logo
جزيرة السعديات بأبوظبي .. وجهة سياحية ثقافية من طراز عالمي رفيع وفريد .. تعرف عليها

جزيرة السعديات بأبوظبي .. وجهة سياحية ثقافية من طراز عالمي رفيع وفريد .. تعرف عليها

الشبيبة١٨-٠٣-٢٠٢٥

أبوظبي - خالد عرابي
تُعتبر المنطقة الثقافية في السعديات أحد أكبر تجمعات المؤسسات الثقافية في العالم، حيث يلتقي فيها معلمو الأمس بمبدعي اليوم ومبتكري المستقبل، احتفاءً بإنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة والعالم. وهي منصة عالمية، تستمد ثراءها من إرث أبوظبي الثقافي لتحتفل بالتقاليد، وتعمل على تعزيز الثقافة وتبادل المعرفة.
وتُشكل المنطقة الثقافية في السعديات، عنصر تمكين، عبر متاحفها المتضمنة مجموعات فنية وثقافية تضيء على الروايات والقصص التي تحتفي بتراث المنطقة منذ آلاف السنين، وتعزز من ثراء وتنوع المشهد الثقافي العالمي.
ومن موقعها المتميز في قلب جزيرة السعديات، الذي يبعد دقائق قليلة عن المدينة، تتيح المنطقة الثقافية في السعديات لزوارها تجربة رحلة منظمة للتاريخ العالمي والثقافة الجماعية من خلال سرد متنوع ومبتكر. تتصاعد الوتيرة ويتزايد الزخم في المنطقة الثقافية مع اقتراب اكتمال أربعة متاحف وتجارب رائدة في واحدةٍ من أكبر مجمّعات المؤسسات الثقافية في أبوظبي. ستتعزّز مكانة المنطقة بأسرها كقوةٍ ثقافيةٍ عالميةٍ عند انضمام 'متحف زايد الوطني' و'متحف التاريخ الطبيعي في أبوظبي' و'تيم لاب فينومينا أبوظبي' و'متحف جوجنهايم أبوظبي'، إلى 'متحف اللوفر أبوظبي' و'بيركلي أبوظبي' و'منارة السعديات'.
تسلّط المنطقة الثقافية في السعديات الضوء على التاريخ الغني والتراث الثقافي لأبوظبي، وتجذّره بعمقٍ في التقاليد الإسلامية للمنطقة. وتتميّز ثقافة هذه المنطقة بمزيجٍ ساحرٍ من التأثيرات العالمية والولاء للتّراث المحلي. كما وتشهد هذه المنطقة على إيمان أبوظبي بالقوة التحويلية للثقافة والإبداع، وتعمل كمنارة للأمل والإلهام والتعليم، تدافع عن التنوّع الثقافي والمساواة والشمولية، وتدعم المواهب لإحداث تأثيرٍ محلي وإقليمي وعالمي.
وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي:' لا تعترف الثقافة بالحدود، فهي فضاءٌ رحب للتشاركية وتوسيع الآفاق والانفتاح على الأفكار والآراء، وهذه هي جهودنا في أبوظبي متخذين من الثقافة معبراً إلى ذلك، في استجابة دائمة لمجتمعنا وأسسه ونموه وتطوره المتواصل، وعليه فإن المنطقة الثقافية في السعديات تشكّل أملنا الثقافي بوصفها مساحة رحبة ومترامية للاحتفاء بالأشكال والأنواع والأنماط الفنية والفنانين. وتُجسد رسالة التنوع الثقافي التي ستصبح أكثر قوة مع الوقت، مما يعزز الروابط العالمية ويلهم التبادل الثقافي، ويستكشف طرق تفكير جديدة لدعم المنطقة وجنوب العالم والإنسانية جمعاء، هذا عدا عن كونها فرصة متجددة لاستعادة الماضي وفهم الحاضر والتطلع إلى المستقبل.'
تيم لاب فينومينا أبوظبي
يشكل متحف تيم لاب فينومينا أبوظبي – والذي سيفتتح في الـ 18 من أبريل المقبل – رحلة مذهلة نكتشف فيها أنفسنا وبيئتنا ونوّسع دائرة معرفتنا ونظرتنا للعالم من حولنا. يمتد على مساحة 17 ألف متر مربع يجمع بين الفن والهندسة المعمارية مع أحدث التقنيات والعلوم ليأخذ الزوار في رحلة عبر تصاميم حديثة تتطور كما لو أنها شكل من أشكال الحياة. ويقدم لهم تجربة فريدة متعددة الحواس من خلال 17 تجربة فنية رقمية تتغير مع كل زيارة جديدة، لتثير الفضول وتحفز الخيال والإبداع وتشجع على اكتشاف الذات.
