logo
اللغة العربية في خطر: هل أصبحنا نُربي أجيالًا لا تُجيد لغتها الأم؟

اللغة العربية في خطر: هل أصبحنا نُربي أجيالًا لا تُجيد لغتها الأم؟

بقلم :
بيان السردي
في أحد صفوف اللغة العربية بالمدارس العمرية في محافظة الزرقاء، يسعى المعلم يوسف المصطفى جاهدًا إلى إعادة طلابه إلى لغة الضاد. لكنها مهمة تزداد صعوبة يومًا بعد يوم، في ظل تراجع ملحوظ في مكانة اللغة العربية أمام المدّ اللغوي الإنجليزي، الذي لا يُنظر إليه كلغة علم فقط، بل بات يُرمز به إلى التحضّر والتفوّق الاجتماعي.
في كثير من المدارس الخاصة والدولية، باتت الإنجليزية لغة التعليم والتواصل الرئيسية، فيما تشهد المدارس الحكومية أيضًا انتشارًا لخلط اللغتين في الحديث اليومي. المشكلة، كما يصفها المعلم يوسف، لا تقتصر على ضعف اللغة العربية، بل على ما هو أعمق من ذلك.
يقول يوسف المصطفى، معلم اللغة العربية في المدارس العمرية – الزرقاء:
"المشكلة لم تعد في ضعف اللغة العربية فحسب، بل في تراجع قيمتها لدى الطلاب، إذ أصبحت اللغة الأجنبية مرتبطة بالتحضّر والتميّز، حتى لو لم يكن الطالب متمكنًا منها. كثير من الطلاب لا يستطيعون التعبير عن فكرة بسيطة بلغة سليمة، وهذا مؤشر خطير يجب التنبه له."
ويؤكد المصطفى أن التحدي الأكبر اليوم يتمثل في إقناع الجيل الجديد بأن لغته الأم ليست عبئًا ولا عائقًا أمام التطور، بل هي جزء أصيل من هويته. ويرى أن غياب القدوة اللغوية في المنزل والمجتمع، إلى جانب أساليب التعليم التقليدية، ساهم في تعميق الفجوة اللغوية والثقافية لدى الطلاب.
فاللغة العربية، كما يشير، لم تعد تُعامل باعتبارها لغة الفكر والتعبير والانتماء، بل أصبحت في نظر كثير من الطلبة "غير عصرية"، في ظل سيطرة المحتوى الرقمي باللغة الأجنبية على حياتهم اليومية.
ورغم أهمية تعلم اللغات العالمية وعلى رأسها الإنجليزية، إلا أن فقدان القدرة على التعبير باللغة الأم يحمل في طياته خطرًا أكبر، وهو فقدان جزء من الهوية والانتماء.
الحفاظ على اللغة العربية ليس مسؤولية تربوية فحسب، بل هو واجب وطني وثقافي وإنساني. لا يمكن بأي حال الاستغناء عن اللغة التي نحملها في وجداننا وتاريخنا، فهي لغة القرآن الكريم، ولغة الضاد، وجسرنا الحضاري الذي يربطنا بجذورنا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اللغة العربية في خطر: هل أصبحنا نُربي أجيالًا لا تُجيد لغتها الأم؟
اللغة العربية في خطر: هل أصبحنا نُربي أجيالًا لا تُجيد لغتها الأم؟

