
انطلاق معرض «مسقط للكتاب» بمشاركة 35 دولة و211 فعالية ثقافية
انطلقت (الخميس) فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب الـ29 بمشاركة 674 دار نشر تمثل 35 دولة، ويشتمل المعرض على برامج وفعاليات ثقافية وأدبية متنوعة تستمر حتى الثالث من مايو (أيار) المقبل. وتشهد هذه الدورة الاحتفاء بالثقافة السعودية ضمن برامج «أيام ثقافية سعودية» التي تضم تنفيذ الكثير من البرامج والفعاليات في جناح المملكة بالمعرض.
▶️ انطلاق فعاليات الدورة الـ 29 لـ #معرض_مسقط_الدّولي_للكتاب بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض تحت رعاية سمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس جامعة السلطان قابوس وبحضور سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم إمارة... pic.twitter.com/xxmCAexnN3
— مركز الأخبار (@omantvnews) April 24, 2025
وافتُتح المعرض في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض تحت رعاية الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد، رئيس جامعة السلطان قابوس، بحضور الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم إمارة الشارقة، والدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي، وزير الإعلام رئيس اللجنة الرئيسية المنظِّمة لمعرض مسقط الدولي للكتاب.
يبلغ عدد العناوين والإصدارات المدرجة في المعرض نحو 681.041 ألف عنوان منها 467.413 ألف إصدار عربي و213.610 ألف إصدار أجنبي. وتنقسم دور النشر المشاركة في المعرض ما بين 640 بصورة مباشرة، و34 بصورة غير مباشرة، وتتوزع على 1141 جناحاً.
وتتصدر مصر الدول المشاركة في المعرض بـ119 دار نشر، تليها سلطنة عمان بـ98، ولبنان بـ73، وسوريا بـ69، إضافةً إلى مشاركة عدد من دور النشر العربية والأجنبية. فيما بلغ عدد المجموعة العُمانية 274.64 ألف كتاب، وعدد الإصدارات الحديثة التي طُبعت بين 2024 و2025 نحو 52.205 ألف كتاب.
وسيشهد المعرض إقامة 211 فعالية ثقافية وبرامج متنوعة تتوزع ما بين مسابقات ترفيهية، ومبادرات علمية، وعروض مسرحية، وحلقات عمل ثقافية، منها مبادرة «تحدي الوقت مع القراءة»، ومبادرة «مشروع بيرق التميز»، إضافةً إلى تقديم عرض مسرحي لعرائس الأطفال بعنوان «كتابي رفيق دربي» وعرض مسرحي بعنوان «نور المعرفة».
كما سيتم تقديم فقرات «حكايات شعبية عمانية» بمشاركة عدد من «الحكواتيين»، إلى جانب تنظيم برامج للأطفال، واستعراض للفنون التشكيلية، ومسابقات الإلقاء وكتابة القصة والشعر، وحلقة عمل «مبادئ الخط العربي للأطفال»، وحلقة عمل أخرى بعنوان «قرى تحكي»، إضافةً إلى حلقة عمل تعليمية بعنوان «المبتكر الصغير».
وستقام جلسات ثقافية في عدد من الأجنحة التي ستشهد مشاركة الجهات ذات العلاقة بصناعة ونشر الكتاب، وحضور مؤلفين للتوقيع على إصداراتهم، وإبرام عقود الإنتاج والنشر، ومشاركة المؤسسات المعنية بصناعة الكتاب وما يتصل به من إعداد وتجهيز وتغليف وإخراج فني.
