
درب سعادة.. الطريق لبهجة القـاهرة القديمة
فى قلب القاهرة الفاطمية، حيث تعانق الأزقة التاريخ، ويعلو صدى خطى العابرين فوق حجارة مر عليها الزمن والفرح معًا، يمتد "درب سعادة" كأيقونة مصرية خالدة، لا تقاس بحجمها الجغرافى، بل بقيمتها الوجدانية والتراثية. هنا لا تسير فقط وسط الشوارع، بل تخترق نسيج حكايات مترفة، ينسجها صانعو السعادة الحقيقيون.. بائعو الفرح، وأهل الحرف، وأبطال جهاز العروس الذين يعرفهم من تاه بين تلك الدروب القديمة يوما، أو قصدهم ليصنع فرحا جديدا.
يقع درب سعادة بالقرب من شارع بورسعيد، وهو طريق ضيق خلف مديرية أمن القاهرة بباب الخلق، يتفرع من شارع الأزهر وينتهى عند "تحت الربع" وبامتداد زمنى يعود لأكثر من 150 عاما.
الفرح.. يبدأ من هنا
يشتهر الحى التاريخى بكونه مركزا لتجهيز العرائس، ومقرا لصناعة وبيع مستلزمات الأفراح، من أطقم الصينى والكاسات والأدوات المنزلية، إلى المفروشات والأدوات الكهربائية.
عند السير فى الدرب، سيبتلعك الازدحام المفرح، وتظللك الزينة المتدلية من نوافذ المحلات، ويحتويك صوت الأغانى الشعبية، ولن يخلو محل من تواجد سيدات وبنات وأصوات الزغاريد تنطلق لتعلن انتهاء عملية شراء جهاز العروس، وكأنها تؤكد أن الفرح هنا له طابع خاص.. الطرقات ضيقة يتزاحم فيها البشر وسيارات النقل الصغيرة يقف بجوارها صاحبها فى انتظار دوره للاتفاق مع أهل العروس على نقل جهازها.
فرحة تتجدد
رغم تغير الزمن وتنوع الأذواق، يظل درب سعادة محتفظا بمكانته كأحد أهم أسواق جهاز العرائس فى القاهرة. هنا، لا تأتى العروس بمفردها، بل تصحبها أمهات وخالات وجدات، لتبدأ طقوس اختيار الجهاز..
تقول الحاجة أم رحاب، وهى إحدى أقدم البائعات فى درب سعادة: "الناس بتيجى من شبرا وبولاق والزاوية وروض الفرج والسيدة زينب ومن المحافظات علشان يشتروا من هنا، لأننا بنوفر لهم الحاجة الكاملة وبسعر معقول.. والأهم أننا بنفهم فى تجهيز البنت للفرح، مش مجرد بيع".
متحف حى للتراث
درب سعادة ليس مجرد شارع تجارى، بل يعد شاهدا على تطور الحياة الاجتماعية فى مصر، خاصة فيما يتعلق بطقوس الزواج، وتجهيزات البيت الأول.
وقد سجلت الهيئة العامة للاستعلامات ووزارة الثقافة فى أرشيفها عدة تقارير مصورة عن الحى منذ الستينيات، تؤكد دوره كمركز شعبى للحرفيين والتجار المتخصصين فى مستلزمات الفرح، فهو يمثل جزءا من الهوية الشعبية للقاهرة، وليس مجرد سوق، بل امتداد لذاكرة جماعية ترتبط بمفهوم الفرح والبيت والمشاركة العائلية.
بداخل أحد المحلات القديمة، يجلس عم "عبد النبى"، وهو حرفى خمسينى، يعمل فى إصلاح أطقم الصينى ويعيد طلاءها يدويًا "للعرايس" محدودى الدخل. بابتسامة راضية يقول: "أنا باعتبر نفسى شريك فى الفرح.. العروسة لما تيجى تشترى الطقم اللى بنضفه وألمعه لها، وتدعى لنا قد ما تدعى لأبوها وأمها وعريسها اللى جايب لها الشبكة".
