ليالي رمضان في غزة .. جروح يصعب التئامها
استقبلت آلاف الأسر في قطاع غزة، اليوم الأول من شهر رمضان المبارك، بالكثير من الألم بتذكر من فقدوهم من الآباء والأمهات والأبناء خلال حرب الإبادة التي استمرت لأكثر من 15 شهرا. جراح يصعب التئامها لآلاف الأسر، وسط ظروف إنسانية قاسية حيث أغرقت الأمطار الغزيرة عشرات الخيام التي تؤويهم وبقايا المنازل المدمرة التي لجأوا إليها.لم تكن الأم المكلومة هند أبو دقة (55 عاما) تعرف أنه سيأتي عليها رمضان وهي فاقدة لابنها الوحيد بفعل الإجرام الاسرائيلي الذي ترك جرحا نازفا في كل بيت فلسطيني في غزة.مرت ثلاثة أشهر ثقال على الأم التي لم يفارق الشهيد عازم ولو للحظة واحدة أنظارها في كل زاوية من زوايا البيت، الذي بدا وكأنه حزين في أول سحور من شهر رمضان المبارك.وتقول إنها لم تتوقف لحظة واحدة عن الدعاء له بالرحمة والطلب من محبيه مشاركتها الدعاء لابنها الذي فارقها جسدا، وبقيت روحه حاضرة في كل تفاصيل حياتها وطقوس رمضان، بدءا من تزيين المنزل بالأنوار وتحضير وجبات السحور والافطار وصلاة التراويح وزيارة الارحام.وأكدت أبو دقة أن الشهيد كان الابن البار والصديق المخلص لها ولوالده وأخواته الخمس اللواتي فقدن السند بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. أما والدة الشهيدين الشقيقين هيثم وبشار، الحاجة أم نايف أبو ستة التي يشبه حالها حال الأم أبو دقة، أصرت على عدم تناول وجبة السحور الأول لشهر رمضان لعدم قدرتها على تحمل الجلوس على المائدة في ظل غياب ابنيها.ودعت الحاجة أبو ستة (56 عاما) الله عز وجل، أن يعينها على صوم شهر رمضان في ظل غياب فلذتي كبدها، اللذين كانا يؤنسان وحدتها بعد وفاة زوجها وسفر ابنها البكر قبل سبع سنوات. ورغم وقف إطلاق النار، يواصل الاحتلال اجرامه بحق العائدين إلى منازلهم والمخيمات المؤقتة التي تم اقامتها للذين فقدوا مأواهم، واستهدافهم بشكل مباشر لينغص عليهم حياتهم ويحرمهم من طقوس رمضان.وفي مدرسة عبسان الابتدائية شرق خان يونس، دعت العائدة أم تحرير أبو دقة (60 عاما) الله أن يعينها على الإجابة عن أسئلة الطفلين أشرف خمس سنوات، ورتال ثلاث سنوات، عن والدتهم الشهيدة هلا التي مر على استشهادها ستة أشهر.وتؤكد أبو دقة أن وجود الطفلين معها يزيد من معاناتها ويصعب عليها التغلب على ظروف الحياة بفقدان من كانت تشكل فكاهة العائلة بابتسامتها الدائمة بطيبة قلبها، والسند والمعين لها بسبب مرضها لتصبح هي المعين لنفسها وللطفلين.وتابعت أن عودتها إلى المخيم الذي تم إقامته لحي الفراحين شمال عبسان الكبيرة، ليجمعها مع باقي أبنائها ليكونوا سندا لها في ظل وضعها الصحي السيئ اصطدم بعنجهية الاحتلال الذي بدأ في التصعيد لإجبار العائدين على النزوح من جديد لتمرير مخططاته.أما المأساة الكبرى عندما تفقد الأسرة معيلها الوحيد، الأب الذي يوفر لأبنائه كافة المستلزمات في ظل الواقع المرير وظروف الحياة الصعبة.تقول أم محمد الشاعر (32 عاما) التي فقدت زوجها بداية دخول قوات الاحتلال مدينة رفح، إن فقدان رب الأسرة يعني أن المسؤولية ستنتقل مباشرة إلى الأم التي ستصبح المعيل والمربي، وهذا حمل تعجز الجبال على حمله في ظل الظروف التي يعيشها قطاع غزة المدمر.وأضافت أم محمد أنها لم تفقد زوجها فقط، بل فقدت كل شيء في حياتها، المعيل والمأوى، والآن أصبحت بحاجة إلى أبسط الأشياء في الواقع المرير للقطاع.وتؤكد أن أمس كم كان صعبا عليها عندما استذكرت التحضيرات التي كان يقوم بها زوجها، في اليوم الذي يسبق بدء الشهر الفضيل من تحضيرات، تزيين وتوفير كافة مستلزمات رمضان من مأكل ومشرب وفوانيس لأطفاله الثلاثة.بدوره، استذكر حسن حلاسة (53 عاما) العائد إلى منزله في مدينة غزة، اليوم الأول من رمضان واللحظات الأولى لفقدان زوجته وثلاثة من أبنائه وعدد من أقربائه في قصف الاحتلال منزل بجانب المنزل الذي نزح إليه مع أسرته في مخيم الزوايدة وسط القطاع، في بداية حرب الابادة التي شنها الاحتلال على القطاع في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.ورغم مرور 15 شهرا على فقدانه الركن الأساسي من الأسرة، زوجته وابنته مرح طالبة الطب، واختها بيسان، وطفله المدلل عمر، حاول جاهدا أن يتناسى ويتعايش مع الواقع المؤلم الذي فرضته الحرب، لكن بصره وعقله يصطدم بصورة الأسرة التي كانت تعيش أجواء من الهدوء والسكينة في الشقة التي انتقل إليها قبل الحرب بأشهر قليلة.«وفا»

