بالصور- هنا دُفن زياد الرحباني
ووري جثمان الرحباني الثرى في مدفنٍ خاص أقيم على أرضٍ لآل الرحباني قبالة منزل فيروز في المحيدثة، فيما جاء تصميمه عبارة "فيروز" وذلك وفق ما تُظهره الصور الجوية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الجزائرية
منذ 2 ساعات
- الشرق الجزائرية
زياد الرّحباني.. إنت الأساسيّ وبحبّك بالأساس
بقلم نديم قطيش كثير زياد الرحباني. ابن الرحابنة. نجل فيروز. الرحباني المضادّ. الموسيقيّ والمسرحيّ والسياسيّ والصعلوك. زحمة هويّات هو، لا تُفكّك إلّا لتنكشف طبقات أخرى أكثر تعقيداً. ليس 'منتجاً' فنّياً يمكن تصنيفه، بل ظاهرة متشابكة، انبثقت من رحم التناقض اللبناني، وراكمت على مدى عقود طبقات من الصوت والصورة واللغة. أن تكتب عن زياد يعني أن تكتب عن تناقضات عمر مديد. عن بيروت كأفقٍ سياسيّ وثقافيّ، نعم، لكن عن بيروت كانكسارات شخصيّة أيضاً. عن الزمن اللبناني الذي ظنّ كلّ واحد فيه أنّه يملك مشروعاً ووجد نفسه أمام مرآة تتكسّر فيها كلّ المشاريع. أن تكتب عن زياد هو أن تُدخل نفسك في متاهة لا تخرج منها بسيرة فنّان، بل بخريطة روحٍ مثقلة، وفنٍّ يتجلّى في أعاليه الخاصّة. عن الحلم. عن الوعد. عن السخرية من الذات أوّلاً. أن تكتب عن زياد الرحباني، هو أن تمشي على حدّ سكّين: كلّ محاولة لتفكيك الظاهرة تهدّد بظلمها، وكلّ رغبة في الإحاطة بها تلامس خطر الأيقنة الرخيصة. فليس في زياد ما يسمح بالتصنيف المريح. لا هو فنّان ملتزم بالمعنى التقليدي، ولا هو ساخر عبثيّ منزوع الإيمان. لا يسكن خانة 'اليساري' التقليدي، ولا ينفكّ عن الرحابنة على الرغم من تمزيقه للسقف 'الرحبانيّ'. هو كلّ ذلك، وأكثر. بنى جسراً بين فيروز وبيروت تراكيب هويّاته تشبه تراكيب ألحانه. كلّ آلة تقول شيئاً، وكلّ طبقة تحوي نغمة لا تتكرّر، وكلّ صمت بين نغمتين يختزن وجعاً أو ضحكة أو خيبة، تصنع السياق وتترك البصمة. فهو هو. وهو كلّ الآخرين معاً. الكتابة هنا ليست اختباراً للبلاغة، أو تمريناً نقديّاً بل اختبار في النزاهة ومواجهة مفتوحة مع سؤال أخلاقي: كيف نكتب عن رجلٍ كُتب عليه أن يكون صورة لجيله، من حيث لم يُرِد؟ كيف نفكّكه دون أن نُفكّك معه ذواتنا؟ في كلّ محاولة لتبويبه، نظلم شيئاً فيه، أو شيئاً فينا. لأنّه كان مرآة، لا للواقع فقط، بل لطريقتنا في الهروب منه. في لحظةٍ كان فيها صوت فيروز يأتي من 'الجبل البعيد' 'خلف تلالنا'، من برزخ الحنين الذي بنى الأخوان الرحباني ضناه، برزت عبقريّة زياد. حفر خاطف تحت الهيكل الفيروزيّ، لا يبغي الهدم بل يعيد وصل الأسطورة بالشارع، باليوميّ، بالمتأوّهين في زحمة الألم اللبناني، بالحبيب، بالكهرباء المقطوعة، بالبكاء بعد منتصف الليل، بالملل، بالأمل. بنى جسراً بين فيروز وبيروت، المدينة الممزّقة بالحرب. ألبس صوتها ثوباً يليق ببشرته، حين جعل الحنين أداة نقد، لا ملاذاً من الواقع. حين غنّت فيروز 'كيفك إنت' عام 1991، من كلمات وألحان زياد، كانت تدخل، وتُدخلنا معها، لحظةً ستصبح لاحقاً اللحظة الأكثر كثافة في تاريخ العلاقة بين فيروز ونجلها. كان لبنان يستعدّ لدخول سلم ملتبس بعد حروب أهليّة وغير أهليّة طحنت 'لبنان الفيروزيّ'، وهو ما جعل الأغنية، بمناخات الجاز الشرقي التي انطوت عليها، سؤالاً شخصيّاً وعامّاً مفخّخاً بالأنا والنحن والأمّ والابن والبلد والمدينة. عذوبة حارقة بلا استعراضات صوتية. هامش شخصيّ جدّاً جعل صوت فيروز يبدو كأنّه يُغنّى للمرّة الأولى من الداخل. اللّمعة الضّروريّة لم يرمّم زياد صوت فيروز، بل غيّر موقعه على خريطة الزمن: من الذاكرة إلى الحاضر، من الأيقونة إلى الإنسان، من الخلود الصلب إلى العطب الجميل، للمرأة-الفرد التي تتلعثم، تشتاق، تسأل، وتتراجع قبل أن تُكمل جملتها. صالحها مع جيل لم يكن يرى في 'زهرة المدائن' إلّا إرثاً