
موعد ومكان جنازة الفنان لطفي لبيب
موعد ومكان جنازة الفنان لطفي لبيب
ومن المقرر تشييع جثمان الفنان القدير غدًا الخميس، من كنيسة مار مرقس بمصر الجديدة، كليوباترا، وذلك في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا، بحضور عدد من أفراد أسرته ومحبيه وزملائه من الوسط الفني.
وفاة لطفي لبيب
توفي منذ قليل الفنان القدير لطفي لبيب، عن عمر يناهز 76 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، حيث وافته المنية داخل أحد المستشفيات بالقاهرة، بعد تدهور حالته الصحية بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة.
المهن الموسيقية تنعي لطفي لبيب
ومن جانبه نعت نقابة المهن الموسيقية وفاة الفنان الكبير لطفي لبيب، بعد صراع طويل مع المرض، حيث وافته المنية داخل أحد المستشفيات بالقاهرة، عن عمر ناهز 76 عاما، وسط حالة من الحزن في الوسط الفني والجمهور.
وقالت النقابة في بيان رسمي: إنا لله وإنا إليه راجعون.. تنعى نقابة المهن التمثيلية ببالغ الحزن والأسى وفاة الفنان الكبير لطفي لبيب، وتتقدم برئاسة الدكتور أشرف زكي ومجلس الإدارة بخالص التعازي لأسرته الكريمة، داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.
الفنان الراحل لطفي لبيب في لقاء تليفزيوني سابق: القرآن الكريم سر تحسن لغتي العربية
مصادر لـ القاهرة 24: إقامة صلاة الجنازة على لطفي لبيب غدًا

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ 13 دقائق
- خبر صح
مي كساب توضح سبب تداول صورها بفستان الزفاف
نشرت الفنانة، بالأمس الأحد، مجموعة من الصور عبر حسابها على إنستجرام، حيث ظهرت بفستان الزفاف، وتداولت تلك الصور بشكل واسع على السوشيال ميديا وعلى عدد من المواقع الإلكترونية. مي كساب توضح سبب تداول صورها بفستان الزفاف مواضيع مشابهة: طارق الشناوي ينتقد السقا ولبلبة توضح حقيقة الصورة المتداولة مي كساب بفستان زفافمي كساب بفستان زفاف. سر ظهور مي كساب بفستان زفاف وكشفت مي عن السر وراء هذه الصور، حيث أكدت في تصريح خاص لموقع خبر صحأنها قامت بجلسة تصوير بفستان زفاف من كواليس مسرحيتها 'البقاء للأصيع'، التي انتهى عرضها خلال الشهر الماضي في المملكة العربية السعودية. تفاصيل مسرحية البقاء للأصيع مسرحية 'البقاء للأصيع' حققت نجاحاً ملحوظًا عند عرضها ضمن فعاليات بطولة العالم للرياضات الإلكترونية 2025، وذلك خلال الفترة من 17 حتى 19 يوليو الماضي، على مسرح محمد العلي. قصة مسرحية البقاء للأصيع تدور أحداث المسرحية حول انطلاق بعثة فضائية من المصريين لاستكشاف كوكب جديد قابل للحياة بعد انتهاء موارد الأرض، ويواجه الأبطال خلال الأحداث مواقف وأزمات تؤكد لهم استحالة إيجاد موطن بديل للأرض ليعيش الإنسان عليه، لذلك يحاولون العودة وإيجاد حل بدلاً من العيش على كوكب آخر. أبطال مسرحية البقاء للأصيع يشارك في بطولة 'البقاء للأصيع' عدد كبير من النجوم، منهم هشام ماجد، شيكو، مي كساب، أحمد فتحي، أوس أوس، هند عبدالحليم وغيرهم من الفنانين، والعمل تأليف كريم سامي وأحمد عبدالوهاب ومروة أنور وكامبا صلاح الجهيني ومحمد نصار، وإخراج محمد أوتاكا. مي كساب تدعم أنغام بعد أزمتها الصحية وفي سياق آخر، حرصت الفنانة مي كساب مؤخرًا على دعم الفنانة أنغام بعد أزمتها الصحية الأخيرة، مؤكدة ثقتها في شفائها وعودتها أقوى من الأول لكل جمهورها ومحبيها. وكتبت