
قصور الثقافة تحتفي بسيرة وإبداع الشاعر رفعت سلام بالقليوبية
نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان لقاء أدبيا، بمحافظة القليوبية، احتفاء بمسيرة الشاعر الكبير الراحل رفعت سلام، ضمن برنامج "عطر الأحباب"، وذلك في سياق برامج وزارة الثقافة لتكريم رموز الأدب والفكر بالمحافظات.
أقيم اللقاء بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وشارك به كل من الشاعر د. مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، الشاعر والناقد د. محمد السيد إسماعيل، الكاتب الصحفي محمود الشربيني، والشاعر محمد علي عزب، وبحضور ياسر فريد، مدير عام فرع ثقافة القليوبية، وأسرة الراحل ومحبيه وعدد كبير من المبدعين.
سيرة سلام
استهل اللقاء بكلمة الكاتب الصحفي محمود الشربيني، مرحبا بالحضور، وقدّم نبذة مختصرة لسيرة سلام، كما أثنى على البرامج التى أطلقتها الإدارة المركزية للشئون الثقافية وخاصة "عطر الأحباب" و"العودة إلى الجذور"، مقدما الشكر لهيئة قصور الثقافة على تكريم وإحياء مسيرة الرموز الثقافية في مختلف المحافظات.
وأعرب الشاعر د. مسعود شومان عن بالغ سعادته بالمشاركة في الاحتفاء بالشاعر الراحل رفعت سلام، مؤكدا أن هذا اليوم يُعد بمثابة احتفال قومي لا محلي، نظرا لمنجز سلام الشعري، والنقدي، والبحثي أيضا.
وواصل حديثه ملقيا الضوء على أعمال سلام المُترجمة في مجالي الشعر والنقد، وإسهاماته الإبداعية الخاصة بالتراث العربي، وإشرافه على العديد من المجلات منها مجلة "إضاءة ٧٧"، مشيرا إلى أنه لم يكن مجرد صديق، وأن منجزه الإبداعي يحتاج إلى دراسة معمقة.
كما اقترح إطلاق مسابقة أدبية تحمل اسم الشاعر الراحل على المستوى المحلي بشبين القناطر، بجانب جمع أعماله التي لم تنشر، للبدء في نشرها.
عطر الأحباب وتخليد الرموز الأدبية
واختتم حديثه بتوضيح دور برنامج عطر الأحباب في تخليد أعمال الرموز الأدبية، مشيرا إلى أنه تم تكريم عدد كبير من القامات خلال فترة توليه الإدارة المركزية من أبرزهم: جمال الغيطاني، نعمات البحيري، سعيد الكفراوي، ومحمد أبو العلا السلاموني، هذا بالإضافة إلى برنامج "العودة إلى الجذور" الذي يسعى إلى التعريف بإبداعات الرموز الثقافية والفكرية من خلال ندوات بمسقط رؤوسهم.
وبدأ الشاعر والناقد الدكتور محمد السيد إسماعيل حديثه، مثمنا الجهود المبذولة خلال برنامج عطر الأحباب مشيرا إلى أنه بمثابة تقليد جيد لإحياء ذكرى الرموز الثقافية.
وعن الشاعر الراحل قال: إن الحديث عن رفعت سلام متشعب، فهو شاعر وباحث وناقد، وعن دوره في الشعر، وأشار أن الشاعر الكبير ينتمي إلى جيل السبعينيات الذي قام بثورة كبيرة في تجديد لغة الشعر وفي بناء الصورة الشعرية والموسيقى والخيال الشعري، ورافقه في ذلك مجموعة كبيرة من الشعراء مكونين جماعة "إضاءة" ومنهم: حسن طلب، جمال القصاص، أمجد ريان، وحلمي سالم، ونتج عن هذا التعاون إصدار الديوان الأول لسلام وحلمي سالم، الذي حمل عنوان "الغربة والانتظار".
وأضاف أن شعرية سلام تميزت بالانفتاح على الأجناس الأدبية والفنية منها السرد والحوار والتقنيات السينمائية والفن التشكيلي، ونرى أن ذلك اتضح في ديوانه "أرعى الشياه على المياه"، كما أنه برع في كتابة القصيدة الملحمية الطويلة التي تشكّل ديوانا كاملا كما في ديوان "هكذا قلت للهاوية" و"هكذا تكلم الكركدن ".
