
الرؤية القرآنية لمشاعر الكراهية والأحقاد
وبالنظر إلى موقف الثقافة القرآنية من العداء نجد الواقعية بكل ثقلها، ما عكس حكمة الله وعدله، فليس من المنطقي ولا من الفطرة أن يتسامح الإنسان مع من يعتدي عليه، بل أن يرد العدوان بالعدوان: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} [البقرة: 194]. ولم يكتفِ النص القرآني بذلك، بل كشف لنا هوية أعدائنا وطبيعة مشاعرهم وما يجب علينا فعله لردع شرورهم، فالآية الكريمة في سورة النساء التي تقول: {والله أعلم بأعدائكم} [النساء: 45] جاءت بعد الحديث عن أهل الكتاب وخطورة الدور التضليلي (الإعلامي) الذي يقومون به: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل} [النساء: 44].
فأهل الكتاب بشقيهم اليهودي والنصراني، هم الأعداء التاريخيون والحقيقيون للأمة الإسلامية، وأي انحراف عن هذه العداوة يعكس – في حد ذاته – واقعية هذه الآية التي تكشف خطورتهم في قلب المفاهيم وتوجيه بوصلة العداء إلى غير مكانها الطبيعي، وهو ما نشهده اليوم من إعادة تعريف الأعداء للقادة العرب، ونجحوا إلى حدٍّ كبير في إقناع الفئات الضالة بأن العدو للأمة هي إيران وليس الكيان وحلفاؤه.
ولخطورة الأمر وخطورة العداوة، فإن مجرد التصديق بروايتهم الإعلامية من شأنه أن يُخرج الأمة من حالة الإيمان إلى حالة الكفر، فالله قد كشف حقيقة مشاعرهم وطبيعة تحركاتهم، ومن الجهل والغباء أن نركن إليهم عقب كل ذلك الشرح الإلهي المصاحب لتوصيف دقيق لخداعهم وتضليلهم: {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقًا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين} [آل عمران: 100]. كما اعتبر المودة لهم من الموبقات للدين: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} [المائدة: 51].
وبالنسبة للسلام مع أهل الكتاب، فلن يتحقق على الإطلاق، فمفردة 'سلام' ليست في قاموسهم على الإطلاق، وسيستمرون في قتال الأمة الإسلامية وذبح أبنائها حتى يصلوا إلى غايتهم المنشودة: {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا} [البقرة: 217]. وبالتالي فإن كل حديث عن السلام معهم والتعايش بيننا وبينهم مجرد إجراءات تكتيكية ضمن استراتيجية العداء الشامل في ثقافتهم.
أما عن الرؤية القرآنية للحل، فهي مقسومة على مرحلتين تبدأ بإظهار العداء لهم ونشر مشاعر السخط تجاههم، فذلك من الاستجابة لتوجيهات الله، ولها تأثيرها الكبير على مجريات الواقع، فهم لا يتحركون لقتال الأمة إلا بعد تحييدها عن مشاعر الغضب والسخط تجاههم: {لا تجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حادّ الله ورسوله} [المجادلة: 22]، {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} [المائدة: 51]، {لا يتخذِ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تُقاةً ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير} [آل عمران: 28]، ﴿ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلَوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور﴾ [آل عمران: 119].
والشواهد القرآنية كثيرة، وكلها تؤكد وجوب العداء وإظهار مشاعر السخط تجاههم، بما في ذلك الهتاف بالموت لهم، ومن هنا أعلن الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين رضوان الله عليه شعار البراءة ضدهم، فهو سلاح وموقف، وله تأثيره الكبير في نفوسهم ونفوس كل الموالين لهم، كما أنه يفضح كل العقائد والتوجهات التي من صنعهم، فكل موقف معارض للصرخة منبعه ثقافات مغلوطة دخيلة على واقعنا، إذ ليس من الإسلام ولا من العقل والحكمة أن نغضب ممن يصرخ بالموت لهم، بينما لا يتورعون في قتل المسلمين ليل نهار في غزة وغيرها من البلاد الإسلامية.
أما المرحلة الأخرى من التوجيهات القرآنية، فهي في إعلان الحرب عليهم حتى يتوقفوا صاغرين عن كل أنشطتهم العدائية تجاه المسلمين وسائر البشر: {قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين} [التوبة: 14]، {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} [الأنفال: 39]، {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يُحرِّمون ما حرَّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يُعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} [التوبة: 29].