سرايا الإخبارية

timeمنذ 6 ساعات

  • سرايا الإخبارية

اللغة العربية في خطر: هل أصبحنا نُربي أجيالًا لا تُجيد لغتها الأم؟

بقلم : بيان السردي في أحد صفوف اللغة العربية بالمدارس العمرية في محافظة الزرقاء، يسعى المعلم يوسف المصطفى جاهدًا إلى إعادة طلابه إلى لغة الضاد. لكنها مهمة تزداد صعوبة يومًا بعد يوم، في ظل تراجع ملحوظ في مكانة اللغة العربية أمام المدّ اللغوي الإنجليزي، الذي لا يُنظر إليه كلغة علم فقط، بل بات يُرمز به إلى التحضّر والتفوّق الاجتماعي. في كثير من المدارس الخاصة والدولية، باتت الإنجليزية لغة التعليم والتواصل الرئيسية، فيما تشهد المدارس الحكومية أيضًا انتشارًا لخلط اللغتين في الحديث اليومي. المشكلة، كما يصفها المعلم يوسف، لا تقتصر على ضعف اللغة العربية، بل على ما هو أعمق من ذلك. يقول يوسف المصطفى، معلم اللغة العربية في المدارس العمرية – الزرقاء: "المشكلة لم تعد في ضعف اللغة العربية فحسب، بل في تراجع قيمتها لدى الطلاب، إذ أصبحت اللغة الأجنبية مرتبطة بالتحضّر والتميّز، حتى لو لم يكن الطالب متمكنًا منها. كثير من الطلاب لا يستطيعون التعبير عن فكرة بسيطة بلغة سليمة، وهذا مؤشر خطير يجب التنبه له." ويؤكد المصطفى أن التحدي الأكبر اليوم يتمثل في إقناع الجيل الجديد بأن لغته الأم ليست عبئًا ولا عائقًا أمام التطور، بل هي جزء أصيل من هويته. ويرى أن غياب القدوة اللغوية في المنزل والمجتمع، إلى جانب أساليب التعليم التقليدية، ساهم في تعميق الفجوة اللغوية والثقافية لدى الطلاب. فاللغة العربية، كما يشير، لم تعد تُعامل باعتبارها لغة الفكر والتعبير والانتماء، بل أصبحت في نظر كثير من الطلبة "غير عصرية"، في ظل سيطرة المحتوى الرقمي باللغة الأجنبية على حياتهم اليومية. ورغم أهمية تعلم اللغات العالمية وعلى رأسها الإنجليزية، إلا أن فقدان القدرة على التعبير باللغة الأم يحمل في طياته خطرًا أكبر، وهو فقدان جزء من الهوية والانتماء. الحفاظ على اللغة العربية ليس مسؤولية تربوية فحسب، بل هو واجب وطني وثقافي وإنساني. لا يمكن بأي حال الاستغناء عن اللغة التي نحملها في وجداننا وتاريخنا، فهي لغة القرآن الكريم، ولغة الضاد، وجسرنا الحضاري الذي يربطنا بجذورنا.

