logo
شاحنات مساعدات تدخل إلى قطاع غزة لأول مرة منذ مارس الماضي

شاحنات مساعدات تدخل إلى قطاع غزة لأول مرة منذ مارس الماضي

العربي الجديدمنذ 11 ساعات

وسط الحصار الإسرائيلي المشدّد على قطاع غزة منذ الثاني من مارس/ آذار الماضي، دخلت نحو 90 شاحنة إلى
القطاع
في اليومَين الأخيرَين، وهي تحمل مواد غذائية، ولا سيّما الدقيق، علماً أنّ شاحنة واحدة فقط حُمّلت بأدوية لفائدة المستشفيات. وبعد 81 يوماً من الإغلاق الإسرائيلي المطبق، راحت أفران معدودة تؤمّن الخبز للفلسطينيين الذين طاولهم الجوع فيما تهدّدهم المجاعة، خصوصاً في الشمال، وسط الحرب المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، على الرغم من هدنة هشّة لم تدم شهرَين قبل أن تستأنف قوات الاحتلال عدوانها في 18 مارس الماضي. يُذكر أنّ الإمدادات التي سمحت السلطات الإسرائيلية بإدخالها لم تصل إلى المنطقة الشمالية من القطاع المحاصر والمستهدف، وبقيت محصورة في الجنوب والوسط.
ويعاني معظم سكان قطاع غزة من الجوع بعد خلوّ الأسواق من المواد الغذائية، ولا سيّما السلع الأساسية، إذ منعت سلطات الاحتلال إدخال أيّ مساعدات إلى الفلسطينيين المحاصرين، حتى تلك المنقذة للحياة. وهذه ليست المرّة الأولى التي يجد فيها أهل القطاع أنفسهم في أوضاع مشابهة في خلال حرب الإبادة المتواصلة، وقد وصل الأمر بأهل الشمال إلى حدّ تناول علف الحيوانات لسدّ جوعهم في فترات سابقة. يُذكر أنّ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، كان قد حذّر، يوم الاثنين الماضي، من خطر المجاعة في قطاع غزة حيث "
يتضوّر مليونا شخص جوعاً
".
وتتزامن الأزمة الإنسانية غير المسبوقة وسياسة التجويع التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية مع قرارات صادرة عن جيش الاحتلال بإخلاء مناطق واسعة من منطقة شمال قطاع غزة (تضمّ محافظة غزة ومحافظة شمال غزة) في إطار توسيع العمليات العسكرية وزيادة نطاق التوغّل البري في القطاع.
الصورة
تفريغ شاحنات مساعدات مخصّصة للفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة عند معبر كرم أبو سالم، 22 مايو 2025 (Getty)
ومن خلال برنامج الأغذية العالمي، راح عدد محدود من الأفران أو المخابز يستفيد من الدقيق الذي سمحت سلطات الاحتلال بإدخاله أخيراً إلى قطاع غزة، وبدأت تؤمّن الخبز للسكان اليوم. يُذكر أنّ 76 شاحنة من الدقيق وصلت إلى القطاع، لكنّ التوزيع سيقتصر على مناطق في وسط القطاع وجنوبه في الوقت الراهن. أمّا منطقة شمال قطاع غزة، فما زالت حتى اللحظة محرومة أبسط مقوّمات الحياة، ولم يصل إليها دقيق ولا أيّ نوع آخر من المساعدات، وسط عدم وضوح في الرؤية بشأن سماح الاحتلال بتشغيل المخابز فيها.
