
محاولة إسقاط الديكتاتوريين ليست محكومة بالفشل
واحدٌ من أصعب القرارات التي يتمّ اتخاذها في عالم السياسة هو إسقاط الديكتاتوريين، فالمحاولة ليست محكومة دائماً بالفشل.
تُقدّم الجهات الفاعلة من الخارج الدعم للجماعات المحلية من خلال تدريبها على الاستراتيجية والتكتيكات.
إضافةً إلى ذلك، ظهرت مع بداية القرن الحادي والعشرين فئات جديدة تماماً من الإحداثيات يجب التعلّم منها، مثل التدفق الحرّ للمعلومات.
من ناحية أخرى، يُعتبر إمكان التنسيق وحشد عامة الناس خارج سيطرة الحكومة ميزة في ظلّ الأنظمة الديكتاتورية. إن الشعب الموحد تصعب هزيمته أكثر من أي تجمع من الأفراد. ويشمل دعم حركات المعارضة دعم الأشخاص في المنفى السياسي (تشكيل مجتمعات، وجمع التبرعات، والحفاظ على الاتصال بالوسائل الإعلامية)، وهو ما يجعل حياة الطغاة أكثر صعوبة في الداخل، لأن الأمر يتعلق بالتعاون العالمي من أجل الوجود السياسي أكثر من القوة والعظمة...
هذه الإجراءات وغيرها تعرّض استقرار نظام الحكم والمدنيين للخطر على حدّ سواء، مما يضطر الدول الأخرى إلى اتخاذ نوع آخر من المنفى: المنفى للديكتاتور بدلاً من خصومه. في هذه المعادلة تتساوى حياة الديكتاتور والمدنيين الأبرياء بمنحه حق اللجوء. عندما تمنحه الديموقراطيات حق اللجوء، فهذا يعني أن مجرماً سيقضي حياته على أكثر شواطئ العالم رفاهية، بل سيسعى إلى تقويض جهود القضاء الدولي في محاسبته، بحجّة أنه عرضة للتعذيب والقتل.
هذه الاستراتيجيات محدودة، إذ إن عدد الأشخاص داخل البلد يبدو غير كافٍ أحيانا لممارسة تأثير كبير، مهما تلقّوا من الدعم.
قال المؤرخ روري كورماك إن "العمل السرّي لا يخلق مجموعات معارضة". وهذا يعني أنه لا يمكن دعم إلا ما هو موجود بالفعل. حتى أقوى الجهات الفاعلة من الخارج لا يمكنها جلب الشركاء. قد يكون هناك معارضون للنظام الحالي، لكن الممكن أيضاً أن يكونوا أسوأ من الحاكم الحالي. أو في النهاية قد يكون النظام نفسه مترسخّاً، ويصعُب إسقاطه مهما توافر الدعم للمعارضين، ويزداد احتمال حدوث ذلك كلما طال عمر النظام، ما يعني أن أجهزته الفاسدة تعمل على نحو أفضل منذ البداية.
في مثل هذه المواقف، يقف صانعو القرار السياسي على مفترق طرق، هم في حاجة إلى أدوات مختلفة. وهذا يعني أهدافاً مختلفة: بدلاً من محاولة إضعاف الديكتاتور بمرور الوقت، أصبح القضاء عليه مباشرة هو الهدف. لذا يلقون المطرقة جانباً ويستعدون لنسفِه. طريقة فعّالة، لكنها غير متاحة للجميع.
لاستخدام المتفجّرات عواقب كارثية، بعبارة أخرى، هذه تدابير أكثر ملاءَمة لإطاحة الديكتاتور، لكنها لن تؤدي إلى نتائج سياسية واجتماعية مستدامة إذا أطيح الديكتاتور بالفعل، كما أنها أكثر تكلفة بكثير وتطرح إشكالية هوية الجهة المستعدة لتحمّل تبعات الضغط على الزناد.
حتى أقوى الطغاة لا يمكنهم منع اندلاع الأزمات إلى الأبد. إن الحكام الأذكياء قادرون على التنبؤ بالاستياء العام وتخفيف آثار الانكماش وما إلى ذلك، ولكن دائماً يطرأ حدث غير متوقع. ربما يتحوّل احتجاج عفوي بسرعة إلى انتفاضة على مستوى الدولة، أو يتمرد جزء من الجيش لأنه لم يتلقّ أجره، أو تتفاقم آثار كارثة طبيعية بما يسبب تراكم فساد النظام.
حتى إن لم يحدث أي من ذلك، فإن الطغاة يموتون. في مرحلة ما، يمرضون أو ينهون حياتهم.