أدعية من القرآن تُقال في عشر ذي الحجة
أدعية من القرآن تُقال في عشر ذي الحجة

السوسنة

timeمنذ 10 ساعات

  • السوسنة

أدعية من القرآن تُقال في عشر ذي الحجة

السوسنة- تُعد العشر الأوائل من شهر ذي الحجة من أعظم الأيام عند الله، فقد اختصها بمكانة رفيعة وجعل العمل الصالح فيها مضاعف الأجر والثواب. وقد ورد قسم الله بها في القرآن الكريم، في قوله تعالى: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾ والمقصود بهذه الأيام كما فسّر العلماء: أيام العشر الأُول من ذي الحجة. وفي هذه الأيام المباركة، يُكثر المسلمون من الطاعات والدعاء، راجين القَبول والمغفرة. ورغم عدم ورود أدعية مخصصة لهذه الأيام في القرآن، إلا أن هناك العديد من الأدعية القرآنية التي يمكن الدعاء بها لما تحمله من معانٍ عظيمة ورحمة واسعة، وسنستعرض في هذا المقال مجموعة منها. (لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ). [2](رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). [3](رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ). [4](رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ). [5](رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤوفٌ رَّحِيمٌ). [6](فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصر). [7](رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). [8](رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ). [9]يتوجه المسلم إلى الله تعالى في أيام العشر من ذي الحجة بالدعاء، ولا يوجد دعاء من السنة النبوية خاص بهذه الأيام لذا يمكن أن يدعو المسلم ما شاء من الأدعية، وفيما يلي سنتناول أدعية من السنة النبوية يمكن الدعاء بها:"اللَّهمَّ بعلمِكَ الغيبَ وقدرتِكَ على الخلقِ أحيِني ما علمتَ الحياةَ خيرًا لي وتوفَّني إذا علمتَ الوفاةَ خيرًا لي وأسألُكَ خَشيتَكَ في الغيبِ والشَّهادةِ وأسألُكَ كلمةَ الحقِّ في الرِّضا والغضَبِ وأسألُكَ القصدَ في الفقرِ والغنى وأسألُكَ نعيمًا لاَ ينفدُ وأسألُكَ قرَّةَ عينٍ لاَ تنقطعُ وأسألُكَ الرِّضاءَ بعدَ القضاءِ وأسألُكَ بَردَ العيشِ بعدَ الموتِ وأسألُكَ لذَّةَ النَّظرِ إلى وجْهكَ والشَّوقَ إلى لقائِكَ في غيرِ ضرَّاءَ مضرَّةٍ ولاَ فتنةٍ مضلَّةٍ اللَّهمَّ زيِّنَّا بزينةِ الإيمانِ واجعلنا هداةً مُهتدينَ". [10]"اللهمَّ إِنَّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عاجِلِهِ وآجلِهِ مَا عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، وأعوذُ بِكَ مِنْ الشَّرِ كُلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ ما علِمْتُ منه ومَا لَمْ أعلَمْ، وأسألُكَ الجنةَ وما قرَّبَ إليها مِنْ قوْلٍ أوْ عملٍ، وأعوذُ بكَ منَ النارِ وما قرَّبَ إليها منْ قولٍ أوْ عملٍ، وأسألُكَ مما سألَكَ بِهِ محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأعوذُ بِكَ مِمَّا تعوَّذَ بِهِ محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وما قضيْتَ لي مِنْ قضاءٍ فاجعل عاقِبَتَهُ رُشْدًا". [11]"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ". [12]من العبادات المحببة عند الله تعالى الدعاء في كل مكانٍ وزمان، وسنتناول فيما يلي أدعية متنوعة يمكن أن يرددها المسلم في العشر من ذي الحجة:"اللهمَّ إنّي ظلمت نفسي ظلماً كثيراً كبيراً وإنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني رحمةً أسعد بها في الدارَين، وتُب عليّ توبةً نصوحاً لا أنكثها أبداً، وألزمني سبيل الاستقامة لا أزيغ عنها أبداً". [1]"ربّنا وَسِعْتَ كلّ شيءٍ رحمةً وعلماً فَاغفر للذين تابوا واتّبعوا سبيلَك وقِهم عذاب الجحيم، ربّنا وأَدخلهم جنّات عَدْنٍ التي وعدتّهم وَمَن صَلَحَ من آبائهم وأَزواجهم وذريّاتهِم إنّك أَنت العزيز الحكيم، وقِهِمُ السيئات وَمَن تَقِ السيئات يومئذٍ فقد رَحِمْتَه وذلك هو الفوز العظيم"."