وقد أعلن برنامج الأغذية العالمي، في بيان أصده اليوم الخميس، أنّ "عدداً قليلاً من المخابز" في جنوب قطاع غزة ووسطه "استأنف إنتاج الخبز بعد أن تمكّنت عشرات الشاحنات أخيراً من تسلّم حمولتها من معبر كرم أبو سالم الحدودي وتسليمها في خلال الليل". أضاف أنّ "هذه المخابز تعمل الآن على توزيع الخبز عبر مطابخ الوجبات الساخنة".
الصورة
إعادة تشغيل مخبز تابع لبرنامج الأغذية العالمي في دير البلح وسط قطاع غزة، 22 مايو 2025 (علي جاد الله/ الأناضول)
في هذا الإطار، يقول المدير التنفيذي لشبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا لـ"العربي الجديد" إنّ عمليات تشغيل المخابز وتوزيع الخبز انطلقت اليوم الخميس، بعد توزيع كميات محدودة من الدقيق لإعداد الخبز والوقود لتشغيل المخابز. ويشير إلى أنّ "شاحنات الدقيق التي بلغ عددها 76 مجرّد نقطة في بحر احتياجات سكان قطاع غزة في ظلّ التجويع وإغلاق المعابر منذ مارس الماضي". يضيف الشوا أنّ "المرحلة الأولى من عمليات التوزيع ستكون في جنوب القطاع ووسطه، وثمّة تنسيق مع الأمم المتحدة من أجل تشغيل المخابز في محافظة غزة ومحافظة شمال غزة (تمثّلان المنطقة الشمالية في القطاع)"، مشيراً إلى "وعود بالتنسيق مع الطرف الإسرائيلي للقيام بذلك".
ويرى الشوا أنّ "الجوع مستمرّ، وخصوصاً أنّ ما يدخل إلى قطاع غزة قليل جداً ويشمل أصنافاً محدودة جداً، الأمر الذي لا يلبّي الحدّ الأدنى من الاحتياجات"، ويشرح أنّ "2.4 مليون نسمة يحتاجون إلى الغذاء، من دون أن ننسى مستوى العطش، إلى جانب خروج معظم المستشفيات في شمال القطاع وجنوبه عن الخدمة".
قضايا وناس
التحديثات الحية
لجنة أممية تحذّر: الحصار المستمر يقتل مزيداً من أطفال غزة
من جهة أخرى، يبيّن المدير التنفيذي لشبكة المنظمات الأهلية أنّ "وفيات عديدة سُجّلت بين الأطفال في قطاع غزة نتيجة الجوع (...) وسط خشية على حياة 14 ألف طفل بفعل التجويع". يضيف الشوا أنّ "58 وفاة رُصدت في صفوف الأطفال منذ بداية الحرب على قطاع غزة بفعل التجويع والحصار ونقص الأدوية وخروج المستشفيات عن الخدمة".
تجدر الإشارة إلى أنّ وتيرة المطالبات الدولية، ولا سيّما الأوروبية، راحت تتصاعد في الأيام الأخيرة، من أجل فتح المعابر وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر والمستهدف. وقد ناشدت كلّ من المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، إلى جانب 22 دولة أخرى، إسرائيل رفع حصارها عن الفلسطينيين في قطاع غزة، بالإضافة إلى إنهاء الحرب.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مركبات كيميائية جديدة تستهدف الطفيلي المسبب للملاريا في البعوض
مركبات كيميائية جديدة تستهدف الطفيلي المسبب للملاريا في البعوض

