
السينما العراقية ما بين التاريخ والميكنة
منذ أيام، تم الإعلان من قبل السفارة الفرنسية في العراق عن إطلاق مشروع "سينماتيك العراق": نهضة الأفلام من جديد، وهذا هو المشروع الذي تعمل عليه السفارة مع الحكومة العراقية، من أجل ترميم الأفلام العراقية أولًا، وإجراء أرشفة رقمية لها ثانيًا، تحت إشراف لجنة الذاكرة البصرية العراقية التابعة لمكتب رئيس الوزراء مباشرةً.
هذا يجعل تساؤلًا يلوح في الأفق عن مستقبل السينما العراقية، وسبب تراجعها في السنوات القليلة الماضية إلا من أفلام معدودات، وخصوصًا أنها سينما لديها شخصية، ولديها الرسائل القوية، إضافة إلى القصص المؤثرة التي تحتاج أن تُحكى، وخصوصًا بعدما كانت السينما العراقية ضيفًا دائمًا على حفلات الأوسكار الأميركية منذ عام 2014، مرورًا بعام 2018 من خلال فيلم "الرحلة"، وحتى عام 2023 من خلال فيلم "حدائق معلقة"، الذي أتى كإنتاج مشترك بين العراق ومصر وفلسطين والسعودية وبريطانيا، والذي نجح بدوره أيضًا في المشاركة بالدورة الـ79 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في إيطاليا.
تاريخ السينما العراقية
هذا يجعلنا نحاول أن نتذكر سويًّا تاريخ السينما العراقية، التي كان لها دائمًا باع طويل في القوة الناعمة، والمجال السينمائي منذ العشرينيات من القرن الماضي، ففي الوقت الذي أنتجت فيه مصر أول أفلامها السينمائية عام 1923، كانت العراق منذ 1909 تعتمد على عرض الأفلام الصامتة مثلما كان يحدث في مصر أيضًا، ولكن قبل إنتاجها أول أفلامها.
إعلان
شهدت دول عربية كثيرة دخول السينما إليها، ولكن إذا أردنا أن نضع لها ترتيبًا زمنيًّا، فسيكون كالتالي: مصر (1896)، وكان الاعتماد آنذاك على الأفلام الأجنبية الصامتة، وأوائل هذه العروض كانت تتم في الإسكندرية نظرًا لكونها كانت أكثر تقدمية وتطورًا من القاهرة، ثم سوريا، ثم لبنان، ثم العراق، هذه الدول بدأت أيضًا في مطلع القرن التاسع عشر بعرض الأفلام الصامتة.
وعلى الرغم من أن دور العرض العراقية اعتادت عرض الأفلام الأجنبية الصامتة، والتي كان ينتجها شارلي شابلن، وغيره من نجوم تلك الحقبة السينمائية، فإنه منذ عام 1927 بدأ يتم عرض الأفلام المصرية.
والجدير بالذكر أن الأفلام المصرية شهدت إقبالًا كبيرًا عليها في دور العرض العراقية، ما دفع كثيرين من المنتجين العراقيين إلى عقد شراكة سينمائية مع عدد من نجوم السينما في مصر، ومنذ أربعينيات القرن الماضي بدأت تنشأ علاقة عربية سينمائية هدفها التطوير بين السينما العراقية ونظيرتها المصرية.
وكان أول أفلام تلك الحقبة هو فيلم "القاهرة بغداد"، الذي كان من إخراج المخرج المصري أحمد بدرخان، وضمت بطولة الفيلم فنانين مصريين هم بشارة واكيم، ونورهان، ومديحة يسري، وكذلك فنانين عراقيين هم عزيز علي، وحضيري أو عزيز، وعادل عبد الوهاب. قصة الفيلم تدور حول شاب عراقي يتم اتهامه بقتل عمه، فسرعان ما يهرب إلى مصر، ويقع في حب فتاة مصرية، وخلال أحداث الفيلم يعلم الشاب بأن الشرطة العراقية قد أثبتت براءته من خلال القبض على القاتل الحقيقي، ليعود إلى بغداد مرة أخرى.