وفى محل آخر، تقف "نورا"، فتاة عشرينية تستعد للزفاف، وتقول: "أمى جابت جهازها من هنا.. وجدتى كمان.. وأنا كان لازم آجى أكمل جهازى من نفس المكان. فيه بركة مش بتتكرر فى أى مول تانى، والأهم ان الأسعار هنا أقل بكتير من أى مكان تانى أو المولات".
ويقول "عم سيد العريس"، وهو صاحب متجر للمفروشات منذ 1982: "جيل ورا جيل بييجى هنا.. فيه أم بتوصى على حاجات لبنتها من وهى عندها 8 سنين.. تيجى بعدها بـ10 سنين تشتريها.. إحنا أهل مش تجار، والدرب هنا بقى معروف جدا بين بنات الجيل الجديد بتاع المولات والبراندات لأنهم اكتشفوا فرق الأسعار الكبير، وكل اللى يشوفوه على التيك توك من موديلات يلاقوه هنا عندنا بجودة أعلى وأسعار معقولة".
وواحدة من أبرز مميزات درب سعادة أنه لم يكن سوقا للمساومة التجارية فحسب، بل فضاء اجتماعيا تتفاعل فيه العائلات وتكتمل فيه طقوس الزواج، ففكرة تجهيز العروس من هناك تحمل معنى رمزيا يعادل الستر والرزق والبركة؛ فما يحدث فى هذه الشوارع الصغيرة هو أداء اجتماعى متكامل.. من المشاركة الأسرية، إلى المشورة، وحتى إشراك الجارات فى اختيار الألوان.. إنه طقس فرح اجتماعى كامل.
صمود تراثى
رغم القيمة التاريخية لدرب سعادة، إلا أنه يعانى من ضغوط عدة، مثل غياب خطة واضحة للتطوير، وانتشار محلات البضائع المستوردة، وتجاهل بعض الجهات لضرورة الحفاظ على هوية المكان، لكن أهل الدرب، بتماسكهم، يرفضون ترك أماكنهم ومصدر رزقهم.. يقول الحاج "سعيد"، وهو تاجر منذ 40 عاما: "اتعودنا نحافظ على اللى ورثناه.. ومهما الدنيا تغيرت، الزباين بتدور علينا.. لأن هنا فى دفء ومشاركة بيننا وبين الزباين باختلاف مستوياتهم المادية مش بيلاقيه حد فى مولات التكييف والرخام".
درب سعادة، الحى الضيق المتفرع من شارع الأزهر، لم يكن مجرد طريق تملؤه محال الأدوات المنزلية فى الظاهر، فهو سوق شعبى معروف لتجهيزات العرائس والرفايع والمفروشات، تتردد عليه الأسر المصرية منذ عقود. لكن خلف هذا الزحام، هناك تاريخ مخفى وشهادات حية من زمن سجين، وثائر، وتاجر.
المفارقة أن "درب سعادة" قد حمل يوما أحزانا أكثر مما حمل أفراحا. ففى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، ومع أحداث انتفاضة يناير 1977، عرف هذا الدرب بقربه من محكمة وسجن الاستئناف، ومن نوافذ المنازل التى كانت تطل على جدران الزنازين، ولد نوع جديد من الزيارة... زيارة عبر الشرفات، بعشر دقائق وعشرة جنيهات..
يروى الدكتور أبو الحسن سلام، أستاذ المسرح ذكرياته فى مقالات منشورة إنه فى زمن اعتقاله، كانت شبابيك المساجين تفتح على بيوت أهاليهم... ليس مجانا بالطبع، بل بالإيجار..
وداخل السجن، ولدت فكرة الأسانسير البشرى، وهى أن يحمل سجين زميله على كتفيه حتى يتمكن من رؤية ذويه من نافذة مرتفعة تطل على البلكونات. وكان هذا "الأسانسير" يحصل على أجره.. بالسجائر.
فى مشهد يكاد يكون سرياليا، كان "المحمول على الأكتاف" أكثر حرية من "الحامل"، وكأن الشوق نفسه يعيد تشكيل الجدران الحديدية، وكان الدرب مصدر سعادة وتسلية للمساجين رغم صعوبة الزيارة عبر النوافذ العالية.