كساب وقتها في تغريدة لها عبر حسابها الرسمي على منصة إكس: 'سلامتك ألف سلامة، بإذن الله هيتم شفاكي على خير، وترجعي أحسن من الأول لكل اللي بيحبوكي' مسلسل مي كساب الجديد يُذكر أن النجمة مي كساب تواصل خلال الفترة الحالية تحضيراتها لمسلسلها الجديد 'أبطال الجمهورية'، من أجل انطلاق التصوير خلال الفترة القليلة المقبلة، وهو من نوعية الأعمال الاجتماعية الكوميدية، وتظهر خلاله مي بشخصية مدرسة تربية رياضية. اقرأ كمان: مكرم مراد يدعو الآباء إلى احترامهم لقدماء أولادهم كأساس لتربية سليمة طاقم عمل مسلسل أبطال الجمهورية مسلسل 'أبطال الجمهورية' بطولة مي كساب، محمود عبدالمغني، سماء إبراهيم، أحمد فهيم، عمرو وهبة، إسلام إبراهيم، محمود حافظ، وآخرون، والمسلسل إخراج معتز حسام وإنتاج مها سليم.


الجمهورية
منذ 37 دقائق
- الجمهورية
برعاية الإمام انطلاق الموسم الثالث لمسابقة بنك فيصل الإسلامي
وأوضح د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهر ي ب الجامع الأزهر ، أن ال مسابقة تفتح أبوابها للمشاركين من جميع الفئات العمرية، حيث يُمكن للراغبين في المشاركة التسجيل عبر الموقع الإلكتروني لبوابة الأزهر الإلكترونية، داعيًا جميع المهتمين ب حفظ القرآن الكريم إلى المشاركة في هذه ال مسابقة ، التي تعتبر فرصة رائعة لاختبار حفظ القرآن الكريم والفوز ب جوائز قيمة ، كما تُعتبر ال مسابقة فرصة لتعزيز روح التعاون والتنافس الشريف، لافتًا إلى أن الموسم الثالث من ال مسابقة ، يأتي بعد النجاح الكبير الذي حققته الإدارة العامة للجامع الأزهر في تنظيم الموسمين السابقين. وفي ذات السياق ذكر د. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر ،أن أحد أبرز مميزات ال مسابقة هو استخدام تقنية "الصوت والصورة" خلال الاختبارات، مما يضمن الشفافية والعدالة في تقييم المشاركين ، وهذه الخطوة تهدف إلى تعزيز المصداقية وتوفير بيئة تنافسية عادلة ويشجع المشاركين على تقديم أفضل ما لديهم. ولفت د عودة، إلى أن جوائز ال مسابقة هذا العام تتجاوز 1.5 مليون جنيه، مما يعكس اهتمام بنك فيصل الإسلامي و الأزهر الشريف بدعم وتحفيظ كتاب الله، وفي ختام ال مسابقة سيتم توزيع الجوائز على الفائزين في مختلف الفئات، بما في ذلك الجوائز المالية والشهادات التقديرية. رابط التسجيل بال مسابقة: ويتنافس المشاركون في ال مسابقة على أربعة مستويات: • المستوى الأول: يشمل حفظ القرآن الكريم كاملاً مع التجويد لخريجي الجامع ات المصرية من 22 إلى 28 عاماً، حيث تُمنح 5 جوائز بقيمة إجمالية تصل إلى 500,000 جنيه. • المستوى الثاني: مخصص ل حفظ القرآن الكريم كاملاً مع التجويد للمتقدمين حتى سن 15 عاماً، مع 5 جوائز تبلغ قيمتها 395,000 جنيه. • المستوى الثالث: يركز على حفظ ثلثي القرآن الكريم للمتقدمين حتى سن 12 عاماً، حيث تصل قيمة الجوائز إلى 265,000 جنيه. • المستوى الرابع: مخصص ل حفظ ثلث القرآن الكريم للبراعم حتى سن 10 سنوات، وتبلغ قيمة الجوائز 175,000 جنيه. من المقرر أن يستمر التقديم لل مسابقة لمدة عشرة أيام عبر بوابة الأزهر الإلكترونية، كما تلتزم ال مسابقة بقبول عدد محدود من المتقدمين في كل مستوى، وذلك وفق أسبقية التسجيل، كما عملت إدارة الجامع الأزهر على توفير مقرات متعددة لاختبار المتقدمين، موزعة في جميع المحافظات، لتسهيل المشاركة على حفظ ة القرآن الكريم.


