logo
موانئ البحر الأحمر.. شريان حياة يتحدى الصعاب ويواصل العطاء

موانئ البحر الأحمر.. شريان حياة يتحدى الصعاب ويواصل العطاء

الحديدة - سبأ: جميل القشم
تُعد موانئ البحر الأحمر، وفي طليعتها ميناء الحديدة، إحدى أهم ركائز الصمود الاقتصادي والإنساني في اليمن، بعدما أثبتت جدارتها وقدرتها على مواصلة العمل رغم ما تعرضت له مؤخرًا من استهداف صهيوني، أمريكي مباشر ألحق أضراراً كبيرة ببنيتها التحتية الحيوية.
وبالرغم من التحديات الهائلة، ظلت موانئ البحر الأحمر تعمل بكفاءة عالية، لتواصل تأمين تدفق الإمدادات الغذائية والدوائية والمشتقات النفطية لملايين اليمنيين في مختلف المحافظات، في ظل ظروف استثنائية تعيشها البلاد منذ سنوات.
تشير التقارير الميدانية إلى أن حركة استقبال السفن وتفريغها لم تتوقف، بل استمرت بوتيرة منظمة، بفضل الجهود المتواصلة التي تبذلها الكوادر الفنية والإدارية، إلى جانب الإجراءات الطارئة التي تم اتخاذها لضمان استمرارية التشغيل.
وأكد وزير النقل والأشغال العامة، محمد قحيم، أن موانئ الحديدة تشكل جبهة اقتصادية متقدمة، ويؤدي العاملون فيها دورهم الكبير في خدمة أبناء الشعب اليمني، مشيداً بما يتحلون به من روح وطنية عالية وقدرة على تجاوز التحديات بعزيمة لا تلين.
وقال "بفضل الله وبسواعد الرجال، يقدّم الميناء خدماته بكفاءة عالية، وتستمر الأعمال بوتيرة متصاعدة رغم الكثير من المعوقات"، مؤكداً أن وزارة النقل والأشغال العامة تولي تعزيز قدرات الموانئ أهمية قصوى، وتعمل على توفير الإمكانيات لتطوير أدائها واستدامة خدماتها.
بدوره، اعتبر محافظ الحديدة، عبدالله عطيفي، ما يجري في موانئ الحديدة، معركة اقتصادية متكاملة، يواجه فيها العاملون كل أشكال التحدي بروح وطنية صادقة.
ولفت إلى أن السلطة المحلية حريصة على مؤازرة جهود العمل في هذا الشريان الحيوي الذي يمثل صمام أمان لتدفق السلع والمنتجات التي تحتاجها السوق المحلية.
وأوضح المحافظ عطفي، أن الصمود اللافت الذي تبديه الكوادر العاملة في الميناء، يعكس مستوى الوعي بالمسؤولية، ويؤكد أن أبناء الحديدة كانوا وما يزالون في طليعة من يحمون مقدرات البلد ويثبتون حضوره في معركة السيادة الاقتصادية.
وتبرز الزيارات الميدانية المتواصلة من قبل وزيري النقل والنفط ومحافظ المحافظة، ليس للمتابعة المستمرة للموانئ فحسب، وإنما تحولت تلك الزيارات إلى أدوات تنفيذ واطلاع عن قرب لمعالجة التحديات من الميدان لا من المكاتب.
وأشار رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر، زيد الوشلي، إلى أن العمل في الميناء يجري بوتيرة عالية على مدار الساعة، ولم تتأثر جداول الرسو أو برامج التفريغ رغم الأضرار، لافتاً إلى أن الكوادر الفنية والهندسية باشرت منذ اللحظات الأولى أعمال الحصر والمعالجة.
وأفاد بأن الفرق الفنية نجحت في تنفيذ إجراءات فورية لضمان استمرار العمل، دون تعطيل، ما عزّز ثقة المتعاملين مع الميناء، وساهم في الحفاظ على مكانته كمركز استقبال حيوي للسلع الأساسية.
وتتم خطة أعمال الطوارئ في مينائي الحديدة ورأس عيسى، بالتوازي مع استمرار استقبال السفن، في مشهد يعكس حالة من الانضباط والالتزام والجاهزية التي نادراً ما تتوفر في بيئة عمل تحت ضغط الاستهداف المتكرر.
وما يعزّز من أهمية الإنجاز هو استمرار رسو السفن التجارية الأجنبية في المينائين بصورة طبيعية، ما يعكس ثقة متزايدة من قبل الشركات الملاحية العالمية بقدرات مؤسسة موانئ البحر الأحمر على العمل بكفاءة، رغم التحديات التي تواجهها.
ولا تقتصر أهمية الموانئ على الجانب التجاري، بل تُعتبر جبهة وطنية واقتصادية وإنسانية، إذ أن استمرار العمل فيها رغم الظروف القاسية يمثل تجسيداً حقيقياً لنهج الصمود والإرادة التي يتحلى بها الشعب اليمني.
ورغم ما تعرضت له الأرصفة والمعدات من استهداف مباشر في انتهاك سافر للقانون الدولي، إلا أن المشهد في الميدان يعكس إرادة وطنية حولت الضرر إلى فرصة للنهوض والبناء، لا إلى حالة من التوقف أو الانهيار.
وفي هذا السياق، تعمل الجهات المختصة على توثيق الانتهاكات التي تعرضت لها الموانئ، بالتوازي مع إعداد خطط استراتيجية لتعزيز قدراتها التشغيلية وتوسيع طاقتها الاستيعابية، خصوصاً في ميناء رأس عيسى، تحسباً لأي طارئ يهدد خطوط الإمداد العالمية.
وتؤدي موانئ البحر الأحمر دوراً إنسانياً بالغ الأهمية، باعتبارها المنفذ الوحيد لدخول السلع والمواد الأساسية إلى اليمن، ما يمنح كل إنجاز فيها بعداً وطنياً وإنسانياً في آن واحد.
وإذا كانت الموانئ صمدت في وجه العدوان والاستهداف، فإن سر هذا الصمود لا يكمن في الخرسانة أو المعدات، وإنما في الإنسان العامل في الميدان، الذي يواصل الليل بالنهار للحفاظ على أن يظل هذا الشريان مفتوحاً.
ما يجري اليوم في موانئ البحر الأحمر، رسالة واضحة للعالم مفادها بأن اليمن، رغم الجراح، ما يزال قادراً على حماية ممراته الحيوية، والدفاع عن سيادته، وتأمين احتياجات شعبه بكل ما يملك من إرادة وثبات.
فيسبوك إكــس واتساب تليجرام ايميل طباعه

