logo
هل تنوي إسرائيل تنفيذ "خطة الجنرالات" شمالي قطاع غزة؟

هل تنوي إسرائيل تنفيذ "خطة الجنرالات" شمالي قطاع غزة؟

الأنباء١٠-١٠-٢٠٢٤

وقتذاك، كنت أشتم بمجرد اقترابي من مدخل منطقة الفالوجا في المخيم، والتي كانت تعج بالحياة وبمختلف أنواع المحال التجارية، رائحة المخبوزات الطازجة، التي تفوح من مخبز كان يشتهر هناك بمخبوزاته الساخنة المحشوة بالشيكولاته الذائبة، والمعروفة محليا بـ " العوقاه".
لكنني علمت قبل أيام، أن المخبز تعرض للقصف، خلال العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في جباليا ومناطق أخرى من شمال قطاع غزة، ما أدى لاشتعال النيران فيه، إلى أن التهمته عن بكرة أبيه. فشلت طواقم الدفاع المدني، في الوصول إليه بسبب هذه العملية العسكرية، وهو ما حوَّل رائحة المخبوزات إلى مزيج من روائح النار والبارود والرماد من أثر الحريق.
ويضم شمال غزة مناطق بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا.
نداءات استغاثة متواصلة
وفي غمار هذه العملية، وهي الثالثة من نوعها في المناطق الشمالية من قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر من العام الماضي، تتوالى نداءات الاستغاثة التي تصلني من جباليا، مسقط رأسي الذي كنت أعيش فيه قبل مغادرتي لغزة.
ومن بينها رسالة وصلتني من صديق لي يُدعى محمد النجار، روى فيها كيف فشل في تهدئة روع أطفاله، بعدما أصابتهم أصوات الانفجارات القوية المحيطة بهم بالرعب، نظرا لأنه هو نفسه أصيب بالخوف والهلع، بعدما سقطت بعض القذائف أسفل المنزل.
وحالت هذه النوبة من الخوف دون أن يتمكن حتى من تفقد منزله، للتعرف على ما لحق به من أضرار.
ولا يختلف ما يقوله باقي السكان، ممن ينشرون استغاثاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الإعلام المحلية في غزة، عما استمعت له من صديقي.
فهم يقولون إنهم يعيشون حاليا، ما وصفوه بـ "أهوال يوم القيامة"، جراء القصف الجوي والمدفعي، وذلك الذي تشنه الزوارق الحربية، بجانب إطلاق النار من الدبابات خلال تقدمها في أحياء المنطقة، ما أثار حالة من الرعب والخوف الشديديْن في صفوف من تبقى من سكان شمال غزة.
ويطالب هؤلاء السكان العالم، بالعمل على تأمين ممرات آمنة لهم، للخروج بسلام من جباليا، قائلين إن الجيش الإسرائيلي يطالبهم بالإخلاء الفوري، ويقوم في الوقت ذاته، بإطلاق النار على كل من يخرج من المنطقة على حد تعبيرهم، بل ويشيرون مثلا إلى أن عشرة نازحين قُتِلوا مؤخرا برصاص طائرات مُسيَّرة، أثناء محاولتهم الخروج من مخيم جباليا.
وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام العربية، في تغريدة على موقع إكس مخاطبا سكان جباليا تحديدا إن عليهم مغادرة منازلهم والمآوي التي يتواجدون فيها فورا، موضحا أن "العمل توقف مؤقتا لكن النيران ستستأنف من جديد قريبا".
ودعا أدرعي السكان إلى التحرك عبر شارع "الترنس" إلى شارع صلاح الدين فقط والانتقال جنوبا، قائلا إن "التحرك جنوبا في محور آخر قد يعرضكم للخطر. هذه فرصتكم".
ويقول الجيش الإسرائيلي إن تطويق قواته لجباليا، يأتي بعد تقييم أفاد بأن حركة حماس تعيد بناء قدراتها هناك. ويشير إلى أن سلاح الجو التابع له يضرب عشرات "الأهداف العسكرية" في هذه المدينة، من أجل مساعدة القوات البرية العاملة هناك.
وفي سياق حديثه عن هذه العمليات، يقول الجيش الإسرائيلي إن هناك معلومات استخباراتية تفيد بـ "وجود إرهابيين وبنى إرهابية في المنطقة، إلى جانب محاولات لترميم بنى إرهابية من قبل حماس".
الإمدادات وانتشال القتلى
ومن جهته، يتهم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، الجيش الإسرائيلي بفرض "حصار مطبق" على شمال قطاع غزة، ما يعزله عن مدينة غزة بشكل كامل.
ويقول إن الجيش يمنع منذ أيام دخول الإمدادات الأساسية للمناطق الشمالية، ما يهدد – كما يشير الجهاز - حياة الفلسطينيين الموجودين هناك.
وبحسب الدفاع المدني الفلسطيني، لا تزال عشرات الجثث ملقاة في الطرقات شمالي القطاع، دون أن يتم انتشالها "بسبب القصف الإسرائيلي المستمر والعنيف".