وتابع قائلا: اهتم سلام أيضا باللغة وصوتياتها اهتماما واضحا، واتضح ذلك بتميزه بالإصاته التي تعني تكرار صوت واحد في عدة دوال شعرية، كما امتاز بتداخل الدلالات كما جاء في استخدامه صيغة المؤنث نجد أن هذه الصيغة لها أكثر من دلالة، فنجدها تعود على المرأة أو الثورة أو القيمة المفتقدة أو الشجرة.
أما عن علاقة سلام بالتراث، أوضح أنها كانت قوية، قام الشاعر الراحل بتوظيف هذا التراث في مجمل دواوينه الشعرية، وتجاوز لغة الشعر سواء في المدرسة الإحيائية أو الرومانسية، وتمكن من المزج بين التداولي والسامي واللغة السياسية المباشرة.
واختتم حديثه قائلا: لا يقتصر مشروع رفعت سلام على الشعر فقط فهو مترجم كبير، قدّم للمكتبة العربية الأعمال الكاملة لكبار الشعراء العالميين مثل رامبو وبودلير وريتسوس وغيرهم، كما أن هناك جانبا مهما في مشروعه وهو البحث الفكري ويظهر ذلك في كتابه الفريد "بحثا عن التراث" الذي ناقش فيه مشاريع: حسن حنفي وحسين مروة والطيب تيزيني وأدونيس وغيرهم، يضاف إلى ذلك كتاباته النقدية كما في كتابه "بحثا عن الشعر" وكتاب "مفهوم الشعر"، الأمر الذي يؤكد تميز ذلك الشاعر الكبير الذي يعد واحدا من أصحاب المشاريع الشعرية الهامة التي تعتمد على لغة خاصة وأبنية خيالية مختلفة.
من ناحيته تحدث الشاعر محمد علي عزب، عن الأعمال الشعرية لسلام، مشيرا إلى أنه كان متحررا من أية أيدلوجيا، ومغاير عن غيره في ذلك الوقت.
وأوضح أن الديوان الأول لسلام يعد ديوان تفعيلة ولكنه تفعيلة مغايرة لجيل السبعينيات، وجاء الديوان الثاني "إشراقة" به صوتين لشاعرين متغايرين ومن هنا ظهرت فكرة التجريد عند رفعت سلام، أما الديوان الثالث كان بمثابة الشتلة والبذور التي ستطرح الديوان، ونشر سنة ١٩٦٣ في سلسلة أصوات أدبية في فترة تمتعت بحراك ثقافي، وفى ذلك الوقت ظهر الصراع حول قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة.
برع فى عالم الترجمة
أما عن تجربته في النقد، أكد أنها كانت تجربة واعية، كما أنه برع فى عالم الترجمة وصدر له "مشروع المئة كتاب" عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.
وفي كلمته توّجه أحمد سلام، شقيق الشاعر الراحل، بالشكر لوزارة الثقافة، وهيئة قصور الثقافة لحرصهما على الاحتفاء بالمبدعين وإحياء ذكراهم، متناولا الجانب الإنساني لسلام، وكيف كان لذلك أثر على حياته الإبداعية.
واختتم اللقاء بتكريم اسم الشاعر الراحل رفعت سلام، وفاء لعطائه، وتقديرا لما تركه من إرث أدبي، وتسلمه شقيقه أحمد سلام، وذلك بحضور لفيف من الأدباء والشعراء الذين أثروا اللقاء بعدد من المداخلات وإلقاء قصائدهم الشعرية.
برنامج "عطر الأحباب" أطلقته الإدارة المركزية للشئون الثقافية، بهدف إحياء ذكرى الراحلين من خلال تناول سيرهم الذاتية وإبداعهم الأدبي، ونفذ اللقاء من خلال الإدارة العامة للثقافة العامة، برئاسة الشاعر عبده الزراع، بالتعاون مع إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، وفرع ثقافة القليوبية.
الشاعر رفعت سلام ولد عام 1951، والتحق بجامعة القاهرة عام 1969، وتخرج في كلية الآداب 1973.
حاز على جائزة "كفافيس" الدولية للشعر عام 1993، كما حصد جائزة أبو القاسم الشابي عام 2018 عن ترجمة ديوان "أوراق العشب" للشاعر الأمريكي والت ويتمان للغة العربية.
