
شاهد.. وفاة قارئ أثناء تلاوة سورة الإسراء بمسجد إندونيسي
جاكرتا – تُوفي القارئ والمعلم الإندونيسي تنغكو حسبي أحمد، البالغ من العمر 55 عاما، أمس الأحد، عقب صلاة العشاء وهو يقرأ أوائل سورة الإسراء في أحد المساجد خلال حلقة عن الإسراء والمعراج.
وسجل أحد المواطنين الجالسين في مسجد المجاهدين بقرية غيدونغ غيدونغ، في بلدة جوان التابعة لمحافظة بيرين شرقي إقليم آتشيه الإندونيسي، المشهد بعدسة هاتفه المحمول، وشُوهد الشيخ القارئ فيه مرتديا ثوبا عربيا أصفر اللون.
ويُرى القارئ وهو يسقط من على منبره عندما كان يقرأ الآية الأولى من سورة الإسراء، ورغم أنه أكمل تلاوتها، فإنه عاد ليكرر قوله تعالى "لنريه من آياتنا"، وحينها سقط وتُوفي، وهرع الحاضرون إليه ليتفقدوه، ثم نقل إلى المستشفى حيث أكد الفريق الطبي وفاته.
وقال تنغكو رسلي الذي كان مقدم البرنامج، والذي كان من المفترض أن يضم محاضرة في السيرة النبوية عن الإسراء والمعراج، يلقيها الشيخ أبو محمد عبيد كوبه مدير معهد السلطان الملك الصالح، بأنه فور سقوط تنغكو حسبي، ووصولهم إليه بدا وكأنه يتنفس أو يلفظ أنفاسه.
وأكد أنه عندما وصل القارئ المتوفى إلى المسجد قبيل صلاة المغرب، كان يبدو بصحة جيدة ولم تكن تبدو عليه أي علامات إعياء أو مرض، أي قبل نحو ساعتين من وفاته.
ويعرف سكان إقليم آتشيه تنغكو حسبي أحمد بأنه أحد الشخصيات الدينية في محافظة بيرٍين تحديدا، وهي واحدة من محافظات إقليم آتشيه، وهو مدير مدرسة ابتدائية حكومية في المحافظة، وعُرف عنه علمه وحكمته، وله احترامه في مجتمعه.
كما أنه أحد أئمة مسجد المجاهدين الذي تُوفي فيه يوم أمس، ويعرفه أهل بلدته بصوته الشجي وبإجادته تلاوة القرآن الكريم، وهو متزوج وأب لأربعة أبناء.
وقد تناقل الإندونيسيون مقطع وفاته على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وترحموا عليه داعين له بحسن القبول في آخر أسبوع من شهر رجب، وقد دُفن في قريته اليوم الاثنين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 6 أيام
- الجزيرة
قبائل الكورواي.. أبناء الأشجار الذي يأكلون لحوم المعتدين
يصعب على من يعيشون تحت الأضواء في مدن الضوضاء والزحام والتكنولوجيا، يسابقون الزمن، ويهرولون مذعورين إلى المجهول، أن يتخيلوا أنّ على سطح هذا الكوكب من يشاركهم الحياة، ولكن بلا ضجيج، أناس متصالحون مع أنفسهم، يعيشون في سلام مع بيئاتهم البدائية، التي لم تصل إليها أيادي اللصوص الجشعين، ممن يدّعون التحضر والإنسانية الراقية. في مغامرة مدهشة وشائقة، يصحبنا المخرج مقدم البرامج الرحالة لؤي العتيبي إلى الجزء الإندونيسي من أدغال جزيرة بابوا، لنتعرف على آخر القبائل البشرية البدائية، وقد أنتجت الجزيرة الوثائقية هذا الفيلم وعرضته على منصاتها بعنوان: 'إندونيسيا واكتشاف المجهول.. قبائل الكورواي'. السفر عبر الزمن.. أقدم الجماعات البشرية البدائية في السطور التالية، نترك للرحالة لؤي العتيبي وصف مغامرته الجريئة: في