
جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي.. فكر يُترجم الفن بعمق
تأسست جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي عام 2008، وتُشرف على تنظيمها إدارة الشؤون الثقافية في
، وهي الجائزة الأولى من نوعها في هذا المجال في العالم العربي، فقد تركت بصمةً مميزةً في مشهد النقد التشكيلي العربي، من خلال ترسيخ المفهوم البصري، وطرح موضوعات نقدية لافتة، إلى جانب دعمها المتواصل للنقاد العرب؛ للاستفادة من خبراتهم وتطلّعاتهم في هذا المجال؛ ليصبح هذا الفنّ علماً مبنياً على أسس واضحة، بالارتكاز على دراسات ثقافية ذات قيم وأهداف.
ويجدر التنويه إلى عدم اقتصار قبول المشاركات في هذه الجائزة على إمارة الشارقة أو دولة الإمارات؛ فالمشاركة مفتوحة أمام جميع المهتمين من مختلف الدول العربية، وهناك مشاركات فعلية مسجلة سابقاً، من الأردن، وسوريا، والمغرب، ومصر، وغيرها.
أهداف الجائزة وانعكاساتها على العالم العربي
تهدف جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي إلى تنشيط حركة البحث النقدي المتخصص في
التشكيلية والبصرية، وإبراز أثر المبدعين في تشكيل هذا الحقل الثقافي الحيوي، وتوثيق تطوّر الحركة التشكيلية العربية، ومتابعة حركة النقد التشكيلي أيضاً، فضلاً عن تعزيز التواصل مع الباحثين ونقّاد الفن التشكيلي في العالم العربي، إلى جانب توسيع آفاق الاهتمام بالتجارب التشكيلية العربية المعاصرة؛ فتكون بمثابة حلقة وصل بين القرّاء ومُعدّي الأبحاث العلمية الفنّية.
كما تساهم الجائزة في تحفيز الشباب في العالم العربي المهتمين بالفنون والقادرين على إعداد بحوث علمية، إضافة إلى مساهمتها بصقل مواهبهم وتوجيههم للمشاركة في هذا التحدّي.
ويساهم ذلك كلّه في إثراء المكتبة العربية بأبحاث جديدة من هذا النوع؛ فالأبحاث الفائزة تحظى بالطباعة، والنشر، والتوزيع، بما يضمن وصولها إلى جمهور واسع من القرّاء والمهتمين، واستطاعت الجائزة إلى الآن تقديم ما يزيد على 65 بحثاً عربياً، ما بين أبحاث فائزة وأخرى جديرة بالاهتمام أشارت لجنة التحكيم إلى محتواها الغنيّ والمفيد؛ لتكون الجائزة بذلك علامة فارقة في تاريخ النقد التشكيلي المحفوظ وفي المشهد الثقافي العربي.
وقد أُطلِقت دورة العام الحالي من جائزة الشارقة للبحث التشكيلي تحت عنوان: "استلهام التراث العربي في الفن التشكيلي العربي المعاصر"؛ لحمل رسالة أساسية مضمونها التركيز على التراث العربي المميز، ودوره المهم في التأثير على الفنّانين ومكانته المحورية في إلهامهم للإبداع في أعمالهم المتنوعة.
شروط المشاركة في الجائزة
تتميّز كل دورة من دورات جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي -والتي تنطلق برعاية كريمة من
- بشعار أو عنوان محدّد، يحمل رسالةً مهمةً لترسيخ أهمية النقد الفني لدى العرب، فيتّجه الكتّاب والنقّاد لتوثيق خلاصة أفكارهم وترتيبها في بحث علميّ لا يقل عن 50 صفحة (A4)، مدعّم بالصور الضرورية وبمواصفات محددة وفق معايير البحث العلمي المعروفة، ضمن إطار وفكرة العنوان المعلن عنه مسبقاً، شريطة أن يكون هذا البحث معدّاً خصيصاً للمشاركة في الجائزة، ولم يسبق له أن فاز بجائزة مشابهة.
وتتولى -بعد التأكد من مطابقة الأبحاث المشاركة لكافة الشروط- لجنة من ذوي الخبرة والكفاءة ومن جنسيات مختلفة مسؤولية التحكيم واختيار النخبة من أعمال المتقدمين، تبعاً لأسباب ومبرّرات منهجية مدروسة تعلن عنها، وفي النهاية يُدعى أصحاب المراكز الثلاثة الأولى لحضور الحفل الختامي الذي يجري خلاله الإعلان عن أسمائهم وتسليم الجوائز النقدية.