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عقب مبيت الحجاج بالعراء.. توجيهات عاجلة بمنع دخول هؤلاء منفذ الوديعة
عقب مبيت الحجاج بالعراء.. توجيهات عاجلة بمنع دخول هؤلاء منفذ الوديعة

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

عقب مبيت الحجاج بالعراء.. توجيهات عاجلة بمنع دخول هؤلاء منفذ الوديعة

كريتر سكاي/خاص: وجّه مدير عام ميناء الوديعة البري، عامر الصيعري، مساء اليوم، بإيقاف رحلات المقيمين اليمنيين مؤقتًا، وذلك بعد رصد تكدس غير مسبوق في عدد باصات الحجاج المتوقفة في الساحة المشتركة بين المنفذين اليمني والسعودي. جاء هذا القرار كإجراء طارئ لضبط تدفق المركبات وتجنب أي تعقيدات لوجستية قد تؤثر على سير العمل، حيث شهدت المنطقة ازدحامًا كبيرًا تطلب تدخلًا فوريًا لتنظيم الحركة وتفادي أي تأخير في عمليات العبور. ضمان انسيابية حركة الحجاج يهدف التوجيه الصادر إلى تنظيم عملية تفويج الحجاج بشكل أكثر كفاءة، مع ضمان انسياب حركتهم بسلاسة وأمان، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تشهدها المنطقة الحدودية خلال موسم الحج. وأكد الصيعري أن الأولوية في هذه المرحلة هي توفير كافة التسهيلات اللازمة لحجاج بيت الله الحرام، بما في ذلك تسريع إجراءات العبور وتقليل فترات الانتظار، مع الحفاظ على أعلى معايير السلامة والتنظيم. استئناف رحلات المقيمين لاحقًا أوضح مدير عام الميناء أن رحلات المقيمين اليمنيين ستُستأنف فور انتهاء عملية تفويج كافة الحجاج المتواجدين حاليًا في المنفذ، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء احترازي ويأتي ضمن خطة شاملة لضمان عدم حدوث أي اختناقات مرورية أو تأخير في الخدمات. وأضاف أن الفرق العاملة تعمل على مدار الساعة لتسهيل حركة الحجاج، مع توقع عودة الأمور إلى طبيعتها خلال الساعات القادمة بعد انتهاء الذروة الحالية. التأكيد على التنسيق المشترك مع الجانب السعودي وشدد الصيعري على أهمية تعزيز التعاون والتنسيق المستمر بين جميع الجهات العاملة في الميناء والجانب السعودي، لضمان تذليل أي عقبات قد تواجه عمليات العبور. وأكد أن هذا التنسيق يعد عنصرًا أساسيًا لتحقيق الانسيابية المطلوبة، كما يعكس الجهود المشتركة لتقديم صورة إيجابية عن الخدمات المقدمة خلال موسم الحج. وأشار إلى أن الميناء يبذل جهودًا كبيرة لتحسين البنية التحتية وزيادة الكفاءة التشغيلية لتجنب تكرار مثل هذه الحالات في المستقبل. ميناء الوديعة الهام يُذكر منفذ الوديعة أحد أبرز المنافذ البرية الحيوية بين اليمن والمملكة العربية السعودية، حيث يشهد حركة نشطة وكثيفة على مدار العام، لا سيما خلال مواسم الحج والعمرة التي تشهد تدفقًا كبيرًا للحجاج والمعتمرين. ونظرًا للأهمية الاستراتيجية لهذا المنفذ، فإنه يتطلب تخطيطًا دقيقًا ومرنًا لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المسافرين، وتجنب أي ازدحام أو اختناقات مرورية قد تعيق سير العملية بشكل سلبي. كما أن التنسيق المستمر بين الجهات المعنية يلعب دورًا محوريًا في ضمان سلاسة الحركة وتوفير أفضل الخدمات للمسافرين.