ولكن لا يمكن لهذه المرحلة أن تتحقق قبل المرحلة الأولى، فمشاعر السخط ضرورية قبل التحرك لقتالهم، فالحرب تبدأ في النفوس والمشاعر قبل ميادين القتال، وهم يدركون هذه الخطوة تمامًا، ولذا يعملون على إزالة أي مشاعر سخط موجهة ضدهم، ومن هنا تتحرك كل الجماعات الضالة لمعاداة الصرخة، فهم مجرد أدوات تتحرك لخدمة المخططات اليهودية، وتحول دون العداء معهم، فهم أشبه بالجُدُر التي يتحصنون خلفها، كما أوضح الله: {لا يقاتلونكم إلا من وراء جُدُر} [الحشر: 14].
يتضح من الرؤية القرآنية أن مشاعر الكراهية والسخط ليست مذمومة في ذاتها، بل تُعد ضرورية إذا وُجهت توجيهًا صحيحًا وفق التوجيهات الإلهية، خاصة تجاه أعداء الأمة من أهل الكتاب. فالقرآن لا يدعو إلى التسامح المطلق، بل إلى الوعي والعداء الواجب لمن يحاربون الدين ويضلّلون الأمة، مؤكدًا أن المعركة تبدأ من الوجدان والموقف قبل أن تصل إلى ميدان القتال، وأن البراءة من أعداء الله من اليهود والنصارى جزء لا يتجزأ من الإيمان الصادق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد محسن الجوهري

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


26 سبتمبر نيت
منذ 31 دقائق
- 26 سبتمبر نيت
تحضيرات مبكرة لاستقبال ذكرى المولد النبوي بامانة العاصمة
مع اقتراب شهر ربيع الأول، تتزين العاصمة صنعاء بالأنوار المحمدية، وتكتسي شوارعها ومبانيها بحلة خضراء بهيجة، وتصدح ساحاتها ومساجدها بمدائح العشق المحمدي ابتهاجا بقدوم ذكرى مولد النور والهدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم. تحضيرات مبكرة ومكثفة تشهدها العاصمة في عموم مديرياتها وقطاعاتها المختلفة، وتتهيأ قلوب أبنائها لاستقبال ذكرى مولد خير خلق الله وأعظم قائد وشخصية عرفتها البشرية محمد صلوات الله عليه وآله وسلم. وبوتيرة عالية وتفاعل واسع، بدأت منذ أسبوعين أعمال تحسين ونظافة وإضاءة وتزيين الشوارع والحارات والمباني والحدائق والمتنزهات والساحات والأماكن العامة، ابتهاجاً بقدوم ذكرى مولد الرسول الأعظم، ولكي تكون العاصمة في أبهى حللها. بدأت ملامح الاحتفاء تتشكل في تفاصيل الحياة اليومية في صنعاء المدينة التي تفوح بعبق التاريخ، فالشوارع تكتسي باللون الأخضر والمآذن تزداد بهاءً، والمساجد تتحول إلى منارات ومنابر للذكر، حيث تُقام المحاضرات والدروس التي تستعرض سيرة الرسول الأعظم وتربطها بالواقع المعاصر الذي يعيشه الشعب اليمني في ظل موقفه المشرف المساند والمناصر للأشقاء في غزة. وفي السياق تستعد الجهات الرسمية والمجتمعية لإطلاق الزينة الضوئية في الساعة الثامنة من مساء اليوم في العاصمة صنعاء تدشينا للفعاليات التحضيرية لذكرى المولد النبوي على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم. أما الإنشاد والمديح النبوي، فهما صوت الروح في صنعاء، ويحتلان مكانة خاصة في هذه المناسبة الدينية الجليلة، حيث تُقام الأمسيات الإنشادية في مختلف الأحياء والمراكز الثقافية، في أجواء روحانية تتجاوز الطابع الاحتفالي إلى حالة وجدانية جماعية. يبهر اليمنيون العالم كله، بحفاوة استقبالهم، ومشهد احتفالهم العظيم والمهيب بهذه المناسبة، ويجددون عهد الولاء لرسول الله والاقتداء به والمضي على نهجه في نصرة الحق ومواجهة أعداء الأمة والدفاع عن المقدسات. تعد ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة دينية تتجسد فيها وحدة الأمة الإسلامية، ومنطلقا لتغيير وتصحيح واقعها، واستشعار المخاطر التي تترصدها من قبل أعدائها والتي تستهدف الإسلام وكل المسلمين. فعندما ابتعدت الأمة عن نبيها الكريم، استباحها الأعداء، وانتهكوا مقدساتها، إدراكا من العدو أن من يفرط برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله سيفرط بفلسطين، وبكل المقدسات. تتجلى عظمة وأهمية التمسك بالنبي الكريم، في صلابة وإرادة الشعب