Reuters عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Reuters عربية

مركبات كيميائية جديدة تستهدف الطفيلي المسبب للملاريا في البعوض

23 مايو أيار (رويترز) - ذكر باحثون في دورية (نيتشر) العلمية أن الناموسيات قد تصبح مفيدة مجددا في مكافحة الملاريا في المناطق الموبوءة، وذلك باستخدام مادة كيميائية تستهدف الطفيلي المسبب للملاريا في البعوض بدلا من البعوض نفسه. وأدى استخدام المبيدات الحشرية طويلة المفعول في الناموسيات إلى انخفاض كبير في حالات الإصابة بالملاريا والوفيات الناجمة عنها بين عامي 2000 و2015، إلا أن هذه الطريقة أصبحت في نهاية المطاف أقل فعالية بسبب تزايد مقاومة المبيدات الحشرية. وفحص باحثون من كلية هارفارد تي. إتش. تشان للصحة العامة في بوسطن 81 مركبا كيميائيا تجريبيا مضادا للملاريا، وحددوا اثنين منها يمنعان نمو طفيلي الملاريا من خلال استهداف بروتين رئيسي في الطفيلي. وكانت هذه المركبات فعالة حتى ضد البعوض المقاوم للمبيدات الحشرية التقليدية. وقالت فلامينيا كاتيروتشا المشاركة في إعداد الدراسة في بيان "مكافحة الملاريا بحاجة ماسة إلى الابتكار". وقالت ألكسندرا بروبست المعدة الرئيسية للدراسة في بيان "تمكن زملاؤنا في مجال الكيمياء بجامعة أوريجون للصحة والعلوم من إنتاج هذه المركبات بتكلفة زهيدة، وهو ما يسمح بدمج هذا النهج في البنية الأساسية الحالية للناموسيات بتكلفة تنافسية".

قتلى وجرحى بغارات إسرائيلية على غزة، ونتنياهو يتّهم بريطانيا وكندا وفرنسا بالوقوف "في الجانب الخطأ من الإنسانية"
قتلى وجرحى بغارات إسرائيلية على غزة، ونتنياهو يتّهم بريطانيا وكندا وفرنسا بالوقوف "في الجانب الخطأ من الإنسانية"

BBC عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • BBC عربية

قتلى وجرحى بغارات إسرائيلية على غزة، ونتنياهو يتّهم بريطانيا وكندا وفرنسا بالوقوف "في الجانب الخطأ من الإنسانية"

في غارات إسرائيلية متواصلة على مناطق متفرقة في القطاع الفلسطيني المحاصر، أعلن الدفاع المدني في غزة الجمعة مقتل 16 شخصاً. وأفاد محمد المغير مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني، بسقوط "16 شهيداً وعشرات المصابين إثر غارات جوية شنها الاحتلال في مناطق عديدة بقطاع غزة منذ منتصف الليل"، وفق ما أفادت وكالة فرانس برس. وأشار إلى "سقوط عشرات الجرحى" في الغارات التي أصابت منازل في وسط قطاع غزة وجنوبه. المساعدات التي سُمح بدخولها "لا تكفي" وعقب أن سمحت إسرائيل بدخول بعض شاحنات المساعدات إلى القطاع، قال الجيش الإسرائيلي إن 107 شاحنة مساعدات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى تحمل الدقيق والأغذية والمعدات الطبية والأدوية دخلت إلى غزة الخميس. وقال مسؤولون فلسطينيون إنّ المساعدات التي دخلت القطاع، لا تكفي إطلاقاً لتعويض النقص الناجم عن الحصار المستمر منذ 11 أسبوعاً، وفق فرانس برس. وفي مداخلة خلال انعقاد الجمعية السنوية لمنظمة الصحة العالمية الخميس، حض رئيس المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إسرائيل على التحلي "بالرحمة" في حرب غزة وإنهاء "التدمير المنهجي" للنظام الصحي في القطاع الفلسطيني. وشدّد على أن السلام سيكون في صالحها، وأنّ الحرب ستؤذي إسرائيل ولن تجلب لها حلاً دائماً. وكشفت منظمة الصحة العالمية أن سكان غزة يعانون نقصاً حاداً في الغذاء والمياه والإمدادات الطبية والوقود والمأوى. واضطرت أربعة مستشفيات رئيسية لتعليق خدماتها الطبية خلال الأسبوع الماضي، بسبب قربها من مناطق الأعمال العدائية أو مناطق الإخلاء والهجمات. وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان إن 19 مستشفى فقط من أصل 36 في قطاع غزة لا تزال تعمل، وإن الموظفين يعملون في "ظروف مستحيلة". وأضافت أن "94 في المئة على الأقل من كل المستشفيات في قطاع غزة تضررت أو دمرت"، في حين "جُرّد شمال غزة من الرعاية الصحية بشكل شبه كامل". واستؤنف القصف على القطاع في 18 مارس/ آذار بعد تعثر المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس لتمديد الهدنة التي استمرت شهرين. ومنذ بدء الحرب بلغ عدد القتلى في غزة 53762، وفقا لأحدث حصيلة أوردتها وزارة الصحة في القطاع. "البيان البريطاني الكندي الفرنسي يشجع حماس" اتّهم بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، بعضاً من أقرب حلفاء بلاده بالوقوف "في الجانب الخطأ من الإنسانية" بعد انتقادهم لسلوك إسرائيل في غزة، وذلك في إشارة إلى كندا وبريطانيا وفرنسا. وفي بيان مشترك صدر في وقت سابق من هذا الأسبوع، وصفت بريطانيا وفرنسا وكندا العملية العسكرية الإسرائيلية الموسعة في غزة بأنها غير متناسبة، واعتبرت أنّ حرمانها المدنيين من المساعدات الإنسانية الأساسية أمرٌ فادح وغير مقبول. واتهم نتنياهو قادة الدول الثلاث بالسعي لبقاء حماس في السلطة، وقال إن بيانهم شجع الحركة.

