
يوسف أحمد: أكتب الفنتازيا والأساطير ضمن رسائل اجتماعية
محمد عبدالسميع (الشارقة)
الكتابة في مجال الجريمة، تذكرنا بروايات الكاتبة أجاثا كريستي، غير أن عالم اليوم يحتمل كتابات تتناسب مع ما نشهده من تطوّر وآفاق، يمنحنا إيّاها الذكاء الاصطناعي والثورة التكنولوجيّة والفنتازيا التي يمكن فيها الاستفادة من هذا التقدّم، لكنّ الكاتب الإماراتي يوسف أحمد يمسك بقلمه معبّراً عن أفكاره ورؤيته للعالم، مستخدماً الخيال في ذلك، ومخلصاً لقصصه ورواياته التي تعبّر عنه وتأسر قلب القارئ، كما يقول.
الواقع والخيال، كما يقول الكاتب يوسف أحمد، هي الرؤية التي ينطلق فيها من خلال كتابه الأوّل «بوابة عالم الأساطير»، وكتابه الثاني «أنفاس الشيطان»، طارحاً الفنتازيا والأساطير والشخصيات المحاكية للخيال، وكذلك الغموض كعنصر تشويقي في عالم الجريمة، حيث الإثارة وترقّب الأحداث، صفحةً بصفحة ونَفساً بنَفَس، وهو ما كنّا نعتاده في عصر ما قبل الإنترنت، حين كان الكتاب وسيلتنا إلى نوافذ وأبواب جديدة تنطلق من الواقع باتجاه الخيال.
ولدى الكاتب يوسف، فإنّ أهمّ مصادره وشخصيّاته هي تجربته الحياتيّة والقصص التي يسمعها من المحيطين أو مما يقرأ، وكذلك أفكار الناس اليوميّة وما يخطر على باله من إبداعات، باتجاه كتابة ذلك على الورق وتطويره كعمل جميل له رسالة.
لكنّ كلّ هذه الكتابات، كما يقول، ليست خاليةً من رسالة مقصودة، فأفكار عالم الجريمة والخيال، هو عتبة يتطلّع من خلالها إلى اكتشاف الجوانب المظلمة والمعتمة في حياة الإنسان، وهو ما عمل عليه، بنسج قصص خياليّة تحمل هذه الأهداف.
وفي حديثه عن تحديات الشباب أمام فرض بصمتهم الإبداعيّة والأدبيّة، يرى الكاتب يوسف أحمد أنّ المشهد الثقافي والأدبي والمعرفي الإماراتي شهد محطات كبيرة في التقدم الثقافي، وظهرت لذلك أصوات إبداعيّة مهمّة تعكس وتمثّل الثقافة الإماراتية وتاريخها، إذ كانت للشباب الإماراتي أصواتهم الأدبيّة وحضورهم وقضاياهم التي يكتبون عنها، فضلاً عن وسائل التواصل الاجتماعي، التي وسّعت اليوم من هذا الحضور والتألّق والإبداع نحو الشرائح الثقافية والعمرية المتلقية للكِتاب من القراء.
لا يخلو الكاتب يوسف أحمد من تحديات في مشروعه الثقافي، منها أهميّة إيمان المحيطين به، ودعم الأهل والأصدقاء، وهو وما أعطاه دافعاً وحافزاً لمزيد من الكتابة والإبداع، على الرغم من أنّ كتابه الأوّل لم يلقَ التشجيع أو الاهتمام الذي كان يسعى إليه ككاتب شابّ.
الحصول على دار نشر لطباعة كتابه، كان الخطوة الأولى التي قطعها يوسف في طريقه الإبداعي، ليواصل طريقه بثقة وطمأنينة، أمّا النقد البنّاء فأمر ضروري يهتمّ به، ويوليه العناية التي يستحق، باعتبار الكاتب يحتاج دائماً إلى التعلّم والتطوير. كما أنّ الكتابة لها دورها في توعية المجتمع، فضلاً عن متعة السرد والتقنيات الإبداعيّة، مؤكداً أهميّة حضور الأخلاق، كرسائل اجتماعيّة، وكذلك تجويد المحتوى وضمان أن يكون مناسباً في أفكاره وتقنياته الإبداعية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 14 ساعات
- الاتحاد
يوسف أحمد: أكتب الفنتازيا والأساطير ضمن رسائل اجتماعية
محمد عبدالسميع (الشارقة) الكتابة في مجال الجريمة، تذكرنا بروايات الكاتبة أجاثا كريستي، غير أن عالم اليوم يحتمل كتابات تتناسب مع ما نشهده من تطوّر وآفاق، يمنحنا إيّاها الذكاء الاصطناعي والثورة التكنولوجيّة والفنتازيا التي يمكن فيها الاستفادة من هذا التقدّم، لكنّ الكاتب الإماراتي يوسف أحمد يمسك بقلمه معبّراً عن أفكاره ورؤيته للعالم، مستخدماً الخيال في ذلك، ومخلصاً لقصصه ورواياته التي تعبّر عنه وتأسر قلب القارئ، كما يقول. الواقع والخيال، كما يقول الكاتب يوسف أحمد، هي الرؤية التي ينطلق فيها من خلال كتابه الأوّل «بوابة عالم الأساطير»، وكتابه الثاني «أنفاس الشيطان»، طارحاً الفنتازيا والأساطير والشخصيات المحاكية للخيال، وكذلك الغموض كعنصر تشويقي في عالم الجريمة، حيث الإثارة وترقّب الأحداث، صفحةً بصفحة ونَفساً بنَفَس، وهو ما كنّا نعتاده في عصر ما قبل الإنترنت، حين كان الكتاب وسيلتنا إلى نوافذ وأبواب جديدة تنطلق من الواقع باتجاه الخيال. ولدى الكاتب يوسف، فإنّ أهمّ مصادره وشخصيّاته هي تجربته الحياتيّة والقصص التي يسمعها من المحيطين أو مما يقرأ، وكذلك أفكار الناس اليوميّة