
مجمع اللغة العربية واليونسكو يناقشان أهمية المعاجم التاريخية
الشارقة 24:
نظّم مجمع اللغة العربية بالشارقة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" ندوة متخصصة؛ على هامش حفل التكريم الخاص الذي احتفى بصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وتكريمه على إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، وإدراج المعجم رسمياً في مكتبة اليونسكو، وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية حيث تناولت الندوة أهمية المعاجم التاريخية للغات بالتركيز على اللغة العربية واللغات الأوروبية: الفرنسية والإيطالية والإسبانية والألمانية.
تحدث في الندوة كل من: الدكتور أمحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، والدكتور باولو داتيشيلي رئيس مجمع اللغة الإيطاليّة "لاكروسكا في روما"، والدكتور سبستيان جيوثر، أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة غوتيبغن في ألمانيا، والدكتورة شارلوت كوريي من جامعة ليون الثالثة في فرنسا، والدكتورة لاورا غاغو غوميز، من جامعة سلامنكا في إسبانيا، وأدار الندوة الدكتور وائل فاروق مدير معهد الثقافة العربي في الجامعة الكاثوليكية للقلب المقدس في ميلانو بإيطاليا.
افتتح الندوة سعادة علي الحاج آل علي المندوب الدائم للدولة لدى اليونسكو بكلمةٍ نيابةً عن المجموعة العربية الأعضاء باليونسكو، قدم فيها الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على دعم سموّه المتواصل لإنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، والذي أصبح مرجعاً أساسياً للباحثين والمهتمين.
وتناول آل علي إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية وإدراجه في مكتبة اليونسكو، وأهمية تكريم اللغة العربية قائلاً:" نحتفل بإنجازٍ عظيم لا يقتصر على العلوم فقط، بل يمتد ليشمل الثقافة بكل أبعادها الإنسانية، وإدراج المعجم في مكتبة اليونسكو ليس مجرد اعتراف بعمل لُغوي جليل، بل هو تكريم لقرون من الحكمة والفلسفة والإبداع، وشهادةٌ على إرث اللغة العربية الفكري الخالد، تلك اللغة التي حملت مشعل العلم والرياضيات والفلك عبر الحضارات، وربطت بين الشرق والغرب بجسورٍ من المعرفة. إن هذا المعجم الذي يُعَد كنزًا علمياً خالداً هو ثمرة عقودٍ من البحث الدؤوب والمنهجية العلمية الصارمة والالتزام الراسخ بدقة المعلومة ودقة التحليل".
وأشار سعادة المندوب الدائم للدولة لدى اليونسكو في ختام كلمته إلى التزام الدولة والمجموعة العربية في اليونسكو بالشراكة الإستراتيجية لدعم الثقافة العربية، وتحويل اللغة العربية من جسرٍ للماضي إلى أداةٍ للمستقبل، ومن وعاءٍ للتراث إلى محرك للابتكار، وتعزيز التفاهم الإنساني العالمي.
وتناول الدكتور أمحمد صافي المستغانمي في حديثه المعجم التاريخي للغة العربية، والذي أُنْجِز في وقتٍ قياسي وبمشاركة متميزة من مختلف العلماء والخبراء من المجامع اللغوية في أقطار الوطن العربي، مستعرضاً بدايات فكرة المعجم والجهود الكبيرة التي بذلت في إنجازه، وما يتميز به من محتوى شامل ومتكامل حول تاريخ الكلمات العربية وأصولها حيث يُعدُّ ديوانا ضخما وخزّانا لغويّا كبيرا يضم جميع ألفاظ اللغة العربية، ويبين أساليبها، ويوضح تاريخ استعمالها أو إهمالها، وتطوّر دلالاتها ومبانيها عبر العصور، ويعنى بذكر الشواهد ومصادرها مع التوثيق العلميّ الدّقيق لكل مصدر، وهو بهذه المواصفات والمزايا أكبر وأحدث معجم لغوي موسّع يكشف عن تاريخ اللغة العربية، المعبّرعن تاريخ الأمة العربيّة وحضارتها.