ومن أشهر إصداراته: إنها تُومئ لي، كأنها نهاية الأرض، إلى النهار الماضي، وعلى خاصرة الأرض، وغيرها، ورحل عن عالمنا في ديسمبر 2020.
0ce8348e-8e84-4cfe-a834-3f96a8b6983f
65114e08-8457-4dd1-accc-4b6a5329bb70

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 2 أيام
- الإمارات اليوم
من دبي إلى نيويورك.. «الأوركسترا الوطنية للشباب» تعزف أنغام السلام
عبر برنامج غني يجمع بين الموسيقى الكلاسيكية العالمية والمقطوعات التي تحمل روح الشرق، قدمت «الأوركسترا الوطنية للشباب - دبي»، حفلها السنوي، أمس، على خشبة دبي أوبرا، الذي يأتي كجزء أيضاً من الاستعداد لعرض مسرح «كارنيغي هول»، بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة في 20 يونيو المقبل، في حفل يُنظم بالشراكة مع هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، التي تدعم أصحاب المواهب الإماراتية المشاركة من خلال برنامج «منحة دبي الثقافية»، إحدى مبادرات الهيئة التي تندرج ضمن استراتيجية جودة الحياة بدبي. مزيج عربي غربي وقالت المؤسِّس المشارك والمدير الفني للأوركسترا، أميرة فؤاد، لـ«الإمارات اليوم»: «قدم العازفون خلال حفل (دبي أوبرا) مقطوعة للمؤلف الموسيقي الإماراتي إيهاب درويش، الذي حضر التدريبات والاستعدادات الخاصة بهذا الحفل، وتحمل المقطوعة اسم (فرقة السلام)، وهي بعنوانها هذا تأتي ملائمة لمناشدة السلام في هذه الأوقات». وأوضحت أن المقطوعة الخاصة بدرويش تتسم بالرومانسية، وتمزج بين العناصر العربية والغربية، وتحمل أنغاماً جميلة، لتعبر عن السلام، والنهاية بالنسبة لها تنطوي على علامة استفهام، حول ما يمكن أن يقدمه المرء للعالم، وعبّرت عن فخرها بأنها ستشارك الأوركسترا بتقديم هذه المقطوعة على البيانو، خصوصاً أنها لم تشارك في العزف طوال السنوات السبع الماضية. تنوع لافت وأشارت أميرة فؤاد إلى أن الحفل السنوي الذي أُقيم، أمس، ليس الأول على مسرح دبي أوبرا الذي سيشهد الكثير من العروض التي تبرز العازفين ضمن المجموعات، فضلاً عن وجود مسابقة كونشترتو السنوية، حيث فازت في هذه النسخة عازفة الكمان المصرية رينيه يوسف. ورأت أن الأوركسترا في دبي تتسم بكونها تحمل التنوع والغنى، خصوصاً أن الموسيقى تجمع العالم والثقافات، وهذا هو سحرها الحقيقي، ولهذا عندما يغادر أي عازف من الفرقة فإنه يترك فراغاً كبيراً يصعب تعويضه. وتابعت حول الحفل الذي تحضر له الفرقة على خشبة «كارنيغي هول»: «الأوركسترا الوطنية للشباب هي الأولى في الإمارات التي تُدعى إلى تقديم حفل على هذا المسرح، والعزف على هذه الخشبة حلم كل موسيقي، فالمسرح يحمل تاريخاً يمتد إلى 150 عاماً، واستقبل على مدارها ألمع العازفين وأشهر فرق الأوركسترا من حول العالم». وعن تلقي الدعوة، كشفت أنه بعد تقديم الأوركسترا عرضها