
مبادرة أجاويد في رمضان: تنافس في الخير وتعزيز للقيم في عسير
الدكتور عبدالله آل مرعي
أستاذ مشارك بقسم الإعلام والاتصال في جامعة الملك خالد عضو مجلس ادارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
رئيس اللجنة الإعلامية غرفة أبها
متخصص في الإعلام الرقمي والإعلام السياحي
مع حلول شهر رمضان المبارك، تبرز مبادرات الخير والتكافل الاجتماعي في مختلف مناطق المملكة، ومن بين هذه المبادرات المتميزة تأتي 'مبادرة أجاويد' في منطقة عسير، التي تجمع بين التنافس الإيجابي، وتعزيز القيم النبيلة، وتحفيز المجتمع على العمل التطوعي والتنموي.
مفهوم المبادرة وأهدافها
أجاويد ليست مجرد مبادرة موسمية، بل هي مشروع متكامل يهدف إلى غرس وتعزيز مجموعة من القيم الأساسية التي تسهم في بناء مجتمع متماسك ومترابط. تقوم المبادرة على أربعة مسارات تنافسية رئيسية، هي:
1. الصدق– غرس الأمانة، والعدل، والوفاء، والعفة.
2. التسامح– تعزيز الروابط الأسرية، والتكافل الاجتماعي، والتواضع، والعفو.
3. الانتماء– غرس المسؤولية، وتنمية الولاء، وتعزيز الهوية الوطنية، والالتزام بالقوانين.
4. الانضباط– بناء القدوة، تنمية المهارات، الإتقان، والالتزام بالسلوكيات الإيجابية.
كل مسار من هذه المسارات يهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في سلوك الأفراد والمجتمع من خلال المنافسة على تنفيذ مبادرات عملية، مما يعزز روح التحدي الإيجابي بين المشاركين.
روح التنافس الإيجابي في رمضان
يتجلى جوهر رمضان في العطاء والبذل والعمل الصالح، وهو ما تعكسه 'مبادرة أجاويد' من خلال إشراك جميع فئات المجتمع في برامج تهدف إلى خدمة الأسرة والمجتمع والوطن، فالمبادرة ليست مجرد أنشطة خيرية، بل تشمل تنمية المهارات، وتحفيز الإبداع، ونشر القيم الأخلاقية في بيئة تنافسية محفزة.
في ختام الشهر الفضيل، يتم تتويج ثلاث مبادرات متميزة في كل مسار، حيث تكون المشاركة الفاعلة هي المعيار الأساسي للفوز، مما يدفع الجميع لبذل أقصى جهدهم في تقديم أفكار ومشاريع تسهم في نهضة المجتمع وخدمته.
دور المجتمع في إنجاح المبادرة
من أبرز ما يميز 'أجاويد' هو مشاركة مختلف شرائح المجتمع، من الأسر إلى المؤسسات التعليمية والجمعيات الخيرية وحتى الأفراد الراغبين في المساهمة بخبراتهم وأفكارهم، فالمبادرة لا تقتصر على الدعم المادي، بل تتعداه إلى تنمية الإنسان فكريًا وأخلاقيًا، مما يعزز التماسك الاجتماعي ويخلق بيئة يسودها الاحترام والتعاون.
تمثل 'مبادرة أجاويد' نموذجًا فريدًا للعمل المجتمعي المنظم، حيث تجسد القيم الرمضانية في أبهى صورها، وتساهم في تحويل التنافس إلى وسيلة لبناء مجتمع أكثر وعيًا ومسؤولية، ومن خلال هذا التكاتف، تظل عسير نموذجًا يحتذى به في استثمار الشهر الفضيل لتعزيز الخير والنماء، مما يرسخ معاني العطاء والبذل في وجدان الجميع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- عكاظ
على مدى 33 عاماً.. تشكيلي سعودي يوثق 1200 نوع لـ«القط العسيري»
تابعوا عكاظ على وثّق الفنان التشكيلي السعودي إبراهيم الألمعي، على مدى 33 عاما، فن «القَط العسيري» من مواقعه التقليدية، التي نقشتها أيادي النساء، منذ أكثر من سبعة عقود باحترافية وحس فني عالٍ على جدران البيوت الأثرية. ويؤكد التشكيلي الألمعي بأن جدوله الأسبوعي على مدى ثلاثة عقود لم يخلُ من زيارة قرية في شرق أو غرب أو شمال أو وسط منطقة عسير؛ للبحث عما تبقى من رسومات فنية أصيلة داخل المنازل الأثرية، التي تهدم الكثير منها بفعل العوامل الجوية، إذ وثق خلال هذه السنوات أكثر من 1200 نوع من خطوط وألوان «القَط»، مشيراً إلى أن جميع القرى وفي جميع المحافظات احتوت على منازل مزينة بالرسومات التقليدية «القَط» أو «الكَتبة» أو «الزَيان»، وهي جميعها أسماء لأشكال الفن الذي تحول إلى أيقونة عالمية منذ تسجيله ضمن القائمة التمثيلية للتراث غير المادي في «اليونسكو» عام 2017. رحلة البحث عن «القَط» وسط القرى التراثية لم تكن سهلة بالنسبة للألمعي، بسبب تهدم أجزاء كبيرة من المنازل التي تحتوي نقوش القط المنفذة بالألوان التقليدية التي تُجلب من الطبيعة المحيطة، إضافة إلى خطر الثعابين والحشرات السامة في بعض المنازل. أخبار ذات صلة وفي شرحه لتفاصيل «القَط» التقليدي الذي يزين أحد البيوت الأثرية، يشير الألمعي إلى أن أبرز مكوناته ما يسمى بـ«الشَبكة»؛ وهي خطوط متشابكة بلون واحد، تليها خطوط أخرى تدعى «الحِناش» لأنها مقتبسة من شكل الثعبان أو الحنش، ثم تأتي «الخَتمة» أو «الأختام» وهي بمثابة إقفال لنهاية الشكل الفني، مبيناً أن المعنى الحقيقي لكلمة «القط» هي الخطوط العرضية المتعددة التي تُرسم عادة أسفل اللوحة الأصلية التي تسمى «الكتبة» أو «النقش»، كما يسمى في بعض القرى «الزيان» أي تزيين البيت. فن «القَط العسيري».


