logo
العطش في اليمن بين قسوة المناخ وقسوة القلوب

العطش في اليمن بين قسوة المناخ وقسوة القلوب

اليمن الآنمنذ 2 أيام

العطش في اليمن بين قسوة المناخ وقسوة القلوب
قبل 4 دقيقة
تعيش اليمن بشكلٍ عام، ومدينة تعز بشكلٍ خاص، اليوم أزمة خانقة في توفر المياه، حيث تتناقص المياه الجوفية والأمطار عاماً بعد عام، وتعاني البلاد من جفاف شديد أثَّر على الزراعة، والمعيشة، ومياه الشرب، بل حتى على حياة الإنسان والبيئة
.
لكن هذه الأزمة، على قسوتها، ليست محض ظرف طبيعي أو مجرد خلل مناخي عابر، بل إن لها بعداً أعمق يرتبط بحال الناس وسلوكهم، وبعدهم عن طريق الله، وانغماسهم في الفتن والاقتتال.
لقد ابتُلي اليمنيون- إلا من رحم ربي- بالفرقة، واتباع الجماعات التخريبية، والاصطفاف خلف قيادات فاسدة، حتى أصبح القتل بينهم أمراً معتاداً، وتحوّلت القرى والمدن إلى ساحات صراع، تمزقها يد الحرب وتنهشها المصالح الضيقة، بعد أن كانت عامرة بالإيمان والسكينة والخير.
ومما يؤلم أن هذه الحالة المؤلمة التي آلت إليها البلاد ليست بعيدة عن سنن الله في خلقه، فقد دلنا القرآن الكريم على أن الطاعة سبب في نزول الخير، والمعصية سبب في المنع والبلاء، كما قال تعالى:
"ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون"
فلو أن اليمنيين آمنوا واتقوا، وحافظوا على وطنهم، وحقنوا دماءهم، وصانوا منشآتهم، وتعاونوا على البر والتقوى بدلاً من الإثم والعدوان، لفتح الله عليهم بركات من السماء والأرض، ولسقوا الغيث مدراراً، ولعاشوا في خير وأمن وطمأنينة.
إن ما تعانيه اليمن ،اليوم، ليس قدراً لا يُرد، بل هو نتيجة لأفعال البشر، وسوء اختياراتهم. وما أحوجنا اليوم إلى توبة جماعية، وإلى عودة صادقة إلى الله، نستغفره فيها بقلوب صادقة، ونعود إلى تعاليم ديننا الحنيف الذي يأمرنا بالإصلاح لا الإفساد، وبالوحدة لا الفرقة، وبالرحمة لا القتل، وبالعمران لا الهدم.
فلعل الله، إن عدنا إليه، يُبدل حالنا خيراً، وينزل علينا الغيث، ويفتح لنا أبواب الخير، كما وعد في كتابه، وكما فعل مع أقوام من قبلنا حين تابوا وعادوا إليه.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حجاج اليمن يودّعون المملكة برسائل شكر وامتنان: عناية سعودية استثنائية بخدمة ضيوف الرحمن
حجاج اليمن يودّعون المملكة برسائل شكر وامتنان: عناية سعودية استثنائية بخدمة ضيوف الرحمن

اليمن الآن

timeمنذ 18 ساعات

  • اليمن الآن

حجاج اليمن يودّعون المملكة برسائل شكر وامتنان: عناية سعودية استثنائية بخدمة ضيوف الرحمن

ودّع عدد من حجاج الجمهورية اليمنية المملكة العربية السعودية برسائل شكر وثناء، عبّروا فيها عن بالغ امتنانهم للعناية الكبيرة التي حظوا بها خلال موسم الحج لهذا العام 1446هـ. وأشاد الحجاج المغادرون عبر منفذ الوديعة بالجهود الجبارة التي قدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - في تسهيل أداء المناسك وخدمة ضيوف بيت الله الحرام بأعلى مستويات التنظيم والرعاية. وخلال مغادرتهم، تسلم الحجاج اليمنيون هدية خادم الحرمين الشريفين من المصاحف الشريفة، الصادرة عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، والتي قدمها لهم منسوبو وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في لفتة تعكس حرص المملكة على تكريم الحجاج حتى لحظة مغادرتهم. وأعرب الحاج علي باجيد الحضرمي عن تقديره الكبير لما وصفه بالتنظيم الاستثنائي الذي رافق رحلتهم منذ لحظة دخولهم إلى أراضي المملكة عبر المنفذ وحتى أدائهم لمناسك الحج، مؤكدًا أن المملكة أثبتت ريادتها في خدمة الحجاج بكل كفاءة واقتدار. من جهته، أثنى الحاج علي محمد المنعي على سهولة الإجراءات وسلاسة التنقل بين المشاعر المقدسة، مشيرًا إلى أن التسهيلات النوعية أسهمت في أداء المناسك براحة ويسر. كما أشاد الحاج علي صالح الحميد بالدور الإنساني البارز الذي قامت به الفرق الصحية والمتطوعون والمتطوعات السعوديون، مؤكدًا أن روح العطاء والتفاني التي لمسها فيهم ستظل محفورة في ذاكرة الحجاج. بدوره، نوّه الحاج نبيل علي ثابت بجهود رجال الأمن السعوديين الذين قدّموا خدمات ميدانية وإرشادية على مدار الساعة، مشيرًا إلى أن ما قدمته المملكة لحجاج اليمن يعكس رسالتها السامية في خدمة الإسلام والمسلمين وتعزيز قيم الكرم والضيافة لضيوف الرحمن. وتأتي هذه الرسائل الصادقة من حجاج اليمن تأكيدًا على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، واعترافًا بالدور الرائد الذي تؤديه المملكة في تسهيل أداء مناسك الحج لجميع المسلمين حول العالم بكل رعاية واهتمام.

