
لماذا باعت إيران غزة؟
اضافة اعلان
بعد حوالي أسبوعين من الضربات المتبادلة، تم الإعلان عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بين الكيان الصهيوني وإيران. يبدو الأمر جيدا، فليس من مصلحة أحد أن يستمر الصراع بين الطرفين، أو يتطور ويتوسع ليضم كيانات ودولا ومساحات جديدة. لكن بدا هذا الاتفاق، لكثير من المراقبين، منقوصا، ولآخرين، خيانة لدماء آلاف الشهداء، إذ لم يتطرق، أبدا، لما يحدث من مذابح وإبادة ومحاولات تهجير لسكان قطاع غزة، رغم إمكانية إدراج بند ما في الاتفاق يشير إلى ذلك.تل أبيب اختصرت الكلام حين صرح رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو أن "إسرائيل حققت كل أهداف الحرب"، فيما رد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن "الكيان الصهيوني عجز عن تحقيق أهداف عدوانه". وفي الوقت الذي "تبارى" فيه الطرفان بالتعهد بعدم خرق وقف إطلاق النار، وزاد بزشكيان على ذلك بتقديم استعداده "للحوار والدفاع عن حقوق الشعب الإيراني على طاولة المفاوضات"، ظلت غزة وحيدة، لم ينصفها أحد، خصوصا إيران التي "استثمرت" فيها بالخطاب الرنان، و"المعارك" الكلامية، التي أعلت من شأن دعم المقاومة وتحرير فلسطين وإزالة إسرائيل عن الخريطة، فملأت الفضاء ضجيجا وتباكيا منذ اندلاع أحداث السابع من أكتوبر، وحركت وكلاءها في المنطقة، بينما بقيت متفرجة، طالما أن النار بعيدة عنها، وطالما أن الدم المسموح هو دم عربي في غزة ولبنان والعراق واليمن، لكن حين طالتها النار، تخلت عن ذلك كله لمصلحة سلامتها.من حق الدول تجنيب أراضيها التدمير، خصوصا بواسطة كيان تم تأمينه بأكثر الأسلحة وحشية وفتكا. من حق طهران أن تفكر في سلامة أراضيها، وفي أمن مواطنيها، وبالتالي أن تعقد أي اتفاق، لكي تنهي أي خطر عليها، ما دامت تفكر في وجودها وشعبها. ولكن، أليس من واجبها أن تكون أمينة على الدم العربي الذي سفكته بألاعيبها وانتهازيتها ولعبها على العواطف، ومتاجرتها الصريحة بقضية فلسطين المقدسة؟!في مغامرتهما الأخيرة، وضعت إيران والاحتلال مستقبل المنطقة برمتها على كف عفريت، وتلاعبتا بمصير الشعوب وهما تستعرضان قوتيهما، فيما العالم يراقب برعب ما قد تسفر عنه هذه اللعبة المدمرة. في وضع كهذا، كان لزاما على الأردن رفض مقولات الأمر الواقع الذي فرضته المواجهة، وأن يواجه اختراق أجوائه بكل شجاعة، لكي يحمي أرضه وسماءه وشعبه، تماما كما سارت إيران نحو اتفاقها من منطلق حماية نفسها، وهو حق يجب ألا يتم التعامل معه بمعايير مزدوجة، وألا يتم "تقديس" السردية الإيرانية في مقابل "شيطنة" المواقف الأردنية المشرفة.لقد نادى الأردن على الدوام بضرورة إنهاء الحرب الظالمة على غزة، وظل مخلصا لمبادئه، ومتمسكا برأيه الذي ثبت حتى الآن صوابيته، وهو أنه لا نهاية للفوضى التي تعم المنطقة إلا من خلال بوابة القضية الفلسطينية وحلها عبر مفاوضات تفضي لحل الدولتين.الأردن، ورغم جميع التحديات الأخيرة، لم ينس غزة أبدا، بل حملها إلى جميع المنابر الدولية، وكشف عن الوجه القبيح للصهيونية، والجرائم التي ترتكب في القطاع، وهو بالتأكيد سيظل حاملا لصوتهم، من دون أي استعراض أو خطابة جوفاء أو متاجرة بدماء الشهداء. ومن الثابت أن إيران باعت غزة بالمجان في سبيل إخراج نفسها من الورطة التي دخلتها بإرادتها بسياساتها التوسعية التي تتوازى مع السياسات الإمبريالية التقليدية، بعد أن نجحت في السيطرة على أربع عواصم عربية، وتحلم بالعاصمة الخامسة، التي لم يخف قادتها العسكريون أنها ستكون عمان، قبل أن ينحسر نفوذها ويتكسر.لكن عمان ستظل عصية على ما يفكرون فيه، ونحن لن نكون ساذجين لكي نشتري خطابات الملالي بشعاراتها الرنانة التي تستجدي العواطف عن المقاومة والأحلاف المقدسة، وتحلم بإعادة إمبراطوريتها بدمائنا.بعد خيانة طهران للحلف الذي صنعته هي بيديها، ونادت به، ولقبته بـ"وحدة الساحات"، ودفعت الدم العربي في سبيله، من ذا الذي ما يزال قانعا بأن يشتري بضاعة طهران، سوى أصحاب الرؤوس المربعة!