هذه الرحلة المتميزة والنادرة، سنغوص في أعماق الجغرافيا والتاريخ، ونعود بالزمن 10 آلاف سنة إلى الوراء، ونتعرف على آخر قبائل آكلي لحوم البشر، الذين يعيشون وسط الغابات الاستوائية المطيرة، إنهم 'قبائل الكورواي'. تعد 'الكورواي' آخر مجتمعات العصر الحجري الباقية على وجه الأرض، وهم يعيشون في بيئتهم الطبيعية، منعزلين تماما عن العالم الخارجي، حيث غينيا الجديدة 'بابوا' إلى الشمال الشرقي من قارة أستراليا، ثاني أكبر جزيرة في العالم بعد غرينلاند، وواحدة من أكبر الغابات المطيرة بعد الأمازون، وتنقسم إلى نصفين، الغربي يتبع لإندونيسيا، والشرقي بلد مستقل يسمى غينيا الجديدة. نستعد لرحلة قد تستغرق 4 أسابيع، وزمن آخر مجهول للوصول إلى مناطق الكورواي، ونستعين ببعض السكان المحليين للمساعدة في نقل الأمتعة، وأدلّاء لإرشادنا إلى مناطق الكورواي. كان اليوم الأول شاقا، فقد سارت قواربنا في النهر 14 ساعة، وسنستغرق نحو 4 أيام أخرى للوصول إلى وجهتنا، ثم سنبحث في غابات لا نهاية لها عن أماكن السكان الأصليين، وهي مبعثرة على امتداد هذه الغابات، وها هي القوارب تمخر عباب النهر الساكن، في بيئة تبدو بكرا لم تكد تطأها أقدام البشر. الغابات المطيرة في جزيرة بابوا.. حيث يسكن الكورواي أرسلنا اثنين من المرشدين لاكتشاف الغابة والبحث عن مواطن الكورواي، والتحضير لوصولنا إلى هناك، واتفقنا أن نلتقي في نقطة معينة في الغابة بعد عدة أيام، وبعد مسير 5 أيام في النهر بدأنا نرى بعض بيوت الكورواي مبنية في أعالي الأشجار، وسنحتاج للمسير يوما آخر حتى ندخل إلى الغابة، ونرى أفراد الكورواي. نزلنا من القارب في آخر نقطة يمكن الوصول إليها، وينبغي من الآن فصاعدا أن نكمل رحلتنا سيرا على الأقدام في الغابة العذراء، ويقدّر بعض العلماء أن شعوب 'بابوا' ما يزالون يعيشون نمط حياتهم منذ آلاف السنين، فهي إذن ليست رحلة للنزهة فقط، بل إن اكتشاف هذه القبائل المعزولة سيكون ذا أهمية كبيرة. في هذه الغابات الشاسعة، ينتابني شعور أنني لن أستطيع الخروج أبدا، وتتقاذفني أمواج بحر لجّي، وأتمنى رؤية الشاطئ من جديد. لكن الدليل يطمئنني، فهو خبير بالطرق، وسنخرج بسلام إن شاء الله، ونحن الآن قريبون من الروّاد الذين أرسلناهم في بداية الرحلة. يخبرنا الدليل -ونحن نسير بأرض موحلة ذات رطوبة عالية وأمطار غزيرة وحرارة مرتفعة- أن بعض القبائل تركت قراها وتوجهت إلى أعماق الأدغال، هربا من المتطفلين والمستكشفين والمنظمات التبشرية، التي تنشط في هذه المناطق. اندهاش وخوف.. لقاء الكورواي وجها لوجه مع اقترابنا بدأنا نسمع أصواتا بشرية، ولكنها غير مفهومة، إنها أصوات الكورواي، ثم لقينا الرائدين السابقين، ومعهما جماعة من رجال الكورواي. إننا نقف الآن -وجها لوجه- أمام أقدم مجموعة بشرية بدائية، وجوههم باسمة، تتراوح تعابيرها بين الاندهاش وشيء من الخوف، ويطلقون صفيرا متواصلا، يبدو أنها لغة حديثهم، ويحملون سهامهم ورماحهم، ولهم طريقتهم في المصافحة