
فسحة صيفية.. حديث ذو شجون
المرياع هو كبش من الغنم، يعزل عن أمّه يوم ولادته ويُسقى حليبها دون أن يراها، ويوضع مع أنثى حمار غالباً ليرضع منها من رضّاعة صناعيّة تُوضع في خرجها حتّى يَعتقد أنّها أُمّه.
وبعد أن يكبر يُخصى ولا يُجزّ صوفه (للهيبة) وتنمو قرونه فيبدو ضخماً ذا هيبة؛ وتُعلّق حول عنقه الأجراس الطنّانة والرنّانة.
فإذا سار المرياع سار القطيع وراءه معتقداً أنّه يسير خلف زعيمه البطل، لكن المرياع ذو الهيبة المغشوشة لا يسير إلاّ إذا سار الحمار ولا يتجاوزه أبداً.
ومن المعروف عن خوف الخراف من الكلاب، لكن علاقة وطيدة تنشأ، بين المرياع والكلب الذي يحفظ أمن القطيع، بحيث يصبحا حليفين، لا تنفصم لتعاونهما عُرى، في سبيل سير الجميع على خُطى الحمار، ومعاقبة كلّ من تسوّل له نفسه الخروج عن وحدة الصف ،الأغنام خلْفَ قائدِها وقائدُها خلف الحمار..
ففي زمن وجم فيه؛ وتوارى أصحاب الرأي والحزم؛ والعزم؛ وتناول الحديث والكلام كل سخيف؛ مغرور؛ وجاهل؛ أرعن؛ اختطلت الأوراق؛ واندثرت الأخلاق والقيم؛ فلبس الذئب ثوب الحمل؛ وغدا القرد ليثا؛ و تفاخر البخلاء بالكرم؛ وادعى الجبناء الشجاعة؛ ووحاضرت الخبيثات ؛الساقطات عن الشرف والعفة؛ وغابت الشريفات؛ الراقيات ؛ولقب الحمار بحكيم الزمان؛ فضاع الحق واندثر ،ونعم الباطل بالظفر، إنه زمن السنوات الخدعات؛ كما أخبرنا الرسول الكريم؛ زمن الرويبضات والتافهين؛ فبعدما أرطم المثقف؛ الفصيح والحر النبيل؛ وانزوى أهل العلم والهمم؛ نطق السفيه؛ وهو لا يعرف؛ ويعرف أنه لا يعرف؛ وهو إلى الجهل أقرب؛ باطنه كحية رقطاء أو زهرة خشخاش، وبعدما تم تخوين الأمين؛ وتأمين الخائن؛ ضاعت الأمانة؛ وننتظر الساعة في زمن أسندت فيه أمور كثيرة لغيرها أهلها؛ في زمن تم فيه تقديس الخرافات؛ وتمجيد الحمقى التافهين؛ ورجم المثقفين؛ في زمن أصبحت الناس لا تفرق فيه بين الصادق والأمين؛ ولا بين العدو والصديق؛؛؛ فكم من شخص نكرة لا تاريخ له ولا يحمل شهادة؛ وليس له تميز في أي ميدان؛ ولم يعرف له تخصص في أي مجال؛ ولم يعرف له إنجاز؛ أصبح ينظر ويستشار ويسير ويقرر؛ في مستقبل البلاد والعباد؛ وهو طبلة جوفاء؛ إنه زمن الرويبضات الذين يبحثون فقط عما يلبي إحتياجاتهم؛ دون الإكثرات لغيرهم؛ ويتفننون في إيجاد مخرج لفسادهم وفساد حاشيتهم؛ نصبوا وجهاء؛ وحكماء؛ ووكل لهم التسيير؛ وهم فقط متشدقون؛ تصيرهم الشهوات؛ وتحكمهم الأهواء؛ فدرر البحر دوما تستقر بالقعر؛ بينما تطفو الجيف فوق الماء؛ والرويبضة باصطلاح المنطقة هو (الضحيكة) الذي كان مصدر أهكومة وطنز ومضرب مثل في السفاهة والسداجة؛ وأصبح في لمح بصر؛ يفتي في الدوار والعباد نتيجة مال؛ أو جاه سقط من السماء؛ وبعدما لمع ونفخ فيه؛ وتم إشهاره بطريقة أو بأخرى؛؛ رحم الله المرحوم (كريكر العبدلي) الذي كان يعدهم على رؤوس الأصابع ويخافونه؛ وقولته الشهيرة عن رويبضة معين (لي قاسوه الدعاوي كيولي قروي)؛ والمقصود بقروي عضو أو رئيس …؛ وليس الخوف من هؤلاء الرويبضة؛ فهم موجودون في كل زمان؛ لكن المشكلة إذا أعطت الجماهير أذنا صاغية لأمثالهم؛ وكلفوا بمناصب ومكاسب؛ وكراسي؛ بعدما تمكنوا منا ردحا من الزمن في فترة الخداع الأكبر؛ فترة الخونة والمارقين؛ فترة فرحوا فيها بطاعتهم من سفهاء القوم؛ وخافوا من حلماءه؛ وهو ما صاغه الفيلسوف الكندي (آلان دونو) في كتاب (الميديوقراطية أو سلطة التفاهة أو حكم الرويبضة) بعدما درس الإسلام كدين وثقافة ومعتقد؛ فما أضيق العيش لو فسحة الأمل مع حكم الله في زمن السفاهة والتفاهة؛ زمن المتغيرات والعجائب؛ وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (سيأتي على الناس سنوات خداعات؛ يصدق فيها الكاذب؛ ويكذب فيها الصادق؛ ويؤتمن فيها الخائن؛ ويخون فيها الأمين؛ وينطق فيها الرويبضة) قيل وما الرويبضة يا رسول الله قال :الرجل التافه يتكلم في أمور العامة…