صُمم تيم لاب فينومينا أبوظبي، الذي يأتي في إطار مفهوم 'تيم لاب' الجديد للظواهر البيئية والذي تكون فيه الأعمال الفنية نتاجًا متطورًا لبيئتها، كهيكل يلتف حول التجربة. ستلعب الهندسة المعمارية لـ 'تيم لاب فينومينا أبوظبي'، والتي تم تنفيذها من قبل الشركة الهندسية 'إم زد' ومقرها أبوظبي، وتصميمها من قبل مهندسي 'تيم لاب' بقيادة شوجو كاوادا، دوراً مهماً في توفير بيئة للتطور الحر والطبيعي للأعمال الفنية. تأسست مجموعة 'تيم لاب' عام 2001، وهي مجموعة فنية دولية مقرها طوكيو، تلتزم باستكشاف التقاء الفن والعلوم والتكنولوجيا والعالم الطبيعي.
متحف زايد الوطني
يحتفي متحف زايد الوطني المتحف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة بالتاريخ الغني لدولة الإمارات وثقافتها ويروي قصصها الملهمة، والقيم الراسخة للوالد المؤسس المغفور له بإذن اللّٰه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب اللّٰه ثراه.
تم تصميم المتحف الممتد على مساحة 72,441 متر مربع من قبل مجموعة فوستر آند بارتنرز، لندن، والتي تأسست عام 1967 من قبل اللورد نورمان فوستر (1 يونيو 1935)، الحائز على جائزة بريتزكر للهندسة المعمارية لعام 1999. يأخذ المتحف زواره في رحلة عبر تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، تعود بهم إلى أداة حجرية عمرها 300,000 عام عُثر عليها في جبل حفيت في العين. وباستخدام أسلوب سردي متميز، تربط القطع المعروضة في صالات متحف زايد الوطني بين الماضي القديم والتقاليد المتجذرة التي عُرف بها أهل المنطقة.
يعيد متحف زايد الوطني إحياء الماضي في وقتنا الحاضر باستعراض التضاريس الطبيعية المتنوعة للأرض التي تقوم عليها دولة الإمارات العربية المتحدة، وتسليط الضوء على حكمة الأسلاف التي لا تزال تُثري الهوية الإماراتية.
يضم المتحف ست صالات عرض دائمة وصالة عرض مؤقتة وحديقة خارجية. وتقوم قصة المتحف على إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب اللّٰه ثراه، فهو محورها وتضيء قيمه كل صالة من صالات العرض في المتحف. كما ويحتفظ المتحف بمجموعة تضم أكثر من 2500 قطعة من الأعمال الفنية والقطع الأثرية من الثقافات القديمة والحية في الإمارات العربية المتحدة والمنطقة.
ووراء كل قطعةٍ قصة تحكي عن صانعها والغرض منها وموقع العثور عليها وكيفية انتقالها من جيل إلى آخر. وتروي القطع التي ستشاهدونها في متحف زايد الوطني قصصاً منها، التجارة قديماً مع المجتمعات القريبة والبعيدة، والابتكار ومهارة الإنسان عبر العصور، والجهود التي بذلها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في سبيل توحيد الإمارات في العصر الحديث.
تتميّز اللمسات الهندسية الفريدة للمتحف الذي يمكن رؤيته من بعيد، بخمسة هياكل فولاذية شاهقة على شكل جناح الصقر وهو يطير. ويستخدم تصميم المتحف تقنيات استدامة مختلفة، ومن أهمها الهياكل الفولاذية الخمسة التي تعمل كأبراجٍ حرارية لسحب الهواء الساخن من خلال كسوة الهياكل الزجاجية، وفي الطقس المثالي يتمّ فتح الألواح الزجاجية تلقائياً، لتعمل بنفس مبادئ برج الرياح التقليدي (البرجيل) لتدوير الهواء في المبنى.