مدرسيّاً، ووجد في صوت فيروز، منذ 'كيفك إنت'، مساحة ليتنفّس فيها. جيل لا يريد نشيداً لكلّ صباح، بل صوت لليل طويل. من المفارقات أنّ زياد وظّف عقله في الموسيقى وقلبه في السياسة. قادته إلى مواقفه أحلام مكسورة وحدس جريح، بلا عُدّة تحليل يعتدّ بها بل حساسيّة مفرطة تجاه الظلم، وانبهار طفوليّ بفكرة المقاومة، كرمز أخلاقيّ مطلق، لا كفريق سياسيّ محدّد. وهذا ما جعله يخطئ التقدير أحياناً. بيد أنّ خطأه ما كان عن خبث أو مصلحة، بل عن احتدام داخليّ، لشخص مارس السياسة كلحظة انفعال جميل، وهذا ما يجعلها، في سيرته، صنو هشاشته. يبقى الجانب الأعمق في ظاهرة زياد، والأكثر استعصاءً على التصنيف، هو تلك العلاقة الفردية الحميمة التي بناها مع كلّ مستمع، كأنّه يخاطب كلّاً على حدة. كان الصديق المجهول – المعلن، الذي يشاركك قهوتك الصباحية، ويسخر معك من نشرة الأخبار، وينظر إليك من داخل الأغنية كما لو أنّه يعرفك. يعرف تعبك، شكّك، حاجتك إلى الأمل على الرغم من كلّ شيء. كان الحضور الأقرب إلى الذات: في الحانة، في المكتب، في منتصف الليل حين تتسلّل الهزيمة إلى القلب، في لحظة ضحك تشبهه. زياد، تلك اللمعة الضرورية، بلا وعظ أو مساومة أو ادّعاء.. لأنّ البديل الوحيد هو الجنون.


الديار
منذ 3 ساعات
- الديار
"ليلة المتاحف" تحيّة خاصة الى زياد الرحباني وجهه يُكلّل الواجهات... وصوته يصدح "عايشة وحدا بلاك " غسان سلامة: الآثار والتراث جزء من هويتنا
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب ارتأى وزير الثقافة غسان سلامة ان تكون فعالية "ليلة المتاحف" لهذا العام تحية خاصة الى المبدع زياد الرحباني. وتكللت واجهة المتحف الوطني عبر الاضاءة الفنية اسم وصورة زياد الرحباني، مع "فيديو" وهو يدندن أغنيته الشهيرة "عايشة وحدها بلاك". وتوافق مع فيلم تضمن اضاءات على المعالم الاثرية والتاريخية، وذلك في مقر المتحف الوطني. كما فتحت المتاحف ابوابها امام الزوار في بيروت وصيدا وجبيل وطرابلس. وقال وزير الثقافة: "أنا لا أصدق عيني، أتنقل من متحف الى متحف وأرى آلاف اللبنانيين وربما عشرات الآلاف يتنقلون من متحف إلى آخر، وخصوصا أمام هذا الصرح العظيم الذي هو المتحف الوطني، حيث يحتشد الآلاف منهم ، بانتظار دورهم لزيارة الآثار والتراث الذي هو جزء من هويتنا". اضاف: "ليلة المتاحف" فكرة أطلقناها منذ أكثر من 20 عاما، ولكنها توقفت لستة أعوام بسبب الحرب وكورونا والضائقة المالية. ولكن اليوم كل متاحف لبنان مفتوحة أمام اللبنانيين من دون أي مقابل، والانتقال إليها مجاني أيضا، من خلال باصات النقل المشترك. وإنني أرى في هذا الجمع العظيم استجابة اللبنانيين الواسعة الصادقة والمتحمّسة لتراثهم وآثارهم ومتاحفهم، وهذا الأمر من شأنه أن يثلج صدور الكثيرين". وتابع: "أشكر كل الذين حضّروا لهذه الليلة العظيمة، المديرية العامة للآثار التي عملت بجهد لإنجاح هذا اليوم، وأشكر زميلي نديم شويري الذي عمل منذ 6 أشهر لإنجاح هذا الحدث، كما أشكر الإعلاميين الذين جاؤوا لنقل هذا الحدث. وأشكر أولا الآلاف من اللبنانيين الذين استجابوا لدعوتنا وجاؤوا الليلة لزيارة هذه الأماكن الرمزية من تاريخهم وحضارتهم وثقافتهم. أحييكم جميعا، وأتمنى أن يطول الليل كفاية، لكي يتمكن كل هؤلاء من أن يزوروا متحفا بعد آخر، في عاصمتنا الحبيبة وفي مدن أخرى، تجري فيها تظاهرات من النوع نفسه في عموم الأراضي اللبنانية من طرابلس إلى صيدا إلى غيرها من الأماكن". وعن تكريم الراحل زياد الرحباني، قال سلامة: "هل من لفتة لزياد الرحباني، لن تفاجؤوا أن نبدأ سهرتنا بتحية إلى الحبيب زياد الرحباني، فكانت الأضواء على درج المتحف، التي أضاءت بالأماكن الأثرية في لبنان في لعبة ضوئية فنية مميزة". وقدر عدد زوار المتاحف التي شاركت في هذه الفعالية بأكثر من 20 الفا.


