
تقرير هل بدأ الغرب برفع الغطاء السياسي عن (إسرائيل)؟
غزة/ عبد الله يونس:
تشكل تهديدات كلا من بريطانيا وفرنسا وكندا بفرض عقوبات على دولة الاحتلال الإسرائيلي في حال لم توقف الحرب فورا، تحولا لافتا في تعاطي الدول الغربية مع الحرب الدموية على قطاع غزة، بما يعكس تصعيدا واضحا في الخطاب الأوروبي تجاه الاحتلال، ويكشف عن تصاعد القلق الدولي من تفاقم الكارثة الإنسانية.
وفي خطوة غير مسبوقة، هددت الدول الثلاث في بيان مشترك، دولة الاحتلال الإسرائيلي باتخاذ "خطوات ملموسة" ضدها، في حال لم توقف عملياتها العسكرية في قطاع غزة "فورا".
وكان الاحتلال الإسرائيلي، أعلن مؤخرا عن إطلاق عملية برية في عدة مناطق داخل قطاع غزة في إطار بدء عملية "عربات جدعون"، في تصعيد خطير ضمن حرب الإبادة المتواصلة على القطاع منذ 20 شهرا.
وقالت الدول الثلاث: "الوضع الإنساني في غزة غير مقبول"، مؤكدة أن قرار (إسرائيل) السماح بدخول بعض المساعدات الإنسانية إلى غزة "لم يكن كافيا".
ورحبت حركة حماس، بموقف الدول الثلاث، واعتبرته خطوة مهمة نحو استعادة المبادئ الأساسية للقانون الدولي، وطالبت في الوقت ذاته بـ"التحرك العاجل واتخاذ مواقف حازمة وإجراءات ملموسة لوقف العدوان الإسرائيلي، ومحاسبة قادة الاحتلال كمجرمي حرب".
تحول غربي مهم
وقال المحلل السياسي اللبناني قاسم قصير إن البيان المشترك الصادر عن قادة بريطانيا وفرنسا وكندا "يُعد تحولا مهما في الموقف الأوروبي تجاه ما يجري في غزة، ويعكس تصاعد القلق الدولي من استمرار الحرب الإسرائيلية وسياسة الحصار والتجويع".
وأضاف قصير لصحيفة "فلسطين" أن "هذا الموقف الأوروبي، وإن كان غير مسبوق من ثلاث دول وازنة على الساحة الدولية، لا يزال في إطار الإدانات السياسية ولم يتحول بعد إلى ضغط فعلي على (إسرائيل) لوقف عدوانها، سواء عبر العقوبات أو وقف تصدير السلاح أو دعم تحقيقات الجرائم".
وتابع: "البيان يضعف الخطاب الإسرائيلي الذي يحاول تبرير الحرب تحت غطاء محاربة الإرهاب، ويعيد التأكيد على أن ما يجري في غزة هو جريمة بحق المدنيين تستوجب المحاسبة. لكنه لن يغيّر موازين القوى على الأرض ما لم يترجم إلى إجراءات عملية".
وأشار قصير إلى أن استمرار المواقف الغربية المنددة بالحرب يساهم تدريجيًا في كسر الغطاء السياسي الذي تتمتع به (إسرائيل)، ويمنح القضية الفلسطينية زخمًا دوليًا كان مفقودًا منذ سنوات. لكنه شدد في الوقت نفسه على أن "الواقع لن يتغير ما لم تتحرك العواصم الكبرى لإجبار (إسرائيل) على وقف الحرب ورفع الحصار".
تصعيد في الخطاب الاوروبي
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي د. وديع أبو نصار، إن البيان المشترك الصادر عن قادة بريطانيا وفرنسا وكندا "يمثل تصعيدًا واضحًا في الخطاب الأوروبي تجاه (إسرائيل)، ويعكس شعورًا متناميًا بالحرج الدولي من استمرار الحرب الكارثية على قطاع غزة"، خاصة مع تزايد التقارير التي تتحدث عن مجاعة وجرائم حرب.
وأوضح أبو نصار لـ"فلسطين" أن "هذا الموقف يشكل ضغطًا معنويًا وسياسيًا على الحكومة الإسرائيلية، لكنه لن يكون كافيا لوقف الحرب ما لم تُترجم هذه التصريحات إلى إجراءات ملموسة، مثل فرض عقوبات، أو تقليص التعاون العسكري، أو دعم خطوات قانونية ضد (إسرائيل) في المحاكم الدولية".
وعن توقيت صدور البيان، أشار أبو نصار إلى أنه جاء نتيجة تراكمات، أبرزها تصاعد الضغوط الداخلية في هذه الدول من قبل الرأي العام ومؤسسات المجتمع المدني، بالإضافة إلى تصاعد الغضب العالمي من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، في ظل استمرار الحرب لأكثر من عام ونصف، وتزايد مشاهد الأطفال الشهداء والجوعى التي يصعب تجاهلها إعلاميا وأخلاقيا.
وأضاف: "من المهم أن نفهم أن هذه الدول لا تتحرك فقط بدوافع إنسانية، وإنما أيضا لحماية صورتها ومصالحها الاستراتيجية، في ظل تنامي الانتقادات داخل مجتمعاتها".