من ناحيته، الدكتور باولو داتيشيلي رئيس مجمع اللغة الإيطاليّة "لاكروسكا في روما"، تناول بدايات محاولات إصدار المعاجم التاريخية للغة الإيطالية، والتي تضم عدداً من المعاجم التي يجري تحديثها وتوسيعها كلّ آن وحين، حيث توفر معلوماتٍ دقيقة عن اللغة الإيطالية للمهتمين والباحثين. وأشار داتشيلي إلى ما تتضمنه المعاجم التاريخية الإيطالية من إحصائيات خاصة بعدد الكلمات وأصولها وجذورها وما تقّدمه المعاجم من إسهاماتٍ تهدف إلى توثيق تاريخ اللغة الإيطالية عبر العصور الماضية، لافتاً إلى أهمية مشروعات المعاجم التاريخية للغات وضرورة إنجازها كأحد أهم المشروعات اللغوية لكل أمة.
واستعرض الدكتور سبستيان جيوثر، أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة غوتيبغن في ألمانيا، الإصدارات المختلفة للمعاجم التاريخية للغة الألمانية التي فاقت الـ 30 معجماً، منها ما هو متخصّص في اللغة الفصحى، ومنها ما يتناول اللهجات الإقليمية في ألمانيا، متناولاً المعجم الذي ألّفه الأخوان "جريم" والذي يُعَدُّ أهم معجم تاريخي للغة الألمانية، وكذلك دور المعاجم الألمانية وتاريخها ومسيرتها منذ العصور الوسطى المبكرة في القرن التاسع الميلادي وفوائدها في توثيق وتناول تاريخ الأمة الألمانية.
من جانبها تناولت الدكتورة شارلوت كوريي من جامعة ليون الثالثة في فرنسا الأهداف والمنهجية للمعاجم التاريخية للغة الفرنسية، المتعلقة بتاريخ فرنسا الثقافي والسياسي، والتي تعود إلى العصر السادس عشر الذي شهد بدايات مبادرات كتابة المعاجم وكثرتها، إلى جانب أهداف المعاجم التاريخية الفرنسية وسعيها إلى إعادة بناء أصل الكلمات وتاريخها عبر الزمن، حيث تم كتابة المعجم التاريخي الأول للغة الفرنسية ضمن الموسوعة المعنونة "ديدرو" التي نُشرت بين عامي 1751 و1772، ولكنه نُشر بعد فترةٍ طويلةٍ من كتابته.
واختتمت الدكتورة لاورا غاغو غوميز، من جامعة سلامنكا في إسبانيا مداخلات الخبراء في الندوة متناولةً مشروع المعجم التاريخي للغة الإسبانية الذي يهدف إلى توثيق تاريخ اللغة الإسبانية وتطوّرها عبر العصور، حيث بدأ العمل فيه قبل سنواتٍ عدة لتقديم رؤية شاملة حول تأريخ الكلمات الإسبانية ومتابعة أصولها من مختلف الأمم السابقة ذات العلاقة بإسبانيا، وتطورها عبر العصور الوسطى والعصر الحديث.
وخلص المتحدثون في ختام الندوة إلى أنّ المعجم التاريخي للغة العربية يعدُّ بحقّ إنجاز لغوي غير مسبوق على مستوى العالم لما يضمه ويتميز به من توثيقٍ شاملٍ ودقيق للكلمات العربية وأصولها، مثمنيّن الاهتمام الكبير والمتابعة الشخصية لصاحب السمو حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة ودعم سموه المادي والمعنوي الكبير ومجموعة العلماء الذين شاركوا في إعداده وإصداره، ليكون أنموذجاً ومثالاً يحتذى به في إصدار المعاجم التاريخية للغات.
