logo

آخر أخبار من "الصحراء"

"تواصل" يطالب بإطلاق سراح ولد محمد خونه و"وقف المتابعات السياسية"
"تواصل" يطالب بإطلاق سراح ولد محمد خونه و"وقف المتابعات السياسية"

الصحراء

timeمنذ 3 ساعات

  • سياسة
  • الصحراء

"تواصل" يطالب بإطلاق سراح ولد محمد خونه و"وقف المتابعات السياسية"

طالب حزب التجمع الوطني للاصلاح والتنمية "تواصل" بإطلاق سراح سيدنا عالي ولد محمد خونه و أحمد ولد صمب وكافة سجناء الرأي فورًا، و"وقف المتابعات ذات الخلفية السياسية". ودعا الحزب في بيان صادر عنه، إلى احترام الحريات الدستورية "خاصة ما نصّت عليه المادة العاشرة من دستور الجمهورية بشأن حرية الرأي والتعبير". وأكد الحزب أن لغة الحوار والانفتاح هي السبيل الأمثل لمعالجة قضايا الوطن، وليس القمع أو تكميم الأفواه. ‏ وعبر الحزب عن رفضه القاطع لما أسماه اعتقال السياسيين بسبب آرائهم، معتبراً ذلك سلوكًا مناقضًا لمبادئ الديمقراطية والتعددية السياسية.

الأميركي الذي حدَّث القصيدة... وشعراء الغجر الجوالين
الأميركي الذي حدَّث القصيدة... وشعراء الغجر الجوالين

الصحراء

timeمنذ 5 ساعات

  • ترفيه
  • الصحراء

الأميركي الذي حدَّث القصيدة... وشعراء الغجر الجوالين

تطورت القصيدة الحديثة في بريطانيا والولايات المتحدة في السنوات التي سبقت الحرب العظمى وبعدها. كان باوند من الشخصيات المركزية. كان هو نفسه أحد الشعراء الكبار (هناك خلاف حول مدى عظمته، لكنه بلا شك كان مميزاً) في الربع الأول من القرن العشرين، عندما انقلبت التقاليد الشعرية في اللغة الإنجليزية بأكملها تحت تأثيره إلى حد كبير. كما كان أيضاً أحد رواد التغيير الكبار، وكان منظماً وصديقاً ومرشداً ومروجاً لكثير من الكتّاب والرسّامين والموسيقيين الجدد الراديكاليين، الذين ظهروا بأعداد ملحوظة في بريطانيا وباريس والولايات المتحدة على مدى السنوات التي تلت الحرب. كان في لندن قبلها، وفي باريس بعدها، في الوقت الذي وقع فيه كثير من الأحداث الكبرى. وفي كل مكان كان يستدعي الحركات، ويطبع البيانات، وينشئ المجلات ويتولى إدارتها، ويجمع الآخرين حوله، على الطريقة الطليعية المعتادة. لقد بدا باوند نفسه شاعراً في أجواء الانحطاط الرومانسي، لكنَّ كتاباته أخذت طابعاً جديداً من الغضب، والتمزق خلال الحرب الكبرى، عندما انهارت الثقافة التي جاء من أجلها إلى أوروبا، في دمارٍ جماعي. الشعراء الذين تحدثوا من قبل عن أزمة الكلمة، رأوا الآن أن هناك أزمة عالم أيضاً. وقد استخدم باوند في قصيدته عن الحرب، «هيو سلوين ماغبرلي»، التي نشرها عام 1919، أشكالاً متصدعة للتعبير عن رد فعله الغاضب على الحرب، واستكشاف مشهد ثقافة فنية كانت عظيمة ذات يوم، دمَّرتها النزعة التجارية والقومية، وأنتجت حضارة منهارة «عجوزاً متهالكة». كانت هذه القصيدة وداعاً من باوند للندن، رغم أنها كانت أيضاً مقدمة لقصيدة أخرى، رأت في لندن مثالاً عظيماً للعقم الحديث، والحاجة إلى تجديد روحي، وهي قصيدة إليوت «الأرض اليباب». في هذه الأثناء بدأ باوند قصيدة أخرى، وهي العمل العظيم الذي أطلق عليه اسم «الكانتو»، وهو عمل آخر عن عصر التفكك والكمال المفقود. كان هذا العمل محاولة لغربلة التقاليد الأدبية، والعثور من بين شظاياها على البقايا الصالحة. كان الشعور بانهيار الثقافة التقليدية هو ما يفسر الحاجة إلى بناء فن جديد من شظايا وأحاسيس الحاضر. وكما قال رامبو: «من الضروري أن يكون الفن حديثاً تماماً»، لذلك كان لا بد من تفكيك الأشكال القديمة وتقويضها وإعادة بنائها، التي قام بها جيمس جويس في ملحمة هوميروس في رواية يوليسيس. كان لا بد من إعادة بناء الثقافة على نطاق لم يسبق له مثيل. وكذلك إعادة صياغة التقليد بأكمله. وأصر باوند على أن على الكاتب أن يتعلم ليس فقط كيف يكتب من جديد، بل كيف يقرأ أيضاً. واعترف باوند بأنها تعود جزئياً إلى والت ويتمان الشاعر الأميركي المتفائل. والشاعر الجديد سيكون عالمياً يقرأ في هوميروس وكاتولوس ودانتي وشعراء الغجر الجوَّالين. نقلا عن الشرق الأوسط