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 2 ساعات
- عمون
الحاجة نجلا احمد سليمان أبو خرمه النسور في ذمة الله
قال الله تعالى : " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي " عمون - انتقلت الى رحمة الله تعالى، الحاجة نجلا احمد سليمان ابو خرمه النسور ارملة المرحوم محمود ذيب طريف. وسيشيع جثمانها بعد صلاة ظهر اليوم من مسجد الشركس الكبير في البيادر الى مقبرة وادي السير، والعزاء في جمعية الفاخوري في ام السماق بجانب المدرسة الانجليزية . تغمدها الله بواسع رحمته ومغفرته وأسكنها فسيح جناته وألهم ذويها الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.


وطنا نيوز
منذ 2 ساعات
- وطنا نيوز
وفيات الأحد 25-5-2025
انتقل الى رحمة الله تعالى اليوم الاحد 25-5-2025: سيف بسام خضر عليان ملكة موسى سعيد شحاتيت نجلاء يحيى محمود اليحيى نبال احمد محمود حازوق عميد جميل موسى جبر رنا موفق جلمبو إقبال سعيد ادريس حسين نزال اسحق ابراهيم حسن السطري ياسر محمد سمارة أيمن محمود عيد نوال سالم علي اسماعيل الخرابشة عدنان عبدالمجيد عبدالحاج عبدالعال إنا لله وإنا إليه راجعون


وطنا نيوز
منذ 2 ساعات
- وطنا نيوز
الأردن العظيم
بقلم جمال الدويري سلامًا أيها الغالي سلامًا أيا وطن الكرامة والنشامى عظيمٌ أيها الأردنّ سامي إليك المجد فخرا قد تسامى تليدٌ منذ آلافٍ توالت وصيت الصيد في الدنيا ترامى وهامك في السحاب ولا يُدانى لغير الله ما صغّرت هاما نحب ثراك يا وطني ونهوى ولا عشقا لغيرك أو هياما جنان الأرض فواح شذاها بطيب الندّ مع عطر الخزامى ويمٌّ يبسط الكفّين جودا ولو يطوي مدى دهرٍ صياما ونكرم ضيفنا لما أتانا ونرفق بالضعيف وباليتامى وإن عادٍ تجرأ او تخطّى حِمى وطني ورام به صداما براكين نثور ولا نداري وننثر في مدى الدنيا زؤاما ونيران تحرّق كل باغٍ أُوارٌ يلهب الدنيا ضراما صِرامٌ باللقاء وكم زرعنا بصدر المعتدين كذا صِراما وكم خضنا المعامع لا نبالي ولا قدرا نهاب ولا حِماما أسودٌ في العرين لها هصير وهل أسد تخاف رغا هواما وهل حرّ يطاوله غراب وهل للحرّ ان يخشى حَماما كريم أيها الأردن أرضًا وهل يحوي الكريم سوى كِراما