
هواوي تطلق مرحلة جديدة من الاستقلال الرقمي
أزاحت هواوي الستار عن نظام تشغيل جديد كلياً يُدعى HarmonyOS NEXT، يمثّل واحدة من أكثر محاولاتها جرأة للتخلص من الاعتماد على التقنيات الغربية، وبخاصة أنظمة التشغيل المهيمنة مثل "ويندوز" من "مايكروسوفت" وmacOS من "أبل". لا يُعد هذا النظام مجرد ابتكار برمجي، بل يندرج ضمن رؤية استراتيجية شاملة تسعى من خلالها الصين إلى ترسيخ استقلالها الرقمي.
بنية تقنية متفرّدة
يتميّز HarmonyOS NEXT بكونه أول نظام تشغيل تطوره "هواوي" بالكامل دون الاعتماد على نواة لينكس أو على "أندرويد"، ما يميّزه عن غالبية الأنظمة المفتوحة أو المعدّلة المتداولة حاليًا. يستخدم النظام نواة دقيقة (Microkernel) خاصة، وتؤكد "هواوي" أن هذا الاختيار يتيح أداءً أكثر استقراراً وأماناً.
لا يدعم النظام تشغيل تطبيقات أندرويد أو ويندوز، الأمر الذي يستدعي من المطورين إعادة بناء تطبيقاتهم باستخدام أدوات تطوير جديدة مثل ArkTS وArkUI. هذا التوجّه يشكل مخاطرة محسوبة، لكنه يعكس رغبة الشركة في تأسيس منظومة مستقلة بالكامل.
أداء عالٍ وتكامل بين الأجهزة
أشارت "هواوي" إلى أن HarmonyOS NEXT يتمتع بسرعة استجابة عالية وأداء محسّن في إدارة المهام المتعددة، دون الكشف عن أرقام رسمية دقيقة حتى الآن. تشير تجارب أولية وتقارير تقنية إلى تفوق ملحوظ في سرعة الإقلاع مقارنة بأنظمة تشغيل تقليدية، وهو ما يُعزّز مزاعمه كنظام خفيف وفعّال.
يدعم النظام بيئة تشغيل موحّدة عبر أجهزة "هواوي" المتنوعة، من الهواتف الذكية إلى الحواسيب الشخصية، مروراً بالشاشات الذكية وحتى السيارات. هذا التكامل يضعه في موقع مقارن مباشر مع منظومة آبل المعروفة بتجانسها.
عقبات في طريق الانتشار
رغم التقدم التقني الواضح، تواجه هواوي تحديات ضخمة، أبرزها غياب مكتبة تطبيقات جاهزة خارج الصين. النظام لا يتيح تشغيل التطبيقات التقليدية من غوغل أو مايكروسوفت، ما يُصعّب عملية تبنّيه عالمياً ويحد من جاذبيته للمستخدمين خارج السوق المحلي.
نجاح HarmonyOS NEXT مشروط بإقناع المطورين بالاستثمار في بيئة جديدة بالكامل، وتوفير مزايا كافية تبرّر الانتقال من أنظمة ناضجة ومستقرة إلى نظام ناشئ لا يزال في طور البناء.
خيار استراتيجي أكثر من كونه تجارياً
العقوبات الأميركية التي فُرضت على "هواوي" منذ عام 2019 شكلت نقطة تحوّل في مسارها التقني. حرمان الشركة من تقنيات أساسية، مثل الرقائق الدقيقة ونظام التشغيل ويندوز، أجبرها على تسريع مشاريعها البديلة، وفي مقدمتها HarmonyOS.
النظام ليس فقط استجابة تجارية لحالة طوارئ، بل يمثّل تعبيراً عن سياسة وطنية صينية أوسع، تستهدف تحقيق اكتفاء ذاتي في مجالات التكنولوجيا الحساسة. تُظهر تصريحات المسؤولين الصينيين والتوجهات الحكومية دعماً واضحاً لهذا المسار، الذي يتجاوز حدود السوق إلى نطاق الجيوسياسة العالمية.