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العالم24
منذ 5 ساعات
- العالم24
الفنان المصري نور محفوظ في ذمة الله
فُجِع الوسط الفني برحيل الفنان نور محفوظ، الذي وافته المنية بعد معاناة مريرة مع أزمة صحية خطيرة. وكان الراحل قد نُقل إلى قسم العناية المركزة خلال الأيام الأخيرة، حيث خضع للتنفس الصناعي في محاولة لإنقاذ حياته، إلا أن حالته الصحية تدهورت بشكل مفاجئ، ما أدى إلى وفاته. وذكرت تقارير إعلامية، أن الفنان الراحل عاش أيامه الأخيرة في وضع صحي حرج، إذ لم تفلح التدخلات الطبية في إيقاف تدهور حالته، رغم الجهود المبذولة من الطاقم الطبي. وقد ظل نور محفوظ يُصارع الألم حتى أسلم روحه، بعد رحلة مؤلمة مع المرض. وفي وداع مؤثر، نعت الإعلامية بسنت النبراوي الفقيد عبر حسابها الرسمي على 'فيسبوك'، قائلة: 'وداعًا يا نور، إنا لله وإنا إليه راجعون.. أسأل الله أن يجعل ما أصابك في ميزان حسناتك، وأن يغفر لك ويرزقك الجنة'.


تيفلت بريس
منذ 11 ساعات
- تيفلت بريس
تنظيم ثلاث سهرات فنية بمناسبة المهرجان السنوي لجماعة البراشوة
عبد العالي بوعرفي – تيفلت بريس تستعد جماعة البراشوة دائرة الرماني إقليم الخميسات لتنظيم ثلاث سهرات فنية بمناسبة مهرجانها السنوي في نسخته الثالثة المنظم بمناسبة احتفالات الشعب المغربي بالذكرى 72 لثورة الملك والشعب والذكرى 62 لميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله تحت شعار 'أصالة متجددة..ووفاء مستمر للوطن' وذلك خلال الفترة الممتدة من 19 غشت 2025 إلى 21 منه'. السهرات الفنية الثلاث سيتم إحياءها أيام 19-20-21 غشت الجاري بمشاركة كل من سعيد حرماوي الزعري وفرقة عبيدات الرمى اولاد عطوش وادريس البوعزاوي ابن زعير وصالح طويوطا من واد زم. ولقد بدأت التحضيرات لهذا الحدث تحت إشراف رئيس المجلس الجماعي للبراشوة السيد رشيد قدراوي حيث سيتم تجهيز منصة بأحدث التقنيات الصوتية والضوئية لضمان تقديم عروض مميزة تليق بتوقعات الجمهور. كما سيتم بتنسيق مع السلطات المحلية والقيادة الجهوية للدرك الملكي بالخميسات والقيادة الاقليمية للقوات المساعدة والوقاية المدنية ومندوبية الصحة لتوفير إجراءات أمنية وتنظيمية مشددة لضمان سلامة الحضور. من المتوقع أن يسهم هذا الحدث في التعريف بجماعة البراشوة ومنطقة زعير عموما ومؤهلاتها حيث ستتوافد أعداد كبيرة من الزوار للاستمتاع بالسهرات الفنية ليلا وعروض التبوريدة نهارا. هذا سيعزز الاقتصاد المحلي من خلال تنشيط المقاهي والمطاعم والتجارة والأماكن الترفيهية الأخرى. وللاشارة فان مهرجان البراشوة السنوي يستقطب الالاف من عشاق الفروسية التقليدية لمتابعة عروض التبوريدة وهذه السنة سيعرف المهرجان مشاركة أزيد من 30 سربة من مختلف جماعات الاقليم والمدن المجاورة ، وتستعد جماعة البراشوة لتوفير الظروف المناسبة لانجاح هذه التظاهرة السنوية.


مراكش الآن
منذ يوم واحد
- مراكش الآن
طاقم 'مراكش الآن' يهنئ رئيس جمعية المشجعين عزالدين عطراوي بمناسبة عقد قرانه
ببالغ الفرح والسرور، يتقدم طاقم جريدة 'مراكش الآن' بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى عزالدين عطراوي، رئيس الجمعية الرياضية لمشجعي الكوكب المراكشي والمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، بمناسبة دخوله القفص الذهبي وعقد قرانه. تأتي هذه المناسبة السعيدة لتمثل تتويجًا لمسيرة حافلة بالعطاء والعمل الجاد، ليس فقط على المستوى المهني، بل أيضًا على المستوى الشخصي. لطالما كان عزالدين عطراوي نموذجًا في التفاني والإخلاص، سواء في دعم فريقه المفضل الكوكب المراكشي أو في مساندة المنتخب الوطني، وهو ما جعله يحظى بتقدير واحترام الجميع. وبهذه المناسبة المباركة، يتمنى طاقم الجريدة للعروسين دوام السعادة والهناء، وأن يجعل الله حياتهما الزوجية ملؤها المودة والرحمة، وأن يرزقهما الذرية الصالحة.