
نارٌ وانتصارات: ثلاثية الحرب بين إسرائيل وإيران وأميركا!
كتب خالدون الشريف في 'المدن' لم تدخل إيران الحرب، بل تعرضت هي لضربات إسرائيلية بدأت باغتيال عشرات من قادتها وعلمائها النووين، ضربة هزّت الدولة وأركانها والمؤسسات وتسببت بإرباك استمرّ ستًّا وثلاثين ساعة، بعدها تماسك الحرس الثوري والجيش والحكومة من خلال اتخاذ قرارات سريعة بملء الفراغات من جهة، والردود التي تطورت من ردود مبعثرة في الأيام الثلاثة الأولى، إلى ردود مركّزة على أهداف واضحة ومؤلمة داخل إسرائيل المفيدة بشكل خاص. وإسرائيل المفيدة هي 'غوش دان' (Gush Dan)، المنطقة الحضرية الكبرى المحيطة بـتل أبيب في إسرائيل، وهي أكبر تجمع سكّاني في البلاد على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وتمتد على نحو 1,516 كم²، وتشمل مدناً مثل تل أبيب – يافا، ريشون لتسيون، بيتاح تكفا، وهرتسليا. يقطنها حوالي 4 ملايين شخص (حوالي 45% من سكان إسرائيل)، مع نسبة يهودية تفوق 90% تشكل القلب المالي، التقني، والثقافي للبلاد، وتضم البنى التحتية الرئيسية مثل مطار بن غوريون، شبكة الطرق السريعة.
ماذا حققت إسرائيل؟
لم تحقق إسرائيل أهدافها كاملة في إيران، إذ لا توجد أي أدلّة تشير إلى أن البرنامج النووي الإيراني قد دُمّر وخاصة ليس على أيدي الجيش الإسرائيلي، وإذا ما كان البرنامج تعرض لأضرار فتكون بسبب الضربات الأميركية التي شبهها الرئيس دونالد ترامب بضربات هيروشيما وناغازاكي التي أنهت الحرب مع اليابان بالضربة القاضية بالمعنى الحرفي. لقد حقّقت إسرائيل نجاحات جلية في ضرب الدفاعات الجوية الإيرانية ونقلت المعركة إلى داخل إيران حيث جنّدت العملاء وتتحدث وسائل الإعلام عمّا يزيد عن 700 تمّ القبض عليهم، وبنت آلافًا من المسيّرات داخل إيران، إذ نقلت وكالة 'فارس' الإيرانية عن 'مصدر أمني' أنّ السلطات 'اكتشفت أكثر من 10 آلاف مسيّرة صغيرة في طهران وحدها تُستخدم لأغراض التجسّس والقتل، واكتشفت ورشًا وبنى تحتيّة تحوي أطنانًا من المتفجرات وعشرات المسيّرات وأجهزة الإطلاق'.
كما ونجحت إسرائيل في توريط الولايات المتحدة في الحرب والحصول على دعمها المباشر من دون أي رد فعل دولي يذكر.
ومن دون شك أضعفت إسرائيل محور طهران إلى حدود كبيرة حيث أنّ إيران ستكون منشغلة بترميم قدراتها هي قبل عناصر المحور.
ماذا عن إيران؟
رغم الضربات الأميركية تحديدًا، لا توجد دلائل على انهيار فعلي للقدرة التقنية أو العلمية على استكمال البرنامج النووي الإيراني وتطويره كما لا توجد مؤشرات على تسرّب إشعاعي من منشأة فوردو، ما يُشير إلى أن الإيرانيين كانوا قد نقلوا بالفعل مخزونهم من اليورانيوم أو أنهم حفظوه بشكل محكم، ونتيجة لذلك، فإنّ أقصى ما يمكن قوله هو أنّ البرنامج قد تأخر، لكنّه بالتأكيد لم يُدمَّر، وهو البرنامج نفسه الذي بدأه الشاه عام 1956 وقد تستطيع إيران الصبر لسنوات وعقود أخرى حتى تفعيل هذا البرنامج.