ذاكرة القاهرة
يرجع أصل تسمية الشارع إلى سعادة بن حيان، حامل مظلة الخليفة الفاطمى فى المعز لدين الله، الذى جاء إلى مصر عام 360 هـ لدعم القائد جوهر الصقلى فى حربه ضد القرامطة بعد هزيمته، عاد إلى القاهرة ودفن فى المنطقة التى صارت تحمل اسمه، بجنوب باب الخلق.. وعلى مر العصور، تحولت هذه الرقعة من ساحة حرب إلى مسرح سياسى، ثم إلى سوق نابض بالتجارة.
ويوجد على امتداد درب سعادة الكثير من الأبنية الأثرية مثل حارة الوزيرية، وأطلق المقريزى عليها هذا الاسم نسبة إلى الوزير يعقوب بن كلس، أول وزير للفاطميين، الذى بنى بها "دار الوزارة"، وكانت مقرا للحكم ثم تحولت لاحقا إلى "دار الديباج" مركز نسج الحرير والديباج لقصور الخلفاء.
وكان ابن كلس، اليهودى الذى أسلم وصار عونا للمعز، حمل للقاهرة كتبا، وعلما، وإدارة مالية جعلته أهم رجال الدولة.. بل إن ولاءه للخليفة بلغ حد أن يرسل له القراصيا من دمشق على أجنحة الحمام الزاجل.
ومع قدوم بدر الجمالى، ترك الوزراء دار الوزارة بدرب سعادة، واستبدلت وظيفتها بنسج الأقمشة الفاخرة، حتى أن اسم الحى تغير من "الوزيرية" إلى "الديباج"، إلى أن سكنها الوزير الصاحب بن شكر فى عهد الأيوبيين، وبعد أن كانت تعرف المنطقة كلها بخط الديباج صارت تعرف بخط الصاحب كما ذكر المقريزى فى الخطط.
وتقع حارة الست بيرم أمام المدرسة الفخرية.. وعن هذه الحارة يذكر حسن قاسم فى كتاب المزارات الإسلامية.. أنه بنهايتها توجد بقايا من زاوية معروفة بوقف الست بيرم، وتاريخ إنشائها مكتوب أعلى الباب، وورد فيه أنها أنشئت عام 1169 هجرية، وعن هذه الحارة يحدثنا على مبارك فى الخطط التوفيقية (عطفة الست بيرم ليست نافذة وعرفت بذلك لأن فى آخرها زاوية معروفة بوقف الست بيرم، بنيت فى محل المدرسة الصاحبية، وفى سنة 758 هجرية جددها القاضى علم الدين إبراهيم وجعل منها منبرا وخطبة، ثم تخربت وبقى منها قبة فيها قبر منشئها، ويوجد الآن قبر الصاحب بن شكر خلف الزاوية وله شباك يطل على الشارع، وقد توفى فى 622 هجرية، وبنيت المدرسة الصاحبية محل دار الوزير يعقوب بن كلس وبها قبره الذى دفن فيه.
مدرسة الأمير أسنبغا بن بكتمر
بنيت المدرسة 772 هجرية فى عهد السلطان المملوكى شعبان بن حسين، ووقفها على الفقهاء الحنفية، وبنى بجانبها حوض ماء للسبيل وسقاية ومكتبة للأيتام، وفى عام 815 هجرية جدد بهذه المدرسة منبرا للخطبة، وصارت تقام فيها صلاة الجمعة، وبذلك أصبحت مسجدا وجامعا، وفى عام 1271 هجرية قامت والدة حسين بك بن العزيز محمد على بتجديد المسجد، وبنى الأمير أسنبغا سبيلا وحوضا لشرب الدواب وكتابا لتعليم أيتام المسلمين، والسبيل مازال يحتفظ بـسقفه الخشبى المزخرف برسوم زيتية وبجواره حوض يشرب منه الدواب محاط بسياج خشبى مزخرف، ويعلوه لوحة مكتوب عليها (جدد هذا الحوض المبارك فى عصر الخديو الأفخم عباس حلمى الثاني)، ويعلو الحوض كتاب وهو عبارة عن مشربية محمولة على خمسة عواميد من الخشب ولها نوافذ، وتنتهى المشربية بمظلة من الخشب تعرف بالرفرف لحماية الكتاب من شمس الصيف ومطر الشتاء.
