logo
ترامب "صانع السلام" يدخل الحرب على إيران رسمياً

ترامب "صانع السلام" يدخل الحرب على إيران رسمياً

26 سبتمبر نيتمنذ 4 ساعات

بتاريخ 13 يونيو/حزيران شنت "إسرائيل" عدواناً وهجوماً شرساً مفاجئاً على إيران, مستفيدةً من التقرير الكاذب للوكالة الدولية للطاقة الذرية قبيل العدوان, الأمر الذي منحها وحلفائها الغطاء والشرعية لتنفيذ العدوان المخطط له منذ أمدٍ بعيد,
وتقمصت دور "شرطي المنطقة" واستخدمت طائراتها الحربية والمسيرة وقدراتها الصاروخية، واستهدفت مسؤولين إيرانيين، وأعضاء الفريق المفاوض في الاتفاق النووي الدولي, وشخصيات عسكرية قيادية رئيسية وعلماء نوويين، ومواقع عسكرية هامة, ومدن وبنى تحتية وأبنية سكنية ومواطنين اّمنين.
أرادتها حرباً سريعة خاطفة كعادتها بعيداً عن الحروب الطويلة, لكن سرعان ما ثبت فشلها, وتعرضت لردود وهجمات إيرانية غير مسبوقة الحجم والتأثير, وباتت تواجه كارثة عسكرية نتيجة جهلها بأعداد ونوعيات الصواريخ التي تملكها إيران, وسط مخاوفها الجدية من استمرار الحرب لمدة طويلة.
ومع ذلك نالت عقابا" إيرانيا" نموذجيا" – لا زال مستمراً-، ولم يعد أمامها سوى التراجع والاستسلام, فيما سارع الأوروبيون بالوكالة والأصالة عن دولهم وعن الكيان الغاصب والولايات المتحدة, لتقديم العروض الجديدة وربما لتقديم التنازلات السياسية والتفاوضية في الملف النووي بهدف خطف الإنتصار قبل سقوط نتنياهو في مستنقع الهزيمة الكاملة, ولدفع إيران للقبول بوقف إطلاق النار, متعامين عن حقيقة استمرار الردود الإيرانية والتفاوض في جنيف في اّنٍ واحد, كترجمة حرفية لكلام المرشد الأعلى بأننا "لن نستسلم".
يبدو أن "إسرائيل" قد وقعت في فخ أوهامها, واعتقدت أن هجومها الأول متعدد الأوجه سيكون صاعقاً وقادراً على تعطيل الرد الإيراني وأقله تأخيره وإضعافه, وراهنت في هجومها الثاني على تدمير وتعطيل أنظمة الدفاع الجوي الإيراني، واستباحة الأجواء الإيرانية كاملةً, لكن إيران صمدت واستوعبت الهجوم الأول وبدأت ردها عبر موجات متتالية من خلال عملية "الوعد الصادق - 3", وأطلقت مئات الصواريخ والطائرات المسيرة, واستطاعت بقوة ضرباتها ودقتها إرباك الدفاعات الجوية الإسرائيلية وإرهاقها, وباتت تتحكم بمسار المواجهة.
لقد نفذت تل أبيب عدوانها بالاعتماد على محاولة تدمير مخزون إيران الصاروخي, رغم أنها لم تكن تتوقع عدد الصواريخ الإيرانية وأنواعها, وفوجئت واعترفت قيادتها العسكرية في اليوم السابع بصواريخ جديدة استخدمتها إيران للمرة الأولى, يالها من مغامرة ومخاطرة كلفت "إسرائيل" الكثير وكبدتها خسائر وهزائم على كافة المستويات العسكرية والسياسية والأمنية والإعلامية, وأكدت عجزها على حماية قطعان مستوطنيها.
يدرك الإستراتيجيون العسكريون أن المعركة البرية وحدها تحصد الإنتصار, وبأنه لا يمكن للضربات المدفعية والجوية والصاروخية حسم أية معركة, وهذا ما لم تخطط له "إسرائيل" بقواتها العسكرية واعتمدت على المرتزقة وعملاء الموساد, وعلى زعزعة الإستقرار والمنظومة الأمنية داخل إيران, وبدا واضحاً أن مخطط العدوان الإسرائيلي ناقصاً وفاشلاً قبل تنفيذه أمام قوة إيران, ولا يعدو سوى مغامرةً غير معروفة النتائج.
