
الاستقلال الـ79… مجدٌ يتجدد ووطنٌ يُزهر
وطنا اليوم_
بقلم : المحامي علي عوني الرجوب
يقف الأردنيون وقفة عز وفخار، يستعيدون فيها ذكرى الاستقلال الخالدة، حين انتزع الوطن إرادته الحرة، وبدأت مسيرة البناء بقيادة الهاشميين المظفّرة، وارتفعت فيه راية الأردن خفّاقةً في سماء المجد والسيادة. وها نحن في الذكرى التاسعة والسبعين، نجدد العهد والولاء للوطن وقيادته، مستذكرين التضحيات ومُثمّنين المنجزات.
ان ذكرى الاستقلال ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هي مناسبة وطنية تجسّد أسمى معاني الحرية والكرامة والسيادة. هو يوم نحتفل فيه بوطنٍ صمد في وجه التحديات، وارتقى بعزيمة أبنائه، وتقدّم بثبات في ظل قيادة حكيمة. حتى أصبح الأردن، بفضل وعي شعبه ورؤية قيادته، نموذجاً في الاعتدال والإنسانية، ومنبراً للدعوة إلى السلام، وحاضنةً للأمن والاستقرار وسط إقليم مضطرب، ان عيد الاستقلال هو عنوان لمرحلة تأسيسية نُقشت في ذاكرة الأمة، وبُنيت على تضحيات الرجال، وصبر الأحرار، وعزم القيادة، ووفاء الشعب.
ففي ذكرى الاستقلال، نستحضر الجهود الجبارة التي بذلها الأردنيون في سبيل رفعة وطنهم، ونستذكر الشهداء الأبرار الذين ارتقوا دفاعاً عن ترابه.
وبينما نحتفل بالذكرى الـ79، نؤكد أن الاستقلال هو مسؤولية دائمة في البناء والإصلاح والتنمية. فالاستقلال الحقيقي هو حين نكون شركاء فاعلين في رفعة وطننا، وحين نحمل الأمانة بأخلاقنا، وإنجازاتنا، وعملنا المخلص.
ان الاستقلال كان ومنذ اللحظة الأولى تحوّلاً جذرياً في مسيرة بناء الدولة. ففي تلك اللحظة التاريخية، بدأت معالم الدولة الحديثة تتشكل، بقيادة جلالة المغفور له الملك عبد الله الأول ابن الحسين – المؤسس، الذي أرسى قواعد الحكم الرشيد، ووضع الأردن على سكة البناء الدستوري والسياسي والمؤسسي.
ومنذ ذلك اليوم المجيد، مضت الدولة الأردنية في مسيرة متواصلة من الإنجاز، تجاوزت التحديات، وتعاظمت بإصرار أبنائها، واستمرت في ترسيخ أركان السيادة والعدالة والاستقرار، حتى غدت أنموذجاً يُحتذى في الحكمة السياسية، والاتزان الإقليمي، والتماسك الوطني.
قد حملت الأسرة الهاشمية المباركة راية الاستقلال، لا كمنجز عابر، بل كرسالة تاريخية، وواجب وطني، ونهج متواصل في خدمة الإنسان الأردني وصيانة كرامته.
فمنذ عهد الملك المؤسس، مروراً بالملك طلال، واضع الدستور، وجلالة الملك الحسين بن طلال، باني الأردن الحديث، ووصولاً إلى العهد الزاهر بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين – أعزّ الله ملكه – بقيت القيادة الهاشمية صمام الأمان، ومرتكز الشرعية، وراعية النهضة، وحاملة أمانة الأمة وهمومها.
وفي سمو ولي العهد، الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، يمتد الأمل، وتتجدد الثقة، وينعكس تطلّع الشباب في قائدٍ يُجسّد طموح الجيل، ويستعد لحمل الراية بروح الانتماء والمسؤولية.
كما لا يمكن الحديث عن الاستقلال دون التوقف عند دور القوات المسلحة – الجيش العربي الباسل – درع الوطن وسيفه، وحصنه المنيع، وسنده الأصيل. الذين يسهرون على حماية الوطن، ويبذلون الغالي والنفيس ليبقى الأردن آمناً عزيزاً.
فمن معارك الشرف في باب الواد واللطرون، إلى النصر الخالد في معركة الكرامة، إلى ميادين الواجب في الداخل والخارج، ظلّ الجيش الأردني مثالاً للانضباط، والولاء، والبسالة، يقف متأهّباً دفاعاً عن الثغور، صوناً للسيادة، وتكريساً للأمن والاستقرار.
إلى جانبهم، تواصل الأجهزة الأمنية أداءها الواعي والمخلص، ساهرة على أمن المواطنين، تعمل بهدوء ويقظة وإخلاص، لحماية الوطن من كل تهديد، وتثبيت قواعد الأمان في ربوعه كافة.
أما شعبنا الأردني الأصيل ، فهو حجر الأساس في معادلة الاستقلال.