الديار
منذ 4 ساعات
- الديار
السيّدة فيروز "قديسة" يليق بها الأسود
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب كأنها على موعد مع الوجع ، وكأن الايل أراد ان يساوي بين فيروز الملكة المتوجة بفرادة الصوت وفرادة الفكرة وفرادة الطلّة، وفيروز "القديسة" المتوجة على عرش الوجع. كأنه كتب عليها الا تكتمل فرحة نجاحها. حاول الزمن ان يكسرها فلم تنكسر، حاصرها الألم، لكن إيمانها بان رسالتها أهم من الألم، كانت في كل مرة تجد نافذة الخلاص، وتبقى فيروز المتوجة على عرش جمال الصوت والاحساس والكلمة. البارحة، لم تخسر فيروز ابنا دخل الى عالمها وروحها، قبل ان تدخل الى عالمه وروحه، ولا فنانا كبيرا أسعدتها كلماته وأطربها لحنه، خسرت فيروز البارحة نصف قلبها، نصف روحها، نصف عقلها، ونصف ما بقي من حياتها. فيروز ليست الام الصابرة، وليست الزوجة الفاقدة فقط، فيروز الملاك الذي سكب فيه الله من روحه قدرة التحمل والتعامل مع الأشياء، كأن ما يصيبها مكتوب في السماء وعلى الأرض، كأنه قدر محتوم تتعايش معه بقناعة، انه جزء من الحياة وليس بقناعة الصبر، لان للصبر حدودا بينما الإيمان مفتوح الى ما لا نهاية. فيروز لم تغادر يوما قلب الله، وكان الله في قلبها كل يوم. فيروز التي لم يكن يراها الله سوى مخلوقة من مخلوقاته، كانت تراه كل يوم في هلي وريما وليال وزياد والصباحات الجميلة، رغم الوجع وليالي الشمال الحزينة رغم العتمة. كأنها كانت تعلم ان زياد سيرحل قبلها، لأنها تعرف انه لم يقبل الانكسار في العائلة الصغيرة، فكيف سيقبل انكسار الامة والوطن. وتعرف انه يحمل قلب طفل يرفض ان يكبر، خوفا من ان يتلوث بآفات الكبار. في مأتم زياد لم تكن تنظر الى المعزين، لأنها لا تريد ان ترى الألقاب، ولا تريد ان ترى أصحاب الوجوه المتعددة، ولا تريد ان تلوم احدا لا بعينيها ولا بهزة برأسها، فهي لا تريد ان تتكلم ابدا. هي مكتفية بانها قادرة على وداع زياد وهي منتصبة على رجليها او جالسة على كنبة، ومكتفية ان تكون في رحلة وداعه حتى اللحظة الأخيرة والمكان الأخير. لست ادري ان كان حب الناس لزياد ولفيروز يرمم بعض ما اصاب الروح، وبعض ما أصاب القلب والعقل، ويرمم ما هدمه رحيل زياد. لمن ستقول فيروز "سلملي عليه"، ولمن ستقول "ضاق خلقي"، ولمن ستقول "عودك رنان"، وعلى من سترمي السلام وتقول له: "كيفك انت". "شرّف حبيب القلب آخر مرة وفلّ بدون وداع، ولا لولح بإيدو ولا بغمزة من عينيه". نزفت فيروز من روحها زعلا بحجم الكون، وارتدت الأسود القاتم، فاستحقت لقب "القديسة" التي يليق بها الأسود.