ويقودنا الواقع إلى التساؤل حول مدى استعداد تل أبيب المسبق لخوض هكذا مغامرة, أم أنها تدفع ثمن وكالتها الأمريكية – الغربية !, على أنها شرطي منطقة الشرق الأوسط, وأصبحت تدور في دوامة المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة والمصالح الاقتصادية للغرب الأوروبي, إذ تستفيد الولايات المتحدة من استمرار المواجهة بين إيران وإسرائيل, في حين اعتبرها الاتحاد الأوروبي كارثة اقتصادية، مع ارتفاع أسعار الطاقة، وصعوبة وصولها إلى أوروبا، ودخول الأوروبيين أكثر فأكثر تحت رحمة الولايات المتحدة, الأمر الذي دفع ماكرون للمطالبة بالترويج لليورو كبديل عن الدولار لحل مشكلة عدم الإستقرار الإقتصادي.
من الواضح أن نل أبيب ورطت نفسها وتورطت بهمسٍ أمريكي غربي, وبات إعلامها الحربي يتحدث عن دقة الإصابات الصاروخية الإيرانية, خصوصاً بعد تدمير مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية وعدة هيئات حكومية، ومنشآت يُفترض بأنها محمية من قبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية .
أثبتت إيران كفاءة قدرتها على استيعاب الهجوم الأول وما بعده بصمودها وردودها الجدية المؤلمة للكيان ولمن يقاتل إلى جانبه وداعميه وبات من المستحيل تحقيق أهداف جميع المعتدين اللذين تحول مركبهم مع الوقت إلى مركب قيد الغرق وبات تخفيف الحمولة ضرورياً وحاسماً، وبدأ ترامب بنفسه وبتراجعه عن بعض الأهداف الكبرى المعلنة في إيران, ولن يجد خياراً أفضل من رمي ماكرون أولاً وستارمر ثانياً والتخلص من نتنياهو ثالثاً, وسط احتمالية هروبه نحو الأمام ومواجهة الحرب الكبرى.
لا تملك إسرائيل وحدها القدرة على جعل إيران توقف ردودها وعقابها، خاصةً إذا ما تحولت المواجهة إلى حرب استنزاف, ومن يصرخ أولاً , ومن ينفذ مخزون أسلحته المؤثرة أولاً, بعدما ثبت فعلياً انكشاف "إسرائيل" وعجزها أمام الرد الإيراني, وبات حاجتها ماسة للحصول على دفعاتٍ مستمرة من الأسلحة الأمريكية والغربية وبكميات كبيرة, أو ستجد نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما, إما الهزيمة الحتمية أواستخدام الأسلحة النووية.
بات واضحاً أن الولايات المتحدة رسمت مخطط التصعيد في الشرق الأوسط واستخدمت "إسرائيل" ذراعاً عسكرية, رغم إدراكها العواقب الكارثية بالنسبة للمُخطط والمُنفذ والعالم, ومع ذلك اختبىء ترامب كاذباً وراء "عدم اتخاذه أي قرار", لكنه فعلها في فجر الأحد 22/حزيران ودخل الحرب بشكلٍ علني دون موافقة الكونغرس الأمريكي, وقامت قاذفات ترسانته الإستراتيجية بإستهداف منشاّت فوردو ونطنز وأصفهان النووية, ناسفاً المفاوضات النووية والحلول الدبلوماسية والقوانين الدولية, ومفجراً أزمةً وإنتقادات واسعة داخل الولايات المتحدة, لإقحامه الجيش والبلاد في حربٍ لا يمكن التكهن بعواقبها وتداعياتها, مطلقاً أيادي إيران وحقها في الدفاع عن نفسها بمهاجمة المصالح والقواعد العسكرية الأميركية في المنطقة.
لقد وّرط ترامب الكيان الإسرائيلي في العدوان على إيران, ويبقى السؤال الذي من وّرط ترامب نفسه ودفعه لدخول الحرب, وسط مخاطر جرّ المنطقة والعالم لحربٍ كبرى لا تحمد عقباها, وهذا يؤكد محدودية القيادة والنفوذ الأمريكيين وجنون الإعتماد على قرارات من يقفون وراء المجرمين ترامب ونتنياهو والمجموعة الأوروبية التابعة, بهدف لزعزعة الإستقرار العالمي وعرقلة تشكيل العالم متعدد الأقطاب، عبر إضعاف المنافسين والأعداء كروسيا والصين وإيران وباكستان وغيرها.
22/6/2025

