
رئيس جمعية الأقصى للجزيرة نت: اليمنيون يغيثون غزة ويدعون لإنقاذها
وقال الرباحي، في حديث خاص للجزيرة نت، إن جمعية الأقصى في اليمن منذ أُسست عام 1991 تعمل على دعم صمود الشعب الفلسطيني وتحديدا في المجالات الإنسانية والإغاثية والتصدي لسياسة التجويع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على سكان قطاع غزة.
وأضاف أن الجمعية، التي تتخذ من مدينة سيئون بمحافظة حضرموت شرقي اليمن مقرا رئيسا لها خلال السنوات الأخيرة، قدمت منذ إقامتها الكثير من المشاريع الإنسانية لفلسطين وغزة، خاصة في المجالات الصحية والإغاثية والتنموية والاجتماعية والبنية التحتية.
غزيرة ومتنوعة
وبلغة الأرقام، أوضح الرباحي أن قيمة المشاريع التي قدمت في نهاية عام 2023 بلغت 4 ملايين دولار أميركي، والمتوقع زيادة في قيمة المشاريع الإغاثية والإنسانية مع نهاية العام 2025 إلى أكثر من 6 ملايين دولار.
وأشار إلى أن عدد المستفيدين من المشاريع الإغاثية والخيرية في غزة بلغ نحو نصف مليون مواطن خلال 2024، حيث شملت مشاريع الجمعية 446 ألفا و323 فردا مستفيدا بما يوازي 19 ألفا و628 أسرة.
وأوضح أن مشاريع الجمعية في القطاع تنوعت بين صحية وغذائية وإيوائية، وصيانة آبار ومحطات لتحلية المياه، وتوفير سقيا الماء إضافة إلى كفالات الأيتام والطلاب وصرف زكاة الفطر والأضاحي وكسوة العيد وإفطار الصائمين وكسوة وتدفئة الشتاء، في مناطق عدة بالقطاع، لا سيما شماله الذي نال من الدمار والخراب والمعاناة الكثير، وأيضا في مدينة غزة وجنوبها ووسط القطاع.
وأضاف الرباحي أن مشاريع الجمعية لا تزال تتواصل في القطاع خلال شهر أغسطس/آب الجاري، وخاصة عبر التكايا الخيرية التي تسهم بتوفير الوجبات الجاهزة للأسر النازحة والفقراء والمجوّعين الذين تقطعت بهم السبل.
دعم واجب
وبشأن "مستشفى اليمن السعيد" الذي أقامته جمعية الأقصى في مخيم جباليا ، والذي تعرض للقصف والتدمير الإسرائيلي، قال الرباحي إنهم رصدوا مبلغ 4 ملايين دولار كتقدير أولي لصيانته وترميمه وتجهيزه وإعادة تشغيله بعد توقف الحرب، ليعود مجددا في خدمة أهالي المخيم وسكان شمال غزة.
وأكد أن المستشفى يعتبر من أبرز وأكبر المشاريع التي أسهم بها الشعب اليمني تجاه إخوانه في غزة و فلسطين ، مؤكدا أنه تضرر مرات عديدة بفعل الحروب الإسرائيلية، وكان آخرها الحرب الأخيرة بعد 7 أكتوبر/تشرين أول 2023، إذ تعرّض للقصف والتخريب أكثر من مرة وهو الآن شبه مدمر، ويحتاج إلى ترميم وصيانة واسعة ومن ثم إلى تجهيز وتشغيل.
وشدد الرباحي على أن كل ما تقدمه جمعية الأقصى من دعم هو من تبرعات الشعب اليمني الذي يحرص على التبرع بسخاء رغم ضيق اليد وما يمر به ويعانيه، إلا أنه يعتبر دعم غزة وفلسطين واجبا دينيا وأخويا وإنسانيا.
وقال إن "الحقيقة التي تأكدت هي أن اليمن شعب معطاء وسخي ويؤثر على نفسه رغم الظروف المعيشية التي يعانيها"، مضيفا أن "هذه الصفة ليست غريبة على اليمنيين، فقد وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنهم شعب المدد".
للمسجد الأقصى
وعن الصعوبات التي تواجه جمعية الأقصى في أعمالها الإنسانية والإغاثية، لا سيما الموجهة إلى قطاع غزة، قال الرباحي إنها "ذاتها الصعوبات التي تواجه العمل الإنساني العالمي والمنظمات الإنسانية عموما في إيصال المساعدات إلى الجائعين والمرضى والعطشى والمشردين في غزة، وأهمها الحصار الصهيوني الخانق، وإغلاق المعابر والسواحل أمام أي مساعدات إنسانية".
وعن دعم الجمعية للمسجد الأقصى المبارك، والذي سميت باسمه، قال الرباحي إن "الجمعية أنشئت أساسا من أجل المسجد الأقصى والقدس بالدرجة الأولى، وذلك بتقديم ما يمكن من خدمات لتعزيز حماية الأقصى والحفاظ على إسلاميته بدعم الرباط فيه وإقامة موائد الصائمين (إفطار الصائم)".