صحيفة سبق
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- صحيفة سبق
فنان سعودي يوثق أكثر من 1200 نمط من فن القَط العسيري خلال 33 عامًا
على مدى 33 عامًا، وثّق الفنان التشكيلي السعودي إبراهيم الألمعي فن "القَط العسيري" من مواقعه التقليدية التي زينتها أيادي النساء منذ أكثر من سبعة عقود، على جدران البيوت الأثرية، باحترافية وحس فني رفيع. ويؤكد الألمعي، في تصريح لـ"واس"، أن جدوله الأسبوعي طوال ثلاثة عقود لم يخلُ من زيارة قرية في شرق أو غرب أو شمال أو وسط منطقة عسير، باحثًا عمّا تبقى من الرسومات الفنية الأصيلة داخل المنازل الأثرية، التي تهدّم الكثير منها بسبب العوامل الجوية. وتمكن خلال تلك الفترة من توثيق أكثر من 1200 نوع من خطوط وألوان "القَط". وأشار إلى أن جميع قرى ومحافظات منطقة عسير احتوت على منازل مزينة بالرسومات التقليدية المعروفة بأسماء متعددة، منها "القَط" و"الكَتبة" و"الزَيان"، والتي أصبحت أيقونة عالمية منذ إدراجها ضمن القائمة التمثيلية للتراث غير المادي في "اليونسكو" عام 2017م. وأوضح الألمعي أن رحلة التوثيق لم تكن سهلة، نظرًا لتهدم أجزاء كبيرة من المنازل المحتوية على هذه النقوش، والتي نُفذت باستخدام ألوان طبيعية مستخرجة من البيئة المحيطة، إضافة إلى المخاطر التي واجهها مثل الثعابين والحشرات السامة. وفي وصفه لتفاصيل "القَط" التقليدي، أشار إلى أن أبرز مكوناته ما يُعرف بـ"الشَبكة"، وهي خطوط متشابكة بلون واحد، تليها "الحِناش" المقتبسة من شكل الحنش أو الثعبان، ثم "الخَتمة" أو "الأختام" التي تُعد بمثابة إقفال للنمط الفني. وبيّن أن المعنى الحقيقي لكلمة "القَط" هو الخطوط العرضية المتعددة التي تُرسم أسفل اللوحة الأصلية المعروفة بـ"الكتبة" أو "النقش"، والتي تُسمى في بعض القرى "الزَيان"، بمعنى تزيين البيت.


عكاظ
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- عكاظ
فنون أبها وكبار السن يحتفون بـ«إلى من يهمه الشقر»
احتفت جمعية الثقافة والفنون بأبها، بتوقيع كتاب «إلى من يهمه الشقر»، للشاعر سعيد العسيري، والذي احتوى على العديد من النصوص الشعرية لفن الخطوة واللعب والعرضة. وأدار الأمسية عيسى يحيى، والتي تناولت قصة تأليف الكتاب، ودوره في توثيق ألحان ونواحي الخطوة العسيرية والشقر مع نماذج للعديد من الألحان المعروفة. أخبار ذات صلة وقال مدير الثقافة والفنون في أبها أحمد السروي، إن أهمية الكتاب تأتي في توثيق أشعار الشعر الشعبي، وتعريف الجيل الجديد بالجديد بها كأحد مكونات التراث الوطني غير المادي، مثمناً هذه الخطوة. وقد حضر الأمسية عدد كبير من كبار السن والمهتمين، الذين قدموا وشاركوا في أحيائها بألوان شعبية تزخر بها منطقة عسير.