logo
من عصر الفوانيس إلى الطاقة الشمسية: جدل لا ينتهي

من عصر الفوانيس إلى الطاقة الشمسية: جدل لا ينتهي

شبكة النبأ١٩-٠٧-٢٠٢٥
فبين طموحات الطاقة المتجددة وظروف الطاقة التقليدية، وبين ضوء الفوانيس البسيط وإشعاع اللوحات الشمسية، يبقى جيل A ومن قبله، جيلنا نحن، شاهدًا على عبور الزمن، يرافقه جيل Z الذي لا يرى إلا المستقبل على لوحة رقمية .لكن في النهاية، يبقى حسام واحدًا، رمزًا لجيل ينتظر فرصته وسط صراع لم يُحسم بعد: جدل الطاقة وجدلية الحياة...
أوشكت أعمارنا أن تقارب الثمانين عاماً، وما تزال بلادنا تُدار في محنة جدلية حول تعاقب الأجيال، صراعٌ ناعمٌ ولكنه عميق، التحم فيه بقايا القديم من أمثالنا، مع طموحات جيل جديد يسكنه المستقبل ويُدعى بـ'جيل z") جيل الالفية الرقمية، الذي ولّد والنور بين كفيهِ .. شاشة وانترنت ومعلومات فورية، انه جيل الثورة التكنولوجية الرابعة في عصر المعلوماتية).
فكلٌّ يتناول قضايا البلاد من زاويته، وأشدّها احتدامًا في زمن الصيف العراقي اللاهب، هو ذلك النقاش المتجدد عن الطاقة، تلك التي كانت يومًا ما فانوسًا زيتياً، وأصبحت اليوم تقنيات طاقة شمسية مستقلة، يتوسّم الناس فيها الخلاص.
وسط هذه النقاشات، يثور السؤال العصي: أيهما أفضل؟ شراء منظومات شمسية مستقلة تعمل تحت شمس لا ترحم، أم الاعتماد على مولدات زيت الغاز، بما لها وما عليها من كلفة وصيانة وتلوث!
حزنت جارتنا على ولدها حسام، الطالب في دروس خصوصية عبر الإنترنت ، وهو من هذا الجيل الذي لا يعرف من الماضي إلا ما تعرّف عليه عبر رقائق السيليكون. انقطعت الكهرباء لمدد طويلة، كعادتها في صيفنا القاسي، فتوقفت الدروس الرقمية وتعطلت الأحلام.
جمعت جارتنا ما لديها من مال لتدعم ولدها، لعلّه يحظى بمعدل عالٍ يوصله إلى كلية مرموقة، لكن الكهرباء خانتها، وكأنّ المستقبل ذاته قد تراجع خطوة للوراء.
انقطع تجهيز الكهرباء بأنواعهِ، وبدأت جلسات المحلة: الكل يبحث عن بدائل، البعض يدعو للطاقة المتجددة، وآخرون يدافعون عن المولدات التقليدية. تدخل جَدّ حسام، وهو رجل متقاعد من اجيال عصر الفانوس، حيث جلس يحسب مقدار الطاقة التي يحتاجها ليكفي أسرته، في هذا المناخ الحار الذي غطّى حوض المتوسط، بعد أن هدأت معاركه الجيوسياسية، هنا شارك جيل Z في النقاش، يدافع عن الطاقة النظيفة، البيئة، والاستدامة.
يقابله من يُفضّل زيت الغاز، لأنه يعرفه ويديره، ولأن كلفته قد تكون أرخص أو على الأقل مفهومة. كانت النقاشات تدور، لكن ما لم يتغير هو قلقنا على حسام، ذلك الشاب الذي يختصر الصراع كله: بين الرغبة في تعليم نوعي رقمي وبين صعوبة توفير مناخات الطاقة المستدامة .
عُدّت بذاكرتي إلى خمسينيات القرن الماضي، إلى مدينتنا الصغيرة، حيث كان الطلبة الأذكياء يتنازعون الدراسة على ضوء الفانوس، أو يتجمعون تحت مصباح شارع خافت. كنت صبيًا أسمع الجدل بين قواعد اللغة والرياضيات، وذات مرة قلت: 'إنه مضاف ومضاف إليه'، ودهش الحاضرون من الدقة، وتبيّن لاحقًا أني كنت محقًا، وبفطرة تعلمتُ حكمتها في الظلام.
انتهت تلك السنة، ونجح من درسوا على الفوانيس. أحدهم دخل كلية الطب، وآخر نال بعثة في الهندسة. اليوم، يعود التاريخ بصورة أكثر تعقيدًا: الجدل هو هو، لكن الأدوات تغيّرت، والمستقبل يُختبر على شاشة رقمية، لا ورقة امتحان.
فبين طموحات الطاقة المتجددة وظروف الطاقة التقليدية، وبين ضوء الفوانيس البسيط وإشعاع اللوحات الشمسية، يبقى جيل A ومن قبله، جيلنا نحن، شاهدًا على عبور الزمن، يرافقه جيل Z الذي لا يرى إلا المستقبل على لوحة رقمية .لكن في النهاية، يبقى حسام واحدًا، رمزًا لجيل ينتظر فرصته وسط صراع لم يُحسم بعد: جدل الطاقة.. وجدلية الحياة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"بوليتيكو": الولايات المتحدة قد تسحب ثلث قواتها من أوروبا
"بوليتيكو": الولايات المتحدة قد تسحب ثلث قواتها من أوروبا

