
87 عاما على ميلاد مجيد طوبيا.. وهذه أبرز مؤلفاته
87 عاما مرت على ميلاد الأديب مجيد طوبيا، إذ ولد في 25 مارس لعام 1938، في محافظة المنيا بصعيد مصر، ليبدأ رحلة من الإبداع والتأثير الأدبي امتدت لعقود طويلة، وتتنوع أعماله بين القصة القصيرة والرواية والسيناريو والمسرح، وقد استطاع أن يترك بصمة واضحة في الأدب المصري والعالمي.
وحصل مجيد طوبيا على بكالوريوس الرياضة والتربية من كلية المعلمين بالقاهرة في عام 1960، ثم أكمل دراسته في مجال السينما حيث نال دبلوم معهد السيناريو في 1970، تلاه دبلوم الدراسات العليا في الإخراج السينمائي من معهد السينما بالقاهرة عام 1972.
بدايات مجيد طوبيا مع الأدب
كانت بداية مجيد طوبيا مع القراءة في سن مبكرة، حيث بدأت رحلته الأدبية بقراءة "موسوعة التاريخ" التي كتبها سليم حسن عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، ولم يقتصر شغفه بالقراءة على التاريخ، بل شمل أيضًا الأدب الغربي، حيث تأثر بأعمال "أرسين لوبين" و"شرلوك هولمز"؛ هذا الاهتمام المبكر بالأدب شجعه على الكتابة، وبدأ يكتب خواطره الخاصة التي كانت تترجم أحلامه وتصوراته عن العالم.
وعندما انتقل إلى القاهرة للدراسة في كلية التربية قسم الرياضيات، كانت لديه الفرصة للتوسع في قراءاته الأدبية، وبدأ يتعرف على كبار الأدباء المصريين والعرب مثل نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وطه حسين؛ هذه القراءة المكثفة هي التي شكلت خلفيته الأدبية وأثرت بشكل كبير على أعماله فيما بعد.
مجيد طوبيا.. من الأدب إلى السينما
خلال فترة دراسته في القاهرة، اكتشف طوبيا شغفه بالسينما، حيث كان يخصص وقتًا لمشاهدة ثلاثة أفلام أسبوعيًا، هذا الانغماس في عالم السينما أثّر على مسيرته الأدبية، مما دفعه لكتابة السيناريو والحوار لعدد من الأفلام والتمثيليات الإذاعية، فقد تحول هاجسه الإبداعي من الأدب المكتوب إلى التعبير من خلال الدراما والسينما، ليكتب أولى قصصه السينمائية التي تحولت فيما بعد إلى أعمال ناجحة مثل "أبناء الصمت".
إبداع طوبيا لم يكن محصورًا في الأدب فقط، فقد كانت لديه إسهامات كبيرة في السينما، حيث كتب العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية، مثل فيلم "أبناء الصمت" الذي أخرجه محمد راضي، وفيلم "حكاية من بلدنا" من إخراج حلمى حليم، كما أسهم في كتابة العديد من التمثيليات الإذاعية، مما جعله يحقق حضورًا لافتًا في مجال الدراما.
ويحظى طوبيا أيضًا باهتمام أكاديمي واسع، حيث تم تخصيص العديد من الدراسات والرسائل الأكاديمية حول أعماله الأدبية، ومن بين هذه الدراسات، نجد كتابات لكل من عبد القادر القط، سهير القلماوي، صلاح فضل، وغيرهم من كبار النقاد والباحثين، كما تمت مناقشة رسائل دكتوراه في جامعات مرموقة حول أعماله، مثل جامعة السوربون وجامعة إكس بروفانس وغيرها.
مؤلفات مجيد طوبيا
تعتبر مؤلفات مجيد طوبيا من أبرز الأعمال الأدبية في مصر والعالم العربي، إذ بدأ رحلته الأدبية مع مجموعته القصصية "فوستوك يصل إلى القمر" عام 1967، ثم تلتها العديد من الأعمال المتميزة، مثل "دوائر عدم الإمكان" و"الهؤلاء" و"الوليف"، بالإضافة إلى رواياته الشهيرة مثل "تغريبة بني حتحوت"، التي تحولت إلى عمل أدبي كامل، مما يعكس قدرة طوبيا على التلاعب بالأفكار والرمزية في أعماله.
تعددت موضوعات رواياته بين الخيال العلمي، الرومانسية، والدراما الاجتماعية، لكن ما يميز أعماله هو عمقها الفكري واهتمامه بالغوص في التناقضات الإنسانية، وأبرزها "تغريبة بني حتحوت إلى بلاد الشمال" و"تغريبة بني حتحوت إلى بلاد الجنوب"، اللتين تسلطان الضوء على قضايا الهجرة والاغتراب والتغير الاجتماعي.
مجيد طوبيا والمسرح
لم يقتصر إبداع طوبيا على الأدب فقط، بل دخل أيضًا مجال المسرح، حيث كتب عدة مسرحيات هزلية مثل "بنك الضحك الدولي" التي نُشرت عام 2001، وهذه المسرحيات تتسم بالسخرية والتهكم على الأوضاع الاجتماعية والسياسية، مما يعكس رؤية طوبيا النقدية للمجتمع.
