
كيف يتجاوز سكان قطر حرارة الصيف؟ مزيج من التكنولوجيا والتقاليد
يُظهر سكان دولة قطر قدرة كبيرة على التكيف مع الظروف المناخية القاسية في فصل الصيف، وذلك من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة، والتمسك بالتقاليد، واتباع أنماط حياة صحية، مما يجعل من البلاد وجهة صيفية مختلفة مرحة ومريحة.
قطر واحدة من أكثر الدول حرارة في العالم، حيث تتجاوز درجات الحرارة في فصل الصيف 50 درجة مئوية أحيانا. ومع ذلك، تمكن السكان المحليون والمقيمون في البلد من التكيف مع هذه الظروف المناخية القاسية، وتطوير أساليب مبتكرة للتغلب على الحرارة الشديدة.
وتتأثر الحياة اليومية بشكل كبير بالحرارة، مما يؤدي إلى تغييرات في أنماط العمل والترفيه، فخلال الصيف – الذي يبدأ في يونيو/حزيران ويستمر حتى نهاية أغسطس/آب – يفضل كثير من الناس القيام بأنشطتهم في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء، إذ تكون درجات الحرارة أكثر اعتدالا.
وتأتي التكنولوجيا الحديثة بين العوامل الرئيسية التي تساعد القطريين في التغلب على حرارة الصيف، إذ تُستخدم أنظمة التكييف المتطورة في المنازل والمكاتب، مما يضمن راحة السكان أثناء الحر. بالإضافة إلى ذلك، تم تطوير تقنيات جديدة لتحسين كفاءة الطاقة، مما يساعد على تقليل التكاليف المرتبطة بتشغيل أجهزة التكييف.
وتمثل السيارات المكيفة جزءا أساسيا من حياة الناس في قطر، فمعظم السيارات الجديدة تأتي مزودة بأنظمة تكييف هواء متقدمة، مما يتيح للسائقين والركاب التنقل براحة في درجات الحرارة المرتفعة، كما أن الطرق والميادين في قطر مزودة بأنظمة تهوية تساعد على تخفيف الحرارة في الأماكن العامة.
عوامل مؤثرة
تتأثر درجات الحرارة في قطر خلال فصل الصيف بعوامل متعددة تتفاعل مع بعضها، منها:
الموقع الجغرافي: تقع قطر في منطقة الخليج العربي، وذلك يجعلها عرضة لتيارات الهواء الحارة القادمة من الصحراء.
التضاريس: تتكون قطر بشكل رئيسي من السهول الرملية التي تؤدي إلى امتصاص الحرارة وزيادة درجة الحرارة خلال النهار.
الرطوبة: يُمكن أن تزيد الرطوبة من شعور الحرارة، فتجعل الأجواء خانقة وتزيد من خطر الإصابة بالجفاف.
التيارات الهوائية: الرياح القادمة من البحر يمكن أن تخفف من درجات الحرارة إلى حد ما، بينما الرياح الصحراوية تزيد من الحرارة.
التغير المناخي: التأثيرات العالمية الناتجة عن التغير المناخي يمكن أن تؤدي إلى زيادة درجات الحرارة بشكل عام، ومن ثم تؤثر على أنماط الطقس بالدولة.
الأنشطة البشرية: الأنشطة الصناعية والعمرانية قد تسهم في زيادة درجات الحرارة المحلية.
تأثير النباتات
تؤثر النباتات في قطر بشكل كبير على درجات الحرارة بطرق متنوعة، منها:
توفير الظل: تعمل الأشجار والنباتات على توفير الظل، فتساعد في تقليل حرارة الأسطح مثل الطرق والمباني، إذ يقلل الظل من امتصاص الحرارة ويقلل من درجات الحرارة المحيطة.
التبخر والنتح: تقوم النباتات بعملية التبخر والنتح، فتطلق الماء من أوراقها إلى الجو. هذه العملية تساعد في تبريد الهواء المحيط.
تحسين جودة الهواء: تعمل النباتات على تحسين جودة الهواء عن طريق امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين. الهواء النقي يمكن أن يكون أكثر برودة وأقل توترا، فيسهم في تخفيف الشعور بالحرارة.
توفير بيئات معيشية صحية: توفر المساحات الخضراء بيئات أكثر راحة للعيش، مما يشجع الناس على قضاء الوقت في الهواء الطلق، وبالتالي تقليل استخدام التكييف والحد من استهلاك الطاقة.