واستطاعت إيران إظهار قدرات صاروخية يعتد بها فقد حوّلت الحياة في إسرائيل المفيدة إلى جحيم خلال 12 يومًا، بغض النظر عن مستوى الأذى والمؤسسات التي تضرّرت. فهي المرة الأولى في تاريخ إسرائيل منذ تأسيسها التي تتعرض فيها لضربات مؤلمة ومتلاحقة. ومن الجلي أنّ إسرائيل لم تنجح في تدمير برنامج إيران الصاروخي إطلاقاً.
وكذلك كان في بالِ إسرائيل ليس تدمير البرنامجَيْن النووي والصاروخي، بل القوات العسكرية من حرس ثوري وجيش وبحرية كما فعلوا مع سوريا حين سقط نظام الأسد. وفي ذلك أيضًا نجحت إيران في حماية مؤسساتها العسكرية والأمنية.
وأخيرًا عزّزت الحرب الروح الوطنية لدى الإيرانيين بموالاتهم ومعارضتهم الكبرى التي اعتبرت أن إسرائيل اعتدت على دولتهم وكرامتها الوطنية وبرنامجها الدفاعي المحق ما أعاد اللحمة، ولو مؤقتًا، إلى فئات الأغلب الأعم من الشعب الإيراني.
وأخيرًا استطاعت إيران كسب دعم دول الإقليم بلا استثناء إذ كانت معتدى عليها من قبل دولة توسعية تسعى لفرض هيمنتها على الإقليم كله مع رفض تجلّى بعد ضرب قاعدة العديد في قطر واستنكار من نفس الدول التي أدانت الاعتداء الاسرائيلي.
logo
الرئيسية
سياسة
نارٌ وانتصارات: ثلاثية الحرب بين إسرائيل وإيران وأميركا!
خلدون الشريف
الجمعة 2025/06/27
نارٌ وانتصارات: ثلاثية الحرب بين إسرائيل وإيران وأميركا!
حوّلت إيران الحياة في إسرائيل المفيدة إلى جحيم خلال 12 يومًا، بغض النظر عن مستوى الأذى (Getty)
increase
حجم الخط
decrease
مشاركة عبر
لم تدخل إيران الحرب، بل تعرضت هي لضربات إسرائيلية بدأت باغتيال عشرات من قادتها وعلمائها النووين، ضربة هزّت الدولة وأركانها والمؤسسات وتسببت بإرباك استمرّ ستًّا وثلاثين ساعة، بعدها تماسك الحرس الثوري والجيش والحكومة من خلال اتخاذ قرارات سريعة بملء الفراغات من جهة، والردود التي تطورت من ردود مبعثرة في الأيام الثلاثة الأولى، إلى ردود مركّزة على أهداف واضحة ومؤلمة داخل إسرائيل المفيدة بشكل خاص. وإسرائيل المفيدة هي 'غوش دان' (Gush Dan)، المنطقة الحضرية الكبرى المحيطة بـتل أبيب في إسرائيل، وهي أكبر تجمع سكّاني في البلاد على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وتمتد على نحو 1,516 كم²، وتشمل مدناً مثل تل أبيب – يافا، ريشون لتسيون، بيتاح تكفا، وهرتسليا. يقطنها حوالي 4 ملايين شخص (حوالي 45% من سكان إسرائيل)، مع نسبة يهودية تفوق 90% تشكل القلب المالي، التقني، والثقافي للبلاد، وتضم البنى التحتية الرئيسية مثل مطار بن غوريون، شبكة الطرق السريعة.