يأخذ متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي، الزوار في رحلة عبر الزمن لـ 13.8 مليار عام من تطوُّر عالمنا، ما يتيح لهم التعرُّف على نشأة الكون ومستقبل الأرض، والتي تتضمن منظوراً من شأنه تحفيز التفكير حول آفاق المستقبل المستدام. ومن أبرز مقتنيات المتحف الجديد هيكل التيرانوصور الشهير 'ستان' البالغ عمره 67 مليون عام، طوله 11.7 مترًا، ويعتبر واحداً من أفضل الأحافير المحفوظة وأكثرها دراسةً لهذا الكائن المفترس من أواخر العصر الطباشيري؛ وسينضم إلى 'ستان' نيزك مورشيسون الذي أتاح للعلماء اكتشاف معلومات جديدة حول بدايات تكوّن النظام الشمسي. يحتوي النيزك على مجموعة كبيرة من المركبات العضوية 'الغبار النجمي'، بالإضافة إلى حبيبات ما قبل المجموعة الشمسية تشكّلت قبل أكثر من 7 مليارات سنة، أي قبل وقت طويل من ظهور نظامنا الشمسي الحالي. ويغطي المتحف مساحة تزيد عن 35000 متر مربع، وقد صممت الشركة الهولندية ميكانو، المتحف ليحاكي التكوينات الصخرية الطبيعية، ما يعكس هدفه المتمثل بتعزيز فهم العالم الطبيعي.
بالإضافة إلى تقديم لمحة تاريخية عن بداية الكون، ومعرفة بعض الكائنات الحية التي عاشت في فترة أواخر العصر الطباشيري، ينقل المعرض زواره في رحلة عبر الزمن لرسم تصور عن جوانب الحياة في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي قبل 7 ملايين عام، بأنهارها ووديانها وغاباتها الكثيفة ومراعيها الشاسعة.
وسيكون متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي جزءاً من مجتمع عالمي أوسع من متاحف التاريخ الطبيعي التي تسخر كامل طاقاتها لتثقيف العامة، وإعداد ونشر أبحاث علمية تخدم هذا الهدف.
وسيحتضن المتحف مركز بحث علمي عالمي المستوى يجري دراساتٍ في مجالات علم الحيوان و الحشرات، وعلم الحفريات، وعلم البيولوجيا البحرية، والبحوث الجزيئية (علم الحمض النووي، والبروتيوميات)، وعلوم الأرض. ويهدف المركز البحثي إلى تعزيز المعرفة وتطويرها من خلال فهم الماضي والابتكار للمستقبل بالاعتماد على أحدث التقنيات.
صمم المهندس المعماري العالمي فرانك جيري متحف جوجنهايم أبوظبي، ويمتدّ على مساحة إجمالية تبلغ 80,000 متر مربع، ليكون الأكبر بين متاحف جوجنهايم في العالم. سيشكل جوجنهايم أبوظبي المتحف الأبرز في المنطقة للأعمال الفنية والثقافية العالمية الحديثة والمعاصرة، ويطمح إلى ربط الثقافات وإلهام الناس من خلال الاحتفاء بالفن منذ فترة 1960 وحتى عصرنا الحالي.
يتربّع جوجنهايم أبوظبي في قلب المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، وهو ثمرة التعاون البناء بين دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي ومؤسسة جوجنهايم آر سولومون. ويقدم مجموعة عالمية متنوعة تركز بشكل خاص على الأعمال الفنية من غرب وآسيا والمنطقة الأوسع نطاقاً، وسيعمل على صياغة فهم أعمق لكيفية مساهمة وجهات النظر الفنية المختلفة في رسم ملامح التنوع الثقافي والحضاري لعصرنا الحالي.
سيكرس جوجنهايم أبوظبي جهوده للتعليم والتوعية المجتمعية، إلى جانب تطوير الدراسات والتفسير لمفاهيم الفن العالمي الحديث والمعاصر. وسيسهم من خلال برامجه المتنوعة في نشر المعارف والرؤى الجديدة حول الفن من غرب وجنوب آسيا وشمال أفريقيا وغيرها، كما سيشكل منتدى عام لمجتمعاته والفنانين والقيمين الفنيين والباحثين، الذين يمثلون وجهات نظر فريدة من جميع أنحاء العالم، ويعزز قوة الخيال ويحتفي بتنوع الإبداع البشري.
يتضمن المتحف مجموعة عالمية دائمة تضم أكثر من 976 قطعة من أكثر من 70 دولة، مع التركيز بشكل خاص على فنون غرب آسيا وشمال إفريقيا وجنوب آسيا والتي تعود إلى عام 1960. يضمّ المتحف 28 صالة عرض تمتد على مساحة 12800 متر مربع، بالإضافة إلى 23000 متر مربع من مساحات العرض الخارجية في الردهة والمدرجات المخروطية الخارجية والمدرجات المحيطة بالمبنى.