اللهمّ يا أَجود مَنْ أعطى، ويا خير مَنْ سُئل ويا أَرحم مَنْ استُرحِم، اللهمّ صلِّ على محمدٍ وآله في الأوّلين وصلِّ على محمدٍ وآله في الآخرين، وصلِّ على محمدٍ وآله في الملأَ الأعلى، وصلِّ على محمدٍ وآله في المُرسلين، اللهمّ أَعطِ محمداً الوسيلة والفضيلة والشرف والرفعة والدرجة الكبيرةَ، اللهمّ إنّي آمنتُ بمحمدٍ وآله ولم أَره فلا تَحرمني في القيامة رُؤيته وارزقني صُحبته وتوفّني على ملّته واسْقِني من حوضه مشرباً رويّاً سائغاً هنيئاً لا أَظمأُ بعده أبداً، إنّك على كلّ شيءٍ قَديرٌ"."لا إله إلّا الله عدد الليالي والدهور، لا إله إلّا الله عدد الأيام والشهور، لا إله إلّا الله عدد أمواج البحور، لا إله إلّا الله عدد أضعاف الأجور، لا إله إلّا الله عدد القطر والمطر، لا إله إلّا الله عدد أوراق الشجر، لا إله إلّا الله عدد الرمل والحجر، لا إله إلّا الله عدد الزهر والثمر، لا إله إلّا الله عدد أنفاس البشر، لا إله إلّا الله عدد لمح العيون، لا إله إلّا الله عدد ما كان وما يكون، لا إله إلّا الله تعالى عمّا يشركون، لا إله إلّا الله خيرٌ ممّا يجمعون، لا إله إلّا الله عدد خلقه أجمعين، لا إله إلّا الله من يومنا هذا إلى يوم الدِّين"."اللهمَّ انقلني من ذلّ المعصية إلى عزّ الطاعة، واكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمّن سواك، ونوّر قلبي وقبري، واغفر لي من الشرّ كلّه، واجمع لي الخير"."اللهمَّ إليك مددت يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي، فاقبل توبتي، وارحم ضعف قوتي، واغفر خطيئتي، واقبل معذرتي، واجعل لي من كلّ خيرٍ نصيباً، وإلى كلّ خيرٍ سبيلاً برحمتك يا أرحم الراحمين"."اللهمَّ إنّي أسألك بفضلك وعظمتك وجلالك وهيبتك وجبروتك وقوتك وبأسمائك الحسنى وصفاتك العُلى أن تفرّج عنّا ما نحن فيه وأن تقدّر لنا الخير فيما نريده وننويه، وأن ترزقنا من رزقك، وأن تُظلّنا بظلّك يوم لا ظلّ إلّا ظلّك"."اللهمَّ لا تطوي صفحة هذه الأيام الفضيلة إلّا وقد سترت عوراتنا ومحوت سيئاتنا وقبلت توبتنا وفرّجت همومنا واستجبت لدعواتنا وأصلحت أولادنا وأزواجنا وغفرت لموتانا". [1]"ربّنا وَسِعْتَ كلّ شيءٍ رحمةً وعلماً فَاغفر للذين تابوا واتّبعوا سبيلَك وقِهم عذاب الجحيم، ربّنا وأَدخلهم جنّات عَدْنٍ التي وعدتّهم وَمَن صَلَحَ من آبائهم وأَزواجهم وذريّاتهِم إنّك أَنت العزيز الحكيم، وقِهِمُ السيئات وَمَن تَقِ السيئات يومئذٍ فقد رَحِمْتَه وذلك هو الفوز العظيم".اللهمَّ إنِّي أستغفرك من كلِّ ذنبٍ خطوتُ إليه برجلي، أو مددتُ إليه يدي، أو تأمَّلته ببصري، أو أصغيتُ إليه بأذني، أو نطق به لساني، ثمَّ استعنت برزقك على عصيانك فسترته عليَّ، وسألتك الزِّيادة فلم تحرمني ولا تزال عائداً عليَّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين."اللهمَّ فرجك القريب اللهمَّ سترك الحصين اللهمَّ معروفك القديم اللهمَّ عوائدك الحسنة اللهمَّ عطاك الحسن الجمال يا مديم الإحسان يا دائم المعروف".قدمنا لكم من خلال هذه المقال أدعية عشر ذي الحجة هذه الأيام الفضيلة والمباركة التي يتضاعف فيها أجر العبادات من الصلاة والصيام وصلة الرحم والصدقات والتقرب من الله بالدعاء:

الشيخ كمال الخطيب .. يا أهلنا في غـزة: اقطعوا اتصالكم بالمئة وواحد ولا تستغيثوا إلا بالله الواحد
الشيخ كمال الخطيب .. يا أهلنا في غـزة: اقطعوا اتصالكم بالمئة وواحد ولا تستغيثوا إلا بالله الواحد

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 19 ساعات

  • سواليف احمد الزعبي

الشيخ كمال الخطيب .. يا أهلنا في غـزة: اقطعوا اتصالكم بالمئة وواحد ولا تستغيثوا إلا بالله الواحد

#سواليف يا أهلنا في #غـزة: اقطعوا اتصالكم بالمئة وواحد ولا تستغيثوا إلا بالله الواحد #الشيخ_كمال_الخطيب موسم الخير إن من حكمة الله سبحانه أنه قد فاضل بين الأماكن وبين الأزمنة، فهذا شأنه وهذا تدبيره جل جلاله {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} آية 68 سورة القصص. فإنه سبحانه قد فضّل أماكن على غيرها، ففضّل المساجد، كل المساجد على غيرها من بقاع الأرض، وفضّل ثلاثة مساجد على غيرها من المساجد بأن جعلها لا تشدّ الرحال إلا إليها كما قال رسول الله ﷺ: 'لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى'، ففضّل هذه المساجد على غيرها، وفضّل المسجد الحرام على المسجد النبوي والمسجد الأقصى. وكذلك فضل ربنا سبحانه بلاد الشام وأرضها على غيرها من بقاع الأرض كما قال ﷺ: 'عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد الله عزّ وجل يسكنها خيرته من خلقه'. 'ألا إن عقر دار المؤمنين الشام'. ومثلما فضّل الله أماكن على غيرها، فإنه سبحانه فضّل أزمنة وأوقاتًا على غيرها. ففضّل شهر رمضان على غيره من الشهور، وفضّل يوم الجمعة على غيره من الأيام، وفضّل ليلة القدر على غيرها من الليالي، وفضّل يوم عرفة على غيره من الأيام، وها نحن بين يدي أيام هي خير الأيام، إنها الأيام العشر الأوّل من ذي الحجة التي أقسم الله بها في قرآنه تعظيمًا لشأنها {وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ*وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} آية 1-3 سورة الفجر. {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} آية 203 سورة البقرة. {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} آية 28 سورة الحج. وإن رسول الله ﷺ قد شهد أن هذه الأيام أعظم وأفضل وأشرف أيام الدنيا، وأن العمل الصالح فيها أعظم من غيرها 'ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر'. 'ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتحميد والتكبير'. إنها #الأيام_العشر_الأول من #ذي_الحجة والتي ستكون بدايتها يوم الأربعاء القريب، ومنها #يوم_عرفة و #يوم_النحر يستحب فيها للمسلم التوبة النصوح {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} آية 31 سورة النور. ويستحب فيها المحافظة على الطاعات والإكثار من النوافل من الصلاة والصدقات وقراءة القرآن والدعاء والصيام والذكر 'فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد'. عن حفصة رضي الله عنها قالت: 'أربع لم يكن يدعهن النبي ﷺ: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاث أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة' أي الركعتان قبل صلاة الفجر، ومن أفضل الأعمال في أيام العشر الأضحية لغير الحاج. اشترى موقعًا في جهنم لقد حدّثنا القرآن الكريم عمّن يشترون الجنة بأثمن ما يملكون، فيدفعون مقابلها أموالهم بل أرواحهم {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} آية 111 سورة التوبة. وإذا كان هناك من يشترون الجنة بأموالهم، فإن هناك من يشترون النار بأموالهم والعياذ بالله تعالى. فالذي يشرب الخمرة التي هي أم الخبائث وقد حرّم الإسلام شربها، فهل يجدها الإنسان ملقاة على قارعة الطريق توزع مجانًا أم أنه