السنوي، في مايو من العام الماضي، تلقت رسالة عبر البريد الإلكتروني، تتضمن دعوة إلى تقديم حفل على هذا المسرح، وظنت وقتها أنها رسالة غير حقيقية، وقامت بمسحها، ثم تلقت الدعوة مرة أخرى، وتأكدت أنها كانت حقيقية، واليوم الأوركسترا التي تضم نحو 70 عازفاً، ستتوجه إلى نيويورك لتقديم هذا الحفل، بحضور السفير ومندوب الإمارات لدى الأمم المتحدة، محمد أبوشهاب، وقنصل الإمارات في نيويورك، آمنة زعل المهيري، في محطة مهمة للفرقة. تحضيرات جادة وعن التجهيزات للحفل، لفتت إلى أن التحضيرات اللوجستية المتعلقة باستخراج تأشيرات الدخول للعدد الكبير من العازفين، خصوصاً أنهم من جنسيات مختلفة، شكلت أحد التحديات، مؤكدة أن الطلاب يعملون بجد على التحضير للبرنامج الذي سيقدم، وسيكون متنوعاً، إذ سيمزج بين اللمسات الإماراتية، بجانب الأميركية، فإلى جانب القطعة الخاصة بإيهاب درويش، سيتم عزف موسيقى «قراصنة الكاريبي»، وكذلك موسيقى عالمية ومنها مقطوعة لبتهوفين، وأشارت إلى أن التدريبات الخاصة بالبرنامج بدأت في يناير الماضي، لكن التحديات الأبرز في التحضير تكمن في كون العازفين هم طلاب مدارس، والأوركسترا المحترفة تتطلب الالتزام في التدريب خمسة أيام في الأسبوع، بينما واقع الحال مع أوركسترا الشباب، أنهم يتدربون في منازلهم بشكل منفرد، ويتلقون تدريباً جماعياً مرة في الأسبوع لمدة ساعتين فقط، وهو وقت محدود، لكن المواظبة اليومية الحثيثة هي التي تضمن الأداء المميّز. وذكرت أميرة فؤاد أن أحد العوامل المرهقة للأوركسترا أيضاً، أن بعض الطلاب يضطرون للمغادرة، ويصعب تعويضهم في الفرقة بسهولة، خصوصاً أن بينهم عازفين أساسيين، وغيابهم يشكل عائقاً في تقديم العرض، وأشارت إلى أن أحد أعضاء الفرقة ترك دبي العام الماضي، لكنه سيسافر من طوكيو لينضم إلى الأوركسترا في نيويورك للمشاركة في الحفل، فضلاً عن شابة إماراتية بدأت دراستها الجامعية في كاليفورنيا، وستسافر من هناك إلى نيويورك لتشارك في العرض كذلك، في ملمح يُبرز حس الوفاء للأوركسترا. وأشادت أميرة فؤاد بالعازفين الإماراتيين في الأوركسترا، خصوصاً لطيفة وشقيقها أحمد الطاير اللذين وصفتهما بالملتزمَين والموهوبَين، معبرة عن تطلعها لاستقبال المزيد من العازفين المواطنين. مشاركات عالمية شهد حفل «الأوركسترا الوطنية للشباب - دبي»، الذي نُظّم، أمس، على خشبة «دبي أوبرا»، برعاية «دبي للثقافة»، مشاركة الموسيقار العالمي، جوناثان باريت، قائد الأوركسترا، وكورال الشباب الوطنية، والملحن العالمي روب جونستون، وتميّز بتقديم عدد من المواهب الشابة، بينهم عازفة الكمان رينيه يوسف، التي فازت بالجائزة الأولى في مسابقة كونشرتو أوركسترا نيويورك للشباب 2025. . 20 يونيو المقبل موعد حفل «كارنيغي هول». . العازفون الإماراتيون يتميّزون بالالتزام والموهبة.