تشارك في معرض مسقط الدولي للكتاب 674 دار نشر تمثل 35 دولة ويشتمل على فعاليات ثقافية وأدبية متنوعة تستمر حتى الثالث من مايو المقبل (العمانية)
وتحلّ محافظة شمال الشرقية في سلطنة عمان (ضيف شرف المعرض)، إذ ستشارك بكثير من الأنشطة الثقافية والفعاليات التي تبرز معالمها الحضارية والتاريخية ومآثرها العلمية والإنسانية والوجهات السياحية، وذلك بهدف تسليط الضوء على التراث والتاريخ العماني. وستركز المحافظة عبر الركن المخصص لها في المعرض على تقديم كل ما يميزها من إرث حضاري وعلمي وأدبي وثقافي، حيث تزخر المحافظة بوجود قامات علمية وتاريخية من الأدباء والمفكرين والعلماء الذين أثْروا الساحة الأدبية والعلمية والثقافية في سلطنة عمان والوطن العربي والعالم بالكثير من المؤلفات والأعمال الأدبية والعلمية والثقافية.
الدكتور عبد الله الحراصي وزير الإعلام العماني لدى إطلاق منصة «عين للطفل» في معرض مسقط الدولي للكتاب (العمانية)
وأطلقت وزارة الإعلام العُمانية منصة «عين للطفل» ضمن افتتاح معرض مسقط الدولي للكتاب، والتي تعد خطوة نحو استراتيجية تُعزز الحراك الإعلامي العُماني، وإثراء المحتوى المخصص للأطفال، وتزويدهم بمصادر معرفية تُسهم في تشكيل الوعي وتطوير شخصياتهم وتعزيز انتمائهم الوطني.
وتشارك وزارة الإعلام العُمانية في الدورة الـ29 من المعرض بأربعة أجنحة، تتمثّل في وكالة الأنباء العُمانية، والمديرية العامة للإعلام الإلكتروني (منصة «عين» والبوابة الإعلامية)، والمديرية العامة للمطبوعات والمصنفات الفنية، والمديرية العامة للإعلام الخارجي (المركز الإعلامي).
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- عكاظ
أحمد بن ركاض العامري: الثقافة مشروع وطني مستدام والكتاب الورقي لا يزال عصياً على الشاشات
بن ركاض متحدثاً للزميل صالح شبرق. صالح شبرق. أحمد العامري بين الرؤية الثقافية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وحنكة الإدارة الثقافية المعاصرة، تتحرك هيئة الشارقة للكتاب لتؤسس مشروعاً تنموياً متكاملاً، لا يقتصر على نشر المعرفة بل على بناء الإنسان. وفي هذا الحوار، يفتح لنا رئيس الهيئة أحمد بن ركاض العامري أبواب رؤيته الخاصة، كمثقف وفاعل في الشأن الثقافي العربي، ليحدثنا عن الكتاب والهوية، عن القراءة والفكر، وعن الشارقة كمحور ثقافي عالمي. منطلق الرؤية الثقافية في الشارقة • من موقعكم، أين تمضي الشارقة بمشروعها الثقافي بقيادة صاحب السمو ورعاية الشيخة بدور؟ •• الشارقة لا تنظر للثقافة كزينة شكلية أو موسمية، بل كمشروع متكامل لبناء الوعي وتنمية الإنسان. مشروع بدأ منذ عقود على يد صاحب السمو حاكم الشارقة، ويستمر بتوجيهاته ورعاية الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي؛ التي تترجم هذا التوجه إلى أفعال ومبادرات محلية وعالمية. الثقافة هنا ليست فعلاً معزولاً، بل ركيزة أساسية من ركائز التنمية المستدامة. إن المشروع الثقافي في الشارقة دائم المواكبة لطبيعة التحولات العالمية، يقدم أدوات المعرفة والنقد والتفكير، ويشكل جزءاً حياً من دورة التطور المستدام التي تشهدها الإمارة في كافة القطاعات. الجزء الأول: أسئلة شخصية • هل يحمل الكتاب ثقافته الخاصة، أم أنه انعكاس لثقافة كاتبه؟ •• الكتاب يحمل طبقات متعددة من المعنى؛ فهو نتاج تجربة الكاتب، وامتداد لثقافة المجتمع، ووسيلة لنقل الثقافة الإنسانية. إنه نافذة على العالم بأسره. • في عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ما الذي لا يزال يملكه الكتاب الورقي ولا تستطيع الشاشة سرقته؟ •• الكتاب الورقي يحتفظ بعلاقة وجدانية وحسية فريدة. هو طقس من التأمل، وعلاقة شخصية لا تستطيع الشاشة محاكاتها. يحتفظ بآثار الزمن، وملاحظات القارئ، وإهداءات المؤلفين، ما يجعله تجربة إنسانية لا يمكن رقمنتها بالكامل. • هل ترى أن المجتمعات تُبنى أولاً بالقراءة، أم أن القراءة تأتي نتيجة لبناء المجتمع؟ •• العلاقة تكاملية. لا توجد قراءة بدون بيئة حاضنة، ولا مجتمع متماسك دون وعي قرائي. المجتمعات التي تحتفي بالمعرفة هي التي تزدهر. • برأيك، ما العلاقة بين الهوية الثقافية والأدب المحلي؟ وهل يمكن أن يفقد الإنسان هويته إذا انقطعت صلته بلغته؟ •• الأدب المحلي مرآة الهوية وذاكرة المجتمع. اللغة هي وعاء الثقافة، والانقطاع عنها اغتراب عن الذات والتاريخ. • هل تؤمن بأن القراءة يمكن أن تكون فعل مقاومة؟ مقاومة للجهل، للسطحية، وربما حتى للزمن؟ •• نعم، القراءة مقاومة للجهل، للتبعية، للتكرار. هي ما يُبقي الذاكرة حية، وتمنح الإنسان أدوات التفكير النقدي والوعي والتحرر. • كيف تصف اللحظة التي يُمسك فيها الطفل أول كتاب له؟ وهل نولد بحاجة للقراءة، أم نتعلمها كحاجة مكتسبة؟ •• الطفل يولد بالفضول، والكتاب هو الوسيط الذي يُشبع هذا الفضول ويوجّهه نحو المعرفة والاكتشاف. • ما تعريفك الشخصي للمثقف؟ وهل كل قارئ مثقف؟ •• المثقف ليس من يقرأ فقط، بل من يربط المعرفة بواقع مجتمعه. هو من يُسائل ويعيد طرح الأسئلة. الثقافة موقف، لا تراكم معلومات. ليس كل قارئ مثقفاً، فالمثقف يحمل مسؤولية فكرية تجاه مجتمعه. • هل مرّ بك كتاب غيّر رؤيتك للعالم؟ وكيف ترى قدرة الكتب على تشكيل وعي الإنسان؟ •• كل كتاب يترك أثراً. التغيير لا يحدث فجأة، بل يتراكم تدريجياً عبر الفهم والتحليل والتأمل. • برأيك، إلى أي مدى يمكن للمعارض والفعاليات الثقافية أن تصنع حواراً حضارياً حقيقياً بين الشعوب؟ •• هي منصات إنسانية عابرة للحدود. تفتح نوافذ على ثقافات الآخر، وتبني فهماً مشتركاً، وتعزز قيم الاحترام المتبادل. • هل تعتقد أن الكتاب هو امتداد للزمن أم محاولة للهرب منه؟ •• الكتاب يُعيد تشكيل الزمن. يجعل اللحظة أعمق، ويفتح أزمنة متعددة نعيشها في القراءة، ويحفظ التجربة الإنسانية. • من خلال تجربتك، هل الثقافة فعل فردي أم مسؤولية جماعية؟ •• الثقافة تبدأ من المبادرة الفردية، لكن نجاحها وتحولها إلى مشروع يحتاج بيئة ومؤسسات ومجتمعاً. إنها تفاعل دائم بين الفرد والجماعة. الجزء الثاني: هيئة الشارقة للكتاب • هيئة الشارقة للكتاب ليست مجرد مؤسسة، بل مشروع حضاري. كيف تصف الرؤية التي انطلقت منها، وإلى أين تتجه اليوم؟ •• الهيئة تسير على نهج مشروع ثقافي شامل. تسعى إلى دمج الثقافة في التنمية، وتعزيز مكانة الشارقة عالمياً، وتطوير صناعات المعرفة والنشر والترجمة. • ما الذي يجعل من معرض الشارقة الدولي للكتاب حدثاً عالمياً مختلفاً عن بقية المعارض؟ هل هو التنظيم، الرؤية، أم روح الشارقة الثقافية؟ •• ليس مناسبة موسمية، بل منصة حضارية للحوار. يعزز الترجمة، حقوق النشر، وصناعة الكتاب. يُعد من أكبر معارض الكتب عالمياً، ويستقطب جمهوراً من مختلف الجنسيات والثقافات. • إلى أي مدى تعكس الثقافة سياسة تنموية في الشارقة؟ •• منذ البداية، تم التعامل مع الثقافة كجزء من التنمية الشاملة، وليس كقطاع مستقل. خُططت البنية الثقافية في الإمارة لتكون جزءاً من مشروع إنساني طويل الأمد. • كيف تقيسون أثر الجهود التي تبذلها الهيئة في صناعة جيل قارئ ومثقف؟ هل من معايير لقياس التغيير الثقافي؟ •• نقيسه من خلال التحول في طريقة التفكير، وانتشار الوعي النقدي، وازدهار المواهب. الثقافة ليست معادلة رقمية، بل فعل تراكمي يثمر على المدى البعيد. • هل يمكن للثقافة أن تنافس الاقتصاد في التأثير؟ وكيف يمكن تحويل المعرفة إلى مشروع وطني مستدام؟ •• الثقافة لا تنافس الاقتصاد، بل تؤسسه. إنها المحرك الخفي الذي يمنح الاقتصاد بعداً إنسانياً ويخلق بيئة للإبداع والابتكار. • كيف تتعامل الهيئة مع التحديات الرقمية؟ •• نتبنى نهجاً متوازناً، ندمج بين الأصالة والحداثة. نطلق منصات رقمية، وندعم المحتوى الجاد، ونشرك الأجيال الجديدة في هذه الرحلة. • ما دور الشارقة في إعادة تموضع الثقافة العربية عالمياً؟ •• الشارقة اليوم ليست مجرد مدينة ثقافية، بل منصة عربية للعالم. المعارض والبرامج والترجمات كلها تسهم في تقديم الثقافة العربية بلغة يفهمها الآخر. • هل للمكان ذاكرة ثقافية؟ وما أثر جغرافيا الشارقة؟ •• نعم، لكل مكان ذاكرته. والشارقة بحكم موقعها وتاريخها احتضنت التعدد والانفتاح، مما صاغ هويتها الثقافية المتوازنة بين الأصالة والحداثة. • ما أبرز التحديات التي واجهتها في مسيرتك؟ •• أبرز التحديات كانت التوفيق بين الطموح الكبير والموارد. لكن كل تحدٍ يُضيف للخبرة، ويعمق الإيمان بضرورة العمل الثقافي طويل النفس. • لو كتبت كتاباً عن تجربتك، ما عنوانه؟ ولماذا؟ •• «شارقة سلطان»؛ لأنه يُجسد الامتنان والتقدير لرؤية صاحب السمو، التي جعلت من الثقافة خياراً وطنياً إستراتيجياً. • مهرجان الشارقة القرائي للطفل.. كيف يُنمّي هذا المهرجان حب القراءة لدى الأطفال؟ •• من خلال تحويل الكتاب إلى تجربة ممتعة وتفاعلية. المهرجان يشرك الأسرة، ويقدم برامج متنوعة تجمع بين المسرح والورش والقصة، ليصبح الكتاب صديقاً للطفل وليس عبئاً. • ما الذي يجعل معرض الشارقة مختلفاً عن غيره من المعارض؟ •• هو ملتقى للأفكار لا مجرد سوق للكتب. يجمع الثقافات، ويفتح حوارات معرفية، ويمنح كل مشارك تجربة غنية بالمعرفة والتنوع. السيرة الذاتية أحمد بن ركاض العامري: رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحد أبرز الفاعلين في المشهد الثقافي العربي، وصاحب تجربة طويلة في إدارة المشروعات الثقافية والتنموية. شغل منصب مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومثل دولة الإمارات في أغلب معارض الكتاب حول العالم. كان لحضوره الفاعل في المعارض الدولية أكبر الأثر في إحداث أثر ملموس لمشاركة هيئة الشارقة للكتاب في تلك المعارض العالمية، وقاد العديد من المبادرات لتعزيز الحضور الثقافي العربي عالمياً. يُعرف برؤيته المتوازنة بين الأصالة والابتكار، وبإيمانه أن الثقافة ركيزة مركزية في بناء الإنسان والمجتمع. أخبار ذات صلة