وذلك إضافة "إلى صيانته ونظافته وإسراجه ودعم حلقات العلم وتحفيظ القرآن فيه وكفالة المعلمين والطلاب والأيتام، ونقل المصلين إليه وترميم البيوت المقدسية القديمة، وغيرها من الخدمات التي تعزز المحافظة على هوية الأقصى ومدينة القدس"، كما يوضح الرباحي.
وردا على السؤال: ماذا بإمكان اليمن والعرب والمسلمين عامة أن يقدموه، غير الأعمال الإنسانية والإنسانية، من أجل وقف حرب الإبادة لأهل غزة؟ قال الرباحي "نريد أولا من العرب والمسلمين أن يقوموا بواجبهم الشرعي والأخلاقي والإنساني تجاه إخوانهم في غزة وفلسطين بإنقاذهم من الموت جوعا بإدخال المساعدات الإنسانية، والضغط بكل الوسائل لتحقيق ذلك وعدم التفرج عليهم وهم يتضورون جوعا بل يموتون من الجوع".
وطالبهم كذلك بالعمل على إنقاذ أهل غزة بكل الوسائل، وإنهاء ما سماه مأساة العصر المتمثلة بحصار شعب كامل وإبادته قصفا وتجويعا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 14 ساعات
- الجزيرة
عبير وشيرين ترويان حكاية الأرامل في غزة
في خيمة مؤقتة وسط آلاف النازحين في جباليا شمالي قطاع غزة، تتحدث عبير ريحان (أم شيرين) عن رحلة ألم وفقدان متواصلة منذ اندلاع الحرب بعد أن خسرت زوجها وصهرها، لتجد نفسها وابنتها أمام النزوح والحرمان. اقرأ المزيد


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
كيف يواجه الغزيون الحر الشديد وانقطاع الكهرباء في ظل الحرب؟
غزة- تجتمع على السكان في قطاع غزة"في آب اللهاب"، كما تصفه الأمثال، نار الحر ونار الحرب، في بيوت مظلمة مستعرة بسبب عدم وجود الكهرباء، وتحت خيام ملتهبة كأنها زفرات براكين. تهفو القلوب والنفوس في مثل هذه الأجواء القاسية إلى كأس ماء أو مرطب بارد يذهب الظمأ ويروي العطش وينعش الروح. ورغم شح هذا الأمر وربما غرابة وجوده في مثل هذه الأجواء الصعبة، فإن حاجة الناس إليه تدفعهم للبحث عن وسائل لتوفيره، مهما بدا ذلك صعبا ومتعسرا. وتحاول محلات حمادة في منطقة النصيرات تقديم جزء من الحل، إذ يتجمع حولها المئات للحصول على كأس من "البرّاد الحلو المثلج" (عصائر تحل بالماء وتثلج) الذي يخفف عنهم وطأة الحر والعطش. يطفئ الظمأ والحر تقول خلود، وهي تنتظر دورها في الطابور لشراء البرّاد لها ولأولادها وبناتها، إنها تأتي في كل يوم، تأتي إلى هنا وتشتري البراد، فقد صار طريقهم الوحيد لري العطش وسط الحر وضيق الحال، وتحاول مع أولادها قدر الإمكان التعايش مع هذه الظروف الصعبة القاهرة في ظل الحرب. وتضيف للجزيرة نت الأولاد تعودوا عليه وأصبح عادتهم اليومية، وتتابع "نخرج للتخفيف عن أنفسنا من لهيب الخيمة وحرارة الماء في البراميل، فنحن عندما نحتاج إلى شرب الماء وري عطشنا نجد أنفسنا وكأننا نشرب ماء مغليا من شدة الحرارة". يباع كأس البراد الواحد اليوم بما يعادل دولارا ونصفا بعد أن كان يباع بربع دولار قبل الحرب، مما يجعل أي أسرة بسيطة تحتاج إلى مبلغ يتراوح بين 11 و 12 دولارا يوميا لشراء بعض كؤوس البراد. وبحسب صاحب محلات حمادة للمرطبات بسام حمادة، فإن محله إلى جانب السوبرماركت الكبير الملاصق له قد تم تدميرهما بالكامل في الأشهر الأولى من الحرب، مما تسبب لهم في خسارة فادحة على المستوى الاقتصادي، إضافة إلى فقدان كثير من العمال مصدر رزقهم. وأشار حمادة في حديثه للجزيرة نت إلى أنه جاهد لإعادة محله إلى الحياة مرة أخرى عبر توفير المياه الباردة والمرطبات، وقال "إن سبب غلاء كأس البراد يرجع إلى غلاء مكوناته، وخاصة مادة السكر والمواد الحافظة والليمون". وأضاف "نحن كباعة لا نملك خيارا، فالأسعار في الحرب ترتفع يوما بعد آخر، وإذا بعنا بسعر أقل فلن نتمكن من تغطية التكلفة، الناس يظنون أننا نبالغ، لكن الحقيقة أن سعر السكر تضاعف، والليمون صار نادرا وغاليا جدا. حتى الأكياس والأكواب البلاستيكية