تحسين العزل الحراري: يمكن أن تسهم النباتات في تحسين العزل الحراري للمباني من خلال تقليل التعرض المباشر لأشعة الشمس، مما يساعد في الحفاظ على درجات الحرارة الداخلية أكثر اعتدالا.
زيادة الرطوبة: من خلال عملية النتح، تسهم النباتات في زيادة الرطوبة في الهواء، فيساعد ذلك في تخفيف الشعور بالحرارة، خاصة في المناطق ذات الرطوبة العالية. بشكل عام، تعتبر النباتات جزءا أساسيا من تصميم مدن قطر المستدامة، حيث تلعب دورا مهما في تقليل درجات الحرارة وتحسين جودة الحياة في المناطق الحضرية.
"قطر خضراء"
مشروع "قطر خضراء" هو مبادرة وطنية تهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية وزيادة المساحات الخضراء في دولة قطر. يركز المشروع على تحقيق رؤية قطر في تحسين جودة الحياة، من خلال إنشاء حدائق عامة ومتنزهات ومشاريع زراعية تهدف إلى دعم التنوع البيولوجي وتنمية البيئة الحضرية.
أهداف المشروع:
زيادة المساحات الخضراء: العمل على تطوير وزيادة المساحات الخضراء في المناطق الحضرية لتوفير بيئات أكثر صحة وراحة للسكان.
تعزيز الاستدامة: تبنّي ممارسات زراعية مستدامة تهدف إلى استخدام الموارد بشكل فعال وتقليل الأثر البيئي.
التوعية البيئية: نشر الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية البيئة ودورهم في الحفاظ عليها.
دعم التنوع البيولوجي: إنشاء بيئات ملائمة للحياة البرية من خلال زراعة نباتات محلية ودعم الأنواع المختلفة من الحيوانات والنباتات.
تحسين جودة الحياة: توفير مساحات للاسترخاء والنشاطات الاجتماعية والترفيهية، مما يسهم في تعزيز الصحة النفسية والجسدية للسكان.
يعد مشروع "قطر خضراء" جزءا من إستراتيجية أكبر تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتلبية احتياجات السكان مع الحفاظ على البيئة، وهو يتماشى مع رؤية قطر 2030 التي تسعى لبناء مجتمع متوازن ومستدام.
الثقافة في مواجهة الحر
رغم التقدم التكنولوجي، لا يزال التقليد يلعب دورا مهما في حياة القطريين خلال الصيف، إذ يرتدي كثير من الناس الملابس التقليدية الخفيفة، مثل "الثوب" و"العباءة"، التي تُصنع من أقمشة تسمح بمرور الهواء وتساعد على تبريد الجسم.
كذلك تعتبر المجالس العامة التي تعقد في المساء من العادات الاجتماعية المهمة في قطر، إذ يجتمع الأصدقاء والعائلة في هذه المجالس لتبادل الأحاديث والقصص، مما يوفر فرصة للتواصل الاجتماعي في أجواء مريحة.
الأنشطة الصيفية
رغم الحرارة الشديدة، يجد الناس في قطر طرقا ممتعة لقضاء أوقات فراغهم خلال الصيف. تُعد الرياضات المائية مثل السباحة وركوب الأمواج من الأنشطة الشائعة، حيث توفر الشواطئ والمنتجعات السياحية بيئة مثالية للاسترخاء.
وتقدم هيئة السياحة بالدوحة مجموعة متنوعة من الأنشطة الصيفية التي تهدف إلى جذب الزوار وتعزيز السياحة المحلية، ومنها:
إعلان
الفعاليات الثقافية: تنظيم عروض فنية وموسيقية في الأماكن العامة، مثل المراكز الثقافية والمتاحف.
المهرجانات: إقامة مهرجانات صيفية تشمل الطعام والتراث، وتتيح للزوار تجربة الأطباق المحلية والفنون التقليدية.
الأنشطة الرياضية: ورش عمل رياضية وفعاليات تنافسية، تتضمن رياضات مائية أو رياضات جماعية.
جولات سياحية: تنظيم جولات في المعالم السياحية الشهيرة مثل الكورنيش، وسوق واقف، والعديد من المعالم التاريخية.
