
عودة أسطورة الطرب المغربي عبد الوهاب الدكالي في عرض موسيقي تاريخي
الألباب المغربية
الرباط على موعد مع حدث فني استثنائي يوم الجمعة 11 أبريل 2025، حيث يحتضن مسرح محمد الخامس عرضًا موسيقيًا سيخلد في ذاكرة الفن المغربي.
يشهد الحفل عودة عميد الأغنية المغربية، عبد الوهاب الدكالي إلى خشبة المسرح بعد غياب طويل، ليُعيد وصل جمهوره بعالمه الفني الذي يحمل عبق الأصالة.
في ليلة موسيقية استثنائية، سيؤدي الفنان روائعه الخالدة، مثل 'ما أنا إلا بشر' و'مرسول الحب'، بحلة جديدة بمرافقة أوركسترا تضم الآلات التقليدية والحديثة، مع تصميم احترافي للإضاءة والمؤثرات البصرية، ليقدّم للجمهور تجربة فنية شاملة لا مثيل لها.
ويحمل هذا الحدث بصمة هند التازي، التي تعود هي الأخرى إلى عالم تنظيم الحفلات عبر وكالتها 'EDIFOREVE GROUP'، بعد سنوات من النجاح والتألق في المجال الفني.
يحظى الحفل بدعم وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بتنظيم من شركة 'EDIFOREVE GROUP'، ليكون انعكاسًا لجهود مشتركة تهدف إلى الاحتفاء بالإرث الموسيقي المغربي.
يمثل هذا الحفل المرتقب استجابة للشوق العارم الذي يشعر به عشاق الفن المغربي للأغاني الكلاسيكية التي تحمل عبق الأصالة. لقد ظل الجمهور المغربي متعطشًا لرؤية الموسيقار الأسطوري عبد الوهاب الدكالي يعود إلى خشبة المسرح ليعيد إحياء روائعه الخالدة التي شكلت جزءًا من هوية الموسيقى المغربية.
هذا الحدث يُجسّد احتفاءً بالتراث الموسيقي الذي لا يقدر بثمن، ويمنح الفرصة لعشاقه للتواصل مع إرثه الفني في ليلة تاريخية تنبض بالإبداع والشجن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مراكش الإخبارية
منذ 8 ساعات
- مراكش الإخبارية
إعدادية سيدي عبد الرحمان بقلعة السراغنة تحصد جائزة التميز في الإخراج ضمن الملتقى الوطني لمسرح إعداديات الريادة
حصلت مسرحية « سفر » للفريق التلاميذي الممثل للثانوية الإعدادية سيدي عبد الرحمان بقلعة السراغنة، على جائزة التميز في الإخراج، ضمن الملتقى الوطني لمسرح إعداديات الريادة برسم الموسم الدراسي 2024-2025، الذي اختتمت فعالياته يوم أمس الجمعة، بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط. وعرف الملتقى الذي نظم بشراكة مع جمعية إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي خلال الفترة الممتدة من 19 إلى 23 ماي 2025، مشاركة 12 مؤسسة تعليمية، تمثل مختلف جهات المملكة، منخرطة في مشروع « إعداديات الريادة ». ويأتي تنظيم هذا الملتقى، في إطار تنزيل الأهداف الاستراتيجية لخارطة الطريق 2022-2026، لا سيما الهدف الاستراتيجي الثاني المتعلق بتعزيز التفتح والمواطنة لدى التلميذات والتلاميذ، إذ يسهم في توفير فضاء فعال لتنمية مهارات الإبداع المسرحي والتعبير الفني، مما يفتح آفاقا واسعة أمام التلميذات والتلاميذ لاكتشاف مواهبهم في بيئة تربوية محفزة، كما يسلط الضوء على حصيلة سنة كاملة من التكوين المسرحي والعمل الإبداعي بالمؤسسات التعليمية المشاركة، حيث تم تنظيم دورات تكوينية لفائدة أساتذة وتلاميذ حوالي 200 ثانوية إعدادية عبر التراب الوطني، بتأطير من فنانين محترفين، خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، ساهموا في إعداد الوسائل البيداغوجية ومواكبة مراحل إنتاج العروض المسرحية.