أهمية فيلم "الظامئون" تتأكد من خلال الترحيب الجماهيري الذي لقيه، ليس على مستوى العالم العربي فحسب، بل على المستوى العالمي، نظرًا لقصته التي تُظهر جانبًا واقعيًّا من الحياة العراقية للقرى الفقيرة التي تُصاب بالجفاف
تطور السينما العراقية
استمر الأمر على إنتاج الأفلام الرومانسية، وذات القصص البسيطة، خلال فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، حتى بدأت السينما العراقية في مطلع الستينيات بالعمل على أفلام حقيقية بإنتاج ضخم، وقصص أكثر متانة، فنجد أنه في العام 1962 تم إنتاج الفيلم التاريخي "نبوخذ نصر"، الذي ضم كوكبة من عمالقة التمثيل العراقي.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب، بل اشتملت تلك الحقبة على مجموعة من أهم أفلام التاريخ السينمائي العراقي، مثل أفلام "القرار الأخير"، و"أوراق الخريف"، و"الحارس"، التي جمعت بينها القصة الدرامية الأكثر ترابطًا، مع الاهتمام بتفاصيل مثل الديكور، والملابس، والإخراج، وفن إخراج الصورة، وكل هذا ساهم بلا شك في تطور صناعة السينما، حتى شجع ذلك الحكومة على بدء إنتاج الأفلام من خلال المؤسسة العامة للسينما والمسرح، التي ساعدت في إنتاج واحد من أهم أفلام تلك الفترة، وهو "الظامئون".
وأهمية فيلم "الظامئون" تتأكد من خلال الترحيب الجماهيري الذي لقيه، ليس على مستوى العالم العربي فحسب، بل على المستوى العالمي، نظرًا لقصته التي تُظهر جانبًا واقعيًّا من الحياة العراقية للقرى الفقيرة التي تُصاب بالجفاف، مع تصوير ردود الأفعال، وكيفية تعامل أهل القرية مع هذه الأزمة. ونجح الفيلم في الفوز بجائزة مهرجان طشقند السينمائي الدولي عام 1973، وكان بمثابة العلامة الفارقة في الصناعة السينمائية العراقية.
أرشفة الأفلام نتمنى ألا تكون مجرد خطوة تراعي وجود تاريخ سينمائي عراقي يعيش أبناء العراق على تمجيده فحسب، بل أن تكون نقطة الانطلاق للعمل على تطوير مجال صناعة السينما بوجه عام، من خلال إعادة إحياء التراث العراقي
الصناعة السينمائية والغزو الأميركي
منذ عام 2003 وحتى يومنا الحاضر، تأثرت صناعة السينما في العراق تأثرًا كبيرًا، سواء من سبل الإنتاج التي شهدت تدهورًا كبيرًا، أو على صعيد المبدعين من المخرجين والمؤلفين والفنانين، الذين اتجهوا إلى الكثير من الدول العربية أو الدول الأوروبية.
وعلى الرغم من هذا نجد أن السينما العراقية أصبحت سينما متخصصة في التواجد على منصات التتويج والاحتفاء بها في مختلف مهرجانات العالم؛ واستمر المبدعون المتواجدون داخل العراق بالعمل من خلال الإنتاج المشترك من أجل إيصال أصواتهم إلى الخارج، وعرض قضاياهم، سواء القضايا التي عانوا منها أثناء الغزو الأميركي للأراضي العراقية، أو بعده.
وشهدت تلك الفترة انتعاشة على صعيد الأفلام المستقلة، ما جعل نقادًا كثيرين يعتبرون أن السينما العراقية أصبحت سينما فردية، وأن مبدعين داخل العراق ما زال لديهم الأمل في العمل على تطوير صناعة السينما، دون خسارة القصة العراقية الأكثر عراقة وأصالة. ويعد فيلم "ابن بابل"، الذي تم إنتاجه عام 2009، أبرز ما أُنتج في تلك الفترة، والفيلم يحكي قصة طفل وجدته، ورحلتهما للعثور على والده المختفي منذ حرب الخليج الثانية، بعدما انتشرت أنباء عن الإفراج عن أسرى الحرب الذين تم أسرهم أحياءً في جنوبي العراق زمن الحرب. ويُضاف إليه فيلم "حدائق معلقة" المُنتَج عام 2022، الذي سبق أن تحدثنا عنه.
إعلان
في ختام مقالنا يجب القول إن خطوة السفارة الفرنسية نحو أرشفة وترميم الأفلام العراقية بدعم فرنسي كامل يعد أمرًا كبيرًا، وخطوة تأخرت من أجل محاولة إنقاذ صناعة السينما العراقية، وخصوصًا بعدما أعلن السفير الفرنسي أن فيلم "سعيد افندي"، الذي يتم العمل على ترميمه وأرشفته في الوقت الحالي، سيكون متواجدًا للعرض خلال الدورة القادمة لمهرجان "كان" السينمائي الدولي.