ماذا حققت إسرائيل؟
لم تحقق إسرائيل أهدافها كاملة في إيران، إذ لا توجد أي أدلّة تشير إلى أن البرنامج النووي الإيراني قد دُمّر وخاصة ليس على أيدي الجيش الإسرائيلي، وإذا ما كان البرنامج تعرض لأضرار فتكون بسبب الضربات الأميركية التي شبهها الرئيس دونالد ترامب بضربات هيروشيما وناغازاكي التي أنهت الحرب مع اليابان بالضربة القاضية بالمعنى الحرفي. لقد حقّقت إسرائيل نجاحات جلية في ضرب الدفاعات الجوية الإيرانية ونقلت المعركة إلى داخل إيران حيث جنّدت العملاء وتتحدث وسائل الإعلام عمّا يزيد عن 700 تمّ القبض عليهم، وبنت آلافًا من المسيّرات داخل إيران، إذ نقلت وكالة 'فارس' الإيرانية عن 'مصدر أمني' أنّ السلطات 'اكتشفت أكثر من 10 آلاف مسيّرة صغيرة في طهران وحدها تُستخدم لأغراض التجسّس والقتل، واكتشفت ورشًا وبنى تحتيّة تحوي أطنانًا من المتفجرات وعشرات المسيّرات وأجهزة الإطلاق'.
كما ونجحت إسرائيل في توريط الولايات المتحدة في الحرب والحصول على دعمها المباشر من دون أي رد فعل دولي يذكر.
ومن دون شك أضعفت إسرائيل محور طهران إلى حدود كبيرة حيث أنّ إيران ستكون منشغلة بترميم قدراتها هي قبل عناصر المحور.
ماذا حققت أميركا؟
ظهرت إدارة الولايات المتحدة بمظهر القادر والحازم واستعاد الرئيس دونالد ترامب هيبة الردع الأميركي ممسِكًا بالسياسة الخارجية لبلاده بيد من حديد.
اختار ترامب هدفًا عسكريًا يتقاطع عليه كثر من الأميركيين وهو منع إيران من الحصول على القنبلة النووية، ولو أنهم بأغلبيتهم الساحقة لا يريدون التورّط بحروب خصوصاً في الشرق الأوسط.
وثبت للقاصي والداني أنّ حلف أميركا مع إسرائيل مؤيّد ومدعوم من داخل الدولة والمؤسسات ومن فئات واسعة من الشعب الأميركي خصوصاً من تيارات دينية بذاتها يمينية التوجه، ولكن، للمرة الأولى في تاريخ العلاقة بين أميركا وإسرائيل، يجرُؤُ رئيس أن يشتم دولة إسرائيل مباشرة أمام الملأ ما يعني أنه لم يعد يخشى اللوبي الصهيوني لاسيما بعدما خلّص إسرائيل من النووي الإيراني، كما زعم.
تمكنت أميركا من خلال استخدام القوّة بشكل مباشر عبر الطائرات المتفوّقة التي تحمل القنابل الخارقة للتحصينات والتلويح باغتيال مرشد الدولة والثورة من توجيه رسالة ردع لجمبع الدول خصوصاً الصين وروسيا التي التقطت الرسالة مباشرة، وجاء ردّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رافضًا مجرد الاستماع إلى احتمال حصول مثل هكذا اغتيال.
وبالفعل تستطيع أميركا أن تتباهى بضرب برنامج إيران النووي ولو أنّها لم تدمّره، لكن الإنجاز تحقق لفترة زمنية مقبولة بالحد الأدنى إلى الانتشاء الرمزي والنفسي بالقوة التي تقهر وللعقل الجمعي الغربي 'الأبيض'.
وأخيرًا طبقت أميركا مثلًا قديمًا شعبيًا يقول 'أضربه كف وجلّس له الطربوش' إذ فتحت فور حصول الضربة كلّ الأبواب لحوارات مباشرة مع إيران ويكفي أن نقرأ ما قاله ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مقابلة مع 'فوكس نيوز' الثلاثاء الماضي ما حرفيته 'إننا نتحدث بالفعل مع بعضنا البعض، ليس فقط بشكل مباشر، ولكن أيضًا عبر وسطاء. أعتقد أن المحادثات واعدة. ونأمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد ينهض بإيران'. وأضاف 'يتعيّن علينا الآن الجلوس مع الإيرانيين والتوصل إلى اتفاق سلام شامل، وأنا واثق للغاية في أننا سنحقق ذلك'.