مراكش الآن
منذ يوم واحد
- مراكش الآن
الرباط.. اختتام فعاليات الملتقى الوطني لمسرح 'إعداديات الريادة'
اختتمت، اليوم الجمعة، بمسرح محمد الخامس بالرباط، فعاليات الملتقى الوطني ل'مسرح إعداديات الريادة'، بعد خمسة أيام من التفاعل التربوي والإبداعي لتلميذات وتلاميذ 12 مؤسسة تعليمية تمثل مختلف جهات المملكة. وجرى خلال حفل الاختتام، الذي ترأسه وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، تتويج الأعمال المسرحية الفائزة التي مثلت مختلف تقاليد وثقافات جهات المغرب. وهكذ، تم منح الجائزة الكبرى لمسرحية 'لن أتنازل عن حقوقي'، نظرا لعنايتها بعناصر العرض المسرحي المدرسي وتكاملها الإبداعي. وعادت جائزة التميز في التشخيص لمسرحية 'صرخة الصمت'، فيما نالت جائزة التميز في السينوغرافيا مسرحية 'ما هو الحل'. وفازت مسرحية 'رقصة بوجلود' بجائزة التميز في الملابس، ومسرحية 'سوق الصفارين' بجائزة التميز في البحث المسرحي، فيما عادت جائزة التميز في المعالجة الدرامية لمسرحية 'ألف.. نون'. ونالت مسرحية 'الكتاب خير أنيس' جائزة التميز في الانسجام الجماعي، في حين عادت جائزة التميز في التأليف لمسرحية 'عصابة الدخان'. أما جائزة التميز في الإخراج فعادت لمسرحية 'سفر' وجائزة التميز في الخطاب التربوي لمسرحية 'أملي مدرستي'، فيما آلت جائزة التميز في الإبداع لمسرحية 'رحلة إلى الضفة الأخرى'. ومنحت لجنة تحكيم هذه المسابقة جائزتها الخاصة لمسرحية 'مدرستي الحلوى' لما لمسته في هذا العمل المسرحي من صدق الانخراط الفني والتشخيص الإبداعي. وتم خلال هذا الحفل أيضا تكريم فنانين مسرحيين، ويتعلق الأمر بفضيلة بنموسى ورشيد الوالي. وقال المنسق الوطني لبرنامج الأنشطة الموازية بوزارة التربية الوطنية للتعليم الأولي والرياضة، امبارك امزين، أن تنظيم هذه الحدث الثقافي يندرج في إطار تفعيل خارطة الطريق 2022-2026 التي تروم ترسيخ الفعل الثقافي والفني لدى التلميذات والتلاميذ والتمكن من المهارات اللغوية والحياتية والمكتسبات المعرفية. وأشار في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إلى أن العروض المسرحية الفائزة تعكس الاندماج الفعلي للفن في المنظومة التربوية، وترسخ دور المسرح كأداة تربوية فعالة في الارتقاء بالذوق الفني لدى الناشئة. من جانبه، أكد سعيد آيت باجا، رئيس جمعية إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي، في تصريح مماثل، أن هذا الملتقى هو نتاج سنة من العمل انطلق عبر تكوينات للأساتذة المشرفين وإعداد دليل للتكوين المسرحي معزز بمجموعة من الفيديوهات التفسيرية إلى جانب المواكبة الفعلية داخل المؤسسات من خلال نوادي فنية. وتوخت هذه التظاهرة، المنظمة في إطار شراكة بين الوزارة وجمعية 'إيسيل' للمسرح والتنشيط الثقافي، تسليط الضوء على حصيلة سنة كاملة من التكوين والعمل المسرحي، وإبراز غنى وتنوع التراث الثقافي المغربي من خلال تعبيرات مسرحية تمثل مختلف تقاليد وثقافات جهات المملكة.


أخبارنا
منذ 5 أيام
- أخبارنا
نصف قرن في محبة الموسيقار عبد الوهاب الدكالي
منذ طفولتي الأولى في ستينيات القرن الماضي، وأنا مشدود بأوتار الشذو إلى صوتٍ يشبه الضوء حين ينساب من شقوق الليل فوق أسطح مدينة فاس العتيقة… لقد كان اسمه يتردد همسًا على شفاه الجيران، وتراتيله العذبة تشعل فيّ رغبة غامضة في البكاء الممزوج بالفرح. الموسيقار عبدالوهاب الدكالي لم يكن مجرد صوت يحلق من المذياع، بل كان رفيق مراهقتي، ظلًّا يطول كلما اشتد الحنين، وصوتًا يلملم شتات قلبي حين يعصف به التيه. كنت في الثامنة أو التاسعة من عمري حين سمعت لأول مرة أغنيته "مول الخال"، منبعثة من مذياع جدي الخشبي، وقد التفّت حوله الأسرة في ظهيرة شتوية رومانسية. لم أفهم كل الكلمات، لكن شيئًا ما في المقام، في الالتفاتة الصوتية، في التنهيدة الخفيفة، جعلني أصمت... كأن الزمن توقف ليركع أمام هذا الفن الرفيع الذي انبثق من حدائق