سعورس
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- سعورس
125.7 ألف زائر يسدلون الستار على 12 يوماً من المتعة والمعرفة ل"الشارقة القرائي للطفل" 2025
وبتنظيم هيئة الشارقة للكتاب، جسد المهرجان رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوجيهات قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، في تمكين الأجيال الصاعدة من أدوات المعرفة، وتنمية حبّ القراءة والإبداع في نفوسهم. قارئ الغد .. صانع الحاضر وقال سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب: "نحن لا نُنظم مهرجاناً، بل نستكمل رسم معالم مشروع حضاري يؤمن بأن الطفل ليس قارئ الغد وحسب، بل هو صانع الحاضر أيضاً. هذا ما تؤكده الرؤية الملهمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تجعل من كل فعالية ثقافية جزءاً من منظومة متكاملة لبناء الإنسان، ومهرجان الشارقة القرائي للطفل اليوم أصبح منبراً عالمياً لترسيخ القيم المعرفية، ومختبراً حياً لإطلاق مواهب الجيل الجديد، وتوسيع خياله، وتمكينه من أدوات التفكير والابتكار". وأضاف: "بتوجيهات ومتابعة سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، نواصل في الهيئة عملنا على تطوير المحتوى، وتوسيع الشراكات، وتقديم تجربة ثقافية غنية تليق بمكانة الشارقة كمنارة للكتاب وأفق مفتوح نحو المستقبل". تكريم الفائزين بجوائز "الشارقة لرسوم كتب الطفل لليافعين" وشهد اليوم الختامي من مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025 تكريم الفائزين بجوائز "الشارقة لرسوم كتب الطفل لليافعين"، حيث قامت خولة المجيني، المنسق العام لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، بتكريم الفائزين عن الفئتين العمريتين، حيث فاز شاراتفيجنيش شينتيلكومار بالمركز الأول عن الفئة (12–15 سنة)، وحلت مريم يحيى كاظم البدري في المركز الثاني. أما عن الفئة العمرية (16–18 سنة)، فحصدت المركز الأول تابارك رضا عبد الله محمد صالح، بينما جاءت آمنة فراز منير جشتي في المركز الثاني. جسر إلى المستقبل بدورها، أكدت خولة المجيني، أن الدورة السادسة عشرة أثبتت مجدداً أن الكتاب هو الوسيلة الأقوى لبناء العقول وصناعة المستقبل، مشيرة إلى أن الزخم الثقافي والتفاعلي الذي شهده المهرجان هذا العام يعكس التزام الشارقة بمشروعها الحضاري العابر للأجيال والحدود، وحرصها على تمكين الأطفال من الإبداع والمعرفة في بيئة غنية بالتجارب والتنوع الثقافي. وأضافت: "حرصنا أن يكون كل طفل محور هذه التجربة، ليغادر المهرجان ومعه الكتاب الذي يعبّر عن شغفه، ويحفّزه على اكتشاف قدراته، وتحقيق أحلامه في