
"آسر" كيف تحولت "إزيل" التركية إلى دراما عربية بتوقيع باسل خياط؟
حظيت الحلقة الأولى من مسلسل "آسر"، النسخة العربية من المسلسل التركي الشهير "إيزيل" الذي عُرض لأول مرة عام 2009 وحقق نجاحًا كبيرًا، بتفاعل لافت من الجمهور.
المسلسل، الذي يضم مجموعة من النجوم من بينهم باسل خياط، سامر المصري، عباس النوري وباميلا الكيك، حقق تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي بعد عرضه مؤخرًا على شاشة "إم بي سي" ومنصة شاهد.
رحلة تحوّل من "مجد" إلى "آسر"
يقدم مسلسل "آسر" قصة انتقام تُبنى على الخيانة والألم من خلال البطل "مجد"، شاب طموح يتعرض لخيانة قاسية من أقرب المقرّبين، تضعه خلف القضبان بتهمة لم يرتكبها. داخل السجن، يلتقي بشخص يُدعى "رستم" -أو كما يُعرف بـ"الخال"- الذي يمدّ له يد المساعدة في أحلك لحظاته.
وخلال أحداث تمرد داخل السجن، يندلع حريق كبير، يواجه فيه "مجد" أحد الحراس ويُصاب إصابة بالغة تؤدي إلى تشوه وجهه. يُنقل إلى المستشفى في حالة حرجة، وهناك تُعلن وفاته رسميًا. لكن ما يجهله الجميع أن تلك اللحظة كانت بداية جديدة لا نهايته.
يخضع "مجد" لعدة عمليات جراحية تُغيّر ملامحه وصوته بالكامل، ويخرج من تلك التجربة باسم جديد: "آسر". بهوية مختلفة، يعود إلى الحياة ليس بدافع النجاة، بل بدافع الانتقام، عاقدًا العزم على مواجهة من غدروا به، وكشف الأسرار التي دمرته في الماضي.
وفي بيان لأسرة المسلسل تحدث الفنان السوري باسل خياط الذي أشار إلى أن شخصية "آسر" التي يقدمها تتميز بالتعقيد والتفاصيل النفسية الدقيقة، وهو ما تطلب منه استعدادا خاصا وفهما عميقا لطبيعة الشخصية ومسارها.
وأوضح أن العمل يُناقش فكرة الانتقام من منظور إنساني، حيث ينطلق البطل في رحلته مدفوعًا بشعور الظلم الذي تعرض له، وليس فقط بدافع الثأر الشخصي.
كما تحدث عن مشاركته في العمل الذي ينتمي للدراما الطويلة وقال إنها تحظى بجاذبية كبيرة لدى الجمهور وهو ما شجعه على العودة بالتجربة بعد غياب عامين منذ شارك في مسلسل "الثمن".
من جانبه، أكد الفنان عباس النوري أن ما جذب انتباهه في هذا المشروع هو المساحات الواسعة التي يتيحها الدور للممثل، معتبرًا أن شخصية "رستم" تحمل بُعدًا إنسانيًا وفلسفيًا يستفز الممثل للتعبير والتجسيد بصدق.
وأوضح أن العمل لا يسعى إلى "استنساخ" النسخة الأصلية، بل إلى إعادة تقديمها بما يلائم السياق الثقافي والاجتماعي للمنطقة، مشيرًا إلى أن المواقع المتنوعة التي تدور فيها الأحداث (بين بيروت ودمشق) تمنح العمل بعدًا واقعيًا مميزًا.
وصف النوري "رستم" التي يجسدها بأنه شخصية مرت بتجارب كثيرة، بدأت من الريف السوري وانتهت في عوالم المافيا والملاهي الليلية. رغم قسوته أحيانًا، فإن الشخصية تحمل ملامح إنسانية واضحة، وتمر بتحولات تؤثر على "آسر" وتوجّهه خلال رحلته.
أما الفنان سامر المصري، فتحدث عن شخصية "عزت" التي يُجسدها، موضحًا أنها تنتمي إلى الطبقة الشعبية وتحمل ملامح الإنسان الطيب الذي أفسدته الظروف.
يرى المصري أن "عزت" لم يكن مجرمًا بطبيعته، بل اندفع إلى هذا المسار نتيجة الفقر والخيبة، وانغمس في عالم الجريمة مدفوعًا برغبة في تحقيق حلم الثراء. وأضاف أن الشخصية تعيش صراعًا دائمًا بين الحنين إلى البساطة، والواقع القاسي الذي فرض عليها خيارات صعبة.