كيف تحمي أجهزتك وخصوصيتك من تطفل المتسللين؟
كيف تحمي أجهزتك وخصوصيتك من تطفل المتسللين؟

الصحراء

timeمنذ 5 ساعات

  • الصحراء

كيف تحمي أجهزتك وخصوصيتك من تطفل المتسللين؟

أصبحت المنازل الذكية جزءاً متزايد الأهمية من حياتنا؛ حيث توفر الراحة والأتمتة والتحكم في جوانب مختلفة من مساحات معيشتنا. ومع ذلك، فإن هذا الاتصال يجلب معه أيضاً مخاوف متعلقة بالخصوصية والأمان، ذلك أن هذه الأجهزة الذكية يمكن أن تصبح نقاط ضعف محتملة للمتسللين، لانتهاك شبكتك المنزلية، والوصول إلى معلوماتك الشخصية. فمن الضروري اتخاذ خطوات استباقية لحماية أجهزتك الذكية وحماية خصوصيتك، نذكر مجموعة منها لإدارة أمن أجهزتك المتصلة، للاستمتاع بفوائد المنزل الذكي، دون المساس بسلامتك الرقمية. كلمات السر القوية والمصادقة الثنائية النصيحة الأولى هي استخدام كلمات مرور قوية وفريدة، تماماً مثل أي حساب عبر الإنترنت. ويبدأ تأمين أجهزتك الذكية بكلمات مرور قوية وفريدة، مع ضرورة تجنب استخدام كلمات مرور افتراضية يسهل تخمينها. وبدلاً من ذلك، قم بإنشاء كلمات مرور صعبة، تتضمن مزيجاً من الأحرف الكبيرة والصغيرة والأرقام والرموز، دون أن تتضمن اسمك أو كلمات عادية أو تاريخ عيد ميلادك أو زواجك، مثلاً. كما يُنصح بتغيير كلمات المرور القياسية للأجهزة الذكية فور إعدادها، والتأكد من استخدام كلمة مرور مختلفة لكل جهاز، حتى لا يستطيع أي متسلل الانتقال من جهاز لآخر باستخدام كلمة السر نفسها. ويجب تمكين المصادقة الثنائية (Two Factor Authentication 2FA) لأجهزتك الذكية وحساباتها المرتبطة بها، ذلك أن هذه الميزة تضيف طبقة أمان إضافية، من خلال طلب رمز تحقق عادة ما يتم إرساله إلى هاتفك الذكي أو عنوان بريدك الإلكتروني، بالإضافة إلى كلمة المرور الخاصة بك عند تسجيل الدخول من جهاز جديد. هذا الأمر يجعل من الصعب على المهاجمين غير المصرح لهم، الوصول إلى أجهزتك، حتى لو استطاعوا الحصول على كلمة المرور الخاصة بك؛ حيث يجب أن يكون لديهم القدرة على قراءة الرسائل الواردة إلى هاتفك الذكي أو بريدك الإلكتروني، لإكمال عملية الدخول إلى جهازك الذكي. التحديثات الدورية يقوم مصنِّعو الأجهزة الذكية بإصدار تحديثات برمجة بانتظام، بهدف معالجة الثغرات الأمنية وإصلاح الأخطاء وتحسين مستويات الأداء. فمن الضروري المحافظة على تحديث أجهزتك، حتى لو لم تتم ملاحظة أي اختراقات سابقاً. ويتم تمكين التحديثات التلقائية متى توفرت من قائمة إعدادات كل جهاز، أو تطبيقه على الأجهزة المحمولة، أو فحص التحديثات وتثبيتها يدوياً من موقع الشركة المصنعة للجهاز بشكل دوري. ويمكن أن يؤدي إهمال تحديث أجهزتك إلى تركها عرضة للتهديدات الجديدة. ويُنصح بمراجعة إعدادات الخصوصية والأمان، وأخذ الوقت الكافي لمراجعتها لكل جهاز ذكي تقوم بتثبيته في المنزل. تعرَّف على البيانات التي يجمعها الجهاز، وكيف يتم استخدامها، وقم بإيقاف عمل أي ميزات جمع بيانات غير ضرورية أو مشاركة قد تكون مثيرة للقلق. وتتم هذه العملية من خلال إعدادات برنامج الجهاز في هاتفك الذكي، أو في قائمة إعدادات الجهاز نفسه. انتبه جيداً للأذونات (Permissions) التي تمنحها للتطبيقات التي تتحكم في أجهزتك الذكية، وقم بإلغاء أي أذونات تبدو مبالغاً فيها أو غير ضرورية. ابحث عن الأجهزة الذكية قبل شرائها. ابحث عن علامات تجارية ذات سمعة جيدة، ولها تاريخ ممتد في تحديثات الأمان وسياسات الخصوصية الشفافة. ويُنصح بقراءة مراجعات المستخدمين الآخرين، وتحليلات الأمان الخاصة بكل جهاز، والابتعاد عن العلامات التجارية منخفضة التكلفة، أو غير المعروفة؛ لأنها قد تحتوي على إجراءات أمنية متراخية، قد تسمح للمتسللين بالدخول إلى شبكتك المنزلية بكل سهولة. جهاز التوجيه يعمل كثير من الأجهزة الذكية عبر شبكة «واي فاي» المنزلية، ولذلك فإن تأمين