اليمني وعزيمته الإيمانية والجهادية واستشعاره لمسؤولياته تجاه دينه وقضايا أمته وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والتصدي لمؤامرات الأعداء التي تستهدف اليمن وكل الأمة العربية والإسلامية. يعبر الشعب اليمني من خلال استقبال وإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف عن اعتزازه وافتخاره بعظيم محبته وارتباطه الوثيق برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، والمضي على نهجه وسيرته العظيمة في نصرة الحق والمستضعفين والمقدسات الإسلامية، ومواجهة قوى الطغيان والاستكبار العالمي. يدرك شعب الإيمان والجهاد والنصرة، أهمية وعظمة التمسك بالقرآن والنبي الكريم كونه السبيل الوحيد لفلاح الأمة ونجاحها وعزتها والانتصار على أعدائها وتحرير مقدساتها من الصهاينة المجرمين. تتجلى ثمار الاتباع والتولي لله ورسوله، في الموقف اليمني العظيم والمشرف في نصرة غزة والشعب الفلسطيني والأقصى الشريف مسرى رسول الله، ومواجهة الطغاة والمستكبرين أمريكا وإسرائيل، رغم كل التحديات. وكأعظم وأغلى مناسبة على وجه الأرض، يحتفل اليمنيون بذكرى المولد النبوي، بما تحمل من دلالات عميقة تعكس إيمان وحب اليمنيين وارتباطهم الوثيق بالرسول الأعظم، وتاريخهم الإسلامي العريق. إذ يمثل الابتهاج والاحتفاء الكبير بهذه المناسبة رسالة لأعداء الأمة وعملاء الصهاينة والأمريكان، مفادها أن موقف اليمن الراسخ مع غزة وفلسطين هو جزء من هوية الشعب اليمني وإيمانه العميق وارتباطه بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبما جاء به من هدى وتعاليم وقيم إنسانية وأخلاقية. ورغم محاولات الأعداء وأدواتهم التقليل من أهمية الاحتفاء بذكرى المولد النبوي، إلا أن الشعب اليمني ومن منطلق هويته الإيمانية الراسخة يعتبرها من أعظم وأهم المناسبات الدينية، ويتصدر شعوب الأمة الإسلامية في إحيائها، ليرسم لوحة إيمانية فريدة تزدان بحب وتوقير النبي الكريم. كما أن مظاهر إحياء هذه الذكرى ليست بجديدة على أبناء اليمن الذين ناصروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ بداية بعثته الشريفة، وكان لهم أدوار عظيمة في نشر رسالة الإسلام إلى أصقاع الأرض، ولهذا وصفهم النبي بأنهم أهل الإيمان والحكمة، تعبيرا عن مكانتهم الخاصة والعظيمة لدى الرسول الأعظم.


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 14 ساعات
- وكالة الأنباء اليمنية
الحديدة .. فعالية بعزلة الخزاعي الأعلى في برع احتفاءً بذكرى المولد النبوي
الحديدة - سبأ : نظم أبناء عزلة الخزاعي الأعلى بمديرية برع بمحافظة الحديدة، اليوم، فعالية ثقافية إحياءً لذكرى المولد النبوي الشريف - على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم، تحت شعار "لبيك يا رسول الله". وفي الفعالية، أُلقيت كلمات تناولت دلالات إحياء هذه المناسبة العظيمة، وما تحمله من معانٍ روحية وتربوية تعزز ارتباط المجتمع بسيرة النبي الكريم وقيمه السامية في العدل والرحمة والتكافل. وأشارت الكلمات إلى أن الاحتفاء بالمولد النبوي يمثل محطة إيمانية لتجديد العهد بالسير على نهج الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، واستلهام الدروس من سيرته العطرة في مواجهة التحديات وتعزيز الصمود. كما أكدت أهمية استثمار هذه المناسبة في تعزيز الوعي المجتمعي بالقيم النبوية، وترسيخ روح التعاون والتكافل بين أبناء المجتمع بما يسهم في بناء مجتمع متماسك وقوي أمام التحديات. وتطرقت الكلمات إلى ما يعيشه الشعب اليمني من صمود وثبات في وجه تداعيات العدوان والحصار، معتبرة أن التمسك بالنهج المحمدي هو السبيل لتجاوز المحن والانتصار لقضايا الأمة العادلة. تخللت الفعالية فقرات إنشادية وشعرية عبرت عن مشاعر المحبة والاعتزاز بالنبي الكريم، وعكست عمق الارتباط برسالته الخالدة في وجدان أبناء اليمن.