وأشار المشاركون أيضاً إلى أهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لدراسة اللغات وتسهيلها على الدارسين من الأجيال الجديدة، مع ضرورة الاهتمام بتعليم الطلبة المهارات الأساسية للغة كالتحدث والقراءة والكتابة، وذلك للدمج والتوافق والاستفادة الكاملة من الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي في التعلم والتعليم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشارقة 24
منذ 6 ساعات
- الشارقة 24
مجمع اللغة العربية واليونسكو يناقشان أهمية المعاجم التاريخية
الشارقة 24: نظّم مجمع اللغة العربية بالشارقة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" ندوة متخصصة؛ على هامش حفل التكريم الخاص الذي احتفى بصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وتكريمه على إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، وإدراج المعجم رسمياً في مكتبة اليونسكو، وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية حيث تناولت الندوة أهمية المعاجم التاريخية للغات بالتركيز على اللغة العربية واللغات الأوروبية: الفرنسية والإيطالية والإسبانية والألمانية. تحدث في الندوة كل من: الدكتور أمحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، والدكتور باولو داتيشيلي رئيس مجمع اللغة الإيطاليّة "لاكروسكا في روما"، والدكتور سبستيان جيوثر، أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة غوتيبغن في ألمانيا، والدكتورة شارلوت كوريي من جامعة ليون الثالثة في فرنسا، والدكتورة لاورا غاغو غوميز، من جامعة سلامنكا في إسبانيا، وأدار الندوة الدكتور وائل فاروق مدير معهد الثقافة العربي في الجامعة الكاثوليكية للقلب المقدس في ميلانو بإيطاليا. افتتح الندوة سعادة علي الحاج آل علي المندوب الدائم للدولة لدى اليونسكو بكلمةٍ نيابةً عن المجموعة العربية الأعضاء باليونسكو، قدم فيها الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على دعم سموّه المتواصل لإنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، والذي أصبح مرجعاً أساسياً للباحثين والمهتمين. وتناول آل علي إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية وإدراجه في مكتبة اليونسكو، وأهمية تكريم اللغة العربية قائلاً:" نحتفل بإنجازٍ عظيم لا يقتصر على العلوم فقط، بل يمتد ليشمل الثقافة بكل أبعادها الإنسانية، وإدراج المعجم في مكتبة اليونسكو ليس مجرد اعتراف بعمل لُغوي جليل، بل هو تكريم لقرون من الحكمة والفلسفة والإبداع، وشهادةٌ على إرث اللغة العربية الفكري الخالد، تلك اللغة التي حملت مشعل العلم والرياضيات والفلك عبر الحضارات، وربطت بين الشرق والغرب بجسورٍ من المعرفة. إن هذا المعجم الذي يُعَد كنزًا علمياً خالداً هو ثمرة عقودٍ من البحث الدؤوب والمنهجية العلمية الصارمة والالتزام الراسخ بدقة المعلومة ودقة التحليل". وأشار سعادة المندوب الدائم للدولة لدى اليونسكو في ختام كلمته إلى التزام الدولة والمجموعة العربية في اليونسكو بالشراكة الإستراتيجية لدعم الثقافة العربية، وتحويل اللغة العربية من جسرٍ للماضي إلى أداةٍ للمستقبل، ومن وعاءٍ للتراث إلى محرك للابتكار، وتعزيز التفاهم الإنساني العالمي. وتناول الدكتور أمحمد صافي المستغانمي في حديثه المعجم التاريخي للغة العربية، والذي أُنْجِز في وقتٍ قياسي وبمشاركة متميزة من مختلف العلماء والخبراء من المجامع اللغوية في أقطار الوطن العربي، مستعرضاً بدايات فكرة المعجم والجهود الكبيرة التي بذلت في إنجازه، وما يتميز به من محتوى شامل ومتكامل حول تاريخ الكلمات العربية وأصولها حيث يُعدُّ ديوانا