وأرشفة الأفلام نتمنى ألا تكون مجرد خطوة تراعي وجود تاريخ سينمائي عراقي يعيش أبناء العراق على تمجيده فحسب، بل أن تكون نقطة الانطلاق للعمل على تطوير مجال صناعة السينما بوجه عام، من خلال إعادة إحياء التراث العراقي، أو قص القصص العراقية في المحن والأزمات، ويكون للعالم العربي وجهًا جادًّا يتم فيه قص حكاياتنا، ومن جانبنا كوطن عربي تجرّع الكثير من المآسي، فقط لأنه في وقت ما كان المنارة الثقافية للعالم أجمع، من بغداد والشام والإسكندرية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
١٤-٠٤-٢٠٢٥
- الجزيرة
السينما العراقية ما بين التاريخ والميكنة
منذ أيام، تم الإعلان من قبل السفارة الفرنسية في العراق عن إطلاق مشروع "سينماتيك العراق": نهضة الأفلام من جديد، وهذا هو المشروع الذي تعمل عليه السفارة مع الحكومة العراقية، من أجل ترميم الأفلام العراقية أولًا، وإجراء أرشفة رقمية لها ثانيًا، تحت إشراف لجنة الذاكرة البصرية العراقية التابعة لمكتب رئيس الوزراء مباشرةً. هذا يجعل تساؤلًا يلوح في الأفق عن مستقبل السينما العراقية، وسبب تراجعها في السنوات القليلة الماضية إلا من أفلام معدودات، وخصوصًا أنها سينما لديها شخصية، ولديها الرسائل القوية، إضافة إلى القصص المؤثرة التي تحتاج أن تُحكى، وخصوصًا بعدما كانت السينما العراقية ضيفًا دائمًا على حفلات الأوسكار الأميركية منذ عام 2014، مرورًا بعام 2018 من خلال فيلم "الرحلة"، وحتى عام 2023 من خلال فيلم "حدائق معلقة"، الذي أتى كإنتاج مشترك بين العراق ومصر وفلسطين والسعودية وبريطانيا، والذي نجح بدوره أيضًا في المشاركة بالدورة الـ79 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في إيطاليا. تاريخ السينما العراقية هذا يجعلنا نحاول أن نتذكر سويًّا تاريخ السينما العراقية، التي كان لها دائمًا باع طويل في القوة الناعمة، والمجال السينمائي منذ العشرينيات من القرن الماضي، ففي الوقت الذي أنتجت فيه مصر أول أفلامها السينمائية عام 1923، كانت العراق منذ 1909 تعتمد على عرض الأفلام الصامتة مثلما كان يحدث في مصر أيضًا، ولكن قبل إنتاجها أول أفلامها. إعلان شهدت دول عربية كثيرة دخول السينما إليها، ولكن إذا أردنا أن نضع لها ترتيبًا زمنيًّا، فسيكون كالتالي: مصر (1896)، وكان الاعتماد آنذاك على الأفلام الأجنبية الصامتة، وأوائل هذه العروض كانت تتم في الإسكندرية نظرًا لكونها كانت أكثر تقدمية وتطورًا من القاهرة، ثم سوريا، ثم لبنان، ثم العراق، هذه الدول بدأت أيضًا في مطلع القرن التاسع عشر بعرض الأفلام الصامتة. وعلى الرغم من أن دور العرض العراقية اعتادت عرض الأفلام الأجنبية الصامتة، والتي كان ينتجها شارلي شابلن، وغيره من نجوم تلك الحقبة السينمائية، فإنه منذ عام 1927 بدأ يتم عرض الأفلام المصرية. والجدير بالذكر أن الأفلام المصرية شهدت إقبالًا كبيرًا عليها في دور العرض العراقية، ما دفع كثيرين من المنتجين العراقيين إلى عقد شراكة سينمائية مع عدد من نجوم السينما في مصر، ومنذ أربعينيات القرن الماضي بدأت تنشأ علاقة عربية سينمائية هدفها التطوير بين السينما العراقية ونظيرتها المصرية. وكان أول أفلام تلك الحقبة هو فيلم "القاهرة بغداد"، الذي كان من إخراج المخرج المصري أحمد بدرخان، وضمت بطولة الفيلم فنانين مصريين هم بشارة واكيم، ونورهان، ومديحة يسري، وكذلك فنانين عراقيين هم عزيز علي، وحضيري أو عزيز، وعادل عبد الوهاب. قصة الفيلم تدور حول شاب عراقي يتم اتهامه بقتل عمه، فسرعان ما يهرب إلى مصر، ويقع في حب فتاة مصرية، وخلال أحداث الفيلم يعلم الشاب بأن الشرطة العراقية قد أثبتت براءته من خلال القبض على القاتل الحقيقي، ليعود إلى بغداد مرة أخرى. أهمية فيلم "الظامئون" تتأكد من خلال الترحيب الجماهيري الذي لقيه، ليس على مستوى العالم العربي فحسب، بل على المستوى العالمي، نظرًا لقصته التي تُظهر جانبًا واقعيًّا من الحياة العراقية للقرى الفقيرة التي تُصاب بالجفاف تطور السينما العراقية استمر الأمر على إنتاج الأفلام الرومانسية، وذات القصص البسيطة، خلال فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، حتى بدأت السينما العراقية في مطلع الستينيات بالعمل على أفلام حقيقية بإنتاج ضخم، وقصص أكثر متانة، فنجد أنه في العام 1962 تم إنتاج الفيلم التاريخي "نبوخذ نصر"، الذي ضم كوكبة من عمالقة التمثيل العراقي. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب، بل اشتملت تلك الحقبة على مجموعة من أهم أفلام التاريخ السينمائي العراقي، مثل أفلام "القرار الأخير"، و"أوراق الخريف"، و"الحارس"، التي جمعت بينها القصة الدرامية الأكثر ترابطًا، مع الاهتمام بتفاصيل مثل الديكور، والملابس، والإخراج، وفن إخراج الصورة، وكل هذا ساهم بلا شك في تطور صناعة السينما، حتى شجع ذلك الحكومة على بدء إنتاج الأفلام من خلال المؤسسة العامة للسينما والمسرح، التي ساعدت في إنتاج واحد من أهم أفلام تلك الفترة، وهو "الظامئون". وأهمية فيلم "الظامئون" تتأكد من خلال الترحيب الجماهيري الذي لقيه، ليس على مستوى العالم العربي فحسب، بل على المستوى العالمي، نظرًا لقصته التي تُظهر جانبًا واقعيًّا من الحياة العراقية للقرى الفقيرة التي تُصاب بالجفاف، مع تصوير ردود الأفعال، وكيفية تعامل أهل القرية مع هذه الأزمة. ونجح الفيلم في الفوز بجائزة مهرجان طشقند السينمائي الدولي عام 1973، وكان بمثابة العلامة الفارقة في الصناعة السينمائية العراقية. أرشفة الأفلام نتمنى ألا تكون مجرد خطوة تراعي وجود تاريخ سينمائي عراقي يعيش أبناء العراق على تمجيده فحسب، بل أن تكون نقطة الانطلاق للعمل على تطوير مجال صناعة السينما بوجه عام، من خلال إعادة إحياء التراث العراقي الصناعة السينمائية والغزو الأميركي منذ عام 2003 وحتى يومنا الحاضر، تأثرت صناعة السينما في العراق تأثرًا كبيرًا، سواء من سبل الإنتاج التي شهدت تدهورًا كبيرًا، أو على صعيد المبدعين من المخرجين والمؤلفين والفنانين، الذين اتجهوا إلى الكثير من الدول العربية أو الدول الأوروبية. وعلى الرغم من هذا نجد أن السينما العراقية أصبحت سينما متخصصة في التواجد على منصات التتويج والاحتفاء بها في مختلف مهرجانات العالم؛ واستمر المبدعون المتواجدون داخل العراق بالعمل من خلال الإنتاج المشترك من أجل إيصال أصواتهم إلى الخارج، وعرض قضاياهم، سواء القضايا التي عانوا منها أثناء الغزو الأميركي للأراضي العراقية، أو بعده. وشهدت تلك الفترة انتعاشة على صعيد الأفلام المستقلة، ما جعل نقادًا كثيرين يعتبرون أن السينما العراقية أصبحت سينما فردية، وأن مبدعين داخل العراق ما زال لديهم الأمل في العمل على تطوير صناعة السينما، دون خسارة القصة العراقية الأكثر عراقة وأصالة. ويعد فيلم "ابن بابل"، الذي تم إنتاجه عام 2009، أبرز ما أُنتج في تلك الفترة، والفيلم يحكي قصة طفل وجدته، ورحلتهما للعثور على والده المختفي منذ حرب الخليج الثانية، بعدما انتشرت أنباء عن الإفراج عن أسرى الحرب الذين تم أسرهم أحياءً في جنوبي العراق زمن الحرب. ويُضاف إليه فيلم "حدائق معلقة" المُنتَج عام 2022، الذي سبق أن تحدثنا عنه. إعلان في ختام مقالنا يجب القول إن خطوة السفارة الفرنسية نحو أرشفة وترميم الأفلام العراقية بدعم فرنسي كامل يعد أمرًا كبيرًا، وخطوة تأخرت من أجل محاولة إنقاذ صناعة السينما العراقية، وخصوصًا بعدما أعلن السفير الفرنسي أن فيلم "سعيد افندي"، الذي يتم العمل على ترميمه وأرشفته في الوقت الحالي، سيكون متواجدًا للعرض خلال الدورة القادمة لمهرجان "كان" السينمائي الدولي. وأرشفة الأفلام نتمنى ألا تكون مجرد خطوة تراعي وجود تاريخ سينمائي عراقي يعيش أبناء العراق على تمجيده فحسب، بل أن تكون نقطة الانطلاق للعمل على تطوير مجال صناعة السينما بوجه عام، من خلال إعادة إحياء التراث العراقي، أو قص القصص العراقية في المحن والأزمات، ويكون للعالم العربي وجهًا جادًّا يتم فيه قص حكاياتنا، ومن جانبنا كوطن عربي تجرّع الكثير من المآسي، فقط لأنه في وقت ما كان المنارة الثقافية للعالم أجمع، من بغداد والشام والإسكندرية.