يركب سيارته ويذهب إلى أماكن بيعها وشربها فيدفع لأجل ذلك المال، أليس قد اشترى النار بماله؟! والذي يذهب إلى الكازينوهات في البلاد أو يسافر إلى خارج البلاد للعب القمار وهناك يضيّع ماله وتضيع كرامته ورجولته، أليس هو قد اشترى النار بماله وهو يعلم نهي الإسلام عن القمار والميسر؟! والذي يذهب لشراء وجبته من الحشيش والمخدر والهروين وغيرها من أنواع المخدرات، أليس هو قد اشتراها بماله مع علمه بأنها حرام، أليس يكون بذلك قد اشترى النار وجهنم بماله؟! أليس الذي يرتاد بيوت الدعارة والخنا من أجل نزوة وغريزة بهيمية وهناك يذهب ماء وجهه ويهدر كرامته تحت أقدام الغانيات، ويدفع ماله، أليس هو قد اشترى جهنم بماله؟! فإذا كان من الناس من أكرمهم الله بالإيمان فإنهم على استعداد لشراء الجنة بأثمن ما يملكون أموالهم وأرواحهم، فإن هناك من أخزاهم الله وأذلّهم بمعاصيهم فإنهم يشترون النار بأموالهم، لا بل إن من الناس من يدخل الجنة من غير تكلفة سوى أنه يؤدي فرائض الله، الصلاة والصيام والذكر وقراءة القرآن، ولا يتعدى حدود الله بالمعاصي. فأيهما أعقل وأكيس، الذي يشتري النار بخالص ماله فيكون قد خسر الدنيا والآخرة أم الذي يشتري الجنة بهذا المال ينفقه في سبيل الله تعالى وابتغاء مرضاته، فيكون بذلك قد فاز بجنّة عرضها السماوات والأرض؟ وإنها هذه الأيام العشر من ذي الحجة، فإنها أفضل توقيت وأشرف زمان لعقد هذه الصفقة مع الله بشراء موقع في الجنة عبر الإكثار من الطاعات. وما أجمل ما قاله الشاعر وهو يناجي ربه، وهو يعقد هذه الصفقة لشراء الجنة: يا رب في جوف الليالي كم ندمت وكم بكيت ولقد رجوتك خاشعًا وإلى رحابك كم سعيت قد كنت يومًا تائهًا واليوم يا ربي وعيت إن كنت تعرض جنة للبيع بالنفس اشتريت أو كنت تدعوني إلهي للرجوع فقد أتيت اشترى موقعًا في الجنة اشتكى السلطان العثماني مراد الرابع ذات ليلة من ضيق شديد في الصدر، فاستدعى إليه رئيس الحرس وأخبره وطلب منه مرافقته للخروج والمشي ليلًا خاصة أنه كان من عادة السلطان أن يتخفّى ويخرج ليلًا ليتفقد أحوال الناس. وصل السلطان ومعه كبير حرسه إلى حارة من الحارات على أطراف إسطنبول، وإذا بهم يجدون رجلًا ملقى على الأرض بلا حراك. حرّكه السلطان بيده يمنة ويسرة ليتبين أن الرجل كان ميتًا. وكانت دهشة السلطان أعظم وهو يرى الناس يمرون من حوله غير مكترثين، فما كان منه إلا أن نادى بأعلى صوته: لماذا هذا الرجل ميّت ولا أحد يحمله؟ من يعرف الرجل؟ من يكون؟ ومن يكون أهله؟!. أمام سؤال السلطان عن الرجل ومن يكون، كانت الأجوبة من أكثر من شخص أنه فلان الزنديق، الزاني، شارب الخمر. فكان جواب السلطان بحدة وغضب: أليس هو من أمة محمد ﷺ؟ احملوه معي إلى بيته، ففعل الناس. دخل السلطان وما يزال لا يعرفه أحد ومعه رجال يحملون الميت إلى بيته، فلما رأته زوجته ميتًا انفجرت باكية وهي تقول: رحمك الله يا وليّ الله، أشهد أنك من عباد الله الصالحين. تعجّب السلطان وهو يسمع ما تقوله زوجة الرجل وما تزال تقرع أذنيه كلمات قالها الناس عنه أنه الزنديق، الزاني، شارب الخمر. فقال للمرأة: وكيف يكون زوجك من أولياء الله الصالحين وشهادة الناس ومعرفتهم به أنه زان وشارب خمر وزنديق؟ قالت المرأة: لا أستغرب ما يقوله الناس لأن لهم الظاهر، أما باطن زوجي وما أعرفه عنه فإنه غير ما عرفوا عنه. إنه كان كل ليلة يذهب إلى الخمارة في قارعة الشارع فيشتري من الخمر بمقدار ما كان يملكه من مال ثم يحضر الخمر الذي اشتراه إلى البيت ويصبّه في المرحاض وهو يبتسم ويقول: أخفف بهذا عن المسلمين، فلعلّ مسلمًا يأتي ليشتري الخمر فلا يجد فيرجع إلى بيته من غير أن يشتري الخمر أو يشربها. وكان يذهب إلى بيت امرأة عرفها الناس أنها تمتهن الفاحشة لمن يأتيها مقابل المال، فكان يدخل إليها ليلًا ويقول لها هذه الليلة على حسابي، خذي هذا المال وأغلقي عليك بابك حتى الصباح، فيخرج من عندها وهو يقول: الحمد لله لقد انقذت شابًا من شباب المسلمين من الزنا هذه الليلة. تضيف زوجته وتقول وهي تبكي: فكان الناس يشاهدونه وهو يشتري الخمر، ويشاهدونه وهو يدخل بيت المرأة البغي فيتهامسون ويتهامزون فيه وعليه، فقلت له ذات مرة: أنك لو متّ فلن تجد أحدًا من المسلمين يغسّلك ولا يصلّي عليك ولا يمشي في جنازتك، فكان يبتسم ويقول: فلسوف يصلي عليّ سلطان المسلمين وخليفتهم. ما أن سمع السلطان مراد الرابع ما قالته المرأة حتى انفجر باكيًا، وكانت المرأة لا تزال لا تعرف أن من يقف أمامها هو السلطان، ثم قال السلطان: صدق والله، فأنا السلطان مراد وغدًا إن شاء الله نغسّله ونصلّي عليه وندفنه. في اليوم التالي جاء السلطان ومعه حاشيته والعلماء والمشايخ وخيار الناس وصالحوهم يصلّون عليه ويشيّعونه. فإذا كان من يشتري الخمر بماله يشربها فتُذهب عقله ويُغضب ربه ويكون من الفاسقين. وإذا مات على ذلك من غير توبة فإنه يكون قد اشترى له موقعًا في جهنم، فإن هذا الرجل اشترى الخمر بماله وأفسدها لئلّا يشربها شاب من شباب المسلمين، فكان بهذا الفعل من عباد بل من أولياء الله الصالحين وقد اشترى بذلك له موقعًا في الجنة. الواحد أفضل من المئة وواحد ما أحوج المسلم أن يكون في كنف الله تعالى دائمًا وأبدًا يلوذ بحماه ويقف على باب مولاه. إن ما تمرّ به الأمة في هذا الزمان من ظلم وبلاء ومن كيد الأعداء وخذلان الأشقاء الذي يحتّم على الواحد منّا أن يكون أقرب وأقرب إلى الله سبحانه طامعًا في رحمته وجنّته. بكى أحد الصالحين يومًا عندما قرأ قول الله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} آية 33 سورة آل عمران، فقال له أحد إخوانه: لقد أبكتك آية ما مثلها يُبكي. إنها جنة عريضة واسعة، فقال الرجل: يا ابن أخي، وما ينفعني كم يكون عرضها إذا لم يكن لي فيها موضع قدم؟! إن من الناس من علاقتهم مع الله تعالى هي علاقة المضطر فقط، فإذا ذهب عنه ما هو فيه من البلاء والضرّ، عاد إلى ما كان عليه. إن علاقتنا مع الله يجب أن لا تكون كالعلاقة بغرفة الطوارئ وسيارة الإسعاف لا نتصل بها إلا عند الكرب والبلاء والشدّة، بل يجب أن تكون علاقة دائمة في السرّاء وفي الضرّاء، في العسر وفي اليسر. فإذا كان الإنسان عند حاجته لمركز الإسعاف والطوارئ فإنه يتصل على الرقم مئة وواحد '101' ولعلّه في بعض الأحيان يكون الاتصال متأخرًا أو أن النجدة تصل متأخرة، فما على المسلم إلا أن يكون اتصاله في هذا الزمان حيث الكرب والخذلان والشدّة والبلاء ليس بالمئة وواحد وإنما بالله الواحد الأحد الفرد الصمد. يا واحدًا في ملكه ما له ثاني يا من إذا قلت يا مولاي لبّاني أنساك وتذكرني في كل نائبة فكيف أنساك يا من لست تنساني لقد وصل أهلنا في غزة إلى هذا اليقين، فلما إنهم اتصلوا بالمائة وواحد التابع لمجلس الأمن والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، واتصلوا بذوي القربى والجيران عربًا ومسلمين، فلم يسمعهم أحد ولم يستجب لهم أحد فقطعوا الاتصال ولم يعودوا يقولون: وينكم يا عرب، وينكم يا مسلمين، بل أصبحوا لا ينادون ولا يتّصلون ولا يستغيثون إلا بالله الواحد الأحد يقولون: حسبنا الله ونعم الوكيل، ويقولون: اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، ويقولون: يا مطلع علينا سلمنا الأمر إليك ومن بغى علينا لا شكوى إلا إليك فيا أهلنا في غزة: ابقوا على ما أنتم عليه من اليقين بالله وحسن ظنكم به، فإنه سبحانه لن يخزيكم ولن يخذلكم. فأنتم إلى الفرج أقرب فأبشروا. رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store