لن تنهض عدن إلا بنهضة موانئها!
لن تنهض عدن إلا بنهضة موانئها!

اليمن الآن

timeمنذ 8 ساعات

  • اليمن الآن

لن تنهض عدن إلا بنهضة موانئها!

ميناء عدن السابق التالى لن تنهض عدن إلا بنهضة موانئها! السياسية - منذ 6 دقائق مشاركة نيوزيمن، كتب/ ماجد الداعري جميل أن يستشعر الانتقالي الجنوبي الحاجة الإنسانية المتزايدة اليوم، إلى إعادة فتح طريق الضالع صنعاء، لايصال المواد الغذائية والبصائع المستوردة افتراضا، عبر ميناء عدن، إلى سكان المناطق الخاضعة للحوثيين، بعد سريان الحظر الأمريكي على موانئ الحديدة، على إثر تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية أجنبية.. وجميل جدآ أن تدرك قيادتنا الجنوبية اليوم، أن فتح الطريق الرئيسي، لإيصال حاويات البضائع المستوردة من ميناء عدن، إلى سكان المناطق الشمالية الذين يمثلون أكثر من ٧٠% من حجم السوق المحلية والقدرة الشرائية، بمثل أول وأهم الخطوات الوطنية الضرورية لإنعاش الحركة الملاحية لموانئ عدن.. لكن الأجمل والأهم من فتح الطريق، هو التأكد من جاهزيته وسلامه السير فيه، وخلوه من نقاط الجبايات التي سبق وأن مثلت إساءة بالغة لابناء الضالع ودفعت التجار المستوردين إلى اللجوء لموانئ سلطنة عمان أو المهرة والمكلا، وتحمل نفقات النقل البري الكبيرة، بدلا من الاستمرار في الاستيراد عبر ميناء عدن ودفع أتاوات وجبايات لكل النقاط تفوق في مجملها، فارق قيمة النقل البري للبضائع، من موانئ عمان، وعبر منفذ صرفيت، مرورا بالمهرة والمكلا، وصولا إلى مأرب وصنعاء.. وكما هو السيناريو المعتمد لدى أغلب التجار المستوردين منذ سنوات إغلاق ميناء الحديدة، نتيجة عدة أسباب من أهمها: عدم جاهزية ميناء عدن لاستقبال الحبوب والقمح وبضائع أخرى والسفن العملاقة. عدم تجاوب المنظمة البحرية الدولية واغلب خطوط الملاحة الدولية مع مخاطبات مؤسسة موانئ خليج عدن والجانب الحكومي اليمني بضرورة رفع القيود الامنية المتعلقة بميناء عدن لتخفيف قيمة رسوم التأمين وطمأنة التجار بمناطق الحوثيين بجاهزبة الميناء لاستقبال كل السفن والبضائع والإمدادات الغذائية والنفطية والدوائية بالتعرفات الجمركية المعتمدة لدى الموانئ الأخرى المتاحة. ووفق الله الجميع لانعاش الموانئ باعتبار نهضة عدن مرهونة بعودة الحركة الملاحية إلى موانئها وإزالة كل القيود المفروضة عليها والرسوم والجمارك الخارجة عن السندات الحكومية الرسمية، وتمكين القاطرات من إيصال بضائعها إلى وجهتها، بأقل مما يمكن للتاجر والسائق أن يدفعاها كرسوم وجبايات، من فارق قيمة النقل البري للبضائع من عمان والمهرة وحضرموت. من صفحة الكاتب على الفيسبزك