ماذا عن إيران؟
رغم الضربات الأميركية تحديدًا، لا توجد دلائل على انهيار فعلي للقدرة التقنية أو العلمية على استكمال البرنامج النووي الإيراني وتطويره كما لا توجد مؤشرات على تسرّب إشعاعي من منشأة فوردو، ما يُشير إلى أن الإيرانيين كانوا قد نقلوا بالفعل مخزونهم من اليورانيوم أو أنهم حفظوه بشكل محكم، ونتيجة لذلك، فإنّ أقصى ما يمكن قوله هو أنّ البرنامج قد تأخر، لكنّه بالتأكيد لم يُدمَّر، وهو البرنامج نفسه الذي بدأه الشاه عام 1956 وقد تستطيع إيران الصبر لسنوات وعقود أخرى حتى تفعيل هذا البرنامج.
واستطاعت إيران إظهار قدرات صاروخية يعتد بها فقد حوّلت الحياة في إسرائيل المفيدة إلى جحيم خلال 12 يومًا، بغض النظر عن مستوى الأذى والمؤسسات التي تضرّرت. فهي المرة الأولى في تاريخ إسرائيل منذ تأسيسها التي تتعرض فيها لضربات مؤلمة ومتلاحقة. ومن الجلي أنّ إسرائيل لم تنجح في تدمير برنامج إيران الصاروخي إطلاقاً.
وكذلك كان في بالِ إسرائيل ليس تدمير البرنامجَيْن النووي والصاروخي، بل القوات العسكرية من حرس ثوري وجيش وبحرية كما فعلوا مع سوريا حين سقط نظام الأسد. وفي ذلك أيضًا نجحت إيران في حماية مؤسساتها العسكرية والأمنية.
وأخيرًا عزّزت الحرب الروح الوطنية لدى الإيرانيين بموالاتهم ومعارضتهم الكبرى التي اعتبرت أن إسرائيل اعتدت على دولتهم وكرامتها الوطنية وبرنامجها الدفاعي المحق ما أعاد اللحمة، ولو مؤقتًا، إلى فئات الأغلب الأعم من الشعب الإيراني.
وأخيرًا استطاعت إيران كسب دعم دول الإقليم بلا استثناء إذ كانت معتدى عليها من قبل دولة توسعية تسعى لفرض هيمنتها على الإقليم كله مع رفض تجلّى بعد ضرب قاعدة العديد في قطر واستنكار من نفس الدول التي أدانت الاعتداء الاسرائيلي.
ترميم العلاقات الإقليمية
أمام الإقليم فرصة قد لا تتكرر من حيث ترميم العلاقات بين من يجمعهم تاريخ واحد وجغرافيا وثروات ومصالح تستحيل مشتركة إذا ما أدرك الإيرانيون أنّنا دخلنا مرحلة جديدة ولا يجب بأي شكل من الأشكال إطلاق يد الدولة المارقة إسرائيل في البلطجة في هذه المنطقة من العالم.
كل المقبل من الأيام سيعتمد على كيفية تقديم إيران نفسها للإقليم: هل ستقدم نفسها كضامن للتوازن الإقليمي مع إسرائيل خارج سردية تصدير الثورة وخارج الاصطفاف المذهبي وخارج كونها دولة تفتش عن نفوذ حيثما كان هناك شيعة؟ هل ستتقارب مع المملكة العربية السعودية وتركيا ومصر؟ وقد بدأ التواصل الإيراني مع تلك الدول بالفعل. هل أدركت إيران أن أصل القوة هو ضمان وجودها والعمل على ازدهار البلاد لتحصين مناعتها من أي خروقات أمنية، والتحالفات، وحصر العداء بدل تعميمه؟ الأيام والشهور القادمة ستظهر لنا ما ننتظر.
