logo
#

أحدث الأخبار مع #يونغكونغولد

بريق الذهب يغري الصينين وسط ماراثون جني الأرباح
بريق الذهب يغري الصينين وسط ماراثون جني الأرباح

Independent عربية

timeمنذ 9 ساعات

  • أعمال
  • Independent عربية

بريق الذهب يغري الصينين وسط ماراثون جني الأرباح

مع ارتفاع أسعار الذهب بصورة غير مسبوقة، شعرت جولي لي أن استثمارها في المعدن النفيس كان أذكى قرار اتخذته في حياتها، ومثلها كثر في أنحاء الصين ضخوا مدخراتهم في الذهب، مدفوعين بوعود من شركات بتحقيق عوائد مجزية على المدى الطويل. قبل نحو عام، استثمرت لي نحو 35 ألف دولار في سبائك ذهبية من خلال شركة "يونغكون غولد" التي تدير منصة إلكترونية وعشرات محال المجوهرات شرق الصين، وأدى أداء استثماراتها الجيد إلى استخدامها بطاقة ائتمان لإضافة 20 ألف دولار أخرى. لكن الشهر الماضي، حين كان من المفترض أن تتلقى هي وآلاف المستثمرين الآخرين في "يونغكون" دفعات مالية من حساباتهم، أوقفت الشركة جميع عمليات السحب وأغلقت محالها، وأغلق مقرها الرئيس داخل مدينة هانغتشو شرق البلاد، وتوقفت عن الرد على الاتصالات والرسائل. وقالت لي البالغة من العمر 28 سنة وتعمل موظفة في خدمة العملاء بمقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين، لصحيفة "نيويورك تايمز"، "تلك كانت كل مدخراتي... كان مندوب المبيعات يكرر لي دائماً أن أسعار الذهب ستستمر في الارتفاع". وتعد حماسة المستثمرين الأفراد مثل لي من العوامل الرئيسة التي غذت صعود أسعار الذهب التي سجلت أخيراً سلسلة من الأرقام القياسية، فخلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام اشترى المستثمرون الصينيون نحو 124 طناً من السبائك والعملات الذهبية، بزيادة نسبتها 12 في المئة على العام السابق، وأكثر بكثير من أي بلد آخر، بحسب مجلس الذهب العالمي. لكن المصير الذي تواجهه لي وآلاف المستثمرين الذين قد يخسرون أموالهم بات مصدر قلق للمسؤولين الصينيين، الذين يتحسسون أية شرارة محتملة للاضطرابات الاجتماعية، وبدأت الشرطة المحلية تحقيقاً جنائياً في أنشطة الشركة. وفي الصين كثيراً ما يوضع ضحايا الجرائم المالية تحت رقابة مشددة، نظراً إلى أن بعضهم يلجأ إلى الاحتجاج العلني. خطط عشرات المستثمرين من مناطق مختلفة داخل الصين للتجمع ورفع لافتات احتجاج أمام مبنى حكومة مدينة هانغتشو، لكنهم فوجئوا بوصول مجموعات من رجال الشرطة فور وصولهم، وجرى توقيف شخص واحد في الأقل موقتاً، بحسب بعض الحاضرين، أما البقية فجرى اقتيادهم إلى مبنى آخر مخصص لاستقبال العرائض العامة. وبعد عودتهم إلى منازلهم، تلقى بعض المستثمرين اتصالات هاتفية أو زيارات من الشرطة، التي حذرتهم من تقديم أية عرائض أو شكاوى إضافية. المستثمرون الصينيون اندفعوا نحو صناديق الذهب ويعد الذهب في كثير من الأحيان استثماراً آمناً خلال فترات الاضطرابات الاقتصادية أو الجيوسياسية، ويبدو أن تباطؤ الاقتصاد الصيني والحرب التجارية مع الولايات المتحدة يدفعان للطلب عليه، علاوة على أن الارتفاع السريع في الحماسة تجاه الذهب يعكس تراجع ثقة المشترين الصينيين في الاستثمارات الأخرى، إذ لم تتعاف سوق العقارات من الركود العميق الذي أدى إلى انهيار صناديق استثمارية بارزة، وظلت أسواق الأسهم في البر الرئيس تعاني أداء ضعيفاً لأعوام، مما جعل الذهب بديلاً جذاباً. وقال الرئيس التنفيذي لشركة "ميتالز ديلي" المتخصصة في المعلومات والأبحاث روس نورمان إن "الصينيين يشترون الذهب بقناعة قوية، وغيروا ديناميكيات سوق سبائك الذهب العالمية". اندفع المستثمرون