بالأيدي. سألهم المترجم هل يأذنون لنا بالمكث في قريتهم، فرحّبوا بسعادة غامرة، وكانت تلك بداية رائعة بعد رحلة شاقة وطويلة، وأول ما يلفت النظر أنهم يبنون بيوتهم في أعالي الأشجار، وربما هم الشعب الوحيد الذي يفعل ذلك، ويخرجون رجالا ونساء إلى الغابات المجاورة يوميا، للصيد والتقاط ما يصلح لقوت يومهم، فهم يأكلون كل شيء في الطبيعة تقريبا، حتى الفئران والأفاعي. تعد 'الساغو' من الأشجار التي لا يستغني عنها الكورواي، ففيها نسبة عالية من الكربوهيدرات، وهم يخرجون يوميا إلى الغابة، ويختارون شجرة كبيرة لتقطيعها، ويتشارك الرجال والنساء في استخراج المادة التي يتغذون عليها، وبعد التقطيع تنتقل مهمات تحضير الطعام للنساء، فيصفين المادة المطحونة، ويجمعن الديدان التي فيها، ثم يشوينها على النار. وللنساء مهمات أخرى، منها جمع الخضر من الحديقة المجاورة، وصيد الأسماك، وطهي الطعام للعائلة، وكلما زاد عدد أفراد العائلة بحثوا عن شجرة جديدة تصلح لبناء بيت عليها، فيصعد أحدهم ليتأكد من متانة أغصانها، وإمكانية ربطها بالأشجار المجاورة لزيادة قوتها. بيوت في أعالي الأشجار نرافق الكورواي في تدشين مشروع طموح، فسوف يبنون بيتا جديدا على شجرة يبلغ ارتفاعها نحو 35 مترا، وسيصنعون السلّم أولا، فيقطعون الشجر بفؤوس بدائية، مكونة من صخور حادة مشدودة إلى مقابض خشبية بحبال من نباتات معينة، ثم يكوّنون نتوءات بجذوع الأشجار تشدّ إليها الحبال، التي توكل مهمة جمعها وجدلها إلى النساء. يعيش الكورواي في الأعالي للبعد عن الفيضانات، وحماية أنفسهم من هجمات الوحوش والأعداء، واستعراض براعتهم في العيش في مثل هذه البيئات القاسية. وهنا يدفعني الفضول للتساؤل: كيف لهذه الشعوب الطيبة البسيطة أن تأكل لحوم بني جلدتها من البشر؟ وحتى هذه اللحظة لم أر منهم ما يدل على ذلك، وهو ما أحاول جاهدا التأكد منه. وفي نشاط آخر من أنشطتهم اليومية، نرافق زعيمهم إلى منطقة سرية من الغابة، فيها شجرة تدعى 'نيبون'، لا يسمح بقطعها إلا لكبير العائلة، وهي نوع من أشجار النخيل يمتاز خشبها بالقوة والمرونة، ويستخدمونها في صناعة أسلحتهم من الرماح والأقواس والسهام، ثم يغلِّفون ما بقي من جذع الشجرة المقطوعة، تقديسا لأرواح أجدادهم الذي قضوا. وتختلف أنصال السهام من حيث الأحجام والأشكال، فكل واحدة مخصصة لصيد معين، فهذه للخنازير، وتلك للأسماك، وثالثة لصيد القرود والطيور، وأخطرها لصيد البشر، وتكون لها حراشف مدببة إذا اخترقت الجسد يصعب انتزاعها منه. وهم يختارون أنسب الأوقات وأفضل الطرق لصيد الأسماك، فيلقون إليها ببيوت النمل التي تجذبها بكثافة، ثم يجمعون محصولهم من الصيد بسِلال يصنعونها من سعف النخيل. وفي نهاية يومهم يشعلون النار ويشوون عليها ما اصطادوه، والمكون الرئيسي هو دقيق شجر الساغو، وقد يضيفون عليه ما اصطادوه من الديدان والأفاعي والطيور، ويلفّون ذلك جميعه بورق الموز ويشوونه. يعيشون يوما ولا يأبهون بيوم غد انتهت المرحلة الأولى من بناء