ويتهم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني الجيش الإسرائيلي كذلك، بتدمير البنية التحتية في جباليا، ما يجعل التنقل عبر أنحائها أمرا شبه مستحيل، محذرا في الوقت ذاته من أن ما وصفه بـ "إجبار" المستشفيات في شمالي القطاع على إجلاء من فيها سوف يتسبب في انهيار كامل للنظام الصحي، ما يفاقم معاناة الفلسطينيين الموجودين في هذه المنطقة.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد قالت، قبل أيام، إن القوات الإسرائيلية تحاصر المستشفيات الرئيسية الثلاثة، في محافظة شمال قطاع غزة، وهي "كمال عدوان" و"الإندونيسي" و"العودة"، وتطالب بإخلائها فورا، لا سيما مستشفى "كمال عدوان".
وقال مدير هذا المستشفى، حسام أبو صفية، إنه تلقي ما وصفه بـ "اتصال وتهديد مباشر" من ضابط في الجيش الإسرائيلي، طالبه فيه بالخروج مع كل الموجودين في تلك المنشأة الطبية "وإلا فإنهم يعرضون حياتهم للخطر"، على حد تعبير أبو صفية.
موجات النزوح تتواصل
خلال الأيام الأولى للعملية العسكرية الإسرائيلية الحالية في شمالي قطاع غزة، نزح آلاف السكان وتفرقوا في مناطق القطاع الأخرى. لكنّ آلافا آخرين، لا يزالون داخل بيوتهم أو ما تبقى منها، رغم توجيه الجيش الإسرائيلي نداءات لهم لمطالبتهم بالمغادرة، سواء عبر منشورات تلقيها الطائرات، أو من خلال رسائل مسجلة موجهة عبر الهواتف.
وأولئك السكان يقولون إنهم لا يؤمنون بوجود أي مكان آمن في القطاع، ويتشككون أيضا في مصداقية ما يعلنه الجيش، عن وجود "ممرات آمنة" تكفل لهم الخروج بسلام، مشيرين إلى أن الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية، تسيطر على غالبية مفترقات الطرق الرئيسية.
كما يقول سكان متبقون في محافظة شمال غزة، إن طائرات الاستطلاع، التي تُعرف بـ "الكواد كابتر"، تطلق النار على كل من يتحرك في مناطق تلك المحافظة، وسط قصف لا يتوقف من الجو والبر، بحسب تعبيرهم.
وفي منشور عبر منصة "إكس" قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن "ما لا يقل عن 400 ألف شخص محاصرون" في شمال قطاع غزة، معتبرا أن "أوامر الإخلاء الإسرائيلية تجبر الناس على الفرار مرارا وتكرارا، خصوصا من مخيم جباليا".
وأضاف لازاريني في تدوينته، أن عددا كبيرا من الفلسطينيين يرفضون الإخلاء، "لأنهم يعرفون جيدا أن لا مكان آمن في قطاع غزة".
كما أشار إلى أن تواصل القصف الإسرائيلي يهدد تنفيذ المرحلة الثانية، من حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال بقطاع غزة، وهي الحملة التي كانت مرحلتها الأولى قد نُفِذَت في وسط القطاع، في مطلع سبتمبر/أيلول الماضي.
"خطة الجنرالات"
تثير العمليات العسكرية الإسرائيلية الحالية في شمالي قطاع غزة تساؤلات، حول ما إذا كانت تمثل بداية فعلية لتنفيذ ما يُعرف بـ "خطة الجنرالات" في هذه المنطقة، عبر إجبار سكانها على مغادرتها.
وتستهدف الخطة، التي قدمها جنرالات سابقون في الجيش الإسرائيلي على رأسهم الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، السعي للقضاء بشكل كامل على أي وجود لحركة حماس شمالي القطاع، من خلال إفراغ هذه المنطقة تماما من سكانها.
وتتحدث الخطة، وفقا لما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، عن تحويل شمالي قطاع غزة إلى "منطقة عسكرية مغلقة"، ومنع دخول المساعدات الإنسانية إليها بعد إجلاء السكان منها.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد قالت، في وقت سابق، إن نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت صدَّقا على دراسة العمليات، التي يمكن تنفيذها في شمالي غزة على أساس هذه الخطة.
ونُقِلَ عن رئيس الحكومة الإسرائيلية قوله، خلال جلسة مغلقة في الكنيست عُقِدَت قبل أسابيع، إنه يدرس تلك الخطة واصفا إياها بـ "المنطقية".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العدو الإسرائيلي: نستعد لحرب واسعة ومتعددة الجبهات!
العدو الإسرائيلي: نستعد لحرب واسعة ومتعددة الجبهات!