شبكتك أمر بالغ الأهمية. تأكد من أن جهاز التوجيه (الراوتر) الخاص بك، يستخدم كلمة مرور قوية، مع تفعيل ميزة التشفير بتقنيتي «WPA2» أو «WPA3» لمزيد من مستويات الأمان. ويُنصح كذلك بتغيير اسم شبكة «واي فاي» القياسي (SSID) لإخفائه عن المتسللين المحتملين، إضافة إلى إنشاء شبكة «واي فاي» منفصلة للضيوف (من قائمة إعدادات الموجه «الراوتر») لعزلهم عن أجهزتك الذكية، وذلك في حال وجود جهاز مخترق لأجهزة ضيوفك. إن تأمين الموجه «الراوتر» الخاص بك أمر بالغ الأهمية. وبالإضافة إلى كلمة مرور قوية ومشفرة، تأكد من تحديث برمجة الموجه، وتفعيل ميزة جدار الحماية (Firewall) وتعطيل الإدارة عن بُعد إذا لم تكن بحاجة إلى الوصول إلى إعدادات الموجه الخاص بك من خارج شبكتك المنزلية. كما يُنصح بتقسيم شبكة «واي فاي» المنزلية إذا كان جهاز التوجيه «الراوتر» الخاص بك يسمح بذلك، وذلك من خلال إنشاء شبكة محلية افتراضية (Virtual LAN) منفصلة لأجهزة منزلك الذكي من قائمة إعدادات الموجه نفسه. وسيؤدي هذا إلى عزلها عن شبكتك الرئيسية، مما يمنع أي مخترق لجهاز ذكي في منزلك من الوصول إلى كومبيوتراتك وهواتفك والأجهزة الحساسة الأخرى (مثل الكاميرات المنزلية، وأجهزة المساعدات الذكية التي توجد بها ميكروفونات أو كاميرات مدمجة). ويجب إيقاف عمل ميزة التوصيل والتشغيل العالمي (Universal Plug and Play UPnP)؛ حيث يسمح بروتوكول «UPnP» للأجهزة في شبكتك باكتشاف بعضها بعضاً، والتواصل تلقائياً لتسهيل عملها إن كانت تحتاج إلى التواصل المباشر. وعلى الرغم من أنه يوفر الراحة، فإنه يمكن أن يوجِد ثغرات أمنية. وما لم تكن بحاجة إليه تماماً لأجهزة معينة، فيُنصح بشدة بإيقاف عمل هذه الميزة من إعدادات الموجه. وتوجد صفحة خاصة في موجهك تعرض قائمة بالأجهزة المتصلة بالشبكة في أي وقت. ويُنصح بمراجعة تلك القائمة بشكل دوري، وإزالة أي جهاز لا تتعرف عليه أو لم تعد تستخدمه. وسيساعدك ذلك في تحديد المتسللين المحتملين أو الأجهزة القديمة التي قد تكون عرضة للاختراق. خصوصيتك وبياناتكيمكن أن تكون أجهزة المساعدة الصوتية، مثل: «سيري»، و«غوغل أسيستانت» مريحة، ولكنها قد تستمع إلى المحادثات. راجع سجلاتك الصوتية لديها بانتظام، واحذف التسجيلات التي لا ترغب في مشاركتها معها (من خلال قائمة إعدادات المساعد الذكي). ويُنصح بضبط إعدادات الخصوصية للحد من الاحتفاظ بالبيانات، وكتم صوت الميكروفون عندما لا تحتاج إلى استخدام المساعد. ويُنصح بمراجعة الأذونات التي تطلبها هذه التطبيقات على هاتفك أو جهازك اللوحي؛ إذ يتم التحكم في كثير من أجهزة المنزل الذكي من خلال تطبيقات الهاتف الجوال. امنح فقط الأذونات اللازمة لعمل التطبيق بشكل صحيح، وقم بإلغاء أي أذونات غير ضرورية. وعلى الرغم من أن الشبكات الشخصية الافتراضية (Virtual Private Network VPN) تُستخدم بشكل أساسي للتصفح، فإنها تضيف طبقة من الأمان إلى حركة مرور الشبكة كلها، بما في ذلك البيانات من أجهزة منزلك الذكي. ويمكن أن يكون هذا الأمر مفيداً بشكل خاص إذا كنت تتصل بشكل متكرر بأجهزة منزلك الذكي عن بُعد عبر شبكة «واي فاي» عامة، مثل تلك الموجودة في المقاهي والمكتبات العامة والمطارات والفنادق، وغيرها. ويمكنك استخدام تطبيقات الشبكات الشخصية الافتراضية على الكومبيوتر الشخصي أو الأجهزة المحمولة، أو يمكنك الاتصال بأجهزتك المنزلية الذكية عن بُعد باستخدام شبكة بيانات هاتفك الجوال لمزيد من الأمان. ويعود السبب في ذلك إلى أن بعض المتصيدين الرقميين يقدمون شبكات عامة مجانية، ولكن تتم مراقبة جميع البيانات المتبادلة عبرها، الأمر الذي يسمح لهم بمعرفة كلمات السر الخاصة بأجهزتك المنزلية. كما يستطيع بعض المتسللين الدخول إلى الشبكات العامة، ومراقبة حركة البيانات من خلالها، والوصول إلى الهدف نفسه. نقلا عن الشرق الأوسط