تحوّل محتمل في مشهد أنظمة التشغيل
سيطرة أنظمة تشغيل غربية على السوق العالمي تواجه اليوم منافساً شرقياً يملك الطموح والدعم السياسي والاقتصادي اللازم. نجاح "هواوي" في بناء منظومة متكاملة من التطبيقات والخدمات سيحدد مصير HarmonyOS NEXT، خاصة في الأسواق الآسيوية والدول التي تبحث عن بدائل تُخفّف من التبعية التقنية للغرب.
لا يمكن الجزم بعد بمستقبل النظام، لكنه يفتح باباً جديداً أمام عالم متعدد الأقطاب رقمياً، تُعيد فيه الشركات غير الغربية رسم حدود السيطرة البرمجية من الصفر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 4 ساعات
- ليبانون 24
أخطاء غريبة... غوغل تُعدّل ميزة الذكاء الاصطناعي
أصلحت شركة غوغل خللًا في ميزة "AI Overview" المعتمدة على الذكاء الاصطناعي ، كانت تُخطئ في تحديد العام الحالي وتخبر المستخدمين بأننا في عام 2024 بدلًا من 2025. وقد أشار عدد من المستخدمين مؤخرًا إلى أن الميزة كانت تُجيب على سؤال "هل نحن في عام 2025؟" بعبارة: "لا، ليس 2025، السنة الحالية هي 2024". الخميس، أعلنت غوغل تصحيح الخطأ، وباتت الميزة تُقدّم الإجابة الصحيحة بأن العام الحالي هو 2025، وفق ما نقله موقع "TechCrunch" المتخصص في أخبار التكنولوجيا.


صدى البلد
منذ 4 ساعات
- صدى البلد
أخبار التكنولوجيا.. هاتف جديد من ريلمي بسعر معقول
نشر موقع "صدى البلد"، مجموعة من الموضوعات الخاصة بأحدث أخبار التكنولوجيا خلال الساعات الماضية، تناولت أخبارا وتقارير عن أحدث التقنيات، نستعرض أبرزها فيما يلي: سيقلب الموازين .. هاتف جديد من ريلمي بسعر معقول تُحدث شركة ريلمي نقلة نوعية في قطاع الهواتف الاقتصادية بإطلاقها هاتف Neo 7 Turbo والذي يأتي مزودًا بمعالج Dimensity 9400e من MediaTek، وبتصميم شفاف، وبسعر أقل من 300 دولار أمريكي، مما يجعله أحد أكثر الخيارات تميزًا وسعرًا . إليك كل ما تحتاجين لمعرفته. بمواصفات جبارة.. تعرف على أفضل جهاز لوحي بالأسواق في 2025 جهاز لوحي جديد تستعد شركة سامسونج لإطلاقه وهو تابلت Galaxy Tab S10 Lite، والذي يعد خيارًا ممتازًا لمن يبحثون عن جهاز لوحي من سلسلة Galaxy بسعر معقول. من جانبها قد كشفت قائمة Geekbench عن جهاز لوحي من سامسونج يحمل رقم الطراز SM-X406B، وهو ما يتوافق مع سلسلة أجهزة Galaxy Tab S. ومن المرجح أن يكون هذا الجهاز هو Galaxy Tab S10 Lite، والذي يأتي مزود بمعالج MediaTek Dimensity 9400 عالي الأداء. بأداء استثنائي .. سعر ومواصفات هاتف هواوي نوفا Y73 إذا كنت تبحث عن هاتف بمواصفات رائدة فيمكنك التفكير في هاتف نوفا Y73 فقد أعلنت شركة هواوي رسميًا عن هاتفها الذكي نوفا Y73 عبر موقعها الإلكتروني العالمي، لتؤكد على مواصفاته الرئيسية وميزاته الرائعة إلا أن تفاصيل الأسعار للمستخدمين لا تزال سرية حتى الآن. مزايا ذكاء اصطناعي .. جوجل تطرح محرر