ضخما وخزّانا لغويّا كبيرا يضم جميع ألفاظ اللغة العربية، ويبين أساليبها، ويوضح تاريخ استعمالها أو إهمالها، وتطوّر دلالاتها ومبانيها عبر العصور، ويعنى بذكر الشواهد ومصادرها مع التوثيق العلميّ الدّقيق لكل مصدر، وهو بهذه المواصفات والمزايا أكبر وأحدث معجم لغوي موسّع يكشف عن تاريخ اللغة العربية، المعبّرعن تاريخ الأمة العربيّة وحضارتها. من ناحيته، الدكتور باولو داتيشيلي رئيس مجمع اللغة الإيطاليّة "لاكروسكا في روما"، تناول بدايات محاولات إصدار المعاجم التاريخية للغة الإيطالية، والتي تضم عدداً من المعاجم التي يجري تحديثها وتوسيعها كلّ آن وحين، حيث توفر معلوماتٍ دقيقة عن اللغة الإيطالية للمهتمين والباحثين. وأشار داتشيلي إلى ما تتضمنه المعاجم التاريخية الإيطالية من إحصائيات خاصة بعدد الكلمات وأصولها وجذورها وما تقّدمه المعاجم من إسهاماتٍ تهدف إلى توثيق تاريخ اللغة الإيطالية عبر العصور الماضية، لافتاً إلى أهمية مشروعات المعاجم التاريخية للغات وضرورة إنجازها كأحد أهم المشروعات اللغوية لكل أمة. واستعرض الدكتور سبستيان جيوثر، أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة غوتيبغن في ألمانيا، الإصدارات المختلفة للمعاجم التاريخية للغة الألمانية التي فاقت الـ 30 معجماً، منها ما هو متخصّص في اللغة الفصحى، ومنها ما يتناول اللهجات الإقليمية في ألمانيا، متناولاً المعجم الذي ألّفه الأخوان "جريم" والذي يُعَدُّ أهم معجم تاريخي للغة الألمانية، وكذلك دور المعاجم الألمانية وتاريخها ومسيرتها منذ العصور الوسطى المبكرة في القرن التاسع الميلادي وفوائدها في توثيق وتناول تاريخ الأمة الألمانية. من جانبها تناولت الدكتورة شارلوت كوريي من جامعة ليون الثالثة في فرنسا الأهداف والمنهجية للمعاجم التاريخية للغة الفرنسية، المتعلقة بتاريخ فرنسا الثقافي والسياسي، والتي تعود إلى العصر السادس عشر الذي شهد بدايات مبادرات كتابة المعاجم وكثرتها، إلى جانب أهداف المعاجم التاريخية الفرنسية وسعيها إلى إعادة بناء أصل الكلمات وتاريخها عبر الزمن، حيث تم كتابة المعجم التاريخي الأول للغة الفرنسية ضمن الموسوعة المعنونة "ديدرو" التي نُشرت بين عامي 1751 و1772، ولكنه نُشر بعد فترةٍ طويلةٍ من كتابته. واختتمت الدكتورة لاورا غاغو غوميز، من جامعة سلامنكا في إسبانيا مداخلات الخبراء في الندوة متناولةً مشروع المعجم التاريخي للغة الإسبانية الذي يهدف إلى توثيق تاريخ اللغة الإسبانية وتطوّرها عبر العصور، حيث بدأ العمل فيه قبل سنواتٍ عدة لتقديم رؤية شاملة حول تأريخ الكلمات الإسبانية ومتابعة أصولها من مختلف الأمم السابقة ذات العلاقة بإسبانيا، وتطورها عبر العصور الوسطى والعصر الحديث. وخلص المتحدثون في ختام الندوة إلى أنّ المعجم التاريخي للغة العربية يعدُّ بحقّ إنجاز لغوي غير مسبوق على مستوى العالم لما يضمه ويتميز به من توثيقٍ شاملٍ ودقيق للكلمات العربية وأصولها، مثمنيّن الاهتمام الكبير والمتابعة الشخصية لصاحب السمو حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة ودعم سموه المادي والمعنوي الكبير ومجموعة العلماء الذين شاركوا في إعداده وإصداره، ليكون أنموذجاً ومثالاً يحتذى به في إصدار المعاجم التاريخية للغات. وأشار المشاركون أيضاً إلى أهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لدراسة اللغات وتسهيلها على الدارسين من الأجيال الجديدة، مع ضرورة الاهتمام بتعليم الطلبة المهارات الأساسية للغة كالتحدث والقراءة والكتابة، وذلك للدمج والتوافق والاستفادة الكاملة من الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي في التعلم والتعليم.