غزة: انقطاع خدمات مراكز الخصوبة يؤجل أحلام الأمومة لأجل غير مسمى
غزة: انقطاع خدمات مراكز الخصوبة يؤجل أحلام الأمومة لأجل غير مسمى

BBC عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • BBC عربية

غزة: انقطاع خدمات مراكز الخصوبة يؤجل أحلام الأمومة لأجل غير مسمى

في زاوية صغيرة من شقة مدمّرة في البلدة القديمة في غزة، يجلس محمد قرب زوجته نورة، ينظران بصمت إلى صور بالأبيض والأسود كانت على شاشة هاتف قديم. صور لأجنة مجمّدة كانت تمثّل لهما بداية حلم انتظراه طويلًا. محمد، شاب في الثلاثينات من عمره، كان يخضع للعلاج من مشكلة صحية تُعرف بـ"الخصية المعلّقة"، واحتفظ بعينة من سائله المنوي في أحد مراكز الإخصاب في غزة، بانتظار اللحظة المناسبة لتحقيق حلم الأبوة. أما نورة، من جهتها، فخاضت رحلة طويلة للعلاج من العقم، حتى استطاعت بعد سنوات من العلاج هي وزوجها، الخضوع لعملية حقن مجهري، انتهت بحمل في توأم، دام سبعة أشهر فقط. "داومنا أنا ومحمد على العلاج لمدة ثلاث سنوات حتى جاء تحليل الحمل إيجابيا ، وكان ذلك قبل شهرين فقط من بداية الحرب. لم تسعني الدنيا من الفرحة. فبعد أن أجريت عملية سحب بويضات وتم زراعة جنينين في رحمي والاحتفاظ بجنينين آخرين في مركز بسمة للإخصاب في غزة، قلت أخيرا تحقق حلمي. ولكن في اليوم الذي دخل فيه الإسرائيليون علينا، حدّثتني نفسي أن كل شيء انتهى". مثل آلاف الغزيين، اضطرت نورة وزوجها إلى النزوح مرارًا وسط أوضاع معيشية قاسية، شملت نقصًا حادًا في الغذاء والأدوية والفيتامينات الضرورية للحمل. فقدت نورة توأمها بعد سبعة أشهر إثر نزيف حاد. يقول محمد: "كنا نمشي كثيرا ونتنقل كثيرا من مكان لآخر، بالإضافة للقصف العشوائي الذي كان يثير الرعب في نفوسنا وخاصة لدى نورة وهي حامل. لن أنسى هذا اليوم أبدا. عانت من نزيف شديد ولم نستطع حتى توفير سيارة لنقلها للمستشفى، وفي النهاية تمكنا من نقلها عبر إحدى سيارات نقل القمامة، حتى وصلت للمستشفى وبدأ الإجهاض". وُلد أحد الجنينين ميتًا، أما الثاني فخرج حيّا، لكنه توفي بعد ساعات قليلة بسبب عدم توفر حضانات للخدج في غزة. "قالت لي إن الإجهاض تم بصورة وحشية في المستشفى. فلا أجهزة طبية متاحة ولا أطباء يستطيعون فعل شيء في ظل ما هو متاح"، يؤكد محمد. وفي مارس / آذار الماضي، اتهمت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة إسرائيل بأنها "هاجمت ودمّرت عمدا" مركز البسمة للإخصاب والذي يعد أكبر مركز للخصوبة في القطاع. وأصدرت اللجنة تحقيقا يقول إن السلطات الإسرائيلية "دمرت جزئيا القدرة الإنجابية للفلسطينيين في غزة عبر التدمير الممنهج لقطاع الصحة الإنجابية" مشيرة إلى أنها ارتكتبت بذلك "أعمال