السلّم بارتفاع 20 مترا، وتليها المرحلة الثانية وسيكون ارتفاعها 15 مترا إضافيا، ويجب إنهاء البناء قبل بداية موسم الأمطار، وفيما عدا ذلك يعيشون باستقلال تام عن الوقت، ولا يخططون للمستقبل، وفي مطلع كل يوم يجمعون قوت يومهم، ويكتفون به حتى يأتي نهار آخر. والآن قد أتموا المرحلة الثانية من بناء السلّم، وأصبحت الرحلة إلى أعالي الأشجار بالغة الصعوبة، وتتطلب جهدا مضاعفا، وقد جُهزت أرضية المنزل، وهي مكونة من جذوع رقيقة وأغصان مستقيمة، مشدودة إلى بعضها بالحبال النباتية. يا له من مشهد خلّاب على ارتفاع 35 مترا في أعالي الأشجار. وبنفس الطريقة سيرفعون جدران البيت الجانبية ثم يسقفونه، بعد ذلك يُبطِّنون السقف والجوانب بأغلفة من لحاء الأشجار والأوراق العريضة، وبعد الانتهاء من بناء البيت تجتمع العائلة في فنائه، ويشعل كبيرهم نارا للاحتفال بهذا الإنجاز، وذلك طقس عتيق. هل يأكل هؤلاء البسطاء لحوم البشر؟ ما زال السؤال يتردد في داخلي، والفضول يراودني حول أكل هؤلاء الناس البسطاء لحوم البشر، وقد علمت أن بعض الرجال من القبيلة التي أعيش معها قد قتلوا أناسا وأكلوهم. يقول أحدهم: تعيش قبائل الكورواي في أراض شاسعة، ولكل عشيرة نفوذها في منطقتها، وإذا ما اعتدت عليها عشيرة أخرى يقع عداء واقتتال، والمعتدي لا بد أن يُقتل. وكان أن اختطف رجل من قبيلة أخرى أخت زعيم هذه القبيلة، فبحث عنها هو وصديقه، حتى وجدا الخاطف وأحضراه إلى أرض القبيلة، ثم قتلوه وقطعوه وأكلوه. يقول زعيم القبيلة: نحن طيبون بطبعنا ولا نؤذي أحدا، ولكن إذا اعتدى علينا أحد قتلناه وأكلناه، هذه عاداتنا ومعتقداتنا التي توارثناها، حتى حيوانات القبيلة إذا دخلت أرض قبيلة أخرى قُتلت وأكلت. اختليت بأحدهم لأسأله عن هذا الذي يشغل فكري، فقال لي إنه عاد يوما إلى بيته فوجده محترقا، وتتبع من أحرقه حتى وجده، فرماه بسهم أرداه قتيلا ثم أكله، وفي يوم آخر لقي أحد خنازيره مقتولا فاشتاط غضبا، وبحث عن القاتل حتى وجده، فرماه بسهم أيضا فقتله، وحمل جثته وألقاها بعيدا، وغطاها بأوراق الشجر ولم يأكلها. بين البدائي والمتحضر.. الأقوياء يعيدون توصيف الأشياء قد يكون قتل البشر وأكلهم عند قبائل الكورواي ذو دوافع اعتقادية وتقاليد موروثة، ونراه يضمحل يوما بعد يوم، ولا يكاد يحدث إلا نادرا في حوادث متفرقة، ولكن ما بال الدول التي تصف نفسها بالمتحضرة تبيح لنفسها قتل المئات وربما الآلاف يوميا، لا لذنب اقترفوه، إلا إرضاء لغرور تلك الدول وتكريسا لكبريائها وسطوتها. أفلا يكون هؤلاء البسطاء الذين نصِفهم زورا بالمتوحشين وآكلي لحوم البشر أكثر تحضرا وإنسانية من قوم يلبسون قناع الإنسان الضاحك البشوش، ويخفون وراءه قلوبا متوحشة شديدة الافتراس؟ مهما يكن من أمر فهؤلاء قبائل الكورواي، سكان الأشجار أو آكلو لحوم البشر، كما يحلو للبعض تسميتهم، هم حقيقة واقعة، يشاركوننا العيش على سطح هذه الأرض، ويعيشون بتناغم وتكامل مع هذه الطبيعة الخلابة التي تعطيهم ويعطونها.