اكتشاف أثرية
تحضن متاحف المنطقة الثقافية في السعديات، الكثير من الاكتشافات الأثرية التراثية، وهي الشاهد على الحقبات التاريخية القديمة والإرث الغني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ونذكر منها:
لؤلؤة أبوظبي
تمّ العثور على لؤلؤة أبوظبي في الموقع الأثري في جزيرة مروح قبالة سواحل أبوظبي عام 2017. بعد عامين من اكتشافها، وخلال معرض '10 آلاف عام من الرفاهية' في متحف اللوفر أبوظبي، استقطبت هذه الجوهرة اللؤلؤية الوردية أنظار العالم مما جعلها تتصدر الأخبار العالمية.
كانت تُعد أقدم لؤلؤة طبيعية يتمّ اكتشافها على الإطلاق، حيث تظهر الطبقات التي تغطي اللؤلؤة بأنها تعود إلى العصر الحجري الحديث في الفترة ما بين 5800-5600 قبل الميلاد. ويعد هذا الاكتشاف دليلاً على وجود مهنة صيد اللؤلؤ والمحار في دولة الإمارات منذ ما يقارب 8 آلاف عام، وهو أحد أقدم الدلائل المكتشفة على صيد اللؤلؤ في العالم.
القرآن الأزرق
مؤخراً، نجح فريق من الباحثين في متحف زايد الوطني في إظهار نص قرآني تحت طبقة زخرفية من ورق الذهب على صفحة من صفحات المصحف الأزرق، وهو أحد أشهر مخطوطات القرآن الكريم في العالم، ومن أهم الأمثلة على الخط الإسلامي. ومن خلال استخدام تقنيات التصوير متعدد الأطياف، تمكن الفريق من إظهار آياتٍ من سورة النساء. ويتوقع أن تكون الزخرفة قد أضيفت في هذه الحالة، لإخفاء خطأ شخصي ارتكبه الخطاط خلال عملية النسخ، أو ربما قام دون قصد بتكرار نسخ الصفحة ذاتها مرتين، وبما أن تكلفة إنتاج المخطوطات كانت باهظة للغاية، مما يجعل إعادة العمل على نسخة جديدة من جلد الغنم المصبوغ باللون النيلي أمراً صعباً لذلك اُستُخدِمت أنماط زخرفية متداخلة لتغطية النص.
ويعود تاريخ مخطوطة المصحف الأزرق وهو نسخة من القرآن الكريم، إلى الفترة بين عامي 800 إلى 900م، وهو معروف بصفحاته الزرقاء الزاهية أو النيلية، وخطه الكوفي الذهبي وزخارفه الفضية، فيما يعتبر النص بالخط الكوفي صعب القراءة اليوم؛ لأنه يستخدم الحروف العربية دون النقاط أو علامات التشكيل
قلادة الطفل
سيتمّ عرض قلادة الطفل بشكلٍ دائمٍ في صالة عرض 'من جذورنا' عند الافتتاح المرتقب لمتحف زايد الوطني في المنطقة الثقافية في السعديات. وترمز هذه القطعة الفنيّة المزيّنة إلى حبّ الأم ورعايتها في الأسرة الإماراتية. وشكلت هذه القلادة المصنوعة من القطن الأصفر المنقّط بتصميم 'البوتيلة' التقليدي، والمحشوة بالأعشاب والتوابل وأوراق النباتات، جزءًا مهما من مجموعة أدوات الأم الإماراتية. وكانت الروائح المنبعثة من القلادة تهدّئ الطفل وتساعده على الاسترخاء. ولصنع القلادة، كانت الأمّ تطحن الأعشاب أولاً والتي تشتمل على الزعفران، المحلب، الحبّة السوداء، وبذور الحنظل وهي عبارة عن نباتٍ صحراوي ذو ثمرةٍ تشبه الليمون، ومن ثم تنخلها وتضع هذا المزيج في أيّ قماش متوفّر لديها، ومن بعدها يتمّ ربط الخيط حول عنق الطفل. وتوضع هذه القلادة بعد استحمام الطفل في الصباح أو قبل القيلولة، مما يسمح للأم بالقيام بمهماتها المنزلية المتنوعة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خالد بن محمد بن زايد يفتتح "تيم لاب فينومينا أبوظبي" للفنون الرقمية
خالد بن محمد بن زايد يفتتح "تيم لاب فينومينا أبوظبي" للفنون الرقمية