البيان
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- البيان
قصة زوزو نبيل مع البرغوث
للمطربة اللبنانية نجاح سلام (1931 ــ 2023م) الكثير من الأغاني العاطفية والوطنية والدينية الجميلة التي اشتهرت وانتشرت في دنيا العروبة، ومنها أغنية «برهوم حاكيني» العاطفية التي كتب كلماتها يوسف صالح ولحنها الموسيقار اللبناني المبدع فيلمون وهبة وأدتها سلام في مطلع الخمسينات، ثم أقحمها المخرج المصري عباس كامل في فيلم «دستة مناديل» سنة 1954 من بطولة نجاح سلام وكارم محمود وإسماعيل يس وسميحة توفيق وحسن فايق، لأن حدوتة الفيلم اقتضت أن تغني سلام أغنية لحبيبها إبراهيم المحولجي (إسماعيل يس). فغنت له: «برهوم حاكيني، زعلان سليني، من فرقتك يابا، مجروح داويني، برهوم أنا محتار، عاشق وقلبي بنار، والله الهوى غدار، في ناره كاويني، ياسلوتي ومالي، يا كل آمالي، أناديك ناديني، برهوم مين قدك، الورد على خدك، والروح من شهدك، إمتى توافين، من فرقتك يابا، مجروح داويني». وفي عام 1956، بدأ الشاعر الغنائي المصري فتحي قورة (1919 ــ 1977) بتقديم برنامج إذاعي كوميدي فريد من نوعه من الإذاعة المصرية بعنوان «أغنية مشهورة تذاع لأول مرة»، كان يتعمد فيها اختيار أغنية مشهورة وتحريف كلماتها بصورة مضحكة وساخرة، ثم استضافة مطربة أو ممثلة لأدائها بلحنها الأصلي وبكلماتها المحرفة. وفي إحدى حلقات برنامجه استضاف الممثلة المعروفة بأدوار الشر «زوزو نبيل» (1918 ــ 1996) لغناء أغنية «برهوم حاكيني» بنفس اللحن الذي وضعه فيلمون وهبة، لكن بكلمات مضحكة عن سيدة تشتكي من قرص البرغوث ولدغاته ليلاً. وهكذا بدلاً مما غنته نجاح سلام، راحت زوزو نبيل تغني: «برغوث هاريني، الليل مصحيني، من قرصتك والله، ذابت بطاطيني، برغوث يا زي الفار، بيني وبينك تار، والله اللحاف احتار، ازاي يغطيني، برغوت أنا مالي، ما تروح لعزالي، يا تشوف حدا بدالي، وبلاش أنا تجيني، برغوث يا متبلي، مين سلطك قوللي، لزمته إيه مبهدلني، يوماتي بتناديني، برغوث هاريني، الليل مصحيني». ولئن تجلت في العمل التحريفي لفتحي قورة موهبته الفذة في كتابة الشعر الغنائي الساخر من جهة، وملكته في اختراع المشاهد المضحكة من جهة أخرى، فإن العمل نفسه كشف عن امتلاك زوزو نبيل، التي كانت وقتذاك قد بلغت السابعة والأربعين، لصوت جميل ناعم وموهبة استثنائية لجهة التصنع والتأوه والشكوى من لدغات البرغوث وهي تؤدي الأغنية. ومن الأغاني الأخرى التي حرفها فتحي قورة واستضاف الممثلة والمونولوجست سعاد مكاوي لأدائها بصورة ساخرة أغنية «بان عليّ حبه» لنجاة الصغيرة من كلمات صلاح جاهين وألحان كمال الطويل، والتي غنتها نجاة في فيلم «غريبة» للمخرج أحمد بدرخان سنة 1958. تقول كلمات الأغنية الأصلية: «بان علي حبه من أول ما بان، يا ما كنت بحلم والله بحبه من زمان، كان الحب حبة بان طرحت محبة، من أول ما بان، وعيون الحليوة يا عيني بحر من الحنان، من أول ما شفت عيونه أنا قلت الليالي يهونا، تحميه السما وتصونه، أنا شفت اللي مستنيني وعرفت اللي حيهنيني، من خوفي عليه ما بنمشي وافرش له طريقه برمشي، هناني وهواه ما رحمشي، شباك الأمل وفتحته والدنيا جناين تحته، يا دموعي خلاص ارتحتوا». وتقول كلمات الأغنية محرفة كما صاغها فتحي قورة: «بان عليّ حبه من أول نيسان، يا ما كنت عايزه والله اتجوز من زمان.. قاللي عند عزبة غير في البنك حسبة، أتاري الحليوة بذمة أوسع من الميدان.. من أول ما شافته عيوني أنا كدت الغسيل بصابونه، وخايلني الهنا ومأذونه، ولقيت اللي حيهنيني، خد صيغتي ولطش بطاطيني، ولحاف الجيران.. من خوفي خلاص مابنامشي، علشان ياختي بيه ماحلمشي، ولا أقعد معاه ولا أمشي، وإنْ شفته راح أخرب بيته، ياويل روميو من جولييته، حيروح اللومان.. شباكنا النهارده فتحته، قالوا إنه واقف تحته، ولو طلته لكنت فضحته، لو كنا يا قلبي سألنا، عن أصله ما كنا دخلنا، وبقينا في أمان».