يضم مسلسل "آسر" مجموعة كبيرة من الممثلين العرب يتصدر البطولة باسل خياط، ويشاركه نخبة من الأسماء البارزة، من بينهم: عباس النوري، سامر المصري، باميلا الكيك، خالد القيش، زينة مكي، نادين خوري، إيهاب شعبان، زهير عبد الكريم، كارمن لبّس، لجين إسماعيل، مجدي مشموشي، سلطان ديب، ريم خوري، وكتبت النسخة العربية راغدة شعراني وإخراج باثوان سمير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- الجزيرة
"آسر".. هل تتفوق النسخة العربية على العمل الأصلي؟
من جديد تعود منصة "شاهد" إلى تعريب الدراما التركية، لكن هذه المرة وقع الاختيار على أحد أشهر المسلسلات وهو "إيزيل" الذي حقق نجاحا عالميا، فمن جهة بيع إلى أكثر من 30 قناة تلفزيونية وحاز جوائز عدة على رأسها جائزة "أفضل مسلسل في تاريخ تركيا" عام 2021، ومن جهة أخرى تمت دبلجته للهجة السورية مما حقق له انتشارا واسعا في الوطن العربي، وهذا ما يتمنى صانعو النسخة العربية أن يتكرر ويكون من نصيبهم هم أيضا. 1- طاقم فني مميز منذ اللحظة التي كُشف فيها عن الملصق الدعائي لمسلسل "آسر"، أبدى الجمهور حماسة كبيرة لمتابعة العمل، خاصة مع مشاركة نخبة من النجوم المميزين، في مقدمتهم باسل خياط الذي عاد بعد غياب عن الموسم الرمضاني ويُعرف بتقديمه أدوارا مركبة ومعقدة، إلى جانبه يطل عباس النوري الذي يشارك للمرة الأولى في عمل درامي مُعرّب بعد غيابه أيضًا عن دراما رمضان. وينضم إليهما باميلا الكيك وخالد القيش وسامر المصري، وجميعهم يتمتعون بجماهيرية واسعة في العالم العربي. هذا الفريق المتكامل دعم بعضه بعضا خلال التصوير، مما منحهم دفعة قوية لتقديم أداء لافت يرتقي إلى مستوى التطلعات. 2- حبكة جذابة وشخصيات معقدة الانتقام طبق يؤكل باردا، هذا هو أساس الحبكة التي يتمحور حولها العمل، الذي يحكي عن مجد (لجين إسماعيل/ باسل خياط) الذي يخونه أقرب الناس إليه ويرتكبون جريمة يُنسبونها إليه. ورغم أنه يُحكم عليه بالمؤبد فإن انقلابا يحدث بين السجناء؛ تنشب عنه نيران ومواجهات بين السجناء والحراس، مما يؤدي إلى تعرُّض البطل لتشوهات شديدة في الوجه ويمكنه بطريقة ما من تزييف موته والخروج من السجن إثر عفو رئاسي عوضا عن سجين آخر. ومن ثم يجري عملية جراحية يترتب عليها تغيير شكله بالكامل وكذلك صوته إثر إصابات جسيمة في الحنجرة؛ ومن ثمّ يتمكن من العودة للظهور في حياة أصدقائه دون أن يتعرّفوا عليه من أجل الانتقام منهم. تُذكرنا القصة بأجواء "الكونت دي مونت كريستو" وشخصية أمير الانتقام التي قدمها الكثيرون، لكن ما يميز مسلسل "آسر" أن القصة لا تقدم بسطحية أو تكتفي بالاعتماد على ثيمة الانتقام؛ إذ لا تخلو من العمق النفسي والعاطفي مع تجسيد التأثير العميق للظلم لا على المظلوم وحده، وإنما على من حوله وحتى على الظالم. كما نشهد لكل شخصية أبعادا متعددة، بداية من آسر الذي تتصارع داخله شخصيتان، مجد الذي لا يزال قادرا على منح السماح لغير مستحقيه والشعور بالحب تجاه حبيبته القديمة، وآسر الذي يملك بداخله غضبا عارما ورغبة جارفة بأن يدفع المذنبون الثمن حتى ولو