الأنشطة العائلية: برامج ترفيهية للعائلات تشمل الألعاب ونشاطات للأطفال، وورش عمل تعليمية.
عروض التسوق: توفير عروض خاصة وتخفيضات في المراكز التجارية لجذب المتسوقين.
الرحلات البحرية: تنظيم رحلات بحرية قصيرة للمشاركة في الأنشطة البحرية مثل الغوص أو ركوب القوارب.
التغذية الصحية
تلعب التغذية الصحية دورًا كبيرًا في مساعدة الناس على التكيف مع الحرارة. يُفضل كثير من القطريين تناول الأطعمة الخفيفة والمرطبة، مثل الفواكه والخضراوات، التي تحتوي على نسبة عالية من الماء. كما أن شرب السوائل بكميات كافية يعد أمرا ضروريا للحفاظ على الرطوبة وتجنب الجفاف.
من المهم خلال فصل الصيف في قطر اختيار الأطعمة التي تسهم في الحفاظ على الصحة والطاقة، وتجنب الأطعمة الثقيلة أو الدهنية التي قد تؤدي إلى الشعور بالكسل، وهذه بعض الأفكار:
السلطات الطازجة: تتوفر مجموعة متنوعة من السلطات التي تحتوي على خضراوات طازجة مثل الخيار، والطماطم، والفلفل، والجرجير، مما يوفر الترطيب والفيتامينات.
الفاكهة الموسمية: تناول فواكه مثل البطيخ، والشمام، والمانجو، التي تعتبر منعشة ومغذية، وتعوض الجسم عن السوائل المفقودة بسبب الحرارة.
الأطعمة المشوية: يفضل اختيار الأطعمة المشوية مثل الدجاج والأسماك التي تحتوي على البروتين، بدلًا من الأطعمة المقلية.
الأطباق التقليدية الصحية: مثل "المكبوس" باستخدام الأرز البني، أو "الشوربة" التي تحتوي على الخضار والبقوليات.
العصائر الطبيعية: تناول عصائر طبيعية من الفواكه والخضراوات، مثل عصير الليمون بالنعناع، أو عصير الجزر، مما يساعد على الترطيب.
وجبات خفيفة صحية: يمكن اختيار المكسرات النيئة، أو الزبادي مع الفواكه كوجبات خفيفة صحية ومغذية.
مراكز الطعام الصحي: تزايدت في قطر مراكز الطعام الصحي والمطاعم التي تقدم خيارات نباتية أو عضوية، مما يسهل العثور على خيارات صحية.
الإكثار من شرب الماء والسوائل، مثل الشاي الأخضر أو العصائر المخففة، للحفاظ على مستوى الترطيب في الجسم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 3 أيام
- الجزيرة
كيف يتجاوز سكان قطر حرارة الصيف؟ مزيج من التكنولوجيا والتقاليد
يُظهر سكان دولة قطر قدرة كبيرة على التكيف مع الظروف المناخية القاسية في فصل الصيف، وذلك من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة، والتمسك بالتقاليد، واتباع أنماط حياة صحية، مما يجعل من البلاد وجهة صيفية مختلفة مرحة ومريحة. قطر واحدة من أكثر الدول حرارة في العالم، حيث تتجاوز درجات الحرارة في فصل الصيف 50 درجة مئوية أحيانا. ومع ذلك، تمكن السكان المحليون والمقيمون في البلد من التكيف مع هذه الظروف المناخية القاسية، وتطوير أساليب مبتكرة للتغلب على الحرارة الشديدة. وتتأثر الحياة اليومية بشكل كبير بالحرارة، مما يؤدي إلى تغييرات في أنماط العمل والترفيه، فخلال الصيف – الذي يبدأ في يونيو/حزيران ويستمر حتى نهاية أغسطس/آب – يفضل كثير من الناس القيام بأنشطتهم في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء، إذ تكون درجات الحرارة أكثر اعتدالا. وتأتي التكنولوجيا الحديثة بين العوامل الرئيسية التي تساعد القطريين في التغلب على حرارة الصيف، إذ تُستخدم أنظمة التكييف المتطورة في المنازل والمكاتب، مما يضمن راحة السكان أثناء الحر. بالإضافة إلى ذلك، تم تطوير تقنيات جديدة لتحسين كفاءة الطاقة، مما يساعد على تقليل التكاليف المرتبطة بتشغيل أجهزة التكييف. وتمثل السيارات المكيفة جزءا أساسيا من حياة الناس في قطر، فمعظم السيارات الجديدة تأتي مزودة بأنظمة تكييف هواء متقدمة، مما يتيح للسائقين والركاب التنقل براحة في