صبرا جميل ال فضيل
صبرا جميل ال فضيل

اليمن الآن

timeمنذ يوم واحد

  • اليمن الآن

صبرا جميل ال فضيل

وأن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة، نسأل الله العلي القدير أن يشمل الفقيدة بواسع رحمته، وإننا إذ نشارككم ألم هذا المصاب الجلل، في وفاة والدتهم الغالية، التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى بعد حياة حافلة بالعطاء والمواقف النبيلة. ببالغ الحزن والأسى، وبقلوب يملؤها الإيمان بقضاء الله وقدره،

العطش في اليمن بين قسوة المناخ وقسوة القلوب
العطش في اليمن بين قسوة المناخ وقسوة القلوب

اليمن الآن

timeمنذ 2 أيام

  • اليمن الآن

العطش في اليمن بين قسوة المناخ وقسوة القلوب

العطش في اليمن بين قسوة المناخ وقسوة القلوب قبل 4 دقيقة تعيش اليمن بشكلٍ عام، ومدينة تعز بشكلٍ خاص، اليوم أزمة خانقة في توفر المياه، حيث تتناقص المياه الجوفية والأمطار عاماً بعد عام، وتعاني البلاد من جفاف شديد أثَّر على الزراعة، والمعيشة، ومياه الشرب، بل حتى على حياة الإنسان والبيئة . لكن هذه الأزمة، على قسوتها، ليست محض ظرف طبيعي أو مجرد خلل مناخي عابر، بل إن لها بعداً أعمق يرتبط بحال الناس وسلوكهم، وبعدهم عن طريق الله، وانغماسهم في الفتن والاقتتال. لقد ابتُلي اليمنيون- إلا من رحم ربي- بالفرقة، واتباع الجماعات التخريبية، والاصطفاف خلف قيادات فاسدة، حتى أصبح القتل بينهم أمراً معتاداً، وتحوّلت القرى والمدن إلى ساحات صراع، تمزقها يد الحرب وتنهشها المصالح الضيقة، بعد أن كانت عامرة بالإيمان والسكينة والخير. ومما يؤلم أن هذه الحالة المؤلمة التي آلت إليها البلاد ليست بعيدة عن سنن الله في خلقه، فقد دلنا القرآن الكريم على أن الطاعة سبب في نزول الخير، والمعصية سبب في المنع والبلاء، كما قال تعالى: "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون" فلو أن اليمنيين آمنوا واتقوا، وحافظوا على وطنهم، وحقنوا دماءهم، وصانوا منشآتهم، وتعاونوا على البر والتقوى بدلاً من الإثم والعدوان، لفتح الله عليهم بركات من السماء والأرض، ولسقوا الغيث مدراراً، ولعاشوا في خير وأمن وطمأنينة. إن ما تعانيه اليمن ،اليوم، ليس قدراً لا يُرد، بل هو نتيجة لأفعال البشر، وسوء اختياراتهم. وما أحوجنا اليوم إلى توبة جماعية، وإلى عودة صادقة إلى الله، نستغفره فيها بقلوب صادقة، ونعود إلى تعاليم ديننا الحنيف الذي يأمرنا بالإصلاح لا الإفساد، وبالوحدة لا الفرقة، وبالرحمة لا القتل، وبالعمران لا الهدم. فلعل الله، إن عدنا إليه، يُبدل حالنا خيراً، وينزل علينا الغيث، ويفتح لنا أبواب الخير، كما وعد في كتابه، وكما فعل مع أقوام من قبلنا حين تابوا وعادوا إليه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store