صالح يطالب بتسريع تشكيل حكومة ليبية جديدة.. "لا مجال لبقاء الدبيبة"
صالح يطالب بتسريع تشكيل حكومة ليبية جديدة.. "لا مجال لبقاء الدبيبة"

الصحراء

timeمنذ 5 ساعات

  • سياسة
  • الصحراء

صالح يطالب بتسريع تشكيل حكومة ليبية جديدة.. "لا مجال لبقاء الدبيبة"

دعا رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، إلى اختيار رئيس حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن، مشددا على أنه لم يعد هناك مجال لبقاء واستمرار حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة. وطالب عقيلة صالح، خلال جلسة برلمانية، اليوم الاثنين، حكومة الوحدة الوطنية بالخروج من السلطة طوعا أو كرها، والمثول أمام القضاء لاستخدامها القوة المفرطة على المتظاهرين السلميين، داعيا النواب إلى القيام بأدوارهم لتجنب حدوث فراغ في السلطة في المنطقة الغربية. "ميليشيات مسلحة" كما اعتبر صالح أن الحكومة شرّعت وجود الميليشيات المسلّحة الخارجة عن القانون ودعمتها بأموال الليبيين، وقامت بدمجها في أجهزة نظامية بدل تفكيكها، ثم خلقت صدامات بينها وسط مناطق السكان المكتظة في طرابلس. وبدأ البرلمان أولى خطواته لتشكيل حكومة أخرى، بعد اتساع دائرة الغضب الشعبي ضد حكومة الوحدة الوطنية وظهور دعوات تطالب برحيلها واستقالة عدد من وزرائها، عقب الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس، حيث شرع في فرز ودراسة ملفات المرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة. وتشكيل حكومة جديدة، محل خلاف داخل البرلمان، حيث أعلن 26 نائبا في بيان، رفضهم تشكيل حكومة جديدة دون توافق سياسي شامل، معتبرين أنها ستكون تكرارا لتجربة سابقة أثبتت فشلها، وأن الانفراد بإجراءات تشكيل سلطة تنفيذية جديدة لن ينتج إلا المزيد من الانقسام، مجددين تمسكهم بمسار يقوم على توافق وطني حقيقي، يضمن الانتقال السلمي للسلطة عبر انتخابات شاملة على أسس دستورية وقانونية واضحة. ولم يصدر حتى الآن أي تعليق من البعثة الأممية حول الذهاب إلى اختيار رئيس لحكومة موحدة، حيث اكتفت بالإعلان عن تشكيل "لجنة للهدنة" بالتعاون مع المجلس الرئاسي، في أعقاب الاشتباكات المسلحة التي شهدتها العاصمة طرابلس مؤخرا. نقلا عن العربية نت