المسار الذي يختاره والعمل الذي يلبي طموحاته، ليشق طريقه نحو المستقبل بثقة ومعرفة، مدفوعاً بحب القراءة وشغف الابتكار". برامج وفعاليات من 70 دولة وشهد المهرجان هذا العام مشاركة 122 دار نشر من 22 دولة، واستضاف أكثر من 133 خبيراً من 70 دولة، قدّموا نحو 1024 فعالية شملت جلسات تفاعلية وورش عمل في مجالات الأدب، والفنون، والتكنولوجيا، والعلوم، بالإضافة إلى عروض مسرحية وقرائية وترفيهية، وسط حضور مميز من العائلات والمدارس والمؤسسات التعليمية والثقافية. وتأكيداً على دعم الشارقة لصناعة الكتاب، وجّه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بتخصيص 2.5 مليون درهم لاقتناء كتب من دور النشر المشاركة، لتزويد مكتبات الشارقة بأحدث الإصدارات التي تعزز محتواها العربي والعالمي وتدعم قطاع النشر. زخم معرفي عالمي وشكّل المهرجان فضاءً تفاعلياً للأطفال من خلال 85 عرضاً مسرحياً وجوالاً، وورش في الطهي وفنون الكوميكس، وتقديم أكثر من 50 جلسة ثقافية شارك فيها نخبة من المؤلفين والرسامين والمبدعين من 17 دولة عربي، إلى جانب احتضان معرض "شيرلوك هولمز العالمي" لأول مرة في الإمارات ، وإطلاق منصة "قارئ القرن"، وتدشين الهوية الجديدة للجائزة الدولية لأدب الطفل العربي. تجارب استثنائية تدمج بين الخيال والمعرفة ومن أبرز المساحات التفاعلية التي استحوذت على اهتمام الزوار، جاء "متحف صناع المستقبل"، الذي فتح أبوابه أمام الأطفال لعيش مغامرات تعليمية غنية قدمت بأسلوب مبسط ومرح. كما شهد المسرح الرئيسي حضوراً لافتاً مع العرض الفني "جانكلانديا"، الذي جمع بين الكوميديا وفنون السيرك والموسيقى، وسافر الأطفال إلى عوالم السحر في عرض "السحر في الأجواء" للفنان فيليب بوجارد، حيث تداخلت المؤثرات البصرية مع الحيل السحرية، ليشارك الأطفال في فتح مغارة علي بابا والوصول إلى كنوزها. ونظّم المهرجان حفل "الجيل الذهبي"، أحياه كورال "روح الشرق" احتفاءً بمرور 25 عاماً على تأسيس قناة "سبيس تون"، غنّى خلاله الجمهور الصغير والكبير أشهر التترات التي صنعت ذاكرة الطفولة. إضافة إلى عرض استثنائي بعنوان "شارع العلوم"، قدّم خلاله اليوتيوبر عبد الله عنان واحداً من أضخم العروض العلمية في المنطقة. تكريم المواهب الملهمة وتقديراً لإبداعات الصغار، كرّم المهرجان الفائزين في مسابقة "فارس الشعر" التي سلطت الضوء على المواهب الشعرية في الإلقاء والحفظ، إلى جانب تكريم المواهب الشابة الفائزة في مسابقة رسوم كتب الطفل. وشكّلت هذه الجوائز دعماً معنوياً كبيراً للأطفال المبدعين وصانعي رسومات كتب الطفل، وتحفيزاً لهم على مواصلة التميز الأدبي والفني. أحمد بن ركاض العامري خولة المجيني


الرياض
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- الرياض
الكتب الورقية تقاوم التحوّل الرقمي.. حضور ثقافي لا ينكسر
