
جوارديولا.. رجل فقد صوابه يحمل آمال السيتي المحطمة
تقرير- سيف معتز محي
أحيانا يفقد الإنسان السيطرة على نفسه، حتى وإن حاول النهوض مرارا وتكرارا، بعد فترة ربما تكون قصيرة من الفشل، ليصل بعدها إلى أقصى درجات الإحباط والتخبط،التي تجعله ينظر للحياة بشكل سلبي، وكأن العالم توقف من حوله. تلك الأحاسيس تعد بمثابة الوصف الأدق، لما يشعر به أحد أعظم المدربين في تاريخ كرة القدم، وهو الإسباني بيب جوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، والذي يمر بفترة صعبة لم يعتد عليها من قبل. ويبدو جوارديولا شاحبا مستسلما، والحزن يملأ قلبه، في كل مرة يظهر فيها خلال الموسم الحالي، الذي أصبح بمثابة الصدمة أو الكابوس، رغم أفكاره المذهلة وقدراته الفنية التي جعلته 'فيلسوف' كرة القدم في العصر الحديث، كما أطلق عليه أغلب عشاق الكرة.
تصريح صادم
من المعروف عن جوارديولا، قدرته على التحدث والتغلب على المنافسين بالحرب النفسية من خلال المؤتمرات الصحفية، سواء قبل أو بعد المباريات، بكلمات خفيفة، ولكنها تحمل الكثير من المعاني القوية. لكن يبدو أن الحالة التي يمر بها 'الفيلسوف الإسباني' من تعثرات وصدمات متتالية، جعلته يفقد هذه الميزة، خاصة بعد الخسارة القاتلة أمام ريال مدريد، بنتيجة (2-3)، قبل أيام في بطولة دوري أبطال أوروبا.
وخرج الفيلسوف بتصريح مفاجئ للجميع، قائلا: 'لست جيدا بما يكفي لتقديم المطلوب، مثل إدارة هذا النوع من المواقف'. ويدل هذا التصريح على الحالة النفسية الصعبة التي تشير إلى أن جوارديولا فقد السيطرة على الأفكار التي تدور في عقله للخروج من هذه المحنة الصعبة.
ومن المفترض أن هذه اللحظات، تحتاج إلى شخصية قوية، لمنح الفريق دفعة معنوية، من أجل العودة للطريق الصحيح، لكن جوارديولا، أعلنها صراحة أمام الجميع، بأنه لا يمتلك القدرة على إيجاد الحل، وهو ما سيعود على فريقه بالسلب من دون أدنى شك.
استسلام وعقل مشوش
يأتي هذا التصريح الكارثي في فترة حرجة من الموسم، يحتاج فيها السيتي إلى إعادة ترتيب أوراقه، من أجل الاستمرار في البطولة الأوروبية، ومواصلة صراعه بمراكز المقدمة على أقل تقدير بالدوري الإنجليزي الممتاز. صحيح أن المدرب الإسباني، يُعرف بشخصيته المتزنة، وحكمته في إدارة المباريات الكبرى، لكن السقوط المتكرر بسيناريوهات أشبه بالأفلام السينمائية، جعلته يفقد السيطرة على نفسه.
آمال محطمة
رغم التعثرات العديدة التي تعرض لها جوارديولا، هذا الموسم، إلا أنه يمتلك رصيدا كافيا، دفع إدارة مانشستر سيتي لتجديد عقده في تشرين الثاني الماضي، في محاولة، لمنحه دفعة قوية، للاستمرار في المنافسة. جوارديولا نفسه كان يحلم بتصحيح المسار، وتحقيق عدة أهداف بارزة، منها الحفاظ على الدوري الإنجليزي الممتاز، للمرة الخامسة تواليا، واستعادة لقب دوري أبطال أوروبا.
لكن الأمور لم تسر كما كان مخططا لها، حيث تحطمت أحلام 'الفيلسوف' بالسقوط مرارا وتكرارا، حتى تراجع للمركز الخامس، بفارق 16 نقطة عن ليفربول المتصدر، بعد مرور 24 جولة، مما يشير إلى صعوبة الحفاظ على البريميرليج.
وعلى مستوى دوري أبطال أوروبا، تعقدت الأمور بشكل واضح، بالفشل في التأهل للدور التالي مباشرة، باحتلال المركز 22، ومن ثم الذهاب إلى الملحق لمواجهة ريال مدريد، ولكنه اصطدم بسيناريو كارثي على أرضه ووسط جماهيره. وأصبح رجال جوارديولا، قاب قوسين أو أدنى من توديع البطولة، خاصة وأن مباراة الإياب، ستكون على ملعب 'سانتياجو برنابيو' معقل ريال مدريد. وكان ذلك، سببا كافيا، لاستمرار الحالة النفسية السيئة لدى المدرب الإسباني، والذي ظهر مصدوما أمام عدسات المصورين نتيجة الخسارة القاتلة.
