logo
رنا حداد تكتب : في عيد الاستقلال... نحن أبناء هذا التراب

رنا حداد تكتب : في عيد الاستقلال... نحن أبناء هذا التراب

أخبارنامنذ 8 ساعات

أخبارنا :
تلوّن رايات الأردن سماءنا، وتتعالى الزغاريد وتغمر الشوارع أصوات الفرح، فيتجدد في قلبي شعور لا يمكن اختزاله في كلمات.
شعور بالانتماء، بالدفء، وبأنني لم أكن يومًا غريبة على هذه الأرض، بل كنت دومًا منها، ولها.
أنا ابنة هذا الوطن. أردنية في القلب والعقل والانتماء. ومسيحية، نعم، لكن في الأردن لم تكن يوماً الطائفة حاجزًا ولا الاختلاف مدعاة للريبة، بل كانت الصلوات باختلاف معابدها ظلالًا لوحدة أعمق. في يوم استقلالنا، لا أحتفل بصفتي أقلية، بل كابنة لهذا البيت الكبير الذي اسمه الأردن.
في ساحات الاحتفال، بجانب إخوتي وأحبتي، نرفع علمًا واحدًا وننشد نشيدًا واحدًا. ونحمل حبًا واحدًا لهذا التراب.
نشأتُ على أن الوطن ليس مجرد حدود على الخريطة، بل هو دفء العلاقات، وصدق الألفة، وطمأنينة الانتماء. هو أن تمشي في أي شارع وتشعر أنك في بيتك. هو أن تعرف أن لك هنا مكانًا، ليس لأنك «مقبول» بل لأنك «أصيل».
لم أسأل يومًا عن ديانة جاري، ولا عن مذهب صديقتي، ولم يسألني أحد. كنا نأكل معًا، نحتفل معًا، ونتقاسم الهمّ والفرح، لأن ما يجمعنا ببساطة أقوى من أي تصنيف.
وفي كل عيد فطر أو ميلاد مجيد، كانت تتعانق التهاني كما تتعانق الأرواح. كانت زغاريد العيد تُطلق من النوافذ، لا لتميز بين مناسبة وأخرى، بل لتقول: هذا بيت، وهذه عائلة، وهذا وطن لا يفرّق بين أولاده.
عيد الاستقلال بالنسبة لي، ليس يومًا وطنيًا فحسب، بل يوم نُعيد فيه تأكيد الحقيقة التي نشأنا عليها: أن هذا البلد يتسع لنا جميعًا، وأن الوفاء لا يُقاس بالكلمات بل بالفعل، بالمحبة، وبالإيمان العميق بأننا شعب واحد مهما اختلفت تفاصيلنا.
اليوم، وأنا أرى وجوه الناس تضيء بالشعور بالفخر، أتذكر لحظات كثيرة شعرت فيها أنني في وطني بكل ما تحمله الكلمة من معنى. في المدرسة، في الكنيسة، في الشارع، في طقوس العيد، في طمأنينة الحياة اليومية... شعرت دومًا أن لي مكانًا لا يُنتزع. مكانًا اسمه الأردن.
وفي هذا العيد، أردد مع كل صوت يرتفع بالدعاء: حفظك الله يا أردن، وطنًا ومثالًا. وأدعوه من القلب أن يعمّ السلام أرضك، ويمتد ليشمل كل أرض يعاني فيها إنسان من ألم أو ظلم. فالأردن، الذي هو نموذج في محبة أهله لبعضهم، هو أيضًا صوت محبة ونصرة للآخرين، لا ينكفئ على ذاته، بل يفتح قلبه لكل محتاج، ويمنح السلام من عمق معاناته وتجربته.
عيد استقلالنا ليس فقط ذكرى حرية... بل هو مناسبة نستذكر فيها كيف أصبحنا هذا النموذج الفريد، وكيف سنحميه بالمحبة، وبالإيمان العميق بأننا وُجدنا هنا لا لنتجاور فقط، بل لنتكاتف.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من الأمن العام إلى الوطن والقائد في يوم الاستقلال.
من الأمن العام إلى الوطن والقائد في يوم الاستقلال.