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عاجل.. إسرائيل تعلن اعتراض صاروخا.. وإيران تنفي إطلاقه
عاجل.. إسرائيل تعلن اعتراض صاروخا.. وإيران تنفي إطلاقه

اليمن الآن

timeمنذ 37 دقائق

  • اليمن الآن

عاجل.. إسرائيل تعلن اعتراض صاروخا.. وإيران تنفي إطلاقه

أخبار وتقارير (الأول) وكالات: أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الإثنين، اعتراض صاروخ قال إنه أطلق من إيران، حيث دوت صافرات الإنذار وسط البلاد. تلاه إبلاغ الجيش الإسرائيلي المواطنين أن بوسعهم مغادرة المناطق المحمية، في مؤشر على انتهاء التهديد. فيما أفادت وكالة مهر للأنباء الإيرانية أنه "أطلق قبل قليل صاروخ من اليمن نحو إسرائيل، ولكن الجيش والجبهة الداخلية تخيلا أنه موجة جديدة من الهجمات الصاروخية الايرانية". ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، إثر الهجوم غير المسبوق الذي نفذته الحركة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، نفذ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل، وضد سفن في البحر الأحمر يقولون إنها مرتبطة بها، زاعمين أن عملياتهم تأتي في إطار «الإسناد العسكري» للفلسطينيين. ويترقب العالم رد إيران بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة "محت" المواقع النووية الإيرانية الرئيسية، لتنضم بذلك إلى إسرائيل في أكبر عمل عسكري غربي يستهدف إيران منذ الثورة الإيرانية عام 1979. فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ الأحد ضربات على "أهداف عسكرية" في إيران، بينها مواقع لتخزين والصواريخ وإطلاقها. وقال الجيش في بيان نشر على تليغرام "نفذت نحو 20 طائرة مقاتلة (تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي) ضربات تستند إلى معلومات استخباراتية (...) على أهداف عسكرية في إيران". وأضاف أن الهجمات استهدفت "مواقع بنية تحتية لتخزين الصواريخ وإطلاقها"، بالإضافة إلى "مواقع خاصة بالأقمار الاصطناعية والرادارات العسكرية". وتأتي هذه الهجمات بعد الضربات الأمريكية الضخمة على ثلاث مواقع نووية رئيسية في إيران بهدف القضاء على برنامجها النووي، رغم أن مسؤولين حذروا من أن مدى الضرر الذي أحدثته هذه الضربات لا يزال غير واضح. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من "دوامة لامتناهية من الردود الانتقامية" في أعقاب الضربات الأمريكية على إيران التي اعتبرها "منعطفا خطيرا" في المنطقة.

لماذا قصفت أمريكا المواقع النووية الإيرانية؟ تحليل خبير عسكري مصري يوضح
لماذا قصفت أمريكا المواقع النووية الإيرانية؟ تحليل خبير عسكري مصري يوضح