جريدة الرؤية

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • جريدة الرؤية

خالد بن محمد بن زايد يفتتح "تيم لاب فينومينا أبوظبي" للفنون الرقمية

◄ تجربة فنية متعددة تضم أعمالًا تحويلية ضخمة تمزج بين الفن والتكنولوجيا ◄ يمتد تيم لاب فينومينا أبوظبي على مساحة 17,000 متر مربع أبوظبي- أحمد الجهوري افتتح سُّمو الشيخ خالد بن مُحمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، تيم لاب فينومينا أبوظبي الذي يُشكل تجربة فنية مُتعددة الحواس ومعلماً ثقافياً جديداً في قلب المنطقة الثقافية في السعديات في العاصمة أبوظبي. حضر حفل الافتتاح نخبة من كبار الشخصيات والقادة الثقافيين والفنانين والمبتكرين والمشاهير من حول العالم، وتضمن عرضًا موسيقيًا مميزًا من تأليف عازف البيانو والملحن الإيطالي الشهير لودوفيكو إينودي، وذلك بالتزامن مع عرض ضوئي ضمّ 6000 طائرة بدون طيار إضافة إلى عروض للألعاب النارية، مُعدّة خصيصًا للاحتفال بالمعلم الجديد لمنطقة السعديات الثقافية. وقال معالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي: "يُعدّ تيم لاب فينومينا أبوظبي معلمًا ثقافيًا رائدًا يعيد تعريف التجارب الفنية الغامرة على مستوى العالم، حيث يُجسّد رؤية تتجاوز حدود الإبداع والتكنولوجيا والإدراك البشري، مقدّمًا تجربة فريدة من نوعها للزوار. وبالشراكة مع فريق "تيم لاب"، تمكنا من تحقيق هذا المفهوم الريادي، تأكيدًا على التزامنا الراسخ بتقديم تجارب استثنائية تُلهم، وتُحفّز، وتسهم في إثراء المشهد الثقافي في أبوظبي، ولاسيما أن المنطقة الثقافية في السعديات أحد أكبر تجمعات المؤسسات الثقافية في العالم، التي تحتضن نخبة من العقول والمؤسسات الرائدة والتي بدورها تعمل على تعزيز الحوار الثقافي، وإلهام الإبداع، وبناء مستقبل أكثر ترابطًا وتنوعًا." وتجوّل الزوار بين المناطق الفنية المختلفة في "تيم لاب فينومينا أبوظبي" وعاشوا تجارب استثنائية، وتفاعلوا مع الأعمال الديناميكية، واختبروا العلاقة المتناغمة بين الفن والتكنولوجيا والظواهر الطبيعية. بدوره، قال توشيوكي إينوكو، مؤسِّس مجموعة تيم لاب: "أعمال تيم لاب فينومينا أبوظبي غير مستقلة مُتشكلة من البيئة التي تنتج الظواهر المتنوعة، الأجسام مثل الحجارة والإبداعات البشرية تحتفظ بهيكل ثابت بشكل مستقل، فالحجر على سبيل المثال سيبقى دون تغيير حتى إذا وُضع في صندوق مغلق، معزول عن العالم الخارجي. في المقابل، فإن الدوامة في المحيط ستختفي في لحظة إذا أُزيلت من بيئتها، وعلى عكس الحجر، لا تستطيع الدوامة الاستمرار في الوجود؛ بل تتطور مع التيارات المحيطة، التي تتشكل من المياه المتدفقة باستمرار من الخارج إلى الداخل ومن الداخل إلى الخارج، متغيرة مع تدفقها، بالإضافة إلى ذلك، فإن حدود وجودها غير واضحة، ولا يوجد تمييز مادي بين الدوامة ومحيطها، والبيئة الفريدة تُنتج