logo
"حديث الهجرة" على ألسنة الغزاويين... فئة قليلة أم توجه عام؟

"حديث الهجرة" على ألسنة الغزاويين... فئة قليلة أم توجه عام؟

Independent عربية١١-٠٥-٢٠٢٥

في ردها على سؤال "إذا كانت مستعدة للهجرة من غزة خلال فترة الحرب ومن طريق إسرائيل؟" أجابت غدير من دون تردد "لمَ لا؟" ثم صمتت طويلاً وأكدت مرة أخرى "القطاع لم تعد فيه حياة، كلنا ننتظر فرصة للسفر".
تقول غدير، "الأشخاص الذين سافروا بداية الحرب ودفعوا للنجاة من هذا الجوع والموت 5 آلاف دولار، كانوا محظوظين، وقتها ظننت أن هذا المبلغ كبير ولا يجب دفعه مقابل الخروج من غزة، لكن مع تجربة الحرب ثبت أني مخطئة".
تضيف، "دفعنا مبالغ ضخمة لنتناول الطعام فحسب، لم نشبع قط، ودفعنا كل أموالنا وأكثر لقاء البحث عن مكان آمن، بعد تجربة 19 شهراً من الحرب أعتقد أن أفضل شيء هو الهجرة من غزة، هذا المكان لا حياة فيه".
تشرح السيدة، "انهار التعليم والصحة ولا فرص للعمل والطعام نادر والبيئة ملوثة والركام في كل شارع، في النهاية ما أريد أن أوضحه أن أي مكان خارج غزة يعد أفضل بكثير من الحياة هنا، واليوم أبحث عن هجرة لأجل مستقبل أفضل لعائلتي".
عبر إسرائيل… ما المانع؟
لا تستطيع غدير اليوم السفر من غزة، حتى إذا أرادت دفع الدولارات لتنسيق خروجها من القطاع فإن هذا الأمر لم يعد قائماً الآن، إذ تسيطر إسرائيل على مدينة رفح أقصى الجنوب، التي تعد بوابة غزة للعالم الخارجي، كما يغلق الجيش معبر رفح البري.
لم يعد أمام غدير التي تبحث عن أي فرصة للهجرة سوى بوابة واحدة فحسب، وهي التواصل مع إسرائيل لتنسيق سفرها خارج القطاع، وبحسب السيدة فإنها لا تمانع فعل ذلك للنجاة من الموت ولا تعارض مغادرة غزة من طريق الأراضي الإسرائيلية.
توضح غدير أن الذل وصرخات أطفالها وبطونهم جائعة والرعب من القصف الذي عاشته في فترة الحرب، يدفعها للسفر من غزة مهاجرة نحو أي بلد آخر طواعية ومن دون تردد في ذلك، وتبرر "لا تزال 'حماس' متمسكة بالحكم، وهذا يعني موتاً إضافياً، وإذا تنازلت الحركة سنحتاج إلى نحو 15 عاماً لنستقر في القطاع، لا أريد لسنوات عمري الفناء في بلد مدمر".
ليس منتقداً
حديث غدير لم يعد غريباً أو منتقداً في القطاع، بل أصبح الشارع الغزاوي يتناقش في موضوع الهجرة باستمرار ويأخذ ذلك الملف أكبر حيز في جلسات الأصدقاء والعائلات ويرسمون خططاً للوقت الذي يغادرون فيه.