الجزيرة
٠٥-٠٢-٢٠٢٥
- الجزيرة
المنافسة تشتعل.. أوفر 10 أفلام حظا للفوز بجوائز الأوسكار 2025
بقيت أسابيع قليلة على أكبر احتفالية سينمائية سنوية، وهي حفل توزيع جوائز الأوسكار رقم 97 المقررة إقامته في الثاني من مارس/آذار المقبل. وتتنافس على جوائز الأوسكار هذا العام عدد كبير من الأفلام في 23 فئة مختلفة تكرم أهم أفلام عام 2024. وكالعادة، يُعرض حفل التوزيع على قنوات "إيه بي سي"، لكن هذا العام -وللمرة الأولى- سيتم بثه حيا على منصة "هولو"، وسيقدم الحفل الكوميديان كونان أوبراين. ونتناول هنا الأفلام الأكثر ترشحا للجوائز هذا العام، وتحديدا أعلى 10 أفلام حصولا على الترشيحات، والتي من المتوقع حصادها أكبر عدد من الجوائز. "إيميليا بيريز".. 13 ترشيحا يحظى فيلم "إيميليا بيريز" بألقاب عدة، فهو أكثر أفلام 2024 ترشحا لجوائز الأوسكار بـ13 ترشيحا، وأكثر فيلم غير أميركي يحصل على مثل هذا العدد من الترشيحات، والفيلم من إنتاج كل من المكسيك وفرنسا وبلجيكا. وتشمل ترشيحات "إيميليا بيريز" كل من أفضل فيلم، وممثلة في دور رئيسي (كارلا صوفيا غاسكون)، وممثلة في دور مساعد (زوي سالدانا)، وفيلم دولي ومخرج (جاك أوديار)، وسيناريو مقتبس، ومونتاج، وصوت، وتصوير، ومكياج وشعر، وموسيقى تصويرية، وأغنية أصلية. الفيلم موسيقي كوميدي، وتدور أحداثه في أجواء من الجريمة والإثارة، في مزيج لا يتكرر كثيرا بين الأفلام السينمائية. وعلى الرغم من الترشيحات المتعددة والجوائز التي حصدها فإنه لاقى الكثير من الانتقادات من الجمهور والنقاد في المكسيك الذين انتقدوا تمثيل الثقافة المكسيكية وكلمات الأغاني واللجوء إلى الصور النمطية في التعامل مع الشخصيات المكسيكية والحوار الإسباني. "الوحشي" 10 ترشيحات فيلم "الوحشي" يأتي في المركز الثاني من حيث عدد الترشيحات للأوسكار، إذ حصل على 10 ترشيحات تشمل: أفضل فيلم، أفضل مخرج (برادي كوربيت)، أفضل ممثل في دور رئيسي (أدريان برودي)، أفضل ممثل في دور مساعد (جاي بيرس)، أفضل ممثلة في دور مساعد (فيلسيتي جونز)، وأيضا ترشيحات لسيناريو أصلي، موسيقى تصويرية، تصوير، مونتاج، وتصميم إنتاج (ديكور). "الوحشي" دراما تاريخية ملحمية، وهو إنتاج مشترك بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمجر، وتدور أحداثه حول ناجٍ يهودي من الهولوكوست وُلد في المجر وهاجر إلى الولايات المتحدة، حيث يكافح لتحقيق الحلم الأميركي مثل غيره من المهاجرين. عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ81، إذ تم منح المخرج كوربيت جائزة الأسد الفضي لأفضل إخراج، ويعود فيه الممثل أدريان برودي إلى دور الناجي من الهولوكوست، والذي حاز عنه جائزة الأوسكار عام 2002 عن فيلم "عازف البيانو". "ويكيد" 10 ترشيحات "ويكيد" (Wicked) فيلم موسيقى آخر يصل إلى الأوسكار ويحصد عددا كبيرا من الترشيحات وصلت إلى 10 ترشيحات. الفيلم مقتبس من الفصل الأول من المسرحية الموسيقية "ويكيد"، والمستوحاة من رواية "غريغوري ماكغواير" لعام 1995، وهي تمثل إعادة تصور لكتب "أوز" وفيلم "ساحر أوز" الشهير. يتلاعب الفيلم بتنميط القصص الخيالية، ويتتبع قصة شخصية من المفترض أنها شريرة، وكيف يظلمها العالم الاعتيادي بسبب مظهرها. ترشح الفيلم لجوائز أفضل فيلم وممثلة في دور رئيسي (سينثيا إريفو)، وممثلة في دور مساعد (أريانا جراندي)، وتصميم أزياء، ومونتاج، ومكياج، وتصميم إنتاج (ديكور)، وموسيقى تصويرية، وصوت، ومؤثرات بصرية. "مجهول تماما".. 