كان ذلك يعني أن يخسر روحه النقية للأبد. مرورا بعزت (سامر المصري) الذي اضطرته الظروف لأن يصير قاتلا، لكنه لا يحمل النفسية أو التوجهات اللازمين لذلك، ومع شعوره الدائم بالوجع لأنه خان رفيقه الأقرب إلى قلبه وما تتطلبه شخصيته الجديدة من التعامل بقسوة مع الجميع؛ يعجز عن التصالح مع حاله. وراغب (خالد القيش) الذي يدعي القوة ويصر على أن يكون المسيطر على زمام الأمور محركا من حوله كعرائس الماريونت، لكنه في حقيقة الأمر شخص ضعيف وهش يعجز عن مواجهة مخاوفه أو مواجهة الآخرين. تميز مسلسل "آسر" بسيناريو وحوار متماسكين وسرد درامي تصاعدي وسريع، لكن الأهم أن الاقتباس تم بذكاء مع تغيير بعض التفاصيل غير المتناسبة مع عادات وتقاليد المجتمع العربي دون الاكتفاء بالاستنساخ، وهو ما لم تكن منصة "شاهد" حريصة عليه في التجارب السابقة ويُحسب لصانعي هذا العمل. إعلان 4- الممثلون العرب الأفضل في التمثيل بمتابعة العمل حلقة بعد أخرى، يمكن القول إن التلميذ تفوق على أستاذه من حيث التمثيل؛ إذ برع طاقم النسخة العربية في الأداء القوي والمؤثر على رأسهم باسل خياط الذي أجاد التعبير عن الانفعالات المتناقضة التي تعاني منها الشخصية التي يلعبها، كذلك أجاد غالبية النجوم أداء أدوارهم متفوقين على نظائرهم الأتراك كونهم ركزوا على إبراز لغة الجسد والعيون. يذكر أن النسخة العربية تشابهت مع التركية في بعض العناصر الفنية من بينها الإخراج والتصوير والموسيقى التصويرية، والتي وإن كانت مناسبة لروح العمل، فإنها لم تقدم أي جديد للجمهور الذي سبق أن شاهد النسخة التركية. ورغم تصوير الأحداث في تركيا، فإنهم حاولوا جعلها تبدو كما لو كانت تجري بين دمشق وبيروت. بين الحب والانتقام.. قصة تستحق المشاهدة "آسر" مسلسل سوري مكون من 90 حلقة يجمع بين الدراما والإثارة، ونجح منذ الحلقات الأولى في تصدّر قوائم الأعلى مشاهدة، وأن يصبح حديث متابعيه عبر منصات التواصل الاجتماعي، ومع أنه ثري وجذاب واستطاع الحفاظ على مستواه الإيجابي بالربع الأول منه، فإنه يثير سؤالا مفتوحا: هل ينجح في التفوق على نسخته التركية حتى النهاية؟ يُذكر أن النسخة العربية كتبتها رغداء الشعراني وأخرجها باثوان سمير وبنال تايري، أما البطولة فجماعية شارك فيها من سوريا باسل خياط وعباس النوري وسامر المصري وخالد القيش ولجين إسماعيل ونادين خوري، ومن لبنان باميلا الكيك وزينة مكي وريم خوري ومجدي مشموشي.


الجزيرة
٠٧-٠٤-٢٠٢٥
- الجزيرة
"آسر" كيف تحولت "إزيل" التركية إلى دراما عربية بتوقيع باسل خياط؟
حظيت الحلقة الأولى من مسلسل "آسر"، النسخة العربية من المسلسل التركي الشهير "إيزيل" الذي عُرض لأول مرة عام 2009 وحقق نجاحًا كبيرًا، بتفاعل لافت من الجمهور. المسلسل، الذي يضم مجموعة من النجوم من بينهم باسل خياط، سامر المصري، عباس النوري وباميلا الكيك، حقق تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي بعد عرضه مؤخرًا على شاشة "إم بي سي" ومنصة شاهد. رحلة تحوّل من "مجد" إلى "آسر" يقدم مسلسل "آسر" قصة انتقام تُبنى على الخيانة والألم من خلال