الظواهر، وتُحافظ البيئة على وجود الهيكل. فلنسمي ذلك الوجود "الظواهر البيئية"، والعمل الفني غير قابل للفصل عن البيئة ويتغير مع تغيرها، وهذه الفكرة تتجاوز المفاهيم التقليدية المختلفة للوجود من خلال الأشكال الفيزيائية، حتى إذا غمر الناس أنفسهم جسديًا في العمل الفني، سيبقى العمل سليمًا، قادرًا على استعادة نفسه بشكل طبيعي، ومع ذلك، يحافظ العمل الفني على وجوده طالما تمَّ الحفاظ على البيئة المحيطة به، ويزول بغياب العناية بهذه البيئة، وبهذا يتوسَّع إدراك الزائر بمرور الوقت ليركِّز على البيئة، على عكس العناصر المادية الجامدة التي تحافظ على كينونتها بغياب التأثيرات الخارجية". وقد أُنجزت هذه التجربة الفنية الفريدة، التي تمتد على مساحة 17,000 متر مربع، بالتعاون مع مجموعة "تيم لاب" الفنية العالمية، ودائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي. وتُجسد هذه التجربة متعددة الحواس التزام الإمارة الراسخ بتعزيز الإبداع والابتكار الثقافي على المستوى العالمي، من خلال أعمال فنية ضخمة وتحويلية تمزج بين الفن والعلم والتكنولوجيا بأساليب مبتكرة وغير مسبوقة. ويهدف "تيم لاب فينومينا أبوظبي" إلى استكشاف حدود الخيال البشري وتجاوزها، حيث يتغير كل عرض فني ضمن المشروع بشكل مستمر من خلال تفاعله مع الضوء والصوت والحركة. وعلى عكس الأعمال الفنية التقليدية، فإن الأعمال هنا تتسم بالديناميكية والتفاعل المستمر مع البيئة المحيطة وزوّار المعرض، لتُشكّل تجربة فنية نابضة بالحياة لا مثيل لها. ويتألف المعرض من منطقتين رئيسيتين: "المنطقة الجافة" و"المنطقة المائية"، حيث يستمتع الزوّار بمشاهد بصرية آسرة، ومناظر حيوية، وتجارب تفاعلية تمحو الحدود بين العمل الفني والمتلقي. وفي "المنطقة الجافة"، يتفاعل الزوار مع مجموعة من الأعمال الفنية التي تستجيب لحركاتهم وتصرفاتهم، ما يخلق علاقة فريدة بين الزائر والعمل الفني، أما في "المنطقة المائية"، فيسير الزوّار عبر ممر مخصص يقودهم إلى عالم مليء بالتجارب الحسية التفاعلية التي تعمّق ارتباطهم بالفن. ويُعدّ "تيم لاب فينومينا أبوظبي" إضافة نوعية إلى المنطقة الثقافية في السعديات، التي ستُصبح عند اكتمالها أحد أكبر تجمعات المؤسسات الثقافية في العالم. وتضم المنطقة متاحف ومعالم ثقافية مرموقة، مثل متحف اللوفر أبوظبي، ومتحف زايد الوطني المرتقب – المتحف الوطني لدولة الإمارات، ومتحف جوجنهايم أبوظبي الذي يستعرض مجموعة عالمية من الفن الحديث والمعاصر تعكس التنوع الثقافي والاتجاهات العالمية، إلى جانب متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي، الذي يروي قصة الحياة على الأرض ونشأة الكون. وتُعزز إضافة "تيم لاب فينومينا" مكانة أبوظبي كمركز ثقافي عالمي، من خلال تقديم تجربة تحويلية فريدة تُجسد التزام الإمارة بالابتكار، والإبداع، والتعاون الثقافي على مستوى عالمي.