8 ترشيحات "مجهول تماما" فيلم موسيقي وسيرة ذاتية عن المغني وكاتب الأغاني الأميركي بوب ديلان. يقدم الفيلم حياة ديلان منذ نجاحه الأول في موسيقى الفولك حتى الجدل الكبير بشأن استخدامه الآلات الكهربائية في مهرجان نيو بورت للفولك عام 1965. وعنوان الفيلم مستوحى من الكورس في أغنية بوب ديلان "مثل الرولينغ ستون" التي صدرت عام 1965. ترشح الفيلم لـ8 جوائز أوسكار، وهي: أفضل فيلم، ومخرج (جيمس مانغولد)، وممثل في دور رئيسي (تيموثي تشالاميت)، وأفضل ممثل مساعد (إدوارد نورتون)، وأفضل ممثلة مساعدة (مونيكا باربرو)، وأفضل سيناريو مقتبس، وأفضل صوت، وأفضل تصميم أزياء. "المجمع البابوي".. 8 ترشيحات "المجمع البابوي" (Conclave) فيلم إثارة سياسي، وفيه ينظم الكاردينال توماس لورانس مجمعا لاختيار البابا التالي، ويكتشف خلال هذا المجمع الكثير من الأسرار والفضائح المتعلقة بالمرشحين الرئيسيين. عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان تيلورايد السينمائي الـ51، وحصل على مراجعات إيجابية من النقاد مع إشادة بالأداء والإخراج والسيناريو والتصوير السينمائي. ترشح الفيلم لـ8 من جوائز الأوسكار، وهي: أفضل فيلم، وممثل في دور رئيسي (رالف فينس)، وممثلة في دور مساعد (إيزابيلا روسيليني)، وسيناريو مقتبس، وموسيقى تصويرية، ومونتاج، وتصميم إنتاج (ديكور)، وتصميم ملابس. "أنورا".. 6 ترشيحات "أنورا" فيلم كوميدي درامي من تأليف وإخراج ومونتاج شون بيكر، يتناول الفيلم قصة الزواج القصير بين أنورا، وهي راقصة في أحد الملاهي، وفانيا زاخاروف ابن رجل روسي ذو نفوذ كبير، وخلال هذه العلاقة تكتشف أنورا الكثير عن نفسها ومكانتها في العالم. حصل الفيلم على العديد من الجوائز، وعلى رأسها جائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي، كما حصل على 6 ترشيحات في جوائز الأوسكار: أفضل فيلم، ومخرج، وأفضل ممثلة في دور رئيسي (مايكي ماديسون)، وأفضل ممثل في دور مساعد (يورا لبوريسوف)، وسيناريو أصلي، ومونتاج. ويعد هذا ترشيح الأوسكار الأول للمخرج شون بيكر الذي قدّم على مدار مسيرته السينمائية أفلاما محدودة الميزانية تفكك أزمات المجتمع الأميركي، خاصة الطبقة الدنيا من ذوي البشرة البيضاء. "كثيب.. الجزء الثاني".. 5 ترشيحات "كثيب.. الجزء الثاني" فيلم خيال علمي ملحمي من إخراج ديني فيلنوف وبطولة تيموثي تشلاميت، ليصبح لدى الممثل الشاب فيلمان في قائمة أكثر الأفلام ترشحا لجوائز الأوسكار هذا العام. الفيلم تتمة لفيلم "كثيب" الذي أُنتج في 2021، وكلاهما اقتباس من الرواية بالاسم ذاته والمنشورة عام 1965 للكاتب فرانك هربرت. يتتبع هذا الجزء مغامرة بول أتريدس وهو يتحد مع شعب الفريمين من كوكب الصحراء أراكيس لشن الحرب ضد بيت هاركونن الذي يمثل قيم الاستعمار والاستغلال في هذا العالم الفضائي. ترشح الفيلم لـ5 جوائز أوسكار، وهي: أفضل فيلم، وتصوير، وتصميم إنتاج، وصوت، ومؤثرات بصرية. لم يترشح مخرج الفيلم ديني فيلنوف لجائزة أفضل مخرج، الأمر الذي أثار جدلا في الأوساط السينمائية، وسبق أن ترشح فيلنوف عام 2016 عن فيلم الخيال العلمي "الوافد". "المادة".. 