المدى

timeمنذ 10 ساعات

  • المدى

العدو الإسرائيلي: نستعد لحرب واسعة ومتعددة الجبهات!

أنهت هيئة الأركان العامة لجيش العدو الإسرائيلي تمرينا واسعا يحاكي شن حرب متعددة الجبهات، في حال فشل المفاوضات الأمريكية مع إيران حول الملف النووي. وفي أعقاب تقرير شبكة CNN حول استعداد إسرائيل المحتمل لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، كثف الجيش الإسرائيلي استعداداته لسيناريو حرب متعددة الجبهات. ووفق بيان صادر عن الجيش مساء الجمعة، جرى استكمال مناورة لهيئة الأركان العامة، شملت تدريبات على استمرارية العمليات في الجبهة الداخلية، والعمليات الدفاعية، والحفاظ على جاهزية المكونات الحيوية للنشاط العسكري. تأتي هذه التحركات وسط تجدد المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، رغم الشكوك العميقة التي يبديها الطرفان إزاء فرص التوصل إلى اتفاق نووي جديد. وقد اختتمت اليوم الجولة الخامسة من هذه المحادثات، التي استضافتها سلطنة عمان. وفي ختام الجولة، صرح وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي عبر منصة 'إكس' بأنه 'تم تحقيق بعض التقدم، لكنه ليس نهائيا'. أما نظيره الإيراني عباس عراقجي، فوصف المفاوضات بأنها 'معقدة'، مؤكدا أن لدى سلطنة عمان 'أفكارا مختلفة' لكسر الجمود، داعيا في الوقت نفسه إلى استمرار الحوار. في المقابل، عبر مسؤولون إيرانيون عن شكوكهم في النوايا الأميركية، وقالوا لـCNN إن مطالبة واشنطن بتفكيك برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني بالكامل ستقوض فرص التوصل إلى اتفاق. وأكد مصدر مقرب من فريق التفاوض الإيراني لوكالة رويترز أن 'المحادثات ستستمر، على أن يتم تحديد الزمان والمكان من قبل سلطنة عمان'. من جانبه، هاجم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي التهديدات الإسرائيلية، محذرا من أن طهران 'ستتخذ إجراءات خاصة' لحماية منشآتها النووية. وأوضح في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أن الولايات المتحدة 'ستتحمل المسؤولية القانونية' في حال تنفيذ إسرائيل هجوما على إيران. وكتب عبر منصة إكس: 'التهديدات الإسرائيلية ليست جديدة، لكن التسريبات الأخيرة التي نقلت عن مصادر أميركية تكشف خططا لهجوم على إيران، تتطلب إدانة شديدة من مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية'. وفي سياق متصل، أبدى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تشاؤمه إزاء المفاوضات، منتقدا ما وصفه بـ'المطالب الفاحشة' للولايات المتحدة. وقال: 'لا أحد في إيران ينتظر موافقة الأميركيين على تخصيب اليورانيوم… لن نقبل بأي طلبات أميركية أو أوروبية بوقف التخصيب'. وأضاف: 'لا أعتقد أن هذه المحادثات ستؤدي إلى نتيجة'. وفي تل أبيب، أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن التمرين العسكري الأخير، والذي أُطلق عليه اسم 'باراك تامير'، جاء لمحاكاة سيناريوهات حرب متعددة المسارح، بهدف 'تحسين التنسيق بين الأذرع المختلفة للجيش في حالات الطوارئ، وتعزيز سرعة وكفاءة الاستجابة الميدانية للأحداث المتفجرة'.