اليمن الآن
منذ 21 ساعات
- اليمن الآن
رئيس مؤسسة الهجرة الخيرية للتنمية والوفد المرافق له يقومون بعدة زيارات بمدينة تريم
رئيس مؤسسة الهجرة الخيرية للتنمية والوفد المرافق له يقومون بعدة زيارات بمدينة تريم واصل السيد عبدالرحمن المحضار رئيس مؤسسة الهجرة الخيرية للتنمية والوفد المرافق له بعدة زيارات ولكن هذه المرة كانت في مدينة تريم الغناء بمحافظة حضرموت ، حيث حلّوا ضيوفًا على مدينة القلوب النابضة بالعلم والإيمان وأهل الولاية والصلاح ، في رحلة تحمل في طياتها معاني الوصل والوفاء بين قلوب اجتمعت على خدمة الدين والإنسان. كانت المحطة الأولى العيادة الصحية بدار المصطفى ، حيث وقف الوفد أمام منارة من منارات الرحمة، يرقب بأعين الامتنان ما تقدمه الأيادي البيضاء من خدمات طبية وعناية شاملة، وكان في استقبالهم الدكتور مهدي الحامد، طاف بهم على أقسامها المتعددة وبيّن لهم الخدمات التي تقدمها العيادة لطلاب العلم المنتسبين للدار أو للزوار وحتى للمواطنين المحتاجين للعناية الصحية القاطنين بجانب الدار. وبعدها توجه الركب الميمون إلى مكتب الاستقبال بدار المصطفى، حيث يقف رجال الدعوة وخدمة العلم لاستقبال الوافدين، يرسمون لهم طريقًا نحو مجالس الذكر وحلق العلم، ويهيئون لهم بيئةً يجد فيها طالب العلم قبل الزائر ما يروي عطشه الروحي، ويشبعه من معين المحبة النبوية الصافية، وخلال الزيارة كرم السيد عبدالرحمن المحضار رئيس مؤسسة الهجرة الخيرية للتنمية مكتب الاستقبال بدار المصطفى تسلمها بالنيابة عنهم السيد عبدالقادر بن شهاب بدرع الشكر والعرفان على حُسن استقبالهم لطلاب العلم وأعضاء المؤسسة. وبعدها زار الوفد مكتب الحبيب علي الجفري وذلك تقديرًا لدورهم البارز وجهودهم المباركة في خدمة الضيوف والزوار، وقد حظي الوفد باستقبال حافل يعكس كرم الضيافة وحسن المعاملة، حيث جرى خلال اللقاء تبادل الطرفان الأحاديث الودية واستعرض وفد المؤسسة الانجازات والمشاريع التنموية والخيرية في مختلف المجالات، وفي ختام الزيارة، قدّم الوفد درع الشكر والعرفان استلمها بالنيابة عنهم السيد علوي بن حفيظ ، تعبيرًا عن الامتنان والتقدير لحُسن الاستقبال وكرم الضيافة الذي بذلوه تجاه أعضاء المؤسسة. أما ختام الرحلة فكان إلى بيت الحبايب آل مشهور، البيت الذي تفوح رائحة سيدي الحبيب أبي بكر العدني بن علي المشهور رحمه الله تعالى، كان في استقبالهم السيد علوي المشهور ، تبادلوا أطراف الحديث مع الحاضرين الموجودين في المجلس ، في أجواء يختلط فيها عبق البخور بنفحات المودة، وتلتقي فيها القلوب قبل الأيدي. إنها لم تكن زيارةً اعتيادية، بل كانت جسراً من نور يربط بين مؤسسة الهجرة وصرح دار المصطفى ومنازل العلماء الكرام، لتؤكد أن الخير إذا ما انطلق من قلوب صادقة، فإنه لا ينقطع بإذن الله تعالى. وبهذا قد أتمت المؤسسة خططها التنفيذية ضمن الحملة الربيعية الثانية عشر بمدينة تريم، سائلين الله تعالى أن يجعل الأعمال خالصة لوجهه الكريم.