البيان
منذ 9 ساعات
- البيان
مجمع اللغة العربية بالشارقة واليونسكو يناقشان أهمية المعاجم التاريخية اللغوية
نظّم مجمع اللغة العربية بالشارقة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أمس، ندوة متخصصة على هامش حفل التكريم الخاص الذي احتفى بصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وتكريمه على إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية وإدراج المعجم رسمياً في مكتبة اليونسكو، في إطار الاحتفال باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية. تناولت الندوة أهمية المعاجم التاريخية للغات بالتركيز على اللغة العربية واللغات الأوروبية: الفرنسية والإيطالية والإسبانية والألمانية. وتحدث في الندوة، الدكتور أمحمد صافي المستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، والدكتور باولو داتيشيلي رئيس مجمع اللغة الإيطاليّة (لاكروسكا في روما)، والدكتور سبستيان جيوثر أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة غوتيبغن في ألمانيا، والدكتورة شارلوت كوريي من جامعة ليون الثالثة في فرنسا، والدكتورة لاورا غاغو غوميز من جامعة سلامنكا في إسبانيا. وافتتح الندوة سعادة علي الحاج آل علي المندوب الدائم للدولة لدى اليونسكو، بكلمةٍ نيابةً عن المجموعة العربية الأعضاء باليونسكو، قدم فيها الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على دعم سموّه المتواصل لإنجاز المعجم التاريخي للغة العربية والذي أصبح مرجعاً أساسياً للباحثين والمهتمين. وتناول آل علي إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية وإدراجه في مكتبة اليونسكو وأهمية تكريم اللغة العربية، قائلا: نحتفل بإنجازٍ لا يقتصر على العلوم فقط بل يمتد ليشمل الثقافة بكل أبعادها الإنسانية وإدراج المعجم في مكتبة اليونسكو هو تكريم لقرون من الحكمة والفلسفة والإبداع وشهادةٌ على إرث اللغة العربية الفكري الخالد، حملت مشعل العلم والرياضيات والفلك عبر الحضارات وربطت بين الشرق والغرب بجسورٍ من المعرفة، مشيرا إلى إن هذا المعجم هو ثمرة عقودٍ من البحث الدؤوب والمنهجية العلمية الصارمة والالتزام الراسخ بدقة المعلومة ودقة التحليل. وأكد التزام الدولة والمجموعة العربية في اليونسكو بالشراكة الإستراتيجية لدعم الثقافة العربية وتحويل اللغة العربية من جسرٍ للماضي إلى أداةٍ للمستقبل ومن وعاءٍ للتراث إلى محركٍ للإبتكار وتعزيز التفاهم الإنساني العالمي. وتناول الدكتور أمحمد صافي المستغانمي في حديثه المعجم التاريخي للغة العربية والذي تم إنجازه في وقتٍ قياسي وبمشاركة متميزة من مختلف العلماء والخبراء من المجامع اللغوية في أقطار الوطن العربي، مستعرضاً الجهود التي بذلت في إنجازه وما يتميز به من محتوى شامل ومتكامل حول تاريخ الكلمات العربية وأصولها، حيث يُعدُّ ديوانا ضخما وخزّانا لغويّا كبيرا يضم جميع ألفاظ اللغة العربية ويبين أساليبها ويوضح تاريخ استعمالها أو إهمالها وتطوّر دلالاتها ومبانيها عبر العصور، ويعنى بذكر الشواهد ومصادرها مع التوثيق العلميّ الدّقيق لكل مصدر وهو بهذه المواصفات والمزايا أكبر وأحدث معجم لغوي موسّع يكشف عن تاريخ اللغة العربية المعبّرعن تاريخ الأمة العربيّة وحضارتها. و تناول الدكتور باولو داتيشيلي بدايات محاولات إصدار المعاجم التاريخية للغة الإيطالية والتي تضم عدداً من المعاجم التي يجري تحديثها وتوسيعها كلّ آن وحين حيث توفر معلوماتٍ دقيقة عن اللغة الإيطالية للمهتمين والباحثين، مشيرا إلى ما تتضمنه المعاجم التاريخية الإيطالية من إحصائيات خاصة بعدد الكلمات وأصولها وجذورها وما تقّدمه المعاجم من إسهاماتٍ تهدف إلى توثيق تاريخ اللغة الإيطالية عبر العصور الماضية، لافتاً إلى أهمية مشروعات المعاجم التاريخية للغات وضرورة إنجازها كأحد أهم المشروعات اللغوية لكل أمة. واستعرض الدكتور سبستيان جيوثر الإصدارات المختلفة للمعاجم التاريخية للغة الألمانية التي فاقت الـ 30 معجماً منها ما هو متخصّص في اللغة الفصحى ومنها ما يتناول اللهجات الإقليمية في ألمانيا متناولاً المعجم الذي