إبادة". كما أشار التقرير الذي أعدّته لجنة من الخبراء بتكليف من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى أن إسرائيل فرضت حصارا بشكل متزامن ومنعت المساعدات بما في ذلك الأدوية اللازمة لضمان سلامة الحمل والإنجاب ورعاية المواليد. وردا على التقرير، كانت البعثة الدائمة لإسرائيل لدى الأمم المتحدة قد أصدرت بيانا تقول فيه إنها "ترفض رفضا قاطعا هذه الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة". كما أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التحقيق واصفا إياه بـ"السخيف والعار من الصحة". تم إنشاء لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في عام 2021 للتحقيق في جميع الانتهاكات المزعومة للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان. حلم مؤجل إلى أجل غير معروف ورغم أن الأطباء قالوا إن نورة لا تزال لديها فرصة للحمل، فإن الواقع في غزة لا يمنح هذه الفرصة بسهولة. فقد توقفت جميع مراكز الإخصاب التسعة التي كانت موجودة في غزة، وكان مركز البسمة للإخصاب أكبرها من حيث الإمكانيات الطبية. تواصلت بي بي سي مع الجيش الإسرائيلي للتعليق عما يقوله مسؤولو المركز بشأن استهدافه، وقال الجيش الإسرائيلي "إنه لا يستهدف عمدا عيادات الإخصاب في غزة، ولا يسعى إلى الحد من إنجاب المدنيين في القطاع". وأضاف: "إن الادعاء بأن الجيش الإسرائيلي يقصف هذه المواقع عمدًا لا أساس له من الصحة، ويُظهر سوء فهم تام لهدف عملياته في غزة". وتعليقا على قصف مركز البسمة، أشار الجيش الإسرائيلي لبي بي سي إلى أنه لا يستطيع تأكيد وقوع الهجوم على المركز نظرا لعدم توافر معلومات كافية عن التاريخ المحدد للهجوم. وأشار الرد الإسرائيلي إلى أن قواته "تعمل وفقا للقانون الدولي وتتخذ الاحتياطات اللازمة لتقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين". وفي هذا السياق، قال مسؤولو المركز لبي بي سي إنهم لم يتمكنوا من تحديد تاريخ وتوقيت القصف على المركز بسبب عدم تمكنهم من زيارته منذ أواخر نوفمبر / تشرين الثاني نظراً لظروف الحرب والهجمات المستمرة على القطاع، مشيرين إلى أنهم علموا بتدميره حين زاروه في أوائل ديسمبر / تشرين الأول عام 2023. قصة محمد ونورة ليست استثناءً، بل واحدة من عشرات القصص لنساء في غزة اصطدمن بالواقع ذاته. إسلام لُبّد، واحدة من هؤلاء النسوة، حملت بعد سنوات من المحاولات، لكنها لم تفرح بالحمل طويلًا. "بعد الحرب، لم يكن هناك أي استقرار. كل فترة قصيرة ننتقل من مكان إلى آخر. جسمي تعب، وحملي تعب معي"، هكذا تروي إسلام قصة فقدانها لجنينها بعد أشهر قليلة من الحمل الذي نتج عن عملية حقن مجهري أجرتها قبل الحرب. لا تملك الآن جنينًا