قبل نحو ثلاثة أشهر، وبخاصة في أيام الهدنة الإنسانية التي عاشتها غزة في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي لمدة 40 يوماً فحسب، لم يكن تفكير الغزاويين في الهجرة بهذا الاهتمام، إذ ظنوا أن الحرب وضعت أوزارها ولربما إعادة الأعمار سريعة وينهض القطاع من جديد.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن مع تجدد القتال والحصار والجوع والصراع على الطحين وانعدام الأمن وانهيار القانون وتفشي الجريمة، فإن غالب سكان غزة يعتقدون أن السفر من غزة حل لا بأس به، وإن كان ذلك من طريق إسرائيل.
يقول حسن، "طلب السفر أو دعني أقولها بوضوح من دون تجميل، طلب الهجرة وتنسيق ذلك من طريق إسرائيل، أمر لم يعد عيباً في غزة، بعد كل هذا الموت، الهجرة أفضل الحلول الآن حتى إن كانت تل أبيب ستتولى هذه المسؤولية".
قبل الحرب، كان ينظر الغزاويون إلى الأشخاص الذين يؤيدون التواصل مع إسرائيل أو يشجعون السلام ويؤيدون التعايش بأنهم فئة قليلة جداً ولا تنتمي للصف الوطني، وفي بعض الأحيان تعاقبهم "حماس" وينتقدهم المجتمع، كل ذلك على اعتبار أن تل أبيب عدو.
لكن في أثناء الحرب تغير ذلك التوجه، ولم يعد حسن يرى أن ذلك شيء معيب، ويؤكد أنه إذا وجد طريقة موثوقة للهجرة من غزة من طريق إسرائيل فإنه لن يتردد في السفر من القطاع برفقة عائلته.
في الفترة الأخيرة، أرسل جهاز الاستخبارات الإسرائيلية آلاف الرسائل النصية القصيرة على هواتف الغزاويين يدعوهم للتواصل بهدف تنسيق لقاء مع ضباط إسرائيليين لتنسيق السفر لخارج القطاع، لكن لم تجد تلك الطريقة تجاوباً كبيراً من الغزاويين.
يوضح حسن أن تدخل الاستخبارات وضباط الجيش الإسرائيلي في تنسيق السفر الأمن من غزة أمر غير مريح له. ويرى أن تولي جهة أخرى مدنية مثل وزارة الخارجية الإسرائيلية هذا الملف، قد يكون أفضل وبه ثقة أكبر وغير مخيف له.
نصف السكان على استعداد للسفر
أجرى المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية مسحاً بحثياً، أظهرت نتائجه أن نصف سكان غزة على استعداد للتقدم بطلبات إلى إسرائيل لمساعدتهم على الهجرة من قطاع غزة إلى دول أخرى عبر الموانئ والمطارات العبرية.
نتائج هذا الاستطلاع صادمة للغاية، وتعبر عن مؤشر مختلف هذه المرة، إذ لم يعد غالب سكان غزة يتعامون مع ملف الهجرة على أنه سيئ، وينظرون له أنه فرصة لحياة أهدى تكون أكثر استقراراً.
تقول رؤيا، "فكرة السفر خارج غزة لا يعني التخلي عن وطننا، الهجرة بحثاً عن السلام والراحة من الموت والجوع، فرصة مهمة، أعتقد أن سكان القطاع تخلوا عن النظرة القديمة بأن الهجرة أمر معيب ويعد تخلياً عن غزة، بخاصة بعد تجربة الحرب الصعبة".