شعبٌ صابرٌ مناضلٌ، صادق الولاء، راسخ الانتماء، موحَّد الكلمة، شريف العطاء. حمل همّ الوطن في قلبه، وشارك في نهضته بيده، وواجه الأزمات بشجاعة، وتمسك بثوابته الدينية والوطنية والعربية، ورفض الانسياق خلف الفتن أو التيارات العارضة.
لقد أثبت الأردنيون عبر كل المراحل أنهم شعب أصيل، يُجيد الإصغاء للحق، ويُدافع عن الكرامة، ويصون المنجزات، ويقدّم للوطن أبناءه شهداء وعلماء، جنوداً وعمّالاً، مزارعين وصنّاعاً، معلّمين ومفكّرين، في مشهد وطنيٍ جامع، تتجلّى فيه الروح الأردنية بأسمى صورها.
إن ذكرى الاستقلال ليست مجرّد استذكار للماضي، بل هي تجديدٌ للعهد، وترسيخٌ للهوية، وشحذٌ للهمم نحو مستقبلٍ يليق بهذا الوطن وتاريخه.
في هذا اليوم، نستحضر المجد ونستشرف الغد، نرفع الراية ونمضي خلف قيادتنا، متسلّحين بالإيمان والثقة والعزم، ساعين لأن يبقى الأردن واحة عزّ وكرامة، ومنارة حقّ واعتدال.
حمى الله الاردن قيادة وشعب
كل عام والأردن بخير.
كل عام ورايته خفّاقة في سماء المجد،
وكل عام ومابكنا وجيشنا وشعبنا بعز وفخار
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 32 دقائق
- أخبارنا
من الأمن العام إلى الوطن والقائد في يوم الاستقلال.
أخبارنا : نغزل من محبتنا حروف وفاء للوطن، وولاء لحامي المسيرة وسيدها... مغناة "حامي الاستقلال" كلمات ما بين القلب والقلب، يطيب لنا أن نرددها في يوم الاستقلال، في رسالة اعتزاز وعهد بيعة نجدده للوطن، ولقيادته الهاشمية الحكيمة. "حامي الاستقلال" إهداء من مديرية الأمن العام إلى الوطن الأعز والأغلى، وإلى الأردنيين الأهل والعزوة، وإلى جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة، الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، وسدد على طريق الخير خطاه. لمشاهدة الفيديو

الدستور
منذ 43 دقائق
- الدستور
الشوابكة: الأردنيون مطالبون اليوم بالوقوف خلف قيادتهم ليحافظوا على وطنهم
مادبا - الدستور - احمد الحراوي قال عميد كلية الحقوق في جامعة الاسراء الدكتور محمود محمد الشوابكة تحلّ علينا اليوم ذكرى الاستقلال، كمحطة خالدة، ومرحلة حاسمة في تاريخ الوطن، يوم تحرر من ربقة الاستعمار واستعاد قراره الحرّ وإرادته المستقلة، ليبقى الاستقلال شاهدًا حيًا على تضحيات الأجداد، ومصدر فخر واعتزاز في وجدان أبناء هذا الشعب الوفي. لقد أرسى الاستقلال دعائم دولة عربية حرة، عزيزة، ثابتة، ومكّن الأردنيين من أن يتملكوا قرارهم، ويسيروا خلف قيادتهم الهاشمية الحكيمة بقيادة جلالة الملك عبدالله حفظه الله ، يبنون وطنهم لبنة لبنة. واضاف الدكتور الشوابكة الأردنيون مطالبون اليوم بالوقوف خلف قيادتهم، ليحافظوا على وطنهم، أمام مشهد إقليمي مضطرب، تهاوت فيه دول، وتصدعت فيه كيانات عربية كبرى ونشهد في ظل تعرٍ اخلاقي عالمي مريع، هذا العدوان على اهلنا في غزة، وهذا الفتك بأهلنا غرب النهر. وهنا لابد من التأكيد على أن الاستقلال ليس مجرّد ذكرى نحتفي بها، بل هو مسؤولية حقة، وسلوك نمارسه على كافة الصُعد والمستويات، والتزام بقيم الكرامة والحرية، وسعي دائم نحو أردنّ آمن مستقر، حرّ القرار، عزيز المكانة، ونصير لقضايا أمته وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.


الانباط اليومية
منذ ساعة واحدة
- الانباط اليومية
مديرية الأمن العام تهدي الوطن وقائده مغناة "حامي الاستقلال" (فيديو)
الأنباط - نغزل من محبتنا حروف وفاء للوطن، وولاء لحامي المسيرة وسيدها... مغناة "حامي الاستقلال" كلمات ما بين القلب والقلب، يطيب لنا أن نرددها في يوم الاستقلال، في رسالة اعتزاز وعهد بيعة نجدده للوطن، ولقيادته الهاشمية الحكيمة. "حامي الاستقلال" إهداء من مديرية الأمن العام إلى الوطن الأعز والأغلى، وإلى الأردنيين الأهل والعزوة، وإلى جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة، الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، وسدد على طريق الخير خطاه. مديرية الأمن العام تهدي الوطن وقائده مغناة "حامي الاستقلال" (فيديو) لقراءة المزيد : — صحيفة الانباط اليومية (@alanbatnet1) ">May 25, 2025