قلب مُحطم
يحتاج كل شخص في المواقف الصعبة إلى داعم نفسي قوي، ينتشله من حزنه ودفعه لمواصلة السيطرة على نفسه، لكن صدمة جوارديولا، لم تقتصر على الحياة العملية، فحسب، بل امتدت لعلاقته الزوجية. وقبل أشهر قليلة، تم الإعلان عن نهاية علاقة جوارديولا بزوجته، بعد 30 عاما من الحياة المستقرة بين الطرفين، ليتحطم قلبه في الوقت الذي يعاني فيه بشكل واضح بالناحية العملية. ولا يوجد شك أن الجوانب الشخصية تؤثر على الحياة العملية في كثير من الأحيان، وهو ما تسبب في زيادة معاناة مدرب مانشستر سيتي بكل الأشكال خلال الموسم الحالي.
وبعيدا عن هذه الضغوطات، فإن المدرب الإسباني يحتاج للتوقف قليلا عن العمل، والحصول على إجازة طويلة لإعادة ترتيب أوراقه، لكنه يرتبط بعقد مع مان سيتي حتى 2027، ولكن هذا لن يمنع جوارديولا عن الرحيل حال أراد ذلك.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الرؤية
منذ 2 أيام
- جريدة الرؤية
أين البرشا؟ وأين الكرة الذهبية؟
مجيد بن عبدالله العصفور خلال متابعتي لاحتفالات البرشا بالتتويج بلقب الليجا الإسبانية للمرة 28، أسعفتني الذاكرة بأنَّ النادي الملكي ريال مدريد قد توج بهذا اللقب قبل 25 عامًا مضت! وتركزت ترشيحات وسائل الإعلام الكتالونية والوسائط الإعلامية الأخرى في إبراز ترشيحاتها وبقوة على التتويج بالكرة الذهبية والتي اقتصرت على اللاعب رافينا البرازيلي واللاعب الناشئ لامين يامال (الأمين جمال)؛ باعتبارهما من أفضل اللاعبين على مستوى العالم. وفي تقديري المتواضع أن تلك الترشيحات بعيدة المنال عن لاعبيْ البرشا الاثنيْن؛ حيث لم يتمكن نادي برشلونة من الوصول إلى النهائي في دوري الأبطال الذي يعد البطولة الأكثر بريقًا وأحد أهم المعايير المؤهلة للحصول على تلك الجائزة المرموقة. ومما يجدر ذكره أن الريال قد تُوِّج بهذا باللقب 15 مرة، في حين أن البرشا تُوِّج باللقب، 5 مرات فقط! والبرشا قد تم إقصاؤه من مشوار التتويج من قبل نادي الإنتر الإيطالي بسباعية تاريخية 3/3 في الذهاب 3/4 في الإياب بمجموع 6/7. ومما يجدر ذكره أيضًا أن النادي الباريسي "PSG" قد أزاح من أمامه 4 فرق إنجليزية، سبق لها أن توجت باللقب الأوروبي وعلى رأسها ناديا ليفربول والمان سيتي، ووصل إلى مباراة التتويج الفاصلة ليقابل نادي الإنتر الإيطالي. والنادي الباريسي يضم عدداً من النجوم المُتألقين وفي مقدمتهم اللاعب عثمان ديمبلي الذي يُعتبر الأكثر ترشيحًا والأقرب للظفر بالكرة الذهبية علاوة على ترشيحات النادي الفرنسي في حال تتويجه باللقب الأوروبي لإحرازه الثلاثية (دوري الأبطال والدوري الفرنسي وكاس فرنسا)، فهل تصدق الترشيحات أم أن هنالك سيناريوهات أخرى في علم الغيب. خاتمة.. تاريخ البطولات لا يكذب، وهناك فرق شاسع سيظل علامة فارقة بين الريال وبرشلونة. ريال مدريد هو نادي القرن في أوروبا ولديه سجل بطولات محلية وقارية كبير وبفارق شاسع عن أقرب منافسيه، الذين يحتاجون إلى ربما قرن من الزمان لمعادلة أرقام الريال في حالة توقف الأخير، وصيامه عن إضافة المزيد إلى رصيده الخرافي. الريال جامعة والآخرون كليات ومدارس.