الجزيرة
٢٧-٠١-٢٠٢٥
- الجزيرة
شاهد.. وفاة قارئ أثناء تلاوة سورة الإسراء بمسجد إندونيسي
جاكرتا – تُوفي القارئ والمعلم الإندونيسي تنغكو حسبي أحمد، البالغ من العمر 55 عاما، أمس الأحد، عقب صلاة العشاء وهو يقرأ أوائل سورة الإسراء في أحد المساجد خلال حلقة عن الإسراء والمعراج. وسجل أحد المواطنين الجالسين في مسجد المجاهدين بقرية غيدونغ غيدونغ، في بلدة جوان التابعة لمحافظة بيرين شرقي إقليم آتشيه الإندونيسي، المشهد بعدسة هاتفه المحمول، وشُوهد الشيخ القارئ فيه مرتديا ثوبا عربيا أصفر اللون. ويُرى القارئ وهو يسقط من على منبره عندما كان يقرأ الآية الأولى من سورة الإسراء، ورغم أنه أكمل تلاوتها، فإنه عاد ليكرر قوله تعالى "لنريه من آياتنا"، وحينها سقط وتُوفي، وهرع الحاضرون إليه ليتفقدوه، ثم نقل إلى المستشفى حيث أكد الفريق الطبي وفاته. وقال تنغكو رسلي الذي كان مقدم البرنامج، والذي كان من المفترض أن يضم محاضرة في السيرة النبوية عن الإسراء والمعراج، يلقيها الشيخ أبو محمد عبيد كوبه مدير معهد السلطان الملك الصالح، بأنه فور سقوط تنغكو حسبي، ووصولهم إليه بدا وكأنه يتنفس أو يلفظ أنفاسه. وأكد أنه عندما وصل القارئ المتوفى إلى المسجد قبيل صلاة المغرب، كان يبدو بصحة جيدة ولم تكن تبدو عليه أي علامات إعياء أو مرض، أي قبل نحو ساعتين من وفاته. ويعرف سكان إقليم آتشيه تنغكو حسبي أحمد بأنه أحد الشخصيات الدينية في محافظة بيرٍين تحديدا، وهي واحدة من محافظات إقليم آتشيه، وهو مدير مدرسة ابتدائية حكومية في المحافظة، وعُرف عنه علمه وحكمته، وله احترامه في مجتمعه. كما أنه أحد أئمة مسجد المجاهدين الذي تُوفي فيه يوم أمس، ويعرفه أهل بلدته بصوته الشجي وبإجادته تلاوة القرآن الكريم، وهو متزوج وأب لأربعة أبناء. وقد تناقل الإندونيسيون مقطع وفاته على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وترحموا عليه داعين له بحسن القبول في آخر أسبوع من شهر رجب، وقد دُفن في قريته اليوم الاثنين.