5 ترشيحات "المادة" (The Substance) فيلم رعب جسدي كتبته أخرجته كورالي فارجيه. يتناول الفيلم قصة الممثلة الشهيرة سابقا إليزابيث سباركل التي ينسى العالم أمرها تدريجيا، وذلك بعد طردها من قبل منتج برنامجها التلفزيوني بسبب كبر سنها في عيد ميلادها الـ50. تستخدم إليزابيث عقارا من السوق السوداء يخلق نسخة أصغر منها بكثير، لتكتشف مع الأحداث العديد من التأثيرات الجانبية غير المتوقعة والمرعبة للغاية. ترشح الفيلم لـ5 جوائز أوسكار، وهي: أفضل فيلم، وإخراج، وممثلة في دور رئيسي (ديمي مور)، وسيناريو أصلي، ومكياج. ومن المتوقع أن يفوز الفيلم بالجائزة الأخيرة، خصوصا مع تفوق صُنّاعه في تحويل بطلته الجميلة ديمي مور إلى الوحش الذي شاهدناه في اللقطات الأخيرة. "نوسفيراتو".. 4 ترشيحات "نوسفيراتو" فيلم رعب قوطي من إخراج وتأليف روبرت إيغر، وهو إعادة إنتاج لفيلم "نوسفيراتو.. سيمفونية الرعب" الذي أُنتج في عام 1922، والذي كان بدوره اقتباسا من رواية "دراكولا" الشهيرة من تأليف برام ستوكر. "نوسفيراتو" من بطولة بيل سكارسغارد ونيكولاس هولت وليلى-روز ديب، وتدور أحداثه في بدايات القرن الـ19 حول شخصية قادمة من عالم الرعب الكلاسيكي، شخصية مظلمة ومفعمة بالغموض تزيد معاناة البشر. ترشح الفيلم لـ4 جوائز أوسكار، وهي: أفضل تصوير، وتصميم أزياء، وتصميم إنتاج، ومكياج، مما يدل على فرادة التجربة البصرية للفيلم مقارنة بأفلام الرعب الرائجة. "أنا ما زلت هنا".. 3 ترشيحات "أنا ما زلت هنا" فيلم برازيلي فرنسي في إنتاج مشترك، مقتبس من قصة حقيقية، وينتمي إلى نوع الدراما والسيرة الذاتية مع طابع سياسي واضح. الفيلم من إخراج والتر ساليس، ومن سيناريو مستوحى من مذكرات مارسيلو روبينز بايفا التي صدرت عام 2015 بالاسم نفسه. "أنا ما زلت هنا" من بطولة فيرناندا توريس بدور يونيش بايفا، الأم والناشطة السياسية التي كافحت بعد الاختفاء القسري لزوجها السياسي المعارض روبينز بايفا خلال الدكتاتورية العسكرية في البرازيل، إذ سعت إلى إثبات وفاته ورعاية عائلتها الكبيرة التي فقدت عائلها بشكل عنيف ومفاجئ في الوقت ذاته. تعرّض الفيلم بعد عرضه في البرازيل إلى حملة مقاطعة من اليمين المتطرف، لكنه أصبح أعلى الأفلام البرازيلية تحقيقا للإيرادات منذ جائحة "كوفيد-19″، وترشح لعدد كبير من الجوائز، منها 3 جوائز أوسكار، وهي: أفضل فيلم، وأفضل فيلم دولي، وأفضل ممثلة في دور رئيسي (فيرناندا توريس). ومن المتوقع فوزه بجائزة أفضل فيلم دولي على أقل تقدير، في حين تنافس توريس بشدة على جائزة أفضل ممثلة. وبالإضافة إلى الـ10 أفلام الأعلى ترشيحا لجوائز الأوسكار هناك أفلام أخرى ترشحت لأكثر من جائزة واحدة، وهي "سنغ سنغ"، و"الروبوت البري"، و"المتدرب"، و"تدفق"، و"أولاد النيكل"، و"ألم حقيقي".