درجات الحرارة المرتفعة، كما أن الطرق والميادين في قطر مزودة بأنظمة تهوية تساعد على تخفيف الحرارة في الأماكن العامة. عوامل مؤثرة تتأثر درجات الحرارة في قطر خلال فصل الصيف بعوامل متعددة تتفاعل مع بعضها، منها: الموقع الجغرافي: تقع قطر في منطقة الخليج العربي، وذلك يجعلها عرضة لتيارات الهواء الحارة القادمة من الصحراء. التضاريس: تتكون قطر بشكل رئيسي من السهول الرملية التي تؤدي إلى امتصاص الحرارة وزيادة درجة الحرارة خلال النهار. الرطوبة: يُمكن أن تزيد الرطوبة من شعور الحرارة، فتجعل الأجواء خانقة وتزيد من خطر الإصابة بالجفاف. التيارات الهوائية: الرياح القادمة من البحر يمكن أن تخفف من درجات الحرارة إلى حد ما، بينما الرياح الصحراوية تزيد من الحرارة. التغير المناخي: التأثيرات العالمية الناتجة عن التغير المناخي يمكن أن تؤدي إلى زيادة درجات الحرارة بشكل عام، ومن ثم تؤثر على أنماط الطقس بالدولة. الأنشطة البشرية: الأنشطة الصناعية والعمرانية قد تسهم في زيادة درجات الحرارة المحلية. تأثير النباتات تؤثر النباتات في قطر بشكل كبير على درجات الحرارة بطرق متنوعة، منها: توفير الظل: تعمل الأشجار والنباتات على توفير الظل، فتساعد في تقليل حرارة الأسطح مثل الطرق والمباني، إذ يقلل الظل من امتصاص الحرارة ويقلل من درجات الحرارة المحيطة. التبخر والنتح: تقوم النباتات بعملية التبخر والنتح، فتطلق الماء من أوراقها إلى الجو. هذه العملية تساعد في تبريد الهواء المحيط. تحسين جودة الهواء: تعمل النباتات على تحسين جودة الهواء عن طريق امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين. الهواء النقي يمكن أن يكون أكثر برودة وأقل توترا، فيسهم في تخفيف الشعور بالحرارة. توفير بيئات معيشية صحية: توفر المساحات الخضراء بيئات أكثر راحة للعيش، مما يشجع الناس على قضاء الوقت في الهواء الطلق، وبالتالي تقليل استخدام التكييف والحد من استهلاك الطاقة. تحسين العزل الحراري: يمكن أن تسهم النباتات في تحسين العزل الحراري للمباني من خلال تقليل التعرض المباشر لأشعة الشمس، مما يساعد في الحفاظ على درجات الحرارة الداخلية أكثر اعتدالا. زيادة الرطوبة: من خلال عملية النتح، تسهم النباتات في زيادة الرطوبة في الهواء، فيساعد ذلك في تخفيف الشعور بالحرارة، خاصة في المناطق ذات الرطوبة العالية. بشكل عام، تعتبر النباتات جزءا أساسيا من تصميم مدن قطر المستدامة، حيث تلعب دورا مهما في تقليل درجات الحرارة وتحسين جودة الحياة في المناطق الحضرية. "قطر خضراء" مشروع "قطر خضراء" هو مبادرة وطنية تهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية وزيادة المساحات الخضراء في دولة قطر. يركز المشروع على تحقيق رؤية قطر في تحسين جودة الحياة، من خلال إنشاء حدائق عامة ومتنزهات ومشاريع زراعية تهدف إلى دعم التنوع البيولوجي وتنمية البيئة الحضرية. أهداف المشروع: زيادة المساحات الخضراء: العمل على تطوير وزيادة المساحات الخضراء في المناطق الحضرية لتوفير بيئات أكثر صحة وراحة للسكان. تعزيز الاستدامة: تبنّي ممارسات زراعية مستدامة تهدف إلى استخدام الموارد بشكل فعال وتقليل الأثر البيئي. التوعية البيئية: نشر الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية البيئة ودورهم في الحفاظ عليها. دعم التنوع البيولوجي: إنشاء بيئات ملائمة للحياة البرية من خلال زراعة نباتات محلية ودعم الأنواع المختلفة من الحيوانات والنباتات. تحسين جودة الحياة: توفير مساحات للاسترخاء والنشاطات الاجتماعية والترفيهية، مما يسهم في تعزيز الصحة النفسية والجسدية للسكان. يعد مشروع "قطر خضراء" جزءا من