جوائز حصدها مجيد طوبيا
تقديرًا لمساهماته الأدبية الكبيرة، حصل مجيد طوبيا على العديد من الجوائز والأوسمة، منها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عام 1979، وجائزة الدولة التشجيعية في الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية في نفس العام، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية للآداب في عام 2014، وهو ما يثبت مكانته الرفيعة في عالم الأدب المصري.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- الدستور
"قنطرة الذى كفر".. المعالجة السينمائية الأخيرة لـ"مجيد طوبيا" قبل رحيله (خاص)
قال الروائي فتحي سليمان، إن الأديب الراحل مجيد طوبيا (25 مارس 1938 - 7 أبريل 2022) أنتهى من معالجة سينمائية لرواية "قنطرة الذي كفر" وهي رواية كتبها الدكتور مصطفي مشرفة الأخ الأصغر لعالم الرياضيات الشهير والفيزيائى الكبير الدكتور على مصطفى مشرفة، في اربعينيات القرن الماضى. الأديب والسينمائي الراحل مجيد طوبيا فتحى سليمان: معالجة سينمائية بخط يد مجيد طوبيا لـ« قنطرة الذى كفر» وأوضح" سليمان" في تصريحات لـ"الدستور"، أنه يحتفظ بنسخة من المعالجة السينمائية بخط يد مجيد طوبيا لرواية مصطفي مشرفة؛ والتي أول رواية مصرية كتبت كاملة بالعامية المصرية وهى من أوائل الروايات العربية التى استخدمت ما سمى فى النقد الحديث تيار الوعى. الروائي فتحي سليمان قنطرة الذي كفر هي رواية عن ثورة 1919 كتبها الدكتور مصطفى مشرفة في الأربعينيات، صدرت في طبعة أولى محدودة في أول الستينات، وهي الرواية العربية الوحيدة لكاتبها، يعدها الكثير عملا رائدا، أول رواية مصرية كتبت كاملة بالعامية المصرية وهي من أوائل الروايات العربية التي استخدمت ما سمي في النقد الحديث تيار الوعي. سر تسمية الرواية «قنطرة الذى كفر» ويعود سر تسمية الرواية بهذا الاسم الغرائبي يعود للقنطرة التي كانت في درب الجماميز والموصلة لبيت«كفاريللي» أحد قادة الحملة الفرنسية، والذي قلب الشعب المصري اسمه إلى «اللي كفر»، وقد وظف مشرفة هذه الدلالة ليسحبها على بطل الرواية «عبد السلام قنطرة» الذي قبل أن يؤمن بمبادئ ثورة 1919 كان كافرًا بها. يذكر أن، مكتبة الأسرة والهيئة المصرية العامة للكتاب أعادت طباعة رواية «قنطرة الذي كفر» عام 2012. وتعد أبرز أعمال مجيد طوبيا في السينما كل من فيلم "أبناء الصمت" من إخراج محمد راضي، وفيلم "حكاية بلدنا" من إخراج حلمي حليم، وفيلم "قفص الحريم" من إخراج حسين كمال.


النبأ
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- النبأ
كريم أبو زيد لـ«النبأ»: مسلسل «أنا أنت.. أنت مش أنا» لذيذ وكوميدى
كشف الفنان كريم أبو زيد، المطرب والممثل، عن كواليس مشاركته للمرة الأولى في تجربة تأليف مسلسل «أنا أنت.. أنت مش أنا» للفنان معتصم النهار، والنجمة ميرنا نور الدين. وقال «أبو زيد» -في تصريحات خاصة لـ«النبأ»-، إن مسلسل «أنا أنت.. أنت مش أنا» هو أول أعماله في عالم التأليف. وأضاف: «سعيد جدا بهذه التجربة، خاصة أنني خريج معهد السينما قسم سيناريو وإخراج، فكرة المسلسل تدور حول العالم الافتراضي وأنه ممكن يساعد الإنسان في البداية ولكنه له المخاطر، ونرصد في العمل التوابع الخطيرة التي تنتج عن الذكاء الاصطناعي والعالم الافتراضي كونه يجعلك تفقد واقعك، فهو موضوع لذيذ وكوميدي وإننا عند تعاملنا مع التكنولوجيا يجب أن نتعامل معها بذكاء وحرص». واستكمل: «فكرة إنني أتجه للكتابة، هي تأتي عند انفعالي من شيء ما، وأنا دائما أحب أن أتطلع على كل ما هو جديد في التكنولوجيا، فبدأت شرارة الفكرة من هنا». وأوضح أن التصوير سينطلق في الفترة من منتصف شهر مايو المقبل أو مطلع شهر يونيو، مؤكدا أنه حتى الآن لم يتحدد موعد عرض المسلسل