وما يخطر على باله من إبداعات، باتجاه كتابة ذلك على الورق وتطويره كعمل جميل له رسالة. لكنّ كلّ هذه الكتابات، كما يقول، ليست خاليةً من رسالة مقصودة، فأفكار عالم الجريمة والخيال، هو عتبة يتطلّع من خلالها إلى اكتشاف الجوانب المظلمة والمعتمة في حياة الإنسان، وهو ما عمل عليه، بنسج قصص خياليّة تحمل هذه الأهداف. وفي حديثه عن تحديات الشباب أمام فرض بصمتهم الإبداعيّة والأدبيّة، يرى الكاتب يوسف أحمد أنّ المشهد الثقافي والأدبي والمعرفي الإماراتي شهد محطات كبيرة في التقدم الثقافي، وظهرت لذلك أصوات إبداعيّة مهمّة تعكس وتمثّل الثقافة الإماراتية وتاريخها، إذ كانت للشباب الإماراتي أصواتهم الأدبيّة وحضورهم وقضاياهم التي يكتبون عنها، فضلاً عن وسائل التواصل الاجتماعي، التي وسّعت اليوم من هذا الحضور والتألّق والإبداع نحو الشرائح الثقافية والعمرية المتلقية للكِتاب من القراء. لا يخلو الكاتب يوسف أحمد من تحديات في مشروعه الثقافي، منها أهميّة إيمان المحيطين به، ودعم الأهل والأصدقاء، وهو وما أعطاه دافعاً وحافزاً لمزيد من الكتابة والإبداع، على الرغم من أنّ كتابه الأوّل لم يلقَ التشجيع أو الاهتمام الذي كان يسعى إليه ككاتب شابّ. الحصول على دار نشر لطباعة كتابه، كان الخطوة الأولى التي قطعها يوسف في طريقه الإبداعي، ليواصل طريقه بثقة وطمأنينة، أمّا النقد البنّاء فأمر ضروري يهتمّ به، ويوليه العناية التي يستحق، باعتبار الكاتب يحتاج دائماً إلى التعلّم والتطوير. كما أنّ الكتابة لها دورها في توعية المجتمع، فضلاً عن متعة السرد والتقنيات الإبداعيّة، مؤكداً أهميّة حضور الأخلاق، كرسائل اجتماعيّة، وكذلك تجويد المحتوى وضمان أن يكون مناسباً في أفكاره وتقنياته الإبداعية.


الاتحاد
منذ 5 أيام
- الاتحاد
انتخاب مجلس إدارة جمعية المسرحيين بالتزكية وعرض خطة 2025
محمد عبدالسميع (الشارقة) بحضور مندوب وزارة تمكين المجتمع، ومندوب دائرة الشارقة للخدمات الاجتماعية، وأعضاء جمعية المسرحيين، أقيم اجتماع الجمعية العمومية العادية لجمعية المسرحيين، والتي تم خلالها انتخاب أعضاء مجلس إدارة جمعية المسرحيين بالتزكية، وهم: إسماعيل عبدالله، أحمد الجسمي، د. حبيب غلوم، وليد الزعابي، سعيد سالم، عبدالله راشد، وفيصل علي. واطلع المجتمعون على جدول أعمال الاجتماع، ثم اعتمدوا التقريرين الأدبي والمالي عن السنة المنتهية 2024، واعتمادهما، كذلك استمع المجتمعون للمشاريع والبرامج التي تنوي جمعية المسرحيين تنفيذها خلال العام الحالي، وأهمها، تنظيم احتفالية اليوم الإماراتي للمسرح، ودعم الورش المسرحية التي تنظمها الفرق المسرحية المحلية، وإطلاق برنامج ثقافي ومسرحي واجتماعي سنوي، والاهتمام بالتوثيق المسرحي المحلي، بالإضافة إلى ثوابت عمل الجمعية السنوية، وهي إقامة الموسم المسرحي في دورته الثامنة عشرة، وإقامة مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته التاسعة عشرة في موعديهما، كذلك، إصدار مجلة كواليس المسرحية إلكترونياً، وتعزيز أطر التعاون المشترك بين جمعية المسرحيين، والمؤسسات والهيئات والدوائر المهتمة بالشأن المسرحي المحلي. كما طرح رئيس مجلس إدارة الجمعية، خلال الاجتماع، الشكل الجديد لأيقونة دروع تكريم المبدعين في احتفالية «اليوم الإماراتي للمسرح»، والتي ستقام في الثاني من شهر يوليو القادم. كما تم، خلال الاجتماع، الاستماع لمقترحات الأعضاء، والتي ركزت على أهم النقاط التي تمس واقع العمل في جمعية المسرحيين، والواقع المسرحي المحلي بشكل عام، وأهم قضاياه الآنية الملحّة، حيث تناقش المجتمعون حولها، ووعد مجلس إدارة جمعية المسرحيين الجديد، العمل عليها خلال فترة المجلس القادمة. وأبرى المجتمعون قبيل البدء بإجراءات الانتخاب، الذمة المالية والإدارية لمجلس إدارة جمعية المسرحيين السابق، وتم انتخاب مجلس الإدارة الجديد بالتزكية. وصرح رئيس مجلس إدارة جمعية المسرحيين، إسماعيل عبدالله، قائلاً: «سعيدون بالمحبة والدعم والثقة التي يكنها لنا أعضاء جمعية المسرحيين بترشيحنا لدورة جديدة بالتزكية، ساعين إلى تحقيق جميع ما وعدنا به خلال اجتماع الجمعية العمومية لجمعية المسرحيين، عبر برامج وأنشطة ومبادرات تصب في صالح المشهد المسرحي المحلي، مستندين في كل ذلك إلى رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة».