الصينيون نحو صناديق الذهب، وازدهرت صناعة تروج لبيع سبائك الذهب والعملات المعدنية وحتى حبوب الذهب الصغيرة بحجم الحصى. وتأسست شركة "يونغكون للمجوهرات الذهبية" عام 2014 على يد وانغ قوههاي، وهو محلل مالي كان يبيع الذهب ويقدم خدمات استثمارية عبر الإنترنت. وأسس وانغ عدة شركات لإدارة الأصول خلال العقد الماضي، وحصل على ألقاب شرفية من مؤسسات مدعومة من الحكومة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وشعر المستثمرون بالطمأنينة تجاه الشركة نظراً إلى سجلها الممتد نسبياً وحضورها في قطاع التجزئة، والمؤشرات التي توحي بأنها تحظى بموافقة ضمنية من السلطات، إذ تعاونت إحدى الشركات التابعة لها "يونغكون لإدارة الأصول" مع "بنك الصناعة والتجارة الصيني" المملوك للدولة، لبيع استثمارات مدعومة بالذهب. وخلال العام الماضي، حصلت "يونغكون" على إشادة من الشرطة لمساعدتها في إحباط عملية غسل أموال حاول فيها محتالون شراء سبائك ذهبية، لكن مؤسس الشركة وانغ أصبح الآن غير متاح للتواصل، ولا ترد الشركة على الاتصالات. لي، وهي مستثمرة من مقاطعة سيتشوان، قالت إنها بدأت في ضخ أموالها في "يونغكون" بعد أن جذبها الارتفاع المطرد في أسعار الذهب، وبخاصة خلال وقت كانت تقدم فيه البنوك الصينية أسعار فائدة متدنية على الودائع. الذهب سيحافظ على قيمته على المدى الطويل وقدمت "يونغكون" ما بدا كفرصة استثمارية خالية من الأخطار، فبإمكان المستثمرين طلب سبائك الذهب عبر الإنترنت، وبعد أسابيع عدة، يمكنهم إما تسلم الذهب فعلياً أو بيعه مجدداً للشركة. وإذا ارتفع السعر يحقق المستثمر ربحاً، وإذا انخفض كانت "يونغكون" تضمن شراء الذهب بالسعر الأصلي، وفقاً لما قالته لي. وكان العملاء الذين يشترون ذهباً بقيمة تفوق 400 ألف دولار يمنحون عائداً سنوياً يبلغ تسعة في المئة. وتلقى المستثمرون شهادات تفيد بأن الذهب مخزن في خزائن تابعة لأحد فروع بنك الصين المملوك للدولة، غير أن ممثلاً عن الفرع، اكتفى بذكر لقبه وانغ، أكد عبر الهاتف أن لا "يونغكون" ولا أي من شركاتها التابعة أودعت ذهباً لديهم. فو ييندي، وهي طالبة جامعية من مقاطعة شاندونغ شمال الصين، قالت إن والدها عامل البناء استثمر مدخرات العائلة كاملة والتي تجاوزت 200 ألف دولار، بعدما زارهم أحد مندوبي المبيعات في المنزل وطمأنهم بأن الذهب محفوظ في خزائن بنكية. وأضافت أن نحو 700 من السكان المحليين الآخرين، كثير منهم من المتقاعدين، استثمروا كذلك مع شركة "يونغكون" بعد فترة وجيزة من افتتاح الشركة متجراً في بلدتهم الواقعة داخل أكبر منطقة لإنتاج الذهب في الصين. وقالت فو "كانوا يعتقدون أن الذهب سيحافظ على قيمته على المدى الطويل... لكنهم الآن غير قادرين على استرجاع مدخراتهم". موظف سابق في يونغكون، طلب عدم الكشف عن هويته، قال للصحيفة إن العاملين في الشركة أنفسهم استثمروا في الذهب عبر صناديق الشركة، بعدما أُغري عديد منهم بعلاوات مالية سخية مقابل القيام بذلك. من جانبها، قالت لي إنها كانت من بين المستثمرين الذين سافروا الشهر الماضي إلى هانغتشو للاجتماع بالشرطة وتقديم الأدلة. ولجأ مستثمرون آخرون إلى وسائل التواصل الاجتماعي لنشر شكاواهم، مؤكدين أن الشركة تسببت بخسارتهم لمدخرات حياتهم. وحقق وسم #يونغكون_غولد (yongkungold#) قرابة 30 مليون مشاهدة على منصة "دووين"، النسخة الصينية من "تيك توك"، وذكر عدد من المستثمرين الذين عبروا عن غضبهم على الإنترنت أنهم تلقوا لاحقاً مكالمات هاتفية من الشرطة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store