سبيل وكتاب الطوبجى
أقام الأمير عبد الباقى خير الدين الطوبجى عام 1088 هجرية سبيلا للعطشى من المارة الذين لا يستطيعون شراء الماء من السقاة الذين يبيعونه فى الشوارع، وبنى فوقه كتابا لتعليم أبناء اليتامى، وهو مسجل كأثر تحت رقم 194.
كما يضم الدرب مسجد الأمير بيبرس بن عبدالله السيفى الخياط، والذى بنى عام 921 هجرية، وكان بيبرس من أقارب السلطان الخورى ويعمل خياطا له، ومن ثم عرف باسم بيبرس الخياط، وفى عام 922 خرج مع السلطان الغورى لملاقاة سليم الأول فى مرج دابق بالشام وفيها قتل هو والسلطان الغورى.
قبة حسام الدين طرنطاى
وتعد من أهم آثار الدرب؛ حيث كانت منشأة ضخمة تضم مدرسة وقبة ضريحية ليدفن بها، وتهدمت المدرسة وبقيت القبة الضريحية، وهى مسجلة كأثر تحت رقم 590، وكان الأمير طرنطاى مملوكا للسلطان المنصور قلاوون.
كذلك هناك مسجد بناه الأمير فيروز بن عبدالله الرومى الجركسى عام 830 هجرية مسجل كأثر تحت رقم 192، وكان فيروز ساقى السلطان الأشرف برسباي؛ حيث كان يتذوق الشراب قبل السلطان خشية أن يكون مسموما، وتوفى عام 848 هجرية ودفن بمسجده بحارة المنجلة بدرب سعادة.
وأخيرا هناك بالدرب مسجد آق سنقر والذى بنى سنة 676 هجرية، وقام ببنائه الأمير شمس الدين آق سنقر بجوار داره التى يسكنها، مسجل كأثر برقم 193، ويحكى المقريزى فى الخطط (أنه فى رابع جمادى الآخرة عام 676 هجرى فتحت المدرسة التى أنشأها الأمير آق سنقر الفارقانى، وقرر بها درسا للطائفة الشافعية ودرسا للطائفة الحنفية)، وتهدم المسجد عام 1080 هجرى، وأعاد بناءه من جديد الأمير محمد أغا الحبشلى أحد كبار العسكريين فى عهد الوالى العثمانى على باشا قراقاس، ومن ثم عرف بجامع محمد أغا.
وبرغم كل هذا التاريخ، فإن درب سعادة اليوم بات معروفا بكونه منقذ العرائس من غرق الرفايع، وبعد الانتهاء من شراء الأثاث، تتجه العروس إلى هذا الدرب الضيق لتجمع أدوات المطبخ، الأكواب، الملاعق، المفارش، طقم التوزيع، وغيرها من التفاصيل الصغيرة الكثيرة.