تضيف رؤيا، "إذا كنت سأهاجر من غزة من طريق إسرائيل فلا بأس، ويجب أن تتولى اللجنة الدولية للصليب الأحمر هذه المهمة كما فعلت سابقاً، لأن ذلك يعني راحة في النفس ونزع الخوف من التعرض لخطر الجنود المدججين بالأسلحة، رأي الشارع اليوم يختلف كلياً، فهناك نسبة كبيرة تفضل الهجرة من غزة".
قبل أيام سافر مجموعة من غزة إلى دولة أوروبية، وعمل الصليب الأحمر على تنسيق سفرهم ونقلهم إلى الحدود بأمان. يقول متحدث اللجنة الدولية هشام مهنا، "يسرنا خروج لحالات محدودة من الأشخاص، وبناء على طلب الخدمات القنصلية لعدة بلدان".
يضيف مهنا، "عند تنفيذ مثل هذه الأنشطة، ينحصر دور اللجنة الدولية في التيسير فقط وضمان السفر الآمن داخل حدود القطاع، يجري ذلك في إطار المهام الموكلة للصليب الأحمر بصفته منظمة إنسانية، إذ تتضمن هذه المهام مد يد العون للفئات الأكثر ضعفاً وضمان لم شمل الأسر والحفاظ على الروابط الأسرية".
"حماس": فئة قليلة تسعى إلى الهجرة
يقول الباحث النفسي فضل الخضري "خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب في شأن أن غزة مكان مدمر، وأن هناك فرصة للغزاويين للعيش في وحدات سكنية أفضل شجع السكان للتفكير بالأمر، وساعد ذلك العوامل الصعبة في القطاع، هذه الظروف وهذا الوعد خلق رؤية لقبول إسرائيل كطرف مساعد لتنفيذ الهجرة".
ويضيف الخضري، "نفسياً قد يتقبل سكان غزة الهجرة الطوعية من طريق إسرائيل، لكن وسط خوف ورعب من الموت على يد الجنود، لذلك لن تجدي رسائل الاستخبارات نفعاً"، مشيراً إلى أنه عند تحسين قليل لجودة الحياة في غزة فإن هذه الآراء قد تتراجع.
رغم حديث سكان غزة عن استعدادهم للطلب من إسرائيل تنسيق سفرهم، فإن مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة يرى أن ذلك لا يمثل الرأي العام الغزي. ويقول، "هذه فئة قليلة، الشعب متمسك بالبقاء في أرضه حتى لو كانت خراب".
أما في إسرائيل فإنها مستعدة لتهجير الغزاويين، إذ جهزت إدارة خاصة لذلك وسيرت رحلات سفر للراغبين بذلك، وفي أحدث تصريح لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال، "ندير حرباً يمكنها أن تتحول إلى فرصة تاريخية للتخلص من عدد هائل من الفلسطينيين، التدمير في غزة لم يأت رد فعل بل هو ضمن مخطط مدروس يهدف إلى تهجير أهل القطاع".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قاضية تجمد قرار ترمب بمنع "هارفارد" من قبول الطلاب الأجانب
قاضية تجمد قرار ترمب بمنع "هارفارد" من قبول الطلاب الأجانب

