logo
#

أحدث الأخبار مع #‏الأهلي

نبيل عمر يكتب: ‏"الأخ قابيل" سبب أزمة الأهلي!‏
نبيل عمر يكتب: ‏"الأخ قابيل" سبب أزمة الأهلي!‏

مصراوي

time١٦-٠٣-٢٠٢٥

  • رياضة
  • مصراوي

نبيل عمر يكتب: ‏"الأخ قابيل" سبب أزمة الأهلي!‏

لا أظن أن جماهير الأهلي غاضبة من قرارات رابطة الأندية المصرية، لأنها حكمت بخسارة ‏الأهلي نقاط مباراة الزمالك الثلاثة، لأنه رفض أن يلعبها بالحكام المصريين، ولا بالنقاط ‏الثلاثة التي سوف تخصم منه في نهاية الدوري، فلا خسارة مباراة ولا أكثر، ولا خسارة ‏بطولة ولا أكثر تنال من قيمة الأهلي أو مكانته أو سمعته، فدولاب الأهلي يذخر بقدر من ‏البطولات والألقاب، إلى الدرجة التي تتطلب من منافسيه مئات السنين ليعادلوها أو حتى ‏يقتربوا منها، وبشرط أن يمتنع الأهلي عمدا عن الألقاب في مختلف اللعبات والألعاب!‏ غضب جمهور الأهلي مرجعه إحساسه بأن حملات تشويه تترصد ناديه منذ فترة ليست ‏قصيرة، فضائيات معينة ومذيعون وشخصيات كارهة يفترض أنها تنتمي إلى عالم الرياضة ‏ولا تعرف معناها، ومؤسسات رياضية، ليبدو الأهلي شيطانا أو ناديا مارقا متعاليا على ‏الجميع، حتى أن بعض جماهير الأهلي باتت تسأل أنفسهم: لماذا يتعرض الأهلي لهجمات ‏منظمة، وهل هي مؤامرة؟ بالطبع لا يمكن أن ننكر تطاولا من آن لآخر على الأهلي وإدارته دون مساءلة، والمدهش أن ‏ميثاق العمل الإعلامي يتصرف كما لو أنه "أعمى" لا يراها، وأطرش لا يسمع بها، وأخرس ‏لا يسأل عنها، فبدا التطاول كما لو أنه "هدف مقبول أو مطلوب" وليس خروجا على القانون ‏والأعراف، خاصة أن جزءا من الإعلام الرياضي غلب عليه روح المغالبة والتحيز، إلى ‏الدرجة أن قنوات رياضية تستضيف لاعبين سابقين أو ضيوفا، تستنطقهم بأن يقولوا كلاما ‏يعبر عن كراهية وتلاسن أكثر مما يعبر عن جوهر الرياضة، مع أن كرة القدم لعبة بالأقدام، ‏هدفها التسلية والترويح، حتى لو تحولت عمدا إلى صناعة وتجارة وسمسرة ودعاية وإعلانات ‏بمليارات، فارتبط جني هذه الأموال بالعزف الساخن على مشاعر جماهير الكرة الممولين ‏لها، وبات نجاح هذه البرامج وهؤلاء المذيعين مرتبطا باللهب الذي يشعلونه!‏ ومعروف أن جمهور كرة القدم عاطفي مشاعره سائلة، وأعصابه نافرة..‏ قطعا الأهلي حاجة تغيظ، نجاحه ونظامه وأساليب عمله تعري "العطن" في مؤسسات رياضية ‏أخرى، وصار الأهلي يمثل لهم كابوسا دائما، واستفزازا لا يتوقف: لماذا هو وليس نحن؟ سنوات طويلة والاستفزاز يطارد أندية واتحادات ومؤسسات رياضية، والسؤال لا يتغير، دون ‏أن يصلوا إلى الإجابة الصحيحة..‏ الإجابة الصحيحة هي النظام، والنظام هو مجموعة من القوانين والقواعد والإجراءات لإدارة ‏الموارد والبشر، فإذا كان النظام جيدا وكفئا، فهو يستخلص من الأفراد الخاضعين له أفضل ‏إمكاناتهم أو على الأقل نسبة كبيرة من أفضل إمكاناتهم، في أداء عملهم داخل النظام، وبالتالي ‏يحقق بهم قدرا عاليا من المكاسب تتيح له دوام تنمية هذه الموارد والبشر.‏ معادلة بسيطة وسهلة وموجودة في كتب الاقتصاد والإدارة والعلوم السياسية، لكنها تحتاج ‏ممن يريد أن يعمل بها أن يقف أمام المرآة عاريا، ليعرف أين تكمن عوراته، دون أن يكذب ‏على نفسه أو يجملها، لكنهم لم يفعلوها أبدا، لأن المصالح الخاصة غالبة وأطماع النفوس ‏كاسحة..