ومع كثرة هذه الأدوات، يسعى الجميع لاختيار مكان واحد يجمع كل "الرفايع" بأسعار فى متناول اليد.. ومن هنا... عاد "درب سعادة" من كونه ملاذا للمساجين، ليصبح مقصدا للعرائس، من اسم يحمل وعودا بالفرح، إلى شارع شهد دموع المحكومين، ومن قراصيا تنقل على أجنحة الحمام، إلى ملاعق معروضة فوق عربات بلاستيك... لا شيء فى "درب سعادة" إلا ويحمل قصة مزدوجة بين حزن قديم، وتجهيز لحياة جديدة، يبقى الشارع شاهدا على تعاقب الأزمنة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 27 دقائق
- نافذة على العالم
ثقافة : قناة السويس وانتخابات الشيوخ في ورش إبداعية لأطفال الإسكان البديل "صور"
الجمعة 8 أغسطس 2025 11:50 صباحاً نافذة على العالم - يواصل المشروع الثقافي للمناطق الجديدة الآمنة، بإشراف عام الدكتورة جيهان حسن المشرف العام على المشروع ومدير عام ثقافة الطفل ، تقديم خدماته الثقافية والفنية لأبناء الإسكان الجديد والمناطق البديلة الآمنة، في جميع الأماكن التي انتقلوا إليها، وذلك وفقًا لتوجيهات الدولة ووزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، بدعم سكان هذه المناطق ثقافيا وإبداعيا. وفي إطار الاحتفال بحفر قناة السويس، أقيمت مجموعة من الأنشطة مع أطفال منطقتي الأسمرات والخيالة، وهما من المناطق الجديدة الآمنة، من خلال فناني قصر ثقافة الطفل، حيث أُقيم حوار تفاعلي قدمته عبير شلتوت مع أطفال الأسمرات بعنوان "إنجاز بأيادٍ مصرية"، تضمن شرحًا مبسطًا لقناة السويس الجديدة وأهميتها، والأسباب التي دعت إلى حفر القناة، واستهدف الحوار تنمية مهارات التفكير لدى الأطفال مع التعريف بالإنجازات الوطنية المهمة. كذلك نفذت منى عبد الوهاب ورشة حُلي وعمل انسيالات من السلاسل وتوزيعها كهدايا للأطفال لادخال البهجة عليهم، ونفذت رانيا شلتوت ورشة عمل مجسمات فنية بعنوان "زهور مبهجة" بهدف تنمية الإبداع الفني لدى الأطفال باستخدام فوم ملون وعصيان الشيش، وورشة تلوين بعنوان حافظ عليها من التلوث ورشة حرف يدوية وتنمية مهارات لدى الأطفال. ورش رسم وفي الخيالة تم تنفيذ مجموعة من الورش التفاعلية الثقافية والفنية مع أطفال المنطقة تضمنت ورشة نفذتها ريهام محسن لعمل مجلة حائط بعنوان "قناة السويس الجديدة.. بوابة مصر إلى المستقبل" وتعرف الأطفال على تاريخ قناة السويس، كما نفذت شهد عيد ورشة لصنع أساور من الخرز اللولي للبنات، وكذلك ورشة رسم على الوجه بأشكال مختلفة تنفيذ هدى يحي. أما منطقة حدائق أكتوبر فقد استقبلت مجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية، تضمنت محاضرة قدمتها أمل جبريل للتوعية بأهمية المشاركة الإيجابية في الانتخابات بعنوان "انزل شارك" لحث أفراد المجتمع على المشاركة في الانتخابات والإدلاء بأصواتهم. ونفذت غادة علي ورشة لتصميم رسومات من وحي الطبيعة، بينما قدمت إسراء حسان ورشة إعادة تدوير من الفوم الملون على شكل محفظة، ونفذت أميرة أبو الحجاج ورشة لصناعة حظاظات من الخيوط الملونة والخرز الملون، وكذلك تضمن النشاط محاضرة لترسيخ القيم الإيمانية والإنسانية لدى الطفل ومن ذلك عدم التنمر على الآخرين أو الاستهزاء بالناس والابتعاد عن الكبر والغرور، قدمتها فاطمة محسن. وفي منطقة "روضة السيدة" قدمت مريم حسن حوارًا مفتوحًا عن قناة السويس الجديدة، وورشة إعادة تدوير للأكواب الورق لعمل وردة ، ونفذت فاطمة شعبان ورشة لعمل أسورة لليد بعيدان القطيفة، ونفذت ناريمان نبيل ورشة رسم علي الوجه، ونفذت وفاء أبو الفضل ورشة لعمل فازة بالزهور. جانب من الفعاليات