إلى لبنان درّ
وأخيراً كلمة لأبناء جلدتي ووطني لبنان، قد يعادي لبنانيون كثر نظام إيران، وأذرعها، وثورتها التي أعِدَّت للتصدير، وقد توالي طائفة إيران ومرشدها وحرسها وفيلق قدسها، لكن أحدًا لا يستطيع إلا أن يقدّر الروح الوطنية العالية للإيرانيين الذين اجتمعوا، موالاة ومعارضة، مقيمين ومغتربين للذود عن أرض إيران وتاريخها وحاضرها ومستقبلها ومشروعها النووي الذي بدأه الشاه في خمسينيات القرن الماضي… إلا من رحم ربي من إيرانيين ارتضوا التخلّي عن روح وطنية تفتقد لها شعوب عدة. ولعلّ الروح الوطنية في لبنان تحتاج لصقل وتغذية وتعلق؛ فلبنان ينقسم أهله حول كل الأمور من أصغرها إلى أكبرها ولعلّ أكبرها قبول البعض بتبرير أو حتى شرح أسباب العدوان الإسرائيلي الغاشم على الناس، والأرض، والزرع والكرامة.
الإيرانيون، وعلى رغم مشاعرهم المختلطة تجاه النظام وعلى رغم أن كثرًا منهم يحملون كراهية لقوات 'البسيج' الإيرانية (قوات الحشد والتعبئة شبه العسكرية) بسبب دورها في قمع الاحتجاجات المعارضة للنظام والمجتمع المدني. ومع ذلك، فإن الضربات الأميركية والإسرائيلية أثارت شعوراً متجدداً بالوطنية لدى كثيرين ممّن يرون أن التهديد لا يطال النظام فحسب، بل إيران نفسها.
إلى لبنان درّ وإلى الأمل بغد مشرق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 19 دقائق
- الديار
نائب إيراني: "إسرائيل" حاولت إسقاط النظام واليورانيوم وأجهزة الطرد في أمان
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعلن النائب في البرلمان والمتحدث باسم اللجنة الثقافية البرلمانية، أحمد راستينه، لموقع "مرصد إيران" أن إسرائيل حاولت في حربها على إيران إسقاط النظام، مؤكداً على أن الضربات الأميركية والإسرائيلية لم تمس اليورانيوم المخصب وأجهزة الطرد المركزي. وتفصيلا قال راستينه إن "النظام الصهيوني الغاصب، وبتنسيق كامل مع الولايات المتحدة الأميركية، شنّ هجوماً على الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتحقيق 3 أهداف، كان على رأسها إسقاط النظام"، على حد تعبيره. وأضاف راستينه الذي قدمه الموقع كخبير للعلاقات الدولية: "كان أعداء إيران يتوهمون أنه، بالنظر إلى وجود توجهات سياسية متعددة داخل البلاد، إضافةً إلى اختلال في توازن الطاقة والمشكلات الاقتصادية، يمكنهم من خلال هجوم خاطف أن يزيدوا من حالة السخط الشعبي، ويدفعوا المعارضين إلى ميدان المواجهة بهدف إسقاط النظام". وتابع: "إسقاط النظام كان الهدف الرئيسي للهجوم الإسرائيلي على إيران، والصهاينة ركّزوا خلال أول 24 ساعة من الهجوم جميع ضرباتهم على زعزعة البنية السياسية وهيكل القيادة في البلاد، لكنهم فشلوا في تحقيق هذا الهدف، وتم تعيين قادة ميدانيين أقوى من سابقيهم، ما عزز من التماسك داخل هيكل القيادة، وجعل المسؤولين والسلطات الثلاث أكثر انسجاماً في الدفاع عن الشعب الإيراني". قدرات