الجزيرة
٠٣-٠١-٢٠٢٥
- الجزيرة
الباتيك في إندونيسيا.. فن تقليدي يعكس روح جاوا وبيئتها
سولو، إندونيسيا- غوناوان ستيونو هو الجيل الرابع من صانعي الباتيك والبائعين في عائلته، وينتمي إلى المدينة الملكية التاريخية سولوكرتا أو سولو في جاوا الوسطى، والتي تعرف أيضا بعاصمة الباتيك في إندونيسيا. وقال ستيونو "الباتيك هو فن خاص من إندونيسيا -خاصة جاوا- يتم تصنيعه بالشمع والصبغ"، في الأصل، تم استخدام الأرز اللزج وسيلة لنحت التصاميم وجعلها مقاومة لصبغ الألوان، قبل أن يتم اختيار الشمع بديلا أكثر فعالية". وبينما يصعب تحديد أصول التقنية بالضبط يُعتقد أن الباتيك يعود إلى الأزمنة القديمة عندما كان الناس يلفون القماش حول أجسامهم كملابس ويبدؤون في صبغه بألوان مختلفة وتزيينه بالرموز، وفقا لستيونو. ويُعتقد أن الباتيك نشأ في إندونيسيا، ولكن توجد تقنيات مشابهة أيضا في مصر وماليزيا وسريلانكا والهند وأجزاء من الصين. وقال ستيونو "ألوان باتيك سولو تعكس البيئة، وفي جاوا نحن محاطون بالأشجار والأوراق، كل جزء من إندونيسيا لديه ألوانه الخاصة، وفي سولو هي بنية وبيج وذهبية". سولو ليست المكان الوحيد الذي يعكس فيه الباتيك البيئة، المجتمعات القريبة من البحر تميل إلى استخدام الأزرق والأخضر كما يقول ستيونو، في حين أن تلك القريبة من البراكين النشطة تستخدم الأحمر والبرتقالي. وقال ستيونو "الباتيك لديه اسم وظيفة، معنى وفلسفة، وهناك دائما سبب أو مناسبة محددة لارتدائه، لا يمكنك ارتداء الباتيك عشوائيا". ومع أخذ ذلك في الاعتبار هناك تصميم باتيك معين للنساء الحوامل، النساء اللواتي أنجبن حديثا، الأطفال الذين يتعلمون المشي، حفلات الزفاف، الجنائز وحتى عندما تتم ترقية شخص. لكن في حين تم إنتاج الباتيك في إندونيسيا لقرون فإنه يواجه الآن صعوبة في مواكبة العصر. ألفا فيبيلا برياتمونو هو خبير باتيك في سولو، ويقول إن فن الباتيك يحتاج إلى أن يُفهم في سياق أوسع من مجرد النسيج. وقال برياتمونو للجزيرة نت "يحتاج الناس إلى معرفة ما هو الباتيك، وهو عملية صبغ شيء باستخدام الشمع لصنع التصميم، الباتيك ليس فقط لتصاميم القماش ولكن يمكن استخدامه أيضا على السيراميك والخشب والجلد، ولكن يجب أن يكون تصميما بالشمع مصنوعا من شمع مذاب حتى يصبح سائلا". وأضاف أن بعض التصاميم الحديثة استخدمت مركّبا كيميائيا لتحطيم الشمع قبل طباعة القماش، ولا يمكن تصنيفها على أنها باتيك لأنها انحرفت عن العملية التقليدية. وقال "يجب على الشباب والجمهور العريض دعم الباتيك، ليس فقط من وجهة نظر اقتصادية، ولكن أيضا من منظور فني، ثقافي وفلسفي، لأن هذه هي قوة الباتيك". ويضيف "التحديات التي تواجه السوق الآن شديدة للغاية، ولكن علينا أن نجد حلا لها، غالبا ما نفقد المنافسة على السعر لصالح الأقمشة المستوردة، ولذلك نحتاج إلى تعليم الجمهور ما هو الباتيك الحقيقي وما هو ليس كذلك، وتعليمهم حب المنتجات الباتيك الحقيقية". ولتعليم الجمهور، لدى برياتمونو مجموعة من البرامج، بما في ذلك تعليم الشباب عن الباتيك من خلال الرموز الأبسط والأقل تعقيدا، وهناك أيضا خيار يستخدم الشمع والنسيج الصديق للبيئة، بالإضافة إلى الأصباغ الطبيعية لصنع الباتيك. ومنذ عام 1546 يعتبر كامبونج باتيك لاويان في سولو واحدا من