"سلسلة الثمانية": أدب اليافعين بين الانطلاق نحو المستقبل والتشبث بالجذور
"سلسلة الثمانية": أدب اليافعين بين الانطلاق نحو المستقبل والتشبث بالجذور

جريدة الرؤية

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • جريدة الرؤية

"سلسلة الثمانية": أدب اليافعين بين الانطلاق نحو المستقبل والتشبث بالجذور

أبوظبي - الرؤية شهدت منصة المجتمع في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، جلسة حوارية متميزة لإطلاق سلسلة "الثمانية – كتب اليافعين كنموذج لإحياء التراث"، بحضور نخبة من الكُتّاب والناشرين والمختصين في أدب الطفل. وشارك في الجلسة، كل من الروائية نادية النجار، والدكتورة فاطمة البريكي، والدكتورة هنادا طه، أستاذ كرسي اللغة العربية بجامعة زايد، وعلي الشعالي، مؤسس دار الهدهد للنشر. وأدارت الجلسة ذكرى والي، المستشارة الثقافية، التي أكدت في كلمتها الافتتاحية أهمية ربط الناشئة بجذورهم التاريخية من خلال محتوى أدبي مدروس، وهو ما تسعى إليه السلسلة بتقديم شخصيات ومحطات من التاريخ العربي بأسلوب يناسب أعمار اليافعين. واستعرضت النجار، مؤلفة كتاب " الجامعات " ضمن السلسلة، دور الكتاب في تعزيز الهوية الثقافية وربط الطفل بماضيه، مشددة على ضرورة تقديم محتوى جذاب يتناسب مع وعي الطفل وطبيعة اهتماماته في ظل المنافسة الكبيرة التي تفرضها الوسائط الرقمية الحديثة. وأضافت أن غرس حب القراءة في نفوس الأطفال يتطلب تكامل أدوار الأسرة والمدرسة والمجتمع، مشيدة بالمبادرات التي أطلقتها دولة الإمارات في هذا المجال. من جانبها، أوضحت البريكي، مؤلفة كتاب " مدن من تاريخنا " ، أن تعريف الطفل بتاريخه يعزز وعيه بواقعه ويؤسس لقراء مثقفين. ودعت إلى دعم أدب اليافعين، خاصة الكتب التي تقدم المعرفة بطريقة مبسطة وموثوقة، مؤكدة أن الطفل القارئ هو مشروع كاتب ومفكر في المستقبل، وأن دور الأهل في هذا المسار لا يقل أهمية عن دور المدرسة. أما طه، فشددت على أهمية تقديم معلومات دقيقة في عصر تتزايد فيه الأخبار المضللة، مؤكدة ضرورة تأسيس معارف تاريخية إنسانية مشتركة بين الأجيال العربية، وربط الناشئة بالقيم والتجارب التاريخية الجامعة. ووصفت القراءة بأنها "عادة لا موهبة"، تتشكل وتُغذّى من خلال بيئة تعليمية وأسَرية داعمة. وفي مداخلة له، تحدث الشعالي عن أهمية تعميق الاعتزاز بالذات الثقافية لدى الأجيال الجديدة، مؤكدًا أن هذا لا يتحقق إلا من خلال ربطهم بالإنجازات التي سطرها أجدادهم، بعيدًا عن السرد التاريخي الجاف والمعلومات المجتزأة المتوافرة في بعض المواقع الإلكترونية. ولفت إلى أن النشر المعرفي اليوم يجب أن يواكب تطلعات الجيل الجديد، الذي يتلقى المعرفة بصريًا وسمعيًا، من دون أن ينفصل عن تراثه وهويته. واختتمت الجلسة بتأكيد جماعي على أهمية إنتاج أدب يافعين عربي معاصر يلبّي احتياجات المرحلة، ويغرس القيم الثقافية والتاريخية من خلال السرد الجاذب والمحتوى المحكم، بما يواكب التطورات التكنولوجية من دون أن يفرط بالهوية.