مرجحا عرضه عبر المنصات الجديدة وخارج السباق الرمضاني 2026. ورفض الحديث عن أزمات الفنان محمد رمضان المتكررة، ومنها ظهور في حفل بأمريكا بشكل غير لائق، وقال: أنا لا أحب أنا أتحدث عن محمد رمضان أو أي زميل آخر، أفضل دائما أن أتحدث عن أعمالي فقط. وأشار كريم أبو زيد، أنه يستعد لطرح عدد من الأغاني «السينجل» من إنتاجه الشخصي مع بداية فصل الصيف. ولفت إلى أنه لم يكن يتوقع أبدا ما حققته أغنية «لون شعرك» من نجاح كبير، معقبا: «عملت تريند قبل ما التريند يتعمل، وكسرت الدنيا أول ما نزلتها». وفي سياق آخر، قال كريم أبو زيد، إنه سعيد جدا بنجاح عدد من المسلسلات الرمضانية على رأسها «80 باكو» و«ولاد الشمس» و«لام شمسية». وأكد أنه تعلم من والده الكاتب الكبير محمود أبو زيد، الصدق في ما يقدمه من أعمال للجمهور. وأضاف: «علمني إزاي أقدم أعمال صادقة للناس، الواحد يقدم أعمال تترك ذكرى عطرة مثل والدي العبقري محمود أبو زيد، رحمة الله عليه، ترك لنا أعمالا هامة وذكرى عطرة، وعلم ينتفع به، والواحد يحاول وربنا يوفقنا». واستكمل: «والدي قال لي إن الفن عمره أطول من عمر صناعه فعليك أن تتعامل مع الفن بأنه رسالة تنفع بها المجتمع»، مشيرا إلى أنه معجب بتفكير والده لا سيما وأنه كان سابقا عصره.


بوابة الفجر
٢٥-٠٤-٢٠٢٥
- بوابة الفجر
علي بدرخان.. المخرج الذي قدّم السينما المصرية من منظور جديد
يُعتبر المخرج علي بدرخان من أبرز الأسماء التي تركت بصمة واضحة في السينما المصرية، بدأ مسيرته الفنية في ظل ظروف مهنية شديدة الخصوصية، ليرتقي ليصبح أحد أبرز المخرجين في تاريخ السينما العربية. طيلة سنواته الفنية، قدم العديد من الأفلام التي تناولت قضايا اجتماعية وسياسية، ونجح في التأثير بشكل كبير على الثقافة السينمائية المصرية. نشأته وتكوينه الفني وُلد علي بدرخان في 25 أبريل 1946 بالقاهرة، وهو ابن المخرج أحمد بدرخان، ما جعله ينشأ في بيئة فنية محفزة، ورغم حبه للبحرية، إلا أن تأثير والده دفعه لدراسة السينما في معهد السينما، ليبدأ حياته المهنية كمساعد مخرج في أفلام كبيرة مثل "أرض النفاق" و"العصفور"، ما ساعده في صقل مهاراته واكتساب خبرات واسعة. أبرز أعماله السينمائية تميزت أعماله بطابع اجتماعي نقدي قوي، حيث قدم مجموعة من الأفلام التي عكست الواقع المصري بأبعاد اجتماعية مختلفة. من أبرز أفلامه: • الكرنك (1975): فيلم يناقش الاضطهاد السياسي في فترة الخمسينات. • شفيقة ومتولي (1978): عمل يجسد العادات والتقاليد المصرية في إطار رومانسي. • الجوع (1986): أحد أفلامه التي ناقشت آلام الطبقات الاجتماعية الفقيرة. • الرغبة (2002): عمل فني مميز سلط الضوء على صراعات الإنسان مع نفسه. حياته الشخصية وزيجاته تزوج علي بدرخان من الفنانة سعاد حسني في عام 1969، حيث استمرت علاقتهما الزوجية لـ 11 عامًا، قدما خلالها أعمالًا ناجحة مثل "نادية"، ورغم انفصالهما في عام 1980، إلا أن الاحترام المتبادل ظل قائمًا بينهما حتى وفاتها، حيث كانت علاقة قائمة على التقدير المتبادل والاحترام المهني. تكريماته وجوائزه حظي علي بدرخان بالكثير من التكريمات طوال مسيرته الفنية، أبرزها جائزة النيل للفنون، التي تُعد أعلى تكريم في مصر، وذلك تقديرًا لإبداعاته التي استمرت أكثر من 50 عامًا في مجال السينما. هذه الجوائز تثبت قيمة إسهاماته السينمائية التي أثرت في كل الأجيال التي تعاقبت. تصريحاته وآراؤه الفنية كان علي بدرخان معروفًا برؤيته النقدية الثاقبة تجاه السينما، حيث كان يرفض التقليل من قيمة الأعمال الفنية والتمثيل الجاف، مُصرًا على أن الفن يتطلب مهارات خاصة وجدية في معالجته. كما كان يعارض تقليد الأعمال الأجنبية، مُؤكدًا على أهمية أن يعبر الفيلم المصري عن الواقع المحلي بأسلوبه الخاص.