الاتحاد
منذ 5 أيام
- الاتحاد
انطلاق الدورة الثامنة لـ «المسرح الثنائي» بالشارقة.. الجمعة
محمد عبدالسميع (الشارقة) برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، تنطلق الدورة الثامنة من مهرجان المسرح الثنائي في المركز الثقافي لمدينة دبا الحصن، يوم الجمعة 23 مايو الجاري. وأشارت عائشة الحوسني، المنسق العام للمهرجان، في مؤتمر صحفي، إلى مشاركة خمسة عروض مسرحية من الإمارات والكويت ومصر وسوريا والمغرب، بحضور فني إماراتي وعربي متخصص. وأكدت الحوسني أن المهرجان يعتبر نافذة إنسانيّة على أسئلة الإنسان الجمالية والذاتية، بما يحمله من فكر، وهو فرصة للمبدعين لعرض تجاربهم في قالب ثنائي عميق الأداء والحوار، لافتةً إلى تنوع عروض المهرجان، وندواته التطبيقية والتحليلية، والتي تقام جميعها في المركز الثقافي لمدينة دبا الحصن بالشارقة. ويفتتح المهرجان بالعرض الإماراتي «17 ساعة»، الذي تقدمه فرقة «مسرح الشارقة الوطني»، وهو من إعداد وإخراج محمد عبدالله آل علي، وأداء نصر الدين عبيدي، وسيدرا الزول، وتليه ندوة نقدية تحلل مضمونه وأسلوبه، يديرها المخرج الإماراتي أحمد عبدالله راشد. وفي اليوم الثاني للمهرجان، يُقدم العرض السوري «خلاص فردي» لفرقة «تجمع أشجار»، وهو من تأليف وإخراج سامر محمد إسماعيل، وأداء رغد سليم، ومحمد شما، وتدير ندوته النقدية الكاتبة السورية أمينة عباس. وتحت عنوان «حياة وحلم»، يأتي العرض المغربي الذي تقدمه فرقة «مسرح الشامات»، وهو من تأليف وإخراج بوسلهام ضعيف، وأداء هند بلعولة، وسفيان نعيم، ويدير ندوته النقدية المخرج المغربي أحمد أمين الساهل. أما المشاركة الكويتية فتأتي بعنوان «لتحضير بيضة مسلوقة» لفرقة «المسرح الكويتي»، والعرض من إعداد وإخراج مصعب السالم، وأداء مصطفى محمود، وفاطمة أسد، ويدير ندوته الفنان الإماراتي حمد الظنحاني. ويُختتم برنامج عروض المهرجان مساء يوم (27) مايو الجاري بالعرض المصري «بروفايل» لفرقة «ليالي المصري»، تأليف الدكتورة ناهد الطحان، وإخراج إيناس المصري، وأداء مي رضا، ونشوة محمد، ويدير ندوته الفنان المصري فادي نشأت. من جهتها، أكّدت علياء الزعابي، مساعد المنسق العام للمهرجان، أهمية المهرجان كنبض حي لوجدان الشعوب، مشيرة إلى الحراك الفني والثقافي المصاحب، من خلال ملتقى الشارقة العشرين للمسرح العربي، والذي يأتي هذا العام بعنوان «المسرح والحياة»، مؤكدة أهمية مخرجات الملتقى في دور المسرح في المجتمعات وتحولاته ثقافياً واجتماعياً. كما أشارت الزعابي إلى ورشات متخصصة في المسرح المدرسي إخراجاً وتوظيفاً للدمى وسينوغرافيا، لصقل المهارات وتعزيز أساليب الإبداع.