المراكز الرئيسية للباتيك في المدينة، وقد شهدت المنطقة ازدهارا وانحدارا في حظوظها، كونها موطنا لمئات من صانعي وبائعي الباتيك، وتعرضت لاويان لضربة كبيرة في السبعينيات، وفي جائحة "كوفيد-19" أيضا. لكن برجماتونو يقول إنه كان هناك انتعاش مع وجود نحو 40 إلى 50 بائعا في المنطقة، مضيفا "لكن لا يزال هناك خطر كبير على سوق النسيج المحلي في إندونيسيا، لذا فنحن بحاجة إلى تغذية وتنمية هذه الصناعة". من جانبه، يقول ستياءوان إن النظرة المستقبلية للباتيك واعدة، مضيفا "أنا متفائل للغاية بأن الحكومة ستواصل الترويج للباتيك الإندونيسي بحيث يمكن أن يكون معروفا دوليا أيضا، أريد أن يكون ذلك اتجاها عالميا". وتمنح إندونيسيا منذ فترة طويلة ملابس ومنتجات الباتيك للشخصيات البارزة الزائرة، وفي قمم رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) العام الماضي تم تصوير القادة وهم يحيّون الرئيس جوكو ويدودو وهم يرتدون الباتيك. كما ارتدى قادة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (آبيك) هذه الملابس عندما التقوا في إندونيسيا في عام 2013. بعض الشخصيات العامة الإندونيسية معروفة أيضا بارتداء الباتيك بانتظام في الوطن والخارج، بمن في ذلك جيبران راكابومينغ راكا نائب الرئيس المنتخب والعمدة السابق لسولو، ووزير السياحة ساندياجا أونو. كما يشاهد في نسخة إندونيسيا من "يوم الجمعة العادية" ارتداء الموظفين العموميين والعاملين في المكاتب الباتيك، وتحتفل البلاد بيوم الباتيك الوطني في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول من كل عام. جيل جديد كما هو الحال في عائلة ستياءوان تنتقل أعمال الباتيك عادة من جيل إلى جيل، ولكن الأجيال الشابة في إندونيسيا أحيانا تفتقر إلى الحماس للعمل في هذا المجال الذي يمكن أن يكون شاقا وتكون الأرباح فيه متقلبة. الصحفي سيفاول عريفين من سولو ينحدر من عائلة من بائعي الباتيك، وقال إنه بينما يرتدي الباتيك بانتظام لم يرغب في العمل بالأعمال العائلية. وأضاف "كان والدي يصنع سراويل جميلة، لكن عندما كبرت أردت أن أصبح صحفيا بدلا من صنع الباتيك، أشعر بالسوء حيال ذلك الآن، عندما توفي والدي ماتت كل تلك المعرفة معه". وقال ستياءوان إن تدهور الأعمال العائلية كان أمرا شائعا للغاية، وإن ورشاته في كامبونغ بتيك كاومان -وهو مركز آخر للباتيك في سولو- كانت بهدف إحياء اهتمام الشباب بالحرفة. وفي متجره يجلس زوار سولو متربعين على الأرض حول مشاعل الشمع ويحاولون تصميم الباتيك الخاص بهم، يرسمونه على القماش الأبيض بالشمع قبل غمره في الصبغة. ريزكا سائحة وطالبة فنون تبلغ من العمر 19 عاما، والتي مثل العديد من الإندونيسيين تعرف باسم واحد، وقالت إنها سجلت في الفصل "لتعلّم شيء جديد". من حولها كان هناك زوار محليون ودوليون آخرون يرسمون تصاميمهم بدقة من دلاء الشمع المذاب على المشاعل الحرة في جميع أنحاء الغرفة. ريزكا -التي تدرس في جامعة في سورابايا- قالت إنها مهتمة بجميع أشكال الفن الإندونيسي، وإنه من المهم فهم التاريخ الإبداعي لإندونيسيا. وقالت "الباتيك مثير للاهتمام للغاية، لأنه يمكن أن يتغير مع الزمن وأن يكون مواكبا للأحداث على الرغم من أنه يُعتبر في إندونيسيا حرفة قديمة، لكن الأمر يعتمد علينا للعناية به".