'مؤسسة غزة الإنسانية': مشروع لإنهاء الأونروا وتفكيك نظام الإغاثة القائم
'مؤسسة غزة الإنسانية': مشروع لإنهاء الأونروا وتفكيك نظام الإغاثة القائم

الوطن الخليجية

timeمنذ 13 ساعات

  • الوطن الخليجية

'مؤسسة غزة الإنسانية': مشروع لإنهاء الأونروا وتفكيك نظام الإغاثة القائم

رويترز- تستعد 'مؤسسة غزة الإنسانية'، منظمة غير حكومية حديثة النشأة، ومدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، لتولّي مهمة إيصال المساعدات إلى قطاع غزة، في إطار خطة تقضي بخصخصة عمليات الإغاثة لأول مرة. أعلنت إسرائيل عزمها تنفيذ مقترح، تدعمه الولايات المتحدة، لإجراء تغيير جذري في طريقة إيصال المساعدات إلى غزة. وقد يؤدي هذا المقترح، المثير للجدل، إلى إنهاء دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة المحاصر. وتقترح الخطة، التي تحمل رسميًّا اسم 'مؤسسة غزة الإنسانية'، وهي منظمة جديدة مسجّلة في جنيف – إحداث تغيير شامل في آلية إيصال المساعدات، من خلال إنشاء مراكز إنسانية في جنوب غزة، تتولى إدارتها وتأمينها شركات خاصة، وعناصر أمنية ذات خلفيات عسكرية، يُرجَّح أن تكون من الولايات المتحدة. وبذلك، تتجاوز هذه الخطة عمليًّا النظام الراسخ لتقديم المساعدات، الذي أنشأته الأونروا، وحافظت عليه على مدار عقود. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب الحصار الشامل الذي فرضته إسرائيل على دخول المساعدات إلى غزة، إثر انهيار الهدنة المؤقتة مع حركة حماس الفلسطينية المسلحة. فمنذ 2 مارس، فُرضت قيود صارمة على إيصال الإمدادات الإنسانية، قبل أن تستأنف إسرائيل عملياتها العسكرية في كامل القطاع، يومي 17 و18 مارس. وفي الأسبوع الماضي، حذّرت شخصيات مسؤولة في الأمم المتحدة، ومنظمات غير حكومية من خطر مجاعة وشيكة. وفي الأسبوع الماضي، وافق بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، على السماح بإيصال مساعدات محدودة إلى غزّة، استجابةً لضغوط متزايدة من حلفائه. لكنّه، في الوقت نفسه، تعهّد بالسيطرة الكاملة على قطاع غزة، بهدف القضاء نهائيًا على حركة حماس. وقد قوبلت هذه التصريحات بإدانة سريعة، في بيان مشترك أصدرته كلّ من المملكة المتحدة، وفرنسا، وكندا. الخطاب المناهض للأونروا منذ 7 أكتوبر 2023، عندما شنّت حركة حماس هجومًا مفاجئًا في جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1،200 شخص، صعّد نتنياهو، وحكومته اليمينية، الخطاب المناهض للأونروا. وفي 28 أكتوبر 2024، أقرّ الكنيست الإسرائيلي، السلطة التشريعية للنظام السياسي في تل أبيب، مشروعي قانونيْن يحظران فعليًّا عمل وكالة أونروا في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي الوقت نفسه، علّقت جهات مانحة رئيسية، من بينها الولايات المتحدة والسويد، تمويل الوكالة، ما أدخلها في أزمة مالية خانقة فاقمت من حدّة الكارثة الإنسانية في غزة. وتقول آنّ عرفان، مُحاضِرة في كلية لندن الجامعية ومؤلفة كتاب اللجوء والمقاومة: الشعب الفلسطيني والنظام الدولي للجوء (باللغة الإنجليزية): 'لقد اتضح منذ فترة أن إسرائيل لا تريد وجود الأونروا على الساحة إطلاقًا'. وأضافت أنّ هذا المقترح 'ينسجم مع النهج الذي تسير عليه إسرائيل'، الذي يهدف إلى إنشاء آلية بديلة لإيصال المساعدات في قطاع غزّة، تستبعد الأونروا بالكامل، سواء عبر وكالات أمميّة أخرى، مثل برنامج الأغذية العالمي، أو من خلال شركات خاصّة، وجهات متعاقدة. وبحسب المقترح، تطرح 'مؤسسة غزة الإنسانية' نهجًا جديدًا لتقديم المساعدات الإنسانية، يستند إلى البراغماتية، والرقابة، والريادة. وتهدف إلى