البوابة
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- البوابة
قصور الثقافة تحتفي بسيرة وإبداع الشاعر رفعت سلام بالقليوبية
نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان لقاء أدبيا، بمحافظة القليوبية، احتفاء بمسيرة الشاعر الكبير الراحل رفعت سلام، ضمن برنامج "عطر الأحباب"، وذلك في سياق برامج وزارة الثقافة لتكريم رموز الأدب والفكر بالمحافظات. أقيم اللقاء بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وشارك به كل من الشاعر د. مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، الشاعر والناقد د. محمد السيد إسماعيل، الكاتب الصحفي محمود الشربيني، والشاعر محمد علي عزب، وبحضور ياسر فريد، مدير عام فرع ثقافة القليوبية، وأسرة الراحل ومحبيه وعدد كبير من المبدعين. سيرة سلام استهل اللقاء بكلمة الكاتب الصحفي محمود الشربيني، مرحبا بالحضور، وقدّم نبذة مختصرة لسيرة سلام، كما أثنى على البرامج التى أطلقتها الإدارة المركزية للشئون الثقافية وخاصة "عطر الأحباب" و"العودة إلى الجذور"، مقدما الشكر لهيئة قصور الثقافة على تكريم وإحياء مسيرة الرموز الثقافية في مختلف المحافظات. وأعرب الشاعر د. مسعود شومان عن بالغ سعادته بالمشاركة في الاحتفاء بالشاعر الراحل رفعت سلام، مؤكدا أن هذا اليوم يُعد بمثابة احتفال قومي لا محلي، نظرا لمنجز سلام الشعري، والنقدي، والبحثي أيضا. وواصل حديثه ملقيا الضوء على أعمال سلام المُترجمة في مجالي الشعر والنقد، وإسهاماته الإبداعية الخاصة بالتراث العربي، وإشرافه على العديد من المجلات منها مجلة "إضاءة ٧٧"، مشيرا إلى أنه لم يكن مجرد صديق، وأن منجزه الإبداعي يحتاج إلى دراسة معمقة. كما اقترح إطلاق مسابقة أدبية تحمل اسم الشاعر الراحل على المستوى المحلي بشبين القناطر، بجانب جمع أعماله التي لم تنشر، للبدء في نشرها. عطر الأحباب وتخليد الرموز الأدبية واختتم حديثه بتوضيح دور برنامج عطر الأحباب في تخليد أعمال الرموز الأدبية، مشيرا إلى أنه تم تكريم عدد كبير من القامات خلال فترة توليه الإدارة المركزية من أبرزهم: جمال الغيطاني، نعمات البحيري، سعيد الكفراوي، ومحمد أبو العلا السلاموني، هذا بالإضافة إلى برنامج "العودة إلى الجذور" الذي يسعى إلى التعريف بإبداعات الرموز الثقافية والفكرية من خلال ندوات بمسقط رؤوسهم. وبدأ الشاعر والناقد الدكتور محمد السيد إسماعيل حديثه، مثمنا الجهود المبذولة خلال برنامج عطر الأحباب مشيرا إلى أنه بمثابة تقليد جيد لإحياء ذكرى الرموز الثقافية. وعن الشاعر الراحل قال: إن الحديث عن رفعت سلام متشعب، فهو شاعر وباحث وناقد، وعن دوره في الشعر، وأشار أن الشاعر الكبير ينتمي إلى جيل السبعينيات الذي قام بثورة كبيرة في تجديد لغة الشعر وفي بناء الصورة الشعرية والموسيقى والخيال الشعري، ورافقه في ذلك مجموعة كبيرة من الشعراء مكونين جماعة "إضاءة" ومنهم: حسن طلب، جمال القصاص، أمجد ريان، وحلمي سالم، ونتج عن هذا التعاون إصدار الديوان الأول لسلام وحلمي سالم، الذي حمل عنوان "الغربة والانتظار". وأضاف أن شعرية سلام تميزت بالانفتاح على الأجناس الأدبية والفنية منها السرد والحوار والتقنيات السينمائية والفن التشكيلي، ونرى أن ذلك اتضح في ديوانه "أرعى الشياه على المياه"، كما أنه برع في كتابة القصيدة الملحمية الطويلة التي تشكّل ديوانا كاملا كما في ديوان "هكذا قلت للهاوية" و"هكذا تكلم الكركدن ". وتابع قائلا: اهتم سلام أيضا باللغة