‏ والحل؟ أن يفعلوا كما فعل قابيل.. كان سهلا على قابيل أن يدرك أسباب قبول الله لقربان أخيه هابيل ‏دون قربانه، ويصلح من نفسه ويعدل من سلوكياته، لكن العمل الجاد يعنى جهدا متواصلا ‏هائلا وإصرارا وتفكيرا وتضحية ومثابرة، وهو لم يعتد هذه الجدية، فذهب إلى أخيه وقتله..‏ أذن فلنقتل الأهلي!‏ لكن عملية القتل مستحيلة، قابيل وهابيل، شخص في مواجهة شخص، لكن الأهلي كيان ‏ضخم، فما البديل؟ تشويهه وإلقاء العراقيل في طريقه وصناعة أزمات ومعارك جانبية تجهده ‏وتأخذ من قدراته وتعطله!، ونصبح جميعا في الهوا سوا!‏ من فضلكم راجعوا تفاصيل الأزمة الأخيرة وكيف صُنعت عمدا من أول ترتيب جدول الدور ‏الثاني، إلى مباراة الافتتاح بعد أقل من أسبوع وكلُ من الاتحاد والرابطة يعرف أنها ستدار ‏بحكام أجانب؟، وكيف غاب التنسيق بين الاتحاد والرابطة والأهلي للوصول إلى حل قبل أن ‏تقفز المباراة من قمة الجبل؟، باختصار أزمة دون لزمة مصنوعة صناعة ركيكة!‏ نعم ثمة أخطاء بعضها عفو الخاطر وبعضها متعمد، لكنها أخطاء أفراد محدودي المهارات ‏العامة ولهم انحيازات لا علاقة لها بأوامر فوقية ولا تحتية.‏ كلمة أخيرة.. الأهلي ليس ناديا رياضيا فقط، الأهلي حالة مصرية، فحين تأسس في سنة ‏‏1907، كان جزءا من حركة وطنية نهضت في البلاد في أواخر القرن التاسع عشر، بعد ‏سنوات من الهدوء والاستكانة صاحبت الاحتلال البريطاني، كانت استنهاضا لهمة الأمة في ‏كل مناحي الحياة، تحرر واستقلال وثقافة ومسرح ورياضة.. الخ، وهي الحركة التي تنامت ‏وبلغت ذروتها بثورة 1919.‏ لهذا لم يكن غريبا أن يختار الأهلي "الوطني" اسما له، ويلبس تيشيرتا أحمر لون علم مصر، ‏وهذا منبع أو مصدر جماهيرية الأهلي الطاغية من البداية.‏ وليس غريبا أن يكون الأهلي هو أكبر مستثمر رياضي في مصر الآن، ولو قارنا استثمارات ‏الأهلي بأي استثمارات مصرية أو أجنبية في الرياضة المصرية، لا وجه للمقارنة على ‏الإطلاق، والاستثمار الحقيقي هو تنمية "الأصول الرأسمالية"، ملاعب وأكاديميات وأبطال ‏وآلاف الموظفين والعمال والإداريين والمدربين، وليس مجرد توزيع عشرات الملايين من ‏الدولارات على عدد محدود من اللاعبين والإداريين والمدربين ودمتم!‏ تخيلوا أن استثمارات وادي دجلة أو الجونة وهي استثمارات مصرية خالصة أكثر قيمة ‏وأهمية من أي استثمارات أجنبية لم تضف أي أصول رأسمالية إلى الرياضة المصرية!!‏ عموما ما يحدث للأهلي من أزمات وعوائق من صناعة أفراد لهم انتماءات مختلفة، نعم ‏مجرد أفراد حتى لو شغلوا مناصب كبرى في مؤسسات رياضية تدير ألعابا، فتتغلب ‏انتماءاتهم أو أغراضهم أو مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة.‏ والسؤال: لماذا لا نستنسخ الأهلي؟، ولا نعني مطلقا خلوه من منغصات أو بعض مجاملات أو ‏مشكلات أو أخطاء.. لكن الأهلي يدفع بها إلى "الحيز" الذي لا يعطل ولا يتراكم إلى قيود ‏حديدية تشده إلى الخلف.‏

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store