ألّفه الأخوان (جريم) ويُعَدُّ أهم معجم تاريخي للغة الألمانية، وكذلك دور المعاجم الألمانية وتاريخها ومسيرتها منذ العصور الوسطى المبكرة في القرن التاسع الميلادي وفوائدها في توثيق وتناول تاريخ الأمة الألمانية. وتناولت الدكتورة شارلوت كوريي الأهداف والمنهجية للمعاجم التاريخية للغة الفرنسية، المتعلقة بتاريخ فرنسا الثقافي والسياسي وتعود إلى العصر السادس عشر الذي شهد بدايات مبادرات كتابة المعاجم وكثرتها إلى جانب أهداف المعاجم التاريخية الفرنسية وسعيها إلى إعادة بناء أصل الكلمات وتاريخها عبر الزمن، حيث تم كتابة المعجم التاريخي الأول للغة الفرنسية ضمن الموسوعة المعنونة (ديدرو) التي نُشرت بين عامي 1751 و1772 ولكنه نُشر بعد فترةٍ طويلةٍ من كتابته. واختتمت الدكتورة لاورا غاغو غوميز مداخلات الخبراء في الندوة متناولةً مشروع المعجم التاريخي للغة الإسبانية الذي يهدف إلى توثيق تاريخ اللغة الإسبانية وتطوّرها عبر العصور حيث بدأ العمل فيه قبل سنواتٍ عدة لتقديم رؤية شاملة حول تأريخ الكلمات الإسبانية ومتابعة أصولها من مختلف الأمم السابقة ذات العلاقة بإسبانيا وتطورها عبر العصور الوسطى والعصر الحديث. و أكد المتحدثون في ختام الندوة أنّ المعجم التاريخي للغة العربية يعدُّ إنجازاً لغوياً غير مسبوق على مستوى العالم لما يضمه ويتميز به من توثيقٍ شاملٍ ودقيق للكلمات العربية وأصولها مثمنيّن الاهتمام الكبير والمتابعة الشخصية لصاحب السمو حاكم الشارقة الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة ودعم سموه المادي والمعنوي الكبير ومجموعة العلماء الذين شاركوا في إعداده وإصداره ليكون أنموذجاً ومثالاً يحتذى به في إصدار المعاجم التاريخية للغات. وأشاروا إلى أهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لدراسة اللغات وتسهيلها على الدارسين من الأجيال الجديدة مع ضرورة الاهتمام بتعليم الطلبة المهارات الأساسية للغة كالتحدث والقراءة والكتابة وذلك للدمج والتوافق والاستفادة الكاملة من الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي في التعلم والتعليم.


صحيفة الخليج
منذ 3 أيام
- صحيفة الخليج
المعجم التاريخي للغة العربية.. إنجاز خالد بقيادة سلطان الثقافة
في زمن تتسارع فيه التحولات وتضعف فيه أولويات المشاريع الثقافية لدى كثير من الدول، تواصل الشارقة بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أداء دورها الريادي في حماية اللغة والهوية. ففي حفل رسمي أقيم بمقر منظمة اليونسكو في باريس، تسلّم سموه تكريماً خاصاً بمناسبة إدراج المعجم التاريخي للغة العربية ضمن مكتبة اليونسكو، بحضور شخصيات دولية رفيعة المستوى وتحت شعار «اللغة العربية: جسر بين التراث والمعرفة». وخلال الحفل، عبّر سموه عن عمق المعنى الإنساني لهذا المشروع قائلاً: «حين نحتفي اليوم بالمعجم التاريخي للغة العربية فإنما نكرّم بهذا الاحتفاء عنصراً من عناصر هذا التنوع البشري العظيم»، مضيفاً: «إن احتفاءنا بهذا العمل في رحاب اليونسكو، هو رسالة واضحة مفادها أن الثقافة لا تعرف الحدود، وأن الجهد العربي حين يتحقق بإخلاص وبروح جماعية يحظى إنجازه بالتقدير». المعجم، الذي تتبّع تطور مفردات اللغة العربية منذ فجر التاريخ وحتى العصر الحديث، يُعد من أضخم المشاريع العلمية في العالم العربي. وقد كان لصاحب السمو الدور المحوري في إطلاقه ورعايته ومتابعته علمياً، حيث سخّر له الموارد والطاقات، وجعل منه مشروعاً حضارياً يخدم الأجيال القادمة. وفي وقت يشهد فيه العالم تراجعاً في الاهتمام بالمشاريع اللغوية والثقافية، تُثبت الإمارات والشارقة أنهما في المقدمة دوماً، لا في حفظ الإرث فقط، بل في تصديره إلى المستقبل بأجمل وأكمل صورة. إن إدراج المعجم في اليونسكو لا يمثّل إنجازاً علمياً فقط، بل هو رسالة حضارية من العالم العربي إلى الإنسانية، بأن لغتنا ما زالت تنبض بالحياة والمعرفة. شكراً لوالدنا سلطان الثقافة، الذي لم يحمِ فقط ماضي اللغة، بل وضع لها أساساً راسخاً للمستقبل، وأكد أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الكلمة.