روسيا اليوم

timeمنذ 20 دقائق

  • روسيا اليوم

"بوليتيكو": الولايات المتحدة قد تسحب ثلث قواتها من أوروبا

وقال أحد مسؤولي حلف "الناتو" لصحيفة "بوليتيكو" إن "خفض عدد (القوات الأمريكية) في أوروبا بنسبة تصل إلى 30 % أمر ممكن". وذكرت الخبيرة السياسية الألمانية إيلين ماتل أن عدد القوات الأمريكية في أوروبا يتراوح حاليا بين 90 إلى 100 ألف شخص. وكما جاء في الصحيفة أن أكبر عدد من العسكريين الأمريكيين، حوالي 35 ألف شخص، يتمركزون في ألمانيا. وأضافت: "بالنسبة لألمانيا، كان الدعم العسكري الأمريكي حجر الزاوية للأمن منذ فترة طويلة... ولا تزال برلين تعتمد بشكل كبير على القوات الأمريكية". وأفاد موقع "يوراكتيف" مطلع يوليو أن الدول الأعضاء الأوروبية في حلف "الناتو" بدأت الاستعداد لخفض محتمل في عدد القوات الأمريكية في القارة. وأشار إلى أن دوائر حلف "الناتو" الأوروبية مقتنعة بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيقلص عدد القوات المنتشرة في أوروبا، والتي تبلغ حاليا نحو 80 ألف شخص، ويعيد توجيهها إلى آسيا والشرق الأوسط. والتزمت الدول الأعضاء في حلف "الناتو" في القمة التي عُقدت في لاهاي يومي 24 و25 يونيو بالتزامات مشروطة بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، مقارنة بالمستوى الحالي البالغ 2%، وهو ما لم تحققه جميع دول الحلف بعد. المصدر: "نوفوستي"أفادت "وول ستريت جورنال" بأن الجيش الأوكراني يشكو عجز منظومات الدفاع الجوي الفرنسية الإيطالية SAMP-T في رصد واعتراض الصواريخ الباليستية الروسية. قال ضابط الاستخبارات العسكرية الأمريكي السابق سكوت ريتر، في حديث على يوتيوب، إن ألمانيا لا تخجل في الوقت الراهن من ماضيها النازي، بل تريد الانتقام فقط. أعلن ممثل الولايات المتحدة الدائم لدى حلف "الناتو" ماثيو ويتكر أن أوروبا غير قادرة حاليا على تصنيع الأسلحة المطلوبة لأوكرانيا في ساحة المعركة أو التي قد تحتاجها في حالة نشوب حرب.

الصامدون في غزة: شكراً محمد بن زايد.. شكراً الإمارات
الصامدون في غزة: شكراً محمد بن زايد.. شكراً الإمارات

صحيفة الخليج

timeمنذ 21 دقائق

  • صحيفة الخليج

الصامدون في غزة: شكراً محمد بن زايد.. شكراً الإمارات

عبر أهالي غزة الصامدين في أرضهم عن فرحتهم بالمساعدات الإماراتية، وقدموا الشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى دولة الإمارات، مؤكدين أن الإمارات تقف دوماً إلى جانبهم. كما أعربوا عن امتنانهم للدور الإنساني الذي تقوم حملة «الفارس الشهم 3» من خلال إيصال المساعدات إلى المستحقين في أنحاء القطاع. وواصلت دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، تنفيذ عمليات الإسقاط الجوي ضمن عملية «طيور الخير»، ونفذت أمس الاثنين، عملية الإسقاط ال55 للمساعدات الإنسانية فوق المناطق المعزولة في قطاع غزة، لليوم الثاني على التوالي، وبلغ إجمالي المساعدات التي تم إسقاطها منذ بداية مبادرة طيور الخير نحو 3,750 طناً من المواد الغذائية والإغاثية الأساسية، فيما دخلت أمس قافلة مساعدات إماراتية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح المصري، وذلك في إطار جهود الدولة لدعم وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين، وتضمنت القافلة 38 شاحنة، شملت 18 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية والطبية وحليب الأطفال، إضافة إلى 20 شاحنة محملة بأنابيب وخزانات ومعدات مخصصة لتشغيل خط المياه الجديد، الذي سيمتد انطلاقاً من محطة التحلية الإماراتية في مصر حتى منطقة النزوح الواقعة بين رفح الفلسطينية وخان يونس بطول 7 كيلومترات وتنتج مليوني جالون يومياً. وبينما يتزايد الزخم الإغاثي، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، إن فتح جميع المعابر وإغراق غزة بالمساعدات هو السبيل الوحيد لتجنب المزيد من تعميق المجاعة بين سكان القطاع.

رامون ميريز.. القتال من أجل البقاء مع الجزيرة
رامون ميريز.. القتال من أجل البقاء مع الجزيرة

البيان

timeمنذ 21 دقائق

  • البيان

رامون ميريز.. القتال من أجل البقاء مع الجزيرة

وكان ميريز «28 عاماً» قد انضم إلى «فخر أبوظبي» صيف العام الماضي قادماً من نادي أوسييك الكرواتي، وسط آمال كبيرة من إدارة النادي وجماهيره بالنظر إلى سيرته الذاتية الحافلة، إذ توّج هدافاً للدوري الكرواتي في الموسم قبل الماضي برصيد 18 هدفاً، واشتهر بصداقة قوية مع شباك المنافسين التي لا تسلم من أهدافه في غالبية المواجهات التي يخوضها، كما أنه يتمتع بطول القامة والبنية القوية والمهارة العالية ويجيد إحراز الأهداف بالقدمين والرأس، ما دفع الجزيرة للتعاقد معه لمدة ثلاث سنوات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store