إستراتيجية أكبر تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتلبية احتياجات السكان مع الحفاظ على البيئة، وهو يتماشى مع رؤية قطر 2030 التي تسعى لبناء مجتمع متوازن ومستدام. الثقافة في مواجهة الحر رغم التقدم التكنولوجي، لا يزال التقليد يلعب دورا مهما في حياة القطريين خلال الصيف، إذ يرتدي كثير من الناس الملابس التقليدية الخفيفة، مثل "الثوب" و"العباءة"، التي تُصنع من أقمشة تسمح بمرور الهواء وتساعد على تبريد الجسم. كذلك تعتبر المجالس العامة التي تعقد في المساء من العادات الاجتماعية المهمة في قطر، إذ يجتمع الأصدقاء والعائلة في هذه المجالس لتبادل الأحاديث والقصص، مما يوفر فرصة للتواصل الاجتماعي في أجواء مريحة. الأنشطة الصيفية رغم الحرارة الشديدة، يجد الناس في قطر طرقا ممتعة لقضاء أوقات فراغهم خلال الصيف. تُعد الرياضات المائية مثل السباحة وركوب الأمواج من الأنشطة الشائعة، حيث توفر الشواطئ والمنتجعات السياحية بيئة مثالية للاسترخاء. وتقدم هيئة السياحة بالدوحة مجموعة متنوعة من الأنشطة الصيفية التي تهدف إلى جذب الزوار وتعزيز السياحة المحلية، ومنها: إعلان الفعاليات الثقافية: تنظيم عروض فنية وموسيقية في الأماكن العامة، مثل المراكز الثقافية والمتاحف. المهرجانات: إقامة مهرجانات صيفية تشمل الطعام والتراث، وتتيح للزوار تجربة الأطباق المحلية والفنون التقليدية. الأنشطة الرياضية: ورش عمل رياضية وفعاليات تنافسية، تتضمن رياضات مائية أو رياضات جماعية. جولات سياحية: تنظيم جولات في المعالم السياحية الشهيرة مثل الكورنيش، وسوق واقف، والعديد من المعالم التاريخية. الأنشطة العائلية: برامج ترفيهية للعائلات تشمل الألعاب ونشاطات للأطفال، وورش عمل تعليمية. عروض التسوق: توفير عروض خاصة وتخفيضات في المراكز التجارية لجذب المتسوقين. الرحلات البحرية: تنظيم رحلات بحرية قصيرة للمشاركة في الأنشطة البحرية مثل الغوص أو ركوب القوارب. التغذية الصحية تلعب التغذية الصحية دورًا كبيرًا في مساعدة الناس على التكيف مع الحرارة. يُفضل كثير من القطريين تناول الأطعمة الخفيفة والمرطبة، مثل الفواكه والخضراوات، التي تحتوي على نسبة عالية من الماء. كما أن شرب السوائل بكميات كافية يعد أمرا ضروريا للحفاظ على الرطوبة وتجنب الجفاف. من المهم خلال فصل الصيف في قطر اختيار الأطعمة التي تسهم في الحفاظ على الصحة والطاقة، وتجنب الأطعمة الثقيلة أو الدهنية التي قد تؤدي إلى الشعور بالكسل، وهذه بعض الأفكار: السلطات الطازجة: تتوفر مجموعة متنوعة من السلطات التي تحتوي على خضراوات طازجة مثل الخيار، والطماطم، والفلفل، والجرجير، مما يوفر الترطيب والفيتامينات. الفاكهة الموسمية: تناول فواكه مثل البطيخ، والشمام، والمانجو، التي تعتبر منعشة ومغذية، وتعوض الجسم عن السوائل المفقودة بسبب الحرارة. الأطعمة المشوية: يفضل اختيار الأطعمة المشوية مثل الدجاج والأسماك التي تحتوي على البروتين، بدلًا من الأطعمة المقلية. الأطباق التقليدية الصحية: مثل "المكبوس" باستخدام الأرز البني، أو "الشوربة" التي تحتوي على الخضار والبقوليات. العصائر الطبيعية: تناول عصائر طبيعية من الفواكه والخضراوات، مثل عصير الليمون بالنعناع، أو عصير الجزر، مما يساعد على الترطيب. وجبات خفيفة صحية: يمكن اختيار المكسرات النيئة، أو الزبادي مع الفواكه كوجبات خفيفة صحية ومغذية. مراكز الطعام الصحي: تزايدت في قطر مراكز الطعام الصحي والمطاعم التي تقدم خيارات نباتية أو عضوية، مما يسهل العثور على خيارات صحية. الإكثار من شرب الماء والسوائل، مثل الشاي الأخضر أو العصائر المخففة، للحفاظ على مستوى الترطيب في الجسم.