خبر صح
منذ 27 دقائق
- خبر صح
ملتقى الرسوم المتحركة الأول من قصور الثقافة يستلهم تراث سيناء
انطلقت فعاليات ملتقى الرسوم المتحركة الأول بقصر السينما بجاردن سيتي، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وتستمر الفعاليات حتى الأحد المقبل. ملتقى الرسوم المتحركة الأول من قصور الثقافة يستلهم تراث سيناء ممكن يعجبك: رئيس الوزراء يزور موقع إنشاء المحطة النووية في الضبعة قصور الثقافة تطلق ملتقى الرسوم المتحركة الأول افتتح الفعاليات الكاتب محمد ناصف مستشار رئيس الهيئة للشئون الفنية والثقافية، والفنان الدكتور محمد غالب قوميسير الملتقى، والفنانة فيفيان البتانوني مدير عام الفنون التشكيلية، بحضور منى شعير مدير عام القصور المتخصصة، وسهام بحر مدير قصر السينما، بالإضافة إلى عدد من الفنانين المشاركين والجمهور والنقاد المهتمين بفن الرسوم المتحركة. بدأت الفعاليات بعزف السلام الوطني، تلاه عرض للأفلام المشاركة في الملتقى، وتم تسليم شهادات التقدير للفنانين المشاركين تكريماً لمجهوداتهم، حيث يمثل الملتقى تجربة فنية جديدة تهدف إلى تعزيز الوعي بالهوية المصرية من خلال وسائط بصرية معاصرة. وأعرب الكاتب محمد ناصف في كلمته عن سعادته بعرض نتاج الملتقى، الذي يعتبر خطوة مهمة في مجال الرسوم المتحركة داخل الهيئة، مشيراً إلى أن إقامة فعالياته بمدينة العريش أضافت بعداً وطنياً وثقافياً خاصاً، وأكد أن فن الرسوم المتحركة لا يقتصر على مخاطبة الأطفال فقط، بل يحمل عمقاً فنياً ورسالة موجهة للكبار أيضاً. كما أكد أن إنتاج 11 فيلماً يعكس جهداً كبيراً ويستحق التقدير، داعياً إلى تعميم عرض هذه الأفلام في جميع الأقاليم الثقافية لتعريف الأطفال والشباب بتاريخ سيناء وطبيعتها وعاداتها وتقاليدها، واختتم كلمته بتقديم الشكر لجميع القائمين على الملتقى، مشيداً بمجهود الفنانين المشاركين وتنوع الأفكار والتقنيات المستخدمة. من جهته أوضح الدكتور محمد غالب، قوميسير الملتقى، أن هذا الحدث يعد الأول من نوعه في مصر، وقد أقيمت فعالياته في مدينة العريش، حيث تضمنت جولات ميدانية لعدد من المواقع التراثية والثقافية مثل الشيخ زويد ومعبر رفح، مما أتاح للفنانين استلهام موضوعات أعمالهم من واقع البيئة السيناوية الغنية بالعناصر البصرية والتاريخية. وأشار إلى أن كل فنان تناول تيمة خاصة به، وابتكر قصة مستوحاة من التراث أو البيئة أو التجربة المعاصرة، ونفذها باستخدام إحدى تقنيات الرسوم المتحركة، حيث قدم غالب فيلمًا بعنوان 'سيناء أرض السلام' الذي تناول العادات البدوية والطبيعة الصحراوية بسيناء، في معالجة بصرية تعكس جوهر المكان وملامحه الثقافية. وأكدت الفنانة فيفيان البتانوني أن اختيار مدينة العريش لإقامة فعاليات الملتقى جاء انطلاقاً من خصوصية المكان وتراثه الثقافي