وصوتياتها اهتماما واضحا، واتضح ذلك بتميزه بالإصاته التي تعني تكرار صوت واحد في عدة دوال شعرية، كما امتاز بتداخل الدلالات كما جاء في استخدامه صيغة المؤنث نجد أن هذه الصيغة لها أكثر من دلالة، فنجدها تعود على المرأة أو الثورة أو القيمة المفتقدة أو الشجرة. أما عن علاقة سلام بالتراث، أوضح أنها كانت قوية، قام الشاعر الراحل بتوظيف هذا التراث في مجمل دواوينه الشعرية، وتجاوز لغة الشعر سواء في المدرسة الإحيائية أو الرومانسية، وتمكن من المزج بين التداولي والسامي واللغة السياسية المباشرة. واختتم حديثه قائلا: لا يقتصر مشروع رفعت سلام على الشعر فقط فهو مترجم كبير، قدّم للمكتبة العربية الأعمال الكاملة لكبار الشعراء العالميين مثل رامبو وبودلير وريتسوس وغيرهم، كما أن هناك جانبا مهما في مشروعه وهو البحث الفكري ويظهر ذلك في كتابه الفريد "بحثا عن التراث" الذي ناقش فيه مشاريع: حسن حنفي وحسين مروة والطيب تيزيني وأدونيس وغيرهم، يضاف إلى ذلك كتاباته النقدية كما في كتابه "بحثا عن الشعر" وكتاب "مفهوم الشعر"، الأمر الذي يؤكد تميز ذلك الشاعر الكبير الذي يعد واحدا من أصحاب المشاريع الشعرية الهامة التي تعتمد على لغة خاصة وأبنية خيالية مختلفة. من ناحيته تحدث الشاعر محمد علي عزب، عن الأعمال الشعرية لسلام، مشيرا إلى أنه كان متحررا من أية أيدلوجيا، ومغاير عن غيره في ذلك الوقت. وأوضح أن الديوان الأول لسلام يعد ديوان تفعيلة ولكنه تفعيلة مغايرة لجيل السبعينيات، وجاء الديوان الثاني "إشراقة" به صوتين لشاعرين متغايرين ومن هنا ظهرت فكرة التجريد عند رفعت سلام، أما الديوان الثالث كان بمثابة الشتلة والبذور التي ستطرح الديوان، ونشر سنة ١٩٦٣ في سلسلة أصوات أدبية في فترة تمتعت بحراك ثقافي، وفى ذلك الوقت ظهر الصراع حول قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة. برع فى عالم الترجمة أما عن تجربته في النقد، أكد أنها كانت تجربة واعية، كما أنه برع فى عالم الترجمة وصدر له "مشروع المئة كتاب" عن الهيئة العامة لقصور الثقافة. وفي كلمته توّجه أحمد سلام، شقيق الشاعر الراحل، بالشكر لوزارة الثقافة، وهيئة قصور الثقافة لحرصهما على الاحتفاء بالمبدعين وإحياء ذكراهم، متناولا الجانب الإنساني لسلام، وكيف كان لذلك أثر على حياته الإبداعية. واختتم اللقاء بتكريم اسم الشاعر الراحل رفعت سلام، وفاء لعطائه، وتقديرا لما تركه من إرث أدبي، وتسلمه شقيقه أحمد سلام، وذلك بحضور لفيف من الأدباء والشعراء الذين أثروا اللقاء بعدد من المداخلات وإلقاء قصائدهم الشعرية. برنامج "عطر الأحباب" أطلقته الإدارة المركزية للشئون الثقافية، بهدف إحياء ذكرى الراحلين من خلال تناول سيرهم الذاتية وإبداعهم الأدبي، ونفذ اللقاء من خلال الإدارة العامة للثقافة العامة، برئاسة الشاعر عبده الزراع، بالتعاون مع إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، وفرع ثقافة القليوبية. الشاعر رفعت سلام ولد عام 1951، والتحق بجامعة القاهرة عام 1969، وتخرج في كلية الآداب 1973. حاز على جائزة "كفافيس" الدولية للشعر عام 1993، كما حصد جائزة أبو القاسم الشابي عام 2018 عن ترجمة ديوان "أوراق العشب" للشاعر الأمريكي والت ويتمان للغة العربية. ومن أشهر إصداراته: إنها تُومئ لي، كأنها نهاية الأرض، إلى النهار الماضي، وعلى خاصرة الأرض، وغيرها، ورحل عن عالمنا في ديسمبر 2020. 0ce8348e-8e84-4cfe-a834-3f96a8b6983f 65114e08-8457-4dd1-accc-4b6a5329bb70