الجزيرة
١٦-١٢-٢٠٢٤
- الجزيرة
"نوسفيراتو" و"موفاسا" و"سونيك".. أبرز أفلام هوليودية في ختام 2024
يقترب عام 2024 من نهايته، إلا إن عشاق السينما ما زالوا بانتظار قائمة من الأفلام الهوليودية المنتظرة التي تجمع بين التنوع والإثارة، لتختتم عامًا حافلًا بالأعمال السينمائية التي أثارت ردود فعل متباينة. تنتظر دور العرض خلال الأيام القادمة أفلامًا أثارت فضول المشاهدين منذ بداية العام. من أبرزها فيلم "مجهول تمامًا" (A Complete Unknown)، الذي يسرد جوانب من حياة المغني الشهير بوب ديلان. يجسد الممثل الأميركي-الفرنسي تيموثي شالاماي شخصية ديلان، ويقود العمل المخرج جيمس مانغولد، ومن المقرر عرضه في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري. وفي 25 ديسمبر/كانون الأول، يصدر فيلم الرعب "نوسفيراتو" (Nosferatu)، الذي يُعد إعادة إنتاج لفيلم كلاسيكي عُرض لأول مرة قبل أكثر من 100 عام. يحكي العمل قصة مصاص دماء يطارد فتاة شابة خلال القرن الـ19 في ألمانيا، بمشاركة طاقم تمثيلي يضم بيل سكارسغارد، وويليم دافو، وإيما كورين، وليلي روز ديب. الفيلم من كتابة وإخراج روبرت إيجرز. أما "ديزني"، فتختتم العام بأجزاء جديدة من أشهر أعمالها، جاء في مقدمتها فيلم "موانا 2" (Moana 2)، الذي طرح في صالات العرض في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد 8 سنوات من نجاح الجزء الأول الذي حقق إيرادات قاربت 700 مليون دولار عالميًا. كما تعود سلسلة "الأسد الملك" في جزء جديد بعنوان "موفاسا: الأسد ملكًا" (Mufasa: The Lion King)، الذي يعرض في 19 ديسمبر/كانون الأول. يركز الفيلم على شخصية موفاسا بصوت الممثل آرون بيير، مع استمرار مشاركة دونالد غلوفر وبيونسيه في أداء الأصوات لشخصيات سيمبا ونالا، بينما ستؤدي ابنتها بلو آيفي صوت كيارا لأول مرة. وقبل أيام، عاد عالم "سيد الخواتم" مع فيلم "سيد الخواتم: حرب الروهيريم" (The Lord of the Rings: The War of the Rohirrim)، ليكشف عن صراع جديد بين شخصيتي وولف وهيلم هامرهند. كما يشهد 27 ديسمبر/كانون الأول عودة شخصية القنفذ الشهير في فيلم "سونيك القنفذ 3" (Sonic the Hedgehog 3)، بعد غياب دام عامين. وسيكون للبطولات النسائية دور بارز في نهاية العام، مع عدد من الأفلام التي تتصدر بطولتها نجمات هوليود. أبرزها فيلم "ماريا" (Maria)، الذي تلعب فيه أنجلينا جولي دور السوبرانو الأميركية-اليونانية ماريا كالاس. الفيلم ينتمي إلى سينما السيرة الذاتية، وطرح في صالات محدودة بالولايات المتحدة في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، قبل أن يتم توفيره على "نتفليكس" لاحقا. على صعيد آخر، تقدم نيكول كيدمان فيلمها الجديد "الفتاة الصغيرة" (Babygirl)، الذي تدور أحداثه حول مديرة تنفيذية تدخل في علاقة مع متدرب يصغرها سنًا، لتجد نفسها في ورطة غير متوقعة. يُعرض الفيلم في 25 ديسمبر/كانون الأول، بعد أن حاز على إشادات واسعة خلال مهرجان فينيسيا السينمائي. وكان فيلم "شرير" (Wicked)، الذي يجمع بين أريانا غراندي وسينثيا إريفو، واحدًا من أبرز الأفلام المنتظرة قبل أن يطرح في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، ويحكي القصة الخلفية لساحرات أرض أوز، مستعرضًا منظورًا جديدًا للقصة الشهيرة التي قُدمت في فيلم "ساحر أوز العجيب" (The Wizard of Oz) قبل أكثر من 85 عامًا.