يواصل الكتاب الورقي الحفاظ على مكانته في زمن التحوّل الرقمي، متحديًا انتشار الأجهزة الذكية ومنصات القراءة الإلكترونية، ومثبتًا حضوره في المشهد الثقافي، ورغم ما تتيحه التقنية الحديثة من سهولة الوصول وتنوّع الوسائط، لا تزال فئات واسعة من القرّاء تفضّل الكتاب المطبوع لما يقدمه من خصوصية في التلقّي، ومتعة في التصفح. وتتجلى هذه الظاهرة بوضوح في معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين، المقام في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض، الذي تجاوز عدد زواره 358 ألف زائر خلال أسبوعه الأول. ويشارك في المعرض أكثر من 670 دار نشر تمثل 35 دولة منها 36 دارًا سعودية، وسط فعاليات ثقافية متنوعة تشمل الندوات وورش العمل والأمسيات الأدبية ما يعكس استمرار الشغف بالكتاب الورقي رغم التحولات الرقمية. وأوضحت فاطمة محمد، بائعة في دار نشر عمانية لـ»واس»، أن الإقبال على الكتب لا يزال قويًا حتى اليوم، رغم التوسع في استخدام الكتب الإلكترونية، مشيرة إلى أن الزوار لا يبحثون فقط عن العناوين، بل عن متعة تصفح الصفحات، وشعور الامتلاك الحقيقي للكتاب، وهي تفاصيل لا يمكن أن توفرها الشاشة مهما كانت جودتها. وأشار عبدالواحد اليحيائي، صاحب دار نشر عمانية، إلى أنه رغم عدم كونه قارئًا منتظمًا، إلا أن الكتاب الورقي يبقى خياره الأول إن أراد القراءة، مبينًا أن الورق يمنح القارئ تجربة بصرية لا تتطلب شحنًا أو اتصالًا، بل فقط لحظة صفاء وكتاب بين يديه، مبينًا أن الكتاب المطبوع سيبقى دائمًا رمزًا للمعرفة الكلاسيكية، وعلامة على التمسك بجذور القراءة الأصلية. وأوضحت جهينة العامري، وهي موظفة في دار نشر سعودية مشاركة في المعرض، أن أنماط القراءة تتنوع حسب الفئات العمرية، موضحة أن قصص الرعب تحظى بشعبية لدى الأطفال والمراهقين الذين ينجذبون إلى الخيال والإثارة، ويفضّل الشباب في العشرينيات من العمر، كتب التنمية الذاتية وتطوير المهارات، لما تمنحهم من تحفيز واستكشاف للذات. وأضافت أن كبار السن غالبًا ما يميلون إلى الكتب الدينية والفلسفية التي تلامس الوجدان وتثير التأملات العميقة، وهو ما يجعلنا نرى في كل قارئ رحلة فكرية مختلفة، لكنها جميعًا تبدأ من صفحة وتعود إلى كلمة. وأجمع عدد من دور النشر المشاركة في المعرض إلى أن كتب تطوير الذات والتنمية البشرية تسجّل حضورًا لافتًا في قائمة الكتب الأكثر مبيعًا تليها الروايات والكتب الدينية، مؤكدين أن هذا التوجه يعكس تنوّع اهتمامات القرّاء وسعيهم إلى موازنة الجانب المعرفي بالروحي والوجداني. وشاركت المملكة بجناح مميز تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، يسلط الضوء على الإنتاج الأدبي السعودي ويستعرض التجارب المعرفية في ظل التحولات الرقمية، من خلال ندوات وجلسات حوارية تستقطب جمهورًا متنوعًا من الزوار والمثقفين. ورغم ما تتيحه التقنية من سهولة الوصول وسرعة النشر، يثبت الواقع أن الكتاب الورقي لا يزال حاضرًا بقوة، ليس فقط كوسيط للمعرفة، بل جزءًا من التجربة الإنسانية والثقافية المتجذّرة في المجتمعات. يُذكر أن معرض مسقط الدولي للكتاب يُعد من أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة، ويُشكّل منصة معرفية سنوية تجمع بين القرّاء والناشرين والمبدعين، ويؤكد من خلال زخمه الجماهيري وتنوع برامجه أن الكتاب الورقي لا يزال صامدًا في وجه التحولات التقنية.