logo
ثقة اقتصادية مطلوبة

ثقة اقتصادية مطلوبة

صحيفة الخليج١٠-٠٣-٢٠٢٥

في خضم اجتماعات الدورة الثالثة لكل من المجلس الوطني لنواب الشعب والمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني الرابع عشر، تتوالى تأكيدات كبار المسؤولين الصينيين على الثقة التامة في مستقبل البلاد الاقتصادي، وتحقيق الأهداف المخطط لها، ومن بينها معدل النمو البالغ 5% خلال العام 2025. والسؤال هو من أين تأتي هذه الثقة في ظل الواقع الدولي المضطرب، وفي ظل استهداف بكين من قبل واشنطن بإجراءات حمائية وعقابية كثيرة تطول الصادرات والشركات الصينية؟.
التفسيرات الصينية لتلك الثقة تشير إلى عوامل أساسية، من بينها ضخامة السوق المحلية، ليس فقط بسبب عدد السكان الضخم، وإنما لأن البلاد قد استطاعت وعبر عقود نقل الملايين من حالة الفقر إلى مستويات معيشية معقولة في ظل الارتفاعات المتوالية في الدخول، على خلفية تراكم النتائج الإيجابية لعملية التنمية، والتي من أبرز مؤشراتها معدلات النمو العالية.
إلى جانب السوق المحلية الضخمة يوجد نظام صناعي ديناميكي تزداد فيه الفرص، فضلاً عن وجود درجة عالية من المرونة للتعامل مع التقلبات والمخاطر في ظل حالة عدم اليقين العالمية السائدة. وهنا يقول وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن بلاده ستوفر «عوامل اليقين لهذا العالم الذي يسوده عدم اليقين».
الصين ليست استثناء في ألا يتحقق معدل النمو المتوقع أو المخطط له. لكن تبقى المسألة مرتبطة بمدى القرب أو البعد من هذا المعدل المحدد. وهنا تعاود الصين التأكيد على ثقتها في تحقيق ما هو مخطط في ظل توافر عنصرين مهمين. أولهما يتمثل في الأساس المتين، وثانيهما قوة عناصر الدعم والضمان. ويتمثل ذلك ليس فقط في ضخامة السوق المحلية، وتوالي تحقيق اختراقات في الأسواق العالمية رغم التحديات القائمة، وإنما أيضاً استناداً إلى ما تخطوه البلاد من خطوات واسعة في مجالات الابتكار والعلوم والتكنولوجيا، ومنها الذكاء الاصطناعي، وبراءات الاختراع، بما في ذلك تلك التي تقوم بها الشركات الصغيرة والمتوسطة، وليس فقط الشركات الحكومية الكبيرة، وحالة تطبيق «ديب سيك» وما أحدثته من دهشة عالمية ليست ببعيد.
هذه الثقة الصينية لا تأتي من فراغ. وتدل على أن الصين ماضية في طريق نهضتها لبناء قوتها الشاملة، والتي تزداد متانة مع مرور الوقت. كما أن بكين دائمة التأكيد على الطابع السلمي لصعودها. والعالم في حاجة إلى أن تسود الثقة في الاقتصادات الكبرى، نظراً لأن أي هزة فيها تؤثر في مختلف أرجاء العالم، خاصة أن «آفاق النمو قابعة عند أدنى مستويات لها منذ عقود» على حد وصف كريستالينا جورجيفا المدير العام لصندوق النقد الدولي.
ليست فقط الثقة الوطنية في الاقتصادات هي المطلوب توافرها لتجنب حدوث أزمات اقتصادية عالمية، وإنما هناك حاجة لأن تسود الثقة بين هذه الاقتصادات.
ففي الوقت الراهن، هناك هزة كبيرة في تلك الثقة حتى في ما بين البلدان التي تنطلق من المنظورات الاقتصادية ذاتها، وتتبع النماذج التنموية نفسها. هذه الثقة لن تتوافر طالما استمرت متوالية الإجراءات العقابية الآخذة في التوسع. هناك حاجة ماسة لفرملة هذا التوجّه حتى يمكن ترميم حالة الثقة في الاقتصاد العالمي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لمواجهة واشنطن.. الصين تعزز علاقاتها التجارية بأميركا اللاتينية
لمواجهة واشنطن.. الصين تعزز علاقاتها التجارية بأميركا اللاتينية