الشبيبة
منذ 2 أيام
- الشبيبة
حفل توزيع جائزة الكرة الذهبية في 22 سبتمبر القادم
الشبيبة - العمانية أعلن منظمو حفل توزيع جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم اليوم بأنه سيُقام في 22 سبتمبر من هذا العام، وسيكون عدد الجوائز المخصصة للنساء والرجال متساويا للمرة الأولى. وأضافت مجلة فرانس فوتبول الفرنسية التي تقف خلف فكرة الجائزة الفردية الأكثر شهرة في عالم الكرة المستديرة والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) جوائز أفضل حارسة مرمى، وأفضل لاعبة شابة، وأفضل هدافة في نادٍ أو منتخب وطني هذا العام في حفل سيُقام على مسرح شاتليه في العاصمة الفرنسية باريس. وسيوزع إجمالي 6 جوائز لكل من اللاعبين واللاعبات، بالإضافة إلى استحداث جائزة جديدة هي جائزة سقراط للأعمال التي تعزز التضامن، وهي متاحة للرجال أو النساء. وسيتم الإعلان عن المرشحين للجوائز في أوائل أغسطس المقبل. وطغت مقاطعة ريال مدريد الإسباني للحفل على توزيع الجوائز العام الماضي بعدما علم النادي الملكي مسبقا بعدم فوز مهاجمه البرازيلي فينيسيوس جونيور بجائزة أفضل لاعب التي كانت من نصيب لاعب خط وسط مانشستر سيتي الانجليزي لكرة القدم الإسباني رودري. وأحرزت مواطنة الأخير لاعبة وسط برشلونة أيتانا بونماتي جائزة أفضل لاعبة.


عمان اليومية
منذ 4 أيام
- عمان اليومية
24 مدربا يختتمون دورة الرخصة الآسيوية بنزوى
24 مدربا يختتمون دورة الرخصة الآسيوية بنزوى أنهى 24 مدرّبًا من المدربين العاملين بعددٍ من أندية محافظات مسقط والداخلية وشمال الشرقية وجنوب الشرقية، وبعض المدربين من جمهورية مصر العربية وتونس مقررات دورة الرخصة الآسيوية للمدربين للمستوى (B) التي أقيمت بالمجمع الرياضي بنزوى على مدى ثلاثة أسابيع، إذ أقام الاتحاد العُماني لكرة القدم احتفالية اختتام الدورة بحضور أحمد بن محمد الحراصي مدير إدارة الثقافة والرياضة والشباب بمحافظة الداخلية، وبمشاركة المحاضرين في الدورة وعدد من المدربين السابقين إلى جانب المدربين المشاركين، حيث تنوّعت مقررات الدورة بين الجوانب النظرية والعملية. وهدفت الدورة إلى تنفيذ البرنامج المُعد من محاضري الدورة، الذي اشتمل على تطبيق الجانب التكتيكي في كرة القدم كالهجوم بأشكاله المتنوعة، والدفاع بمبادئه المختلفة، وتكتيك الضغط في مختلف مناطق اللعب بتشكيلات متنوعة، الفردية والجماعية، والتهديف بتكتيكات متنوعة من الكرات العرضية أو التسديد المباشر والكرات الثابتة من زوايا مختلفة، كما تناولت الدورة حراسة المرمى بمواقف مختلفة، فيما كان لجانب التمرير والاستحواذ نصيب في الجانب العملي، فيما كان للجزء النظري والمعرفي جوانب مختلفة كتحليل المباريات (تحليل مباراة نادي بهلا مع نادي النصر في دوري عمانتل)، وشرح الوحدة التدريبية، وأهمية الاتصال المؤثر، ونُظم اللعب، كما قدّم المدربون المشاركون عروضًا تقديمية لمواضيع وعناوين كروية مختلفة، وفي الختام قام راعي المناسبة بمعية محاضري الدورة بتوزيع شهادات المشاركة للمدربين. وقد حاضر في الدورة المحاضر الآسيوي سالم بن عزان المقيمي، بمساعدة المحاضر الآسيوي محمد بن سعيد بن حمدان الهنائي، والإداري سالم بن علي بن رجب الكثيري، وتناولت الدورة في برامجها عددًا من المواضيع النظرية والعملية، وعددًا من الاختبارات التطبيقية للمدربين، كما اشتملت على محاضرات في علم النفس، ومحاضرات في قانون لعبة كرة القدم، ومحاضرات في اللياقة البدنية، إلى جانب محاضرات في تدريب حراس المرمى، ومحاضرات في الطب الرياضي، إضافة إلى اختبارات نظرية وتطبيقية لتأهيل المدربين للعمل في مختلف المراحل العمرية، واختبار عملي ختامي أُقيم قبل نهاية الدورة.