جديدة لتخصيب اليورانيوم في إيران وذكر راستينه أن وقف دورة تخصيب اليورانيوم وتدمير قدرة إيران على إنتاج الصواريخ الباليستية كانا الهدفين الآخرين لإسرائيل من الهجوم، مشيرا إلى أن "هذه الأهداف أيضاً لم تتحقق إطلاقاً خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً". وكشف النائب أن "اليورانيوم المخصب نُقل بالكامل من المواقع المستهدفة، وأُعيد نشر أجهزة الطرد المركزي المتطورة في أماكن أخرى، وتم تفعيل قدرات جديدة للتخصيب داخل البلاد". خسائر إسرائيل وحول أسباب التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، قال راستينه إن "الضربات القوية التي وجّهتها إيران إلى كيان الاحتلال الصهيوني أدت إلى تفكك اجتماعي داخلي في هذا الكيان، وظهور مطالبات شعبية كبيرة بإنهاء الحرب، نتيجة الخسائر الجسيمة التي لحقت بالأراضي المحتلة". وتابع المتحدث باسم اللجنة الثقافية في البرلمان الإيراني: "نظراً إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تنتهج سياسة واضحة وعقلانية، فقد وافقت في الوقت الراهن على وقف الحرب، بشرط ألا يرتكب الكيان الصهيوني الغاصب أية حماقة أخرى. لكنّ إيران لا تزال في حالة استعداد تام، وأصبعها على الزناد، وسترد بقوة على أي اعتداء محتمل". حماية إيران وبشأن قرار البرلمان الأخير حول تعليق التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، علق راستينه: "الأربعاء، صوّت البرلمان بالإجماع على إلزام الحكومة بتعليق أي تعاون مع الوكالة حتى إشعار آخر. معنى هذا التعليق هو وضع شروط محددة، ما لم يتم تنفيذها، فلن يكون هناك أي تعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية". وأفاد أن من بين هذه الشروط، أن "تضمن الوكالة أمن منشآتنا النووية، وأن تلتزم بواجباتها القانونية والضمانات المنصوص عليها، كما يجب أن تعترف بحقوقنا النووية، وعلى الأمم المتحدة أن تقدّم التزامات واضحة لحماية أرواح علمائنا النوويين". وأشار النائب إلى أنه "ما دامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تُظهر إرادة حقيقية للقيام بمسؤولياتها في إطار الضمانات، فإن من حق الحكومة الإيرانية الامتناع عن تقديم المعلومات ووقف التعاون. ويجب تعليق جميع أشكال التعاون إلى حين أن يقوم المجلس الأعلى للأمن القومي، وبعد دراسة الموضوع والحصول على الضمانات اللازمة من الوكالة، بمنح الإذن بإجراء عمليات التفتيش مستقبلاً". وردا على سؤال حول ما إذا كان من الممكن استئناف المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في الوضع الراهن، قال راستينه: "يجب أن يدرك الجميع اليوم أن طلب التفاوض من الجانب الأميركي كان فخاً مخادعاً، تسبّب في تكبيد بلادنا أثماناً باهظة. ويبدو أن الحديث عن التفاوض في الظروف الحالية نابعٌ من عدم فهم صحيح للساحة، وعدم الإيمان بحقيقة أن مكر أعدائنا لا نهاية له".