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 22 دقائق
- رؤيا نيوز
استشهاد مسنة برصاص الاحتلال في مخيم شعفاط شمال القدس
استشهدت مسنة فلسطينية، فجر الأربعاء، برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام مخيم شعفاط شمال مدينة القدس. وأفادت محافظة القدس، باستشهاد المسنة زهية جودة العبيدي (66 عاما)، متأثرة بإصابتها برصاصة في الرأس أطلقها جنود الاحتلال خلال اقتحام مخيم شعفاط. وأضافت المحافظة، أن مخابرات الاحتلال استدعت زوج الشهيدة العبيدي للتحقيق.


رؤيا نيوز
منذ 22 دقائق
- رؤيا نيوز
ايران: إعدام 3 أشخاص بعد إدانتهم بالتخابر لصالح الموساد، وتهريب معدات تستخدم في الاغتيالات
كشفت تقارير صحفية إيرانية أن طهران اعتقلت 700 من المتعاملين مع إسرائيل، خلال 12 يوما هي فترة الحرب بين البلدين، وأعدمت 3 بتهمة التخابر لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد). وأفادت الوكالة أنه 'منذ بداية العدوان الإسرائيلي على إيران، كانت شبكة التجسس التابعة للنظام الصهيوني نشطة للغاية في البلاد، وتمكنت أجهزة الاستخبارات والأمن الإيرانية من اعتقال أكثر من 700 منهم خلال 12 يوما'. وأفادت أن معظم الاعتقالات كانت في محافظات كرمانشاه وأصفهان وخوزستان وفارس ولرستان على التوالي، بينما لم يتم حتى الآن الإعلان عن الإحصائيات الدقيقة لعدد الاعتقالات في محافظة طهران. ومن بين التهم المنسوبة إلى المعتقلين، توجيه ومراقبة طائرات صغيرة وطائرات مسيّرة انتحارية، وتصنيع قنابل محلية، وتصوير مراكز عسكرية حساسة، وإرسال معلومات للجيش الإسرائيلي. وتستند الإحصائيات إلى التقارير الرسمية التي نشرتها المؤسسات الأمنية والقضائية في إيران، ولا تشمل القضايا المتعلقة بالمواطنين الأجانب المحتجزين. وفي السياق ذاته، ذكرت وكالة أنباء 'ميزان' التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، أنه جرى الأربعاء إعدام 3 أشخاص بعد إدانتهم بالتخابر لصالح الموساد، وتهريب معدات تستخدم في الاغتيالات. وقالت السلطة القضائية في بيان: 'أُلقي القبض على إدريس علي، وآزاد شجاعي، ورسول أحمد رسول، الذين حاولوا استيراد معدات لتنفيذ عمليات اغتيال في البلاد، وقد حوكموا بتهمة التعامل مع الكيان الصهيوني ونُفذ الحكم بهم صباح اليوم (الأربعاء) وشُنقوا'.


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
مجلس الأمن الدولي يعقد مناقشته السنوية المفتوحة حول الأطفال والنزاعات المسلحة
يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم مناقشته السنوية المفتوحة حول الأطفال والنزاعات المسلحة. وستقدم الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة، فيرجينيا غامبا، التقرير السنوي للأمين العام حول الأطفال والنزاعات المسلحة الذي يغطي فترة العام الماضي ( 2024) كاملا . ويقدم التقرير معلومات عن ستة انتهاكات جسيمة ضد الأطفال في الحالات المدرجة على جدول أعمال الأطفال والنزاعات المسلحة، والتي تشمل 25 حالة دولية وترتيب رصد إقليمي واحد يغطي منطقة حوض بحيرة تشاد. والانتهاكات الستة الجسيمة، كما حددها مجلس الأمن، هي تجنيد الأطفال واستخدامهم؛ والقتل والتشويه؛ والاختطاف؛ والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي؛ والهجمات على المدارس والمستشفيات؛ ومنع وصول المساعدات الإنسانية. وباستثناء منع وصول المساعدات الإنسانية، فإن ارتكاب أي من الانتهاكات الخمسة الأخرى قد يؤدي إلى إدراج أي طرف في ملاحق التقرير السنوي، أو ما يسمى قائمة 'العار السوداء '. ويؤكد التقرير أن العنف ضد الأطفال في حالات النزاع المسلح وصل إلى 'مستويات غير مسبوقة' في عام 2024؛ حيث تحققت الأمم المتحدة من 41370 انتهاكا جسيما، منها 36221 انتهاكا في عام 2024 و5149 انتهاكا ارتكبت في وقت سابق ولكن تم التحقق منها في عام 2024. ويشير التقرير إلى أن هذا يمثل زيادة 'مذهلة' بنسبة 25 بالمئة مقارنة بفترة التقرير السابقة وأعلى رقم مسجل منذ إنشاء آلية الرصد والإبلاغ بشأن الانتهاكات ضد الأطفال في عام 2005. ويمثل هذا العام الثالث على التوالي الذي تم فيه توثيق زيادات حادة في الانتهاكات.