مجمدًا ولا مكانًا تعيد فيه المحاولة. آمال خليل، هي الأخرى، خاضت رحلة علاجية طويلة استمرت ست سنوات قبل أن تتمكن من الحمل عبر الحقن المجهري وتضع طفلتها الأولى. كانت تحتفظ بجنين آخر في مركز الإخصاب، تخطط لزراعته هذا العام ليكون شقيقًا لطفلتها، لكن كما تقول: "كل شيء ضاع مع ضياع تدمير المختبر". "كنت أشعر أن هناك خطوة ثانية قريبة. كان عندي أمل في أخ له… ولكن الآن لا أخ ولا مركز". أما سارة خدري، فبدأت رحلتها مع الإخصاب عام 2020، ونجحت في تجميد أجنتها بعد مشوار صعب، وكانت أيضا تستعد لعملية الزرع، وتنتظر فقط اللحظة المناسبة، التي سبقتها الحرب. "أنا لا أستطيع حتى أن أبدأ مشوار الحقن المجهري. رأيت كل شيء ينهار وأنا في أول الطريق". "4000 جنين ذابوا في صمت" عن هذه الآمال المفقودة، تحدث لي الدكتور بهاء الغلاييني، مدير مركز بسمة للإخصاب، بنبرة لا تخلو من الحزن والذهول، وكأنه لا يصدق أن سنوات من العمل والعناية يمكن أن تختفي في لحظة. يقول الدكتور بهاء إن أهم ما كان في المركز حاضنتين تحويان نحو 4000 جنين مجمد وأكثر من 1000 عينة من السائل المنوي والبويضات، جميعها كانت تجسد أحلام الأمومة والأبوة لمئات النساء والرجال في غزة. "الحاضنتان اللتان دمرتا – وتكلفتهما أكثر من 10 آلاف دولار - كانتا مليئتين بسائل نيتروجيني يغمر العينات لحفظها وقبل قصف المركز بنحو أسبوعين، بدأ النيتروجين بالتناقص والتبخر". حاول مدير المختبر الدكتور محمد عجور – الذي نزح بدوره إلى جنوب غزة – التواصل مع مورد النتروجين في مستودع بمنطقة النصيرات في محاولة منه لإنقاذ العينات وإعادة ملئ الخزانات بالسائل المطلوب، غير أن شدة القصف حالت دون استطاعته الوصول إلى المركز لإعادة ملئ الحافظتين. يقول مدير المختبر الدكتور عجور متأسفا،"استطعت بصعوبة الوصول إلى مستودع غاز النتروجين في النصيرات وبالفعل استلمت أنبوبتين من الغاز وبقيتا معي، غير أنني لم أستطع الذهاب إلى المركز بسبب شدة القصف، وبعد نحو أسبوعين قصف المركز نفسه ولم تعد هناك حاجة أصلا لهذا الغاز." "أنا أتحدث عن 4000 جنين مجمّد، هذه ليست مجرد أرقام، بل أحلام لأشخاص انتظروا سنوات، وخضعوا لعلاجات وحقن مكثفة، وعلّقوا آمالهم على هذه الخزانات التي تحطمت في النهاية"، يقول الدكتور بهاء. ويقدّر الدكتور بهاء أن بين 100 إلى 150 امرأة فقدن فرصتهن الوحيدة أو شبه الوحيدة في الإنجاب، لأن كثيرات منهن لا يستطعن تكرار العملية. "هناك من هنّ في سن متقدمة، وهناك مريضات سرطان، وأخريات يعانين من أمراض مزمنة، أو تلقين جرعات عالية من منشطات التبويض لمرة واحدة. من الصعب جدًا أن يبدأن من جديد".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store