المتنوع، موضحة أن الأعمال المشاركة تناولت العادات والتقاليد والتراث السيناوي من زوايا متعددة، وتم تنفيذها باستخدام تقنيات فنية متنوعة شملت الذكاء الاصطناعي، والصلصال، وتقنيات ثلاثية وثنائية الأبعاد، مما أضفى على الأعمال ثراءً بصرياً وفنياً يعكس قدرة الفنانين على دمج التراث بالتكنولوجيا المعاصرة. وقد شارك الفنان مختار محمد طلعت بفيلم 'مصر اليوم في عيد' باستخدام تقنية الرسوم ثلاثية الأبعاد، الذي جاء في صيغة تفاؤلية تعكس روح الاستبشار رغم التحديات، مؤكداً أن مصر ستبقى دائماً في عيد، وتناول الفيلم الأزياء السيناوية والطراز المعماري التقليدي للمنطقة. اقرأ كمان: صرف 1.1 مليون جنيه لأسرة ضحية حريق سنترال رمسيس كما قدمت الفنانة سها حمدي الحضري فيلماً بعنوان 'بنت من سيناء' تناول قصة المجاهدة السيناوية الشيخة فرحانة، التي ساعدت الجيش المصري خلال الاحتلال الإسرائيلي عبر تطريز رسائل خفية داخل الأعمال اليدوية، في عمل يجمع بين التراث والنضال الوطني. وقدم الفنان مصطفى علي توفيق فيلماً قصيراً بعنوان 'مشاهد سيناوية' باستخدام تقنية الرسوم ثنائية الأبعاد، حيث اعتمد أسلوباً مميزاً يقوم فيه رسام برسم المشاهد يدوياً، لتبدأ اللوحات في الحركة وتجسد المشاهد، في تجربة بصرية حية تنقل تأثير الفنان بالبيئة والمجتمع المحلي في مدينة العريش، خاصة بعد الزيارة الميدانية التي أثرت فيه وجعلته يقدم هذا العمل الذي يبرز الثقافة السيناوية بأسلوب تعبيري خاص. كما شاركت الفنانة هاجر أحمد بفيلم قصير بعنوان 'ميناء العريش'، تناولت فيه تطور المدينة من زاوية البنية التحتية والموانئ، مروراً بتاريخ الميناء وصولاً إلى رؤى مستقبلية طموحة تهدف لتحويل ميناء العريش إلى مركز اقتصادي وتنموي عالمي يخدم سيناء. وشاركت الدكتورة ثريا محمد محمود، أستاذ الرسوم المتحركة بكلية الفنون الجميلة، بفيلم قصير بعنوان 'ماليحة'، يروي قصة فتاة من أصول العريش تتحول إلى حمامة تحلق بين النخيل، وتعيد تشكيل نفسها في هيئة أوان فخارية وأعمال فنية مستوحاة من الخوص، في تعبير رمزي عن التحول والتجدد من خلال التراث. كما شاركت الفنانة إيمان نبيل سعد بفيلم بعنوان 'سيناء أرض الكنوز'، والفنان الدكتور عبد الرحمن الجندي بفيلم 'روضة سيناء'، وقدمت الفنانة سماء البحار فيلماً بعنوان 'حدث في العريش'، فيما قدمت الدكتورة إيمان الباز فيلماً بعنوان 'الأرض وطن.. والعريش استراحة محارب'، بينما شاركت الفنانة اعتماد ياسين بفيلم 'إرث لن يموت'، وجميعها أعمال تناولت سيناء كفضاء مكاني وإنساني، بأبعاده التاريخية والثقافية والاجتماعية. وتنفذ فعاليات الملتقى بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، من خلال الإدارة العامة للفنون التشكيلية والحرف البيئية، ويعكس الملتقى رؤية هيئة قصور الثقافة في توظيف الفنون التشكيلية والبصرية لتعزيز الوعي بالهوية المصرية الأصيلة، عبر إنتاج أعمال فنية معاصرة تستلهم الواقع وتخاطب الوجدان العام بلغة الصورة والحركة والرمز، في خطوة مهمة لربط الفنون البصرية بالمجتمع المحلي، وإطلاق طاقات الإبداع في مناطق مصر المختلفة، وخاصة في سيناء بما تمثله من عمق جغرافي وثقافي وحضاري.