أخبارنا

timeمنذ 31 دقائق

  • أخبارنا

من الأمن العام إلى الوطن والقائد في يوم الاستقلال.

أخبارنا : نغزل من محبتنا حروف وفاء للوطن، وولاء لحامي المسيرة وسيدها... مغناة "حامي الاستقلال" كلمات ما بين القلب والقلب، يطيب لنا أن نرددها في يوم الاستقلال، في رسالة اعتزاز وعهد بيعة نجدده للوطن، ولقيادته الهاشمية الحكيمة. "حامي الاستقلال" إهداء من مديرية الأمن العام إلى الوطن الأعز والأغلى، وإلى الأردنيين الأهل والعزوة، وإلى جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة، الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، وسدد على طريق الخير خطاه. لمشاهدة الفيديو

الشوابكة: الأردنيون مطالبون اليوم بالوقوف خلف قيادتهم ليحافظوا على وطنهم
الشوابكة: الأردنيون مطالبون اليوم بالوقوف خلف قيادتهم ليحافظوا على وطنهم

الدستور

timeمنذ 42 دقائق

  • الدستور

الشوابكة: الأردنيون مطالبون اليوم بالوقوف خلف قيادتهم ليحافظوا على وطنهم

مادبا - الدستور - احمد الحراوي قال عميد كلية الحقوق في جامعة الاسراء الدكتور محمود محمد الشوابكة تحلّ علينا اليوم ذكرى الاستقلال، كمحطة خالدة، ومرحلة حاسمة في تاريخ الوطن، يوم تحرر من ربقة الاستعمار واستعاد قراره الحرّ وإرادته المستقلة، ليبقى الاستقلال شاهدًا حيًا على تضحيات الأجداد، ومصدر فخر واعتزاز في وجدان أبناء هذا الشعب الوفي. لقد أرسى الاستقلال دعائم دولة عربية حرة، عزيزة، ثابتة، ومكّن الأردنيين من أن يتملكوا قرارهم، ويسيروا خلف قيادتهم الهاشمية الحكيمة بقيادة جلالة الملك عبدالله حفظه الله ، يبنون وطنهم لبنة لبنة. واضاف الدكتور الشوابكة الأردنيون مطالبون اليوم بالوقوف خلف قيادتهم، ليحافظوا على وطنهم، أمام مشهد إقليمي مضطرب، تهاوت فيه دول، وتصدعت فيه كيانات عربية كبرى ونشهد في ظل تعرٍ اخلاقي عالمي مريع، هذا العدوان على اهلنا في غزة، وهذا الفتك بأهلنا غرب النهر. وهنا لابد من التأكيد على أن الاستقلال ليس مجرّد ذكرى نحتفي بها، بل هو مسؤولية حقة، وسلوك نمارسه على كافة الصُعد والمستويات، والتزام بقيم الكرامة والحرية، وسعي دائم نحو أردنّ آمن مستقر، حرّ القرار، عزيز المكانة، ونصير لقضايا أمته وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

مديرية الأمن العام تهدي الوطن وقائده مغناة "حامي الاستقلال" (فيديو)
مديرية الأمن العام تهدي الوطن وقائده مغناة "حامي الاستقلال" (فيديو)

الانباط اليومية

timeمنذ 43 دقائق

  • الانباط اليومية

مديرية الأمن العام تهدي الوطن وقائده مغناة "حامي الاستقلال" (فيديو)

الأنباط - نغزل من محبتنا حروف وفاء للوطن، وولاء لحامي المسيرة وسيدها... مغناة "حامي الاستقلال" كلمات ما بين القلب والقلب، يطيب لنا أن نرددها في يوم الاستقلال، في رسالة اعتزاز وعهد بيعة نجدده للوطن، ولقيادته الهاشمية الحكيمة. "حامي الاستقلال" إهداء من مديرية الأمن العام إلى الوطن الأعز والأغلى، وإلى الأردنيين الأهل والعزوة، وإلى جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة، الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، وسدد على طريق الخير خطاه. مديرية الأمن العام تهدي الوطن وقائده مغناة "حامي الاستقلال" (فيديو) لقراءة المزيد : — صحيفة الانباط اليومية (@alanbatnet1) ">May 25, 2025

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store