الأسبوع
منذ 37 دقائق
- الأسبوع
«نَفَسُ الله».. صراع الذاكرة والنسيان: تشظيات المعنى والهوية
نفس الله سعيد رباعي تأتي رواية «نَفَس الله» لـ عبد السلام بوطيب ضمن التجارب السردية المغربية المعاصرة التي تنفتح على إشكالات الذاكرة والهوية والمصالحة مع التاريخ الشخصي والجماعي، عبر حبكة تتقاطع فيها السيرة الذاتية بالتخييل، وتبرز من خلالها أسئلة فلسفية حول النسيان، والعدالة الانتقالية، وفقدان الذات. منذ الصفحات الأولى، يجد القارئ نفسه أمام نص يتجاوز البنية الكلاسيكية للرواية، متكئًا على وعي سردي يجعل الحكاية نفسها موضوعًا للتأمل والنقاش، كما في حضور شخصية «جُلْجُل» بوصفها تجسيدًا رمزيًا لحارس اللغة، ومرآة للكاتب وهو يختبر حدود السرد واللغة وقدرته على تمثيل الحقيقة. تطرح الرواية، من خلال بطلها «أحمد» الذي فقد ذاكرته، أسئلة عميقة عن معنى الذاكرة كقوة وجودية تُبقي على الإنسان متصلًا بجذوره، وعن دور النسيان كحيلة للنجاة أو كقدر ثقيل ينسف ثوابت الهوية. هذا الاشتباك بين الذاكرة والنسيان ليس فقط ثيمة مركزية، بل بنية محركة للحبكة السردية التي تتقاطع مع أحداث سياسية واجتماعية كبرى، بدءًا من تحولات العالم العربي مع ما سُمّي بـ«الربيع العربي»، وصولًا إلى زمن الجائحة (كوفيد-19)، ما يمنح النص بعدًا تاريخيًا مواكبًا لعصرنا الراهن. تمثل رواية «نَفَس الله» مختبرًا لعدد من القضايا الجمالية والميتاسردية، حيث تتقاطع البنية التجريبية (الفصول المرقمة بالأرقام والحروف) مع مقاطع أشبه بالحوارات الفلسفية بين الكاتب و«جُلْجُل»، وهو ما يكشف عن وعي النص بذاته. العنوان والعتبات النصية يمثل عنوان رواية «نَفَس الله» مدخلًا دلاليًا مكثفًا يفتح النص على أفق روحي وتأملي، «النَفَس» هنا ليس مجرد شهيق وزفير، بل هو استعارة للروح الإلهية التي تمنح الحياة وتعيد تشكيل المعنى، يضعنا العنوان منذ البدء أمام سؤال: هل يتعلق الأمر بإرادة إلهية تهيمن على مصائر الشخصيات، أم برغبة الكاتب في التنقيب عن ذلك «النَفَس» الخفي الذي يربط الذاكرة بالحياة؟ يمكن النظر إلى العنوان كإشارة مزدوجة: نَفَس بمعنى «الزمن القصير» الذي تحيا فيه الشخصيات وسط الفقد، ونَفَس بمعنى «الأمل والحياة» التي تظل باقية رغم العتمة. كما أن الإهداء والاقتباسات التي تسبق الرواية (يانكلفتش، بول ريكور، عبد القادر الشاوي) تؤكد أن العمل ينفتح على إطار فكري يتعلق بالذاكرة والتاريخ والنسيان، فاقتباس ريكور حول «الذاكرة، التاريخ، النسيان» يُعد مفتاحًا لتأويل النص، إذ يشير إلى أن الرواية لا تعنى فقط باستعادة الماضي، بل بتحويله إلى سؤال وجودي وفكري، كما يظهر في شخصية «أحمد» الباحث عن ذاته الضائعة. من جهة أخرى، يمكن اعتبار حضور هذه العتبات بمثابة إعلان عن التقاطع بين السرد والفكر، حيث لا تكتفي الرواية بنسج حكاية، بل تدعو