إيصال المساعدات الأساسية 'بشكل آمن'، مع الاستعانة ببعض من 'أكثر شركات التدقيق المالي ومكاتب المحاماة احترامًا وشهرة في العالم' لضمان الشفافية. كما تعهّدت المؤسسة بـ'التقيّد الصارم' بالمبادئ الإنسانية. وجاء في نص المقترح أيضًا أن 'الحصول على المساعدات لن يخضع لأي معايير للأهلية'. غير أن نتنياهو ناقض في خطاب ألقاه مؤخرًا هذا الاقتراح بإعلانه أن المساعدات ستقدم للفلسطينيين فقط في حال 'لم يعودوا إلى المناطق التي قدموا منها'. وبحسب المقترح، ستبدأ مؤسّسة غزّة الإنسانية، في المرحلة الأوّلية، بإنشاء أربعة مواقع توزيع آمنة و قابلة للتوسيع، بحيث يُتيح كلّ موقع إمكانية الوصول إلى الغذاء، والمياه، و'الإمدادات الضرورية الأخرى'، لـنحو 300 ألف شخص. وبعد هذه المرحلة الأوّلية، يمكن توسيع نطاق العملية للوصول إلى مليوني شخص في غزّة. ولا يقدّم المقترح تفاصيل واضحة حول كيفية عمل المؤسّسة ميدانيًا، أو مصدر تمويل عملياتها الشاملة. أمَّا على المستوى التنفيذي، فيُفترض أن تتولّى إدارتها 'شركات تشغيل، وكيانات ائتمانية متمرّسة في إدارة الأزمات'. ونشر موقع 'Ynetnews' الإخباري الإسرائيلي، يوم الاثنين، صورًا تُظهر عناصر 'مسلّحين يرتدون سترات واقية'، يُقال إنّهم 'محاربون قدامى في القوات الخاصّة الأمريكية'، وهم موجودون بالفعل في غزّة، ويستعدّون لتوزيع المساعدات فور بدء عمل المؤسّسة، المتوقّع بعد 24 مايو. وحتى ذلك الحين، ستُنفّذ عمليات إيصال المساعدات المحدودة وفق 'النموذج القديم للتوزيع'، بحسب ما ورد في التقرير. ووفقًا لما ذكره مايك هوكابي، السفير الأمريكي لدى إسرائيل، لن تكون مؤسّسة غزة الإنسانية عملية تابعة للجيش الإسرائيلي. وصرَّح هوكابي في مؤتمر صحفي موجز، عقد بالقدس في 9 مايو: 'لن يكون الجيش الإسرائيلي طرفًا في عملية التوزيع'. لكنه أضاف أنّ 'الجيش الإسرائيلي سيشارك في تأمين المحيط'. وعندما سأله أحد الصحفيين عن كيفية تمويل الخطة، وعن موعد تنفيذها في غزة، أجاب هوكابي: 'لا أدري ولا أدري'. وفي مؤتمر صحفي موجز آخر، عقد في 11 مايو، قال جدعون ساعر، وزير الخارجية الإسرائيلي، إنّ إسرائيل 'تؤيّد الخطّة تأييدًا كاملًا'، التي من شأنها منع حماس من سرقة الإمدادات الإنسانية، وهو ادعاء تنفيه حماس، و'تسمح بتدفّق المساعدات وفقًا للقانون الإنساني الدولي ومبادئه'. وأضاف ساعر أن إسرائيل ستتعاون مع الدول، والمنظمات غير الحكومية لتنفيذ الخطّة. ومنذ البداية، أعربت قيادات الأمم المتّحدة وعدد من المنظمات الإنسانية عن رفضها الشديد لهذه المؤسسة، معتبرة أنّ 'مؤسّسة غزّة الإنسانية' لا تلتزم، في جوهرها، بالمبادئ الإنسانية الأساسية. وقال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، لوفد صحفي في 8 أبريل: 'دعوني أكون واضحًا، لن نشارك في أيّ ترتيب لا يحترم بالكامل المبادئ الإنسانية؛ الإنسانية، وعدم التحيّز، والاستقلالية، والحياد'. وبعد أسابيع، نشر فريق العمل الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة، وهو تحالف يضمّ منظّمات تُعنى بتسهيل إيصال المساعدات، بيانًا وصف فيه الخطّة بأنها 'خطيرة'، واعتبرها جزءًا من 'استراتيجية عسكرية' إسرائيلية تتعارض مع المبادئ الإنسانية، وتبدو 'مصمّمة لتعزيز السيطرة'، والدفع نحو المزيد من 'التهجير القسري'. وفي 13 مايو، شنّ توم فليتشر، منسّق الإغاثة الطارئة في الأمم المتّحدة، خلال كلمته أمام مجلس الأمن في نيويورك، هجومًا حادًّا على هذا المقترح، واصفًا إيّاه بأنه 'عرض جانبي ساخر'، و'إلهاء متعمَّد'، و'مجرّد ورقة تين لتغطية المزيد من العنف والتهجير' بحق الشعب