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

قاضية تجمد قرار ترمب بمنع "هارفارد" من قبول الطلاب الأجانب

وجد آلاف الطلبة الأجانب داخل جامعة هارفرد الأميركية أنفسهم في أزمة إدارية اليوم الجمعة، إذ بدأوا البحث عن بدائل بعدما منعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجامعة من تسجيل طلبة من خارج الولايات المتحدة. ويوجد في هارفرد ما يقارب 7 آلاف طالب أجنبي يمثلون نحو 27 في المئة من إجمال الطلبة المسجلين. ورفعت الجامعة اليوم دعوى قضائية ضد إدارة ترمب بسبب هذا القرار. وأوقفت قاضية المحكمة الجزئية الأميركية أليسون بوروز قرار إدارة ترمب الذي كان يهدف إلى تعزيز جهود البيت الأبيض لمواءمة الممارسات الأكاديمية مع سياسات الرئيس. وأصدرت بوروز، التي عينها الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، أمراً موقتاً بتجميد قرار إدارة ترمب. وتلقت جامعة هارفارد ضربة جديدة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بحرمانها من تسجيل الطلاب الأجانب، وهو أمر تردد صداه على نطاق أوسع، إذ إنه يستهدف مصدراً رئيساً للدخل لمئات الكليات في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وقال تشاك أمبروز، المستشار التعليمي والرئيس السابق لجامعة سنترال ميزوري الأميركية، إنه بالنظر إلى أن الطلاب الأجانب يدفعون على الأرجح الرسوم الدراسية كاملة فإنهم يدعمون بصورة أساسية الطلاب الآخرين الذين يحصلون على دعم. وقال روبرت كيلتشن، الأستاذ بجامعة تنيسي والباحث في الشؤون المالية للجامعات، إن خطوة الإدارة الأميركية بوقف تسجيل الطلاب الأجانب ضربة كبيرة لجامعة هارفارد، وتبعث برسالة إلى الجامعات الأخرى "قد يكون الدور التالي عليكم". وهذا هو ما قالته كريستي نويم وزيرة الأمن الداخلي أمس الخميس خلال لقاء تلفزيوني، فعندما سئلت عما إذا كانت الإدارة تدرس اتخاذ خطوات مماثلة في جامعات أخرى، بما في ذلك جامعة كولومبيا في نيويورك، أجابت نويم "بالتأكيد، نفعل ذلك، يجب أن يكون هذا تحذيراً لكل الجامعات الأخرى". ويبلغ عدد الطلاب الأجانب في جامعة هارفارد 6800 طالب، يمثلون 27 في المئة من إجمالي الطلاب المسجلين فيها. ويأتي إعلان يوم الخميس في وقت تسعى فيه الجامعات بالفعل للتعامل مع تداعيات التخفيضات الاتحادية الضخمة في تمويل الأبحاث، وتقول إدارة ترمب إن هارفارد أخفقت في التعامل مع معاداة السامية والمضايقات على أساس عرقي في حرمها، وجرى تجميد أو إنهاء ما يقرب من 3 مليارات دولار من العقود الاتحادية والمنح البحثية لها في الأسابيع الماضية، ولم تعلق هارفارد أو كولومبيا على التأثير المالي لخطوة يوم الخميس. وأعلنت وزارة الأمن الداخلي الأميركية أن إدارة ترمب سدت أمس الخميس الطريق أمام قبول جامعة هارفارد للطلاب الأجانب، وأنها تفرض على الطلاب الحاليين الانتقال إلى جامعات أخرى أو فقدان وضعهم القانوني. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وجاء في بيان لوزارة الأمن الداخلي أن الوزيرة كريستي نويم أصدرت أمراً بإنهاء اعتماد برنامج جامعة هارفارد للطلاب وتبادل الزوار، واتهمت نويم الجامعة "بتأجيج العنف ومعاداة السامية والتنسيق مع الحزب الشيوعي الصيني". وأعلنت جامعة هارفارد أن خطوة إدارة ترمب، التي تشمل آلاف الطلاب، غير قانونية وتصل إلى مستوى الانتقام. وتمثل هذه الحملة على الطلاب الأجانب تصعيداً كبيراً في حملة إدارة ترمب على الجامعة المرموقة بولاية ماساتشوستس، التي برزت واحدة من أهم أهداف ترمب المؤسسية. وقالت الوزارة إن هذه الخطوة جاءت بعد أن رفضت هارفارد تقديم معلومات كانت نويم طلبتها، عن بعض حاملي التأشيرات من الطلاب الأجانب الذين يدرسون فيها. وأضافت نويم في بيان "هذا امتياز، وليس حقاً، للجامعات أن تقبل الطلاب الأجانب وأن تستفيد من مدفوعاتهم الدراسية الأعلى للمساعدة في تعزيز تبرعاتها التي تبلغ مليارات الدولارات". ورفضت هارفارد هذه الادعاءات، وتعهدت بدعم الطلاب الأجانب. وقالت الجامعة في بيان "إن خطوة الحكومة غير قانونية، هذا الإجراء الانتقامي يهدد بإلحاق ضرر جسيم بمجتمع هارفارد وببلدنا، ويقوض رسالة هارفارد الأكاديمية والبحثية". وأكدت الجامعة التزامها التام بتعليم الطلاب الأجانب، وأنها تعمل على إعداد إرشادات للطلاب المتضررين. وبذل ترمب، المنتمي للحزب الجمهوري، جهوداً استثنائية لإصلاح الكليات والمدارس الخاصة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، التي يقول إنها تعزز الفكر المعادي للولايات المتحدة والمؤيد للماركسية و"اليسار الراديكالي"، وانتقد جامعة هارفارد تحديداً لتوظيفها شخصيات ديمقراطية بارزة في مناصب التدريس أو القيادة.