الجزيرة
١١-٠٥-٢٠٢٥
- الجزيرة
الحرائق الموسمية في سوريا.. متى تنتهي؟ وهل تزيد مستقبلا؟
واصل الدفاع المدني السوري إخماد الحرائق التي امتدت إلى مناطق واسعة في جبل التركمان بريف اللاذقية، الذي بدأ خلال الأسبوع الأول من مايو/أيار الحالي. وعادة ما تبدأ الحرائق الموسمية في سوريا في شهر مايو/أيار من كل عام، وقد تستمر لمدة تصل إلى 12 أو 15 أسبوعا، لكنها تأثرت هذا العام بالرياح وارتفاع درجات الحرارة، مما أسفر عن انفجار مخلفات الحرب والتي زادت من انتشار النيران، وسط صعوبات يواجهها الدفاع المدني لإخمادها، في ظل مساعدة تركية لإطفائها. الحرائق الموسمية وتعرف الحرائق الموسمية بأنها حرائق غابات تحدث بانتظام خلال أوقات محددة من السنة، وهي شائعة في المناطق التي تشهد مواسم جفاف وحارة خلال نمو النباتات، مما يُشكّل وقودًا للحرائق. وفي كثير من الأماكن، يجلب الصيف أو أواخر الربيع الحرارة وانخفاض الرطوبة، فيجفّ الغطاء النباتي ويصبح سريع الاشتعال. كما يساعد موسم الأمطار في وقت مبكر من العام النباتات على النمو بكثافة، ولكن عندما تموت هذه النباتات وتجف تصبح وقودًا مثاليا لحرائق الغابات. وغالبًا ما تؤدي الممارسات الزراعية (مثل حرق بقايا المحاصيل)، أو إشعال النيران في المخيمات، أو خطوط الكهرباء، أو حتى الحرق المتعمد، إلى اشتعال الحرائق خلال المواسم المعرضة للحرائق، كما يعدّ البرق محفّزا طبيعيا، خاصةً في العواصف الرعدية الجافة. تظهر الحرائق الموسمية بوضوح في بعض دول البحر الأبيض المتوسط (مثل سوريا واليونان)، وكذلك كاليفورنيا (بالولايات المتحدة الأميركية)، حيث تبلغ الحرائق ذروتها في أواخر الصيف وحتى الخريف، وتتفاقم بفعل الرياح الجافة. وتشهد أستراليا موسم حرائق الغابات خلال فصل الصيف من ديسمبر/كانون الأول إلى فبراير/شباط، أما غابات الأمازون فقد تعاني من الأمر في الفترة بين أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول، حيث تبلغ الحرائق ذروتها. الوضع السوري وبين عامي 2001 و2023، فقدت سوريا 17.4 ألف هكتار من الغطاء الشجري بسبب الحرائق، وتتركز الحرائق غالبا في المناطق الساحلية والزراعية، وتنتج عن مزيج من العوامل المناخية والبيئية والبشرية، فقد أصبح مناخ سوريا جافًا بشكل متزايد، مع ارتفاع درجات الحرارة وطول فترات الجفاف. تؤدي هذه الظروف إلى جفاف الغطاء النباتي، ويفاقم تغير المناخ هذا التوجهَ عاما بعد عام، مما يؤدي إلى حرائق غابات أكثر تواترًا وكثافة وشدة. وقد شهدت سوريا موجات جفاف شديدة بسبب التغير المناخي، فمثلا بين عامي 2006 و2010 واجهت البلاد أسوأ موجة جفاف في تاريخها المسجل، مما أدى إلى انهيار واسع في الإنتاج الزراعي، خاصة في مناطق مثل دير الزور والحسكة والرقة. ومنذ عام 2020، شهدت سوريا موجات جفاف شديدة، حيث أظهرت نتائج تقرير بحثي نشر عبر منصة "ورلد ويذر أتريبيوشن" أن هذه الموجات من الجفاف أصبحت أكثر احتمالا بمقدار 25 مرة بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان. وجد