الميادين
منذ 34 دقائق
- الميادين
إيران: وكالة فارس: الصور التي نشرها العدو الإسرائيلي عن عملية إنزال اسرائيلية في شارع على مقربة من فوردو هي صور مضللة
إيران: وكالة فارس: الصور التي نشرها العدو الإسرائيلي عن عملية إنزال اسرائيلية في شارع على مقربة من فوردو هي صور مضللة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 44 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
إعلام أميركي يكشف تفاصيل صفقة بين واشنطن وطهران لبرنامج نووي سلمي
قالت 4 مصادر مطلعة إن إدارة الرئيس دونالد ترامب ناقشت إمكانية مساعدة إيران في الوصول إلى ما يصل إلى 30 مليار دولار لبناء برنامج نووي لإنتاج الطاقة لأغراض مدنية، وتخفيف العقوبات، وتحرير مليارات الدولارات من الأموال الإيرانية المقيدة، وكل ذلك جزء من محاولة مكثفة لإعادة طهران إلى طاولة المفاوضات، وفقاً لشبكة "سي إن إن" CNN الأميركية. وأفادت المصادر بأن جهات فاعلة رئيسية من الولايات المتحدة والشرق الأوسط أجرت محادثات مع الإيرانيين خلف الكواليس، حتى في خضمّ موجة الضربات العسكرية على إيران وإسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين. وأضافت المصادر أن هذه المناقشات استمرت هذا الأسبوع بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وأكد مسؤولو إدارة ترامب طرح عدة مقترحات. وهي مقترحات أولية ومتطورة، مع بند واحد ثابت غير قابل للتفاوض وهو "وقف تخصيب اليورانيوم الإيراني تمامًا". وهناك مسودة مقترح أولية واحدة على الأقل، وصفها مصدران لشبكة "سي إن إن" CNN، تتضمن عدة حوافز لإيران. وقال مصدران مطلعان على الاجتماع لشبكة "سي إن إن" CNN إن بعض التفاصيل تمت مناقشتها في اجتماع سري استمر ساعات بين المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وشركاء من الشرق الأوسط في البيت الأبيض، يوم الجمعة الماضي، أي قبل يوم من الضربات العسكرية الأميركية ضد إيران. ومن بين البنود التي تُناقش، والتي لم تُعلن عنها سابقًا، استثمار يُقدر بنحو 20-30 مليار دولار في برنامج نووي إيراني جديد غير مُخصب، يُستخدم لأغراض الطاقة المدنية، وفقًا لما ذكره مسؤولون في إدارة ترامب ومصادر مطلعة على المقترح لشبكة "سي إن إن" CNN. وصرح مسؤول في إدارة ترامب للشبكة الإخبارية قائلاً: "الولايات المتحدة مستعدة لقيادة هذه المحادثات" مع إيران، مضيفاً أنه "سيتعيّن على جهة ما تمويل بناء البرنامج النووي، لكننا لن نلتزم بذلك". وتشمل الحوافز الأخرى إمكانية رفع بعض العقوبات المفروضة على إيران والسماح لطهران بالوصول إلى الستة مليارات دولار الموجودة حاليًا في حسابات مصرفية أجنبية والتي يُحظر عليها استخدامها بحرية، وفقًا لشبكة "سي إن إن" CNN. وطُرحت فكرة أخرى الأسبوع الماضي، وهي قيد الدراسة حاليًا، وهي أن يدفع حلفاء الولايات المتحدة تكاليف استبدال منشأة فوردو النووية - التي قصفتها الولايات المتحدة بقنابل خارقة للتحصينات نهاية الأسبوع - ببرنامج نووي سلمي، وفقًا لمصدرين مطلعين على الأمر. ولم يتضح بعد ما إذا كانت إيران ستتمكن من استخدام الموقع نفسه، كما لم يتضح مدى جدية دراسة هذا الاقتراح. وقال أحد المصادر المطلعة على المناقشات لشبكة "سي إن إن" CNN: "هناك الكثير من الأفكار التي يتم طرحها من قبل أشخاص مختلفين، ويحاول الكثير منهم أن يكونوا مبدعين". وقال مصدر منفصل، مطلع على الجولات الخمس الأولى من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران التي جرت قبل الضربات الإسرائيلية والأميركية على البرنامج النووي الإيراني: "أعتقد أنه من غير المؤكد تماما ما سيحدث هنا". وقال ويتكوف لشبكة "سي إن بي سي" CNBC، يوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة تسعى إلى "اتفاق سلام شامل"، وأكد مسؤول في إدارة ترامب أن جميع المقترحات تهدف إلى منع إيران من الحصول على سلاح نووي. وأوضح ويتكوف بالقول: "الآن القضية والمحادثة مع إيران ستكون، كيف يمكننا إعادة بناء برنامج نووي مدني أفضل بالنسبة لهم وغير قابل للتخصيب؟". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News