ترمب يهدد برسوم 25% على هواتف آيفون المنتجة خارج أمريكا
ترمب يهدد برسوم 25% على هواتف آيفون المنتجة خارج أمريكا

سعورس

timeمنذ 3 ساعات

  • سعورس

ترمب يهدد برسوم 25% على هواتف آيفون المنتجة خارج أمريكا

وهدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة على هواتف آيفون المباعة داخل الولايات المتحدة والمنتجة بأسواق أخرى. ويباع سنويا أكثر من 60 مليون هاتف في الولايات المتحدة حيث لا تجري عمليات لتصنيع الهواتف الذكية. وقال ترامب إنه سيوصي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على الاتحاد الأوروبي تبدأ في الأول من يونيو حزيران، مما سيؤدي إلى رسوم كبيرة على السلع الفاخرة والأدوية وغيرها من البضائع التي تنتجها الشركات الأوروبية. وتسببت التهديدات في انخفاض العقود الآجلة المرتبطة بالأسهم المدرجة على المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بواقع 1.5 بالمئة في التداولات قبل بداية الجلسة، وتراجع المؤشر ستوكس 600 اثنين بالمئة. وهبط سهم أبل 3.5 بالمئة في التداولات قبل بداية الجلسة إلى جانب أسهم شركات التكنولوجيا الرائدة الأخرى. ولم يحدد ترامب إطارا زمنيا لتحذيراته الموجهة للشركة. وكتب فؤاد رزاق زادة، المحلل لدى سيتي إندكس وفوركس في مذكرة قائلا "تبدد التفاؤل بشأن الصفقات التجارية تماما في دقائق، بل ثوان". وأثار ترامب اضطرابات في الأسواق في أوائل أبريل نيسان بعد فرض رسوم جمركية عالمية شملت رسوما بنسبة 145 بالمئة على السلع المستوردة من الصين. وردا على ذلك دخلت الأسواق في موجة بيع واسعة للأصول الأمريكية وسط شكوك حول مكانتها المعهودة ضمن الملاذات الآمنة، وتراجعت أيضا ثقة الشركات والمستهلكين في الولايات المتحدة. ودفعت الاضطرابات البيت الأبيض إلى تعليق معظم الرسوم الجمركية حتى أوائل يوليو تموز، مع الإبقاء على رسوم بنسبة 10 بالمئة على جميع الواردات. وجاءت تعليقات الرئيس الأمريكي اليوم الجمعة لتنهي فترة الهدوء. وقال ترامب في منشور على موقع تروث سوشيال "أبلغت تيم كوك، رئيس شركة أبل، منذ فترة طويلة أنني أتوقع تصنيع أجهزة آيفون التي ستباع في الولايات المتحدة بداخل الولايات المتحدة ، وليس في الهند أو أي مكان آخر". وأضاف "إذا لم يحدث ذلك، فعلى أبل دفع رسوم جمركية لا تقل عن 25 بالمئة للولايات المتحدة". ويجري البيت الأبيض مفاوضات مع العديد من الدول بشأن التجارة. وأحجمت المفوضية الأوروبية اليوم الجمعة عن التعليق على توصية ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على السلع الواردة من الاتحاد الأوروبي، قائلة إنها ستنتظر مكالمة هاتفية بين المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش ونظيره الأمريكي جيميسون جرير في الساعة 1500 بتوقيت جرينتش. وأدت تعليقات ترامب إلى تراجع أسهم شركات صناعة السيارات الفاخرة الألمانية، وهي من أكثر الشركات تأثرا بالرسوم الجمركية. وانخفضت أسهم بورشه ومرسيدس وبي.إم.دابليو بأكثر من أربعة بحلول الساعة 1220 بتوقيت جرينتش. ولم ترد شركة أبل على طلب رويترز للتعليق بعد. وقالت مصدر لرويترز إن أبل تهدف إلى تصنيع معظم هواتف آيفون المباعة في الولايات المتحدة في مصانع بالهند بحلول نهاية 2026، وتعمل على تسريع تلك الخطط لتفادي الرسوم الجمركية المرتفعة المحتمل تطبيقها على الصين ، قاعدة التصنيع الرئيسية للشركة. وذكرت رويترز الشهر الماضي أن أبل تهدف إلى جعل الهند قاعدة تصنيع بديلة وسط الرسوم الجمركية المحتملة على الصين ، والتي أثارت مخاوف بشأن سلسلة التوريد وارتفاع أسعار هواتف آيفون. وأعلنت أبل أنها ستنفق 500 مليار دولار على مدى أربع سنوات لتوسيع نطاق التوظيف والمرافق في تسع ولايات أمريكية، لكنها لم تشر إلى أن ذلك الاستثمار سيخصص لنقل تصنيع هواتف آيفون إلى المتحدة.