وفيما إذا كان هذا البيان قد يمهّد لاعتراف رسمي بهذه الدول بالدولة الفلسطينية، قال أبو نصار: "قد يكون البيان تمهيدا لمواقف أكثر تقدما، خاصة أن هناك حديثًا متزايدًا داخل بعض الدول الأوروبية، مثل إيرلندا وإسبانيا وبلجيكا، حول ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية كجزء من حل الصراع. ولكن من السابق لأوانه اعتبار هذا البيان خطوة مباشرة في هذا الاتجاه، دون رؤية تغير فعلي في سياسات هذه الحكومات".
وختم بالقول: "البيان خطوة مهمة، لكنه يحتاج إلى مواقف أوروبية جماعية، خاصة من الاتحاد الأوروبي، كي يكون له أثر فعلي على سلوك (إسرائيل) وسير الحرب".
المصدر / فلسطين أون لاين
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين اليوم
منذ ساعة واحدة
- فلسطين اليوم
مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين جنوبي قطاع غزة
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح يوم الأربعاء، مقتل جندي برتبة رقيب أول في معارك جنوبي قطاع غزة. وقالت مصادر عبرية إن جنديًا قتل وأصيب اثنين آخرين، بحالة خطرة، جراء حدث أمني في قطاع غزة. ونشر جيش الاحتلال اليوم تفاصيل العملية التفجيرية التي وقعت أمس شرق خانيونس جنوبي قطاع غزة وتسببت بانهيار مبنى على الجنود ومقتل أحدهم وإصابة آخرين بجراح. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن العملية وقعت عندما تم تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار داخل مبنى مكوّن من 4 طوابق شرق خانيونس حيث تسبب الانفجار بانهيار المبنى واستمرت أعمال انقاذ الجنود لساعات. كما ذكرت الصحيفة أن العملية تسببت بمقتل الرقيب أول "دانيلو موكانو" وإصابة 3 آخرين بجراح اثنان منهم في حال الخطر. وفي التفاصيل ذكرت اذاعة جيش الاحتلال أن "الجنود عملوا داخل مبنى من 4 طوابق في شرق خانيونس قرب الحدود، حيث انفجرت عبوة ناسفة شديدة الانفجار لدى دخول الجنود المبنى وذلك على الرغم من ارسال كلاب مدربة وطائرات صغيرة للمكان للتأكد من خلوه من العبوات وقد تسبب انفجار العبوة الى انهيار المبنى. وأوضحت أنه "بينما تواجد الجندي القتيل في الطابق الرابع انهار عليه البناء واستغرق تخليص جثته ساعات طويلة ، في الوقت الذي أصيب فيه 3 جنود آخرين اثنان منهم في حالة خطرة، فيما أشارت التحقيقات الى ان العبوة من تصنيع محلي". وفي السياق ارتفع عدد قتلى الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر عام 2023، إلى 857 جنديًا وضابطًا. وتواصل كتائب القسام وفصائل المقاومة التصدي لقوات جيش الاحتلال المتوغلة في معظم مساحة مدينة رفح وعدد من مناطق القطاع، لا سيما الأجزاء الشر قية منه.


قدس نت
منذ 3 ساعات
- قدس نت
حماس ترد بحدة: نتنياهو يدمّر فرص التهدئة ويقود المنطقة نحو الكارثة
ردّت حركة حماس ببيان رسمي اتهمت فيه نتنياهو بأنه "مهووس بالإبادة الجماعية"، واعتبرت أن تصريحاته الأخيرة "تؤكد للعالم أننا أمام مجرم حرب يقود المنطقة بأكملها نحو الهاوية لخدمة أجندته السياسية". وقالت الحركة: "نتنياهو يؤكد أن أي وقف مؤقت لإطلاق النار سيُستأنف بعده القتال، وصولًا لتنفيذ ما وصفه بخطة ترامب للتهجير، وهو ما يُظهر نية مبيتة لإفشال أي مسار تفاوضي وتخريب فرصة التوصل لاتفاق يفضي إلى الإفراج عن الأسرى". وأضاف البيان: "نتنياهو بوصفه المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، يتحدث علنًا عن التهجير القسري كأحد أهداف الحرب، ما يضع واشنطن أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية لتوضيح موقفها من هذه الجريمة، خاصة في وقت تتوسط فيه لإنهاء الحرب". وشددت الحركة على أن استمرار الجرائم في غزة من إبادة جماعية وتجويع وتهجير يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا، داعية إلى فرض إجراءات دولية لوقف المجازر ومحاسبة من وصفتهم بـ"مجرمي الحرب"، وعلى رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي. المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة


شبكة أنباء شفا
منذ 3 ساعات
- شبكة أنباء شفا
قوات الاحتلال تقتحم واد رحال جنوب بيت لحم
شفا – اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة، قرية واد رحال جنوب بيت لحم. وقال رئيس مجلس قروي واد رحال حمدي زيادة لمراسلنا، إن قوات الاحتلال اقتحمت القرية، وتمركزت وسطها، في محيط المسجد، وأجبرت بعض أصحاب المحلات التجارية على إغلاق أبوابها، وأطلقت قنابل الصوت. شاهد أيضاً العيش في الظل ، كيف تعيش النساء والأمهات الحصار في بروقين وكفر الديك؟ بقلم : …