صور جديدًا إليك أهم ميزاته من المقرر أن تُطلق شركة جوجل فوتوز تحديثًا هامًا لمحرر الصور الشهر المقبل لمستخدمي أندرويد حول العالم. يُتيح هذا التحديث ميزات الذكاء الاصطناعي لهاتف Pixel 9 على المزيد من الأجهزة. وفقا لموقع timesofindia. يُدمج محرر الصور المُعاد تصميمه أدوات الذكاء الاصطناعي، و سيتوفر للمستخدمين ميزات تعزيز الذكاء الاصطناعي، ومشاركة رمز الاستجابة السريعة للألبومات. مزايا ذكاء اصطناعي .. جوجل تطرح محرر صور جديدًا إليك أهم ميزاته متصفح جديد كشفت عنه شركة 'أوبرا'، وهو متصفح 'أوبرا نيون' الذي يُركز على كيفية سير عمل الذكاء الاصطناعي وقيامه بتنفيذ المهام نيابةً عنك، مثل مهام التسوق ومهام ملء النماذج والبرمجة. على الجانب الآخر، وفقا لموقع "تك كرانش"، يعد المتصفح حاليًا في قائمة الانتظار، إلا أن الشركة قالت إنه سيتعين على المستخدمين إمكانية الاشتراك لاستخدامه، وذلك بمجرد إصداره، إلا أنه في المقابل لم يتم الكشف عن أي تفاصيل حول الأسعار.


النهار
منذ 5 ساعات
- النهار
الشراء الذكي: الذكاء الاصطناعي يُسيطر على عربة التسوق
تستعد مجموعات عملاقة في مجال التكنولوجيا لطرح أدوات مساعدة في التسوق الرقمي تتيح للمستخدمين تجربة السلع افتراضياً بعد البحث عن أفضل الأسعار والنماذج التي تناسب مختلف الأذواق، حتى إن في استطاعتها، بحال السماح لها، دفع ثمن المشتريات. يقول المحلل في شركة "سي اف ار ايه" للبحوث CFRA Research أنجيلو زينو إن "هذه هي المرحلة التالية في عالم التسوق". وأصبحت هذه الثورة ممكنة بفضل ظهور برامج الذكاء الاصطناعي التي لم تعد تكتفي بالإجابة عن الأسئلة أو إنشاء محتوى على غرار مساعدي الجيل الأول، بل أصبحت قادرة على أداء الكثير من المهام عند الطلب بلغة الحياة اليومية. كشفت "غوغل" الأسبوع الماضي عن ميزات تسوق في محرك البحث المُحسّن بالذكاء الاصطناعي، "إيه آي فاشن" AI Fashion الذي "يُقلل وقت البحث من أيام إلى دقائق"، بحسب رئيسة قسم الإعلان والتجارة في المجموعة فيديا سرينيفاسان. في حالة الملابس، بات يُمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء صورة للشخص المعني مرتدياً بدلة أو قميصاً يُفضّله، مع مراعاة القياسات والشكل بناءً على الخامة والقصّة. يمكن للمستخدم بعد ذلك تحديد الحد الأقصى للسعر والسماح لمحرك غوغل بالبحث في الإنترنت حتى يجد عرضاً مُطابقاً، حتى لو استغرق الأمر ساعات أو أياماً. يمكن للعميل بعد ذلك إتمام عملية الشراء باستخدام منصة الدفع "غوغل باي". وقال المحلل في شركة "تكسبوننشل" آفي غرينغارت "إنهم ينافسون أمازون قليلاً"، معتبراً أن التسوق "وسيلة لتحقيق الربح" من الذكاء الاصطناعي، إذ يمكنه زيادة عدد الزيارات وإيرادات الإعلانات. في نهاية نيسان/أبريل، أضافت "أوبن إيه آي" ميزة تسوق إلى "تشات جي بي تي" تستجيب لطلب يتضمن أفكاراً