محمد لحيب معزوز* يكتب/موقع العاصمة
محمد لحيب معزوز* يكتب/موقع العاصمة

ميادين

timeمنذ 3 ساعات

  • ميادين

محمد لحيب معزوز* يكتب/موقع العاصمة

خلال الإحتلال الأجنبي صدر مرسوم بتاريخ 24 يوليو 1957 بإنشاء عاصمة للبلاد، اختارت الجهة التي صدر عنها المرسوم نقطة على بعد ثلاثة كيلمترات من شاطئ المحيط تسمى انواكشوط لتكون عاصمة البلد الذي يوشك ان ينال استقلاله بعد أن ظلت البلاد تدار عقودا من الزمن من اندر على حافة النهر من الجهة الموريتانية وداخل الحدود السياسية للبلاد. وحينما نستعرض أهم الاعتبارات الواجب مراعاتها في اختيار موقع عاصمة ما نجد أن مدينة انواكشوط لا تستجيب لأي من تلك الاعتبارات المتعارف عليها جغرافيا. فالعاصمة بمثابة القلب لبقية الجسم كما اتفق على ذلك المؤرخون والجغرافيون وعلماء الاجتماع وكبار القادة. لقد اختيرت بعض العواصم على اساس الموقع الممتاز وسط أراضي الدولة كمدريد ودمشق والقاهرة وبغداد وباريس. ذلك بأنه إذا سقطت العاصمة تسقط بقية البلاد كما وجد عبد الرحمن بن خلدون في القرن الرابع عشر الميلادي أـ العامل التاريخي: في الاختيار يربط انتخاب الموقع بقيم تاريخية يتميز بها البلد كأن تكون المدينة مثابة روحية أو ثقافية يقصدها الناس للتعلم والتفقه أو أن تكون رمزا لانتصارات عسكرية أو لإنجازات سياسية. فلأي من هذه الاعتبارات يا ترى تم انتخاب موقع انواكشوط. ب ـ عقدة المواصلات: للعاصمة دورة ثقافي وتجاري وإعلامي مميز ولكي تعلب هذا الدور وجب أن تكون في مكان مناسب يسهل معه الاتصال بها من جميع الجهات، كونها ستكون وظيفيا بمثابة عقدة مواصلات لتمرير النشاط التجاري والثقافي والإعلامي. ولا يخفى أن الموقع الحالي محاط من جهة الشمال والشرق ببحر من الرمال وسباخ متصلة من الغرب والجنوب. ج ـ الحماية والدفاع: عادة ما يكون هاجس حماية العاصمة من الأعداء كونها قلب الدولة هو العامل الأهم عند انتخاب المكان وغني عن القول أن اختيار الشواطئ لهذا الغرض يندر حدوثه حتى ولو كانت الدولة تمثل قوة بحرية مرهوبة وبإهمال هذا الاعتبار في اختيار موقع انواكشوط يضاف خطأ آخر لا يقل خطورة ألا وهو وجود منطقتي فراغ سكاني شمال وجنوب العاصمة بعمق يزيد عن المئتي كلمتر مما يسهل تقدم قوات معادية دون عائق وهو ما حدث بالضبط في العام 1976 حينما وصلت وحدات معادية المشارف الشمالية للعاصمة وكادت أن تسقط في يدها. د ـ انخفاض الموقع: يتعرض الموقع الحالي للعاصمة للنقد من قبل الكثيرين لانخفاضه عن مستوى البحر وقد تعرض بالفعل في الخمسينيات لفيضانات قوية ناتجة عن سيول عادت مجاريها القديمة وفي هذه الأيام التي يكثر فيها الحديث عن ظاهرة الانحباس الحراري الذي يتسبب في ارتفاع أمواج البحر وأمطار طوفانية لنا أن نقلق على أرواح