القارئ إلى تأمل قضايا فلسفية وأخلاقية متعلقة بالماضي والهوية والتاريخ. البنية السردية وتعدد الأصوات في الرواية تقوم رواية «نَفَس الله» على تداخل نوعين من الفصول: الفصول المرقمة بالأرقام وهي تمثل العمود الفقري للرواية، وتغطي مسار البطل أحمد، المؤرخ والخبير في العدالة الانتقالية، في رحلة البحث عن ذاته الضائعة، والفصول الموسومة بالحروف وهي عبارة عن مقاطع حوارية ميتاسردية بين الكاتب أو الراوي الضمني وكائن هلامي يدعى «جُلْجُل»، يخرج من «منجد الطلّاب»، هذه الفصول أشبه بمرايا داخلية للنص، حيث تنكسر الحكاية الرئيسية أمام صدى أسئلة حول اللغة، الهوية، ومعنى الكتابة. يعكس هذا التقسيم المزدوج مستويين للسرد: مستوى الحكاية الواقعية (مصائر الشخصيات)، ومستوى ميتاسردي يتأمل في فعل الكتابة ذاته، وتتيح هذه الاستراتيجية تعددًا في طبقات المعنى، حيث نقرأ النص كرواية، وكتأمل في صناعة الرواية نفسها. ينفتح النص، من جهة أخرى، على تعدد واضح في الأصوات السردية، على نحو يذكرنا بمفهوم «تعددية الأصوات» لدى باختين، فهناك أصوات رئيسية: صوت «أحمد»: هو الصوت الداخلي الأكثر حضورًا، يروي فقدان ذاكرته منذ 1976، ويتأمل في معنى الذاكرة والانتماء. يمثل نموذج الإنسان الذي تمزقه الهوية المزدوجة، بين الوطن الذي نسيه والغرب الذي صار انتماءً جديدًا له. «أحمد» ليس مجرد بطل روائي، بل هو رمز للذاكرة المفقودة في سياق سياسي واجتماعي مضطرب، منذ بداية الرواية، يظهر كإنسان تائه فقد جذوره، يعمل كمهتم بالتاريخ رغم أنه فاقد لذاكرته الخاصة. هذه المفارقة تضيف عمقًا فلسفيًا للرواية، إذ تشير إلى أن من فقد ذاكرته قد يصبح أقدر على فهم آلام ذاكرة الآخرين لأنه يقاربها من موقع الحياد والانكسار في آن واحد. يتجلى في شخصية «أحمد» البعد التراجيدي، فهو موزع بين حنينه إلى الناظور ووعي حاد باغترابه. يتنقل بين الحانة وفضاءات أمستردام، وبين ماضيه المجهول وحاضره القلق، كمن يعيش على حدود الزمن. صوت «جُلْجُل»: يمثل «اللغة» ذاتها في بعديها الحارس والناقد، يظهر هذا الكائن بوصفه سلطة ميتاسردية تساءل الكاتب وتواجهه حول سلامة العربية، ليكشف لنا عن صراع خفي بين اللغة الحية واللغة المعيارية. «جُلْجُل» شخصية فريدة في الرواية، ليست بشرية بل كائن متخيل ينفلت من صفحات «منجد الطلّاب» ليخاطب الكاتب مباشرة، يمكن اعتباره تجسيدًا للغة العربية في شكلها الكلاسيكي الصارم، كما يمكن قراءته بوصفه «ضمير الرواية» أو «الصوت الرقيب» الذي يذكّر الكاتب بالقيم والحدود، وتتمثل وظيفته الميتاسردية في تدخلاته التي تقطع مجرى السرد الواقعي، لتفتح حوارًا حول دور اللغة، الكتابة، والهوية، وهنا يبرز سؤال النص: هل الكتابة إبداع أم تقيد بقواعد سابقة؟ وهل الهوية يمكن أن تنفلت من سطوة اللغة؟ هذا التفاعل بين «أحمد» (الذاكرة الضائعة) و«جُلْجُل» (اللغة الحارسة) ينتج توترًا جماليًا يعكس طبيعة الرواية كفضاء للصراع بين النسيان والتذكر، بين الحاضر والذاكرة الجمعية في إطار المشروع العام الحقوقي والسياسي الذي انخرط فيه الكاتب في إطار مرحلة انتقالية عميقة في مجال العدالة الانتقالية. لا تنفصل قصة «أحمد» عن حضور «جُلْجُل»، بل يمكن القول إن جُلْجُل هو «شخصية ميتاروائية» تتدخل لإبطاء أو تسريع وتيرة السرد، أو لإعادة القارئ إلى سؤال النص عن نفسه. هذا التوازي يمنح الرواية بعدًا ما بعد حداثي، حيث تتفكك الحكاية التقليدية لصالح وعي بالنص كخطاب. ثم هناك أصوات ثانوية: نلمح أصوات الخوارج، وإدريس، وخالد، وشخصيات أخرى تتداخل مع السرد لتعكس أصداء مختلفة للهوية، المنفى، والذاكرة. هذه الأصوات ليست هامشية بقدر ما تشكل «كورالًا سرديًا» يغني ثيمة النسيان. الذاكرة كفضاء سردي والنسيان كحيلة سردية ليست الذاكرة في رواية «نَفَس الله» مجرد أداة سردية، بل هي المنطق العميق الذي ينظّم النص، فقدان «أحمد» لذاكرته يحول السرد إلى رحلة بحث عن الذات، لكن هذه الرحلة تتجاوز المستوى الفردي لتطرح سؤالًا جماعيًا: هل يمكن لمجتمعٍ أن يتعافى من ماضيه الموجع دون مواجهة ذاكرته؟ «أحمد» بوصفه مؤرخًا وخبيرًا في العدالة الانتقالية، يعيش مفارقة وجودية: تقوم مهمته المهنية على استعادة ذاكرة الضحايا والتاريخ، بينما هو نفسه محروم من ذاكرته الشخصية، هذه المفارقة تجعل من شخصيته رمزًا لـ«الذاكرة الجريحة» التي تتأرجح بين الحاجة إلى التذكر ورغبة النسيان. إن النسيان في الرواية ليس مجرد فقدان طبيعي للذاكرة، بل هو اختيار أو قدر، يظهر النص في عدة مقاطع وكأنه يدافع عن فكرة أن النسيان الواعي قد يكون أحيانًا شرطًا لبناء مستقبل جديد، كما في الإهداء الذي يقول: «إلى مَنِ اختارَ النِّسْيانَ الحَكيمَ لِيَمْنَحَ المُسْتَقْبَلَ ذاكِرَةً أُخْرَى». يبدو أن عبد السلام بوطيب يستلهم هنا أفكار بول ريكور حول العلاقة المعقدة بين الذاكرة، التاريخ، والنسيان، فالرواية تتساءل عن جدوى الاستغراق في الماضي، خاصة في سياق المجتمعات التي شهدت قمعًا أو عنفًا سياسيًا، عبر شخصية أحمد، تتضح رؤية الرواية: النسيان ليس موتًا بل إعادة تأويل للذاكرة. العدالة الانتقالية كخلفية سردية تشتبك الرواية بشكل غير مباشر مع ملف العدالة الانتقالية في المغرب، من خلال عمل أحمد كخبير في هذا المجال، غير أن النص لا يعرض الوقائع بشكل تقريري، بل يجعل منها خلفية رمزية لحكاية فقدان الهوية. أحمد كمعالج نفسي جماعي رغم فقدانه لذاكرته، يقود جلسات جماعية للضحايا، مما يعكس قدرة النص على المزاوجة بين البعد النفسي والبعد السياسي. لا يمكن فصل ذاكرة أحمد عن هويته، فهو يعيش حالة من «انعدام الأصل»، لا يعرف ماضيه العائلي سوى اسم أخته التوأم «تليماس»، وهو اسم دال على الرغبة في البقاء بعد فقد الإخوة، يحمل