عصرنة نواكشوط: إنجازات سطحية أم رؤية بنيوية؟
عصرنة نواكشوط: إنجازات سطحية أم رؤية بنيوية؟

الصحراء

timeمنذ 5 ساعات

  • منوعات
  • الصحراء

عصرنة نواكشوط: إنجازات سطحية أم رؤية بنيوية؟

تشهد العاصمة نواكشوط خلال هذه الفترة حملة واسعة لسفلتة الشوارع في مختلف المقاطعات، وهذه الخطوة رغم ظاهرها الإيجابي، تطرح سؤالًا أساسيًا .. هل يُعقل أن نُعبّد الشوارع قبل إنشاء شبكة الصرف الصحي؟ في مدن العالم الحديثة يبدأ التخطيط من عمق الأرض عبر شبكات تصريف المياه والمجاري الصحية؛ لأنها الركيزة الأساس التي تُبنى عليها الطرق والمنشآت. أما في نواكشوط، فالمعادلة تبدو معكوسة؛ تزويق السطح وتجاهل العمق .. فقط لأن الشوارع تُصوَّر وتُسوَّق للجمهور، بينما الصرف الصحي لا يُرى، ولا يُدرّ أرباحًا سياسية سريعة فكما هو معلوم، لا يُعقل أن تُعبَّد الشوارع قبل أن تُؤسَّس تحتها شبكات الصرف الصحي؛ فكل مدينة تبدأ من تحت الأرض، لا من فوقها، لأن الأساس البنيوي لأية حياة عمرانية سليمة يبدأ من معالجة مياهها وتوجيه صرفها، لا من تزويق طرقها. صحيح أن تعبيد الشوارع مشروع مرئي وجذاب للعين، يُمكن تصويره وتسويقه للرأي العام بسهولة، بينما تظل مشاريع الصرف الصحي مخفية عن الأعين وأكثر تكلفة وتعقيدًا؛ ولهذا السبب غالبًا ما يُفضّل بعض المسؤولين أو أصحاب القرار المشاريع السطحية التي تمنحهم مجدًا سريعًا ومؤقتًا، حتى وإن كانت تلك المشاريع لا تصمد طويلًا أمام أول زخة مطر. والنتيجة معروفة .. شوارع جديدة تنهار خلال موسم الأمطار، تتشقق وتُجرف، لا لشيء إلا لأن أساسها كان هشًّا، بل معدومًا في بعض الحالات؛ فما إن يحل الخريف، حتى تتحول الإنجازات إلى مستنقعات، وتتشقق الطرق الحديثة، ويتكرر المشهد الذي حفظه المواطن عن ظهر قلب. ولعل الأخطر من كل هذا ليس الجانب العمراني فحسب، بل المخاطر الصحية الكارثية التي تنجم عن غياب شبكة الصرف الصحي؛ إذ يؤدي اختلاط مياه الأمطار بمياه الصرف المنزلي الراكدة إلى تكوُّن برك آسنة تنبعث منها الروائح الكريهة، وتتحول إلى بيئة مثالية لتكاثر البعوض والحشرات الناقلة للأمراض .. في مثل هذا المناخ تنتشر أمراض خطيرة مثل الملاريا، وحمى الضنك، وحمة التيفوئيد المعروفة محليا ب"حمة لمصارين"، والكوليرا، والجرب، وأمراض الجهاز التنفسي، خاصة في الأحياء الفقيرة والمكتظة بالسكان، وتتحول نواكشوط، بدلًا من أن تكون مدينة عصرية، إلى بؤرة تهدد صحة سكانها ومستقبل أجيالها. وإذا نظرنا إلى البعد المالي التربُّحي للمسألة، فقد نفهم لماذا تميل بعض الجهات النافذة إلى تفضيل مشاريع السفلتة على حساب مشاريع البنية العميقة. فالسفلتة، خصوصًا عندما تُنفّذ بمواصفات منخفضة الجودة، لا تحتاج إلى خبرة كبيرة، ويمكن تمريرها