ارتفع ثمنها". وتابع "نحن بين نارين: إما أن نتوقف عن العمل ونغلق المحل، أو نرفع السعر بما يتناسب مع السوق والقدرة الشرائية للمواطنين لتغطية التكاليف وأجور العمال". لطالما كان كأس البراد في غزة مشروب الفقراء البسيط، متعة الأطفال وبهجتهم، وملجأ الكبار في الصيف، وها هو اليوم يعود أكثر إلحاحا رغم ارتفاع سعره، ليصبح مطلبا ضروريا لري عطش الناس وظمئهم. مشروع للاكتفاء في قاعة صغيرة أسفل بيته، يقيم عمرو المجدلاوي مشروعه الصغير، حيث يضع عددا من الثلاجات التي تعمل بالطاقة البديلة (الخلايا الشمسية)، ويملؤها بأكياس مياه الشرب وأكياس البراد الذي يصنعه باحتراف لتبريدها وتحويلها إلى مثلجات، ثم يحملها في حافظة كبيرة لبيعها في الأسواق أو أماكن النزوح وقرب الخيام. لا يحتاج المجدلاوي إلى كثير من الوقت لبيع كمياته من أكياس الماء المثلج أو البراد المنعش، يكفيه أقل من ساعة لتصريف وبيع أكبر كمية مهما بلغت، نتيجة تسابق المواطنين لشرائها. ويصف للجزيرة نت معاناة الناس بقوله "لقد أصبح كيس الماء البارد أو كيس البراد المثلج في غزة أشبه بكنز صغير، يطفئ ظمأ المواطنين ويعيد لهم شيئا من الانتعاش وسط الحر الخانق، كأنه ضرورة يومية لا غنى عنها، حتى بات رمزا بسيطا للحياة في وقت يزداد فيه الحر والعطش والمعاناة". ويقول معلقا على الأسعار "بحسبة بسيطة فإن 500 لتر من مياه الشرب الحلوة يبلغ ثمنها 45 دولارا تكفي لتعبئة كيلوغرام واحد من أكياس النايلون المخصصة، أي حوالي 560 كيسا بنحو 85 دولارا، ويضاف إليها 9 دولارات بدل مصاريف تشغيلية وأتعاب، فيكون المجموع نحو131 دولارا". وإذا بيعت الأكياس جميعا بمبلغ شيكل واحد (أقل من ربع دولار)، فإن المجموع يساوي 560 شيكلا نحو (165 دولارا)، أي بصافي ربح يومي يبلغ (35 دولارا)، وهي مبلغ مشجع لأصحاب مثل هذه المشاريع للاستمرار فيها. تسد الحاجة "ارو عطشك، طف نارك، برد على قلبك بشيكل واحد"، بهذه العبارات كان ينادي الشاب العشريني فراس وهو يتجول في سوق النصيرات بثلاجته الصغيرة التي يضع فيها كمية من أكياس المياه المثلجة. رافقناه وراقبناه وهو يبيعها، وما هي إلا دقائق معدودة حتى نفدت الكمية كلها، وقبل أن يغادر، سألناه عن خطوته التالية، فقال للجزيرة نت "سأذهب لإحضار كمية أخرى وبيعها. الحمد لله الأمور ماشية تمام (تسير على ما يرام)، هذه رزقتي ومصدر دخلي في الحرب، وكل التعب والإرهاق والوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة يهون من أجل توفير بعض الطعام البسيط لعائلتي". وتنتشر في النصيرات مشاريع تبريد المياه عبر الطاقة البديلة، فعلى سبيل المثال يشتري فراس بالجملة كل 100 كيس بـ80 شيكلا (25 دولارا)، ويبيع بين 150 و200 كيس يوميا بسعر شيكل واحد للكيس، متنقلا بين السوق وخيام النازحين، ليكسب ما بين 30 و40 شيكلا (9 – 12 دولارا) في اليوم الواحد، حسب قوله. وخلال جولة الجزيرة نت في سوق النصيرات وخيام النازحين، لاحظنا انتشار ظاهرة بيع البراد والمياه المثلجة بكثرة. كما شاهدنا الكثير من الأطفال والشباب يحملون ثلاجات وحافظات صغيرة مملوءة بأكياس البراد والمياه وهم يتجولون لبيعها، في ظل إقبال المواطنين الكبير على شرائها، بسبب انقطاع الكهرباء، وعدم وجود مياه باردة في المنازل والخيام، إضافة إلى شدة الحرارة والرطوبة والعطش بسبب الحركة الدائمة للمواطنين الباحثين عن لقمة عيشهم وتدبير حياتهم.


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
من مقيمة في الإمارات إلى مشردة في غزة.. سلوى دحلان تروي مأساة التجويع
وسط أجواء الحرب التي تشهدها غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، برزت قصة سلوى دحلان، التي غادرت محل إقامتها في الإمارات لتعود إلى قطاع غزة أملا في إكمال تعليمها وبناء مستقبلها المهني. اقرأ المزيد