زياد الرحباني... ويكفي
من أول لحظة خرج فيها نعشه من المستشفى، ملأت الحشود البشرية ساحة المستشفى ومحيطها، وتحوّل الطريق إلى موكب محبة.
عابرون أوقفوا سياراتهم بعضهم رسم إشارة الصليب، بعضهم قراء الفاتحة عن روحه، بعضهم الآخر رفعوا الهاتف ليلتقطوا صورة الوداع، آخرون صفّقوا... تمامًا كما يصفق الجمهور في نهاية عرض مسرحي عظيم، وهو يدرك أن الستارة ستغلق إلى الأبد.
مرّ زياد بين الناس الذين أحبوه حتى في اختلافهم معه. منهم من آمان به فنانًا وعبقريًا ومعبرآ عن اتجاهاتهم السياسية، ومنهم من خالفه في السياسة... لكن جميعهم اجتمعوا في تلك اللحظة على حبّ لا يُفسَّر.
زياد كان يشبههم، يتكلم لغتهم، يقول ما لا يجرؤ غيره على قوله، يبكيهم ويضحكهم بجملة واحدة.
بدا الموقف أكبر من الدموع، وكأننا نودّع ذاكرة، نودّع جيلًا بكامله.
عند وصول الجثمان إلى الكنيسة، خفَت كل شيء، فقط صوت الأجراس، وتنهيدة الريح بين الأشجار، ونظرات الناس الذين لم يصدقوا أن زياد رحل.
دخلت الايقونة فيروز. لم تكن في هذه اللحظة أمّ زياد فقط، بل كانت في تلك اللحظة أمًّا لكل وجع في هذا البلد.
سارت بخطوات بطيئة، صامتة، الدمعة في عينيها، حزنها كان يملأ المكان. لم تحتَج أن تقول شيئًا كانت هي الكلمة.
جلست أمام نعشه، مدت يدها، لمست غطاء التابوت، تودّع فلذة كبدها.
وحدها فيروز قادرة أن تُبكي الناس وهي صامتة. وحدها قادرة أن تختصر لبنان، في حضن أمّ فقدت ابنها... وفي رحيل صوت، سيظل حيًا ما دام هناك من يستمع إليه.
الكل يجمع ان زياد لم يمت، بل رحل بجسده فقط. أما حضوره، فباقٍ في الشوارع التي كتب عنها، في المقاهي التي تحدّث عنها، وفي العبارات التي تحولت في جزء منها الى كلام يومي بين الناس.
اليوم يطوي لبنان صفحة من دفاتره الذهبية، بصورة سيدة عظيمة تلملم حزنها ودموعها على رحيل ابنها وتعود الى صومعتها شامخة صابرة مؤمنة بالقيامة.
زياد كتب النهاية على طريقته:
بس "ما خلصِت الحكاية..."
بقلم دافيد عيسى .
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 5 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
بالفيديو.. هكذا رحّب كاظم السّاهر بالسّيدة الأولى
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... حضرت السيدة الأولى نعمت عون إلى إهدن لمواكبة السهرة الثانية على التوالي للفنان كاظم الساهر ضمن فعاليات مهرجان 'إهدنيات' الدولي بنسخته الـ21، حيث عبّر الساهر عن سعادته بحضورها. وكانت رئيسة المهرجان ريما فرنجية في استقبال السيدة الأولى لدى وصولها إلى موقع الحفل، فيما واصل الساهر إحياء ليلته الثانية وسط تفاعل جماهيري لافت. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 6 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
هل توقعت ليلى عبد اللطيف الفاجعة التي حصلت في حفل محمد رمضان الأخير.. شاهدوا الفيديو
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... تداول مستخدمون على منصّات التواصل مقطعًا يُنسب إلى ليلى عبد اللطيف يزعم أنها حذّرت الفنان محمد رمضان من "حادثة" قبل وقوع الانفجار الذي شهدته حفلتُه في الساحل الشمالي. وحذّرت عبد اللطيف رمضان بشكل مباشر من حادثة ستحصل خلال إحدى حفلاته. وكان قد شهد محمد رمضان حادثة مأسوية حصلت معه خلال حفل له في الساحل الشمالي حيث انفجرت معدات ألعاب نارية، أسفر عنها وفاة شاب وإصابة آخرين. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 6 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
بعد أزمته في مصر ومنعه من الغناء.. راغب علامة يكشف عن هذا الخبر
أعلن الفنان اللبناني راغب علامة عن تطور جديد في واقعة توقيفه من نقابة الموسيقيين في مصر بسبب واقعة القبلة بحفل الساحل الشمالي. وقال علامة أنّه حدث اتصال هاتفي بيني وبين النقيب مصطفى كامل أزال سوء الفهم. وكتب عبر حسابه، على "أكس": " جمهوري الغالي .. في إتصال تليفوني بيني وبين النقيب والفنان مصطفى كامل وبكل النوايا الطيبه .. كان الحديث انه ليس في مصلحة احد هذا الوضع .. ولا اقبل ان يكون هناك خلاف على الاطلاق ومن يتطاول على النقيب كأنه تطاول عليا وعلى جمهوري شخصياً.. وانا بتشرف بزيارة النقابه في اي وقت وأقدر النقيب كما اقدره كشاعر وملحن ومطرب". أضاف:" واجبنا هو اسعاد الجماهير وليس تفريقها بين القيل والقال وصورتنا لازم تفضل جميله وكل الأشكاليات نعتبرها غيمة صيف وعدت بين الأخوه.. وقد كانت المكالمه بيني وبين أخي مصطفى كلها محبه وشفافيه وما يعنينا فيها ان تبقى مصر هي وجهه اساسيه لكل مبدع ودائماً هي هوليود الشرق". ختم:" وإلى جمهوري المصري الغالي وجمهوري العربي الحبيب بحبكم بحبكم بحبكم حتى ينقطع النفس". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News