الفلسطيني في القطاع المحاصر. وفي الجلسة نفسها، وصفت دوروثي شيا، رئيسة البعثة الأمريكية لدى الأمم المتّحدة، مؤسّسة غزّة الإنسانية بأنّها 'حلّ حقيقي يضمن وصول المساعدات إلى شريحة المدنيين والمدنيات المستحِقة لهذه المساعدات، وليس إلى حماس'. وردّت على منتقدي المقترح قائلة: 'ليس هناك من موقف أخلاقي يستدعي معارضة هذه الخطّة'. وتأسّست الأونروا عام 1949 بموجب قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي تقدّم خدمات الإغاثة، والتعليم، والرعاية الصحية للفلسطينيين والفلسطينيات، الذين أصبحوا لاجئين بعد الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1948، والمعروفة أيضًا باسم 'النكبة'. وتشمل مناطق عمل الوكالة؛ غزّة والضفّة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، إلى جانب الأردن، ولبنان، وسوريا. ووفقًا لآن عرفان، فإنّ الحكومة الإسرائيلية، في البداية، 'تغاضت بصمت عن وجود الأونروا… رغم أنّها لم تكن راضية عنها'. وأضافت أنّ 'إسرائيل اعتبرت الأونروا خيارًا أفضل من بدائل أخرى عديدة… فعلى مدار الجزء الأكبر من تاريخها، أدركت المؤسّسة الأمنية الإسرائيلية بهدوء، أنّ الأونروا تقدم في الواقع خدمة لإسرائيل، لأنّ خدماتها تخفّض تكلفة الاحتلال'. رمز لالتزام الأمم المتحدة ويرى جلال الحسيني، الباحث المشارك في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى، أن تفكيك الوكالة الأممية القائمة منذ عقود له بُعدان: أحدهما تنظيمي، والآخر سياسي. وتمثّل الأونروا، على حد قوله، 'مكسبًا سياسيًّا للاجئين واللاجئات، بشكل عام'. وهي بمثابة رمز لالتزام الأمم المتحدة بالتنفيذ النهائي للقرار 194 و'تذكير بحقيقة أن هذه القضية لم تُحل بعد'. وكان القرار 194 قد صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1948، بعد الحرب العربية الإسرائيلية، عندما طُرد آلاف الفلسطينيين والفلسطينيات من ديارهم أو فرّوا منها. وقد دعا القرار إلى عودة اللاجئين واللاجئات 'في أقرب تاريخ ممكن عمليًّا'، بالإضافة إلى تعويض 'من يختار عدم العودة'. ويشير الحسيني إلى أن الأونروا كانت، في الأصل، حلًا مؤقتًا. ويضيف: 'كان من المتوقع إعادة إدماج اللاجئين واللاجئات خلال ثمانية أشهر، لكن سرعان ما تبيّن أن ذلك غير قابل للتحقيق، وطَموح أكثر من اللازم'. الكثير من إشارات الخطر ويرى يورغن ينسهاوغن، الأستاذ الباحث في معهد أبحاث السلام في أوسلو، أن النموذج الذي تمثّله 'مؤسّسة غزّة الإنسانية' في مجال المساعدات، يُجسّد تمامًا ما سبق أن حذّر منه. وقد قال لسويس إنفو إنّ 'التقويض النشط ونزع الشرعية عن الأونروا' هو ما مهّد الطريق لهذا التحوّل. ومن الجدير بالذكر أن ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأغذية العالمي، كان من بين الأسماء المرشّحة لعضوية المجلس الاستشاري للمؤسسة. إلا أنّ تعيينه لم يتأكّد بعد. ومن جانبه، قال بول شبيغل، مدير مركز الصحّة الإنسانية في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور: 'إنّ منظومة الأمم المتّحدة قائمة بالفعل، لاسيّما عبر الأونروا، وهي قادرة على توفير الغذاء، والماء، والمأوى… لكن يثير المسار الذي تسلكه الأمور قلقًا عميقًا […]، وهناك الكثير من علامات الخطر'. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان بإمكان 'مؤسّسة غزّة الإنسانية' العمل في غزّة دونَ دعم الأمم المتحدة، وغيرها من المنظّمات الإنسانية. وإذا تمكّنت المؤسّسة من تأمين التمويل والعقود التي تحتاجها للحصول على المساعدات وتوزيعها، فقد تضطرّ الأمم المتّحدة وشركاؤها إلى التعامل معها.