بعد توقف 10 سنوات.. طيران السعودية يستأنف نقل الحجاج الإيرانيين
بعد توقف 10 سنوات.. طيران السعودية يستأنف نقل الحجاج الإيرانيين

اليمن الآن

timeمنذ يوم واحد

  • اليمن الآن

بعد توقف 10 سنوات.. طيران السعودية يستأنف نقل الحجاج الإيرانيين

استقبل سفير السعودية لدى إيران، عبد الله العنزي، الأحد، أولى رحلات شركة "طيران ناس" بمطار الخميني في طهران، وذلك استعداداً لنقل الحجاج الإيرانيين لأداء مناسك الحج، وذلك بعد توقف دام عشر سنوات. وقال السفير السعودي في حسابه على منصة "إكس": "سعدت باستقبال أولى رحلات (طيران ناس) في صالة السلام الدولية بمدينة طهران". وتداولت وسائل إعلام وحسابات سعودية لقطات مرئية للطائرة السعودية وهي في طريقها للتوقف، بينما تُرش بالمياه في تقليد استقبال متعارف عليه. وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط"، أن الرحلة تعد الأولى بين البلدين منذ نحو عشر سنوات، حيث استأنف البلدان علاقاتهما في مارس 2023 بموجب اتفاق بوساطة صينية أنهى قطيعة دبلوماسية بدأت في يناير 2016. وأضافت الصحيفة أن "طيران ناس" ستقوم بنقل الحجاج من مدينتين في إيران هما طهران ومشهد في رحلات يومية، مشيرة إلى أنها ستسيّر نحو 225 رحلة حتى 1 يوليو المقبل لنقل أكثر من 35 ألف حاج إيراني. من جانبه أوضح السفير الإيراني لدى السعودية علي رضا عنايتي، أن "شركة (طيران ناس) سوف تنقل جزءاً من الحجاج الإيرانيين من طهران ومشهد"، مبيناً أن "الرحلات المباشرة بين المدن الإيرانية والسعودية كانت على جدول أعمال البلدين، واستمرت لشهور في رحلات تجارية مجدولة بين مدينتي الدمام ومشهد". وقال عنايتي إن عدد الحجيج الإيرانيين، حسب الكوتا المخصصة، "يفوق الـ85 ألف حاج سوف يؤدون حجهم بسهولة واطمئنان، ويرجعون إلى وطنهم بحج مقبول وسعي مشكور"، مضيفا: "نحن نبدي شكرنا للسلطات السعودية المعنية لما تقدمه من خدمات جليلة لحجاج بيت الله الحرام، وخاصة حجاج إيران".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store