البطل "مجد"، شاب طموح يتعرض لخيانة قاسية من أقرب المقرّبين، تضعه خلف القضبان بتهمة لم يرتكبها. داخل السجن، يلتقي بشخص يُدعى "رستم" -أو كما يُعرف بـ"الخال"- الذي يمدّ له يد المساعدة في أحلك لحظاته. وخلال أحداث تمرد داخل السجن، يندلع حريق كبير، يواجه فيه "مجد" أحد الحراس ويُصاب إصابة بالغة تؤدي إلى تشوه وجهه. يُنقل إلى المستشفى في حالة حرجة، وهناك تُعلن وفاته رسميًا. لكن ما يجهله الجميع أن تلك اللحظة كانت بداية جديدة لا نهايته. يخضع "مجد" لعدة عمليات جراحية تُغيّر ملامحه وصوته بالكامل، ويخرج من تلك التجربة باسم جديد: "آسر". بهوية مختلفة، يعود إلى الحياة ليس بدافع النجاة، بل بدافع الانتقام، عاقدًا العزم على مواجهة من غدروا به، وكشف الأسرار التي دمرته في الماضي. وفي بيان لأسرة المسلسل تحدث الفنان السوري باسل خياط الذي أشار إلى أن شخصية "آسر" التي يقدمها تتميز بالتعقيد والتفاصيل النفسية الدقيقة، وهو ما تطلب منه استعدادا خاصا وفهما عميقا لطبيعة الشخصية ومسارها. وأوضح أن العمل يُناقش فكرة الانتقام من منظور إنساني، حيث ينطلق البطل في رحلته مدفوعًا بشعور الظلم الذي تعرض له، وليس فقط بدافع الثأر الشخصي. كما تحدث عن مشاركته في العمل الذي ينتمي للدراما الطويلة وقال إنها تحظى بجاذبية كبيرة لدى الجمهور وهو ما شجعه على العودة بالتجربة بعد غياب عامين منذ شارك في مسلسل "الثمن". من جانبه، أكد الفنان عباس النوري أن ما جذب انتباهه في هذا المشروع هو المساحات الواسعة التي يتيحها الدور للممثل، معتبرًا أن شخصية "رستم" تحمل بُعدًا إنسانيًا وفلسفيًا يستفز الممثل للتعبير والتجسيد بصدق. وأوضح أن العمل لا يسعى إلى "استنساخ" النسخة الأصلية، بل إلى إعادة تقديمها بما يلائم السياق الثقافي والاجتماعي للمنطقة، مشيرًا إلى أن المواقع المتنوعة التي تدور فيها الأحداث (بين بيروت ودمشق) تمنح العمل بعدًا واقعيًا مميزًا. وصف النوري "رستم" التي يجسدها بأنه شخصية مرت بتجارب كثيرة، بدأت من الريف السوري وانتهت في عوالم المافيا والملاهي الليلية. رغم قسوته أحيانًا، فإن الشخصية تحمل ملامح إنسانية واضحة، وتمر بتحولات تؤثر على "آسر" وتوجّهه خلال رحلته. أما الفنان سامر المصري، فتحدث عن شخصية "عزت" التي يُجسدها، موضحًا أنها تنتمي إلى الطبقة الشعبية وتحمل ملامح الإنسان الطيب الذي أفسدته الظروف. يرى المصري أن "عزت" لم يكن مجرمًا بطبيعته، بل اندفع إلى هذا المسار نتيجة الفقر والخيبة، وانغمس في عالم الجريمة مدفوعًا برغبة في تحقيق حلم الثراء. وأضاف أن الشخصية تعيش صراعًا دائمًا بين الحنين إلى البساطة، والواقع القاسي الذي فرض عليها خيارات صعبة. يضم مسلسل "آسر" مجموعة كبيرة من الممثلين العرب يتصدر البطولة باسل خياط، ويشاركه نخبة من الأسماء البارزة، من بينهم: عباس النوري، سامر المصري، باميلا الكيك، خالد القيش، زينة مكي، نادين خوري، إيهاب شعبان، زهير عبد الكريم، كارمن لبّس، لجين إسماعيل، مجدي مشموشي، سلطان ديب، ريم خوري، وكتبت النسخة العربية راغدة شعراني وإخراج باثوان سمير.