"أطباق وثقافات": طعام يُعدّ بحب ويُروى بقصة
"أطباق وثقافات": طعام يُعدّ بحب ويُروى بقصة

جريدة الرؤية

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • جريدة الرؤية

"أطباق وثقافات": طعام يُعدّ بحب ويُروى بقصة

أبوظبي - الوكالات في فضاء يلتقي فيه الطعم بالحكاية، والبهار بالتاريخ، عاش زوار معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي نظمه مركز أبوظبي للغة العربية، تجربة تفاعلية ملهمة في ركن "أطباق وثقافات"، على مدار عشرة أيام متواصلة رحلة غنية في عالم الطهي، تتجاوز حاسة التذوق لتغدو احتفاءً حقيقيًا بثقافات الشعوب، وتقاليدها المطبخية العريقة. ينظم الركن برنامجًا يوميًا متنوعًا يتضمن خمس فقرات تفاعلية مدتها 40 دقيقة لكل منها، بواقع فقرتين في الفترة الصباحية، وثلاث فقرات بعد الرابعة عصرًا، تقودها نخبة من الطهاة من مختلف دول العالم، يقدمون وصفات تقليدية تعبّر عن بيئاتهم الثقافية، ويكشفون أسرار المكونات وتقنيات الطهو، مع ربط كل طبق بالخلفية الاجتماعية والتاريخية التي ينتمي إليها. ولا يقتصر دور الجمهور على المتابعة، بل يشارك الطهاة في إعداد الأطباق وتذوقها، ما يضفي على التجربة بعدًا حيويًا وتفاعليًا فريدًا. وتُقام ضمن البرنامج مسابقات طهي حماسية، تُشعل روح التحدي بين المشاركين، وتُعزز المهارات الإبداعية في الطهو، ضمن أجواء تملؤها الشغف والمعرفة. كما يتعرف الحضور إلى تنوّع كبير في أساليب الطبخ، من أطباق الشوارع إلى وصفات المطبخ الملكي، وكلها تعكس الهويات المتعددة لشعوب الأرض. ونظم المعرض، الذي اختتم فعالياته أمس في مركز أدنيك أبوظبي، هذا البرنامج بالتعاون مع مدرسة ICCA العالمية لفنون الطهي، التي تتخذ من دولة الإمارات مقرًا لها، إلى جانب فروع دولية، وتُعدّ من أبرز المؤسسات المتخصصة في تأهيل الطهاة المحترفين وتقديم التجارب التعليمية في فنون الطبخ. وتؤمن المدرسة، كما إدارة المعرض، بأن الطعام وسيلة فعالة للتواصل الثقافي، وأن الأطباق ليست مجرد وجبات بل ذاكرة جمعية تحمل في طياتها قصص الشعوب وأسلوب حياتها. ركن "أطباق وثقافات"، الذي يحرص المعرض على إقامته سنوياً، ليس محطة لتذوق الطعام فقط، بل مساحة للتعرف إلى الإنسان من خلال نكهاته، وتوثيق علاقة الجمهور بالمطبخ كأحد أوجه التعبير الثقافي. إنها رحلة عبر النكهات والعطور والتوابل، تمنح الزائر نافذة على العالم من خلال طبق يُعدّ بحب ويُروى بقصة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store