#أحدث الأخبار مع #يونايتدبريسإنترناشونالإيطاليا تلغراف٢٨-٠٤-٢٠٢٥سياسةإيطاليا تلغرافمصادرة الكتب واندثار الصحف.. يا له من زمان!إيطاليا تلغراف طلحة جبريل كنا نسمع في زمن مضى في بعض دول المنطقة الممتدة من الماء إلى الماء عن'مصادرة الصحف'. لم تعد هذه الظاهرة في بعض الدول، منها المغرب على سبيل المثال. هذا أمر إيجابي، لكن الثابت أن الصحف لا تُمنع بل تندثر. يبلغ عدد اليوميات الورقية في المغرب 17 يومية باللغتين العربية والفرنسية، جميعها توزع 15 ألف نسخة، أي بمعدل أقل من تسعمائة نسخة لكل صحيفة. قبل فترة اندثرت بعض الصحف اليومية، وعلى الرغم من ذلك لم يعبر أحد عن أسفه لذلك الاندثار. أتذكر جيداً عندما أُغلقت صحيفة 'إيفينينغ نيوز'البريطانية، كاد ذلك يؤدي إلى سقوط حكومة مارغريت تاتشر، وما أدراك ما تاتشر! حيث وُجهت لها انتقادات شديدة لأنها لم تتدخل لإنقاذ صحيفة عريقة من الإفلاس. ننتقل إلى موضوع آخر. في مناسبة 'المعرض الدولي للكتاب' الذي نُظم في الرباط واختُتم أمس الأحد، جرى تداول معلومة لست متيقناً منها بأنه مُنع عرض بعض الكتب في بعض الأروقة.لا أظن أن كاتباً يمكن أن يقبل فكرة منع كتاب، حتى ولو كان المنع بقرار قضائي. ننتقل إلى واقعتين فقط للتذكير. كان كتاب 'الخبز الحافي للصديق الراحل محمد شكري قد مُنع في الثمانينيات بقرار لم يعرف أحد من الذي أصدره، حتى انتقل الموضوع إلى البرلمان، وتبين وقتها أن الجهة التي منعت الكتاب هي 'وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية'. الواقعة الثانية كانت قرار منع تدريس رواية الطيب صالح 'موسم الهجرة إلى الشمال' في بداية التسعينيات في السودان، أي بلد الكاتب نفسه'.أجريت وقتها حواراً مع الطيب صالح، بعد ذلك القرار، ضمنته تقريراً بشأن الموضوع وبثته 'وكالة يونايتد بريس إنترناشونال' ( يو بي آي) التي كنت أدير مكتبها في الرباط. أقتطف لكم جزءاً منه:' 'عزا الكاتب والروائي السوداني الطيب صالح قرار الحكومة السودانية بمنع تداول روايته 'موسم الهجرة إلى الشمال' وحظر تدريسها في الجامعات، إلى أسباب سياسية، ووصف القرار بأنه 'بليد' لأنه يفترض أن الجامعات هي التي تختار ما يدرسه طلابها وليس الحكومات'.وأضاف: 'أنا حزين جداً على بلدي لأن هذا القرار يعكس مدى التخبط الذي يعيشه' وأضاف : صدر القرار عن حكومة لا تفهم قيمة الأدب، لأن رواية 'موسم الهجرة إلى الشمال' نُشرت عام 1966، وتُرجمت إلى 20 لغة، فكيف استيقظت الحكومة فجأة لتكتشف أنها رواية مُخلة بالآداب وتسخر من القيم السودانية'. إيطاليا تلغراف
إيطاليا تلغراف٢٨-٠٤-٢٠٢٥سياسةإيطاليا تلغرافمصادرة الكتب واندثار الصحف.. يا له من زمان!إيطاليا تلغراف طلحة جبريل كنا نسمع في زمن مضى في بعض دول المنطقة الممتدة من الماء إلى الماء عن'مصادرة الصحف'. لم تعد هذه الظاهرة في بعض الدول، منها المغرب على سبيل المثال. هذا أمر إيجابي، لكن الثابت أن الصحف لا تُمنع بل تندثر. يبلغ عدد اليوميات الورقية في المغرب 17 يومية باللغتين العربية والفرنسية، جميعها توزع 15 ألف نسخة، أي بمعدل أقل من تسعمائة نسخة لكل صحيفة. قبل فترة اندثرت بعض الصحف اليومية، وعلى الرغم من ذلك لم يعبر أحد عن أسفه لذلك الاندثار. أتذكر جيداً عندما أُغلقت صحيفة 'إيفينينغ نيوز'البريطانية، كاد ذلك يؤدي إلى سقوط حكومة مارغريت تاتشر، وما أدراك ما تاتشر! حيث وُجهت لها انتقادات شديدة لأنها لم تتدخل لإنقاذ صحيفة عريقة من الإفلاس. ننتقل إلى موضوع آخر. في مناسبة 'المعرض الدولي للكتاب' الذي نُظم في الرباط واختُتم أمس الأحد، جرى تداول معلومة لست متيقناً منها بأنه مُنع عرض بعض الكتب في بعض الأروقة.لا أظن أن كاتباً يمكن أن يقبل فكرة منع كتاب، حتى ولو كان المنع بقرار قضائي. ننتقل إلى واقعتين فقط للتذكير. كان كتاب 'الخبز الحافي للصديق الراحل محمد شكري قد مُنع في الثمانينيات بقرار لم يعرف أحد من الذي أصدره، حتى انتقل الموضوع إلى البرلمان، وتبين وقتها أن الجهة التي منعت الكتاب هي 'وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية'. الواقعة الثانية كانت قرار منع تدريس رواية الطيب صالح 'موسم الهجرة إلى الشمال' في بداية التسعينيات في السودان، أي بلد الكاتب نفسه'.أجريت وقتها حواراً مع الطيب صالح، بعد ذلك القرار، ضمنته تقريراً بشأن الموضوع وبثته 'وكالة يونايتد بريس إنترناشونال' ( يو بي آي) التي كنت أدير مكتبها في الرباط. أقتطف لكم جزءاً منه:' 'عزا الكاتب والروائي السوداني الطيب صالح قرار الحكومة السودانية بمنع تداول روايته 'موسم الهجرة إلى الشمال' وحظر تدريسها في الجامعات، إلى أسباب سياسية، ووصف القرار بأنه 'بليد' لأنه يفترض أن الجامعات هي التي تختار ما يدرسه طلابها وليس الحكومات'.وأضاف: 'أنا حزين جداً على بلدي لأن هذا القرار يعكس مدى التخبط الذي يعيشه' وأضاف : صدر القرار عن حكومة لا تفهم قيمة الأدب، لأن رواية 'موسم الهجرة إلى الشمال' نُشرت عام 1966، وتُرجمت إلى 20 لغة، فكيف استيقظت الحكومة فجأة لتكتشف أنها رواية مُخلة بالآداب وتسخر من القيم السودانية'. إيطاليا تلغراف