرنسيين المتحدرين من أصول جزائرية لكي ينخرطوا بشكل كامل في المجتمع الفرنسي قائلا: "أن تكره البلد الذي تعيش فيه لصالح بلد لم تعش فيه يوما، فهذا منطق خاسر. أريد أن أقول لكل أبناء المهاجرين الجزائريين إن فرنسا توحدنا وتحفظنا، وتمنحنا حرية التعبير، بل حتى حق التظاهر. وأريد أن أقول لهم أيضا: "حاولوا الخروج في مظاهرة بالجزائر! بادروا إلى رفع علم غير العلم الجزائري أو الفلسطيني". وفي النهاية، اعترف داود بأنه يعيش بقساوة ما سماه "الهروب الضروري"، أي العيش خارج الجزائر ، لكنه بالمقابل يشعر بأنه "محظوظ مقارنة ببوعلام صنصال" المسجون في الجزائر منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2024. وهو يأمل بأن تشهد الجزائر صحوة تحرر صنصال وكل مواطنيه، "لأن هذه القضية تسجن الجزائر بأكملها".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store