جنسية هولندية، لكنه يشعر بغربة مزدوجة: غربة في الماضي وغربة في الحاضر، هذه الوضعية تجعل من «أحمد» مرآة للمغتربين الذين فقدوا الرابط بين ذاكرة المكان الأصلي والهوية الجديدة، وهو ما يتقاطع مع قضايا الهجرة والمنفى في السرد المغربي المعاصر. يلفت النص الانتباه إلى صمت النساء، سواء أخوات «أحمد» أو النساء اللواتي ينتظرن الغائبين، في إشارة إلى أن الذاكرة النسائية هي الذاكرة الأعمق والأكثر ألمًا. تتبنى رواية «نفس الله» رؤية فلسفية ترى أن النسيان ليس عجزًا بل قدرة على التحرر من «ديكتاتورية الذاكرة»، من خلال الحوارات الميتاسردية، يظهر «جُلْجُل» أحيانًا كحارس للغة والذاكرة، وأحيانًا كمن يشكك في جدوى الاستغراق في الماضي. هذه الجدلية تمنح الرواية طابعًا وجوديًا يجعل القارئ يتأمل في معنى أن نتذكر أو ننسى. جمالية اللغة كحارس للذاكرة والميتاسرد كاستراتيجية جمالية تتميز رواية «نَفَس الله» بلغة ذات كثافة شعرية، تمزج بين الاقتصاد في التعبير والإيحاء الرمزي. اللغة هنا ليست مجرد أداة سردية بل كائن حي يشارك في صناعة المعنى وتشكيل هوية الشخصيات، وفي هذا السياق، تبرز شخصية «جُلْجُل» كصوت حارس للغة، يذكّر الكاتب بقدسية العربية، ويخوض حوارًا معها بوصفها جسد النص وروحه. تدرك الرواية أن اللغة ليست محايدة، فهي تحمل أثر التاريخ والذاكرة، وكل محاولة لترويضها أو تبسيطها تعني فقدان جزء من الهوية. وهذا ما نلمسه في تدخلات «جُلْجُل» حين ينتقد السرد أو يراجع التعبيرات، وكأنه يراقب جمالية النص وانسجامه. يُعد الميتاسرد من أبرز سمات النص، إذ يتوقف السرد أحيانًا ليناقش فعل الكتابة نفسه، مقاطع «جُلْجُل» ليست مجرد فواصل لغوية بل مشاهد «حوار داخلي» بين الكاتب ولغته، بين الراوي وحكايته، حيث تتبدد الحدود بين الخيال والواقع. يبدو «جُلْجُل» في هذه المقاطع، كأنّه ضمير الرواية، يتساءل الكاتب: لماذا تكتب؟ ماذا يعني أن تحكي؟ وهل يمكن للحكاية أن تفي بوعد الذاكرة؟ هذا الوعي الذاتي بالنص يجعل من الرواية مختبرًا للتفكير في السرد ذاته، وهو منحى حداثي. تستند رواية عبد السلام بوطيب إلى لغة مشبعة بالمجاز، حيث تتحول التفاصيل اليومية إلى رموز عميقة. على سبيل المثال، توظف استعارات الضوء والظل، الغياب والحضور، لخلق لغة تستبطن فلسفة السفر والتيه، الجمل غالبًا قصيرة، لكنها مكثفة ومشحونة بالإيحاء، هذه الشعرية لا تُقحم نفسها على النص، بل تأتي كجزء من طبيعة السرد الذي يعبر عن أزمة الهوية والاغتراب، فحين يتحدث أحمد عن ماضيه المفقود، تصبح اللغة نفسها مرايا مشوشة تحاول التقاط صورة الذات. إن «نَفَس الله» ليست مجرد حكاية بطل فاقد للذاكرة، بل هي تجربة سردية عن معنى أن تكون إنسانًا في عالم سريع النسيان، وتجربة وجودية عن مجتمع يحاول المصالحة مع ماضيه من أجل ألا يكرره، وألا يصبح معيقا لمستقبله.