الشارقة 24

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • الشارقة 24

لمواجهة واشنطن.. الصين تعزز علاقاتها التجارية بأميركا اللاتينية

الشارقة 24 - أ.ف.ب: رحبت الصين اليوم الاثنين بقادة ومسؤولين من أميركا اللاتينية في العاصمة بكين، بهدف تعزيز العلاقات في ظل النزاع التجاري مع الولايات المتحدة. وقد شاركت غالبية كبيرة من دول أميركا اللاتينية في مبادرة الحزام والطريق (BRI) التي أطلقتها بكين، والبالغة قيمتها تريليون دولار، للبنية التحتية، متفوقةً على الولايات المتحدة، لتصبح الشريك التجاري الأول لدول مثل البرازيل وبيرو وتشيلي. وقد أجرى وزير الخارجية الصيني وانغ يي مناقشات مع وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز بارييا، ووزير خارجية أوروغواي ماريو لوبيتكين، ووزير خارجية بيرو إلمر شيالر، ووزير خارجية فنزويلا إيفان جيل.

«أوبن إيه آي» تساعد الدول في تطوير الذكاء الاصطناعي.. «بديل عن الصين»
«أوبن إيه آي» تساعد الدول في تطوير الذكاء الاصطناعي.. «بديل عن الصين»

العين الإخبارية

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • العين الإخبارية

«أوبن إيه آي» تساعد الدول في تطوير الذكاء الاصطناعي.. «بديل عن الصين»

عرضت شركة "أوبن إيه آي" الأربعاء مساعدة دول في تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي لديها إذا كانت مهتمة بذلك، بدعم من الحكومة الأمريكية، في مبادرة توفّر بديلا من الدور الصيني في هذا المجال. وأعربت الشركة الناشئة التي يقع مقرها في كاليفورنيا عن استعدادها لدعم كل مراحل السلسلة، من بناء مراكز البيانات إلى توفير نسخ محلية من أداتها المساعِدة الشهيرة القائمة على الذكاء الاصطناعي "تشات جي بي تي". وفقا لوكالة "فرانس برس"، يندرج هذا العرض ضمن مشروع "ستارغيت" الذي أُعلِن عنه في يناير/كانون الثاني الماضي، والذي يلحظ استثمار 500 مليار دولار في المرافق اللازمة للذكاء الاصطناعي على مدى 4 سنوات. وتتكفل شركة الاستثمار اليابانية "سوفت بنك" توفير قسم كبير من تمويل مشروع "ستارغيت". وجاء في بيان نشرته "أوبن إيه آي" على موقعها الإلكتروني "في هذه المرحلة، علينا دعم البلدان التي تفضل تطوير الذكاء الاصطناعي الديمقراطي، كبديل واضح من النسخ الاستبدادية التي تهدف إلى تعزيز قوة" بعض الأنظمة السياسية. وبدا هذا الإعلان ردا على الصين التي سبق أن استثمرت بشكل كبير في المعدات الرقمية خارج حدودها، وهو ما يُرجَّح أن يؤدي إلى تسريع تطوير الذكاء الاصطناعي، وخصوصا في البلدان الناشئة. وتسعى شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة على غرار "بايدو" المختصة بالبحث على الإنترنت وشركة صناعة الهواتف "هواوي" وشركة "ديب سيك" الناشئة للذكاء الاصطناعي إلى التوسع في الأسواق الدولية. في يناير/كانون الثاني، أثارت شركة "ديب سيك" الناشئة اهتماما إعلاميا واسعا في الصحف العالمية بفضل روبوت محادثة قائم على الذكاء الاصطناعي، وتقول إنها ابتكرته بتكلفة أقل بكثير من تكلفة البرامج التابعة لمنافسيها الأمريكيين مثل "تشات جي بي تي". وتعهدت "أوبن إيه آي" مواصلة العمل على أمن نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الخاصة بها، مشددة على أنه جانب "ضروري لاحترام الديمقراطية وحقوق الإنسان"، وفقًا للمجموعة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها. وتطمح الشركة الناشئة الأميركية إلى إقامة شراكات مع عشر دول مستعدة "للاستثمار في تنمية مشروع ستارغيت" ودعم "ذكاء اصطناعي بقيادة الولايات المتحدة". وأضافت "أوبن إيه آي": "لقد سمعنا دعوات من دول عدة تطلب المساعدة في إقامة بنيتها التحتية للذكاء الاصطناعي". aXA6IDMxLjU4LjI3LjI1MyA= جزيرة ام اند امز GB