ختاماً، تُجسِّد جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي رؤيةً ثقافيّةً رائدةً، تنطلق من إيمان عميق بأهمية الفكر النقدي في إثراء الفنون التشكيلية وتعزيز الوعي الجمالي؛ فهي لا تكرّم البحوث وحسب، بل تفتح نوافذ جديدة
المراجع
[1] sdc.gov.ae, جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي
[2] fineart.gov.eg, جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي
[3] sharjah24.ae, جائزة الشارقة للنقد التشكيلي تستلهم التراث العربي في دورتها الـ 16
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 28 دقائق
- البيان
كلباء تستعد لمهرجان المسرحيات القصيرة
تواصلت أول من أمس الثلاثاء فعاليات النسخة الثانية عشرة من دورة عناصر العرض المسرحي في المركز الثقافي بمدينة كلباء، التي تنظمها دائرة الثقافة سنوياً، بهدف دعم وصقل مواهب المشاركين في مهرجان المسرحيات القصيرة، الذي ستقام دورته الثانية عشرة في الفترة من 26 سبتمبر إلى 2 أكتوبر المقبلين. في هذا الإطار، قدم الفنان السوري إبراهيم عون، محاضرة أدائية بعنوان «التعبير الجسدي» استعرض من خلالها دور جسد الممثل، بحركاته وإشاراته وإيماءاته، في إبراز جماليات العرض المسرحي وإثراء أبعاده البصرية والدرامية. تضمنت المحاضرة جانباً نظرياً تطرق فيه المحاضر إلى مفهوم التعبير الحركي في السياق المسرحي، والتطورات التي شهدها هذا النوع من الأداء عبر التاريخ. كما تحدث للمتدربين عن أساسيات تعلم التعبيرات الحركية والتدرب عليها، مع التركيز على منهج الواقعية النفسية. وفي الجزء العملي، شارك المحاضر والمتدربون في إعداد لوحات أدائية قصيرة مستوحاة من مواقف حياتية. هدفت هذه اللوحات إلى تجسيد فاعلية التعبير الحركي في إثراء المنظر المسرحي ومرونته في نقل رسالة العرض، وتأثيره المباشر في المتلقي.


البيان
منذ 28 دقائق
- البيان
مهرجان «كينجدوم» الموسيقي في دبي السبت
يستضيف مركز دبي التجاري العالمي، في سياق برامجه الترفيهية، مهرجان «كينجدوم» الموسيقي، الاحتفالية الموسيقية العالمية، التي تقام في وجهة داخلية مميّزة، تؤمّن أفضل المعايير للجمهور المتعطش للإبداع. يقام المهرجان بعد غدٍ، ويمثل لقاء مثيراً بين الجمهور وأبرز نجوم «الأفروبيت» و«الأمابيانو» العالميين، الذين يستعرضون أفضل أعمالهم وأساليبهم الفنية. يشمل المهرجان عروضاً نابضة بالموسيقى الإيقاعية الحيوية، يؤدّيها كوكبة من المبدعين ومنهم «زاكس بانتويني»، المغني والمنتج ورجل الأعمال الجنوب أفريقي، المعروف بأسلوبه الذي يمزج بين موسيقى «الأفروبيت» و«الهاوس»، مقدماً تصوره الخاص عن إمكانات تطور الموسيقى الأفريقية في مسارات عصرية، تستفيد من إمكانات الاحتكاك الثقافي. ويتضمن برنامج المهرجان، مشاركة للفنانة «أنكل وافلز»، الـ «دي جي» الصاعد والمنتجة الموسيقية الجنوب أفريقية، صاحبة الشهرة الدولية، المميّزة بأعمالها الموسيقية، التي تجمع بين إيقاعات «الأمابيانو»، والاتجاهات العالمية المتنوّعة. اكتسبت «أنكل وافل» شهرة واسعة بسرعة، لتتحول خلال أقل من عامين من «دي جي» مبتدئة إلى نجمة دولية، حتى بات يطلق عليها لقب «أميرة الأماپيانو». يذكر أن «الأماپيانو» هو نوع موسيقي أفريقي سريع النمو، يمزج بين موسيقى الهاوس العميقة، وموسيقى الكويتو، ويتميز بالجاذبية الموسيقية. وفي السياق ذاته، تطلّ الـ «دي جي» العالمية «سوازي»، لتنشر أروع الأجواء بأسلوبها الخاص، بما يصنع تجربة فنية لا تُنسى. وتمثل هذه الأمسية احتفاء بالموسيقى والثقافة الأفريقية في دبي، ونافذة تطل على التوجهات الجديدة في موسيقى القارة السمراء.