فاس، المدينة التي تحفظ في أزقتها الضيقة مقامات الملحون والموسيقى الأندلسية التي لا تشيخ. كبرتُ، وكبر معي طيف الموسيقار عبدالوهاب الدكالي. أو لنقل، كبرت في حضرة موسيقاه. هو ابن مدينة فاس العريقة ، من تلك الغرف العتيقة ، من عائلة كانت تؤمن بالعلم والتقاليد، لكنه خرج عن المألوف وسار في دروب الفن بشجاعة المطرب المحارب. تلقى تعليمه في الموسيقى، التمثيل، وحتى الرسم، وكأن الفن كان يسكن مساماته. في الخمسينيات من القرن الماضي ، حين كانت البلاد تحت الحماية الفرنسية، كان هو يخط أولى نغماته، يعدو لاهثا وراء حلمه على خشبات المسرح مع فرقة المعمورة، تحت أعين أساتذة فرنسيين، لكن روحه كانت مغربية خالصة، معجونة بالزجل والفصحى ونكهات أزقة المدينة القديمة. حين انتقل منها إلى الرباط، ثم إلى الدار البيضاء، بدا لي وكأنه هاجر في دواخلي أيضًا. بدأت ألاحق أخباره، أحفظ كلماته، وأقلّد صوته أمام المرآة المهشمة في بيتنا، خجلاً من أبي، مشدودًا إلى موسيقاه كما يُشدّ التلميذ إلى أول حب. أذكر جيدًا حين أذاع الراديو أغنيته الثانية "يا الغادي في الطوموبيل"، كنت في الشارع آنذاك، لكنها بقيت تدندن في أذني حتى الليل، فكتبتها على دفاتري كما تُكتب صلاة سرية. ثم جاءت "مرسول الحب" سنة 1972، وأحسست أنها كُتبت لي، وحدي. كيف يمكن لأغنية أن تصف اشتياقًا لم يُكتب بعد؟ كيف استطاع هذا العملاق الشامخ أن يحوّل القلب إلى قارب، والحنين إلى مجداف؟ تلك الأغنية كانت، ولا تزال، صلاة عشاق، وطنًا صغيرًا يجمع المتباعدين في زوايا الحنين. في القاهرة، حيث أقام لسنين طويلًة، لم ينسَ وطنه الحبيب المغرب، بل حمَله معه، زجلًا ومقامات، ولهجة تفيض دفئًا ودهشة. لم يكن فنانًا يطارد الأضواء، بل كان هو الضوء نفسه. موسيقاه لا تُشبه أحدًا، ومواضيعه تتراقص بين الحب والوجدان ووطنه الأم . في رائعته "أنا والغربة"، بكيت منفاي الداخلي. وفي "أجي نتسالمو"، صفحت عن الذين طعنوني ذات حنين. وفي "حكاية هوى"، رأيت وجهي التائه بين قطارات العمر. لم يكتفِ المطرب بالغناء، بل شارك في السينما، شارك بروحه التي لا تعرف المساومة. "أين تخبئون الشمس؟" كان سؤالًا، لكنني كنت أعرف الجواب: يخبئونها في صوته، في ملامحه، في صمته. وحين بدأ التكريم يطرق بابه، فرحت له كما يفرح الابن بنجاح أبيه. الجائزة الكبرى في مدينة المحمدية، ثم درع شخصية العام العربي في لندن، فجوائز من الفاتيكان وباريس، ودكتوراه فخرية، وأوسمة وطنية عديدة … كلها بدت لي اعترافًا متأخرًا لما عرفته أنا طفلًا، حين همست لأمي أن هذا الرجل ليس مثل بقية الرجال. واليوم، وبعد مرور أكثر من نصف قرن، ما زالت معزوفات الموسيقار عبدالوهاب الدكالي تسكنني. كلما سمعت "النظرة "، شعرت أنني أنظر لأول مرة. وكلما بثت أغنية "بيا ولا بيك" إلى الإذاعة، عادت سنواتي الطفولية تركض نحوي. حتى "العهد"، أغنيته الوطنية الرائعة ، كانت لي بمثابة وعد لا يخون. في كل مرة أسمع مقطع "لم تبق إلا شمعة تبكي على ما ضاع مني... وتذوب في دمعي أنا..." من أغنيته العذبة "لا تتركيني"، أشعر كما لو أن الموسيقار الدكالي لا يغني فقط، بل يسرد حكاية وجدانية مشتركة بينه وبين جمهوره. هناك في صوته نغمة بكاء خفي، ووميض شمعة تتآكل ببطء على وقع الذكريات، كأنها تضيء ليل القلب وحدها. ثم تأتي الجملة المعجونة بالشغف: "كي أغني .. كي أغني"، فتفتح النافذة على إصرار الفنان على الحياة رغم كل الفقد، لأنه يغني للحب، ومن أجل الحب. في هذه اللحظة، لا يعود الدكالي مجرد فنان، بل يتحول إلى رسول للعاطفة، يؤمن بأن الغناء ليس تسلية، بل مقاومة للغياب، وانتقام جميل من الزمن. إن هذا المقطع وحده يكفي ليؤكد أن عبد الوهاب الدكالي لم يكن فقط صوت جيل، بل بوصلة عاطفية لمن أضاعوا الطريق، ثم وجدوها في أغانيه العذبة. ولذا، وأنا أكتب هذه السطور، تختلط الذكرى بالنشيد، والدمعة بالمقام، فأدرك من جديد أنني لا أزال أحيى بحبه… كي أكتب، وكي أغني.