بداية عصر جديد من الهيمنة التكنولوجية
بداية عصر جديد من الهيمنة التكنولوجية

الاتحاد

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • الاتحاد

بداية عصر جديد من الهيمنة التكنولوجية

بداية عصر جديد من الهيمنة التكنولوجية على أميركا أن تتخلى عن أوهام التفوّق في سباق الابتكار، فالصين لم تعد تتأخر كثيراً، بل باتت تقترب بثقة من موقع الريادة. وحين التقى بهم إيريك شميت وهنري كيسنجر في يوليو 2023، لم يكن قادة الصين يدركون تماماً قوة الذكاء الاصطناعي، إذ كانت البلاد تعيش حالة من الركود الاقتصادي والتشاؤم يخيّم على الأجواء. ولكن بعد 19 شهراً فحسب، ينتشر حالياً مشهد مختلف تماماً مليء بالتفاؤل. وهيمن برنامج «ديب سيك» وغيره من برامج الدردشة الآلية على أحاديث العشاء. وانطلقت السيارات الكهربائية في الشوارع، بينما قدمت التطبيقات خدمةَ توصيل الطعام بطائرات من دون طيار. ورقصت روبوتات «يونيتري» البشرية ولوحت بالمناديل على المسرح خلال برنامج «مهرجان الربيع»، البرنامج التلفزيوني الأكثر مشاهدة في الصين، مما جعل الشركة اسماً مألوفاً بين عشية وضحاها. تُنافس الصين الولايات المتحدة، بل تتقدم عليها، في مجموعة متنوعة من التقنيات، لا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث طوّرت الصين تفوقاً حقيقياً في كيفية نشر التكنولوجيا وتسويقها وتصنيعها. وأظهر لنا التاريخ أن مَن يتبنى التكنولوجيا وينشرها أسرع هو مَن ينتصر في النهاية. لذا، ليس من المُستغرب أن ترد الصين بقوة على الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية مؤخراً، إذ أن الفوز في سباق مستقبل التكنولوجيا، وبالتالي في معركة القيادة العالمية، يعني التخلي عن الاعتقاد بأن أميركا دائماً في المقدمة. ولطالما كانت الصين أبطأ في اللحاق بالركب، ففي عام 2007، العام الذي كشف فيه ستيف جوبز عن أول هاتف آيفون من آبل، كانت ثورة الإنترنت قد بدأت للتو عبر المحيط الهادئ، وكان حوالي 10% فقط من سكان الصين متصلين بالإنترنت، بينما كانت شركة «علي بابا» العملاقة للتكنولوجيا لا تزال على بُعد سبع سنوات من الإدراج في بورصة نيويورك. وبدا أن سباق الذكاء الاصطناعي يسير على النمط القديم، فعند إطلاق «شات دجي بي تي ChatGPT» لأول مرة في سان فرانسيسكو في نوفمبر 2022، ظهر عدد كبير من روبوتات الدردشة المقلدة في الصين، والتي كان معظمها متأخراً بسنوات. ومع ذلك، وكما هو الحال مع الهواتف الذكية والمركبات الكهربائية، لم يتوقع وادي السيليكون أن تجد الصين طريقةً لتطوير منافس زهيد الثمن ومتطور بشكل سريع. إلا أن النماذج الصينية الحالية لا تتخلف كثيراً عن الإصدارات الأميركية الحالية. وفي الواقع، يُعد تحديث «ديب سيك» للنموذج اللغوي الكبير «V3»، في مارس الماضي، وفقاً لبعض المعايير، الأفضل بين النماذج غير المعتمدة على قدرات الاستدلال. وتعتبر مخاطر هذا السباق عالية، فالشركات الأميركية الرائدة طوّرت نماذج ذكاء اصطناعي خاصة بها، وفرضت رسوماً على استخدامها، جزئياً لأن تدريب تلك النماذج يكلف مئات الملايين من الدولارات. أما الشركات الصينية، فوسّعت من نفوذها من خلال نشر نماذجها بشكل مجاني ليستخدمها الجمهور، أو لتنزيلها وتعديلها، مما يجعلها أكثر إتاحة للباحثين والمطورين حول العالم. وتُعدّ تطبيقات شركتي البيع بالتجزئة الإلكترونيتين الصينيتين «شين» و«تيمو»، ومنصتي التواصل الاجتماعي «ريد نوت» و«تيك توك»، من بين الأكثر تحميلاً على مستوى العالم. وإذا أضفنا إلى ذلك الشعبية