على الناس أن يكونوا مستعدين لفتح النافذة على مصراعيها ما إن يخترقها نور من ثقبٍ زمنيّ ضيق.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 15 دقائق
- بيروت نيوز
هل من خطر إشعاعي بعد ضربة أميركا لإيران؟ بيانٌ رسمي يكشف
أعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، صباح الأحد، أنه لا يوجد أي خطر إشعاعي يهدد السكان بعد تعرض 3 مواقع نووية في البلاد لقصف أميركي. وقالت الهيئة: 'أجرينا على الفور الفحوصات اللازمة لاحتمال تسرب تلوث إشعاعي في محيط المواقع المستهدفة. لا يوجد أي خطر يهدد السكان'. كذلك، أصدر مركز النظام الوطني للسلامة النووية في إيران بيانا آخر، أكد فيه أنه 'لا يوجد أي خطر يهدد السكان المقيمين في محيط المواقع النووية في فوردو ونطنز وأصفهان'. وأوضح البيان: 'في أعقاب الهجوم الذي شنته أميركا الإجرامية على المواقع النووية في فوردو ونطنز وأصفهان، الذي يعد مخالفا للقوانين الدولية بما في ذلك معاهدة عدم الانتشار النووي وسائر الأنظمة الدولية المتعلقة بالسلامة والأمن النووي، قام هذا المركز على الفور بإجراء الفحوصات اللازمة بشأن احتمال انتشار تلوث نووي في محيط المواقع المذكورة'. وتابع: 'نفيد أنه، بناء على التدابير المتخذة مسبقا والتخطيط السابق وكذلك البيانات المسجلة من أنظمة الكشف عن المواد المشعة، لم تسجل أي مؤشرات تدل على وجود تلوث'. وأضاف البيان: 'بناء عليه لا يوجد أي خطر يهدد السكان المقيمين في محيط المواقع المذكورة'. وكانت وكالة أنباء 'إيرنا' الإيرانية الرسمية، أعلنت أن المواقع النووية التي أعلنت الولايات المتحدة قصفها لا تحتوي على مواد يمكن أن تسبب إشعاعا. وقالت الوكالة إن 'المواقع التي ادعى (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب استهدافها كانت قد أُخليت مسبقا'. وأضافت: 'لا توجد في هذه المواقع أي مواد قد تسبب إشعاعا'. وسبق أن أعلنت إيران أنها أخلت بعض المواقع النووية من المواد المشعة، تزامنا مع بدء إسرائيل حملة عسكرية ضدها. وكان ترامب أعلن أن الجيش الأميركي نفذ 'هجوما ناجحاً جداً' على 3 مواقع نووية إيرانية، بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض. وقال ترامب في منشور على 'تروث سوشال': 'أتممنا هجومنا الناجح جدا على المواقع النووية الثلاثة في إيران، فوردو ونطنز وأصفهان'.


بيروت نيوز
منذ 15 دقائق
- بيروت نيوز
قنابل خارقة وصواريخ دقيقة.. هكذا نفّذت أميركا هجومها على إيران
بينما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الطائرات الحربية الأميركية نفّذت هجومًا 'ناجحًا للغاية' على المنشآت النووية الإيرانية الثلاث: فوردو ونطنز وأصفهان، بدأت تتكشف بعض التفاصيل حول طبيعة الهجوم. فقد أكد تقرير لشبكة فوكس نيوز، أن القوات الأميركية استخدمت ست قنابل خارقة للتحصينات في قصف موقع فوردو المحصّن تحت الأرض، إلى جانب 30 صاروخًا من طراز توماهوك استهدفت مواقع نووية أخرى. من جهتها، كشفت شبكة CBS News أن واشنطن أجرت تواصلًا دبلوماسيًا مع طهران يوم السبت، أبلغتها فيه بأن الهجمات كانت من تخطيط الولايات المتحدة، وأنها لا تنوي تغيير النظام الإيراني. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي رفض الكشف عن هويته، أن قاذفات B-52 استخدمت في الهجوم، بينما أكّد مصدر دفاعي لقناة Al Arabiya English أن قاذفات الشبح B-2 غادرت الولايات المتحدة السبت، وحلّقت فوق المحيط الهادئ للمشاركة في العملية. وبيّنت بيانات تتبع الرحلات الجوية أن ست قاذفات B-2 انطلقت من قاعدة وايتمان الجوية في ولاية ميزوري الأميركية، وتوجّهت نحو قاعدة جوية في غوام بالمحيط الهادئ، وفقًا لفوكس نيوز. ويُشار إلى أن قاذفات B-2، بقدرتها على التخفي، هي الوحيدة القادرة على حمل قنابل GBU-57 E/B، وهي أقوى قنبلة غير نووية في العالم، تُعرف باسم 'أمّ القنابل'، وتزن نحو 30 ألف رطل (13,607 كلغ). تتميّز هذه القنبلة بقدرتها على اختراق تحصينات تحت الأرض حتى عمق 200 قدم (نحو 61 مترًا) قبل أن تنفجر، ما يجعلها السلاح الوحيد القادر على تدمير منشآت شديدة التحصين مثل فوردو، بخلاف القنابل الأخرى التي تنفجر عند أو قرب نقطة الاصطدام. (العربية)


بيروت نيوز
منذ 15 دقائق
- بيروت نيوز
اللقطات الأولى لموقع منشأة فوردو النووي بعد تعرضها لقصف أميركي
نشرت وكالة فارس الإيرانية مشاهد مصوّرة تُظهر اللحظات الأولى بعد استهداف موقع فوردو النووي من قِبل مقاتلات أميركية، في واحدة من أعنف الضربات التي تطال البنية التحتية النووية في إيران. وأعلن مركز إدارة الأزمات في محافظة قم أن جزءًا من منطقة فوردو تعرّض لهجوم مباشر، فيما أكدت سلطات أصفهان أن منشأتي نطنز وأصفهان النوويتين استُهدفتا أيضًا، وسط دوي انفجارات وتفعيل منظومات الدفاع الجوي في كل من أصفهان وكاشان. من جهتها، أفادت قناة فوكس نيوز الأميركية أن واشنطن استخدمت قنابل خارقة للتحصينات وصواريخ توماهوك كروز في الهجوم، وألقت قاذفات بي-2 الشبحية ما بين خمس إلى ست قنابل قوية على المجمع المحصّن تحت الأرض في فوردو، وهو ما يفوق التقديرات السابقة التي كانت تشير إلى أن قنبلتين تكفيان.