التقرير كذلك أنه لولا ارتفاع حرارة الأرض بمقدار 1.2 درجة مئوية نتيجة حرق الوقود الأحفوري لكان الجفاف، المصنف حاليًا على أنه "شديد" على مقياس مراقبة الجفاف، قد صُنف على أنه "ظروف طبيعية أو رطبة". النشاط البشري وتساهم الأنشطة البشرية، مثل إزالة الغابات والتوسع الزراعي وسوء إدارة الأراضي، بشكل كبير في أخطار حرائق الغابات، كما أدت الحرب التي استمرت حتى سقوط النظام وفرار رأسه بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى تدهور الموارد الطبيعية، مما زاد من قابلية التعرض للحرائق. وتستكشف الدراسة المعنونة بـ"الصراع والمناخ.. عوامل حرائق الغابات في سوريا في القرن الحادي والعشرين" والصادرة من جامعة ماريلاند الأميركية، كيف أسهم كلٌّ من تغير المناخ والحرب في زيادة حرائق الغابات في جميع أنحاء سوريا. ففي عام 2019، على سبيل المثال، شهدت سوريا هطول أمطار غزيرة تفوق المعدل المتوسط، مما أدى إلى نمو نباتي وفير. ورغم أن هذا الأمر بدا مفيدًا في البداية، فإن موسم الجفاف اللاحق حوّل هذا الغطاء النباتي إلى وقود للحرائق. ونتيجة لذلك، أثرت حرائق الغابات على 4.8% من مساحة الأراضي السورية في عام 2019، وهي زيادة كبيرة عن النسبة المعتادة البالغة 0.2%. وفي عام 2020، وحتى مع متوسط هطول الأمطار الطبيعي، استمرت حرائق الغابات، مما يشير إلى وجود عوامل أخرى غير المناخ تؤدي لاندلاع الحرائق، وأبرزها الحرب التي فاقمت الحرائق المدمرة للأراضي الزراعية، لا سيما في الشمال الشرقي، وهي منطقة حيوية لإنتاج الغذاء في سوريا. تتأكد تلك النتائج بدراسة نشرت في دورية "إنفيرونمنتال ريسيرش ليترز"، وتشير إلى أن مزيجا من العوامل المناخية، إلى جانب الحرب، كان السبب في جعل سوريا أكثر تأثرا بالحرائق الموسمية عاما بعد عام. حلول مطروحة مع بدء الاستقرار في البلاد، فإن ذلك يطرح فرصة لانخفاض شدة مواسم الحرائق مستقبلا، خاصة مع بدء تطوير خطط شاملة لإدارة الحرائق تجمع بين الوقاية والتأهب والإخماد والتعافي، ويُقدم المركز العالمي لإدارة الحرائق التابع لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) إرشادات لتنفيذ هذه الإستراتيجيات بفعالية. يمكن كذلك أن يمثل دمج الأشجار في النظم الزراعية (الزراعة الحراجية) حواجز طبيعية للحرائق ويقلل من أحمال الوقود ويعزز احتباس رطوبة التربة، مما يخفف من مخاطر الحرائق. وإلى جانب ذلك، يمكن أن يسهم تحسين إعادة زراعة النباتات المحلية واستعادة النظم البيئية المتدهورة في التنوّع البيولوجي والقدرة على مواجهة حرائق الغابات.


الجزيرة
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- الجزيرة
تحديات تواجه فرق الدفاع المدني في إخماد حرائق ريف اللاذقية
تواجه فرق الدفاع المدني السوري صعوبات كثيرة في السيطرة على الحرائق في أحراج ريف اللاذقية لليوم الثالث على التوالي بسبب تضاريس المنطقة، وعدم وجود خطوط جاهزة للحد من توسع الحريق، اقرأ المزيد المصدر : الجزيرة