اليمن الآن

timeمنذ 40 دقائق

  • اليمن الآن

لماذا قصفت أمريكا المواقع النووية الإيرانية؟ تحليل خبير عسكري مصري يوضح

تشهد المنطقة بل والعالم كله حالة من القلق والترقب بعد إعلان الولايات المتحدة الأميركية ضرب المنشآت النووية الإيرانية الثلاثث في منتصف الليل. وجاء هذا الإعلان من خلال الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر منصة 'تروث سوشيال' حيث قال: 'موقع فوردو النووي انتهى، لقد أكملنا هجومنا الناجح للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان'. ولكن ما خطورة هذه الضربة الأميركية؟ ولماذا ضربت أميركا المنشآت النووية الإيرانية؟ يقول الخبير العسكري والاستراتيجي المصري والمستشار في كلية القادة والأركان، اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، في تصريحات خاصة لـ'العربية.نت/الحدث.نت': 'إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد نجح في جر الولايات المتحدة الأميركية إلى الحرب على إيران، فلولا تدخل أميركا عسكريا لكانت نهاية حكومة نتنياهو أصبحت وشيكة'. وأضاف أن نتنياهو استهدف إسقاط نظام الملالي بتنفيذه العملية العسكرية المباغتة على إيران فجر الجمعة 13 يونيو الجاري، لكنه في الحقيقة لايملك تسليحا يمكنه من تدمير المنشآت النووية الإيرانية فائقة التحصين بباطن الأرض، موضحا أن إيران استعادت اتزانها سريعا بردها العسكري المؤلم على إسرائيل، ما تسبب في خسائر رهيبة بالمدن والمنشآت الحكومية والدفاعية والمطارات وحتى المقار الإعلامية الإسرائيلية. وتابع الخبير العسكري: 'سرعان ما استغاث نتنياهو بسرعة التدخل العسكري الأميركي من خلال الشبحيات المعروفة باسم B2 spirit التي تحمل قنابل موجهة ذكية من طراز GBU57 ذات القدرة على اختراق التحصينات الموجودة على أعماق باطن الأرض، ليتحدث ترامب إلى العالم وإيران، قائلا أمامكم أسبوعان لإعلان استسلام غير مشروط والإذعان كاملا لفك البرنامج النووي الإيراني'. وأردف: 'في نفس الوقت الذي تعقد فيه مؤتمرات مكثفة لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بجنيف وأخرى لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول لبحث نزع فتيل الأزمة، يتفاجأ العالم فجر اليوم الأحد بضربة أميركية مركزة بالطائرات الشبحية تلقي القنابل الذكية على ثلاثة مفاعلات رئيسية إيرانية في أصفهان ونطنز وفوردو، مخلفة وراءها انفجارات هائلة بالمواقع المستهدفة، ويخرج بعدها ترامب بتدوينة على منصته الإلكترونية يحيي فيها مقاتليه الطيارين'. الصدمة والترويع وأوضح الخبير أنه في تقديره أن الضربة الأميركية الأخيرة تم تنفيذها في إطار الردع بأسلوب 'الصدمة والترويع' بهدف إخضاع النظام الإيراني مرة واحدة وإجباره على قبول الاستسلام. وتابع قائلا: 'إن ردع إيران لم يحدث، بل ردت، وإعلامها الآن يتحدث عن أن مصدرا مسؤولا قال من حق طهران الخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي، كما أن وسائل إعلامية أخرى نقلت عن المرشد العام تصريحه بأن المنشآت الأميركية أصبحت أهدافا مشروعة الآن، وهذا أخطر ما في الأمر'. وفي الختام، أوضح الخبير المصري أن ما نراه من إيران الآن يرجح أنه في التقدير المبدئي سوف تستمر في المقاومة والحرب ضد الطرفين المضادين ما لم توجه لها أميركا ضربة أخرى قريبة قد تكون قاصمة. المنشآت النووية الولايات المتحدة ترمب شارك على فيسبوك شارك على تويتر تصفّح المقالات السابق إحباط تهريب قات في المملكة.. توقيف يمنيين وإثيوبيين تورطوا في العملية

عاجل إيران تعلن : الحوثي نفذ الهجوم على إسرائيل.. والموجة ٢١ 'لم تبدأ بعد
عاجل إيران تعلن : الحوثي نفذ الهجوم على إسرائيل.. والموجة ٢١ 'لم تبدأ بعد

اليمن الآن

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليمن الآن

عاجل إيران تعلن : الحوثي نفذ الهجوم على إسرائيل.. والموجة ٢١ 'لم تبدأ بعد

ذكرت وكالة 'إيرنا' الإيرانية الرسمية ، قبل قليل، أن العملية التي نُفذت خلال الدقائق الماضية كانت من تنفيذ جماعة الحوثي في اليمن، واستهدفت مواقع داخل الأراضي الإسرائيلية ، مؤكدة أن 'الموجة 21' من الهجمات لم تبدأ بعد . وتأتي هذه التصريحات في وقت يتصاعد فيه التوتر الإقليمي، وسط تحركات عسكرية متبادلة، وتكهنات بشأن هجمات منسّقة قد تشارك فيها أذرع إيران المسلحة في المنطقة، وعلى رأسها ميليشيا الحوثي، التي أعلنت في وقت سابق عن استمرار ما تسميه بـ'عمليات الردع'. وتُعد هذه التصريحات الرسمية الإيرانية تأكيدًا على استمرار استخدام الحوثيين كأداة عسكرية إقليمية ضمن استراتيجية الضغط الإيراني، رغم التحذيرات الدولية المتزايدة من خطورة الانخراط في هذا النوع من التصعيد العابر للحدود.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store