الاحتلال يعترض صاروخاً باليستياً في هجوم حوثي جديد
الاحتلال يعترض صاروخاً باليستياً في هجوم حوثي جديد

كويت نيوز

timeمنذ 17 ساعات

  • كويت نيوز

الاحتلال يعترض صاروخاً باليستياً في هجوم حوثي جديد

ودوت صافرات الإنذار في عدة مناطق في جميع أنحاء إسرائيل، حسبما ذكر الجيش الإسرائيلي على منصة التواصل الاجتماعي 'إكس'. وبحسب البيان، نجحت الدفاعات الجوية اعتراض صاروخ باليستي، أطلقه الحوثيون، المدعومون من إيران في اليمن. وقبل انطلاق صفارات الإنذار بحوالي دقيقة، أُصدر تحذير مبكر للسكان، لتنبيههم بالهجوم الصاروخي بعيد المدى، عبر إشعار فوري على هواتفهم. ولم ترد تقارير أولية عن وقوع إصابات أو أضرار. وتستهدف ميليشيا الحوثيين اليمنية، المدعومة من إيران، إسرائيل بانتظام منذ بدء الحرب على غزة، دعماً لحركة حماس الفلسطينية التي تحاربها إسرائيل في قطاع غزة. ومنذ 18 مارس الماضي عندما استأنف الجيش الإسرائيلي هجومه على حماس في قطاع غزة، أطلقت ميليشيا الحوثيين في اليمن 37 صاروخاً باليستياً، وما لا يقل عن 10 طائرات مسيّرة على إسرائيل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store