البيان
منذ 28 دقائق
- البيان
المقطوعات الشعرية.. أدب عريق يعتلي منصات التواصل
ترجع بدايات تاريخ المقطوعات في الشعر العربي إلى العصر الجاهلي الذي يزخر بالكثير من النصوص البديعة المنتمية إلى هذا الشكل الفني، وفي بطون الدواوين التراثية ما يثبت أن القصائد لم تكن اللون الوحيد للإبداع الشعري، بل زاحمتها المقطوعات بملامحها الغنائية وروعة تصويرها وصدق تعبيرها. وها هي اليوم تستعيد تاريخها القديم وتزدهر من جديد مع انبثاق طفرة التواصل الاجتماعي، لتعزز حضورها عبر المنصات المختلفة، وتواكب طبيعة العصر وإيقاعه المتسارع، على أيدي شعراء شباب عبّروا عن روح زمنهم، وتغنوا بأفراحه وأتراحه. زخم غير مسبوق وأكد الشاعر الإماراتي عارف عمر أن منصات التواصل الاجتماعي لعبت بلا شك دوراً محورياً في ازدهار فن المقطوعات الشعرية؛ فهي بطبيعتها السريعة والمباشرة تتناسب تماماً مع هذا النوع من الشعر، الذي يعتمد على التكثيف والطرح السريع للفكرة أو الشعور، مشيراً إلى أنه أصبح بإمكان الشاعر أن يصل إلى جمهور واسع بكلمات معدودة، ويثير التفاعل والجدل والاهتمام خلال لحظات، وهو ما منح المقطوعة الشعرية زخماً غير مسبوق في السنوات الأخيرة. وتابع: «من خلال متابعتي للحركة الشعرية في الإمارات ألاحظ بوضوح أن هناك اتجاهاً متزايداً بين الشعراء الإماراتيين، وخاصة الجيل الجديد، نحو التعبير من خلال المقطوعة الشعرية»، لافتاً إلى أن هذا التوجه لا يعكس التفاعل مع أدوات العصر فقط، بل يعبّر أيضاً عن فهم عميق لطبيعة المتلقي اليوم، الذي يبحث عن الفكرة المكثفة والمشاعر المباشرة التي تمسه بسرعة. وذكر أن القصائد المطولة تحتفظ بمكانتها التاريخية وقيمتها الفنية، وأنها بالرغم من التسارع المفرط، الذي يطغى على جوانب الحياة المعاصرة كافة، ما زالت تحافظ على روحها الكلاسيكية، مؤكداً أن المستقبل لن يكون إقصائياً، بل تكاملياً بين الأنماط، بشرط أن نحسن فهم الجمهور ونتقن فن العرض. رؤية فنية ورأى الشاعر والناقد السوري، الدكتور أكرم جميل قنبس، ضرورة أن تحمل المقطوعات الشعرية قيماً إنسانية، وتعكس رؤية الشاعر الفنية والخيالية، وتكون غنية بفيض من المشاعر حتى لا يحس المستمع بأن النص خالٍ من الأحاسيس، محذراً من خطورة تفريغ الشعر من تلك العناصر الإبداعية، الذي يؤدي إلى إفقاده مقوماته الأساسية ونفي صفة الشعرية عنه. وأضاف: «الشعر رسالة إنسانية سامية لا يؤتى جودتها وفنيتها وقيمتها العالية إلا من امتلك الموهبة الأصيلة؛ لذلك فإن من تمتع بهذه الإمكانات الإبداعية أصبح قادراً على تحويل حالته النفسية التي يعيشها ويراها في الآخرين إلى مقطوعة شعرية»، وأكد أهمية أن تسهم المقطوعات الشعرية التي يجري نشرها على منصات التواصل في التوجيه إلى السلوك الإيجابي. دراسات بحثية ودعا إلى عمل دراسات بحثية تقيّم ظاهرة التعبير اليومي بواسطة المقطوعات الشعرية على منصات التواصل، لكن بشرط اطلاع الباحث على الإنتاج الشعري الحقيقي الكامل لكل شاعر ومدة هذا الإنتاج وغزارته وجودته ومستواه الفني، مشيراً إلى أن الشعراء الذين يسلكون هذا الاتجاه منهم من ينشر أبياته بصورة متقطعة، وفريق آخر ينحو نحو النشر اليومي المتتابع.