للمنتجات وتقييمات المستهلكين وروابط لمواقع التجار. وبحسب موقع "تك كرنش" المتخصص، لن تحصل الشركة الناشئة التي تتخذ مقراً في كاليفورنيا على نسبة من إيرادات التجارة الإلكترونية المُحققة عبر هذه القناة. الشراء "نيابة" عن المستخدمين قدّمت شركة "بربلكسيتي إيه آي" الناشئة أيضاً في تشرين الثاني/نوفمبر عرضاً لمشتركي خدمتها المدفوعة يتيح لهم إكمال عمليات الدفع من دون مغادرة التطبيق. ويتوقع أنجيلو زينو أن "المنصات الأخرى ستحتاج إلى أن تحذو حذوها، وسيصبح هذا الوضع الطبيعي". أطلقت "أمازون" مساعدها الرقمي "روفوس" في أيلول/سبتمبر، تلاه في أوائل نيسان/أبريل وضع "Buy for Me" "اشترِ نيابة عني" الذي يتيح إجراء عملية شراء مباشرة من موقع بائع تجزئة خارجي، خارج منصة أمازون. في منتصف أيار/مايو، أشار كبير مسؤولي التكنولوجيا في مجموعة "وول مارت" هاري فاسوديف إلى وصول وكيل الذكاء الاصطناعي إلى منظومتها، لكنه أوضح أن الشركة ترغب أيضاً في العمل مع منصات أخرى ليتمكن مساعدوها من التوصية بمنتجاتها. في نهاية نيسان/أبريل، كشفت كل من "فيزا" و"ماستركارد"، أكبر شركتي دفع في العالم، عن بنية تقنية جديدة تُمهد الطريق للشراء المباشر من جانب وكيل رقمي عبر شبكتيهما. تتوقع إليز واتسون من شركة "كلاركستون" للاستشارات أن "على تجار التجزئة الآن التفكير في كيفية تحسين" مكانتهم من خلال أداة مساعدة عاملة بالذكاء الاصطناعي، وفهم "المعلومات التي ستجعل المنتج أكثر جاذبية لكل وكيل رقمي". وتضيف "لا يتعين على أدوات المساعدة هذه الكشف عن أنواع المعلومات التي تعطيها الأولوية، لذا سيُجبَر التجار على تجربة الخوارزمية واختبارها". لا يتوقع أنجيلو زينو تحولاً في هيكلية التجارة الإلكترونية. ويرى أن هذا النموذج الجديد سيفيد "غوغل"، وكذلك "ميتا" التي يتوقع دخولها عالم أدوات المساعدة على التسوق. ويقول المحلل "ربما جمعوا معلومات عن المستهلكين أكثر من أي شركة أخرى. ولهذا يُعتبرون منذ زمن بعيد بأنهم من الرابحين المحتملين في هذا التحول نحو الذكاء الاصطناعي". وتطرح الميزة التي توفرها معرفة العملاء مجدداً مسألة استخدام البيانات الشخصية. ستُحسّن "غوغل" ملفات المستهلكين بناءً على عمليات البحث السابقة التي أجروها، لكنها تُؤكد أن المستخدمين سيُضطرون إلى الموافقة صراحةً على استخدام معلومات إضافية مثل رسائل البريد الإلكتروني أو التطبيقات الأخرى. بالنسبة لإليز واتسون، من المرجح أن يُثني هذا الجانب أقلية من العملاء، على الأقل لبضع سنوات. بشكل عام، مع أن التكنولوجيا باتت على مستوى عالٍ، إلا أن "الإطار القانوني والتشغيلي والأخلاقي لم يستقر بعد"، وفق ما يشير كريس جونز من شركة "بي اس اي كونسلتينغ". ويقول "هل يمكننا الوثوق بالآلات لتشتري نيابة عنا؟"، مضيفاً "ستعتمد المرحلة التالية من التجارة الإلكترونية على هذا السؤال".