الجزيرة
١٥-٠٣-٢٠٢٥
- الجزيرة
"شارع الأعشى".. رحلة زمنية إلى قلب الرياض في السبعينيات
نجح مسلسل "شارع الأعشى" في تصدر محركات البحث واحتلال المرتبة الأولى ضمن الأعمال الأعلى مشاهدة في بعض البلدان العربية، وعلى رأسها السعودية والكويت، رغم أن أحداثه تدور في السبعينيات من القرن الماضي ويعتمد على اللهجتين البدوية والنجدية، مما يجعله خطوة للأمام لجميع صانعيه. تبدأ الحبكة في السبعينيات، وتحديدا في شارع الأعشى بالرياض، حيث كان يغلب على الحارة النجدية سمات مثل التسامح والتكاتف في حين تمتع سكانها بمخيلة حرة وأحلام ذات أجنحة. إعلان ويمتد إلى 1979 وظهور التحولات الاجتماعية والثقافية التي أفقدت الحارة سماحتها وعفويتها، وتسببت في تغيّر الناس مبتعدين عن أرواحهم الحقيقية، وهو ما نشهده عبر أعين بطلات ثلاث هن عزيزة ووضحة وعطوة اللاتي يتحدين المجتمع والأعراف. مسلسل تركي أم دراما سعودية؟ ومع خصوصية المرحلة الزمنية التي يستعرضها المسلسل بتاريخ المجتمع السعودي، إلا أنه جاء من خلال رؤية مخرج تركي، وأسند السيناريو والحوار إلى 3 كتاب أتراك من بينهم كاتبة السيناريو دملة سيرين صاحبة مسلسل "الحفرة"، مما أثار علامات استفهام وتخوفات لدى الجمهور، إلا أن النتيجة فاجأت الجميع وكانت عملا سعوديا بامتياز. وهو ما عللته مؤلفة الرواية المقتبس عنها العمل، السعودية بدرية البشر، بأن المسلسل سبق أن أسندت كتابته إلى 3 كتاب عرب أحدهم سعودي قبل أن يؤجل العمل أكثر من مرة ولا يرى النور، إلى أن جاءت الشركة المنتجة التركية وراسلت القائمين على مجموعة "إم بي سي" معلنين رغبتهم بتقديم هذه الرواية تحديدا وهو ما تزامن بالمصادفة مع شراء "إم بي سي" حقوق تحويل الرواية إلى عمل درامي. ليبدأ المشروع بخطوات جادة هذه المرة، ولمّا كان السيناريو والحوار قد كُتب باللغة التركية فقد ترجم أولا إلى الإنجليزية ثم إلى العربية، وأخيرا قامت منال العويبيل بسعودة النص وإضفاء الروح المحلية عليه، في حين باشر خبراء اللهجة مراجعة العمل. ورغم تعدد الجنسيات المشاركة، فإن العمل حظي بإشادة واسعة من النقاد والمشاهدين، حتى إن بعضا ممن كانوا يعيشون في شارع الأعشى بالحقبة الزمنية نفسها أكدوا إثارة الأحداث شجونهم وإعادتهم إلى حياتهم الماضية البعيدة بسلاسة وانسيابية. ابحث عن الرمز وفي تصريحات سابقة لبدرية البشر أكدت أن الرواية هي ولادة مشتركة بين قصة قصيرة سمعتها عن امرأة بدوية جاءت من الصحراء وأخلصت لأطفالها على حساب التقاليد القديمة، وبين اسم شارع الأعشى الذي من جهة يُشير إلى أحد شعراء الجاهلية ومن جهة أخرى يعني عدم القدرة على الرؤية في الظلام، مما سمح لها باللجوء إلى الرمزية والإشارة إلى العمق التاريخي في المنطقة والربط بين الحياة المتشددة وفقد البصيرة. أما عن العمل الدرامي، فأعربت بدرية عن سعادتها بالمسلسل الذي منح أبطال روايتها لحما ودما، كذلك أعلنت فخرها بمستوى الدراما السعودية خاصة أن أي عمل فني هو نتاج جهود متضافرة، في حين أشادت بالشباب الصغار الحديثي الظهور وعلى رأسهم لمى عبد الوهاب في دور عزيزة. وعند متابعة الحلقات الأولى من "شارع الأعشى"، يتجلى بوضوح تميز العمل من حيث الإخراج الدقيق الغني بالتفاصيل، إلى جانب الأزياء والديكورات التي تعكس أجواء الحقبة الزمنية المستهدفة. كذلك برز الأداء التمثيلي المتقن من جميع المشاركين، لا سيما إلهام علي في دور وضحة، والتي سبق أن تألقت قبل رمضان في مسلسل "خريف القلب" المقتبس عن فورمات تركي، وحقق نجاحا كبيرا جعل اسمها محط اهتمام منصات التواصل طوال 90 حلقة. ورغم المديح الذي لاقته إلهام علي، فإنها لاقت أيضا بعض الانتقادات بسبب عدم قدرتها على إجادة اللهجة البدوية. ومن الذين حظوا بوافر القبول والإشادة كذلك، الفنانة السعودية الكندية عائشة كاي في دور أم إبراهيم، وقد أشاد بها كثير من المشاهير من بينهم الفنانة الإماراتية أحلام، والكاتب الإماراتي عبد الله النعيمي. "شارع الأعشى" مسلسل درامي سعودي من 30 حلقة بلغت تكلفة إنتاجه 14 مليون دولار، العمل مستوحى من رواية "غراميات شارع الأعشى" ومع أن الأحداث حتى الآن تكاد تتطابق مع القصة المنشورة لكن الثلث الأخير من العمل سيشهد أحداثا جديدة ليست وليدة الرواية. المسلسل من إخراج أحمد كاتيكسيز، أما البطولة فقام بها كل من إلهام علي، وخالد صقر، وتركي اليوسف، وعهود الجدعان، وعائشة كاي، ولمى عبد الوهاب، وريم الحبيب.