وممتلكات سكان مدينة انواكشوط في ظل المتغيرات الملحوظة للمناخ إضافة إلى عمليات سحب رمال الشاطئ المتقطعة أو المتواصلة. هـ ـ المركز التجاري: قد يتم اختيار العاصمة في منطقة صناعية أو سهلية خصبة كما هو الحال لبغداد والقاهرة ولندن وغيرها. فنمو العاصمة السريع يزيد من حاجة السكان إلى المنتجات الزراعية والصناعية وهو ما لم يؤخذ بعين الاعتبار أصلا. ولقد كانت المدينة عند تأسيسها تعتمد في احتياجاتها من ماء الشرب على مصنع لتحلية المياه نتيجة لانعدام توفر المياه في محيطها المجاور، ومع نمو المدينة السريع تم تزويدها بالماء من مكان يبعد 70 كيلمتر عنها، ثم جاء مشروع سحب الماء من النهر بواسطة أنبوب بعكس ماكان مخطط له في العام 1982 من خلال قناة مفتوحة بتمويل عراقي بتكلفة وصلت 76 مليون دولار حينئذ، ألغيت للأسف فيما بعد على أثر اعتقال البعثيين في نفس العام ومحاكمتهم في العام التالي. وـ القرب من الكثافة السكانية: يخيل لم يطل من الخارطة على موقع العاصمة بالنسبة لبقية مدن البلاد أن اختيارها أصلا تم على أساس المسافة بينها وأمكنة غير موجودة على خارطة الوطن، إذ أنها بعيدة كليا عن كافة المدن الكبرى للبلاد وبعيدة عن مناطق الكثافة السكانية، فوجودها في أقصى الطرف الغربي يفقدها ميزة أن تكون نواة للدولة. زـ التدابير الواجب اتخاذها لتحصيح ما يمكن تحصيحه: (1) ضرورة الإسراع في بناء كورنيش يحف المدينة من جهة البحر إلى أقصى مسافة ممكنة للحد من تقدم الموج ولأغراض ومنافع أخرى. (2) الامتناع كليا عن سحب رمال الشاطئ لما ينجر عن ذلك من مخاطر ومساوئ بيئية. (3) ضرورة حفر قناة لجلب مياه النهر لخلق ظروف لنمو تجمعات سكانية زراعية جنوب وشمال وغرب العاصمة. (4) استنبات حزام من أشجار المانقروف المتآلفة مع المياه المالحة كخط صد في وجه أمواج البحر بمحاذاة الشاطئ وإلى أطول مسافة ممكنة. (5) الإسراع في استكمال شبكة الصرف الصحي للمدينة لارتباط ذلك بسلامة أساسات البناء في الأحياء السكنية وبالصحة العامة للسكان. (6) العمل على وضع خطط طوارئ للتعامل مع أي مستجدات قد تكون مفاجئة. (7) التفكير في إيجاد موقع يستجيب للاعتبارات الجغرافية ليكون عاصمة بديلة عن العاصمة الحالية المهددة من المحيط. انواكشوط بتاريخ 28 ذو القعدة 1446 هـ الموافق 26 مايو 2025م *ـ عقيد متقاعد من مواليد مدينة أطار الموريتانية المؤهلات العلمية: باكلوريا وطنية ليسانس حضارة وإعلام ـ المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية بكالوريوس علوم عسكرية ـ جامعة مؤتة الأردنية ماجستير علوم عسكرية وإدارية ـ جامعة مؤتة الأردنية ماجستير علوم إستراتيجية ـ أكاديمية ناصر العسكرية العليا ـ مصر

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store