خبر صح
منذ 27 دقائق
- خبر صح
السعودية تبني 'ملعب في السماء' في مشروع نيوم استعدادًا لكأس العالم 2034
في خطوة تعكس طموحها الهندسي ورؤيتها المستقبلية، أعلنت المملكة العربية السعودية عن خططها لبناء ملعب 'ذا لاين' في مدينة نيوم، الذي يُعرف إعلاميًا بـ 'ملعب في السماء'، سيُقام على ارتفاع يقارب 350 مترًا فوق سطح الأرض داخل الهيكل المعماري لمشروع 'ذا لاين'، ومن المقرر أن يتسع لنحو 46 ألف متفرج، ليصبح أيقونة معمارية ضمن الاستعدادات لاستضافة بطولة كأس العالم عام 2034. السعودية تبني 'ملعب في السماء' في مشروع نيوم استعدادًا لكأس العالم 2034 شوف كمان: كريم فؤاد يتحدث عن أسلوب لعب «ريبيرو» وأجواء المعسكر الممتعة تصميم يدمج الرياضة بالمدينة العمودية لن يكون الملعب مجرد منشأة رياضية تقليدية، بل سيكون جزءًا متكاملًا من سقف 'ذا لاين'، المدينة الخطية العمودية في نيوم، التصاميم الأولية، التي وردت في ملف الاستضافة الرسمي، تُظهر هيكلًا مستقبليًا بإطلالات بانورامية، مع دمج المدرجات ومنصات العرض في البنية المعمارية للمدينة، الهدف، وفق القائمين على المشروع، هو تقديم تجربة مشاهدة غير مسبوقة، حيث يجتمع المشهد الرياضي مع إطلالة على أفق البحر الأحمر والصحراء. الجدول الزمني والتشغيل بحسب الخطط، من المتوقع أن يبدأ العمل على المشروع بحلول عام 2027، على أن يكتمل قبل عام 2032، ليكون جاهزًا لاستقبال مباريات المراحل الأولى وحتى ربع النهائي في كأس العالم، وبعد البطولة، سيُستخدم الملعب لاستضافة مباريات محلية ودولية، إلى جانب فعاليات ترفيهية وثقافية ضمن برنامج نيوم المستمر. شوف كمان: اليوم الثالث من معسكر الأهلي في تونس استعداداً للموسم الجديد مع فقرات متنوعة | صور تقنيات مستدامة ونقل ذكي يخطط المشروع لاعتماد مصادر طاقة متجددة لتشغيل الملعب، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إضافة إلى الاستفادة من منظومة النقل الذكي في 'ذا لاين'، التي تشمل سيارات ذاتية القيادة ومصاعد أفقية وعمودية تنقل الزوار من أحياء المدينة إلى المدرجات مباشرة، هذه الابتكارات تهدف إلى جعل الملعب نموذجًا للاستدامة والتكامل الحضري. التكلفة والانتقادات. رغم أن التكلفة الرسمية لم تُعلن بعد، تشير تقديرات غير رسمية إلى أنها قد تصل إلى نحو مليار دولار، المشروع، كغيره من مشروعات نيوم، أثار نقاشات حول الجدوى الاقتصادية والآثار البيئية، إذ يحذّر خبراء من حجم الانبعاثات الناتجة عن البناء واستهلاك الموارد، بينما ترد الجهات المعنية بأن التصميم يراعي معايير الكفاءة البيئية ويهدف لخفض البصمة الكربونية التشغيلية. طموح يتجاوز الرياضة. يمثل ملعب 'ذا لاين' جزءًا من خطة أوسع لتحويل السعودية إلى مركز عالمي للرياضة والسياحة ضمن رؤية 2030، وبحسب بعض الخبراء، فإن استضافة كأس العالم ستشكل منصة عالمية لعرض هذه المشاريع، التي تمزج بين الإبداع الهندسي والطموح الاقتصادي، ما يجعل 'ملعب في السماء' رمزًا لمرحلة جديدة من العمارة الرياضية. مع اقتراب موعد بدء التنفيذ، يترقب عشاق كرة القدم والهندسة على حد سواء رؤية هذا الصرح يتحول من رسومات وتصاميم إلى واقع ملموس، ليكون شاهدًا على واحدة من أكثر الرؤى المعمارية جرأة في القرن الحادي والعشرين.