المتواصلة لنماذج الذكاء الاصطناعي الصينية المجانية مفتوحة المصدر، يصبح من السهل تخيّل إدمان المراهقين حول العالم على التطبيقات الصينية وتقنيات الذكاء الاصطناعي، مع وجود وكلاء مستقلين صينيي الصنع يُنظّمون حياتنا، وشركات تُقدّم خدمات ومنتجات مدعومة بنماذج صينية. في ظل ثورة الإنترنت، ساعدت هيمنة الغرب على السوق على نمو الاقتصاد الرقمي الأميركي ليصل إلى 2.6 تريليون دولار بحلول عام 2022، وهو ما يفوق الناتج المحلي الإجمالي لكندا. ولكي تجني الولايات المتحدة ثمار ثورة الذكاء الاصطناعي القادمة، والتي يُتوقع أن يكون لها تأثير أكبر من تأثير ظهور الإنترنت، فعلى العالم اختيار حزمة الحوسبة الأميركية (الخوارزميات والتطبيقات والأجهزة) وليس الحزمة الصينية. في غضون اثني عشر عاماً، تحولت الصين من «دولة مقلدة» إلى قوة ضاربة بمنتجات عالمية المستوى، تجاوزت أحياناً تلك الموجودة في الغرب. وعلى سبيل المثال، سلمت شركة شاومي، التي اشتهرت سابقاً بصناعة نسخ مقلدة من آيفون، 135 ألف سيارة كهربائية العام الماضي، بينما تخلت شركة آبل عن جهودها لإنتاج سيارة كهربائية بعد أن أنفقت 10 مليارات دولار على مدى عقد من الزمان. وتخوض الصين في الوقت الحالي سباقاً لنشر الروبوتات على نطاق واسع، وتضع خططاً لإنتاج كميات كبيرة من الروبوتات الشبيهة بالبشر. ففي عام 2023، ركّبت الصين روبوتات صناعية أكثر من جميع الدول الأخرى مجتمعةً. وفي الوقت نفسه، طوّرت كذلك وفرةً من المواهب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وسلاسل توريد قوية، وقدرات تصنيعية هائلة، ونظاماً بيئياً محلياً شديدَ التنافسية، لدرجة أن الطريقة الوحيدة للبقاء هي عدم التوقف عن التطوير. وبدأت ملامح المستقبل الذي تهيمن عليه الصين تتشكل بالفعل، ما لم تتخذ الولايات المتحدة خطوات جادة وسريعة لتدارك الأمر والتعلم من نجاح الصين عن طريق مشاركة المزيد من تقنياتها وأبحاثها في مجال الذكاء الاصطناعي بشكل منفتح، وتسريع الابتكار، ومضاعفة الجهود في نشر الذكاء الاصطناعي في جميع قطاعات الاقتصاد.ورغم التخفيضات الأخيرة في تمويل الأبحاث، فلا تزال الولايات المتحدة تتمتع بنقاط قوة ملحوظة في الابتكار الجامعي والقطاع الخاص. وفي الوقت نفسه، لا تزال الصين تحاول اللحاق بركب أشباه الموصلات. كما تواجه تحديات كبيرة، تشمل أزمة العقارات، وتزايد الديون، وضعف الإنفاق الاستهلاكي. ومع ذلك، لا ينبغي الاستهانة بعزم الحكومة الصينية على تحمل التقلبات الاقتصادية على المدى القريب في سعيها للتفوق التكنولوجي. وفرضت الولايات المتحدة قيوداً على تصدير الرقاقات الحديثة بهدف خنق تقدم الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن الإنجازات الأخيرة التي حققتها بكين تظهر أن تلك العقوبات حفزت جهودَ رواد الأعمال الصينيين لمواصلة تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي والتسويق لها. الخلاصة أن الصين لم تعد متأخرة عن الولايات المتحدة في العصر الحالي، وإذا استمرت قدراتها على الابتكار، وواصلت شركات الذكاء الاصطناعي في تبني الانفتاح، وإذا ظلت الصين على المسار الصحيح للاستحواذ على 45% من إجمالي التصنيع العالمي بحلول عام 2030، فإن الفصل التالي من سباق الذكاء الاصطناعي سيكون صراعاً شرساً على جميع المحاور الممكنة، وستحتاج أميركا إلى استغلال كل ما تمتلكه من مزايا. إريك شميدت* *الرئيس التنفيذي السابق ورئيس مجلس إدارة جوجل ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store