بسهولة إلى شركات ناشئة أو حتى وهمية بأسماء بعض الأصدقاء أو الأقارب أو المعارف، بينما تعود ملكيتها الحقيقية إلى المسؤول نفسه أو شركائه الخفيين .. هذا النوع من المشاريع يصبح بوابة للربح السريع وتوزيع الغنائم، في حين أن مشاريع الصرف الصحي تتطلب خبرة فنية دقيقة، وتجهيزات متطورة، وشركات متخصصة لا يمكن التلاعب فيها بسهولة، ما يجعلها أقل جاذبية لمن يبحث عن "مكاسب تحت الطاولة". أما من يريد "الإنجاز الحقيقي"، فطريقه أطول، وأصعب، وأقل بهرجة، لكنه أكثر نفعًا واستدامة؛ هو من يبدأ بالصرف الصحي، ثم يُشيّد فوقه الشوارع، لأن العمران لا يُبنى على الرمال المتحركة ولا المبللة ولا على الوهم. نواكشوط اليوم بحاجة إلى رؤية حضرية شاملة لا تكتفي بالتجميل المؤقت، بل تسعى لعلاج جذور الخلل الهيكلي الذي يعاني منه نسيجها العمراني؛ فهي ليست فقط شوارع معبّدة، بل هي حياة بشر، وبيئة، واستدامة. إن ما يحدث اليوم في نواكشوط ليس تخطيطًا حضريًا بقدر ما هو تجميل سياسي مموَّه، يغلّفه الأَسفلت وتدفعه الطموحات السياسية أو مصالح شبكات النفوذ .. المشاريع التي يُفترض أن تُبنى لأجيال، تُنفّذ بعقلية "الفرصة الأخيرة" لا بعقلية "المدينة المستدامة" .. وحين تُدار المدن بعقلية المقاولات بدل الرؤية، تصبح الأرصفة واجهةً للتضليل، والإنجاز مجردَ مكياج على جلد أجرب، أو طلاء هش فوق واقع مُتعفّن. ولا يمكن لأي نهضة عمرانية أن تقوم على أساس الفساد والتلميع والسطحية، فنحن نحتاج اليوم إلى رجال دولة لا رجال صفقات، إلى مسؤولين يرون في الصرف الصحي مشروعًا إنسانيًا قبل أن يكون مظهرا جماليا، وإلى إعلام حرّ ومجتمع يقظ يُحاسب لا يُصفق. لكن للأسف، فإن الإعلام وبالخصوص الإعلام الحر الذي يُفترض به أن يكون ضمير المجتمع وسياج الحقيقة، تحوّل في كثير من الحالات إلى بوقٍ دعائي مقنّع وخفي للسلطة وإن تظاهر بغير ذلك؛ فهو يُقصي ويحجب المقالات الجادة ويُلقي بها في سلة المهملات، خشية أن يُغضب مصادر تمويله، ومن يحافظون على تصدره في المشهد، ويحمونه من المتابعة القضائية، ويضمنون استمراره. وفي المقابل يُروّج لغثاء النقد السطحي؛ ليبدو في نظر الجمهور كأنه محايد وموضوعي، بينما هو في الواقع لا يفعل أكثر من إثارة الغبار لحجب الحقيقة .. يُغطي السفلتة ويغض الطرف عن الأساسات .. يُشيد بالطلاء ويتجاهل الصدأ .. إعلام مُدجّن يُجيد تزيين العجز وتبرير الرداءة، لا مساءلة الفشل. وما لم يتحرر الإعلام من وصاية الإشهار السياسي، وما لم يتعلم المجتمع أن يقيس المسؤولين بميزان الإنجاز العميق لا المظهر الخادع، فستظل نواكشوط مدينة تُطلّ من فوقها شوارع جديدة، وتختنق تحتها مجارٍ مسدودة، وأحلام مؤجلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store